محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى

محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى
الإثنين 24 نونبر 2014 - 00:30

مدخـل

1.

يعيش المسلم المعاصر مرحلة تاريخية صعبة وحرجة، عنوانها العريض العجز والتيه، وتبدو صعوبتها أكثر جلاءً في الصراع بين النماذج والبدائل التي يستعرضها التاريخ أمامه؛ فهو ـ تبعا لذلك ـ حائر بين منطقين، استطاعت الحداثة ـ للأسف ـ أن تقدمهما باعتبارهما متعارضين متخاصمين؛ الأول ديني والثاني عقلي. وقد عملت على الانتصار لكل ما هو عقلي وعقلاني، وفي المقابل قامت بتهميش الدين إلى زاوية ما هو شخصي، ولم تقنع بذلك، بل إنها تعمل جهدها، بما تمتلكه من قدرة على التفكيك والمراوغة، على إلغاء كل ما يَمُتّ بصلة إلى الوحي من حياة الإنسان، ومسْح أثره وظلاله بهدف “إخلاء الطريق” أمام العقل الفلسفي والعلوميّ كي يصوغ الإنسان والعالم على “هواه”.

لكن قلة من العلماء والمفكرين المصلحين مازالوا يرفعون الصوت عاليا بمعارضة هذا المسلك المهلك المهين، ويعملون على إعادة إحياء العلاقة بين الوحي والعقل على أساس التوازن بينهما، المفضية إلى أولوية “السماع”؛ على اعتبار أن القرآن يذكر السمع قبل البصر، “لأن حاسة الإبصار وما يلتقطه البصر من صور العالم لا تحمل إلى العقل رسالة إلا عن العالم المرئي. لا يخبر البصر عما وراء المرئي ولا عن أصله، ولا عن معناه” ( عبد السلام ياسين، “تنوير المؤمنات” ج1، ط 1ص262). كل هذا رحمة بالإنسان، ورغبة في دفعه كي “يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، وأن يعمل لآخرته كأنه يموت غدا”.

وفي هذا المقال سنقف مع اجتهادٍ واقتراحٍ رفعَ صاحبه، منذ بداية تهمُّمِه بمصير أمته، شعارَ “المنهاج النبوي لتغيير الإنسان”، واشترك مع الحداثويين في الهدف؛ أي”إخلاء الطريق” أمام العقل، ولكن هذه المرة كي يتمتّع بأول حق من حقوقه؛ وهو حقه في معرفة ربه.

2.

في سنة 1994 صدرت الطبعة الأولى من كتاب “محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى” للأستاذ عبد السلام ياسين ـ رحمه الله ـ والذي كان حينها محاصرا في بيته جرّاء الإقامة الإجبارية التي فُرضت عليه منذ سنة 1989، وكان يبلغ حينها السادسة والستين من عمره.

يقع الكتاب في 127 صفحة، ومقسم، بالإضافة إلى مقدمة، إلى 37 مقالة قصيرة.

سياق الكتابة والنشر

في الحقيقة، لا نملك أية مؤشرات توضح لنا “زمن كتابة” هذا النص ولا سياقاته، وإن كنا نرجِّح أن الأستاذ كتبه أثناء وجوده في “الإقامة الإجبارية”، في إطار محاججته للمفكرين العقلانيين العرب، الذين لا يبرحون يبحثون عن “سلف لهم في اللاييكية؛ فينادون شبح ابن رشد، ويلتمسون عند المعتزلة آباء أصلاء للعقلانية الجريئة” (محنة… ص93)، ورغبة منه في نسف مقومات تفكيرهم وأدواتها. فهو يصرح بأن مقصوده منه هو تتبع “المقالة اللاييكية لندحض الزعم الحداثوي ونتقدم بأن الحكم الشوري والعقل المتدين المتعلم بلا حرج من كتاب الله وكتاب العالم، كفيلان وحدهما بضمان الحياة والقوة والتنمية والوحدة للمسلمين”(محنة… ص85). هذه التصورات يعتبرها مضرة بالشباب، الذين ـ لقلة خبرتهم ـ يسارعون لتبنّي أية طريقة تفكيرٍ تبدو ناجعة في تفسير تخلفنا، وتطرح مشاريع مستقبلية لنهضتنا. فيجب ألا ننسى أن الكتاب سُبق بسلسلة من الكتب التي تقوم بنفس الدور؛ ونذكر هنا: “حوار مع النخبة المغربة” (محاضرة،1981)، و”الإسلام وتحدي الماركسية اللينينية” (1987)، و”الإسلام والقومية العلمانية” (1989)، ثم بعده مباشرة؛ أي بعد شهور صدر كتاب “حوار مع الفضلاء الديموقراطيين”.

أما “زمن النشر” فالظاهر أنه ليست هناك ظروف، يمكن اعتبارها “مناسبة الصدور”، ولكننا نعلم ـ إن جاز لنا أن نتحدث عن هذا الأمر هنا ـ أنه ظهر في لحظة حرجة جدا من تاريخ المغرب؛ عندما كان الملك الراحل الحسن الثاني قد بدأ يُعدُّ لما سمي بـ”التناوب”، وما رافق ذلك من “توافقات” مع اليسار بدأها بإظهار “حسن نيته”، وذلك بمحاولته إغلاق ملف المعتقلين السياسيين، واستثنى الاسلاميين من ذلك.

قراءة في لبنات العنوان ومؤشراته

العنوان موحٍ جدا؛ ويمكن عدُّه بمثابة “فكرة عامة” للكتاب، فهو كاشف، يصرح ولا يُخفي كما جرت عادة واضعي العناوين؛ يصرح بأن العقل المسلم يعيش حاليا “محنة” حقيقية، يتجاذبه فيها طرفان متخاصمان؛ فهو حائر بين الفطرة التي تدعوه كي يتشرب من المنبع الصافي للوحي: كتابا وسنة، وبين “هوى” يطمع ممثلوه أن يسيطروا على مفاصيل التفكير في حياتنا المعاصرة.

فلنفكك عناصر العنوان أولا:

ـ “المحنة” مصدر لفعل “مَحَنَ”؛ أي خَبره وجرَّبه، وعذبه فاشتد في تعذيبه، فالمحنة بهذا المعنى تفيد البلاء والشدَّة.

ـ “السيادة” تفيد السلطة، والغلبة، والرفعة، والمجد، والبروز، والشيوع، والرجحان، والتفوق على الغير أهمية وتأثيرا، والاستقرار، والاطراد من دون تعكير. وسيادة الوحي؛ احترامه وتطبيقه، وجعله مهيمنا على ما سواه.

ـ “السيطرة” تفيد في اللغة نفس ما تفيده “السيادة”؛ فهما يعتبران من المترادفات، إن جاز لنا ان نؤمن بوجود الترادف في اللغة العربية. لكن الأستاذ لا يستعملهما كمترادفتين؛ فلماذا إذن “سيادة الوحي”، و”سيطرة الهوى”؟

الفرق أن السيادة تأتي نتيجة القَبول والاقتناع والرضى، أما السيطرة فنتيجةً للتحكُّم.

ـ الهوى أصله الدَّويّ في الأذن. ويفيد معاني كثيرة جدا، لكن الأستاذ يستعمله للدلالة على “الزيغ والميلان عن الحق”، فصاحب الهوى بهذا المعنى ـ وكما يقول الشعراوي رحمه الله ـ “يهوى حكما في شيء ثم تأتي ظروف أخرى فتجده يهوى حكما مقابلا”. والمرجع قول الله تعالى: “فاحكم بين النّاس بالحقّ ولا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله” (ص، 26)، وقوله أيضا: “ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من الله” (القصص 50) وقوله أيضا: “أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم” (الجاثية 23).

وهذا يعني أن اتباع الهوى يؤدي ضرورة وحتما إلى”الضَّلال”.

أسئلة الكتاب وشواغله

منذ أن بدأ الأستاذ ياسين الكتابة في مجال التنظير للعمل الإسلامي بداية السبعينات من القرن الماضي، لم يتوانَ عن بناء منظومته الفكرية، وتشييد عُدَّته المنهجية، وتعزيز جهازه المفاهيمي، فنراه يجلس تلميذا أمينا بين يدي القرآن الكريم يتشرَّب المعانيَ والطُّرق والأساليب، فعمل على إحياء العديد من مصطلحاته ومفاهيمه، وقام بتوظيفها في كل إنتاجاته مهما كانت مواضيعها، أما حينما يضطرُّ لاستعمال غير ذلك من المصطلحات فإنه يقوم أولا بإعادة تعريفها، وشحنها بدلالات جديدة تناسب رؤيته قبل أن يدمجها منسجمةً في نسقه الفكري، ويجعلها إحدى آليات تحليله. وهنا تحضرني نماذج من هذه المصطلحات، مثل: “الداروينية” و”القابلية” و”التحدي والاستجابة” و”الدولة” و”الاسلاميون”.

وبناء على هذا الأساس نطرح الأسئلة التالية: ما المعنى الذي يقدمه الأستاذ ياسين لمفهوم”العقل” في هذا الكتاب وغيره؟ وما هي وظيفته ؟ وكيف هي استجابة العقل المسلم لتحديات الحضارة الغربية وإنتاجاتها؟ وكيف يفهم “الوحي”؟ وما العلاقة التي ينسجها بين العقل والوحي؟ وماذا يقصد بـ”الهوى” كمفهوم ـ إذا جاز لنا أن نلحقه بالمفاهيم ـ وما هي آليات اشتغاله، وتجلياته ؟

أما الكتاب فإننا نطرح عليه السؤال الأهم، وهو سؤال الأفق.

مصادر الكتاب: بين الخفاء والتجلي

نشير في عجالة إلى أن الأستاذ ياسين يتّبع أسلوبا خاصا في الكتابة؛ فمن عادته ألا يصرّح بمصادره، لأنه ـ بكل بساطة ـ يعتبر نفسه مُنظِّرا وليس باحثا؛ فهو لا يكتفي بالتحليل والتفسير بل يتعدّاهما إلى التهمّم التعبديّ بالبحث عن بديل يُغيِّر ما بالأمة من تخلف ووهن، من أجل ذلك نراه يقرأ الفكرة ويعمل على دمجها في مشروعه: تبنّيا أو نقدا.

وهذا ما نلمسه واضحا في هذا الكتاب؛ فمَتْنٌ يناقش ـ من بين ما يناقشه ـ قضايا الوحي والعقل، ويُسائل مسائلَ عديدةً يتشابك فيها العقدي بالتّعبّدي بالفكري بالفلسفي، حريّ به ـ حسب وجهة نظر الأكاديمي ـ أن يُحيل على الكتب المعتمدة في الباب، لكننا لا نكاد نضفر إلا بعنوانين اثنين: “المقاصد” لأبي حامد الغزالي، و”مناهج البحث عند مفكري الإسلام” لسامي النشار، ويوردهما فقط لأنه ينقل عنهما بعض النصوص القليلة. ولكن المطّلع المدقّق يصادف أفكارا وتصورات وتدقيقات لا تخطئ العين طرقها ومسالكها.

مقدمة وثلاث مسائل

يدشّن الأستاذُ كتابَه بمقدمة قصيرة يبدأها بطرح سؤالٍ مركزيٍّ، وعلى إجابته سيبْني ما يأتي من رؤًى ومسالكَ وأحوالٍ وخياراتٍ، وهو سؤال تبدو الذاتيةُ حاضرةً بقوة في صياغته؛ ذلك أن الأستاذ يمجُّ ويحتقر ما أسمِّيه بـ”الموضوعية الباردة”، وهذا يحتّم عليه الاصطفاف والانتماء والتحزب لمرجعيات الأمة واختياراتها، ويبدو هذا جليا حتى في الكلمات والمفاهيم التي ينسج منها السؤال، وكيفية طرحه.

فـ”هل من فرقٍ جوهريٍّ بين عقل من يستَقي من حوض اللاييكية وينظر بمنظار مستعار، وتجري في دمائه الثقافية تيارات فلسفية متطورة متدرعة بالحجة العلومية، وبين عقل غيره من الناس؟”. (محنة… ص4)

ثم يُعرِّج على ثلاثِ مسائلَ بدت له أساسيّةً، ويجب الحسم فيها منذ البداية:

ـ سارع أولا لـ”تصفية حسابه” مع علماء النفس (طبعا المنظرين منهم والتأسيسيين) الذين يعتبرهم نموذجا “للإفك الجاهل والإفك المتعالم على عواهنه”، لأنهم نظروا إلى الوحي، ثم فكروا وقدروا، فصنَّفوه في النهاية إلى جانب الظواهر المَرضية الشاذة.

ـ ثم أشار إلى خصوصية “العقل المؤمن”، الذي يُؤجِّل تعريفه، ويجعله، دفعا للخلط، مختلفا اختلافا جوهريا عن العقل المشترك بين الناس، والذي يسميه “العقل المعاشيّ”، وخاصة العلوميّ والفيلسوف، ويقطع بأنه “محجوب عن حقائق الغيب”، لأنه، بكل بساطة ووضوح، لا يسمع من الوحي.

ـ والنموذج الذي يقف معه ـ سريعا في المقدمة، ولكن ظلاله سترافقنا في كل ثنايا الكتاب وأعْطافه ـ هو داروين الذي تتلمذ في الطبيعة وعلى يدها، ثم خرج على الناس بنظرية أفسدت ـ في نظر الأستاذ ـ فطرتهم، لأنه ـ شأنه في ذلك شأن أغلب إنتاجات العقل المعاشي الفيلسوف ـ “يدور في منطق مغلق لمّا انسدت مسالكه وانحبست قنواته وعميت عينه وصمت أذنه عن السماع من الوحي”. (محنة… ص6)

وهذه الوقفة القصيرة مع داروين نابعة عن وعي كبير بالدور الذي لعبته أبحاث الرجل وخلاصاته في توجيه تصورات من جاء بعده من العلماء والفلاسفة. فالأستاذ يؤمن ـ وكما يقول علي عزت بيجوفيتش ـ بأن “قضية أصل الإنسان هي حجر الزاوية لكل أفكار العالم، فأي مناقشة تدور حول كيف ينبغي أن يحيا الإنسان، تأخذنا إلى الوراء، إلى حيث مسألة “أصل الإنسان”. وفي ذلك تتناقض الإجابات التي يقدمها كل من الدين والعلم، كما هو الشأن في الكثير من القضايا”. ( علي عزت بيجوفيتش، “الإسلام بين الشرق والغرب” ص47)

العقل والوحي: التعريف، والوظيفة، والعلاقة

للأستاذ ياسين رؤية خاصة لمفهوم “العقل”، تنطلق أساسا من استقرائه للسياقات القرآنية التي ورد فيها، وحاذيه في ذلك هو محاولته إبراز تهافت الخلفية التي تحكّمت في نقاش ما سمي في الأدبيات الإسلامية القديمة بـ”ثنائية العقل والنقل”، والنتائج التي ترتبت عليها، خاصة عند الفلاسفة والمتكلمين. وفي هذا السياق يقول:”سيُطرح السؤال (…) عن وظيفة العقل وحدوده، عن علاقته بالوحي المنزل ومكانه منه. وهنا (…) يجب أن يكون البرهان في الجواب هو القرآن لا من تحدث باسمه فأخطأ، ولا من اجتهد فقصر، ولا من حرف فخان” (القرآن والنبوة ص 19)

ومن هذا المنطلق يقسِّم الأستاذ العقل إلى عقلين؛ فـ “ما نسميه عقلا لغة وتعريفا للملكة المشتركة بين البشر ليس هو مسمى العقل في القرآن”؛ والذي يثبت له ذلك أن مادة «عقل» ذكرت في القرآن الكريم خمسين مرة “ما منها لفظة تدل على الآلة المشتركة”. “العقل في القرآن فعل حاسة باطنة في الإنسان تسمى القلب. العقل تلق لحقائق الوحي بواسطة القلب”.

أما الوحي فهو “كلام يكلم الله به عباده المصطفين إما للاهتداء في حد ذواتهم، فتلك النبوءة، وإما يصطفيهم سبحانه لحمل رسالته لمن يشاء من خلقه، وتلك رسالة الرسل عليهم السلام، وقوامها النبوءة”.(محنة…ص19)، والسنة ـ عنده ـ وحي من الوحي.

“العقل الذي تحدث عنه القرآن (…) هو العقل الذي يتفكر في الخلق، (…)هذه واحدة. الثانية أن هذا العقل الـمُشادَ به في القرآن هو الملَكة التي يستدل بها المتفكرُ، اعتمادا على مسَبَّقات مغروزة في الفطرة، على أن هذا الصنع العجيب لا يمكن أن يكون صانعه الضروري عابثا. الثالثة أن هذا العقل يتدبر القضية الأولى والثانية ليستنتج منها نتيجة وجودية لا نتيجة فكرية منطقية باردة. يستنتج العقل المحمود في القرآن اهتماما حميما بالمصير الشخصيّ بعد الموت. (الأحسان ج2 ص 27)

“لجأ العقل الراشد إلى شخص جاءه بحجة دامغة مقنعة أنه أقوى وأقدر وأعلم. هذا الشخص هو الرسول المؤيد بالمعجزة، المخبر عن الخالق، المجيب عن الأسئلة الوجودية، المنادي للإيمان.(…). أما العقل المتكبر فهو العقل الفلسفي الذي استمر في تخميناته فقدَّر ونظَّر وتقدم وأدبَر فأثبت وجود الخالق أو نفاه، وأثبت له سبحانه من عنده افتراء وظنا سيئا ما شاء من الصفات وسَلَبَ. وعاش هذا العقل الفلسفي في نسجه العنكبوتي يشيِّد منظومات ويقوض أخرى”. (الأحسان ج2 ص 28)

العقل الآخر: التحدي ثم الصدمة… ونوعية الاستجابة

يؤكد الأستاذ أننا لا نستطيع أن “نعرف أي إنسان نعني، ويعني غيرنا، وأية حقوق، إن لم ننظر نظرة متوازية لتطور العقل المسلم والعقل الآخر إلى أن وصل حالهما إلى ما نرى ونسمع”. (محنة،ص83). ومن ثم ينطلق في مناقشة مسألة اختلاف الظروف والسياقات التي ولد فيها، ثم سلكها، كل من العقل المسلم والعقل الغربي؛ فالأول ولد في المسجد، بينما وولد العقل الفيلسوف، سلف العقل المادي الحديث، في الساحة العامة في أثينا.

وفي الوقت الذي خرج العقل المسلم من المسجد إلى الساحة يريد تخليقها و”أسلمتها”، دخلت الساحة في العقل الآخر دخولا متمكنا، واحتلته بماديتها وعنصريتها وضبابية أهدافها.

وقد اصطدم العقلان تاريخيا في لحظتين مشهودتين: الأولى “حين برز المسلمون ووطئوا بساط رستم وأرض الفرس ومستعمرات بيزنطة، وقالوا تلك الكلمة المحررة التي فتح لها حد سيف التحرير مجال الفعل، وفتحت لها كلمة الحق محررة العقل صدور الأمم”، أما الثانية فقد “بدأت منذ قرنين من الزمان بغزوة تفوق فيها العقل الآخر التفوق الذي ما زلنا نتحدث عن عواقبه”(محنة،ص83).

ثم يناقش اختلاف، بل تناقض، استجابة العقل المسلم في اللحظتين؛ حيث تعامل مع “التحدي” من موقع القوي وبمنطق صاحب رسالة، رغم تواضع مقوماته المادية والحضارية، بينما وقف مذهولا، ثم تابعا مقلدا أمام “الصدمة”.

أفق الكتاب: تحرير العقل المسلم وإعادة تركيبه

يودّع الأستاذ ياسين قارئ كتابه بمقالة، هي بمثابة خاتمة وأفق، سماها “تحرير العقل المسلم”، يشير في أولها إلى أن العاملين في حقل الدعوة الإسلامية من الجيل الجديد أصبحوا واعين تمام الوعي بأن “تحرير العقل المسلم أولوية في مقدمة الأولويات” (محنة، ص123) ولكن، تحريره بأي معنى؟ و من ماذا؟ وفي أي اتجاه؟

تحريره ـ كما يقول أهل اللغة ـ بمعنى تخليصه وإطلاق سراحه، ثم، فيما بعد، تجويده وتحسينه.

فلابد إذن من تحريره لإنجاز ـ أولا ـ المهمات الدنيوية التالية :

ـ ليكون للمسلمين اقتصاد منافس؛

ـ للإقامة الدولة على قواعد مستقرة؛

ـ ليتحرر المسلمين من الوطنية الضيقة؛

ـ لمحو الأمية، وتعليم القرآن، وتعميم العلوم، وتوطين البحث العلومي، واكتساب الكفاءات التصنيعية.

وهنا يَطرح سؤالا عميقا مفاده؛ إذا كان تحرير العقل المسلم بهذا المعنى، لنندمج في العصر إذن؟ !

فيجيب بالقطع؛ كلا. لأنه علينا ـ نحن المسلمين ـ “أن نبني على أصولنا” لأن “طريق الاندماج مغلق مسدود”، فلا حلّ سوى التحرر والاستقلال حتى “نستطيع الإجابة عن أسئلة العصر” الحرجة.

ذلك أن ما يعرفه الغرب من “تقدم” مادي لا يغرينا ـ يقول الأستاذ ـ لأن هذا التقدم لا يربطه مشروع إنساني، مادام أن الإنسان عندهم “لا معنى له” إلا أن يكون أنانية واستهلاكا ولذة.

ولأن المسلمين مرتبطون بهذا العالم وبمصير الإنسانية: ارتباط الضرورة والمعاش أولا، ثم ارتباط المسؤولية الدعوية والرّساليّة، فلابد من تحرير العقل المسلم التحرير الحقيقي حتى يقوم المسلمون بما بُعثوا به للناس: نشرا للحق والعدل والرحمة.

يقول الأستاذ ياسين: “إن الغزو الفكري الجاهلي فكك العقل المسلم تفكيكا، وركبه تركيبة وثنية، وفصله عن الوحي. وإن إعادة تركيبه في أحضان الوحي والنبوة والربانية شرط أساسي في قدرة الأمة على الجهاد.(…) بداية التركيب العقلي للمسلمين البداية الصحيحة (…) أن نصل شرايين العقل بواردات القلب ليتمكن العقل المسلم من كل أنواع القدرة العلمية والتكنولوجية والخبرة التنظيمية في كل المجالات دون أن يتنازل عن استقامته الفطرية”. (كتاب الإحسان ج1، ص 98)

وعلى هذا الأساس فإن المقصود بتحرير العقل المسلم هو:

1. تحريره من “ذهنية التقليد” المتراكمة فينا منذ قرون، والتي تبحث عن الحل الشافي لهزيمتنا في “التاريخ الإسلامي”، وتلغي الأبعاد الزمانية والمكانية وآثارهما.

2. تحريره من “ذهنية التبعية” للغالب، والتي تعمل على استيراد الحلول من التجربة الغربية بكل أشكالها الفردية والجماعية.

3. تحريره من “الذهنية التبسيطية المركبة على نفسية راضية عن ذاتها (…) واثقة عادة من نفسها، تنسب الخطأ لكل ما خالف نظرتها الضيقة، وتنخدع، وتتعصب”.(المنهاج النبوي،ط2 1989، ص217/218)

وخطورتها، أننا “حين نحتاج لعقول نيرة شجاعة تكشف غامض الحاضر وترتاد إمكانات المستقبل وتشق الطريق للعمل، تعترضنا هذه الذهنية الملازمة لتلك النفسية فنسقط في الجدل العقيم، القاتل للإرادة، المثبط للعزائم”.(المنهاج النبوي، ص 218)

4. تحريره من “الذهنية الذّرّيّة التي لا تنظر إلى ما في أمور الشريعة والحياة من ارتباط، لا تستطيع تصور الإشكالية المركبة من تداخل السياسة، والاقتصاد، والتربية، والاجتماع، والوضع الداخلي والخارجي، والظرف المكاني والزماني، وتطور الأحداث، ووجود التناحر على الهيمنة وتنازع البقاء بين أقوياء الأرض، وضرورة وحدة المسلمين، والاستناد لكتلة المستضعفين في الأرض، وعزائم الشريعة في كل هذا ورخصها، ومقاصدها ووسائلها، وقواعدها في حالة الرخاء وحالة الاضطرار. إلى آخر ما هنالك.

هذه الذهنية عاجزة عن تصور عمل إسلامي في نسق منتظم على منهاج يرتب الوسائل لتبلغ الأهداف، ويرتب المراحل والأولويات، ويترك في حسابه مكانا للمرونة عند الطارئ المفاجئ والضرورة الغالبة”.(المنهاج النبوي،ص 218)

خاتمة

المتتبع المدقق لكتابات الأستاذ عبد السلام ياسين ومسيرته الجهادية يخرج بخلاصة مُعتَّقَة؛ مفادها أن قضية القضايا التي قام عليها مشروعه، واستنفذت كل وقته وهمّه هي: كيف”يجلس العقل مجلس التلميذ يستهدي الوحي ويستنير به”، وكيف يتكامل العقلان: المعاشي والإيماني، حتى يَسْلَمَ للفرد المسلم دينُه ودنياه ؟ وتحت هذا الكلام علْمٌ كبير طبعا؛ لأن كل القضايا الأخرى هي بمثابة الطُّرَر والحواشي المفسرة لدقائق هذا المتن.

‫تعليقات الزوار

12
  • AntiYa
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 07:00

    Tant qu'on n'arrive pas à faire la distinction entre la croyance scientiste et la croyance dogmatique, on est perdu dans les ténèbres de l'ignorance. L'analyse que peut atteindre le cerveau dans la compréhension des phénomènes scientifiques a une causalité plausible dans les limites du cerveau. Mais, le dogme ne demande pas l'utilisation de l'analyse humaine pour l'interprétation même si l'obligation de l'exécution et la soumission au texte en contenu dans son contexte entre pourtant en collision avec les limites du cerveau humain. Tant qu'on parle de la causalité, le monde est conçu selon des lois régies par des phénomènes physiques qui ne peuvent sortir de l'ordinaire de sa conception. Ce qui est rassurant dans notre religion islamique est qu'elle n'interdit pas à l'utilisation de cerveau pour la recherche de la causalité qui est derrière toute création divine. On utilise les mathématiques pour commander les phénomènes dits humains, par exemple les chocs sociaux ou économiques. fin

  • منا رشدي
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 12:06

    محنة المسلم تتجلى في عدم إدراك قول الله " إني جاعل في الأرض خليفة " إدراكا عقليا علميا يربطه بالأرض وليس بالسماء !
    المسلمون في بحثهم عن الجنة يعيشون إنفصاما حين تعذبهم صعوبة الحياة ! هؤلاء ضحايا إنغلاق دروب الترقي بين الأمم فإستبدلوها بالبحث عن أقصر الطرق المؤدية إلى النفور منها والرحيل بالعقول قبل الأبدان إلى الجنة الموعودة ! مراكمين من المشاكل ما جعلهم عاجزين على حلها لينشروا ثقافة إنتحارية بإعتبار الفشل قضاء ا وقدرا !!!!!

  • ضد الظلام
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 12:58

    قضية إعمال العقل في المسائل الدينية يجب تناولها بصفة عملية عبر التطرق لكل مسألة على حدة، فكثير من القضايا والعناوين الدينية الكبيرة قد شكلت وطورت عبر بناء فقهي وسياسي لا يصمد كثيرا أمام النقد والتحليل العقلي المنطقي، أذكر منها على سبيل المثال :
    – النظرة للذات الإلاهية (مسائل التجسيم والتشبيه، رؤية الله،…)
    – الإمامة العظمى وكيفية الوصول إلى السلطة
    – شروط التكفير و أحكام الردة
    – حكم البدعة و التعريف الموضوعي الدقيق للمبتدع
    – عصمة النبي (ص) : عامة مطلقة أم خاصة و نسبية
    – عدالة الصحابة و حروب الفتنة الكبرى
    – …

    لا يتسع المقام هنا للخوض في مواضيع كبيرة كهذه، لكن ما أريد قوله هو أن هذه المفاهيم وكثير غيرها كان لسلطة الهوى (على أصحابها من الفقهاء) أثر كبير في صياغتها كليا أو جزئيا، ويتوزع هذا الهوى بين : طمع في مال أو سلطة أو منصب، خوف من بطش السلطان، عصبية مذهبية أو طائفية، اعتداد واغترار بالنفس وتنافس على الريادة والتميز، …

    التجديد الديني الحقيقي يبدأ بإعادة بناء المفاهيم والعناوين الدينية الكبرى على أساس علمي عقلي منطقي يكسر قيود المذهب ويتحرر من تأويلات واجتهادات القدامى.

  • zairi
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 13:01

    أعتاد المسلم حسب طبيعته الفطرية فى عدم الشك أو الإختلاف مع نصوصه الدينية المقدسة، لذلك لا يحاول التفكير فى أحداث جوهرية ومفصلية وفارقة فى تاريخ العصر الأول الهجرى مثلاً، فما حدث من تكفير وقتل لبعض الصحابة مثل عمربن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلى ابن أبى طالب وموت عمر بن عبد العزيز مقتولاً بالسم، وغيرها من الأحداث التى تطعن فى طبيعة هذا الإيمان الفطرى الذى يدفع بالذين عاشروا هؤلاء الخلفاء المبشرين بالجنة حتى يلجأوا إلى تكفير وقتل صحابة الرسول، متجاهلين أحاديث الرسول ونصوص القرآن وهى أشياء وقعت فى زمانهم ويعرفونها جيداً ومعاصرين لها، فهل كفروا بالله وبالإسلام حتى يقتلوا الصحابة أم كانوا مؤمنين بالله والإسلام؟

  • حكمة
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 13:28

    ذلك أن ما يعرفه الغرب من "تقدم" مادي لا يغرينا ـ يقول الأستاذ ـ لأن هذا التقدم لا يربطه مشروع إنساني، مادام أن الإنسان عندهم "لا معنى له" إلا أن يكون أنانية واستهلاكا ولذة

    من يجزم القول بهدا, فهو يظن أن الغرب كيان واحد و وحيد. التعميم قد يخفي الحقيقة, لان الغرب يتكون من أفراد و جماعات و تيارات و مداهب مختلفة و متباينة. الغرب بكل سلبياته هو أفضل بكثير من باقي الحضارات و لاسيما ما يمكن نعته بالحضارة العربية لا لسبب آخر خفي ولا بحكم الفطرة بل لنسبة الحرية الفردية المتاحة و التي تفسح المجال للعقل و الإبداع عبر كل الوسائل

  • sifao
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 14:57

    "مسلم معاصر" كمن يقول "خردة جديدة"، الاسلام كخطاب ذو بنية اسطورية لا يمت بصلة بالفكر الحديث الذي يقتفي اثر العلوم الفزيائية والرياصية سعيا الى تحقيق نفس الدرجة من الدقة والموضوعية ، كان بالاحرى ان تقول "المسلم في الزمن الحاضر" اما المعاصرة فهي الحداثة في آخر صورها اشعاعا وتقدما ، التيه الذي وجد المسلم نفسه تائها في متاهاته لم تنجو منه انت ايضا ، لا اعرف كيف يستقيم قولك ان الحداثة " قامت بتهميش الدين إلى زاوية ما هو شخصي " اي عزلته عن التدخل في الشأن العام ومؤسسات الدولة ، او بتعبير ادق ، فصله عن الدولة باعتباره علاقة وجدانية تربط بين الانسان وخالقة وقولك ان العقلانية تعمل "على إلغاء كل ما يَمُتّ بصلة إلى الوحي من حياة الإنسان " فالانتقال من التهميش الى الالغاء ليس له ما يبرره في كلامك غير احكامك المسبقة على كل ما يمت بصبة الى العقل ، ليس بهذه الطريقة يمكن ان تبرر فشل الاسلام في الالتحاق بالركب الحضري الذي يتزعمه الغرب وبالاحرى طرحه كبديل عن العقلانية التي تصورها كفكر حيواني تتحكمة فيه الغرائز الجسدية متناسيا ان كل الابداعات التي يعيش الانسان على وتيرتها من اختراعه ليس الا …..

  • alia
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 15:49

    ضيع المسلمون الامانة و الخلافة في الارض حين اعتبروا اعمال العقل نقيصة او خلل في الايمان, وعدم التمييز بين امرين تكليفيين لا ينفصلان عن بعضهما هما: الايمان كمعطى غيبي و تصديقه على ارض الواقع بالعقل و العمل.
    و اضح ان عدم التمييز قد اصاب "القلة" التي احتكرت حق التفكر و التدبر فكيف بتابعيهم من الرعية "القطيع" الذين يقتاتون على ما تجود به قريحة هؤلاء مما ساهم في اغلاق أبواب الإبداع و اعتباره شأن دنيوي لا طائل منه, و على مقياس "الدنيا لا تساوى جناح بعوضة" و الحديث النبوي "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، أنتج مفهوم للإسلام يختزل التاريخ و الجغرافيا و يقيد العقل و يغرق في النقل….

  • Kant Khwanji
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 16:22

    من أبسط مريد إلى أعلم "علمائهم"، ينهج الإسلاميون تكتيك الهجوم خير وسيلة الدفاع!
    كثيرا ما نقرأ "رد شبهة" في محاولة يائسة بئيسة للدفاع عن الأساطير والتناقضات التي تتفجر يوم بعد آخر من داخل النص الديني، ما يسمى في الفيزياء Implosion ، لكن الإسلاميون يفتقدون إلى الأدواة العلمية والمنطقية للدفاع عن هذيانهم، فتراهم يقذفون ويتهمون ويكفرون ويبخسون ويدعرون كل من قال الحقيقة و أزال الغطاء عن مزابل التفكير!
    لا أدري كيف لمن ينفي العقل من دماغه إلى قلبه أن يفكر مثل بشر سليم التفكير، معنعنا ب:لهم قلوب يعقلون/يفقهون بها!

    ليس هناك أكثر من منطق يا فقيه، فالمنطق واحد!
    وهذا المنطق يقول أنه إذا كان زعيم قريش زعم أن الحجر الأسود سقط من الجنة وبما أن العلم الحديث يقول انه سقط من المريخ فهذا يعني أن الجنة موجودة على كوكب المريخ وليس عند سدرة المنتهى في السماء 7
    إن محاولة ضخ أوكسجين في جسد نص ولد ميتا لا يجدي، فملايين الأشخاص قتلت بسيف "العدالة الإلهية و النور الإلهي" كي يبقى هذا النص حيا، العناد يستمر رغم الحشرجات الأخيرة للنص القريشي المنتحل عن اليهود و غيرهم، وفق تنبأ صانعه "أتى غريبا و سيعود غريبا"!

  • saccco
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 16:54

    العقل المسلم والعقل الآخر!!
    تصنيف فقهي قديم لا يمت بصلة الى انتجته العلوم الانسانية المعاصرة
    فالعقل الديني بصفة عامة يرتكز على تمثلاث مطلقة ساكنة وجامدة للكون تتدخل فيها قوى ميتافيزيقية خفية ، فكل تفكير ديني له عمق ميثولوجي مستمد من الماضي السحيق
    بينما الفكر المعاصر إبتداء من 1600 تخلى عن هذه التمثلات الساكنة لتحل محلها رؤى ديناميكية حديثة ممفصلة ومُشكلة من طرف الاكتشافت الكبرى العلمية و التقنية فكل إكتشاف علمي يساهم في تطوير وإغناء هذا الفكر بل الى تغيير شروط عيش الانسان برمته
    فإذا كان العقل الديني يعتمد على الايمان الاعمى بالسماء في تسيير هذا الكون فإن العقل الحديث يؤمن بقدرة العلم والفكر العلمي على حل ما كان يُعتقد بأنه مجال خاص بالسماء فالطب مثلا أدى الى خفض الوفيات بواسطة البنسيلين ورفع معدل العمر للإنسان ففي 1890 كان معدل العمر في فرنسا مثلا هو 27 سنة أصبح الآن مضاعفا ثلاث مرات زد على ذلك تطور وسائل النقل والصناعة والتواصل …
    العقل الحديث لم يعد ينظر الى الحقائق السماوية كمصدر للرفع من مستوى تفكيره وحل معضلات وجوده بل توجيه كل قواه الذاتية ليحقق إستقلاليته ومصيره

  • الحسين السلاوي
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 17:13

    ليس كل مسلم معاصر يعيش حيرة بين منطقي "الديني والعقلي" فنسبة كبيرة من الشباب المسلم..اصبحت تمتح من النصوص والادبيات الاسلامية ..من مراجعها وأصولها…بعيدا عن تضارب المرجعيات المذهبية والفكرية والسياسية التي غمرتنا وغذت تشوه الاسلام..فهي تنقب في الكتب ولا تأخذ عن شيوخ أو أصحاب هوى انما تبني ثقافتها الاسلامية بعمق ودون تأثير خارجي أو مؤطر اديولوجي ..هذه الفئة فعلا لاتعيش اية حيرة..بل تعيش حرة ..انماالحيرة..تعيشها فئة تستعمل التكنولوجيا المتطورة في حياتها اليومية..وترى وتسمع عن الابتكارات والاختراعات المضطردة ..في حين تؤمن بأمور بخسة و بان المنامات التبشيرية يمكن أن يؤسس لمشروع دولة ، وفق قناعات وأفكار مؤسسة على اسلام مهلهل ركيزته الاساسية، حديث فيه أقوال ..وأيضا في عالم طوره العقل وسمح للانسان أن يسافر الى اقطار السماوات ليستكشف كنهها قال الله تعالى:(.. إن استطعتم أن تنفذوا من أقطارالسماوات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان ) وقال قتادة ( لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ) : إلا بسلطان من الله، إلا بملكة منه) هذه الملكة التي يؤتها الله لمن يشاء وهي…….. نعمة العقل .

  • Ziyani
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 18:32

    قرأت كتاب المرحوم عبد السلام ياسين في نفس سنة اصداره.كانت مقولات لتطمين المسلم الخائف من العقل البشري الذي أبان عن عظمة الله في خلقه.

    الوحي والعقل متلازمان. لأن الوحي منزل على الإنسان العاقل الحر وليس المجنون أو المخدر بمخدر الطائفة و الاديولوجية و الجماعة.

    الوحي في فهمه وتأويله يتعرض لواحد من اتنين: الهوى المستتر وراء التقوا و المذهب و المظهر، أو يتعرض لمجهود العقل المنطقي الحر الملتزم بالحيادية و الصرامة العلمية.

    أغلب الناس يختارون الطريق الأول لأنه الأسهل و يستفيد من دعم الأنصار و المجموعة الطائفية أو السياسية أو الجماعه.

    الطريق الثاني لا يجرؤ عليه إلا المسلمون الأحرار.

    مثال لغبن العقل في التعامل مع الوحي:

    – اعتبار روايات "حدثنا" في مقام القرآن و تعطيل أحكام القرآن بحدثنا. مع اعتراف الجميع بوجود الكذابين وألمنافقين في صفوف الرواه، عرفهم أو لم يعرفوهم.

    – اعتبار عورة المرأه المستعبدة مثل عورة الرجل (لا مشكل أن تعري صدرها كلية) و اختراع شيء إسمه الحجاب ما أنزل الله به من سلطان.
    – زعم أن بعض آيات القرآن نسخت في ضرف 5 سنوات وزعم أنا القرآن صالح لكل زمان!

  • أين الوحي وأين الهوى
    الإثنين 24 نونبر 2014 - 19:16

    أين الوحي وأين الهوى

    تاريخ الأسلام والمسلمين كله تاريخ فتن وصراع على الجاه والسلطان بدءا بالثوره على عثمان بن عفان بسبب ظلمه وواقعه الجمل سنه 36هجرية ثم صفين 37 هجرية ثم مذبحه آل البيت فى 61 هجرية، ثم غزو جيش يزيد بن معاوية للمدينه وتدميره لها سنه 63 هجرية، فقتل من قتل وسبى من سبى ووصلت ألف عذراء من هتك العرض العلنى وهن بنات الصحابه، ثم فتنه المختار الثقفى وابن الزبير فى 73 هجريه، ثم ضرب الحجاج بن يوسف الثقفى وجيشه لمكه والكعبه بالمنجنيق وذبح الحسين وقتل الحسن ومن يومها لم تتوقف الفتن والملاحم الهمجيه الدموية والمحن اللاإنسانيه.

    فأي وحي وأي هوى ترغبون في إعادة إحيائه سيادة الكاتب؟

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس