رسالة التقريب في زمن التهريج

رسالة التقريب في زمن التهريج
الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:31

ويستمر حديثنا عن التقريب والوحدة والتعايش والتضامن؛ وكلها مطالب مشروعة وضرورية شكلت ولا زالت تشكل ، ليس خطرا على العدو الخارجي الذي أراد لنا أن نغرق في سياسات طائفية لن نقوم منها أبدا ، فحسب، بل باتت رسالة التقريب هي ما يقض مضاجع شرذمة التكفير ويقلق بالها ، لأنها تدرك أن زمان انقراض أطروحاتها الخاطئة دنى فتدلّى، وهي تخشى أن يلتئم الجرح و يلمّ الشعث ويتضامن الشيعة والسنة بأغلبيتهم الأشعرية والصوفية وحتى السلفيات غير الغالية وغير التكفيرية في العالم الإسلام ، لأن منابعها تنضب تباعا والظلامية تنفضح يوما بعد يوم ، والجيل الجديد بدأ يتمرّد على الثقافة التكفيرية في عقر دارها و مراكزها، حتى باتوا أيتاما في بلدانهم. فلم يعد من مبرر لوجودهم، لأنهم من الأصل وجدوا بالخطأ وفي ظرفية تاريخية استثنائية جدّا. ومن المؤسف أن مجموعة الغلاة والتكفيريين سوف ينقرضون لا محالة إن هم لم يغيروا من ثقافتهم التكفيرية ويخففوا بعض الشيء من نزعتهم الإرهابية ويتأدبوا بآداب الإسلام السمحة وقيم العصر العقلانية ، وأن تحدث صفوة الإصلاح ثورة من داخلهم كما بتنا نلاحظ أن منهم من بدأ يسلك طريق التنوير والاعتدال على قلّتهم وضعف سلطانهم ، وهي دعوة نتمنّاها للمسلمين جميعا سنة وشيعة لا فرق ، فما ننصح به هؤلاء ننصح به أولئك ؛ وإلاّ فمصيرهم الانقراض. وكان أحرى بهؤلاء أن يلهوا أنفسهم ويشغلوها بإصلاح أوضاع فكرهم الداخلية وينتقدوا تجاربهم الخاصة وأن ينظفوا بيتهم الداخلي قبل أن يتطوّعوا لممارسة الإصلاح في مذاهب غيرهم التي يجهلون روحها وجوهرها ويخلطون فيها أخماس بأسداس. فمثل تلك العملية هي مسؤولية أصحاب المذاهب نفسها لا الأغراب. وليس في وسع أحد إلا أن يبرر حجية مذهبه في الإسلام لا أن ينصب نفسه مدّعيا وقاضيا في الوقت نفسه وأن يتساءل فينتظر الجواب من أهل المذهب الآخر. وتلك هي مهزلة الموضوعية عند الكثير من التكفيريين الذي اختاروا تمثل لغة الموضوعية ليثبتوا المزاعم نفسها. إننا ننطلق من أن الخلاف الأول حول الإمامة هو خلاف حقيقي لا يمكن التعاطي معه بلغة النّط والقفز فوق النصوص، والتبرير بأثر رجعي تمسكا بقيم لم تكن حاكمة ولا حاضرة إلاّ عند المتأخرين، مثل الشورى التي لم يعرفها تاريخ الإسلام السياسي ولا الديمقراطية التي لا زالوا يكفر بها الكثير من هؤلاء. علما أن الشورى عانت أزمة حقيقية في تاريخنا الإسلامي بسبب الذين حاجوا بها أصحاب الإمامة وليس سببها الشيعة الذين لم يحكموا وإن فعلوا حكموا بالطريقة نفسها التي ظلت سائدة وغالبة في العالم الإسلامي ووفق القيم والمعايير السياسية للتجربة الإسلامية العامة. ومن هنا كان لا بد أن نوفر النقاش الموضوعي حول ذلك إلى مقامه الذي ليس مقامنا الآن. إن مقامنا هو واجب التقارب بين المسلمين تقويضا لفتنة التكفيريين الذين يشعرون اليوم بالإفلاس كلّما عاد موضوع التقريب والوحدة إلى الواجهة.


***


نتحدث عن الوحدة والتقريب ولا نجعل من التعايش والتضامن بدلا عنهما لأننا نعتقد أن ما يجمع ويوحد بين فرقاء المسلمين هو أكبر من أن يجعلنا نتحدث عن مجرد تعايش وتضامن وهو مما تسلك عليه التعدديات بين المسلمين وغيرهم. فالذين يجمعهم الله لا تفرقهم عصبيات مذهبية. والذين يجمعهم الرسول والقرآن وأصول الإسلام الكبرى سيكون من العيب أن يتحدثوا عن تضامن وتعايش لا عن تقارب وتوحد. ولذا فإن الوحدويين يتحدثون عن الاقتصاد في الخلاف بينما يسعى التكفيريون إلى تضخيمه حتى ييئّسوا المسلمين من الوحدة والتقريب. وهنا نزيد تذكيرا أننا لا نسعى في هذه المقالات أن نحاجج دفاعا عن مذهب أو مدرسة، فلذلك مقام آخر وموضوع مختلف فافهم رحمك الله ولا تغالط أو تستعجل وتنط بين موضوع وآخر. إنّ حديثنا هنا يتعلق بالوحدة والتقريب كضرورة يوجبها الشارع، لا كمنّة من جهة على أخرى. فزمان إثبات هذا المعتقد أو ذاك فسيح وممتد ولن يهرب منّا ؛ وعندها لا تسامح في الحجة بل المدار هو الدليل وليس التبرير الذي يرد بتبرير أو ليّ لعنق دليل يمكن ردّه بليّ نظير أو انتقاء في المصادر يمكن ردّه بانتقاء أتقن أو سكوت عن أدلّة تردّ باستحضارها أو ولع باستحضار مكتوب الآخر من دون دراية ، للتباري مع أقران صاحب المذهب نفسه أكثر من أن يثير سوى الشفقة عند أصحاب المذهب الآخر. ولك أن تطارح وتناقش وتدافع عن رأيك واختلافك في ظل واقع تقريبي وتعايشي لا إشكال في ذلك ولا حدود لذلك. وحدها المجتمعات المتوحشة، لا تميّز بين حقّ الاختلاف وضرورات التعايش. بين النقد واللعن .. بين الدليل والتهريج.. لكن مشكلة البعض يكمن في خلط الموضوعات حيث الموضوعية والمعرفة ليست مطلبا جادّا لديه. ليس مطلوبا من السنّي أن يتنازل عن سنيته فهذه لم تكن دعوى لعقلاء الشيعة في كل محاولاتهم التقريبية. وكذلك الشيعي لن يتخلّى عن آرائه لأنه يملك عليها ما ينهض حجّة لا تردّ بتهريج طائفي وسياحة صيفية في مختلف المتون من دون بوصلة ومعالم في الطريق. فهذا ليس في مقدور أحد . كما أن هذا إرث ورثناه من تاريخ لم نصنعه وإنما نحن صنيعته . لكن لماذا لا يخشى الشيعة على أبنائهم من الوحدة مع السنة؟! بينما نجد ضوضاء التكفيريين لا يفتأ ينبّه إلى مخاطر التقريب (لا مساس) مع الشيعة.. هل ثمة خوف وهشاشة يشكوا منهما التكفيريون وانعدام الثقة في نفوسهم؟ أم لأنهم يعتبرون كل تقارب بين المسلمين سنة وشيعة هو تقويض لثقافة التكفير وتعجيل بانقراض دعوى أقلية تكفيرية معروفة ؟! لم يعش العالم الإسلامي أجواء تهريجية مثل الذي نعيشه اليوم في كل تاريخه. هل هو وفاء للتاريخ أم فراغ حضاري نابع من عجزنا عن بناء الدولة القوية والمجتمع المدني وتكريس ثقافة التسامح والحوار وحقوق الإنسان؟! إن المطلوب هنا لا أن ترجح رأيا، بل أن تتعايش وتتضامن لأنك تعيش تحت طائلة قدر جغرافي ومصير تاريخي واحد. كن ابن من شئت وما شئت واكتسب فهما وأدبا. فالمطلوب أن تتمرّس هذه العقول المتوحشة على احترام الآخر وتغيير ثقافتها لتلائم عصر التسامح وحقوق الإنسان ولغة التواصل. المتوحشون وحدهم يضيقون بالآخر وتهيمن عليهم غريزة الدهشة والنفور والفزع منه. المجتمعات الراقية شقت طريقها نحو الاستقرار والسلم المجتمعي وقوة الدولة وعمق الثقافة يوم تعلمت أن لا حدود للاختلاف لكن ثمة ضرورات للتضامن. نحن اليوم ندفع ضريبة التربية على التخلف والتزمت والتعصب والتوحش وتمجيد الذّات وتبخيس الآخر ، وهي من موروث أزمنة الانحطاط. أن نختلف داخل الأوطان لا يعني أن نختلف حول الأوطان. والاختلاف حينما يدبر على أسس تواصلية وقيم الحوار واحترام الآخر ضمن ثوابت الأمة المعقولة والمشروعة والأساسية ، يصبح قاعدة صلبة لأوطان حرّة وحصينة ، من دون مزايدات تافهة ولا ادعاءات مغرضة. وصنّاع الأوطان الحصينة والقوية والحرّة لا يمكن أن يكونوا تكفيريين ومتعصبين. وهذا هو قدر مجتمعاتنا الإسلامية الآخذة في التجدد رغم أصوات الظلام وتشغيبها التي تحاول أن تجعل من نفسها ناطقا باسم الأمة ، ومنافحا عن مطالبها ، والتي لا تعني في حقيقتها أكثر من تحقيق قدر من التنمية والتقدم والسلم المجتمعي القائم على التربية الحضارية والثقافة المدنية. فالخائفون من الاختلاف والتعددية والسلم المجتمعي هم سلالة من بقايا عصور الانحطاط.


التقريب ضرورة لا منّة


الوحدة، التقريب ، التضامن ، الشراكة… مفردات لها أهميتها في حاضرنا الموسوم بالتشظي والتشرذم والعصبية. ومفاهيم لها رواج كبير في زمن كأنه بات قدرنا أن نحياه على إيقاع التفريق ونبض التجزئة. إن المغلقين بين أسوار مدارسهم ومذاهبهم المحروسة يرون الآخر بمثابة الجحيم. حتى لو شاركهم هذا الأخير حقيقة التوحيد وسلّم بالمرسل والرسول والرسالة. ماذا عساهم يريدون بعد كل هذا؟! لعل أخطر مفارقة في المقام أننا نبحث ـ ودائما كنا ملزمين أن نبحث ـ عن مربعات للشراكة والتقارب في قيم أخرى قد تتنزل إلى ما هو أدنى من الأصول الثلاثة التي بها قام الاعتقاد الإسلامي وعلى أساسها يجب أن تنهض الوحدة والتقريب. الوحدة ليست في تفاصيل الاجتهادات الكلامية ، بل الوحدة قائمة بالجملة. ربما هنا يصح القول أن الشيطان يكمن في التفاصيل. فالعلماء يدركون أن التوافق يقوم بالجملة فإذا ما رمنا التفصيل اختلفنا. لا نطلب الوحدة في هل إن الصفات هي عين الذات أم أنها مستقلة عنها.. هل الكلام قديم أم محدث.. هل هو صادر عن الذات أم نفسي .. هذه خلافات في الجملة مشروعة على خلفية وجوب الاجتهاد في الاعتقاد والتنزيه. لا ندري أي قيمة من شأنها أن توحد المسلمين غير ما يشتركون فيه على أساس الثالوث الأصولي(المرسل والرسول والرسالة)، الذي هو مناط إسلامية الاعتقاد. لكن ثمة من يرى أن المسلم كافر حتى لو نطق الشهادتين، طالما أنه يختلف في تفاصيل اعتقادية ما. أعتقد أن الدنو من بعضنا البعض يجعلنا نفهم الآخر أكثر ونتفهمه أكثر. نفهم الكثير عن الآخر ونتفهم حتى ما لم نستطع الاعتقاد به. هذا ما أسميه الاقتصاد في الخلاف. إننا نختلف أكثر مما هو واقع بالفعل. نختلف كثيرا لأننا لا ندرك طريقا أمثل لنتعارف أكثر. من المتيسر جدا أن ننفخ كثيرا في بالون الخلاف. غير أنه بالإمكان أن نخفف من ثقل هذا الخلاف لنوقفه عند حجمه الطبيعي. لقد لعبت السياسة دورا خطيرا في هذا التورم الطائفي. وإذا كان ذلك بالمعايير السياسية مبررا عصرئذ ، فإن السياسة اليوم ترى المصلحة في الوفاق والتسامح والتقارب والشراكة والوحدة. كان الصراع الطائفي بالأمس ينتج غالبا ومغلوبا . هذا ما نقصد بكونه كان مبررا . لكنه اليوم لا ينتج غالبا ولا مغلوبا. بل إنه صراع يجعلنا جميعا مغلوبين. فمن الممكن جدا أن تلعب السياسة دورا بارزا في لمّ الشعث والتخفيف من وطأة الخلاف. علينا إذن أن نكون سياسيين. لعل هذا هو ما جعل السيد شرف الدين الموسوي يؤكد يوما على هذا الدور السياسي ، حينما اعتبر أن السياسة التي فرقتنا وجب عليها اليوم أن توحّدنا! يجب أن ندفع بالأمة إلى ثقافة سياسية كبيرة تجعلها تدرك كم خسرت من كل هذا التّشظي غير المعقول. حينما تسود ثقافة الانزواء المذاهبي ومغالطات المذاهب المحروسة المغلقة على حقائقها، فإننا نكون أمام كبرى الأوهام المؤسسة للثقافة الطائفية البغيضة. الضرورة قاضية إذن بأن نؤسس لثقافة المذاهب المفتوحة لا المذاهب المغلقة. وثقافة الطوائف المتسامحة لا ثقافة الطوائف المنزوية. وثقافة المدارس المنفتحة لا المدارس المحروسة. وعليه فإن فرصتنا اليوم أكبر من أي زمن مضى لفهم هذه الحقيقة. وهو أن مجتمعنا الحديث أيا كانت سياسته وأيا كانت ثقافته ، يعيش على سبيل قيم التسامح والانفتاح وفكرة التعايش والسلم الأهلي. ليست الحرب أيا كان مداها إقليمية أو أهلية بالأمر الممكن اليوم. فالحروب الطائفية اليوم مستحيلة لسبب رئيسي هو أن منطق الحرب اليوم لا يؤدي إلى نتيجة بقدر ما يورث الأحقاد ويعمق الجروح ويعقد المشكلات. إن حربا أهلية تقوم على أسس طائفية معناه وجود حمام دم لا ينقطع أبدا. وهي على المستوى الإقليمي حرب بسوسية لن تفعل أكثر من أن تعمق جذور القابلية للاستعمار وتؤبد وجود الأجنبي واستمرار انعدام الثقة بين دول الجوار. أي مجنون أحمق يظن أن الحرب الطائفية اليوم ممكنة كما كانت في يوم مضى حيث كان السيف هو الوسيلة التي يتم بها قطع الرقاب وحيث الفتك لا يتحقق بقوة السيف أو قوة الأفراس أو حتى الفيلة، بل القوة تتحقق بمتغير آخر هو كفاءة المقاتل وقوة ضرباته. لك أن تتصور الأمر اليوم معكوسا. ثمة دول تملك من البارود ما تحول به العمران إلى خراب. لا أحد يملك اليوم أن يبيد أحدا ، لكن الحروب اليوم تتم بصورة أفتك ، بحيث لا وجود بعد أن تضع أوزارها إلى غالب أو مغلوب كما ذكرنا آنفا. المنتصر يجد نفسه أمام مهمة كبيرة ، هي كيف يعيد البناء بعد أن تم تدميره بالكامل. الحروب التي ننتصر فيها لا تعني أن المنتصر قادر على منع الخراب من الوصول الى مجاله. كل حرب تعيد الأمة إلى الوراء قرونا لا يمكنها تأمين طريق اللّحوق بالركب المتقدم. علينا إذن أن نكون سياسيين واستراتيجيين وتنمويين وحضاريين لندرك أي خراب ينجم عن مجرد التفكير في الحرب الطائفية.


كبوة العلماء


تزداد وتيرة التصعيد الطائفي حينما يصبح تدخل العلماء انفعاليا وعاطفيا مثل العوام أنفسهم. هذا يزيد الطين بلة. حدث ذلك بصورة كادت أن تكون مروعة نتيجة ما جرى ولا يزال في أرض العراق المحتلة. فحينما تغيب الحقائق ويصبح العلماء يستمدون معطياتهم من وسائل إعلامية لا زالت متهمة بالتحيز وغياب المهنية ، فإن ذلك يكون أخطر من أي أمر آخر. في هذا السياق المفعم بالفوضى فقد الكثير من العلماء صوابهم. وكان الانفعال سيد الموقف. حتى بعض الأعلام المعروفين بوسطيتهم وتسامحهم وحسهم التقريبي والوحدوي انهدوا في بؤرة تأجيج العواطف. إن العالم العربي فقد رشده خلال تلك الفترة، وإن استطاع بعض الفضلاء أن يواصلوا الصبر ويتخطوا هذه المحنة بروية ورباطة جأش. لقد لعب الإعلام دورا سلبيا في هذا الموضوع. كان لا بد أن يسيطر العلماء على الموقف ، وأن لا يدعوه ضحية لهذه الفوضى الخلاقة التي ساهم فيها الإعلام العربي بسذاجة أحيانا وبوقاحة أحيانا أخرى. إن المأمول من الأمة جميعا وليس من ايران وحدها أن ترقى بموضوع العلاقة الإسلامية ـ الإسلامية إلى أقصاها. ليس من الحكمة أن نعلق مسؤولية الفرقة على كتف جهة معينة أو اتجاه ما. إن الوحدة مسؤولية الجميع والتقريب تكليف عيني. وطبعا كل من موقعه وكل بحسبه. الأوضاع السياسية المخيمة على المنطقة لا زالت محكومة بسياسة الحذر والريبة. لا زالت السياسة تفسد الأمور. ومشكلة إيران اليوم أنها دولة كبيرة وحيوية في المنطقة. الجميع إذن يتحرج ويخشى من مبادراتها. إنها عقدة المنطقة برمتها. لكن أمام هذا المرض الايرانوفوبي ماذا يجب أن يحدث حتى تعود الثقة إلى النفوس والرشد إلى العقل؟! أدرك أيضا ذلك الإحساس الذي ينتاب الطرفين متى خلا كل منهما إلى معسكره. يبقى السؤال مطروحا هل موقف هذا الطرف من ذاك يظل هو نفسه لما يخلوا كل طرف إلى بني مذهبه؟ هنا يبدو الاختبار صعبا للغاية. كم من وحدوي يتحول إلى طائفي متعصب متى خلا إلى شيطان طائفيته. هناك انعدام الثقة بين الطرفين مهما تضخمت المجاملات تحت الأضواء الجذّابة داخل أقبية مؤتمرات التقريب. لكن هل من حد أدنى من الوفاء؟! أستطيع أن أؤكد من خلال تجربتي الشخصية الكثير من تلك الصور المقلقة. لكن بالمقابل هناك الصورة النقيضة التي تجعل للفكر الوحدوي معنى وعنفوانا من خلال المؤمنين به والنشطاء في مجاله . ففي جلسات أو زيارات خاصة مع علماء ومسؤولين شيعة عرب أو من إيران أستطيع أن أؤكد بأن حديثهم عن ضرورة التقارب والوحدة يجري على أساس كونه واجبا دينيا أولا. وهو حقا قلق يعيشه نشطاء وباحثون وعلماء . بل إنه بات حلم الجماهير المسلمة التي باتت تتوقع من علمائها وسياسييها أن يقفزوا فوق حواجز الطائفية ومعيقات النهضة ومضادات النمو. ثمة سمّاعون للفتنة من العلماء لا يتحققون. ففي العراق هناك شيوخ يطوفون عبر العواصم العربية ينشرون المغالطات ويحرضون على شيعة العراق نعرفهم ونعرف مع مت يتحدثوا وماذا قالوا. والأمر نفسه بالنسبة لبعض الشيوخ في لبنان وغيرها. وهذا يعني أن من صنّاع الفتنة شيوخ وأعلام أيضا وليس العامة إلا متلقي ساذج مفعول به لا فاعلا في هذه الفتن الضارية. ثمة مشكلة أخرى إسمها التقية. ولكنني سوف أؤكد على أن التقية أصبحت مشكلة غير الشيعة ، لأنها لا تحمل من المضامين عند غير الشيعة كما تحملها عند الشيعة. هل الشيعة يمارسون التقية في نشدان الوحدة؟ على الجواب أن يكون حسيا وليس حدسيا كما يقول الأصوليون. إننا نتحدث إلى العوام فنذكر بأنهم أبعد الناس عن أن يحسموا في أمر الخلاف. غير أننا ما فتئنا نؤجج العوام ونجعل منهم حطب الفتنة . ونصيغ لهم ـ ونسوغ ـ ثقافة تشجع وتشرعن سذاجتهم في تناول كل الموضوعات والمسائل محل الخلاف، فتكون النتيجة واضحة بعد ذلك؛ التكفير والتبديع وما يترتب عنهما من آثار تصل إلى حد استئصال الآخر وسلبه حقه في الوجود بله التعبير عن الوجود. قضية استغلال عاطفة العوام والتترس بها كما رأينا دائما حتى عصرنا هذا ، تتطلب وقفة جسورة وشجاعة قصوى. صحيح أن العوام ومن في حكمهم أكثر انفعالا من أن نسيطر عليهم. كلنا يدرك خطورة انخراطهم في هذا الجدل. لكن لا أحد يمكن أن يشكك في أن وراء وثبة العوام تكمن إرادة واعية لنخبة ما أو جهة ما تدرك متى وكيف يجب تأجيجها. من الصعب أن تتم السيطرة على الخلاف لما يصبح بين العوام. لكن من السهل أن نمنع الأمور من أن تصل إلى العوام بصورة مشوشة. إن التنوير مهمة العلماء تجاه العوام. تستطيع السياسة أن تعلم من لا يتعلم. وتستطيع السياسة أن تربي الجمهور على احترام الآخر. إننا أمام ضرورة التثقيف على القبول بالآخر ومبدأ الأخوة الإسلامية التي يجب أن تصبح جزء من برامج نظمنا التربوية. علينا أن نثقّف أجيالنا على أن الحقيقة هي أعمق مما في يدنا؟


التشيع موقف والسنة عنوان عريض


لن نخرج من المأزق إن نحن سلّمنا بالاصطلاح لمّا يكون مؤسسا لصرح الفتنة المستدامة. ومن ذلك الإبقاء على مفهوم السنة والتشيع كاصطلاحين خاصين لا يمفهومين يحملان دلالة إسلامية ، بحيث يتعذّر على المسلم إن هو استوعب مضمونهما إلاّ أن يكون سنيّا سالكا على طريق الرسول الأعظم (ص) ، إن مقتضى هذه السنّة نفسها أن يتشيّع لآل بيته الذين لم يفرق بينهما في صلاة واجبة فكيف نفرقف بينهما في تشرعنا العملي. فالتسنن قيمة في الإسلام والتشيع قيمة في الإسلام ولا يمكن تصور إحداهما إلا في ضوء الأخرى ؛ بل لا يحرز أحدهما إلا بإحراز الآخر: إنهما قيمتان متكاملتان لا متنافرتان. فلا لا زلت أرفض تداعيات الطابع الطائفي والمذهبي للتشيع؛ حيث اقتضت الصيرورة التاريخية للاجتماع الديني أن ينزوي أكثر فأكثر، ويوما بعد يوم، كلما اشتد القمع والاستبداد والبطش السياسي ، وكلما ابتعدنا عن زمن حضور الأئمة الذين كانوا أحرص الناس على وحدة الصف وبيضة الإسلام. هذا أمر طبيعي جدا. لكن كان لا بد من التذكير دائما أن التشيع يجب أن ينظر إليه ليس كمذهب بل كموقف طليعي في الأمة. لقد قدم أئمة أهل البيت تعاليم وإرشادات لها أهميتها الكبرى إذا ما استحضرنا ظروف وتحديات المرحلة التي أعقبت رحيل صاحب الدعوة. كانوا يرشدون إلى العقل كله والإيمان كله والإخلاص كله. لم تكن دعوتهم إلاّ رفع سقف القيم النبيلة لرسالة الإسلام . لم يكن حقا من السهولة أن يكون المرء شيعيا زمن الأئمة، ما دام لهذا الاختيار مغزى كبيرا، هو أن تكون من حواري علي بن أبي طالب ، تتمثل مواقفه وسلوكه وشجاعته في الصدح بالحق. ومن كان يومها مؤهلا لذلك؟! ليس غريبا أن يكون قلة فقط حينئذ من أصحابه يتحلون بتلك الصفات. وما تبقى فهو السواد الأعظم من الجمهور الذين همهم موقف هذا الأخير من العدالة الاجتماعية. وهم في حاجة إلى من يتدبرهم بالتعليم والتربية، حيث لا آفة أعظم وأخطر من آفة استسلام العلماء لرغبات العامة وخوف المصلحين من انفعالات الدهماء وتسقيف المعرفة على مقاسهم. كذلك كان موقف الحسن والحسين ومن جاء بعدهم من أئمة أهل البيت، حيث لن تجد في تعاليمهم إلا ذلك السقف المرتفع من القيم التي ألزموا بها أصحابهم والمقربين؛ كل بحسب القرب ومقدار الصحبة. مثل هذا التيار الجامع للأمة المفتوح على قضايا الأمة لا يمكن أن يسمح بأن يصبح منزويا في طائفة أو منحصرا في مذهب. الأئمة كانوا صلحاء يسعون لإصلاح الأمة وقلبهم على الأمة جميعا. من هنا وبما أن لا حديث اليوم عن وجود نواصب ، فالأمر يقتضي تخلصا من كل آثار وأحكام النصب ، حيث بدا واضحا أن التشيع أصبح قيمة أكثر مما هو عنوان مذهب. واعتقادي أن الاستبداد والتكفير والاستئصال وتمايز المذاهب عن بعضها هو الذي رسم قدر التشيّع كمذهب خاص لا كموقف إسلامي أصيل. فكل من دافع وتبنى قيمة من قيم الإسلام المدركة بالعلم العادي واليقين البسيط أو عن طريق هؤلاء الأئمة فهو على درجة من التشيع. التشيع لعلي هو تشيع للحق الذي دار معه علي حيثما دار. هو تشيع للإسلام في نهاية المطاف. على السنة أن يحاسبوا الشيعة بالتسنن الذي يؤمن به الشيعة كما على الشيعة أن يحاسبوا السنة بالتشيع الثاوي في مذهبهم أيضا. ما الذي يجعلنا نؤاخذ السنة بجملة الأخبار المروية في مظانهم على مواقفهم. وما الذي يجعل السنة يؤاخذون الشيعة بالسنة أيضا. علينا أن نحصي عدد أعلام السنة الذين عذّبوا واستشهدوا أحيانا دفاعا عن أهل البيت. ماذا نقول في الطبري الذي أحرق بيته وفي النسائي الذي قضى من آلام الضرب الذي تلقاه في الشام لما دافع عن علي بن ابي طالب وصنّف في فضائله كتاب خصائص أمير المؤمنين. لقد حق قول البروجردي وهو من أبرز المراجع الشيعية في العصر الحديث، حينما اعتبر معرفة السنة وأخبارها ضرورة لفهم التراث الشيعي. فالتشيع هو حركة تصحيحية وضمير علمي وأخلاقي كان يتدخل بموجبه الأئمة في القضايا التي يتعذر فيها على أئمة السنة إيجاد حلول لها أو في اللحظة التي يظهر فيها انحراف في الرؤية أو الموقف أو حيرة أو عجز يوجب الانسداد.


***


إن المطلق واليقين الذي نحمله بين جنبينا يجعلنا نرى الآخر خلوا من أي حجة أو اعتبار؛ تلك معرتنا جميعا. فحيث لم نعالج خلافاتنا حتى اليوم بالقدر المطلوب من العقلانية، كان أحرى بنا على الأقل أن نحتفظ للآخر ببعض الاحترام. ثم إنني لا أعني أن هذا الأمر سينتهي أو لا بد أن ينتهي من دون حلول جذرية. البعض قد لا تهمه الحقيقة ولا حتى أن يجتهد في بلوغها. يكتفي بما لديه ويصب الأحكام صبّا كما لو أن الأمر بهذه السهولة: عليكم أن ترقوا إلى النظرة الحضارية في تدبير الخلاف المذهبي .. عليكم وعليكم.. كل هذه الإنشاءات الجميلة والمفيدة لن تحجب واقعا مريرا، ألا وهو أن من الناس في عالمنا من يتطلع إلى فهم أعمق للإسلام وتاريخه. الفهم الذي ما عادت تؤمنه تلك الخطابات التي تسطّح الأمور أو تكتفي بالقدر الذي يمكن توظيفه سياسيا. إذا استمر العالم العربي على هذا النوع من القمع المستمر للأسئلة التي تدور حول المذهبيات والخلافات بوصفها تاريخية وقديمة ، فهذا التفاف على المشكلة سيؤدي حتما إلى أن يكون الحل خارج الخيار الديني في تدبير الخلاف. إن الأقليات الشيعية في العالم العربي ستكون مضطرة إلى التماس الحل في التغيير السياسي. ففي مجتمع تصبح فيه السياسة خارج المرجعية الدينية يكون التسامح حتميا وليس مجرد فلسفة. لأن الدين لن يكون فاعلا في السياسة، وليس لأن العلمانية بطبيعتها متسامحة . هذا ما يفسّر لماذا كانت النخب الأساسية والفريدة والقيادية في التيارات القومية والشيوعية والليبرالية في العالم العربي من أبناء المجتمع الشيعي.


كيف نتعامل مع المصادر والنصوص


مما يؤسف له ظاهرة نقد المذهب الآخر من خلال الاستشهاد بمصادره ثم الوصول إلى أحكام نهائية مريحة. ما أغباها من طريقة لسبب بسيط ، أن المصادر فوضى في كل دين وفي كل مذهب ، كما النصوص فيها ما يثبت الأطروحة ونقيضها. فالمعوّل عليه آراء أئمتها المعتبرين بكلام في سياقه الكامل درء لآفة الانتقاء. ففي كل مذهب لو شئنا انتقاء الغريب والشّاذ وتسامح بعض قدمائه سيوقفنا إلى وضعية كاريكاتورية بلا شك. فمن السهولة أن ينتقي غير الشيعة من مصادر الشيعة ما يروق لهم مما يكذّبه أعلامهم ويخيطون به جلبابا أخرق يثير عجب الشيعة أنفسهم. كما يمكن أن يقوم الشيعة بالأمر نفسه في أصولهم واعتقادهم. أليس في وسع الشيعة أن ينتقوا ما طاب لهم من مصادر السنة أيضا الكثير من تلك الآراء التي تشكل حرجا للسنة قبل الشيعة؟ لنتصور أن أحدا فتّش في مصادر السنة ليقف على روايات تجسّم المولى جلّ وعلا وتثبت له المكان والزمان وتجعله على صورة بني آدم وكشاب قطط إذا جلس على العرش فاض منه أربعة أصبع وله قدم وساق ويقهقه ولعرشه أطيط عند جلوسه كما ينزل إلى السماء الدنيا نزولا ماديا ، كما أن نبيّه سحر حتى وقع في الشرك وتمجيد الأصنام وقد فقد صوابه في نهاية عمره حتى بات يهجر وأنّه يخطئ حيث يصيب صحابته وأن موسى ضرب ملك الموت ففقأ عينه خشية أن يقبض روحه وأن القرآن ناقص وفيه آيات كانت من الطوال فغدت من القصار وهلم جرّا. ومع ذلك نعتقد أن ما يصحّ في المذاهب هو ما قرّره أئمتها المعتبرين لا ما هو طوع البنان في مصادر القوم. ليس في منظور الشيعة المعاصرين ما يدعوا أو يؤكد على قطعية صدور الكتب الأربعة ولا ما عداها. إن الحركة الاجتهادية الشيعية لم تقف عند مربع تفريع الفروع بل امتدت إلى المفاهيم واستندت إلى عقلية استدلالية ونقدية انقلبت فيها المفاهيم نفسها واكتسبت مضمونا مختلفا عما يوحي به التناظر في الاصطلاح. نعم إننا نتحدث عن الصحة وعن اليقين وعن العلم وعن أشياء من هذا القبيل كلما تحدثنا عن توثيق أخبارنا أو اعتبار الحجة لرواياتنا. استمرارية الاجتهاد تؤكد على أن المجتهد الإمامي اليوم على قناعة من أن ليس كل ما ورد من روايات في كتب الأخبار هو صحيح. نعم إننا نتحدث عن اعتبارات ونتحدث عن أن هؤلاء استندوا إلى مباني خاصة اكتفوا بها في التوثيق ليست ملزمة للموثق المجتهد الحديث والمعاصر ما داموا وهم قريبين من عصر الحضور على أشد الخلاف بينهم في مسألة توثيق الراوي. لماذا يكتب الطوسي كتابا روائيا مع وجود الكافي للكليني؟ بل لماذا يؤلف كتابا آخر في الرواية ـ الاستبصار ـ بعد أن كتب التهذيب، كما كتب كتابن في الرجال. كان ذلك حالهم جميعا في كتابة أكثر من كتاب في الرواية أو الفقه أو الرجال. هؤلاء كانوا يجتهدون، ويعتقدون أنهم بصدد تقديم قيمة مضافة لما سبق وقدموه. بل إن توثيقاتهم ما كانت يوما ما كما يقال دائما عن حس بل كانت اجتهادا وحدسا في كثير من الأحيان كما لا يخفى من متونهم. لا وجود للصحيح بالمعنى العقلي للعبارة سوى ظنونا. ولا عليك مما ذهب إليه حينئذ أمثال المرتضى في إيجاب العمل بالصحيح دون خبر الواحد الثقة. ولا في استحالة ذلك كما تخبرنا شبهة ابن قبة. لقد انقلبت الأمور رأسا على عقب. وها هو العقل الشيعي اليوم ينظر إلى مظانه الروائية على أنها تحتاج الى اجتهاد متواصل . حيث لكل عصر حقه في الاجتهاد. وعلم الرجال يجب أن يكتب في كل جيل مرة أخرى. هذا إنما يعني أن الحركة الاجتهادية تتأثر بتطور المعرفة وتراكم الخبرة. وهو أمر مسلم اليوم عند الشيعة. فليس للمسلمين إلا أن يتواضعوا أكثر ليقبلوا بعضهم البعض ، ليكبروا أكثر بوحدتهم . وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم في حاجة إلى الاستبداد والاحتلال والحرب الأهلية لحل مشكلة شهد تاريخ 14 قرن بل تاريخ البشرية جمعاء أنها مشكلة لا حل لها إلا بالوحدة والتضامن والتقارب. وهو أمر لا يتطلب سوى أن نؤمن أكثر ونعقل أكثر.


ما يلاحظ على رسالة التقريب


تعتبر ـ من حيث المبدأ ـ كل دعوة تهدف إلى رأب الصدع داخل الأمة، وتقريب المسافة بين المذاهب الإسلامية، دعوة طيبة وإيجابية وقاصدة. غير أنني ألاحظ للأسف أن الكثير من التقريبيين بدؤوا في الآونة الأخيرة يعبرون عن شيء من الملل و نفاد الصبر، بل باتوا يتساقطون من حيث دروا أو لا يدرون في شراك المواقف السلبية. كل ذلك لأن ثمة خللا في تصور إشكالية الخلاف وعدم الاستيعاب الكافي لمحل النزاع والإصرار على أن الوحدة تعني الابتلاع ومنع حرية الاختيار والتفكير الحرّ. ومعلوم أن الحكم يتفرع عن التصور للقاعدة المعروفة: الحكم على الأشياء فرع عن تصورها. فمادام ثمة خلل في الاستيعاب فحتما سيراوح الفكر التقريبي مكانه وسيكرر مقولاته ويستنفذ أغراضه. الخطاب التقريبي للأسف لم يتطور بالشكل الأرقى والواقعي وظل حبيس المثل والمجاملات وتطييب الخواطر. فما أن نبرح مؤتمراتنا حتى ننتهك الخطاب ونعود إلى ضلالنا الأول. إن واحدة من مشكلات تأخر الخطاب الوحدوي هي فرع لطبيعة تفكيرنا ورؤيتنا للأشياء. فحينما تستبد بالفكر الإسلامي النزعة غير الواقعية أيّا كانت أصوله وقواعده والمدرسة التي تؤطره أو المذهب الذي يهيمن على مقولاته، فإننا لا ننتظر أن نخرج بمخطط واقعي في هذه الجزئية المسماة بفكر التقريب. إن جذر العطب يكمن في طريقة التفكير ووضعية الثقافة. ولعلّني حضرت بعض مؤتمرات التقريب لكنني لم أقف على كيمياء السعادة فيها. إنها مناسبات لتبادل المجاملات وفي القلوب تنطوي على الكثير من حتّى في موضوع العلاقة التاريخية بين فرق المسلمين الذين لا زالوا لم يحوّلوها إلى مدارس للتفكير بدل أن يبقوا عليها كحصون منيعة ومدن محروسة. مؤتمرات التقريب والوحدة مثل سائر المؤتمرات الاستهلاكية يجب أن يعاد النظر في سياستها وتدبيرها حتى لا تتحول إلى ملتقيات لالتهام “التّمن” و”المهلبية” و ممارسة السياحة وتبذير المال العام. فلم يترتب على كل تظاهرات التقريب أي مشروع مؤسسي فاعل يتابع الشأن التقريبي . فكلام هذه السنة يستعاد بملل في السنة الأخرى. ولو حصلت مصلحة جزئية فيه فإن لا أثر من ذلك كبير. وكان أولى أن تتحرك فعالياته على مستوى أعلى بكثير ليقنع كل دولة في رعاية مجلس أعلى أو لجنة عليا للعلاقات أو التقريب، تدعمها الدول وتصبح جزءا من سياسة المؤتمر الإسلامي. إن أكثر هؤلاء المجاملين يسعون لتحقيق نفوذهم وزعاماتهم في العالم الإسلامي بينما قد يتنكرون لرسالة الوحدة والتقريب عند أوّل اختبار. وثمة آخرون لا يملكون أي سلطة أو نفوذ ولا يملكون أن يغيروا منكر الفتنة ولو بكلمة واحدة. إن مؤتمرات التقريب يجب أن تكون جادّة وبحجم خطورة الموضوع. لقد كان على المسلمين جميعا أن يحدثوا ثورة في صميم خطابهم، وعندها فقط سيدركون كم فعل الوعي الشقي فعلته في تاريخهم. وماذا خسروا بتفويت نعمة الوحدة عن رهاناتهم . إننا لا ننتظر من الفكر التقريبي والوحدوي أن يكون على درجة استثنائية من هذه المعقولية والواقعية فيما تدبير المسلمين لشؤونهم المعرفية والسياسية محكوم بالطوباوية والانفعالية والسلبية والهدر. باختصار على الشيعة والسنة معا أن يغيروا ما بأنفسهم قبل أن يدخلوا محراب الوحدة والتقريب. وإذا أهملنا شرذمة التكفير من خوارج الأمة ، فإن المطلوب من المسلمين لا أن يسعوا في المرحلة الأولى بأن يحاول كل فريق منهم أن يقدم الآخر على طريقته ، بل المطلوب أن تقوم ثورة تصحيحية داخل كل طائفة وبشجاعة. بتعبير أصرح : على السنة أن يخففوا من حساباتهم السلطانية التاريخية وعلى الشيعة أن يخففوا من مراعاة العوام. فإذا فعلوا سيجدون أنفسهم تلقائيا على أرضية مشتركة، وتصبح الوحدة مطلبا يفرض نفسه على الفورية. لذا تعين أن نحرر ملتقياتنا التقريبية والوحدوية من حالة الروتين والموسمية والحالة الكرنفالية، لأن هذا ينتهي مفعوله ولا يصيب الوعي الجمعي للأمة في الصميم. إنني أعتقد بأن إشكالية الوحدة مرتبطة بمستوى نضج المجتمع ومستوى تمدنه. لذا تعين أن لا يبقى النقاش في دائرة علم الكلام أو الفقه ، بل يتعين تعدد المقاربات ، السوسيولوجية والسيكولوجية والاقتصادية والجغرافية والسياسية وما شابه. لأن الكثير من الحساسيات التي تعيشها مجتمعاتنا تحت عناوين طائفية لها نظائر فيما تعيشه في بؤر أخرى تحت عناوين عشائرية أو فئوية أو حزبية. الأمر إذن يتعلق بتلبيسات طائفية تعتمل داخلها عناصر سوسيولوجية وسيكولوجية وسياسية أكثر مما هي كلامية وفقهية. فالكراهية حينما تستبد بالاجتماع، تستدعي كل العوارض وتنتحل كل العناوين. لذا وجب تعدد المقاربات في بحث مشكلات الصراع الطائفي والمذهبي بين المسلمين. لأن الأمر في الحقيقة لا ينحصر في الصراع السني ـ الشيعي ، بل لدينا ما يكفي من أشكال الصراع بين أبناء المذهب الواحد بل العشيرة الواحدة. المسألة أبعد من كونها صراع مذاهب حتى لو كانت نتائج ذلك كارثية. إن الاختلافات الجزيئية بين المسلمين ـ مهما أكبرها وضخّمها النزاع المسرف والمغشوش ـ سواء أتعلقت بأصول الاعتقاد أو الفروع ليست سببا كافيا للخلاف. لأن هذا النوع من الاختلاف يوجد بين المدرسة الكلامية الواحدة وبين أبناء المذهب نفسه. فحينما نقترب من التفاصيل نقف على ضروب من الاختلاف لا يفسد في الود قضية. لكن السياسة فعلت فعلتها في تاريخنا ولا زالت السياسة تفعل فعلها في حاضرنا. لهذا تحديدا وجب أن تنهض إرادة سياسية حقيقية وناجعة لإعادة المياه إلى مجاريها.


التقريب ولعبة الإعلام المضاد


لا بد ونحن نبحث قضية التقريب أن نبتعد ما أمكن عن شوشرة الإعلام وتضليلاته، لاسيما حينما يكون إعلاما مشبوها وغير نزيه. ولقد فشل قسم من الإعلام العربي في رسالته التقريبية وأضحى بؤرة لتأجيج المشاعر الطائفية بقصد أو بغير قصد. فالصور التي تنقل هنا وهناك في وسائل الإعلام لا تصلح دليلا على شيء. قبل فترة أظهر أحد النواب في البرلمان العراقي صورة لشخص معمم إلى جانب جثة معلقة، معتبرا تلك الصورة وثيقة تكشف عن تورط رجال الدين الشيعة في العراق في قتل وتعذيب السنة. والحق أنها لم تكن إلا صورة للسيد خاتمي في متحف السجون في طهران، والشخص المعلق هو مصنوع من الشمع وهو متحف معروف في طهران ، حيث وقفت على حقيقة هذه الصورة في عين المكان. لكن للأسف القناة التي استعرض فيها الشخص المذكور هذه الصورة لم تقف عند هذا التضليل ولم تكشف حقيقة التزييف وربما التهريج الذي يخدم شيطان الفرقة، وحيث الذين يتحدثون بحماسة عن الفتنة الطائفية ليسوا في الأعم الأغلب ممن يعنى بالمسألة الدينية. إنها بالتالي لعبة إعلامية وسياسية قذرة لا مروءة فيها ولا تقوى. لذا لن أسلم بمثل هذه الأقاصيص التي تعرض في مواقع الانترنيت أو على شاشة التلفزيون. فالإعلام حينما يكذب ويكذب يكتب عند الله كذابا.


قضايا شيعية تشغل المجتمع السنّي


قد تكون كل مفردة هنا تتطلب وقفة تفصيلية لا يتسع لها المقام ولا يحتملها الموضوع المخصص لهذا المقال ، ولكننا نأتي عليها مختصرة لنذكّر بأن الأمر لا يعدوا ضربا من سوء الفهم الذي تؤجج النوايا المغرضة والفئات التكفيرية التشهيرية التي صمّمت على أن الجنة ليست سوى شجرة واحدة تكفيهم لمجموعتهم الأقلية الصغيرة وهي محرمة عندهم على المسلمين الذي أدخلوا فيهم بدعة التكفيري وكراهية المسلمين. وقد يتاح لنا من باب البرهان على فساد طريقة الانتقاء أن ننتقي من مذاهب العامة بعض مما ليس معتبرا عند أئمتها ونسرده على أنه من صميم مذاهبها ليدرك التكفيريون أن أسلوبهم ضعيف وغير علمي ولا يصلح إلا خدعة لعوام الناس لا لعقلائهم. أجل ، هناك قضايا يجب أن تؤخذ مأخذ الجد وثمة أخرى تستحق الإهمال. ومن تلك التي تستحق اهتماما جملة شواغل أثارها خصوم الشيعة داخل العالم الإسلامي وتتطلب تصحيحا لا يهمّ أن يرفضه الخصوم الأنطولوجيين للشيعة إلى يوم يبعثون. من ذلك الربط الساذج واللاّتارخي بين الشيعة والفرس كما لو أن العرب لم يكونوا شيعة من قبل وكما لو كان النزاع الأول بين علي بن أبي طالب عليه السلام ومعاوية ، صراعا بين العرب والفرس. هذا مع أن التشيع سلّم لفارس من قبل العرب وهو قوي عزيز غير منقرض. وحكاية قيام الدول وسقوطها يفسر بالمنعة والقوة لا بسقوط الفكرة. وحينما أقام الفاطميون والحمدانيون والبويهيون وغيرهم دولهم لم يقيموها على أنها شيعية بل على أنهم قوة سياسية ترى نفسها قادرة على التغلب والسياسية. وهذا كلام يطول أيضا لسنا في مقامه. إن الشيعة العرب هم جزء من التركيبة الاجتماعية والتاريخية العربية. التشيع في الأصل هو عربي. والدولة الصفوية استقدمت العرب إلى إيران لرعاية التشيع في إيران. الكل يدرك الدور الكبير الذي لعبه علماء جبل عامل اللبنانية والأحساء أو البحرين والعراق. إن علماء عامل اللبنانيين هم المؤسس الحقيقي للدولة الصفوية وأوّل ولي فقيه في إيران كان هو المحقق الكركي من جبل عامل استقدم لهذا الغرض كما لا يخفى دور بهاء الدين العاملي كعالم وفلكي وحكيم ومهندس في أصفهان. كان الصفويون يومها جماعة صوفية ذات أصل تركي لا خبرة لهم بهذا المذهب الذي اقتنعوا به في زمن متأخر. الصفويون متشيعيون وليسوا شيعة بالأصل. فإذن الشيعة العرب ليسوا نبتة غريبة عن المنطقة ولا هم أغراب عن مجتمعاتهم. إنك حينما تمسك بلسان العرب لابن منظور أو تتعلم قواعد الشعر وبحوره من الخليل أو حينما تستمتع بسماع أبيات للشريف الرضي أو دعبل الخزاعي أو ديك الجن أو أبو فراس أو المتنبئ … ثم تدرك أن هؤلاء جميعا هم شيعة عرب ، و مع تراث عربي أصيل أبدعه هؤلاء الشيعة العرب ، تدرك أنهم حتما ليسوا نبتة غريبة . المسألة إذن تبدأ حينما نتحدث عن مسألة المرجعية. وهي مسألة في التقليد الشيعي ليست قارة جاثمة مؤقلمة. إن طبيعة البناء العلمي وتحصيل شروط الاقتدار على الاجتهاد والفتوى اقتضت أن تتفرد بالريادة العلمية كل من النجف وقم وقديما كنا نتحدث عن أصفهان وشيراز وما شابه ، حيث أصبحت واقعا لحواضر علمية مثلما نتحدث عن الزيتونة والأزهر والقرويين وما شابه. وهو واقع ليس فقط كاد يصبح معدوما في دول عربية أخرى ، بل حتى العراق شهدت منذ عقود تراجعا كبيرا لأسباب سياسية معروفة. قضية المرجعية غير قابلة للأقلمة. بل هي مسألة تتعلق بواقع المرجعية التي انحصر معظمها في إيران والنجف للأسباب المذكورة. عربية الشخص أو فارسيته لا دخل لها في تقويم المرجعية. هناك في العراق مراجع من جنسيات أخرى. فالسيد الخوئي كان من أصول تركية والسيد السيستاني من أصول إيرانية والشيخ بشير النجفي من أصول باكستانية والشيخ الفياض من أصول أفغانية والشهيد الصدر أو السيد سعيد الحكيم كما السيد محسن الحكيم سابقا عرب..المسألة تكليفية فقهية بحتة. المتشرع الشيعي مكلف أن يكون مجتهدا لا يقلد أحدا. لكن طريق الاجتهاد ليس متيسرا لعموم المكلفين. فوجب أن يحتاط ولا يرجع إلى أحد، وهذا من أعسر المواقف الشرعية. إذن ليس له إلا أن يقلد فقيها تحققت فيه شريطة الاجتهاد والأعلمية. وهذا أمر ليس جزافيا ، فلا بد من أن يحصل الاطمئنان بأعلميته، وثمة طرق في معرفة ذلك شبيهة بطرق التحقق من الأهلّة، شهادة عدلين والرجوع لأهل الخبرة والاطمئنان وما شابه…المسألة لا علاقة لها بالمقاييس السياسية. بل أنت مطالب بإبراء الذمة وهذه مسألة دينية لن تنفع فيها السياسة. ولذا ليس من الصحيح أن نتحدث عن مرجعية الشيعة العرب ولا حتى شيعة الحارة الواحدة ولا البيت الواحد. ففي البيت الواحد قد تجد من يقلد المرجع الفلاني والآخر يخالفه إلى تقليد مرجع آخر. المسألة دينية بحتة وتتم وفق أصول شرعية، وهي أيضا مسألة ديمقراطية. فالشيعة العرب يرجعون إلى كل المراجع ، لا يوجد مرجع دين إلا وله مقلدون في البلاد العربية. وبعض المقلدين لا يهمهم إلا رسالته العملية

‫تعليقات الزوار

28
  • بنادم
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:13

    مقال لا سنام له ولا خطام لا أساس ولا رأس أنت يا هاني من تنط نطا وتهرج وتقفز على الحقائق وتتهجم على مخالفيك بأسلوب ليس فيه ادني مسحة من احترام وتقدير ثم تريدهم أن يتقبلوا أطروحتك في التلفيق والكذب وكأنهم صغار
    مقالك طافح بالمغالطات واللمز للمخالفين
    كان الأولى أن تسميه التعايش أم التقارب لا يكون إلا على أسس ثابثة
    ومتفق عليها
    اراك تدافع بإستماتة عن مذهب التشيع وتحاول ان تخفي عيوبه وتسعى بكل ما أوتيت من قوة أن تنتقص من أهل السنة بكلام مجمل
    لذلك اتحداك ان تفصل في مقالك القادم تلك التهم التي نسبتها إلى اهل السنة وتأتي بالأدلة من كتبهم كما نأتي نحن بالأدلة من كتب مذهب
    الكلام يطول حول ما دندنت حوله لكن أنصحك أن تتخلى عن الأنا وأن تتحلى بالتواضع ولا تغرك فلسفتك فإن الله لا يألك عن تلك القلسفة يوم القيامة وإنما سيسألك عن أعمالك

  • أندلسي
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:53

    أصول الشيعة غير موجود في القرأن كالولاية والوصية والمهدي فلهذا فنحن لا نتفق معهم لا في القرأن السنة عندهم مصحف عثمان و الشيعة عندهم مصحف فاطمة كذالك نختلف معهم في الصلاة والاذان ورمضان والحج والصحابة وأمهات المؤمنين والتاريخ و العادات

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:55

    وأنت تتحدث عن “الإيرانوفوبيا” …افتتانك وتغزلك بنظام العمائم السود الصفوي أفقدك صوابك وجعلت تتكلم كثيرا كي لاتقول شيئا في نهاية المطاف …الجمهورية الصفوية الشعوبية الفارسية غير مؤهلة للدفاع عن قضايا المسلمين ،ولانية لها في مايسمى بفرية”التقريب”،لماذا ؟؟ لأن دورها القذر في تقديم خدمة مجانية لـ “الشيطان الأكبر” لغزو “أفغانستان” و”العراق”أي دورتقريبي تتحدث عنه إيران وقدسبق أن أقر نائب الرئيس الأيراني “أبطحي” بتصريح شهير أنه “لولا إيران لما إستطاعت امريكا من احتلال افغانستان ولا العراق” أي تقريب تسعى إليه جمهورية الملالي والألاف من عناصر مخابراتها غارقة حتى الركب في دماء الشهداء العراقيين وضباط المخابرات الإيرانية يسيرون فرق الموت بتنسيق مع مستشاري المالكي المرتبطون بقاسم سليماني وقاسم سليماني مرتبط إرتباطا مباشراَ بمكتب خامنئي في إيران والسفير الإيراني في العراق..والحمد لله الذي كشف الجرائم الفظيعة التي كانت تمرة التعاون الإجرامي بين النظام الصفوي وأذنابه الخونة الروافض في العراق..وهذا ماسربه موقع “ويكيلكس” أخيرا عن الدور الإيراني القذر …ثم تزعم ياهاني أن “جمهورية خامنئي” هي ملاك طاهر يسعى إلى التقريب..
    لوكانت نيتك صادقة في”التقريب” لوجدناك أول من يدين أقوال “خاسر الخبيث” صاحب موقع القطرة- على سبيل المثال -..فأين تختبئ حين يمس المارقون “رموز السنة” –كما يقال -؟؟؟
    الحمد لله الذي كشف المستوروجعله طوع كل طالب للحق ..(وانشروا تؤجروا )

  • عايق
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:43

    شوف أخويا هاني بلا مادوخ على عباد الله،المقال ديالك كلو من الاول لخر ما هو إلى رد على زقاقي،والردود ديالك كلها كتغلفها بعنوان التقريب والوحدة كن واضح،وليني مزيان منين جعلك هاد زقاقي فموقع الدفاع ،كتنتقد الموضوعية ديالو وكتقول عليها مغشوشة اشنو بغيتيه يتشيع باش ترضى عليه

  • أندلسي
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:45

    الدين شيعة يفرخ مجموعة من الدجالين واللطامين والكذابين والشتامين و اللعانيين والسبابين أيعقل أن يكون هذا من الاسلام دين ينتج أمثال ياسر الحبيب الذي ينظم حفلات بمناسبة وفاة عائشة يفرحون بالوفاة البشر هل هذا من الانسانية أم باقر الفال والمهاجر والكوراني فحدث ولا حرج أكبر خرافيين وكذابين عرفتهم فلهذا تجد المجتمع الشيعي يميل الى الالحاد بسبب الخرافة والخزعبلات الذي يمتاز بها هذا الدين

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:05

    إلى “أحمد حسن” صاحب التعليق (5)…اسمح لي أن أقول لك – وأنا والله الذي برأ النسمة وفلق الحبة ونواصي الخلق بيده لاأكرهك ولاأحمل لك غلاوأسأل الله أن يهديك إلى الحق ..قل آمين – الآيات التي استشهدت بها يابني ،لامنطوقها ولامفهومها يدلان على أنها تعني ارتداد الصحابة أوتشير عن قريب أو بعيد أنها في خصوص فئة قليلة ، وإنما جاءت تثبيتا للمؤمنين وسحذا لهممهم ،وإذا كنت تفهم العربية فمعناها:” لايجعلنكم موتي أوقتلي تنقلبون على أعقابكم إلى ماكنتم فيه من جاهلية بل استمروا على ما جئتكم به وبلغوا عني ما أتيتكم به .. ” ولاأدري من أين أتيت بتفسيرك العجيب لها ..؟؟ فإذا قلت أنا لابني مثلا : سوف أغيب في سفر،فإياك أن ترافق المنحرفين أو تقع في محظورأو…فهل معنلى ذلك أنني أتهمه وأحكم عليه بالانحراف والوقوع في المحظور ؟؟ وبما أن الخطاب في أمر جاد وهو البلاغ والجهاد فقد جاء الخطاب صارما وشديدا على عادة القرآن.. وأنا لم أجد في الآية أي ذكر للصحابة فالخطاب أعم وأشمل ، ثم دعني أقول لك يا أحمد حسن ..فالله تعالى الذي أثنى على صحابة نبيه في كتابه أتريد أن تحكم على كلامه تعالى بالتناقض؟؟ فهل الذي قال عنهم ” والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ..” يأتي ويتراجع عن قوله – تعالى عن ذلك علوا كبيرا – ويقول مرة أخرى أنهم ارتدوا أو سيرتدون ..الله تعالى المنزه عن العبث ،تريد أن تجعله يقول القول ثم يقول بخلافه ..أرجو أن تكون لك مسكة من عقل لتعي هذا ..(وانشروا تؤجروا )

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:19

    ..,اما بخصوص الأحاديث التي أتيت بها ،فصدقني – مع الأسف – فوالله الذي لاإله إلا هو ،إنها لاتعني ما شرذ إليه دهنك من كونها تدل على ارتداد الصحابة ،فحديث الحوض صحيح ونعتقد بصحته 100بالمائة ،ولكن منطوقه ومدلوله يكادان يصرخان أنها قيلت في المبتدعة الذي أحدثوا في دين الله ماليس منه ،ويحتمل أنها قيلت في من ارتد من الفرق الضالة أومن قبائل العرب حتى قيض الله لهم الصديق أبا بكر- في حروب الردة المعروفة التي شاركه فيها علي رضي الله فلم يبق إلا فئام من المرتدين فروا إلى الأمصار الأخرى ..قال ابن حجر في الفتح : هذا الحديث في المرتدين الذين ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه حيث ارتد أغلب القبائل ما عدى مكة و المدينة و الطائف، و هذا ما ذكره شراح الحديث.و قوله صلى الله عليه و سلم” أصحابي” على المعني اللغوي لا المعني الاصطلاحي، و الحديث على المعني العام للصحابي، و منها هذا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أراد أن يقتل عبد الله بن سلول فقال رسول الله (لا يتحدث الناس انه كان يقتل أصحابه) فالمقصود هو المعنى اللغوي لا على المعنى الاصطلاحي لأنه من المنافقين و أظهر نفاقه جهرا/ وبما أنك يا أحمد حسن ترى أن المقصود بالحديث هم الصحابة،والصحابي هو كل من صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ، جاز لنا أن نسأل ما الذي يخرج أهل البيت من الذين ارتدوا وهم من ضمن صحابته؟؟ (وانشروا تؤجروا )

  • عبدالاله
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:23

    سؤالي للطرفين :
    من هو الصحابي؟
    اريد تعريفا معتبرا للصحابي، ما الذي يجعلنا نطلق على شخص لقب الصحابي، و هل لهذه الفئة اية احكام شرعية خاصة بها دون سائر الامة؟
    ارجو ممن يجيب ان تكون اجابته موثقة..

  • حي بن يقظان
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:27

    إذا كان عقلاء الشيعة يشهدون على أنفسهم بأن أهل السنة كانوا أعدل وأرحم منهم كلما تغلبوا عبر التاريخ، فمن يتلكأ ويكذب ويتلون في قضية التقريب؟ من يتعاطى التهريج؟ من يسوق العناوين لتدويخ المساكين؟ من فضحته الوثائق بموقع وكيليكس؟ في أي بلد عربي أو إسلامي يعاني الشيعة مثل ما يعانيه السنة في إيران من تضييق وتهميش رغم أنهم حوالي عشرة بالمئة؟ والله إن النفاق والكذب والتلون الحربائي لا يغني من الحق شيئا. لو أن الشيعة كفوا ألسنتهم عن لعن الصحابة وأمهات المؤمنين، لعاشوا بسلام في ضلالهم مثل اليهود والنصارى بين المسلمين من أهل السنة. أحسن رد على ما يقوله “إدريس هاني” هو ما يخطه المتشيعون على هوامش مقالاته من أمثال الصعلوك “أحمد حسن”… ولكن مقالات “أحمد زقاقي” تكفلت بإزالة باقي أوراق التوت عن عورات الدعاية الشيعية (البروباغندا في عبارة “هاني” المعجب كثيرا بنفسه هههههههه). وإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء…

  • عاشق من إسبانيا
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:33

    بداية أود أن أحيل أحمد حسن على بعض المفاهيم الأولية التي يبدو أنه يوظفها توظيفا في غير محله ينم عن جهله بمدلولاتها الحقيقية، من هذه المفاهيم مفهوم “الصحابي”، والذي يلخصه لنا بن حجر العسقلاني بقوله : ” الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وآله مؤمنا به ومات على الاسلام ، فيدخل في من لقيه، من طالت مجالسته له أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم يرو ، ومن غزا معه أو لم يغز ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى “.
    بناءً عليه فإن أي سفسطة جوفاء تفيد تبخيس قيمة الصحابي لا مجال لتسويغها أو استمرائهالمانع يدخل في أركان تعريفه أي “الموت على الإسلام”.
    ومن مغالطات أحمد حسن أيضا التي تكشف تواضع مستوى فهمه، المعنى الذي يسعى أن يلبسه قسرا إلى قوله تعالى: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ.”
    والظاهر أيضا أنه يجهل تعليق علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على آخر الآية (وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ)، لذلك سأسديه هذا الدرس في الدعم والتقوية مجانا وأحيطه بما كان يجهل عساه
    يتأسف على أيامه الخوالي:
    قال عليٌّ (رضي اللَّه عنه) في تفسير هذه الآية: الشاكِرُونَ الثَّابِتُونَ على دِينِهِمْ، أبو بَكْر، وأصحابه، وكان يقولُ: أبُو بَكْرٍ أَمِيرُ الشَّاكِرِينَ، إشارة منه إلى صَدْعِ أبي بَكْر بهذه الآيةِ يوم مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وثبوتِهِ في ذلك المَوْطِن، وثبوتِهِ في أمْرِ الرِّدَّة، وسائرِ المواطنِ التي ظَهَرَ فيها شُكْرُهُ، وشُكْرُ الناس بسببه.

  • معلق
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:01

    أولا :إعلم يا هاني ومن وراءك أن الله لن يحاسبنا على وصفكم لنا بالوهابية أو أو ولن يحاسبكم على وصفنا لكم بالروافض أو أو بل سيحاسب كل واحد عن أعماله
    ثانيا:
    لكي يتم التقارب بين السنة والشيعة لا بد من إزالة كل العقبات وأولها إحتضان ايران راعية المذهب الشيعي لمزار الملعون الإرهابي المجرم أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يعتبره مليار ونصف من المسلمين من أفضل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ الإسلامي
    ثالثا:
    إعلم ياهاني أنه لا يوجد ولا مسجد واحد لأهل السنة في طهران فحتى تل أبيب فيها مساجدفي حين توجد عشرات الحسينيات في كل دول الخليج
    رابعا:
    ذكرت مسالة تحريف القرآن وبراءة الشيعة منها وحاولت إلصاقها بأهل السنة “رمتني بدائها وانسلت” تم نسيت أو تناسيت كتاب “فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب” للنوري الطبريسي والذي طبع في ايران وبمباركة الدولة هذا الكتاب الذي اتخذه النصارى الصليبيون حجة للطعن في القرآن وإثباث تحريفه وإليك الرابط لترى
    http://www.youtube.com/watch?v=oEj114FWGws
    رابعا:
    لماذا حصرتم العصمة والإمامة في ذرية الحسين عليه السلام مع أن الحسن أكبر منه سنا ثم لماذا استثنيتم زيد بن علي عليه السلام من جملة المعصومين بأي دليل؟؟؟
    خامسا:
    مسألة “أتباع أهل البيت” لا علاقة لها بما عليه الشيعة اليوم من تحليل المتعة ونسب ذلك زورا وبهتانا إلى أئمة أهل البيت المطهرين وما علاقة ذلك باللطم والضرب بالسيوف والتطبير هل فعل ذلك أهل البيت عليهم السلام يا من تزعمون اتباعهم؟؟؟؟
    للحديث بقية إن شاء الله

  • عاشق من إسبانيا
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:03

    المراد بالسفسطة كل تأويل ساذج لحديث أو آية دونما ارتباط بأقوال المفسرين، وهذا، كما تعلم، ديدن من لا علم له.
    أما فيما يتعلق بأسئلتك فسوف أجيبك، بحول الله، بما سَيَفي بغرض إزالة الشبهات المتراقصة في ذهنك وإن كنتَ مِنْ مَنْ يتملصون من الإجابة عن أسئلتي العالقة.
    يقول الإمام النووي في المنهاج ( كتاب صفات المنافقين وأحكامهم):
    ” قوله صلى الله عليه وسلم: “في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم” أما قوله صلى الله عليه وسلم: “في أصحابي” فمعناه الذين ينسبون إلى صحبتي كما قال في الرواية الثانية في أمتي، وسم الخياط بفتح السين وضمها وكسرها الفتح أشهر وبه قرأ القراء السبعة وهو ثقب الإبرة ومعناه لا يدخلون الجنة أبدا كما لا يدخل الجمل في ثقب الإبرة أبدا.”
    فالإمام النووي رحمه الله يشير بصريح العبارة أن الصحبة المذكورة في الحديث مزعومة، لنفهم بعد ذلك أن المعنى التبسيطي تقديره الآتي: “إنّ منكم معشر صحابتي من يدعي صحبتي نفاقا و يضمر خلاف ما يظهر”، فكشف هؤلاء بأن أطلع حذيفة بن اليمان (ر) على أسمائهم.
    أما شك عمر فلعمري لم يكن سوى نتيجة طبيعية اقتضتها درجة إيمانه وحرصه الشديد على أن لا يستزله أمنه على نفسه ليتهاوى إيمانه شيئا فشيئا، كيف لا وهو القائل: لو نادى منادي يوم القيامة وأخبر بأن واحدا سيدخل النار لخشيت أن أكون ذلك الواحد.
    أما حديث “إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه..” فهو حجة عليك، والحمد لله أنك سبقتني إليه لأن فيه إشارة واضحة لبراءة عمر رضي الله عنه لقول أم سلمة ” لا ولن أبرئ أحدا بعدك”
    فلماذا تسبونه ،إذن، وقد برأته أمنا أم سلمة رضي الله عنها؟
    يتبع…

  • عاشق من إسبانيا
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:57

    تتمة
    أختم بقول أبو زرعة الرازي رحمه الله : (إذا رأيت الرجل يتنقص أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة) الكفاية في علم الرواية.
    والسلام.

  • المختار
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:21

    والله أحاول قد المستطاع أن أبتعد عن سردابك يا مسيلمةلكونه لا ينفث إلا الغباوة والحمق والسفاهة ، لكن تحرشاتك المسعورة بالكل دون تبصر وبصيرة
    تجعلني اليوم أن أعود لأهمس في أذنك: إنك كلما تدخلت زادت عورتك انكشافا والمصيبة أنك تعتقد نفسك المنتصر في كل أمر والحقيقة أن كل ما تدلي به هو مردود عليك فغذا كان محمد(ص) قدتكلم على المرتدينوالمنافقين بعد موته فلماذا لم يحددهم بشكل من الأشكال ؟ وعدم تحديدهم يترك الباب مفتوحا أمام التأويل فإذا اتهمت بالردة والنفاق عمر دونما دليل ملموس فقد أتهم أنا فلان وآخر يتهم فلان الفلاني وهكذا دواليك وبما انك تقصد بذلك عمر والصديق فهذان الشيخان حسم الله ورسوله في شأنهما أحب آل المجوس أم كرهوا فهم بشرهم الله بالجنةوالله لا يبشر دون علم ويقينولا يخلف ما وعد به، ثمتأتي بخزعبلات في حق الصحابة وتدعي أنهم تركوا الرسول (ص) وهرعوا الى الطعام والتجارة وهذا قول مستهجن وخاصة أنك تستشهدبكلمة “تركوك”وحجتك هذه توحي لي بأسئلة عديدة وتجعلني أتساءل أين كان سيدنا علي(ض)وقتها؟ أم هو كذلك خرج يلهث من وراء الطعام؟أتساءل لكون بعض كتبكم تتناقل وبدون خجل أن زهراء الجنةفاطمة كانت تشتكي لوالدها من الضنك وقلة الرزق بعد زواجهامن علي (ض) هل تقبل على سيدنا علي أن يكون تاركا للصلاة من أجل طعام أو تجارة ؟فماهذه السداجة في التفكير والتحليل؟وقد سبق أن أتحفت عباد الله بسلسلتك التطاولاتية الغبية فقلت بأن الله تطاول على الانبياء والنبي تطاول على الصحابة لكن نسيت بأن الدين الإسلامي ينهى على التطاول على حتى الحرث والزرع فمابالك بالإنسان ! وإذا كان التطاول ليس بالعمل المدموم فلماذا عندما يتطاول الغرب على سيدنا محمد أوعلى القرآن نهب نحن المسلمين مستنكرين ساخطين؟ ولماذا هدر دم سلمان رشدي لما تطاول على القرآن إذن؟! ارحم نفسك وارحم العبادمن شطحاتك البهلوانية التي لا تزيدالخلق إلا كرها لهده العقيدة التي تحملهافي خلجاتك .

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:59

    أنت أيها العالم النحرير فريد زمانه ووحيد عصره “أحمد حسن” ..انزل ..انزل إلى مستواي وأجب عن أسئلتي البسيطة التي ماهي في الحقيقة من عالم كبير مثلك بل هي من واحد من عامة “اهل السنة”..أو كما تسمونهم بـ”العوام ” ..وأنا بدوري أسألك يا أحمد حسن ..أين القرينة المادية أو اسياقية التي تحكم على أن المعنيين بقوله تعالى ” ((وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ .)) بأنهم هم الصحابة أولا ؟؟ وثانيا أنهم بفعلهم هذا قد ارتدوا أوكفروا ؟؟
    فتنازل عن كبريائك وانزل إلى مستواي لتسمع : سبب نزول الآية مجمع عليه عند المفسرين ،فعن جابر بن عبد الرحمن قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فأنزل الله تبارك وتعالى ‏{‏وَإِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً اِنفَضُّوا إِلَيها وَتَرَكوكَ قائِماً‏}‏ رواه البخاري.أنت قلت بالحرف : (كانوا مع الرسول ص يصلون خلفه وتركوه وحيدا)فلم الكذب؟؟إنك ياعزيزي غير ملم بالموضوع ، لأنه مابقي صلى الله عليه وسلم وحيدا كما زعمت ،بل بقي معه اثنا عشر صحابيا ،لكنك يا أحمد حسن تعجبني حين تبحث عن آيات وأحاديث تجعلك تشبه من يبحث عن حبل ليشنق به نفسه ، أتدري لماذا لأنك لو علمت من هم أولئك الإثنا عشر الذين بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يخرجوا لصدمت .. أتدري من بقي معه صلى الله عليه وسلم وهو قائم يخطب في الناس ؟؟؟ حزر فزر…!! إنهم ألد أعدائك يا أحمد حسن …إنهم : الصديق أبو بكر،والفاروق عمر وباقي الصحابة الذين تضعونهم على اللائحة السوداء …!ألم أقل لك أنك تهدي إلي ما أحتج به عليك ؟؟ ألم أقل لك أنك تسعى إلى حتفك بظلفك …وها أنت نزلت إلى مستواي فـ”وحلت “فيه ياأخي في البشرية .(وانشروا تؤجروا )

  • said/agadir
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:11

    الصحابة كانوا يتعلمون ، والقرآن كان يتنزل منجما وبتدرج، فيتعلم المؤمنون شيئا فشيئا ويرتقون٠٠ كان الناس أول الأمر يتكلمون أحيانا في الصلاة وكانوا يلتفتون ولا يخشعون إلا قليلا ،وكان الرسول ص يعلمهم ويرتقي بهم شيئا فشيئا٠٠إن كنت يا أخ حسن بقلة موضوعيتك تبحث فقط عما يبرر مذهبك في سب الصحابة؛ فكتب أهل السنة مليئة بتلك الأخبار ٠٠ستجد مثلا من تبوّل بجهله في المسجد٠٠وستجد من شرب الخمرة حتى الثمالة ،وهو أسد الله وعم الرسول ص حمزة، فبقر ناقتين لعلي بن أبي طالب كان هذا الأخير ينوي أن يقدمهما كمهر للسيدة الزهراء رضي الله عنها، فلما اشتكاه علي إلى النبي ص أخذته العزة بالإثم وقال له:”ماأنتم إلاعبيد لدينا!” ٠٠بل ستجد أن سبب نزول (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)هو أن عليا بن أبي طالب،وما أدراك ماعلي، صلى العتمة بالناس وهو سكران قبل أن تحرم الخمر، فخربق سورة الكافرون بقراءتها على عكس ما أنزلت به!! ستجد أن كبار الصحابة كانوا يختانون أنفسهم، فيباشرون زوجاتهم ليلا في شهر رمضان، قبل يحل لهم ذلك، فلما جاء أصدقهم يعترف إلى الرسول ص، نزل القرآن يفضح الجميع متحدثا بصيغة الجمع، فنزلت: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم،هن لباس لكم وأنتم لباس لهن،علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم، فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)٠٠نعم لقد تاب الله عليهم وعفاعنهم ولم يكفرهم أو يتهمهم بالنفاق!٠٠
    نعم لقد دخلت قافلة دحية الكلبي إلى المدينة قادمة من فارس في الوقت الذي كان فيه النبي قائما يحدث في صلاة الجمعة، فتفرق أغلب الناس إلى القافلة،ولم يكونوا من المنافقين،فالمنافقون لا يقومون أصلا للصلاة وإذا قاموا فلا يقومون إلا كسالى ورياء، وهم المقصودون بقوله: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون،الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)،بل كان المنفضون مؤمنون عاديون، مثلي ومثلك ومثل آخرين،فعلمهم القرآن بكل حلم معنى صلاة الجمعة:(ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعووا إلى ذكر الله وذروا البيع)،و(فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)٠وإذا كنت منصفا أخ أحمد، فستعترف أنه لا دليل على أن الآية التي استشهدت بها، أي: (وإذا رأووا تجارة أو لهوا..)نزلت بعد هذه الآيات الكريمات في سياق القدح، بل الأرجح أنها نزلت قبلهم ثم تلوها في سياق التعليم،على عكس ما يوحي به ترتيب الآيات في سورة الجمعة٠٠
    أخيرا أريد أن أذكرك ختاما،لأني لا أبغض أحدا، وقد سألني يوما أحد الإخوة إن كنت سنيا أم شيعياٌ فأجبته:”إن كان التسنن هو النصب، فلك أن تعتبرني شيعيا إن شئت،وإن كان التشيع هو الرفض ولعن الصحابة وأمهات المؤمنين فأنا سني بكل تأكيد!” ،أذكرك أخ أحمد أن تقتد مادمت تدعي التشيع بأخلاق الإمام علي بن أبي طالب في مواقفه السياسية من الخصوم ،(إخواننا بالأمس بغووا علينا اليوم)،لا تكفير ولا سب ولا شماتة، بل كان كرم الله وجهه، يشهد لهم شهادة الحق٠ ذكر ابن قتيبة في الإمامة: نظر علي بن أبي طالب إلى محمد بن طلحة وهو صريع بين قتلى الجمل، فقال:رحمك الله يا محمد، لقد كنت في العبادة مجتهدا،آناء الليل قواما وفي الحرور صواما!! ودخل عليه موسى بن طلحة وكان فقد أباه وأخاه للتو في المعركة، فتألم علي وقال له:”إني لأرجوأن أكون أنا وأبوك ممن قال الله فيهم:(ونزعنا ما في قلوبهم من غل إخوان على سررمتقابلين)،ودخل على أم المؤمنين عائشة وقد خسرت المعركة، فوالله ما زاد على تذكيرها بقوله تعالى لأمهات المؤمنين(وقرن في بيوتكن) الذي خالفته رضي الله عنها٠٠ولعلمك أخ أحمد أن ليس هناك من أهل السنة من لا يقول في قرارة نفسه، ليتها رضي الله عنها لم تفعل٠٠فاتق الله في نفسك قبل أن تتقيه في أعراض الصحابة والمؤمنين، وتشيع كما تشاء لكن ليكن تشيعا علويا صافيا،أما الله سبحانه، فهوغني عن أن يتقرب إليه عباده باللعن والرفض٠٠”تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون”صدق الله العظيم٠٠

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:49

    ماذا عساي أن أجيبك يا أحمد حسن ؟؟لقد أصبح عندك الكذب والتدليس كشرب الماء واستنشاق الهواء ..كل الأسماء التي أتيت بها وأنت تزعم أنها لمفسرين سنة والله ما وجدتها إلا أسماء تدور بين غلاة الرافضة والمعتزلة – وبدون استثناء- وهذا التدليس قد ينطلي على البعض نظرالتشابه الأسماء إلى حد التطابق ،وليلاحظ الإخوة الأكارم أن أحمد حسن لم يذكر لنا ولا واحدا من مفسري أهل السنة المعتبرين ،فاين ابن كثير وقبله مجاهد ..واين القرطبي وأين الجلالين وأين حتى في الظلال ؟؟ وهذا مايسميه علماء الحديث بتدليس الأسماء والكنى ،فخذ مثلا:
    ابن حجر العسقلاني سني
    ابن حجر الهيثمي صاحب الصواعق رافضي
    – محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير وهو صاحب كتاب “دلائل الإمامة”..
    السُّدِّي الكبير السني، وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي
    السُّدِّي الصغير الرافضي، وهو محمد بن مروان السُّدِّي الصغير
    ابن قتيبة السني، وهو أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري،
    ابن قتيبة الرافضي، قال عنه الألوسي في “مختصر التحفة الاثنى عشرية “: ” وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ
    ابن بَطة السني، وهو بفتح الباء، قال عنه الذهبي في السير: “الإِمَامُ ، القُدْوَةُ ، العَابِدُ ، الفَقِيْهُ ، المُحَدِّثُ ، شَيْخُ العِرَاقِ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ ، ابْنُ بَطَّةَ
    ابن بُطة الرافضي، أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي، رافضيٌ له منزلة عند القوم
    أما كلمة “شافعي” فلا تعني المذهب ..كذا كلمة “مالكي”فهل مثلا “نوري المالكي” عميل أمريكا وإيران في العراق،هل هو مالكي المذهب ؟
    وهناك التدليس باللقب أو المذهب مثل :
    ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي:
    القندوزي الحنفي الرافضي:
    إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي الرافضي:
    الكنجي الشافعي الرافضي:
    المؤرخ المسعودي:
    سبط ابن الجوزي الحنفي الرافضي الذي انقلب على مذهب جده أبي الفرج ..فدققوا رحمكم الله في أسماء رجال “احمد حسن”(وانشروا تؤجروا )

  • عاشق من إسبانيا
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:09

    أتعلم لماذا لم تستسغ موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
    لأنه بكل بساطة يقر على نفسه – بخلاف ما تزعمون في حق أئمتكم – إمكان وقوعه في الخطأ شأنه شأن باقي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    إن المؤمن يا سيد حسن مهما ارتقى في منازل الإيمان ومهما بادر إلى الخير يبقى حبيس القصور و لا يدخل الجنة إلا برحمة الله.
    التقوى يا سيد حسن يدفع صاحبه إلى اعتبار الطاعة المسداة لله عز وجل قاصرة يلزمها المزيد من المجاهدة، أما أمر الجنة والنار فالله عز وجل يتولاه. وقد عبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن هذا المعنى قبل عمر بقوله: لو وضعت رجلي اليمنى في الجنة لما آمنت مكر الله.
    وهذا ما لا نجد له عندكم موضعا، فعلى الأقل نحن لا نقول بعصمة الصحابة على نحو ما تجزمون به في حق أئمتكم، ولا نحاكمكم بدخول النار كما يجري على ألسنتكم في حقنا، كما أننا لا نستأثر لأنفسنا دخول الجنة على نحو ما عرّضت له في ردودك.
    والمؤمن الصادق لا يأمن على نفسه حتى يكبح جماح كل رغبة تقصير أو تهاون، وقد قال رجل لابن مبارك: إن رجلا قام بقتل رجل وأنا أفضل منه، فقال بن مبارك: أمنك على نفسك أشد من ذنبه.
    لذلك فكثرة أحاديث إقرار عمرلاحتمال تقصيره لا يحمل قيمة مضافة من نوع ما تصبو إليه.

  • رضـــــــــا
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:07

    الحق أبلج والباطل لجلج.
    سأعرض بعض تراجم الرجال الذي استدل بهم أحمد حسن
    – الحسكاني الحنفي:لايستقيم أن يكون الحسكاني حنفيا ورافضيا لأن الرافضة عند الأحناف كفار.
    – ابن المغازلي الشافعي:كان الرافضة يروون من كتابه أن عليا كان نورا قبل أن يخلق الله السموات والأرض ثم قسم الله هذاالنور بينه وبين محمد ويأتي بتفسيرات الرافضة (تفسير المشكاة بفاطمة والمصباح بالحسن والزجاجة بالحسين .
    -الكنجي الشافعي:أنه كان رافضي بدليل اعتراف محمد القمي، بأنه وجد مبقورا بطنه،لأنه أخذ خصلة الخيانة من الرافضة فقد حكي أنه كان عميلا للتتار مقتديا بسلفه نصير الدين الطوسي.
    -الخوارزمي الحنفي:رافضي يستقي أحاديث مكذوبة وقد نبه عن ذلك الحافظ الدهبي والحافظ ابن حجر.
    -محمد بن الصباغ المالكي: كان رافضيا له كتاب (الفصول المهمة في معرفة الآئمة وفضلهم)والائمة الاثني عشر الذي أولهم علي وآخرهمالمهدي وعقد لكل واحد منهم فصلا.
    -القندوزي الحنفي:وهو تقشبندي صوفي كان من غلاة التصوف وفلاسفتهم (والتصوف فرع التشيع)وكان على مذهب ابن العربي، وهو رافضي عند الأحناف.
    -محمد بن طلحة الشافعي:من تأليفه كتاب الدر المنظم في السر الأعظم المعظم،قال شمس الدين في ترجمته(وسمع بنسابور من المؤيد الطوسي…ودخل في شيء من الهذيان والظلال وعمل دائرة للحروف وادعى أنه استخرج علم الغيب وعلم الساعة.
    -محمد النووي الجاوي:هو أبو عبد الله أبو عبد المعطى محمد بن عربي بن نووي الجاوي كان صوفيا.
    -ابن السائب الكلبي:هو السائب بن بشر بن عمر الكلبي مؤرخ وعالم أنساب،يرى بعض أهل السنة في الأخذ من ابن الكلبي في الأنساب لا مانع منه أما الأمور الأخرى فيترك، يقول الدهبي :(وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث.
    -الزرندي:هو محمد بن جعفر الموسوي الزرندي المعروف ب(محرمي) رافض.
    ابن عساكر: يحتج الرافضة به،وقد تعقب أهل العلم لكتابه لكثرة ما عرف عنه من تساهل، ويصحح أحاديث يزعم أنه على شرط الشيخين وإذابه موضوع،قال الذهبي يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك، وقال اللكنوي الهندي (وكم من حديث حكم عليه الحاكم بالصحة وتعقبه الدهبي بكونه ضعيفا أو موضوعا فلا يعتمد عليه.

  • مهتم
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:35

    الفرصة الضائعة اخي الاستاذادريس هاني لقد اتيحت لاخوتنا الشيعة فرصة تاريخية ليثبتوا لاخوانهم السنة حرصهم على الوحدة والتعايش والتسامح والتواد والتناصر ولكن فئة عميلة حاقدة جاءت محمية في دبابات وطائرات العدو المحتل الذي يشير الى اعلامه استاذنا ولغت في دماء العراقيين وخاصة السنة منهم اظن انه من باب الانصاف والشجاعة الفكرية ان نصف مافعله هؤلاء العملاء الخونةباسم الشيعةوباسم الانتقامللشيعة اجراماوارهابا وتطهيرا عرقيا ومذهبيا شنيعا فاق كل التصورات مارايك ان هؤلاء المجرمون يتساوون مع غيرهم من الفرق التي تحل دماء المسلمين من كل الطوائف وما رايك ان يكون موقفنا صارما من كل هؤلاء المجرمين الذين يمارسون العنف والقتل سواء كانوا انظمة او جماعات او افرادا تحية لكل المشاركين بالحوار في هذه القضية الاستراتيجية المصيرية

  • رضـــــــــا
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:41

    تحتج الرافضة بالآية(ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم) فالمقصود بالانقلاب على الأعقاب في هذه الآية: هو ما قاله المنافقون لما أشيع خبر قتل نبي الله في معركة احد وقولهم ارجعوا إلى دينكم الأول، وهذه الردة لم تكن فيمن ارتد بعد الموت، لكانت دلالة على براءتهم لأن الذين قاتلوا المرتدين على دينهم وأظهر الله النصر على أيديهم وظهر فضل الصديق والصحابة المقاتلين معه وكان ممن شارك في حرب الردة علي الذي سبى امرأة وهي خولة بنت جعفر التي كانت مرتدة وولدت له محمد بن الحنفية.
    ثم هل في القرآن من تناقض؟ يثني على المهاجرين والأنصار في آيات كثيرة، وكيف يٌمكن الله عز وجل للمنافقين من الصحابة أن يتملكوا المنصب الالهي ويحرمهم من التمكين الذي وعدهم به، فإذا أردت أن نطبق قول البداء الذي يؤمن به الرافضة أن الله بدا له في الصحابة ما لم يكن يعرف من قبل؟
    ثم كيف لعلي أن يبايع مرتدين ويزوج ابنته لعمر ويسمي أبناءه بأسماءهم، وهل صرح سيدنا علي بعد موت عمر أن ابنته أم كلثوم كانت تحت مرتد؟
    والشاهد ان القرآن يثبت وجود منا فقين كانوا يتظاهرون بالاسلام ولم يكن النبي يعلم العديد منهم قال تعالى: وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) فهذه الآية متعلقة بالمنافقين وليس بالمهاجرين والأنصار وأصحاب الشجرة، وأبو بكر وعمر منهم أصحاب البيعة، وقد قال رسول الله لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة، وفي لفظ آخر (لن يلج النار أحد بايع تحت الشجرة) رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني وقد احتج به حتى الشيعة منهم الطبطبائي في تفسير
    (الميزان ص18/293)

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:15

    البعض أنه عربي اللسان والفهم عن اللغة العربية،ثم يأتيك بذلك الخطأ الشائع القائل أن عليا رضي الله عنه هو نفس محمد …!فلا اللعة تستسيغها ولاالفهم يقبلها ولا الدين يقرها ..! كيف؟؟ورغم أنك يا أحمد حسن لاتستقر على موضوع وتقفز بنا من هنا إلى هنالك لتشتيت النقاش ،فلابأس سنناقشك في قصة المباهلة
    كلمة “أنفس” أو نفس لاتعني المماثلة والتساوي في لغة العرب التي نزل بها القرآن ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسيره لآية المباهلة /في منهاج السنة/: ليس في آية المباهلة دليل على أحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخلافة والإمامة ، بزعم أن الله جعله مقام نفس الرسول بقوله : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ …) ، والاتحاد في النفس محال ، فلم يبق إلا المساواة له في الولاية العامة .وقال: ” لا نسلم أنه لم يبق إلا المساواة ، ولا دليل على ذلك ، بل حمله على ذلك ممتنع ، لأن أحداً لا يساوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا علياً ولا غيره .ثم قال:وهذا اللفظ في لغة العرب لا يقتضي المساواة ، قال تعالى في قصة الإفك ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ..) ولم يوجب ذلك أن يكون المؤمنون والمؤمنات متساوين … وقد قال الله تعالى في قصة بني إسرائيل ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ) أي يقتل بعضكم بعضا ، ولم يوجب ذلك أن يكونوا متساوين ، ولا أن يكون من عبد العجلَ مساوياً لمن لم يعبده ./يتبع/

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:47

    وكذلك قد قيل في قوله ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا يقتل بعضكم بعضاً ، وان كانوا غير متساوين . وقال تعالى ( وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا يلمز بعضكم بعضاً..فتكرارالبعض لنغمة أن عليا رضي الله عنه هو نفس محمد أصبحت مدعاة للسخرية ..فلا اللع تطاوع ولاالعقل والشرع في التسليم بهذه الفرية
    نعم نحن لانماري ولانجادل في الحق ..فقد تبث في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم حين عزم على مباهلة نصارى نجران ،أتى بعلي وفاطمة وابنيهما ..ولكن الذي لانستسيغه العلاقة غير المنطقية بين المباهلة وأحقية علي رضي الله عنه وآل بيته في الخلافة!! فلاقرينة تتبث ذلك ..أما لماذا جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فلأنهم من أخص أهل بيته ، والمباهلة لاتكون بالأباعد عقلا وعرفا ،لماذا ؟يجيب عن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيقول –في منهاج السنة – : ” وسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء فقط : أن المباهلة إنما تحصل بالأقربين إليه ، وإلا فلو باهلهم بالأبعدين في النسب وان كانوا أفضل عند الله لم يحصل المقصود .. “.
    وقال : ” وهؤلاء أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم نسباً ، وإن كان غيرهم أفضل منهم عنده ، فلم يؤمر أن يدعو أفضل أتباعه ؛ لأن المقصود أن يدعو كل واحد منهم أخص الناس به ، لما في جبلةالإنسان من الخوف عليه وعلى ذوي رحمه الأقربين إليه …(فقد جرت العادة عند البعض أن الرجل إن أراد تأكيد صدقه حلف على أبنائه بالهلاك ..ومن السخف والمثير للضحك أن يحلف على أبناء الجيران ويباهل بهم !!)/يتبع/

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:39

    تتمة /ملاحظة : الموضوع الثاني وإن كان يحمل هو أيضا رقم1 فهذا خطأ مني لأنه تكملة لما قبله/والمباهلة مبناها على العدل ، فأولئك أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا ، وهم يخافون عليهم ما لا يخافون على الأجانب ، ولهذا امتنعوا عن المباهلة لعلمهم بأنه على الحق وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم بُهْلة الله ، وعلى الأقربين إليهم “. انتهى .قول شيخ الاسلام مع بعض التصرف.. خلاصة القول يا أحمد حسن أننا كثيرا ما نسمع من مراجعكم من يعيد ويكررهذا السخف “علي رضي الله عنه هو نفس محمد صلى الله عليه وسلم ” معتمدا ومستندا على ما ورد في آية المباهلة ..وهذا الفهم السقيم مرده إلى عقيدة “العرفان” الكفرية…ذات الأصول الهندوسية والمانوية والزرادشتية والبوذية ، والتي مؤداها وغايتها هي إمكانية الاستغناء عن الوحي وتعاليم الأنبياء والرسل ،والوصول إلى “الحقائق” عن طريق الذوق والكشف وما إلى ذلك …فقول غلاة الإثنا عشرية بأن عليا رضي الله عنه هو نفس محمد تشتم منه رائحة هذه العقائدالعقائد،هذا إن لم يكن مطابقا لعقيدة الأقانيم عند النصارى ( جوهر واحد وأعراض متعددة ) فمن كانت هذه عقيدته فلا شك في كفره ..والمسألة من اليقين والوضوح بحيث لاتحتاج إلى مباهلة ..اللهم إن كنا نباهل على رؤية الشمس في رابعة النهار ..(وانشروا تؤجروا )

  • المعتصم بحبل الله
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:51

    أرجو من الفطاحل الذين يقومون بالتعليق أن يشرحوا لي أمرا قد استعصى علي:
    نزلت الاية:(ان جائكم فاسق بنبأفتبينوا) في الوليد بن عقبة و هو صحابي حسب تعريف أهل السنة و الجماعة.و نزلت الاية:(و من أظلم ممن افترى على الله كذبا) في عبد الله بن أبي سرح و ينطبق عليه ما ذكر عن قريبه الوليد.
    عندما تولى عثمان بن عفان عين الأول و هو قريبه واليا في العراق و الثاني و هو أخوه من الرضاعةواليا على مصر أي أن خليفة رسول الله قد عين فاسقا و ظالما بشهادة الله العلي العظيم ولاة على شؤون المسلمين !! مرت السنوات و اشتد اضطهادهما للمسلمين في وقت صمت أذنا عثمان عن سماع شكاوى الرعية المتتالية لتقدمه في السن و لتاثير وزرائه و مستشاريه الذين كانوا جميعا كولاته من أقربائه الأمويين !! فما كان من أهل العراق و مصر الا أن خرجوا في ألف شخص وحلوا بالمدينة لمطالبة عثمان بالتنحي عن السلطة فرفض و أرسل الى معاوية بن أبي سفيان واليه على الشام مطالبا بالغوث. انضم عدد من أهل المدينة الى أهل مصر و العراق و حاصروا دار عثمان, و كان من ضمن المحاصرين جملة من الصحابة كمالك بن الأشتر و محمد بن أبي بكر الصديق و عبد الرحمان بن عديس…, و بعد 40 يوما من الحصار اقتحم بعض المحاصرين دار عثمان وقتلوه لتنتهي أول ثورة في الاسلام نهاية دموية بمقتل الخليفة المسن.
    هذا ما تخبرنا به مراجع التاريخ الأساسيةممثلة في كتب المسعودي و ابن سعد و ابن كثير و البلاذي و ابن عساكر و الطبري…
    أتسائل:
    لماذا اختار عثمان ولاته فقط من بني أمية أهله ومنهم من شهد القرءان بفسقه و ظلمه؟
    لماذا لم يستجب عثمان لشكاوى الرعية و يحاسب ولاته كما كان يفعل سلفه عمر؟
    لماذا لم يدافع أهل المدينة و جلهم انذاك صحابة عن الخليفة ؟
    لماذا لم يرسل معاوية و هو وال أكبر اقليم اسلامي جيشه لانقاذ الخليفة المحاصر أربعين يوما ؟

  • متتيع
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:17

    السلام عليكم
    ليس لدي ما اقول بخصوص الموضوع كل ما اود المشاركة به هو كلمة لاستاذ هاني
    اعتقد اخي انه ليس من الصواب الانخراط في موضوع لم يتم بعد حلقاته من طرف باحث اخر كان الاولى بك ان تننظر حتى ينتهي الباحث الزقاقي من سلسلة مقالاته ثم بعد ذلك تنخرط في الموضوع كي يكون الحوار بنائيا تفاعليا لا حوارا انفعالية ما قمت به هو عين التهريخ
    وكاني بك تستفز لمجرد ان غيرك يكتب عن الشيعة والتشيع كاني بك تخشى ان يشاغب عليك غيرك في احتكارك و يتقاسم مع نرجسيتك المذهبية يا اخي هاني هون عليك ان جراح الفرقة في الامة منذ اربعة عشر قرنا ما كانت لتلتئم بمقالات او كتب ان امر الشيعة والسنةوالخلاف العقائدي لن يحل ولن يقترب الا بدولة الشيعة ودولة السنة.
    الادب واجب وان تبين لك من زاوية نظرك ونطارات نرجسيتك الفكرية ان ما يكتبه غيرك لا يرقى الى مستوى القواعد المنهجية ويفتقر الى المداخل الموضوعية السليمة فلا اقل من ان تعطي الناس حقهم في التعبير بل وحقهم في الاختلاف معك مذهبيا.
    وكاني بك تفتقر الى الحلم وسعة الصدروالتؤدة والاناة التي ميزت العترة الشريفة ومن سار على دين الحب لهم والولاء لسنتهم وسنة جدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
    وكاني بك من خلال عنوانك الاخير تفرض رؤيتك على الناس وتفرض استاذيتك على غيرك .
    وكاني بك تمسك علامة التاشير على المواضيع التي ينبغي ان تطرح للنقاش من التي ينبغي ان تؤجل الى وقت لاحق لا احد يعلمه بحكم قصوره المعرفي وبعد نظره الاستراتيجي.
    ان التهريج الذي تتحدث عنه بدا في الامة منذ سطا الغلمة من بني امية على الخلافة وصيروها ملكا وصيروا الامة بضاعا تتوارث من ملك لملك كما كان حال المراة في الجاهلية قبل ان يحررها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتربيته للمومنين و المومنات ووعلمهم كيف يتحرروا التهريج عزيزي قديم في الامة فلولا كنت فطنا والزمالموضوعية وتحر ر من اسر مذهبيتك عسى ترى الاخر بدون مذهبية.

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 08:25

    إلى المعتصم بالله،تعليق(41)… ومن سلم لك أولا بصحة ماتقول ؟؟خاصة وأنك حطبت – ماتعتقد أنها أدلة – بليل،وأتيت بكوكتيل عجيب من الرجال منهم المسعودي الذي لايخفي ميله إلى الرفض ،وأتيت باسم “الطبري” معلقا في الهواء ،لاندري أهو طبريكم الرافضي الجلد أم طبرينا صاحب التاريح ؟؟..ثم من قال لكم أنه من ضروريات مانعتقد أن نحكم بالعصمة والتنزيه من الخطإ على آحاد الصحابة رضي الله عنهم ،وإن كانوا جميعا لم يخرجوا عن الحق والصواب …وهذا ذو النورين عثمان بن عفان شهيد المصحف ..أين أنت من إنفاقه على جيش العسرة ؟؟ أين أنت من شرف مصاهرته لرسول الله في حبيبتيه ؟؟ فهل أنت أفضل من سبط رسول الله الحسن وأبوه الكرار علي رضي الله عنهما اللذان عرضا نفسيهما فداء لعثمان رضي الله عنه- حين حاصر بيته الرعاع والهمج من فلول السبئية وشذاذ الآفاق من أبناء ذوي الخويصرة – إلا أنه اختار الشهادة تحقيقا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبل أحد “اثيت أحد ..”؟؟؟ فإن لم تكن كالحسن وأبيه رضي الله عنهم ولن تكون ،فأقل ماتفعل أن تكف لسانك وتقتدي بالحسن ووالده إن كنت تدعي ولايتك لهما…!!
    أما السيد “متتبع” ،تعليق (44) فلاتطلب من الغير ما أنت فاقده ..وارجع إلى قولك عن بني أمية): ان التهريج الذي تتحدث عنه بدا في الامة منذ سطا الغلمة من بني امية على الخلافة وصيروها ملكا ..) يابني ليست المسألة مسألة “ملك” أو”رئيس جمهورية” بل المسألة مسألة هل يقيم شرع الله في الأرض أم لا؟؟ والله وبالله وتالله إن ملوك بني أمية قد حكموا بالكتاب والسنة- على ما قيل عنهم – ،وفتحوا الأمصار باسم الله وتحت لواء كتاب الله وسنة رسوله ..وقد بشر صلى الله عليه وسلم في الصحيح أن أول جيش يغزو البحر مغفور له ..مغفور له ..فهل تريد دروسا لنعلمك من هو أول جيش غزا البحر ،وتحت إمرة من؟؟(وانشروا تؤجروا )

  • s.o.s
    الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 07:37

    …أقول لك يا “احمد حسن” ومن جادلك في النصوص التي نقلتها،أنا لاأدري كيف تفهم؟؟ أولا:أنا لست بصدد رد تلك النصوص أو تكذيبها ،لأنني قلت لك مرارا : أن المشكلة في تأويل النص وتنطيقه مالم يقل وتحميله فوق مايحمل، فقد آتيك أنا بعشرات النصوص وأجعلها تنطبق على الروافض وضلالاتهم..وهي فعلا توحي بذلك بل تكاد تصرح به،ولكن الأمانة العلمية والخوف من الله يمنعاني من ذلك ،ناهيك عن كون أن معتقدنا- نحن أهل السنة والجماعة – لاننصره بالكذب ..فهارون لم يكن هو نفس موسى والكل يعلم ذلك واستدلالك بهذا ضعيف جدا،فهارون عليه السلام كان فيه حلم عثمان رضي الله عنه،وموسى عليه السلام كانت فيه شدة عمر في الحق رضي الله عنه والخير فيهما معا إلا أنهما ليسا نفسا واحدة .. وكل النصوص التي أتيت بها – وهي ليست مسلم بصحة سندها كلها – تثني على مكانة علي رضي الله عنه،وعلي عندنامن الخلفاء الراشدين المهديين محبته عبادة وكره كفر ونفاق لانماري ولانزايد في ذلك ،لكن المسألة في جعله مساويا ومطابقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه النصوص أو بآية المباهلة فهذا لم يقل به أحد، وإن كنت منصفا فعلى الأقل يجب أن تعترف أن هذا ليس عليه إجماع حتى من علماء الشيعة وارجع إلى كتب الأوائل منهم .
    ثانيا:كلامك يوحي..بل يصرح ،بأن أهل السنة حين لايساوون بين علي رضي الله عنه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم بذلك يكرهون عليا وآل بيته ،وهذه مغالطة لست أدري لماذا تجتهدون لترويجها..حتى من تسمونهم تكفيريين أو وهابيين يترضون على علي وآل بيته يصلون عليهم في تشهدهم في صلواتهم..أتريدوننا أن نعبد عليا رضي الله عنه ونتخذه إلهامن دون الله؟؟(وانشروا تؤجروا )

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين