نحن والكتاب المدرسي

نحن والكتاب المدرسي
الخميس 27 نونبر 2014 - 03:34

غير خاف ، أن الكتاب المدرسي من أهم الوسائط التربوية والديداكتيكية ، باعتباره مجسدا للوظائف كتنمية الكفايات وتحقيق الجودة ، فضلا عن وظائف اجتماعية كالانفتاح على المحيط وتحولاته ، وأخرى سوسيوثقافية متمثلة في مواكبة التغيرات المعرفية والفكرية . بهدف تحقيق روح المواطنة والانفتاح على العالم . . فهذه الأهمية ، السالفة الذكر ، تدفع إلى التساؤل عن وضعية الكتاب المدرسي الآن ؟ وكيف تحضر الثقافة المغربية بين مفاصله وأبوابه ، بين الكفايات والمهارات ، بين المناهج والصيغ البيداغوجية . .

يغلب ظني ، أن هذه الأسئلة المتوالدة بشكل سريع ، نظرا لطبيعة الموضوع ، تقتضي من القيمين على تصميم ووضع هذه الكتب التفكير بشكل استراتيجي في حضور الثقافة المغربية ، وإن حصل في البدايات ، أي بعد الاستقلال ، أن الوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم تضع كتبها ، والرمي بها على علاتها . أما مؤخرا على الأقل ، أصبحنا أمام فرق عمل ودفاتر تحملات ، فتعددت الكتب المدرسية ، ولو للمستوى الواحد ،تبعا للبيئات الثقافية والأوساط الاجتماعية . لكن الثقافة المغربية كتعدد وهوية ، كمسارات خاضعة للتطور .

هل تحضر بشكل يليق ويمثلها كملامح وتموقع وخصوصية بين الثقافات الإنسانية ؟ . في هذا الصدد ، لا ننكر أن هذا الحضور تحسن ووصل إلى ما يماثل الثلاثين في المئة ( 30 ) ؛ مقابل حضور الثقافة المشرقية التي مارست وتمارس سطوة غير مبررة ولا مفهومة ، إنها سطوة تكرس في اللاوعي الثقافي المغربي ثنائية المركز والهامش . فالكتاب المدرسي المغربي من المفروض أن يعكس روافد الثقافة المغربية المتنوعة ، باختيار نصوص تمثيلية ـ جيدة جماليا ـ لكل الحساسيات والآفاق الإبداعية دون تضخيم لجوانب تقليدية في المقررات المدرسية ، وخفوت حضور النصوص المنفتحة على العصر وتحولاته . فلنتساءل هل القصة المغربية ممثلة أحسن تمثيل في هذه المقررات ، ونفس الأمر ينطبق على الشعر المعاصر بأنواعه والنقد باتجاهاته.. في هذه الوضعية ، فالكتاب المدرسي لا يعتبر مرآة مجتمعه وثقافته . وعليه ، يمكن القول إن حضور الثقافة المغربية في المقررات المدرسية مبتسر جدا وخاضع للارتجال والسرعة في اختيار الأسماء المتداولة والمكرسة دون تمثيلية حقيقية للأدب والثقافة المغربية .

ففي باب الأنشطة الموازية المتعلقة بالمؤلفات المقررة لا ننكر الانفتاح نوعا ما على الأدب المغربي ، لكن مع بعض الأسماء التي ظلت مقيمة في المقررات كبيوت طالها الصدأ من قبيل” في الطفولة ” و ” وادي الدماء ” لعبد المجيد بن جلون ، و ” دفنا الماضي ” لعبد الكريم غلاب ، و ” الهواء الجديد ” لمحمد زنيبر ، و ” الطيبون ” لمبارك ربيع ، و ” أوراق ” لعبد الله العروي ..وفي المقابل وتعزيزا ينبغي الانفتاح على كتب وأسماء الهامش. ومن الملاحظ هنا أننا نقدم في كتبنا المدرسية نظرة تعميمية للأدب المغرب ، ونهتم بالجاني القيمي أكثر من الجانب المعرفي والمعلوماتي . لهذا الاعتبار ، فضلا عن الاكتظاظ في عرض النظريات والمعارف والجوار المتنافر بين النصوص ..كل ذلك يخلق لنا ضعفا أمام النصوص وغياب فيما بعد التذوق ومحبة النصوص .

ينبغي في تقديري وضع الكتاب المدرسي في صلب الإصلاح الحالي ، وحضور الثقافة المغربية بشكل تمثيلي . فالأمر في فرق العمل لا ينبغي أن يقتصر على الأطر التربوية من مراقبين وأساتذة وجامعيين ، بل على النقاد والمهتمين والعارفين بالجوهري والعميق في الثقافة المغربية ، عوض الاختيار غير المبرر معرفيا أحيانا . وتلك جناية أخرى على الناشئة التي قد تعرف نزار قباني أو أدونيس أو محمود درويش ، ولا تعرف أحمد المجاطي ، ومحمد الخمار الكنوني ..

كما أن هذا الكتاب الذي تعدد دون الثقافة المغربية لا يقدم بصورة جملية شكلا ومضمونا ، إضافة إلى ضخامة متنافرة الداخل ..كل ذلك لا يدفع الأجيال التي تغادر المدرسة إلى ربط صلة حياة و وجود بالأدب والنصوص . فلننصت لجان جاك روسو وهو يقول : ” إبدءوا بمعرفة أطفالكم لأنكم بكل تأكيد لا تعرفونهم ” . ويمكن أن نردف في هذا السياق أن الكتاب وحده في المدرسة هو الذي يربطنا بهذه الأجيال المنفلتة وغير الآبهة بأي شيء ، وربما تنتمي لنفسها فقط . هنا لا نضع الكتاب في خصام مع آليات الايصال والتواصل بأشكالها المختلفة . الأهم أن تحضر الثقافة المغربية في كل الوسائط ضمن المدرسة المغربية بشكل مميزو هادف

‫تعليقات الزوار

7
  • حسن
    الخميس 27 نونبر 2014 - 12:00

    هل تعرف كوارث تأليف الكتب المدرسية ،راه ما كاين غير باك صاحبي ،أما داك لجان المصادقة راه غير كور وعطي لعور ،الحل في تغيير المسؤولين في الوزارة عن الكتاب المدرسي والمناهج،ولا افهم ما هو دور داك مركز التجديد التربوي ،لعبوا حتى شبعوا في كراسات الادماج وعطاوها للنعاس دابا هادي عامين ولا من حاسبهم او قال لهم علاش ،أما شي مفتشين كيقولو انهم مؤلفين راه خاصهم الرجم على المستوى الهزيل ديال الكتب لي كينزلو السوق وشي وحدين كيطلعو المستوى للسما فحال لي بنتو هي لي عتقرا ف داك الكتوبا ماشي ولاد الشعب لي ما كيفرقو ش بين الليف والزرواطة

  • Tamzaiwit
    الخميس 27 نونبر 2014 - 18:25

    من الكوارث التي تتضمنها بعض الكتب المدرسية مثلا ''في رحاب اللغة العربية للمستوى السادس'' نص شعري بعنوان ''الحصادة'' للشاعر الإنجليزي وليام وردزورثwilliam wordsworth وبجانب النص صورة للحصادة الدراسة! و مدار أسئلة الفهم و الشرح و التحليل هو آلة الحصاد!!!العودة للقصيدة -the solitary reaper وهي واحدة من أشهر قصائده -في لغتها الأصلية يبين بلا لبس أن الشاعر يصف فتاة قروية تحصد و تغني وحيدة بلحن حزين …وهل كان ممكنا لشاعر رومانسي معروف بتبرمه من زحف الثورة الصناعية أن يصف و يستحسن مخترعات تفسد جمال الطبيعة؟وهل كانت الحصادة-الدراسة موجودة أصلا في عصر وردزورث…؟؟و للتذكير فقط نقول للجنة التأليف أن هناك ترجمة رائعة لهذه القصيدة عنوانها الحاصدة المنفردة أنجزها المرحوم زكي نجيب محمود أثناء تعريبه لكتابThe Art of… LiteraryLiterary Study: H B Charlton … أمريكا بولاياتها الخمسين تحتكر فيها ثلاث شركات كبرى(Pearson,Mc Graw Hill,Cengage) انتاج الكتاب المدرسي ويساهم على الأقل أكثر من 600 باحث في تحرير كل مؤلف مدرسي…

  • محمد
    الخميس 27 نونبر 2014 - 19:51

    من الأمور التي تدل على الإصلاح الفعلي للتعليم في بلادنا :
    -زوال حجرات البناء المفكك .
    -زوال الطاولات ذات الكراسي الثابتة
    -زوال الكتب المدرسية بشكلها الحالي .التي قتلت الاجتهاد لدى الأساتذة .

  • أبو محمد
    الجمعة 28 نونبر 2014 - 23:41

    يبدو لي أن الأخ فوزي يجهل برامج اللغة العربية في جميع المستويات الدراسية ، لذلك فأنت تطلق الأحكام على عواهنها دون اطلاع مسبق على المقررات الدراسية ، أحكامك مزاجية ، متسرعة ، انفعالية ، فلو ألقيت نظرة سريعة على فهارس البرامج ستجد حضور وازن للأدباءوالكتاب والشعراء والمفكرين والنقاد المغاربة أمثال : محمد بن ابراهيم- عبد الله راجع – محمد عابد الجابري- محمد أنقار- عبد الواحد أخريف- نور الدين أفاية- المجاطي – عبد الكريم برشيد- عبد الكريم غلاب- علال الفاسي – محمد مفتاح- حميد لحمداني- عبد الكريم الطبال -أحمد الميموني- الخمار الكنوني- بوعلو- و..و..
    لكن نسجل بالمقابل غياب أدب الهامش وغياب أدعياء الشعر وكتاب الخواطر وجهلة اللغة العربية لأنه لايعقل أن ندرس لتلامذتنا الرداءة فلايجوز من الناحية التربوية أن ندرس نصوص لأدباء مغمورين مليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية . وإذا لم تستحي فقل ما تشاء

  • عبد الغني فوزي
    السبت 29 نونبر 2014 - 01:34

    يبدو أن هذا الاسم المستعار ، متسرع في القراءة ورمي الأحكام دون أرضية ولا أفق : قلنا في المقال ، وعن بحث وتقصي أن حضور الثقافة المغربية تماثل الثلاثين في المئة في الكتاب المدرسي ، مقابل سطوة مشرقية . أما كتاب الهامش فهم مغاربة أيضا ، ويكتبون في الأدب بكامل الشعرية والعمق الذي يتحدى كتاب مشرقين مقحمين في هذا الكتاب الذي تفتخر به . أتمنى أن يدلي التعليق بفكرة تغني أو تجادل..عوض الترهات العقيمة .

  • أبو محمد
    الإثنين 1 دجنبر 2014 - 00:02

    سأبدأ بالنهاية ،يا أخي أنت واهم عندما تطمح أن تقرر تعويذاتك السحرية في الكتب المدرسية ، فكتاباتك تعج بالأخطاء وسأكتب مقالا خاصا في هذا الشأن أعدد فيه هناتك وزلاتك وأغلاطك ،فتدريس الأخطاء للتلاميذ لايمكن أن يتحمس إليه إلا مجنون أو مغتر بما يكتبه، ولو كان ما تكتبه شاعريا وعميقا لوصل إلى المقررات الدراسية دون أن تحتاج للدفاع عنه ، لكنك للأ سف تدافع عن قضية خاسرة ، أما بخصوص الأدب المغربي فنصوصه العميقة والشاعرية موجودة في المقررات الدراسية ، فطلبتنا يعرفنا جيدا الأسماء الوازنة أمثال أحمد المجاطي الشاعر الحداثي ومؤسس شعر التفعيلة في الشعر المغربي الحديث والناقد الفذ الذي يعرفه التلاميذ شاعرا وناقدا مدافعا عن شعر الحداثة ودارسا لموضوعاتها وظواهرها الفنية والخمار الكنوني المعروف بشعره الرؤيوي وعبد الكريم برشيد صاحب المسرح الاحتفالي…. فالأدباء الذين تركوا بصمات قوية في الأدب المغربي والعربي هم الذين يستحقون إدراجهم في المقررات الدراسية ،

  • أبومحمد
    الإثنين 1 دجنبر 2014 - 14:48

    إذا كنت تقصد برمجة أدب الهامش في الكتاب المدرسي من باب الشفقة والتعاطف باعتبار أنه صادر عن كتاب مغاربة ، فهذه حكاية أخرى . وكما لا يخفى عليك أيضا أن الأدب المشرقي الذي تتعصب عليه ، يدخل ضمن الأدب العربي الذي يدخل ضمن الشروع القومي العربي المحلوم من طرف الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج ، وليكن في علمك أن بلاد الشام وأرض الكنانة يعرفون الأدب المغربي الجيد وموجود في كتبهم المدرسية دون مركب نقص أوعقدة عرقية ، هذا فضلا عن أن المتلقي العربي في ظل المتغيرات والتحولات العالمية الكبرى ، أصبح يتوق إلى ماهو عالمي وإنساني وليس إلى ماهو محلي ضيق أوقطري متعصب وشوفيني .

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج