أين سي عبد الله؟

أين سي عبد الله؟
الإثنين 8 دجنبر 2014 - 03:38

أُفتش عن ملامح وَجه سي عبد الله بَهَا، بَيْنَ وجوه الوزراء، الذين كانوا يملؤون بيت سي عبد الإله ابن كيران، بحي الليمون بالرباط، أفرك عيني لعل طيفا عزيزا يتراءى أمامي. طيفُ رجل في الستين من عُمره، بلحية غزاها الشيب، وابتسامة مُشرقة لاتفارق محياه، وخطوات رزينة، وكلمات مَوْزُونة، مثل أي فيلسوف ، لا يُلقي الكلام على عواهنه، بل يختار ألفاظ عباراته بعناية كَبيرة، ويختار الرنة المناسبة لتبليغها إلى سَامعيه.

أُحاول للمرة الرابعة، والخامسة، أن ألمح طيفه، فلا أرى سوى وزراء وبرلمانيين ومُواطنين، يحجون زُرافات ووحدانا، هُنا والآن، إلى بَيْت رَئيس الحُكومة، أسأل: لماذا البَعض منهم يَذرف دموعا ساخنة، والبعض الآخر يجلس واجما بعدما نزل عليه الخبر كالصاعقة، أتفحص الوجوه الحزينة، والعيون المنتفخة والمتعبة بالبكاء، مُواصلا رحلة البحث عن قسمات رَجل اسمه “عبد الله بها”، ليُلقي موعظة في هذا الجمع، وحث الناس على التحلي بالصبر والرضى بقضاء الله وقدره.

أسأل عن سبب تأخر هذا الزاهد، فترد علي حركات وتمتمات الحاضرين : سي عبد الله، لن يستطيع الوُصُول هذه الليلة الباردة من ليالي شتاء شهر دُجنبر. لا أصدق الخبر، رغم أن المشهد الدرامي، يؤكد ما وقع.

هُنا تتردد عبارة وحيدة، تؤكد “وَفَاة وَزير الدولة عبد الله بَهَا”، صدقوا أو لا تُصدقوا ، لقد فاضت مَساء يوم الأحد 7 دجنبر الجاري، رُوح الرجل الطيب إلى بارئها، وفي رمشة عين، تَرجل عن صَهْوة هذه الدنيا الفانية، بعدما ترجل عن سيارته، ليموت فَوْق السكة، وما ترمز إليه من دلالات أبرزها مُواصلة الطريق بعزيمة حديدية، وهو صاحب كتاب بعنوان “سبيل الإصلاح”.

لقد انتقل وزير الدولة، عبد الله بها، إلى رحاب الله، أحاول تصديق الخبر، فالموت واحد، والأسباب متعددة، وكان أحد تلك الأسباب مَكتوبا في صَحيفة الراحل، مُنذ النفخ في روحه، إلى حين رجوعها إلى خالقها، راضية مرضية، تتصادى بداخلي الآية الكريمة “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

مَات الحكيم، سَيَنْتهي العزاء، وسنعود إلى بُيوتنا، ونستلقي على ظهورنا، مُتسائلين بأعين مفتوحة، هل ما وقع هذه الليلة كان حقيقة، أم كان مجرد خيال، طامعين في أَن يكون ما عشناه هذا المساء مُجرد كَابُوس طويل.

للأسف الشديد، لن نستطيع إغماض جفوننا، وسنكون إزاء كابوس من كوابيس اليقظة. ولكن مع ذلك سنردد بكل إيمان بالقدر، عبارات نسأل بها الرحمة من الله تعالى للفقيد، هذا المغربي الشامخ مثل شجرة الأركان، الذي سيظل طيفه مُرفرفا فَوق الوطن الذي أخلص له، فكان من بين مُبْدعي قاعدة “الإصلاح في إطار الاستقرار”، التي صنعت الاستثناء المغربي.

مَات الحكيم، لكن حكمته لم تمت، وستظل بَلْسَما يُداوي الجروح، بما فيها جُرْح فُقْدَانه المفاجئ.. وكأني به ينهض من مكانه، وهو يتحدث عن القضاء والقدر، بهدوء وابْتسامة صادقة “من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر، والموت قدر من الأقدار الإلهية، ستذوقه كل نفس طال الزمن أو قصر”.

رحمك الله، وطيب ثراك، وتقبلك في مواكب الشهداء والصديقين والأنبياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

‫تعليقات الزوار

24
  • AntiYa
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 05:45

    اللهم اغفر له وارحمه و أموات المسلمين وطيب الله ثراه، وتقبله في مواكب الشهداء والصديقين والأنبياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

    "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
    عن النبي أنه قال لرجل وهو يعظه: ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)).
    فاسمعوا وعوا: "من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدّق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون"

  • ام ريان
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 07:07

    الله يرحمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة

  • رضوان الحق
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 07:22

    نعم إنه قضاء و قدر. ﻻكني أشك أنه من فعل فاعل! فكيف لرجل حكيم أن يقف سكة الحديد ساهيا عن ضجيج سكة القطار و زعزعته الأرض من تحت قدميه. الظرف غريب و الموت أغرب. فهو إما منتحر و حاشاه من ذلك أو مدفوع به. رحمة الله عليك يا رجل الظل الصالح.

  • MRE Suisse
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 08:01

    لا حول ولا قوة إلا بالله، و إنا لله و إنا إليه راجعون، رحم الله سي باها و أسكنه الفردوس الإعلى و رزقني الله و إياكم حسن الخاتمة

  • FASSI
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 08:28

    انا لله وانا اليه راجعون .ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
    رحم الله الفقيد وجميع اموات المسلمين.

  • زماح اليمني:العدالة
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 09:41

    العدالة التي لاتشوبها شائبة هي :الناس سواسية أمام الموت ،لافرق بين مؤمن وملحد ولا بين حاكم ومحكوم ولا بين غني وفقير ولابين قوي وضعيف ،يموت من يدبر شؤون الناس ومن يسوسهم ويخطط لهم السياسة العامة عاجزا وضعيف الحالة أمام القدر الذي خطط له ودبر له وهو لايعلم
    ولعل في موت الكبار والعظماء كيفما كان انتماؤهم عبرة لمن يتهافت على المصالح الشخصية باسم المصلحة العامة

  • عبد الله
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 10:51

    قال صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا "عبد الله" لمحزونون
    انا لله وانا اليه راجعون

  • عثيق بن الغالي
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 11:09

    الكثير منا يتناسى الموت و حين يقع تحصل لنا المفاجئة و الدهشة و الغرابة- و الحقيقة حين نعاين سبب الموت لمعارفنا احيانا نتعجب كيف ما ت فلان و هو بالامس كان يضحك و في صحة جيدة؟ او مات فلان او فلانة بسبب بوطاغاز بطريقة بليدة جدا لا تصدق- واحد سقط سقطة عادية عبيطة ادت الى وفاته – واحد في ليالي التاء القرس مات بنزلة برد او بسكتة قلبية مفاجئة – شاب وسيم سليم الجسد توفي في الفراش مع زوجته و الاخيرة لم تدري هل توفي ام لا حتى تأكدت من ذلك- فلان سكران ترك "الريشو" فاشتعلت البيت نارا و مات الرجل بطريقة لا تصدق- واحد نزف دماغيا دما فمات للتو الخ- نحن المسلمون نظرا لثقافة معينة اساسها العيش في عوالم سماوية بعيدة عن الارض و الطبيعة تنظر للموت بطريقة خاطئة كليا و تشحنه و تزيد فيه و تحرفه عن معناه و الاخطر لا تبيح للمسلمين التفكير عقليا و علميا في قضية الموت مما يعطي لبسا و غموضا في نظرتنا اتجاه الموت- لا بد من "الداروينية الحديثة" لفهم تطور الانسان البيولوجي و الا فاننا في الخطأ معتقدين اننا في صواب الخ- لهذا تكثر نظريات المؤامرة لان الفكر الديني استيلابي قدري يرجع كل شيئ الى قدرة خارجية غامضة، للاخر

  • منى الفطواكي
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 11:52

    أين "باها" ؟؟؟
    في رحمة الله يشكو دمه…
    سؤال طرحناه من قبل…والجواب ينبغي أن يكون عند رجال الأمن، ورجال حراس سكتة الحديد، وحديد السكتة…
    ذهب الزيدي وقيل كان وحيدا، وذهب "باها" وقيل كان وحيدا…والسيارة وسيلة أخرى لحمل رجال الدولة…
    اللهم ارحمهما وأرنا برهانك يا الله…

  • bilawane
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 12:21

    الله يرحمه رحمة شاملة.سي عبدالله بأهل مثال للجهد والمثابرة والصبر بأزيد من 42 سنة، منذ ثانوية ابن ياسين بإنزكان الي المعهد الزراعي بالرباط إلى كل التنظيمات الدعوية والسياسية في مساره. مثال للأمل في بلدنا :انسان من أسرة فقيرة من المغرب الغير النافع يصل بمثابرته إلى منصب كاتب دولة . الله يرحم.

  • noureddine
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 13:16

    رحم الله الأخ بها و أسكنه فسيح جناته و إنا لله و إنا إليه راجعون، ننتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيق حول ملابسات وفاة الأخ بها فقد تناسلت أسئلة كثيرة حول وفاته بتلك الطريقة.

  • Clair
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 16:40

    D'abord que Dieu accueille son âme en toute indulgence,ensuite c'est évident qu'ils essaient maintenant de profiter de la mort de ce monsieur en vue de gagner la compassion du peuple marocain et leur soutien pour les prochains élections, les crocodiles sont partout y compris eux!

  • iman tanger
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 17:18

    إنا لله و إنا إليه راجعون
    "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" صدق الله العظيم

  • chakir
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 19:47

    كيف تطلب الرجوع الى الدروينية ونحن لدينا وحي إلاهي واضح .أنا حاولت ان أعرف شيئ مما قلته لكني للاسف لم أفهم شيئ

  • قويدر
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 19:57

    الاخ عبد الله باها في ذمة الله
    بعد ان صدمه القطار متوجه من البيضاء نحو الرباط
    سؤال هل سيمر هذا الحادث مرور الكرام بعد ان ترك عدة الاسئلة محيرة وغامضة في ايجابتها ؟
    اسئلة كثيرة تطرح فهل من مجيب ؟
    1- هل كان من طبيعي ان تأتي صدف ليموت الزايدي تحت سكة و عبدالله باها فوقها ؟
    2- هل كان من الطبيعي ان يتفقد الاخ المكان في حدود السادسة الا ربع مساءا في ظلام حالك ؟
    3-الهذه درجة الاخ عبدالله رحمة الله عليه نسي ان مرور القطار في اي لحظة؟
    4- الهذه درجة الاخ عبدالله السياسي المحنك لم يسمع القطار وهو قادم ؟
    5- هل كانوجود الاخ في سكة في تلك لحظة عاديا؟
    6-من ابلغهم ان الاخ ذهب الى المكان متفقدا مكان مصرع الزايدي ليلقى مصرعه هو ايضا هناك؟
    7-كيف بشخص من طينة عبالله باها ليذهب الى مكان وفي هذا الوقت من زمن ؟؟ والله لم افهم
    اسئلة كثيرة حيرتني فلم اجد جوابا شافيا لها.
    ومن هذا المنبر اقول للاخواننا في الحزب ان يدقيقوا اشد التدقيق فهذا الحادث وان لا يمر مرور الكرام .
    لاننا اصبحنا في خطر ، فهل مسلسل الاغتيالات السياسية يعود من جديد

  • سعيد الجبهاوي
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 20:50

    في الحقيقة كلنا نتسأل كيف مات هذا الشخص الحكيم , هل فقد عقله لكي يموت بهذه الطريقة ؟
    هذا الشخص لقد تم قتله من طرف مافيا متخصصة؟
    لكن في هذا الوطن لم يتم البحث في لأحداث مثل هذه .حيث عندما تموت تموت معك قضيتك ولم يعد أحد يتكلم في عنها.

  • محمد مقساوي
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 20:56

    رحمك الله السي عبدالله باها ، واسكنك فسيح جناته وتقبلك في الصالحين .ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وان على فراقك لمحزونون ، وﻻ نقول اﻻ ما يرضي ربنا .انا لله وانا اليه راجعون .

  • sam
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 22:40

    رحمك الله السي عبدالله باها ، واسكنك فسيح جناته وتقبلك في الصالحين .

  • issam
    الإثنين 8 دجنبر 2014 - 23:52

    السلام عليكم,
    انا لله وانا إليه راجعون‬‎, ارجوا من كاتب المقال ان يحدف "مَات الحكيم" لان الحكيم هو الله وحده لا شريك له.
    شكرا

  • مجدوب
    الثلاثاء 9 دجنبر 2014 - 08:41

    رحم الله الفقيد ، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    ظروف الوفاة وما لفها من غموض وملابسات وتناسل الروايات بشأنها تدفع كل مغربي للمطالبة بحقه في رفع سياسة الغموض المتصلة بمصالح المواطنين ، غموض في مسارنا ومآلنا ، غموض في إنتاجيتنا ، غموض في أخبارنا وإعلاناتنا ، في تعاقداتنا حتى الخارجية منها… غموض في كل شيء يتصل بالمغاربة…
    والشيء الذي يجمع عليه المغاربة اليوم وبقوة هو الجهر برفع الحجاب عنا عمن يحكم هذا البلد…?!
    قبل أيام شاهد العالم كله ، لانتشار وسائل الاتصال السريع ، قرى ومداشر ومناطق مغربية محاصرة بمياه االسيول والفيضانات ولا أحد من المسؤولين جهويا وإقليميا ومحليا كانت له جرأة المبادرة للنجدة والإسعاف… كل ينتظر التعليمات…التعليمات… التعليمات… بلد التعليمات. هل هذه دولة تملك من المقومات ما يجعلها كذلك… وشؤون ومآل ومصير 38 مليون من المغاربة نحملها لمسؤول واحد ووحيد… ?!!

  • fidae
    الثلاثاء 9 دجنبر 2014 - 09:12

    انا لله وانا اليه راجعون .ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
    رحم الله الفقيد وجميع اموات المسلمين.

  • حزينة
    الثلاثاء 9 دجنبر 2014 - 11:16

    اولا رحمة الله عليه رحمة واسعة
    الفقيد او الشهد عبد الله باها توفي وفاة اغرب من الخيال لا يمكن لرجل عاقل وبتلك العضامة ان يذهب الى ذلك المكان وفي ذلك الوقت ولوحده ليفتقد مكان وفات احمد الزايدي رحمه الله الامر واضح اكثر من وضوح الشمس او بعبارة اخرى"حلو عينيكم راه كان ميت قبل ما يكون تما "نسأل الله أن يسكن الفقيد فسيح جناته وأن يشمله بواسع رحمته ومغفرته وأن يرزق أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون".

  • فضيلي العربي
    الثلاثاء 9 دجنبر 2014 - 13:20

    بقلب حزين وعين بكية لايسعوني الا ان اقول ان لي الله وأن اليه رجعون رحمة الله عليه والله يرزق اهله الصبر

  • عبدالرحيم
    الثلاثاء 9 دجنبر 2014 - 19:57

    كل شيء هالك الا وجهه
    رحم الله الفقيد واسكنه فاسح جناته وانا لله وانا اليه راجعون

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين