الزمن الجميل: جيل "الْبَاصبور لَخْضَرْ"

الزمن الجميل: جيل "الْبَاصبور لَخْضَرْ"
الأحد 11 يناير 2015 - 14:17

قبل الغربان:

كانت هناك طيور مهاجرة ،تمضي صوب الشمال خِماصا لتعود بِطانا.لم تكن تهتم بسؤال الرزق:لماذا هو هناك في الشمال الأشقر البارد،الذي لا ينهض إلا لعمل؟ ولماذا لم يتيسر في الوطن الحلم،وطن الاستقلال؛حيث الشمس الدافئة ،والصلاة خير من النوم والعمل معا.

وقتها لم تكن الدولة – كما اليوم- قد انتبهت بعد ل’ماركتينغ” العودة؛لتؤطر تدفق المال الصعب،صوب الوطن الكسول ، قبل تكريم عرق المهاجرين؛وقد “قُدر” لهم ألا يعرقوا إلا في بلد الجليد والضباب. كانت الهجرة إلى الضفاف السعيدة فتنة حقيقية؛ تبدأ من محنة الجواز ،وقد ارتقت به بيروقراطية الستينيات من القرن الماضي،إلى مصاف صكوك الغفران والدخول الى الجنة. وقتها كان الحصول على عقد للعمل في فرنسا بالخصوص أسهل من الحصول على الجواز الوطني الأخضر.

رْفدت الباصبور لخضر وقُلت أنا دِي خيار الحياة

جْبَرْت البابور يرجى في المرسى مْسَطْرة بالرايات

نْهار إللي مشيت خاطَرْ، ودعت أحبابي وقلبي مهموم

خَلِّيت اميمتي تْنَوَّح وتقول وْليدي مْشالي للرُّوم

فعلا عرف الشيخ ،محمد اليونسي البركاني،كيف يُعبر عن جيل من الشباب ،لم يكن يرى له مستقبلا – ولا حتى هوية- إلا في بلد الأنوار. طبعا خارج كل مدارات فلسفة الأنوار،وأحقاد الأديان .كم أطربتنا رائعته ،وهي تُبث على مدى ساعات النهار في مقاهي الشاي والنعناع بوجدة. رغم تجربة الاغتراب – بالجمع- المؤلمة في القصيدة، فإنها لم تكن في الحقيقة سوى دعوة لمقارنته بالاغتراب داخل الوطن ،وبظلم ذوي القربى ،حينما لا يرون في الشاب إلا مشروعا لمهاجر عامل تُعلق عليه كل الآمال والأحلام المادية .حتى بنت الجيران لم يكن لها من أمل، بعيدا عن هذا الشاب الذي يغادر باكيا ليعود في الصيف محملا بالسعادة.

يعودون ليتحدثوا ،بلغة الخبرة الشعبية،وبكل التباهي البريء، عن أوطان أخرى ،يشيع فيها دفء الأحضان وليس وطء الأقدام. أوطان لاشيء فيها يحول دون الإنسان وحقوقه.أوطان لا يحرص فيها الناس على إغلاق منازلهم.

كان هذا قبل أن تُحلق الغربان في سماء المهجر ،وتتكدر الأنوار؛ويحل الشاب المجاهد محل المهاجر العامل.

أرض الكفار:

بدءا من سبعينيات القرن الماضي شرع خطاب العودة،المنبهر بأوربا والمُغري بها، في التغير تدريجيا. بدل الاستمرار في التمدد صوب الحرية ،ومتعة المواطنة الأوروبية، وبريق الحضارة؛ انزوى صوب الدين منتبذا به مكانا قصيا؛حتى لا يذبحه الغربُ الكافر. ثم احتد الانحراف عن مركز الحضارة والحداثة ليُؤثثَ خطابُ الغرب الكافر ،بسباب الكفار”لعنهم الله”.

حينما سمعتها لأول مرة ،من قريب لي ثارت ثائرتي لشدة جحوده، ونكرانه لأحضان بدلت شقاءه هناء وسعادة أسرية.

ماكان له ،وهو المنقطع مبكرا عن الدراسة،والمنكفئ الى فقر البادية، أن يكون له أي مستقبل خارج جنة “الباصبور لخضر”. تأتى له العمل المربح،وأُطْعِم كرامة آدمية حد الشبع.تربى الأبناء في المدرسة العلمانية ،حتى لا يكفرهم أحد من الفرنسيين الخلص؛ثم تجنسوا وحازوا وظائف مهمة في مجتمع يعتد بالمؤهلات الفردية ،ولاشيء عداها.

فجأة يُلقى بالمهندس “سنمار” من أعلى البرج الذي أبدع وأخلص في إعلاء عِماده. هكذا يصبح كافرا ،هذا الغرب الذي لم يقصر في استقبال كفار بمسيحيته.بل لم يسأل أصلا عن عقيدة أحد.

شيئا فشيئا تغيرت حتى الأزياء ؛وبدأنا نستقبل مغاربة أوروبا وكأنهم من ساكنة “كابول” ،وبعبوس كأنه قد من جبال “طورا بورا”. الْتَحت اللحية والكلام.بل حتى السيارة صارت لها أكثر من لحية وتعويذة لحمايتها من عيون الكفار.

من أفسد زواج الشرق والغرب؟ من هزم الغرب ،رغم كونه وفر كل بنيات الاندماج ،في عقر سياساته وبرامجه ؟ من أنسانا في مهاجري الستينيات؛وكل قصائد الاغتراب عن الديار،والشوق الأبدي للوطن وأعراسه الصيفية؟ من أحل الاغتراب الديني محل رباعيات الشيخة الريميتي الغلزانية، والشيخ العنقا، ونورة ورابح درياسة ؛ومعلقات خليفي أحمد؟ حينما انتبهت وزارة الأوقاف المغربية ،على عهد الوزير السيد العلوي المدغري،الى أن خبز المهجر أصبحت تخالطه وجبات الفقه الحنبلي المتشدد كانت كل البنية اللوجستيكية التكفيرية،قائمة في مواقعها عبر التراب الأوروبي كله،و في أقصى درجات الإنتاج.هكذا لم تفلح أفواج الوعاظ ،الرمضانيين والقائمين،في رد الصائل الوهابي ،الذي تسير في ركابه قناطير الذهب والفضة.

ومن المفارقات ألا تُنفق أموال البترول “القار ونية” إلا في المَهاجر الغربية؛”مُحَصِّنة” المسلمين من “كيد” الكفار؛والحال أن إنفاقها في أوطانهم الأصلية ،كان سيغنيهم- أصلا- عن الهجرة.مدرسة فاشلة اقتصاديا وناجحة عقديا؛ولكل عاقل أن يسأل:كيف نفشل في تنمية العالم العربي و الإسلامي ،وهو بثروات لا حصر لها؛ولا نفلح إلا في مراقي تشديد العقيدة،وصولا ،اليوم،إلى اقتتال مللها ونحلها، بما تأتى من سلاح ،ولو أحجارا ونِبالا فقط ؟

برج ايفل في صلاة جنازة:

الله أكبر،قتلنا “شارلي هبدو” ،وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم بوزن الريشة ؛تؤذيه الخربشة والقشة.ولو سألت الأخوين كواشي عن أبجديات الدين –قبل فقه الجهاد- لما أجاباك.ومعهما نستعيد حكاية بائع السمك الأمي، الذي كاد يقتل نجيب محفوظ عن رائعته الروائية التي خولت للعالم العربي جائزة نوبل.

ولن نسألهما عن كعب ابن زهير الذي عصى شعرا وتاب شعرا ؛فكانت “بانت سعاد” التي ألبسته بردة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. ولن نسألهما عن عبد الله بن رواحة ،وهو يقارع القريض الكافر بالقريض المسلم،بأمر من الرسول.

قتل الضيف الجائع مضيفه الكريم والمتسامح؛ الذي لم يفرض عليه أن يعيش معه في مساحات الحرية التي حازها بعد ثورة كبرى و قرون من البناء. قيم الخنوع والمذلة الحضارية والاستبداد تنتفض في وجه “جان دارك” وكل عنفوانها الثوري الذي أقسم ألا يطأطئ لأحد إلا جثة متهاوية.

هكذا تؤدي فرنسا ثمن غفلتها ،وهي لاتنتبه إلى أن إسلاما رُفع من تراب الجمهورية العلمانية،تدريجيا، ليحل محله إسلام آخر. حتى السرية لم تكن مطلوبة في غياب الفهم الفرنسي العميق للدين. اليوم تدير فرنسا إسلامها ،وبين يديها شيوخ متقاعدون هدهم المرض والرطوبة. أما الشباب فهناك من عرف كيف يستغل تواجدهم في الأحياء الهامشية المهملة ليجعل منهم تكفيريين حاقدين حتى على آبائهم وأجدادهم.

هكذا تسرب من بين أيدينا وأيديهم الزمن الجميل ؛ولم يعد أمام الجميع سوى خطاب الفواجع في الشرق كما في الغرب.

Ramdane3.ahlablog.com

‫تعليقات الزوار

7
  • arsad
    الأحد 11 يناير 2015 - 15:37

    الجام العلماء والمضي بخطوات الاستعباد والاستبداد وفرض الافتراض ضدا على المفروض من جانب المتحكمين والحاكمين على الرقاب والبسط والتبسيط لاهل الاغراد وجعل القيم تقية والدين سلم ومعراج لامراض نفسية تلكم هي الاسباب.
    مكان بن حنبل رحمه الله متشددا الا في الحق اسوتا بمن علمه (ص) ولو تعلمنا منه شيئا ولو يسيرا ما لبثنا في العداب المبين .
    استاذ العزيز ان المهاجر العامل في الغرب كما في علمكم لا وقت له حتى ليقضي حاجته فهو يخرج من بيته مند الساعة السادسة صباحا ولا يعود اليه الا بعد السادسة مساءا او السابعة فكيف له بان يفكر في اشياء اخرى غير بيته وعمله يا استاذ العزيز ان مايقع من الارهاب في الغرب او الشرق ليس الا من صنع الغرب نفسه وان كان تمويله باموال البترول واظر تم اعتبر وانت البيب من الخاسر في كل مايقع ومن المستهذف فكل ما يجري من ارهاب اليسوا هم المسلمين اليس هو الاسلام الذي اصبح المتهم الرئيسي والذي يجب عزله ونزعه من القلوب بعد ان تم نزعوه من المنابر والكتب السنا نحن الخاسر الاكبر فكيف ذلك من صنع الجمعات والارهاب والاسلام قائم قبل كل هذا الم يتعايش المسلمين مع غيرهم قبل النكبة وقبل الاستعمار .

  • mohammed
    الأحد 11 يناير 2015 - 15:40

    اضن ان خطاب الفواجع هذا سيزداد في المستقبل ما لم يفهم الآخر ان الإنسان لم يولد للخبز وحده. لوعرف المهاجرون انه سيأتي يوم سيسب فيه رسولهم في بلاد المهجر لما سافروا إلى تلك الأرض الشقراء. كانوا يضنون أنها بلاد الحق والقانون واحترام الأديان والضمائر، وإذا بهم في غابة موحشة، كان الله في عونهم وفي عون ذويهم.

  • marrueccos
    الأحد 11 يناير 2015 - 16:32

    سبق لمدينة الرباط ؛ ثمانينات القرن الماضي ؛ أن شهدت ظاهرة اللاقطات الهوائية العملاقة ( طولا ) ! هذا لاقط سموه ( سنسول الحوتة ) وٱخر أطلق عليه حرف ( H ) !!! كل لاقط معلق بعمود حديدي يتجاوز 8 أمتار ؛ العمود مشدود بأسلاك حديدية حتى لا تسقطه عواصف الشتاء ! في وسط العمود " amplificateur " ؛ هذا الجهد اللوجيستيكي غايته إلتقاط بعض القنوات الأوربية ! الرغبة في إنفتاح المغاربة على الأوربيين لم تكن وليدة ثقافة مصلحة فقط ؛ بل إنبهار بنموذج حياة إرتقى بالحقوق إلى مرتبة تذويب الفوارق الدينية ؛ الطائفية والإثنية ! أن تكون ناجحا لا يعني أن تكون مسيحيا أو مسلما أو يهوديا ! لا غرابة أن تتكون لدى معظم شباب المغاربة رغبة في معانقة هذا الفضاء الحر لتحسين حياتهم وليس تحسين شروط عبوديتهم !
    جاءنا زمن الفضائيات ( جيل أول ) ؛ فتسابقت الأسر أن يكون لها شرف تأثيث البيت بهذا الإنجاز التقني الذي يجعلنا نتقاسم نفس فضاء الصورة مع المواطن الأوربي ! دخول القنوات الأوربية لم تحدث إنقلابا في تدين المغاربة ! لكن بمجرد أن علمت القبعات الصفر بوصول نعمة الصورة إلى المغاربة حتى بدأوا يخططوا لجعلها نقمة ! وقد نجحوا !!!!

  • نجيب
    الأحد 11 يناير 2015 - 16:45

    الزمن لم يكن أبدا جميلا في فرنسا حينما ظهرت رائعة اليونسي "الباسبور لخضر" فلا كلمات الأغنية تشهد بذلك ولا واقع فرنسا الستينات كان جميلا بالنسبة للمهاجرين. لقد كان المهاجرون يسكنون في أكواخ وترفض معظم البلديات إيواءهم نظرا لتبعات حرب الجزائر ولتفشي العنصرية. كان يجب انتظار منتصف السبعينات لتتحسن ظروف إقامتهم بفضل عمارات السكن الاجتماعيHLM، لقد كان للمهاجرين المغاربة آنذاك حلم واحد: ألا وهو جمع ما يكفي من المال للعودة للوطن وأغنية الباسبور كانت تعبر عن استحالة تحقيق هذا الحلم.
    أستغرب كيف قفزت من زمن سميته أنت جميلا إلى الزمن الحالي مع العلم أنه لا قياس مع وجود الفارق، بل وذهبت حد اتهام أبناء أبناء المهاجرين الأوائل بالجحود ونكران الجميل وقتل المضيفين مع العلم أنه ليس هناك ضيف ولا مضيف في المجزرة التي وقعت، لقد كانوا كلهم فرنسيين. والمسلمون الفرنسيون لا يريدون أن يكونوا ضيوفا على أحد…من هنا ربما ابتدأت الحكاية. تفسرك لأسباب الإرهاب فيه الكثير من الاختزال.

  • ليس كذلك
    الأحد 11 يناير 2015 - 16:48

    عندما يحشر الناس مثل الانعام في غيتوهات guetto معزولين عن باقي الشعب الفرنسي ماذا تنتظر منهم , ان يبدعوا مثلا.
    ان مستوى الخدمات في الضواحي جد متدني ,لا امن لا اسعاف لا مكتبات عمومية,وهذا ما يدفع بالجميع نحو الجلوس على قارعة الطريق.
    ما يعاني منه المغاربة في فرنسا هو ما يعانيه 90 في المئة من المغاربة على ارض الوطن. و هو غياب الاستثمار في البشر , من زرع حصد.

  • ايمان
    الأحد 11 يناير 2015 - 18:42

    اجيال الزمن الجميل كما سميته كانوا لا يفرقون بين ط…والحمدلله،،كانوا لا يفرقون بين الزرواطة والألف،كانوا أميون ،كانوا يجرون فقط وراء لقمة عيش،كان مسكنهم في بلدهم،كانوا ذوا هوية ووطنية يعني كان بلدهم الام هو مرجعيتهم،كانوا يقولون (مسك على راس الحنش حتى تقضي حاجتك)كانت لا تهمهم الاهانة ولا الشتم وصعوبة الشغل ،ما كان يهمهم هو المال،اجيال الزمن الجميل هو من ربى اجيال هذا الزمن،حيث ربوهم على ان سرقة الكافر حلال …..ربوهم على جمع المال باي طريقة ،اجيال اليوم تربت في زمن حقوق الانسان وحقوق التعبير التي يجب عليها ان تمارسه ولكن لا يمارس عليها،اجيال اليوم تعيش بدون هوية لذا فهي تبحث عن هويتها ،فهي فرنسية المولد فقط لكن حقوق فرنسا لا تنال منها فقط القشور،اجيال اليوم عاشوا الحرمان ،عاشوا التهميش بكل أنواعه،فهم يبحثون عن انفسهم ،يبحثون ان فرض انفسهم حتى ولو بالارهاب والاجرام ،المهم سيقولون ها نحن هنا،
    من جنى على هذا الجيل هم البلدان الأوروبية عندما سمحت للجيل الاول باصطحاب عائلته ،وكذلك الجيل الاول عندما استقر بالدول الأوربية،
    ما يقع في الدول الأوربية من ارهاب فهو سياسي لا غير،

  • متتبع
    الإثنين 12 يناير 2015 - 00:12

    كثير من المثقفين العرب يعتقدون أنهم يجيدون الإبحار، فها أنت تعتقد أنك تُبحر في البحر الأبيض المتوسط، و في غفلة من الغفلات التي نبهنا إليها كتاب الله و رسوله، تدخل قناة السويس التي حُفِرت بأيدي من لا يُفكرون و تخطيط من لا يعتبرون و بأمر من مَن هم يتوهمون، تجد نفسك في البحر الأحمر ليأخذك التيار بعيدا إلى المحيط الهندي فيما بعد، حيث الأعماق و أسماك القرش.

    لكن أعجبتني هذه الفقرة: ومن المفارقات ألا تُنفق أموال البترول "القار ونية" إلا في المَهاجر الغربية؛"مُحَصِّنة" المسلمين من "كيد" الكفار؛والحال أن إنفاقها في أوطانهم الأصلية ،كان سيغنيهم- أصلا- عن الهجرة.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس