سياسيون رأسمالهم الكلام الساقط والضرب تحت الحزام

سياسيون رأسمالهم الكلام الساقط والضرب تحت الحزام
الإثنين 9 فبراير 2015 - 23:15

لم يعد يمر يوم تقريبا، دون أن تطالعنا وسائل الإعلام بتصريح لسياسي مغربي، يحمل في طياته الكثير من فحش الكلام، بعبارات ساقطة تخدش الحياء، ولا يستطيع المرء الاستماع إليها، وهو في حضرة أهله، لما تحتويه من سب وقذف وشتم في حق الخصوم السياسيين.

لقد صارت السياسة في المغرب، في السنوات الأخيرة، مرادفة للبلطجة وسوء الأخلاق، لدرجة أصبحنا معها نرى السياسيين يتبارزون من أجل احتلال عناوين الصفحات الأولى للصحف والمواقع الالكترونية، عن طريق سب بعضهم البعض، واتهام بعضهم البعض بالفساد، كلما تضاربت مصالحهم الشخصية، وافترقت طرقهم في متاهات الحسابات السياسوية الضيقة.

والغريب في الأمر هو وقوف النيابة العامة مكتوفة الأيدي أمام هذه الظاهرة المشينة، التي لا تضر بصورة المغرب فقط وسمعته، ولكن الأخطر من ذلك أنها تساهم في خلق جو من التوتر والخوف على مستقبل البلد، وهو ما يؤثر مباشرة في الاقتصاد، على اعتبار أن رأس المال جبان، ومتى ما غابت الثقة وساد الاعتقاد بأن هناك احتمال لخروج الأمور عن السيطرة، توقفت التدفقات الاستثمارية الخارجية، ولجأ أصحاب رؤوس الأموال من المغاربة إلى تهريبها إلى بلدان آمنة، تحسبا لكل طارئ.

فهل طبيعي مثلا أن يتهم أحد السياسيين حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، بدعم الإرهاب وتهريب الأموال لتمويله في مصر وسوريا والعراق… ثم يمر هذا التصريح مرور الكرام دون أن تحرك النيابة العامة تحقيقا معمقا في الموضوع، فإما البينة على من ادعى أو مواجهة العقوبة القانونية في حالة ظهر أنه أطلق الكلام على عواهنه؟ وهل طبيعي أن ينعت سياسي آخر حزب الأصالة والمعاصرة بأنه حزب فاسد ويتهم بعض قادته بمراكمة ثروات ضخمة من خلال الاتجار في المخدرات، ثم يمر هذا التصريح دون أن يخلق رجة في دهاليز النيابة العامة، فإما إثبات الادعاء أو نيل العقاب الذي يفرضه القانون؟

لقد كان الكثير من المغاربة الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية في انتخابات 25 نونبر 2011، وجعلوه يتبوأ المرتبة الأولى ليصل إلى رئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخه، ينتظرون منه أن يساهم في تخليق الحياة العامة، على اعتبار أنه حزب بنى مجده وسمعته على ممارسته السياسة من منطلق ديني، وكان طيلة سنوات المعارضة يدعو إلى الارتقاء بأخلاق المجتمع لأن ذلك حسب ما كان قادته يقولون، هو السبيل الوحيد للخروج من دائرة التخلف والانطلاق على درب التنمية. لكن المغاربة صدموا، حين وجدوا أن كراسي السلطة جعلت بنكيران وإخوانه ينقلبون على أنفسهم 180 درجة، ليظهر بما لا يدع أي مجال للشك أنهم ليسوا سوى تجار دين، وأنهم مجرد آلات متنقلة لتوزيع الشتائم على الصحفيين الذين لا يسيرون في ركابهم، وأبواق لتوزيع التهديدات على كل من سولت له نفسه كشف حقيقتهم عارية.

وكلنا نتذكر كيف أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران كال كل أنواع السب والشتم لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار، واتهمه بالفساد واختلاس الأموال وتزوير الأرقام والمؤشرات حين كان وزيرا للمالية في حكومة عباس الفاسي، ليصدمنا بعد ذلك بتعيينه وزيرا للخارجية والتعاون في حكومته المعدلة، عوض أن يأمر وزير عدله بتحريك المساطر القانونية ضده قصد محاكمته، حتى ينال العقاب الذي يستحق ويكون عبرة لمن يعتبر، في حالة ثبوت التهم عليه.

إن حزب العدالة والتنمية هو الذي يتحمل المسؤولية الأكبر، في هذا الجو المتشنج والفضائحي الذي صارت تعيش على وقعه السياسة في المغرب، فقد نسي قادته في غمرة نشوتهم بالسلطة التي أقبلوا عليها بنهم شديد، قوله تعالى: “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”، ونسوا قوله (ص): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، لذلك لا تستغربوا أن بنكيران عوض أن يجمع كل الأحزاب، من أجل وضع ميثاق أخلاقي يؤطر العمل السياسي بالمغرب، انخرط بجنون المراهقين في لعبة الضرب تحت الحزم، حتى وصل به الأمر ذات لحظة غضب أن قال لبرلمانية: “ديالي كبير عليك”. ثم تراهم بعد ذلك يتساءلون لماذا يعزف المغاربة عن الانخراط في العمل السياسي؟ ولماذا يقاطعون الانتخابات بنسب كبيرة رغم كل الدعوات والمناشدات والإغراءات؟

*رئيس مركز الحريات والحقوق

‫تعليقات الزوار

7
  • Krimou §El Ouajdi
    الثلاثاء 10 فبراير 2015 - 08:57

    ليظهر بما لا يدع أي مجال للشك أنهم ليسوا سوى تجار دين
    Vous accusez les autres de pouvoir dire ce qu'ils veulent sans aucune poursuite alors que vous faites la même chose ou pire encore. Quelle contradiction? Personnellement, je me demande au nom de quoi vous vous permettez de juger les gens de la sorte ? Avez-vous le droit de prendre les gens pour ce que vous voulez ? Réellement, tout le monde se permet de dépasser toutes les limites et cela pour une raison simple, c'est que les gens ne suivent que leurs intérêts. Il n'y a pas de notion de logique et sincérité. Le manque de responsabilité est flagrant. Autrement dit, il n'y a que les charognards. Je trouve que le désordre règne dans tous les domaines y compris même à l’échelle intellectuel. Il n'y a aucun respect de l'autre. Quel dommage!!!!!! De cette manière nous sommes entrain de préparer le terrain aux vautours de l’extérieur de rentrer non pas par les petites brèches mais par les grandes portes. Réveillez-vous avant ce jour j.

  • R&D
    الثلاثاء 10 فبراير 2015 - 16:10

    عاش بن كيران وحزبه أصواتنا له في الحلقة القادمة إن شاء الله

  • متتبع
    الثلاثاء 10 فبراير 2015 - 19:06

    رفعتم شعار شارلي لحرية التعبير وتتنكرون له عندما يتعلق الامر بحزب العدالة والتنمية . إجابة بنكيران الأخيرة هي لغة يفهمها الجميع ولا نريد ميوعة في الفهم بل تأويلاتكم الاسفلية المنحطة التي جعلتكم تبحثون عن منفذ للدخول من اجل تصفيات حسابات مع بنكيران.
    لست هنا لادافع عن بنكيران ولكنها هي الحقيقة والحق احق ان يتبع. في بعض البرلمانات تحصل اشتباكات بالأيدي وتتبادل اللكمات هذه حالات تحدث في صراعات سياسية اما الذي يهم المواطن هي النتيجة والأداء الحكومي على جميع الأصعدة .
    لو جئت بإنجازات الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال التي ساهمت في هذا الانحطاط والتخلف الذي نعيشه اليوم وقارنته بهذه الحكومة الحريصة على بياض يديها لاستخلصت قيمة هذه الحكومة التي انقذت البلاد من فواهة البركان وأعادت الينا امل الامن والاستقرار فهي تتحمل المسؤولية وتتطلع إلى الأفضل رغم الاكراهات والعقبات وهذا الجميل يجب ان نعترف به جميعا .

  • فتاح
    الثلاثاء 10 فبراير 2015 - 22:19

    حزب العدالة ليس مسؤولا عن أخلاق المغاربة بل هو مسؤول عن أخلاق المنخرطين والمسؤولين داخله ليكون قدوة للآخرين وقد نجح في ذلك..فالكل يشهد بطهارة يده وتميزه الكبير عن الأحزاب الاخرى..أما عن جملة ديالي كبير عليك فسياق الكلام عن الأحزاب وبما أن في قلبك مرض والسفيه يقرأ ما فيه فقد حرفت الكلام عن موضعه ليلائم تصورك المنحرف ولو كنت سوي الفطرة وسليم النية لقرأت الكلام في سياقه والسيد المحترم بن كيران غير مسؤول عن شذودك وقلة حيائك….ولو أردنا أن نتبع نصيحتك بتحريك المسطرة القانونية لكنت أنت أول ضحاياها باتهاماتك للحزب بأنه تاجر دين دون الادلاء بأية حجة أو دليل الا القاء الكلام جزافا لتنفس عن كرهك وحقدك …يكفينا من الحزب صدق رجاله ونظافة يده وطرد أي فاسد يظهر في صفوفه وهذا كاف ليحصد أصوات الناخبين مستقبلا ما دام ليس له منافس يطاوله في محاسنه لحد الساعة

  • أحمد المداني
    الأربعاء 11 فبراير 2015 - 11:59

    كل فاسد يريد ان يدلي بدلوه ليفسد اكثر ويحمل المسؤولية لمن هم اطهر منه بل فعلو مابكل وسعهم لينقذوا المغرب من الفساد الذي اسشرى في البلد من جراء تغول الفسدة في كل الميادين حتى اصبح لايظهر الا الفساد , واعطيك مثال ماذا ينفع لتر من ماء جافيل في نهر يسيل بالقاذورات منذ 60 عاما ؟؟؟؟؟؟؟؟ فقد انتقدوا حكومة بنكيران وحكمو عليها بالفشل وألأنقلاب 180 درجة قبل شهر من تسلم المهام ,

  • حسن بلعروك
    الأربعاء 11 فبراير 2015 - 13:04

    شاهدنا تدخل السيد بن كيران قبل ان نقرأ هذه التأويلات المريضة التي تدل على المستوى الأخلاقي المتدني لكثير من الصحفيين .شاهدنا رد السيد بن كيران على السيدة حازب و لم نفهم ابدا و لا دار بخلدنا ما تأوله السفهاء.
    ما فهمناه هو أن حزب السيد بن كيران أكبر من السيدة حازب و انتهى الأمر.
    لكن السفهاء شغلوا الرأي العام المغيب مع الأسف بتفاهاتهم و امراضهم .
    وأدعو كل من قرأ لهؤلاء السفهاء أن يرجع لليوتوب و يستمع لرد السيد بن كيران كاملا و سيرى كم يساهم هؤلاء التافهون المرضى في تغييب الشعب المغربي و تلهيته بأشياء ليست إلا في رؤوسهم و قلوبهم المريضة الفاسدة.

  • KITAB
    الأربعاء 11 فبراير 2015 - 15:41

    في ذلك إشارة إلى ما أصبح يطبع سلوك المغاربة من همجية وعدوانية ورذالة انتقل أثرها حتى إلى أكبر مؤسسة تشريعية في البلاد.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين