غَــامِضٌ صَــمْتُكَ فِــي مَــوْتِكَ بَــاهَا
وَبَــقَايَا الْـــمَوْتِ فِــينَا هَــــلْ تَـــرَاهَا؟
…
هَـــلْ تَـرَى أَحْمَدَ فِـي الْــمَاءِ غريقاً
أَمْ تُـــــرَاهُ قَـــدْ مَــضَى حَـــيّاً وَتَاهَا؟
…
لَــمْ تَمُــوتَا فِــي الــــزَّوَايَا نَــفْسِهَا
إِنَّــمَا قَــــدْ زِدْتُـــمَا نُــــوراً وَجَـــاهَا
…
لَــمْ تَــمُوتَا يَـــا شَــهِيدَانِ بِــجِسْرٍ
كَــاسِــرٍ بَــــلْ أَنْـتُمَا بَــعْثٌ تَمَاهَى
…
لَـمْ يَــمُتْ مَــنْ كَـانَ مَحْفُوفاً بِحُبٍّ
صَــــادِقٍ وَالــنُّبْلُ فِـــيهِ لَا يُضَاهَى
…
لَــمْ يَمُتْ مَـنْ مَــاتَ مَلْفُوفاً بِصِدْقٍ
نَــاطِقٍ وَالْأَصْـــلُ فِـــيهِ مَــا تَنَاهَى
…
قَدْ يَمُوتُ الْيَوْمَ صَوْتِي فِي حُرُوفِي
أَوْ يَصِــيرُ الصَّمْتُ جْزْءاً مِـنْ صَدَاهَا
….
قَــدْ يَــعُودُ الْــبَدْءُ بَــعْدَ الْبُعْدِ يَوْماً
حِــينَهَا نَــدْخُلُ بَـــاباً مِــنْ عُـلُاهَا
…
قَــدْ يَــرُدُّ الْجُرْحُ بَوْحِي دُونَ صَفْحٍ
لِتَظَلَّ الـرُّوحُ تَــسْمُو فِـي سَمَاهَا
…
لَــكُمَا هَــذَا الْـقَصِيدُ الْــمُرُّ يَشْدُو
كَــالْعَصَافِيرِ الـــتِي غَــابَ سَنَاهَا
…
لَــــكُمَا مِـــنِّي نَـــشِيدٌ شَـــــارِدٌ
يَحْتَفِي بِالدَّمْعِ فِــي عَــيْنٍ بَكَاهَا
…
كُـلُّ نَـفْسٍ سَتَذُوقُ الْمَوْتَ يَــوْماً
بَــعْدَمَا ذَاقَتْ شُجُوناً فِـي هَوَاهَا
…
فَهَـــــنيئاً لَـــــكُمَا مَــــــا نِــــلْتُمَا
رَغْمَ حُزْنٍ صَامِتٍ يَطْوِي الشِّفَاهَا
…
لَــمْ أَقُــلْ: إِنَّــــكُمَا سَـــوْفَ تَغِيبَا
نِ كَــمَا غَــابَت عُيُونٌ فِي عَمَاهَا
…
إِنَّــمَا قُـــلْتُ: لِـــرُوحَيْنِ سَـــلَامٌ
وَسَــلَامٌ لِلَّـــذِي تَـــحْتَ ثَـــرَاهَا
…
– شاعر وباحث مغربي
احساس. دوق. ورهفة المشاعر. أبيات شعرية تشتاق لقرائتها واعادة القراءة. وفق الله.