السؤال الثقافي اليوم

السؤال الثقافي اليوم
الجمعة 30 يناير 2015 - 18:50

غير خاف ، أن مفهوم الثقافة تعدد وتشعب ، بتعدد المرجعيات وزوايا النظر. وهو بذلك يقتضي استحضار تعالقاته بالسياقات التاريخية والمرحلية . لأن الثقافة تنمو بدورها داخل البيئات الاجتماعية ، معبرة عن التجذر على الأرض ، في تعبير عن التطلعات والأحلام…بهذا ، فكل أشكال التعبير والحياة تتخذ معناها من داخل الثقافة . وبالتالي ، فلا بد من ذاك الترابط بين العادات والأحداث والقيم والمعرفة…لتشكيل ” كل ” ينبض من الداخل ، ويجهس بالانتماء والرؤيا للحياة والوجود . وفي المقابل ، فتعدد الثقافات ، يشي عن قرب ، بتعدد أشكال الحياة وتعدد أسئلة الوجود .

وعليه ، يمكن الحديث عن احتكاك بين الثقافات ، محكوم بالنوايا الإديولوجية ، نظرا للمؤثرات السياسية والاقتصادية التي تسعى إلى تبليغ الثقافي كنموذج ، تهدف القوى المتقدمة إلى فرضه ، قصد التنميط والتأثير على الهويات الثقافية . وهو ما يثبت في ظل التعولم المتعدد الأشكال والألوان ، أن القوى التي تسوق العولمة ، تفعل ذلك استنادا إلى آليات وبنيات اقتصادية على الأرض ، تسعى إلى نمذجة ثقافية ، تعلي بكيفية شعورية أو لاشعورية من قيم الاستهلاك ؛ حتى يتأتى إفراغ الرسائل الثقافية أو الهويات من محتوياتها المتجذرة في المكان والزمان كمعنى وطريقة مخصوصة ، بعيدا عن الانغلاق الذي لا يفضي إلا لنفسه .

في هذه الحالة ، يغلب الظن أن التصنيفات الداخلية ، من قبيل ثقافة عالمة وأخرى شعبية ، أو المكتوب والشفوي ، ثقافة منغلقة وأخرى منفتحة ؛ غدا الأمر متجاوزا بقوة التاريخ والتحول الإنساني . ليغدو الأمر في المكان والزمان المقطع كبلد أو أمة …يتعلق بشكل ثقافي يعبر عن طريقة في التموضع والتموقع ، تموضع متعدد الأشكال التعبيرية الطاوية عن تجذر وانوجاد في المشتركات والامتدادات ..

وإذا حصل ، فلا يمكن تنميط هذا الثقافي ، لأن هذا الأخير متعدد أنساق التفكير المتجاذبة والخاضعة لمد وجزر التحولات المرحلية . ها هنا لا بد من ذاك الجدل بين الخاص والعام ، بين المحلي والانساني ؛ نظرا لصراعات لا تخلو من نوايا وتأملات لعلاقات بين الأمم ( دينية ، اقتصادية ، سياسية …) . وفي نفس الأم،فالبساط الثقافي يخضع لتوجيهات من قبل المؤسسات التي تمتلك العدة والقرار السياسي كالدولة والحكومة ، والحزب…في هذه الوضعية ، يتعدد المجتمع المدني في توجهاته ، بل في تبعيته للإطارات السياسية مما يفقد الثقافي امتداده ودوره .

فتعدد النماذج الثقافية ، يدل على تعدد المثقفين . لهذا ، فحين تطرح المسألة الثقافية للتوافق ، بناء على تشخيص موضوعي لوضعيتها ، لا بد أن تتعدد مظاهرها وأسئلتها . لكن هناك ، في تقديري ، نفس الإكراهات البنيوية التي تجعل الثقافي محاصرا وتابعا مؤجلا…وحين نفرغ الثقافة من حاستها وحسها المرتبط أساسا بالعقل والنقد ؛نكون في خدمة التسطيح الذي ينمط الثقافة ويخشبها كديكور يليق بالبهرجة والطلاء ، فينتفي الإبداع والخصوصيات . وهو ما يقتضي أمام أي تشخيص ، تغيير عقليات الفاعلين والتشبع بقيم الحوار والبناء الشفاف دون خلف أو اجحاف . فلا بد ، من عمل ينتظر المثقف والمؤسسة الثقافية بالأساس ، قصد حضور فاعل للثقافي ، وإلا ، ترك للخبط والتصريف الجزئي بلا رؤية ولا أفق .

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج