ماذا بقي من حركة 20 فبراير ؟

ماذا بقي من حركة 20  فبراير ؟
الجمعة 20 فبراير 2015 - 17:15

بقي كل شيء ، ولم يبق أي شيء . وتفسير ذلك أن حركة 20 فبراير التي جاءت عقب الفوران الشعبي والانتفاض الجماهيري الذي عرفته جملة من الأمصار كتونس ومصر وليبيا واليمن .. . لتقول كلمتها بلسان مغربي مبين ، ولتسطر مواجع وآلام الطبقات الفقيرة والمعوزة من أبناء الشعب ، لم تحقق مطالبها ، أوفي الأقل ، جل مطالبها ، ظل كل ماعقدت عليه العزم من تحقيقه على أرض الواقع، ورؤيته رؤية العين في الواقع الملموس ، حبرا وديباجة وصياغة ، ومؤتمرات وندوات صحفية ردد صداها الجدران وردد هتافها وشعاراتها الساحات والشوارع وأحيانا الكليات ليس غير . بمعنى أن حلمها في التغيير ونشدانها تحويل الوطن إلى مسكن آمن ودافيء للجميع ، لم يتم ولم يتبلور ، على العكس من ذلك، قاد مجموعة من شاباتها وشبانها إلى السجون والمحاكمات الصورية التعسفية والتحكمية . كما أن دفترها المطلبي الواضح لم يبق منه شيء مايعني طُمِسَ أغلبه ، ودفنت أهم نقاطه وبنوده ، على رغم ماحاط الحركة من دعم غير مشروط منذ انطلاقها ، بل وقبل خروجها إلى ضوء النهار ، إذ في 17 فبراير 2011 ، باركت قرابة عشرين هيئة حقوقية مغربية الحركة إياها ، فضلا عن أحزاب سياسية ديمقراطية معدودة وهيئات نقابية وجمعيات ثقافية واجتماعية ونسائية محسوبة ، زد على ذلك انخراط حزب إسلامي مغربي وازن في الحركة هو حزب العدل والإحسان إذ رفدها بالقوة وصلب عودها ، ومنحها زخما وهديرا إلى جانب قوى اليسار الراديكالي تحديدا ، وأطياف الفئة العلمانية تعيينا

لم يشكل مغرب 2011 حالة استثنائية في ماذهب إليه الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع عندما نزل خطاب رئيس الدولة مستبقا تطورات خطيرة ممكنة ، ومتصاديا مع أغلب مطالب حركة 20 فبرلير ، وذلك لأن المظاهرات والاعتصامات الحقوقية والسياسية والنقابية كانت ” تقليدا ” بالبلاد وهو ماانتفى جملة في البلدان

العربية ا لأخرى . استبق الخطاب الملكي انتفاض الحركة الذي كان ينذر بأشرس العواقب والتداعيات ، نتج عنه دستور هو مانستظل به راهنا ، غير أن أهم المطالب شُطبت واستولى عليها خطاب ديماغوجي نفعي زلفوي من كافة الأحزاب الحاكمة الآن وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية ، وهي الأحزاب التي أدارت الظهر للحركة منذ المنطلق ، ورمت أصحابها بأقبح النعوت ، وأشنع الصفات ، متهمة أصحابها و” قادتها ” ب : الهرطقة والمروق ، والدعوة إلى الإباحية والخلاعة و” أكل رمضان ” و المثلية ، والجنس خارج مؤسسة الزواج ، وشرعنة الإجهاض والاغتصاب ، وهلم ترهات وأكاذيب وتخرصات كانت قاصمة للحركة وفكرها

وجذوتها ومطالبها . قصدت بهذه الاتهامات المخدومة والمنسوجة بإحكام ، منابر إعلامية ـ أيضا ـ موثقة و” رموز ” و” شخصيات ” سياسية و” أحزاب ” ، ودليلنا على ذلك ، الأسئلة التالية :

ـ هل ملكيتنا برلمانية ؟

ـ هل دستورنا ديمقراطي كامل الديمقراطية يمثل الإرادة الحقيقية للشعب ؟

ـ هل قضاؤنا مستقل ونزيه كما أراد مونتيسكيو وكما تريد الديمقراطية الحق والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات ؟

ـ وما مصداقية كلام الحكومة وكلام حزب العدالة والتنمية فيما يخص متورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات الوطن ؟ هل توبعوا ، هل كشف أمرهم أم أن الأمور انتهت إلى ماقاله رئيس الحكومة : ” عفا الله عما سلف

ـ هل أطلق كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ؟ وهل يتمتع الإعلام والصحافة بعامة بالحرية والديمقراطية المنصوص عليهما عالميا ؟

ـ هل يرفل الشعب الفقير في بحبوحة العيش ؟ وهل تم توزيع الثروة الوطنية وخيرات البلاد على عموم أبناء الشعب بالعدل والميزان والقسطاس ؟

ـ ومامدى إعمال المساواة بين الجنسين واحترام المرأة والرأي الحر والضمير والمتقد ؟

إذا أخفقنا في الإجابة عن الأسئلة أعلاه ، وحتما نحن مخفقون ، فمعنى ذلك أن مطالب الحركة أجهضت ، وأن الربيع المغربي اختنق في المهد واجتاحه الذبول قبل الإيناع ، وأن دار لقمان لاتزال على حالها ، وأن تراجع 20 فبراير الذي صار واضحا للعيان ، هو من صنع صانع ، وهو جزء من جواب عام ؟

‫تعليقات الزوار

5
  • خالد مساوي
    الجمعة 20 فبراير 2015 - 20:43

    حركة عشرين فبراير تم القضاء عليها بتدبير محكم لعب فيه الحزب الشعبوي المتأسلم على عذابات الرجال وصناع الديموقراطيا في هذا الوطن الحبيب. إن المسمى بنكيران والذي كان ينبغي أن يسمى ابن زيدان كما يردد الأصدقاء مصّاص دماء استغل طيبوبة شعب بأكمله وعاث في الأرد فسادا. وأعتقد أن أستاذي الغالي الدكتور محمد بودويك لن يختلف معي إذا قلت لو عانى ابن زيدان أعطاب ومحن وآلام الاعتقال والنفي والتغريب والقهر والجوع وخَبِر ، مثلما خَبِر الرجال، المعتقلات الرهيبة التي انطلقت من أسوارها تباشير الديمقراطيا (تازمامارت، درب مولاي الشريف، قلعة مكونة، أكدز…) لاتّقى الله في شعب طموح. ومع ذلك ما زالت ألف 20 فبراير في المواجد، لكن هذه المرّة بتفكير عميق ورويّة تبدأ بدحر المتاجرين بالدين وسماسرته. ما زال الوطن بخير ما دام أساتذتنا على الدرب وعلى الجرح المكابر…لكل هذا نحبهم جدا وجدا وجدا. أتمنى أن تقر~ سلامي إلى الشاعر الطيب عبد السلام الموساوي، سيكون سلاما بعبق الشعر لأنك ناقله أستاذي الكبير.

  • amahrouch
    الجمعة 20 فبراير 2015 - 22:48

    Du calme s il vous plait!Des réformes ont été faites,des réalisations se succèdent dans notre pays,des mesures socio-économiques se prennent…,une évolution douce et lente vaut mille fois une révolution destructrice!Ne grillons pas les étapes,celui qui veut faire un grand saut que sa santé ne lui permet pas tombera dans le vide et se brisera les reins!Unissons-nous dans un seul parti L ISTIQLAL et suivons notre Roi le seul capable de nous rassembler.Tout le problème chez les peuples en"révolution" est de trouver un homme autour duquel il y a consensus.Je vis à l étranger et je ne veux pas pleurer mon pays et mon peuple de loin.Soyons raisonnable,le monde passe par une zone de turbulence, serrons nos rangs et laissons-la passer.Salut à tous mes concitoyens aux quatre coins du cher pays

  • مغربية
    السبت 21 فبراير 2015 - 11:29

    صحيح أن الواقع العربي متشابه من ناحية المشاكل السياسية الاجتماعية الثقافية …… الا أن هدا لا ينفي خصوصية كل بلد واقع المغرب يختلف الى حد ما عن باقي الدول، ثم ان ما يسمى بالثورات العربية ليست بثورات لان الثورة تنقد البلاد من وضع مزري الى وضع احسن هدا مالم يتحقق اختلط الحابل بالنابل لم نعد نفقه شيئا فوضى ارهاب خراب . لدلك لا نريد عندنا اي حركات مخربة و فوضوية نريد حركات اصلاحية نريد الامن والامان نريد التعاون والنقد البناء وليس النقد المتهور نريد الوصول الى بر الامان و لو ببطئ (أن تصل متأخرا خير من أن لاتصل)
    أرجو من حركة عشرين فبراير أن تفهم هدا الكلام وتأخد بعين الاعتبار ما وقع في الدول الاخرى وتشارك في النهوض ببلادنا الى التطور والتقدم والدمقراطية الحقيقية بطرق سلمية وأن تغير اسمها باسم حركة النهضة المغربية.

  • منا رشدي
    السبت 21 فبراير 2015 - 12:06

    التنسيقيات الشعبية لمكافحة الغلاء كانت أكثر نجاعة في تعبئة المغاربة من حركة 20 فبراير ! صحيح ؛ مطالب التنسيقيات إجتماعية لكنها لم تكن تخفي بعدها السياسي والحقوقي والإقتصادي !
    شخصيا لا أفهم ضرورة 20 فبراير في السياق المغربي المخالف تماما لتونس ؛ مصر وليبيا ! فإن كان مطلب تغيير الدستور كما ( يقال ) يميزها عن التنسقيات الشعبية ! فكلنا يعلم أن البام وقبله الإتحاد الإشتراكي وحزب الإستقلال واليسار الراديكالي كانوا ينادون بضرورة تعديل الدستور ليواكب الإصلاحات التي أنجزت ! مطالب تعديل الدستور سبقت مطلب 20 فبراير بسنوات ! فهل الإستجابة لمطالب التعديل تم ردا على الأحزاب أم على 20 فبراير ! يكفي الوقوف على الدستور للتأكد من أن أي مطلب من مطالب 20 فبراير قد تحقق ! بالمقابل عبرت الأحزاب عن رضاها على التعديلات الدستورية وإعتبرتها خطوة في الإتجاه الصحيح تتماشى مع منهجية الإصلاح بالتدرج ! فدعت كلها إلى التصويت بنعم !!!!
    20 فبراير أجهضت التنسيقيات الشعبية ما يطرح سؤال شرعيتها الشعبية ! أم هي مجرد كيان مصطنع ركبه من ركبه للتمفصل بين أحداث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا !!!

  • amahrouch
    السبت 21 فبراير 2015 - 15:12

    Ceux qui croient que la Tunisie a réussi dans sa"révolution"a tort.Avec le régime parlementaire qu elle a adopté elle continuera à souffrir!Les arabes sont enclins à la division,avec ce régime à trois tetes on a augmenté les risques de division par trois!Ce qui sied au tiers-monde c est un régime présidentiel qui frise la tyrannie!Regardez en Somalie un gouvernement islamiste chasse un autre.En Afghanistan,depuis l assassinat de Najiboullah le pays n arrive pas à se stabiliser meme aidé par les américains.L Irak continue ses inadaptations entre les trois pouvoirs etc.Seul un régime comme celui de Sissi pourrait contenir le peuple.Il est sensible à la précarité de son pays et est ferme quant à sa stabilité

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 6

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال