عيد الحب ... عيد المولد النبوي

عيد الحب ... عيد المولد النبوي
الجمعة 2 يناير 2015 - 15:01

للحب في الثقافة الإسلامية مكانة سامية، ترتقي به إلى مصاف القيم النبيلة، بل أكاد أجزم أنه “قيمة القيم” وأنبلها على الإطلاق، لذا، لا عجب أن يقترن “الحب” بـ”الإيمان” في غير ما موضع، فلا كمال للإيمان إلا بوجود الحب، من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “حب الأنصار من الإيمان”، ومن مناقب علي عليه السلام أن خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : “لا يحبك إلا مؤمن”، إلى غير ذلك من النصوص المتوافرة المتعاضدة، كما أن إيمان المرء ينقص بعدم الحب : “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وإذا تحوّل الحب إلى نقيضه لزم من ذلك تحول الإيمان إلى نقيضه أيضا، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا عليا بن أبي طالب : “لا يبغضك إلا منافق”.

إننا إذن بين ثنائيتين خطيرتين، ثنائية الحب والإيمان، وثنائية البغض والنفاق، وما تقرير هذين الأمرين إلا لتوضيح قيمة الحب وقدسيته في الثقافة الإسلامية.

والحديث عن الحب يجرنا لزوما إلى الحديث عن الحبيب والمحبوب، مَن هما ؟ كيف يتحابان ؟ نُبل حبهما وقداسته ؟ آثار ذلك الحب ونتائجه ؟ إلى غير ذلك مما يساعدنا على تسديد هذه القيمة النبيلة وعدم الرمي بها في أتون المهاوي والحضيض.

لعل أسمى حب وأقدسه هو حب الله تعالى، في ظله عاش العارفون، وبه لهثوا، وفي بحاره هاموا، وعلى ذلك ماتوا، “أحِبوا الله لما يغدوكم به من نعمه”.

وقرين ذلك الحب حب حبيب الله وخليله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يكتمل إيمان المرء – بل لا يبدأ أصلا – إلا بحبه، “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”.

وسنقارب الحب النبوي من خلال عدة عتبات، أهمها :

المعرفة : لا يحب النبيَّ إلا من تعرف عليه من كثب، واطلع على سيرته وأخباره، واكتشف خصائصه ومزاياه، ولمس فضائله ومناقبه، فيحاول من خلال ذلك التعرف على حقيقة أحمديته، وكُنه نبوته، لأن الحب لا يُبنى على الجهل بالمحبوب، لذا وجب الانتباه إلى أهمية درس السيرة النبوية، وقيمته في ترسيخ حب النبي في وجدان الناشئة.

الاقتداء : إذا تعلق قلب المرء بالمحبوب سلَم أمره إليه وانقاد، وسهل عليه أمر الائتساء والاقتداء، وبما أن الاقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واجب بالنص : “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة”، فحب النبي صلى الله عليه وسلم واجب من باب “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.

التزكية : إذا سكن الحب في قلب المحب واستقر، تأثر بالمحبوب طوعا، فتراه يقلده ويحاكيه، ولا يبذل في ذلك كبير جهد أو معاناة، وبما أن تزكية المسلم تترتب على تخلقه بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومحاكاتها، وبما أن أخلاق النبي من السمو بمكان، فإنه يصعب على المرء أن يتحلى بأخلاقه السنية، وبصفاته المصطفوية، لذا كان لكيمياء المحبة دور أساس في تذليل الصعاب، فيقلد المحب أخلاق وشيم الحبيب، فيتخلق بأخلاقه، فتكون بذلك سُلّما للارتقاء إلى درجة التخلق بأخلاق الخالق، “تخلقوا بأخلاق الله”.

التبرك : لا تقتصر علاقة المحبة على طرفيه فحسب، أي المحب والمحبوب، بل تتعداها إلى حب كل ما يتعلق بالمحبوب، فترى المحب متعلقا بحي محبوبه، وبديار سكناه وآثاره، وبملابسه وأسماله، وإذا لم يحدث هذا وأكثر منه، فلا حب هناك ولا تعلق، وإنما هو نفاق ومداراة. لذلك كان التعلق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك بها سمة من سمات حبه، وأمارة من أماراته، تنافس في ذلك الصحابة الكرام، والسلف الصالحون العظام، فتبركوا بعَرقه، وجعلوه أطيب الطيب، وتهافتوا على شَعره، والتمسوا البركة بمس جلده وبشرته، وتوارثوا ذلك جيلا بعد جيل.

فقَدَ خالد بن الوليد قلنسوة له يوم اليرموك، فجَدّ في طلبها، ولما وُجدت فوجئ من معه بحالها، إذ كانت خلقة بالية، فلم يفهموا السر في إلحاحه على طلبها، فأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره، وسبقهم إلى شعر ناصيته، وجعله في تلك القلنسوة، ثم قال : “فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر”. ومن هذا القبيل حفاظ الخلفاء على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حربته، والأخبار في ذلك يعسر استقصاؤها.

إرسال السلام : يهز الشوقُّ المحبَّ هزّأ، فيشد الرحال إلى حيث المحبوب ولا يبالي بما في الطريق من أخطار وآفات، ولا يلتفت إلى بعد المسافات، وكذلك كان محبو النبي صلى الله عليه وسلم وعاشقو جنابه المنيف، وما أن ترمق أعينهم القبة الخضراء، حتى يهتبلون بالصلاة والسلام عليه، وأحيانا ينزلون من رواحلهم، ويخلعون نعالهم، وتغرورق مُقلهم، ولا يهدأ لهم بال، إلا وقد لامسوا القبر المعظم، وصلوا في الروضة الفيحاء، ومنهم من هاجر الأوطان، واستقر به المقام هناك، فجاور وكان نعم الجوار، وفي ذلك يقول القاضي عياض رحمه الله :

بادِر وسلِّم على أنوار روضته ** قبل الممات، فلا تشغلك أعذار.

وحين تحُول بين المحب والزيارة حوائل، فإنه يلجأ إلى تبليغ السلام بالبريد، عبر عموم الزائرين، أو بواسطة المخصوصين منهم :

بالله يا زوار قبر محمد ** من كان منكم رائحا أو غادِ
فليبلغ المختار ألف تحيةٍ ** من عاشق متقطّع الأكبادِ.

خدمة النبي : تنافس الصحابة في خدمة النبي المختار، وكان ذلك منهم عربون محبة، ودليل تعلق، مثل أنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر …، واستمرت الخدمات ولم تنقطع بمجرد التحاقه بربه، لكنها تعددت وتنوعت، فكان خَدَمة حجرته الشريفة، وخَدَمة دينه وشريعته، من العلماء الذابين عن الدين، وخَدَمة سنته الذين سهروا على جمعها مما تفرق في الأمصار، مثل ابن شهاب الزهري، وخَدَمة سنته ممن عمل على تنقيتها وتصنيفها وتبويبها، مثل الإمام مالك والإمام أحمد والإمام البخاري، ومنهم خَدَمة أحواله، مثل الجنيد والقشيري وأضرابهما … وكل هذا كان نابعا من الحب، منطلقا منه.

وقد قرر العلماء أنه يُنال بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يُنال بكثرة الأعمال، ويحظى الخديم من الفضائل والمكرمات ما لم يحظ به غيره، ومن خدَم السيّدَ خدَمَتْه العبيد :

وإذا ما الجنابُ كان عظيما ** مُدَّ منه لخادميه لواءُ.

وبما أن الخادم للجناب النبوي مستمسكٌ بأوثق العرى، فإنه لا محالة مطمئن البال، غير خائف ولا وجل، لما يعلمه من جود النبي، وذلك وأيم الله من أعظم النوال، وإليه يشير محمود سامي البارودي بقوله :
خدمتُه بمديحي فاعتلوتُ على ** هام السِّماك، وصار السَّعدُ من خَدَمي
وكيف أرهب ضيما بعد خدمته ** وخادم السادة الأجواد لم يُضَمِ.

مدح النبي : لعل مدح النبي من أعظم الوسائل المقرِّبة إلى حضرته العلية، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب المدح ولا ينفر منه، بل ويثيب عليه، وقد وهب كعبا بردته الشهيرة.

ولم يكن كعب بن زهير وحيدَ المادحين، بل أفرَغَ جمعٌ من الصحابة أقوالَهم في مدح خير البرية، جمعهم غير واحد من المؤلفين، وقد ناهزوا المائتين، منهم الحافظ ابن سيد الناس، الذي نظم قصيدة ميمية، جمع من خلالها أسماء الصحابة الذين نظموا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ثم شرحها في مجلد، وقد تأسى بسنتهم جمع من شعراء المسلمين على مر العصور، منهم الإمام البوصيري وحمدون بن الحاج الفاسي ومحمود سامي البارودي وأحمد شوقي وغيرهم، لكنهم جميعا ما وصفوا النبي حقَّ وصفه، ولم يمدحوه بما هو أهله، لأنه أرقى من كل وصف، وأسمى من كل مدح، وليس هذا تقولا عليهم، بل كلهم مجمعون على ذلك، معترفون بقصور قريضهم، ومن ذلك قول قائلهم :

مدحتك لا أني بمدحك قائم ** ومَن ذا بإحصاء الرمال يقوم ؟
ونظيره قول الشاعر البليغ محمود سامي البارودي :
هيهات أبلغ بالأشعار مِدحتَه ** وإن سلكتُ سبيل القالَة القُدُمِ.

والاعتراف ذاته على لسان الشيخ حمدون بن الحاج :

قصوري في مدحي لأحمدَ مطلَقُ ** وما عابني أن لستُ بالشمس أعلقُ.

ولعل هذا القصور والعجز الذي اعترف به هؤلاء وأمثالهم، هو السبب في إعراض جماعة من الشعراء عن مدح النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، من أمثال البحتري وأبي تمام وغيرهما، رغم أنهم من حذاق الشعراء وكبارهم، وهو ما أشار إليه العلامة حمدون بن الحاج بقوله :

قريبٌ بعيدٌ سَهلُهُ مُتمنِّعٌ ** لذاكَ جريرٌ لم يهم والفرزدقُ

وقد صرح بذلك أبو نواس حين لِيمَ على تركه مدح الإمام علي الرضا، فقال :

قلتُ : لا أستطيع مدح إمام ** كان جبريل خادما1 لأبيه.

فإذا كان العجز مسوغا لعدم مدح من يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ترك مدح النبي كان من باب أولى وأحرى.

ومما يدل على عجز مصاقيع البلغاء في هذا الباب، أن الشاعر المحب مهما أبدع في المدح والوصف إلا ويحس بعدم بلوغ البغية، فيحاول جاهدا التعبير عن كنه حقيقة النبي، لكن اللسان لا يسعفه، وبلاغة القريض تعجز عن مسابقة المعاني، وكأني بجميعهم يرددون ما قاله العلامة حمدون بن الحاج :

أطَلْتُ ولكني بذاك مقَصِّرٌ ** وما ازددتُ وِرداً منه إلا وأظمأُ.

وأمام هذا القصور، لم يكن عند هؤلاء المادحين من عزاء، سوى أنهم يقولون صادق الكلام وأعذبه، على نقيض ما ذاع بين النقاد، أن أعذب الشعر أكذَبه، ورحم الله أحمد شوقي حين قال : “وصادق الحب يملي صادق الكلم”.

معاناة الحب : للحب معاناة ومكابدات، يعرفها العشاق المتيمون، فينعكس ذلك على حياتهم، ويفارق الكرى جفونهم، فيستوي لديهم الليل والنهار، وتزداد أجسامهم ضعفا ونحافة، وأنفسهم في عذاب وحسرة، لا تفكير لهم إلا في المحبوب، ولا دواء لهم إلا الوصال :

نظرُ المحب إلى جمال حبيبه ** يغني عن المطعوم والمشروب
ويُسَكّن الآلام من جوع ومن ** ظمإٍ، لِقا المشتاق للمحبوب.

لكن العشاق إذا حاولوا التعبير والبوح بمكنون حبهم، فلن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا، فتخونهم العبارة أحيانا، وينطقون بما لا تدركه عقول غيرهم، لكن بعض المتسرعين، ممن لم يذوقوا للحب طعما، ولم يعرفوا له مُرّاً ولا علقما، قد يستصغرون هذا البوح ويسترذلونه، وقد يلومون أصحاب تلك المقولات، وهم معذورون في ذلك :

يا عاذلي كُفَّ عن ملامي ** فما على عاشق ملامُ
لو ذُقتَ طعم الغرام يوما ** لغَالَكَ الوجدُ والغرامُ.

أما من انطرح على الأعتاب الشريفة، وتعرف على بعض الأسرار المحمدية، وتاه حُبّاً في الدرة اليتيمة، فإنه غالبا ما يحجم عن البوح ببعض المواجيد، فيكتمها صيانة لعقول العامة، وذلك من باب “حدث الناس على قدر عقولهم”، إلا أن كتمان هذه الأحوال، غالبا ما ينقلب نارا تصطلي بها الأحشاء، فيضعف العاشقون ويستسلمون إلى البوح :

وهل يستطيع كتم السر صَبٌّ ** إذا ذُكر الحبيب لديه طارا
به لعب الهوى شيئا فشيئا ** فلم يشعر وقد خلع العِذارا.

وأثناء البوح، لم يجد العشاق بدا من التوسل بالرمز والكناية والإشارة، نظرا لعجز وضعف وقصور العبارة، فيُكَنّون عن “الحب” بعبارات قد ينبذها المستمع، ويرفضها الفقيه، مثل عبارة “الخمرة” التي اشتهر بها الصوفية في أشعارهم ومنظوماتهم.

وإذا ما وقع اللبس عند العاجز عن الغوص في المعاني، ممن يكتفي بالوقوف على ظواهر الكلمات، فإنهم يلجأون آنئذ إلى التمييز بين الخمرتين :

شربنا على ذكر الحبيب مدامة ** سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم.

وذلك للتمييز بين خمرة المحبة الأقدم والأسبق من خمرة الكرم، فلا يبقى بعد هذا التمييز لبس عند الفقيه، لذلك توجه إليه أبو الحسن الششتري بالسؤال :

أفتني أيها الفقيه وقل لي ** هل يجوز شربها على عرفات ؟

ولم يتوجه إليه بهذا السؤال إلا بعد أن بيّن له أوصافها :

ليس فيها إثم ولا شبهات ** عُتِّقَت في الدِّنان من قبل آدم ** أصلها طيب من الطيبات.

وكلها أوصاف للتمايز بين الخمرتين، ولإزالة اللبس والغموض.

بل إنهم ينهون عن التقليل من الشراب، ويدعون إلى كثرة الاغتراف، مثل قول أبي الحسن الششتري رحمه الله :
قُمْ خَلِّ الكاسات ** واشرب بالطاسات.

فهو يأمر بالشرب من الطاسات، وينهى عن الشرب بالكؤوس، لأنها صغيرة لا تكفي، وكذلك الأمر في المحبة، حيث ضرورة الاغتراف منها بوفرة وكثرة، وعدم الركون إلى القلة.كل هذا في حب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرورة التزود منه بالوفرة اللازمة، ولم يكن احتفال المسلمين بالمولد المعظم، سوى نفحة من نفحات هذه المحبة، وارتشاف من بعض رحيقها، عسى أن ينالوا قربا من صاحب الذكرى، قال الشيخ حمدون بن الحاج رحمه الله : “رأى بعض المشايخ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فذكر له ما يقوله الفقهاء في عمل المولد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فرح بنا فرحنا به”.

اللهم رَقِّنا في معارج المحبة.

[email protected]

1عبارة “خادما” لا تليق بسيدنا جبريل، ويمكن إصلاح البيت بما لا يخل بالوزن بقولنا “تاليا”، على أساس أن جبريل تالٍ للنبي في الفضل والمكانة والرتبة.

‫تعليقات الزوار

16
  • بوراس
    الجمعة 2 يناير 2015 - 17:10

    لماذا الحب دائما للسماء وحدها
    هل السماء لا تريد الحب الا لنفسها
    ألا يوجد حب خارج تغطية السماء
    ألا يوجد حب من أجل الحب وكفى
    ألا تستحق الارض حبا كما للسماء
    لماذا يظل الحب من من الارض الى السماء
    ألا يمكن ان يكون الحب من الارض الى الارض
    حب السماء دَيْن وحب الارض سعادة

  • الحسن
    الجمعة 2 يناير 2015 - 19:14

    لقد أمتعتنا بهذا الموضوع الجميل ،فلاتبتعد عنا طويلا ،فأمثالك من العملة النادرة في هذا الزمان ،لقد أوتيت سحر البيان ،فلغة الضاد تنساب عسلا مصفى بين أناملك ،كلما كتبت موضوعا إلا وزاد ك رفعة ومنزلة سامية ،ساقاك الله من حوض الحبيب شربة لا تظمأ بعدها أبدا ،فلاتنسانا من خالص دعائك

  • sms
    الجمعة 2 يناير 2015 - 20:19

    J aime beaucoup une personne. Mais c'est un amour impossible et sans issue…

  • الواريني
    الجمعة 2 يناير 2015 - 22:05

    بارك الله لنا ولك في حب المصطف صَلِّ الله عليه وسلم تمنيت لو أشرت لما يقوم الناس به اليوم من أفعال منافية للحب النبوي ولكنك لم تفعل لعلك نسيت

  • ابومعاوية
    الجمعة 2 يناير 2015 - 22:59

    قال العلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور بـ: (الفاكهاني734 هـ )
    في رسالته في المولد المسماة بـ "المورد في عمل المولد":"(ص20-21) (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون،
    وقال ابن الحاج المالكي – رحمه الله – في "المدخل" (2/312) (فإن خلا – أي عمل المولد- منه – أي من السماع – وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان ,وسلم من كل ما تقدم ذكره – أي من المفاسد- فهوبدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة
    في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشدالناس اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله علية وعلى آله وسلم، وتعظيماً له ولسنته صلى الله علية وعلى آله وسلم ، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم… الخ).
    لا يتسع المقام ذكر اكثر من هذا. (واللبيب تكفيه الاشارة)

  • ابومعاوية
    السبت 3 يناير 2015 - 09:50

    قال تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
    معنى الاية :أن الدين كمل ‘ولا يجوز أن نزيد فيه ‘ولا أن نأخذه من المنامات ‘وانما نحن مأمورون بالاتباع ‘والخير كله في اتباع من سلف ‘والشر كله في ابتداع من خلف'
    واسمع بقلبك ما قاله الامام مالك إمام دار الهجرة، لعلك تفيق من الغفلة‘
    كَانَ الْإِمَامُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مِنْ أَشَدِّعُلَمَاءِالسَّلَفِ تَشْدِيدًافِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَتَدْقِيقًا فِي إِنْكَارِ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ فِي الدِّينِ ، جاءه رجل يريد ان يحرم من مسجد النبي قال احرم ن حيث احرم رسول الله فابى الرجل ‘قال" لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ الْفِتْنَةَ " فَقَالَ الرَّجُلُ : وَأَيُّ فِتْنَةٍ فِي هَذَا ؟ إِنَّمَا هِيَ أَمْيَالٌ أَزِيدُهَا . قَالَ : وَأَيُّ فِتْنَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تَرَى أَنَّكَ قَدْ سَبَقْتَ إِلَى فَضِيلَةٍ قَصَّرَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

  • سعيد الشقروني
    السبت 3 يناير 2015 - 17:05

    بورك في قلمك وسلمت يمينك يا عبد الله..

  • alia
    السبت 3 يناير 2015 - 18:42

    عند تقليب صفحات السير والتاريخ و كتب التراث و ما تحويها من "احاديث"تعطي صورة اقل ما يقال عنها انها لا تليق برسول الله, و ان من العجب ان يتم حماية هذا الموروث رغم ما يحمله من اساءة الى الرسول بحجة حماية الدين! و هنا سؤال سيظل يطرح نفسه دائما اذ كيف يمكن للمفترض فيه ان يحب النبي اكثر من نفسه و يؤكد عليها ثم ينقل و يتبنى اقوالا لا يتشرف بها انسان عادي المستوى و الاخلاق! و لا يجد غضاضة في ان ينسبها لمن أرسل رحمة للعالمين!
    و تجد في المقابل صورة ناصعة نقية تليق به صلى الله عليه و سلم من خلال قراءة السيرة النبوية من القران و استنباط احداث عايشها النبي التي تعطي صورة متكاملة لا تناقض فيها,
    *يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً*
    *وَإِنَّك لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ* يتبع

  • alia
    السبت 3 يناير 2015 - 19:09

    و حتى في حالة الانتقاد لاي تصرف قام به النبي*يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * او ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب …* لا نجد في القرآن ما يمكن ان يفضي الى معنى شبيه بما في الروايات المدونة في الصحاح التي اوحت بصورة لا تليق بمن وصفه رب العباد بالسراج المنير و صاحب خلق عظيم
    و صلى الله على و بارك على سيدنا محمد الصادق الامين , و كل عام ومحبوا الرسول الاكرم بألف خير

  • ابوذر تشيغيفاري
    الأحد 4 يناير 2015 - 04:43

    السلفيون اجلاف أعداء الحب، والسلفيون جفاة لا يشعرون بأية عاطفة تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم..وإنما هو رجل حمل الى الناس رسالة وانتهى أمره وكأنه ساعي البريد. لذلك يمارسون علينا حردهم مع كل ذكرى مولد نبوي شريف ويستعرضون علينا فقاهتهم السطحية.
    لن يفيدكم في شيء هذا التهريج فنحن لا نجعل من ذكرى مولد خير البرية عيدا بالمعنى الشرعي التعبدي وإنما تخليد لذكرى من ارسله الله رحمة للعالمين وبالتالي فدعواكم علينا بالإبتداع في الدين باطلة ومردودة. فالاحتفال مشمول لقاعدة الإباحة وأنتم من عليكم الإتيان بدليل الحرمة. اما كون الصحابة لم يفعلوا ذلك فعدم الفعل ليس مساوقا للحرمة وليس دليلا عليها كما قرر ذلك الاصوليون. ثم لعلهم لم يجدوا حاجة الى ذلك لقربهم من زمن الوحي اما من أتى بعدهم في القرون الماضية فقد بدت لهم الحاجة لاحياء هذه الذكرى وشكر الله على نعمة المنة بالنبي الخاتم واستذكار معالم الدين التي بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    محتفلون بمولد النبي الاكرم ..موتوا في جفاءكم.

  • sifao
    الأحد 4 يناير 2015 - 14:22

    الحب قيمة انسانية نبيلة ، نزوح عاطفي متبادل بين الناس بغض النظر عن عرقهم وعقيدتهم وانتماءهم وهذا ما ليس متاحا في الدين ، الدين هو قتل لمشاعر الانسان واحياء للضغائن والاحقاد بين الناس ، تهريب للحب من عالم الاحياء الى عالم الاموات ، حب الله مجرد ثرثرة وكلام فارغ لا معنى لع في واقع حياة الانسان ، المتدين لا يحب الله لانه خالقه وخالق العالم وما يزخر به من آيات الجمال والكمال وانما لانه يخاف من وعيده ، لولا وعده بالجنة ووعيده بالنار لما احبه احد ، الحب الناتج عن الخوف ليس حبا وانما كرها مغلفا بمشاعر حب زائفة ، مثل حب العبد لسيده
    "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" ماذا بقي للانسان من خيار بعد هذا الكلام ، انسان يعيش في القرن 21 يحب انسانا عاش في القرن 6 اكثر مما يحب ابنه وزوجته واباه وامه الذين يعيشون معه يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه ويقاسمونه الفراش والرغيف والسراء والضراء اي معنى لهذا الحب غير الخوف ؟
    هل يجوز لمسلم ان يحب مسيحيا او يهوديا او بوذيا او ملحدا كافرا ؟ الحب في الاسلام ، حتى وان افترضنا امكانيته ، ليس قيمة انسانية وانما قيمة دينية خاصة بجماعة المسلمين

  • عتيقة
    الأحد 4 يناير 2015 - 16:21

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
    الحب الذي نلمسه أكبر من الحب الذي نسمعه . فإذا أحببت برهن على حبك بالأفعال لا بالأقوال .

  • عبدالجوادالخضري
    الأحد 4 يناير 2015 - 18:10

    مقال يستحق التقدير ويستوجب الشكر لكاتبه المغربي المحب للحبيب المحبوب سيدنا رسول الله محمدصلى الله عليه وسلم الذي إن صدقت محبته في القلوب لزمت طاعته في الاقوال والافعال وصدق الله(إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)وفي الاثر :من مات على حب آل محمد مات مغفورا له !وعلامة حب النبي وآله:ان تصلي عليه مع كل حركة وسكنة (إن الله وملا ئكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)فأنت بالصلاة عليه تصل نفسك بربك ومن وصله الله لن يقاطعه الكون بل يستجيب له فيصبح عبدا ربانيا (إن لله عبادا إذا أرادوا ارادالله) اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب الشفيع الذي أخبر عن ربه أن لله في كل نفس مائة ألف فرج قريب وسلم!!

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 4 يناير 2015 - 22:55

    بسم الله

    قال الشيخ العثيمين :

    أصل الأعمال كلها هو المحبة،
    فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب،
    إما لجلب منفعة،
    أو لدفع مضرة،
    فإذا عمل شيئاً،
    فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام،
    أو لغيره كالدواء.

    وعبادة الله مبنية على المحبة،بل هي حقيقة العبادة،إذ لو تعبدت بدون محبة صارت عبادتك قشراً لا روح فيها،

    فإذا كان الإنسان في قلبه محبة لله والوصول إلى جنته،فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك.

    ولهذا لما أحب المشركون آلهتهم توصلت بهم هذه المحبة إلى أن عبدوها من دون الله أو مع الله.

    والمحبة تنقسم إلى قسمين:

    القسم الأول:محبة عبادة،
    وهي التي توجب التذلل والتعظيم،وأن يقوم بقلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل أمره ويجتنب نهيه،

    وهذه خاصة بالله،

    فمن أحب مع الله غيره محبة عبادة،فهو مشرك شركاً أكبر،ويعبر العلماء عنها بالمحبة الخاصة .

    القسم الثاني:محبة ليست بعبادة في ذاتها،
    وهذه أنواع:

    النوع الأول:المحبة لله وفي الله،

    وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله،
    أي:كون الشيء محبوبا لله تعالى

    من أشخاص:كالأنبياء،والرسل،والصديقين،والشهداء،والصالحين.

    أو أعمال:كالصلاة،والزكاة،وأعمال الخير،أو غير ذلك.
    يتبع

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 4 يناير 2015 - 23:18

    الحمد لله

    وهذا النوع تابع للقسم الأول الذي هو محبة الله.

    النوع الثاني:محبة إشفاق ورحمة،
    وذلك كمحبة الولد،والصغار،والضعفاء،والمرضى.

    النوع الثالث:محبة إجلال وتعظيم لا عبادة،
    كمحبة الإنسان لوالده،ولمعلمه،ولكبير من أهل الخير.

    النوع الرابع: محبة طبيعية،
    كمحبة الطعام،والشراب،والملبس،والمركب،والمسكن .

    وأشرف هذه الأنواع النوع الأول،

    والبقية من قسم المباح،
    إلا إذا اقترن بها ما يقتضى التعبد صارت عبادة،

    فالإنسان يحب والده محبة إجلال وتعظيم،
    وإذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والده صارت عبادة،

    وكذلك يحب ولده محبة شفقة،
    وإذا اقترن بها ما يقتضي أن يقوم بأمر الله بإصلاح هذا الولد صارت عبادة.

    وكذلك المحبة الطبيعية،
    كالأكل والشرب والملبس والمسكن
    إذا قصد بها الاستعانة على عبادة صارت عبادة،

    ولهذا " حبب للنبي النساء والطيب " من هذة الدنيا،
    فحبب إليه النساء،لأن ذلك مقتضى الطبيعة ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة،
    وحبب إليه الطيب،لأنه ينشط النفس ويريحها ويشرح الصدر،
    ولأن الطيبات للطيبين،والله طيب لا يقبل إلا طيبا.

    فهذه الأشياء إذا اتخذها الإنسان بقصد العبادة صارت عبادة…"

  • salwa
    الإثنين 5 يناير 2015 - 15:53

    اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة