إسرائيليات و... "داعشيات"!

إسرائيليات و... "داعشيات"!
الإثنين 23 فبراير 2015 - 17:42

أظهرت الممارسات الأخيرة التي تقوم بها “الدولة الإسلامية في سوريا والعراق”(دولة داعش) بعدا أساسيا من أبعاد الوعي الديني لدى السلفيين الجهاديين، هو البعد المتعلق بإشكالية تلقي التاريخ الإسلامي، كما هو مدون في بطون كتب المؤرخين. هذا بعد منسي في التعامل مع ظاهرة السلفية الجهادية في هذا العصر، وغالبا ما تتم الإشارة إليه عرضا فقط دون الوقوف عنده بما يليق من تمحيص. بيد أن هذه القضية لا تقتصر فحسب على هذا التيار، بقدر ما هي ظاهرة مبثوثة في الوعي الإسلامي، أو في الجانب اللاواعي منه؛ والجانب اللاواعي، كما هو معروف في الأدبيات السوسيوـ سيكولوجية، هو الأكثر بعدا عن النقد والمراجعة، لأن لا أحد يجرؤ على النبش فيه، باعتباره يعبر عن المشترك العام، وهذا المشترك العام يقوم بترحيله إلى اللاوعي الفردي فقط على سبيل الإعارة دون حق التصرف فيه.

يلجأ تنظيم”داعش” إلى التاريخ لتبرير السلوك الدموي الذي ينهجه؛ ولأن أصحاب هذا التوجه لا يأبهون لتمحيص الأدلة فإنهم يعتبرون أن كل ما تحويه كتب التاريخ الإسلامي القديم تستحق أن تُلحق بكتب الصحاح. وفي الثقافة العربية الإسلامية التقليدية التي بنيت على النقل وسلسلة الرواة أصبحت للتاريخ المروي سلطة مرجعية موازية لسلطة الحديث، طالما أن المنهجية في الإثنين واحدة، وهي النقل عن الرواة. وبالرغم من أن علم الحديث تطور في القرون التالية وصارت هناك قواعد للنقد، إلا أن التاريخ الإسلامي ظل مغلقا أمام أي محاولة للتصحيح. وفي العصر الحديث جرت هناك مبادرات، أو دعوات، من أجل تنقية التاريخ الإسلامي من الأكاذيب والزيادات قام بها الكثير من العلماء والمؤرخين، لكن تلك الدعوات ظلت معزولة وبقي التاريخ يدرس ويتم تدريسه بنفس المضامين القديمة، كأنه وحي أنزل من السماء.

لقد اهتم المسلمون، في ما يتعلق بالتاريخ المكتوب، بما يسمى”الإسرائيليات”، وهي الأمور التي دُست في كتب التاريخ الإسلامي. وذهب الظن بهؤلاء إلى أن الإسرائيليات هي فقط تلك الخرافات التي دخلت كتب التاريخ، كما هو الأمر بالنسبة لقضية خلق الأرض مثلا أو بداية الكون، أو التفسيرات السحرية لبعض الوقائع، ولكنهم ضربوا صفحا عن نوع آخر من”الإسرائيليات”، المتعلق بالممارسات الدموية المبالغ فيها، وعرض مشاهد مرعبة بطريقة قصصية مثيرة، وكأن المؤرخين كانوا يحملون الكاميرات ويلاحقون الغزاة في ساحة المعارك، ولذلك قلما تجد فروقا ما بين رواية الغزوات والفتوح وبين قصص أبي زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن. نعم، هناك محاولات تمت على مستوى هذه الكتب، وهي المعروفة بـ”التهذيبات”، ولكن التهذيب يفعل شيئا واحد، وهو أنه يعفيك من قراءة العنعنة الطويلة أو سلسلة الرواة، ويترك المضامين كما هي دون تمحيصها، مع أن المشكلة في هذه المضامين لا في سلسلة الرواة.

الأخطر من ذلك اليوم، مع تزايد أعداد الدعاة الذين يملأون الفضائيات، أن التاريخ يصبح رواية شفوية تروى بحسب المزاج، إذ يشرع”الداعية”في التشخيص والتصوير لبعض الوقائع الممجوجة وكأن ما يقوله نص موحى به. لنأخذ واقعة شهيرة هي واقعة خالد بن الوليد ومالك بن نويرة. هناك رواية معتدلة لهذه القصة الغريبة في”البداية والنهاية”لابن كثير، وهي رواية لا يمكن الاطمئنان إليها كليا، لأن ابن كثير في تفسيره لم يسلم من الإسرائيليات وهو يفسر القرآن، فكيف يسلم منها وهو يكتب تاريخا؟. ولكن حتى هذه الرواية تتعرض للتحريف على ألسنة الدعاة، وخاصة من السلفيين. تقول إحدى الروايات إن خالدا قتل بن نويرة و”زنى” بزوجته ـ نعم، هكذا! ـ لأنه مرتد. ويقول بعضهم إن خالدا انتظر العدة قبل أن يبني بزوجة المقتول، لكن آخرين يقولون إنه دخل بها من ليلته. في هذه الروايات تصوير لصحابي بأنه زان، لكنه زنا حلال طالما أن الطرف الآخر مرتد. لكن المشهد الأكثر بشاعة هو ما يأتي على ألسنة بعض الدعاة الآخرين. أحدهم قال إن خالدا قطع رأس بن نويرة وغلاه في قدر على النار، ثم أكل منه ووزع على أصحابه ليأكلوا. هذا صحابي يتحول إلى بوكاسا على ألسنة دعاة يروقهم أن يروا تاريخ الإسلام كله أحمر.

مثل هذه الوقائع يريد توريط التاريخ الإسلامي في عمل إجرامي لتنفير الناس من الدين، ومطابقة تاريخ الإسلام مع تاريخ المسيحية من حيث طغيان التعصب والقتل والسحل. إذا كان داعية ينظر إلى تاريخ الإسلام بهذه الطريقة، أفلا يكون شخصا ذا نوايا إجرامية من الأصل؟.

لقد كان الاعتقاد السائد أن التاريخ الإسلامي متشابك ومتضارب، ولذا من الخير أن يبقى كما هو، لأنه مجرد قصص، والقصص ليست مصادر للأحكام، ولكنها رؤية خاطئة تغفل العلاقة المتينة بين الفقه والتاريخ. فما نراه من ممارسات اليوم يجد في هذا التاريخ مبرراته التي يدافع بها عن نفسه، لأن سلطة الرواية التاريخية حاضرة بقوة من خلال سلطة القياس الفقهي.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

20
  • المعلق الرياضي
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 18:08

    كتب التاريخ جمعت على مبدأ التقميش ثم التفتيش. أي أن يجمع علماء الرواية في مرحلة كل المرويات في كتب حتى لا تضيع بسبب النسيان أو الإهمال ثم يترك للأجيال اللاحقة مهمة تمحيص تلك المرويات بغرض عزل الصحيح سندا منها عن الضعيف. و هذا ينطبق على تاريخ الطبري خصوصا و سائر كتب التاريخ التي ألفها المحدثون من بعد الطبري الذي اجترح جمع التاريخ على نفس الطريقة التي جمع بها الحديث. و الله أعلم.

  • khalid
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 18:22

    شكرا للكاتب الكبير على هذا التحليل الرائع، أثرت قضية مالك بن نويرة وخالد بن الوليد، وهي مشكلة قديمة لا زلنا نتخبط فيها، وهناك مصادر كثيرى ـ كما قلتم ـ تذكر هذه الحكاية بطرق عدة، لكن المسلمين يأخذون منها ما يريدون ويقصونه بغير علم، لو تم تطبق علم الجرح والتعديل على المؤرخين لأرتحنا اليوم من هذه المصائب التي تطل علينا برؤوسها مثل الشياطين باسم الإسلام اليوم.

  • faty
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 19:49

    انا معك في كل ما قلته و مع اأسف حتى مجالسنا العلمية و المثقفين المختصين في الدرعلى التحدث عن الإسلام اسات الإسلامية لم يتجرؤوا وتصحيح مفاهمه للناس و للشباب خاصة ليبعدوا عن كل ما هو تطرف و إرهاب وفهم مغلوط للدين.فصراحة اتساءل عن معنى وجود مجالس علمية ودينية إذا لم تقم بدور تصحيح المفاهيم و تقويم الأفكار الخاطئة عن الدين.

  • الشعاع الأخضر
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 19:49

    عندما قرأ عمر الآية:"وأدخلهم جنات عدن"لم يجد غير كعب اليهودي الذي أسلم بالأمس لكي يسأله عن تفسيرها! فقال له:"يا كعب ماعدن؟قال:قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل"الدر المنثور.
    وعن أبي إدريس قال:قدم علينا عمر بن الخطاب الشام فقال:إني أريد أن آتي العراق، فقال له كعب الأحبار:أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك! قال وما تكره من ذلك؟ قال:بها تسعة أعشار الشر وكل داء عضال وعصاة الجن وهاروت وماروت،وبها باض إبليس وفرخ"!كنز العمال.
    للتذكير فإن الشام كانت مستقر معاوية بن أبي سفيان،ولعل كعب الأحبار اخطأ في التفريق بين الشيطان ومعاوية!
    لقد اقترح عمر ذات مرة على كعب أن يترك الشام ويستقر بالمدينة،فقال له:"ألا تتحول إلى المدينة؟فيها مهاجر رسول الله وقبره؟فقال كعب:يا أمير المؤمنين،إني وجدت في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله من أرضه،فيها كنز من عباده"!كنز العمال.
    لم يقف الأخذ من اليهود على التداوي،بل تعداه للرقية،فعن عمرة بنت عبد الرحمن،أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها!فقال أبو بكر:إرقيها بكتاب الله"!موطأ مالك.
    بالقرآن أم بالتوراة؟فكلاهما كتاب الله وكل نُؤمن به.

  • ابن أنس
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 21:19

    من العلماء المحققين الذين ظلت دعواتهم معزولة الإمام الكوثري، له تحقيق دقيق في موضوع مالك بن نويرة، من بين جا فيه "وأما ما يحاك حول تزوج خالد بها، من الخيالات الشائنة، فليس إلا صنع يد الكذابين، ولم يذكر شيء منه بسند متصل، فضلا عن أن يكون مروياً برجال ثقات"

  • Jannat Maghribi
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 21:30

    ان كانت الفتوحات بمثل ما تقوم به داعش؟ فاين نحن من دين التسامح و الرحمة و العفو عند النقدرة؟؟؟؟
    حاليا اليوتوب اظهر حجم الحقد و الكراهية و البغض لﻷخر و ذبحه دون اانسانية…
    هل نحن النسلمين بالفعل رحماء و متسامحين؟؟؟
    هل تاريخنا يحكي الحقيقة؟؟؟ ام غطى جرائم الفتوحات؟؟؟
    من بعد جرائم القاعدة و النصرة و داعش…اصبح لدي شك…من هؤلاء الدواعش…هل اسلامهم هو اﻹسلام الصحيح؟؟؟
    هل اسلامنا دين دم و كراهية و جريمة و ذبح وتنكيل بالجثث و سرقة و سبي النساء و استعبادهن؟؟؟
    اﻹسلام الذي تربيت عليه دين محبة و سلام و تسامح…فهل هناك اسلام واحد و مفهوم واحد ام عدة انواع ممن الاسلام و عدة مفاهيم

  • منا رشدي
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 21:36

    نجد في صحيح البخاري حديثا منسوبا إلى " أنس بن مالك " مفاده أن الرسول ص كان يجمع بين أحد عشرة زوجة في ساعة واحدة من الليل ودون أن يغتسل ؛ وكانت له ص قوة ثلاثين رجلا ! بالله عليك ؛ هل يليق بالبخاري أن ينقل عن مراهق أسقط أحلامه على نبي ربما عن غير وعي منه أنه يؤديه !!! بالله عليك ؛ نبي تزوج على عمر 25 سنة وبقي وفيا لزوجته لى أن ماتت وقد بلغ من العمر 52 سنة تلصق به هذه الأحاديث ! الحديث المنقول عن " أنس بن مالك " كارثة بمقياس اليوم (11 إمرأة في ساعة واحدة ) ! إن أحصينا زوجات النبي ص نجد معظمهن طاعنات في السن ! فماذا يعشق فيهن رجل تجاوز الخمسين سنة !!!
    يجب أن نعلم أن ما عدا القرٱن والسنة العملية أي التطبيقية ( خذوا عني مناسككم ) ؛ لا شيء مقدس !
    إن علمنا أن ما بدأ يكتب عن النبي ص من أحاديث جاء بعد قرن تقريبا من وفاته ! فأي أمانة للناقل إن لم تكن له حضوة عند جميع الفقهاء دون إستثناء ! أما ترك الصحيحين هكذا وإحاطتهما بما أحيط به القرن الكريم ! فهذا ما لا يتفق مع العقل إن علمنا حجم الفرقعات التي توجد داخلهما !

  • ahmad
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 21:59

    استاد إدريس.اشكرك أولا على تحليلاتك العميقة التي تطرح إشكالات كبيرة وتتطلب جرأة..نحن في أمس الحاحة إلى قلم مثلك يتحلى بالتنوير ويطرح الاسئلة الشائكة.لا تنس ان العديدين من اءقراء يتابعونك وينتظرون جديدك.واصل مسيرتك الفكرية الرائعة والجمميلة

  • Barca
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 22:43

    لقد كان الاعتقاد السائد أن التاريخ الإسلامي متشابك ومتضارب، ولذا من الخير أن يبقى كما هو، لأنه مجرد قصص، والقصص ليست مصادر للأحكام، ولكنها رؤية خاطئة تغفل العلاقة المتينة بين الفقه والتاريخ. فما نراه من ممارسات اليوم يجد في هذا التاريخ مبرراته التي يدافع بها عن نفسه، لأن سلطة الرواية التاريخية حاضرة بقوة من خلال سلطة القياس الفقهي.

    أحسن فقرة في المقال تفكيك ممتاز أستاذ الكنبوري

  • alkawari
    الإثنين 23 فبراير 2015 - 22:46

    تلامذة المستشرقين ينشرون سمومهم :
    ومرت أوقات كان الغرب فيها يزاول هذه المهمات بنفسه ثم اهتدوا إلى( البديل) وهم المتأثرون بهم من أبناء المسلمين: فريق مخدوع تتلمذ على أيدي المستشرقين وأشربت نفسه أغراضهم وأمراضهم فلم يعد يرى إلا بعيونهم ولا يسمع إلا بآذانهم ولا يفهم ولا يعي إلا بعقولهم شحن بالشبهات
    تلامذة المدارس الاستشراقية الضاربة في الفلسفة :
    وقد ضربوا عرض الحائط بالقواعد والموازين التي وضعها علماء الحديث لتبين الصحيح من الباطل من الأحاديث و المرويات
    رواية خالد مع مالك التي ذكرت:
    اولا : لم تذكر في الرواية كلمة زنا لا تحرف الكلام يا الكنبوري؟
    هناك عدة روايات لفقها الرافضة و المستشرقين و اضافوا عليها بعض التوابل لا لشيء سوى ان خالد بن الوليد رضي الله عنه كان من الصحابة العظام
    و انت يا الكنبوري علمك ضعيف في الروايات التاريخية و لا تفهم سياقها و لا تعرف السند و المرويات و لهذه الاشياء مختصين
    المرويات التاريخية لا تعتبر احكام و لا شرع بل تحكي التاريخ و التاريخ له عدة رواة كل يحكي أمر جرى حسب رؤيا بالعين او سماع او شبهة في سمع او مشاهدة او تلفيق
    رواية تؤخد من هنا و هناك و تمحص
    أنشرووا

  • alkawari
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 00:02

    منا رشدي:
    لا يوجد في البخاري هذا الحديث الذي اوردته
    الحديث هكذا :
    حدثنا بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نساءه في الساعة الواحدة, من الليل أو النهار وهن أحدى عشرة قال: قلت لأنس: أو كان يطيقة ؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين
    الرسول صلى الله عليه وسلم مات عن 9 نساء في أغلب الروايات
    والرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بالعدل بين نسائه
    بل لو زدنا التأمل لوجدنا أنه أقدره الله تعالى على أكثر من ذلك
    قال الله تعالى: َلا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً
    ومع تنزيهنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم
    ولكن أليس فيها معنى المزيد
    بل نزيدك
    قول الله ( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي )
    أنشرووا

  • sifao
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 00:02

    ياسيدي ، لا نحتاج الى بحث دقيق عن الرواية الصحيحة من روايات الرواة ، لمعرفة حيققة قصة ملك بن نويرة مع خالد بن الوليد ، نحتاج فقط الى ما قيل في حق خالد قبل اسلامه لنعرف شخصيته ، وكيف كان سيفه على المسلمين وكيف اراد له الرسول ان يكون بعد اسلامه " قاسيا على الكفار كما كان قاسيا على المسلمين" وعند الحديث عن عظمة خالد، يُذكر ان جسده كان مثخنا بجروح ضربات السيوف ووخزات الرماح ، فما حققه للاسلام بالسيف هو ما جعل منه شخصية لها وزنها في تاريخه ، خالد بن خدم الاسلام بالسيف وسيفه هو ما جعل منه صحابيا جليلا ، طبعه العنيف استمر حتى بعد اسلامه ، ولا بد من امتيازات ، اتهام بن نويرة بالردة هو المنفذ الآمن والشرعي للدخول الى بيت فراشه ، ولم تشفع له صلاته مع الجماعة…
    ما تقوم به "داعش" هو انها تُعايش العالم ، وفق التقنية الحديثة ، تلك اللحظات من الرعب الرهيب التي سيطرت على غير المسلمين عندما كان المسلمون في اوج قوتهم ، قبل وبعد موت الرسول ، لم يعد الآن تاريخ الاسلام خافيا على احد ، لقد نجحت داعش في قراءتها الاسلام على ضوء التقنية الحديثة …العالم بدا يعرف الاسلام عن قرب …

  • مناضل
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 02:28

    تعيش جامعات مراكش ومكناس والراشيدية وأكادير، في الأيام الأخيرة، على وقع صراعات دموية طاحنة بين طلبة الحركة الأمازيغية وفصيل النهج الديمقراطي القاعدي استعلمت فيها السيوف والسكاكين والهراوات. وأسفرت الحصيلة الأولية لهذه المواجهات عن قطع يدَي ورجلـَي طالبين، أحدهما في جامعة مراكش والثاني في جامعة مكناس، وهما محسوبان على التيار القاعديّ، حسب ما أعلِن عنه من قِبل ناشطين في الحركة الأمازيغية. ويوجد الطالب ابراهيم بوعام في وضعية صحية حرجة في مستشفى مراكش بسبب محاولة قطع يديه ورجليه، فيما التزمت السلطات الصمت في هذه القضية كما لو أن البلاد عادت إلى زمن السيبة. الدواعش معنا هنا .

  • الشعاع الأخضر
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 09:41

    نقد الروايات والتفاسير ليس خلفه بالضرورة أناس ذوو نوايا سيئة،قالإسلام دين اخترقته الفيروسات واستوطنته الالأسقام وذاك أمر بطبيعي بسبب طول الأمد،وإلا ما فائدة بعث الأنبياء؟ميزة الإسلام أن له قابلية التجدد إذا أعمل أتباعه العقل والفكر بدل الجمود والتحجر،الإسلام نور،لكن النور يصبح نارا بين أيْد جاهلة.
    قلت سابقا إن ما بين أيدينا اليوم ليس هو الإسلام الذي جاء به النبي الأكرم،وذلك بشهادة واحد من الصحابة المعمرين الذين شهدوا مسلسل التحريف حتى آخره،قال أنس بن مالك:"ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي!قيل آلصلاة؟قال:أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها؟البخاري.
    مسار الإسلام بلغ مداه في الإنحراف مع انقلاب معاوية على حكم الإمام عليّ،ومهما انتقدنا سياسة معاوية،وحتى لو نسفنا حكمه وحاولنا أن نشيد إسلامنا من جديد على أنقاضه فإن البناء سيظل مائلا تكتنفه العيوب ولن يصمد أمام الهزات مهما كانت ضعيفة لأن الأساسات مغشوشة.
    معاوية لم يصل لسدة الحكم إلا بعد أن تم التمهيد له بطرق مباشرة أو غير مباشرة،يكفي أنه الوحيد من بين الولاة الذي لم تكن تطاله المحاسبة والمشاطرة والعزل مما أكسبه قاعدة شعبية كانت منطلقا لتحقيق حلمه.

  • said
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 10:28

    نحن في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخنا من حديد، بعيون نقدية بما فيها السيرة النبوية لتي فيها امور وصعها المؤلفون دون تمحيص بسبب انتشار الاستبدادد، شكرا أستاذ الكنبوري على إثارة هده الاهتمامات..نريد مفكرين مثلك يحفزون على التفكير في عصر الانعلاق الاسلامي والسلفي

  • زيطان محمد
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 12:55

    يقول الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه : ((جئتكم بالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إهالك عضوا عليها بالنواجد )) فلو كان الدين الإسلامي يدرس على يد أخصائيين في علم التفسير وعلم الحديث وعلم الفقه وعلم الأخلاق ويلقن للطالب أو المتعلم تلقينا يليق بالممارسة الواقعية في المجتمع . ويكون لدينا الرجل المناسب في المكان المناسب ويدخل المجتمع بأحزابه ومنظماته وهيئاته وجمعياته في الحركة النهضوية العلمية تأطيرا وممارسة . لكنا اجتزنا مرحلة الإختلافات والتشنجات والإقتتالات . وهذا كله مرده إلى المناهج التعليمية المفبركة من حين إلى آخر وتفريق المسؤوليات بين الأحزاب لا لخدمة المجتمع بل لتقاسم أرزاقه وإهدار ماله فقط . فانظروا إلى الفساد المستشري في الكليات والجامعات والمدارس وفي المستشفيات وفي المحاكم وحتى في الجماعات المحلية والمكتب الوطني للماء والكهرباء الذي أثقل سكان المملكة بالفاتورات المملوءة عن آخرها . يجب أن نوجه النقد اللاذع للوبي الفاسد لوطننا سواء كان مسؤولا في الأمن أو مسؤولا عن صحة الناس أو مسؤولا عن تعليم أبناء الوطن أو كان مسؤونا على أمانة الناس أو كان مسؤولا عن العدل بينهم

  • عبدالله
    الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 23:47

    شكراللاستاذالفاضل …..الاسلام يحتاج الى مراجعة وتنقية متسمة بكثيرمن الجرءةوالشجاعة …مع الاسف كلماظهرفي الافق باحث الاويقابل بغمزولمز واستنقاص .قطعاللطريق على الجهودالمتسمة بالنزعة النقدية المتنورة..

  • ابن أنس
    الأربعاء 25 فبراير 2015 - 00:27

    لا ياشعلة نحن بحاجة شديدة من أي وقت مضى إلى الروايات الصحيحة الخالية من الأفائك لمعرفة ما قيل في خالد وغير خالد سواء قبل الإسلام أو بعده.

  • الشعاع الأخضر
    الأربعاء 25 فبراير 2015 - 08:28

    1)كعب الأحبار يهودي عاصر النبي ومع ذلك لم يؤمن،ثم أسلم فجأة زمن عمر بن الخطاب!الأدهى من ذلك أن عمر جعل منه مستشارا،وفسح له المجال للقص والتحديث بأخبار أهل الكتاب في حين ضيق على أصحاب النبي محمد،وفرض على بعضهم الإقامة الجبرية كي لا ينتشروا بين الناس و(يُضلوهم)بالتحديث عن النبي!
    كان عمر كثيرا ما يسأله عن أمور الدين،فقد سأله:"ما أول شيء ابتدأه الله من خلقه؟فقال كعب:كتب الله كتاباً لم يكتبه بقلم ولا مداد ولكن كتب بإصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت:أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتي غضبي"!الدر المنثور.
    وعلى سنة الأب سار الإبن،فكان عبد الله بن عمر يفضل قصص اليهود على حديث المسلمين،فقد سأل رجل عن مسألة وعند ابن عمر شخص من اليهود اسمه يوسف فقال ابن عمر:سل يوسف فإن الله يقول:"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"!
    في البداية والنهاية عن مسلم بن حجاج قال:اتقوا الله وتحفظوا في الحديث،فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله،ويحدث عن كعب الأحبار،ثم يقوم فاسمع بعض من كان معنا:يجعل حديث رسول الله عن كعب،وحديث كعب عن رسول الله، وما قاله رسول الله عن كعب، فاتقوا الله وتحفظوا في الحديث..

  • عبد العليم الحليم
    الأربعاء 25 فبراير 2015 - 23:32

    بسم الله

    إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم

    قال ابن سيرين:"كان في الزمن الأول الناس لايسألون عن الإسناد حتى و قعت الفتنة فلما و قعت الفتنة سألوا عن الإسناد ليحدث حديث أهل السنة و يترك حديث أهل البدعة"

    قال الإمام مالك رحمه الله: لايؤخد العلم عن أربعة:
    "ـ سفيه معلن السفه
    ـ و صاحب هوى يدعوا إليه
    ـ و رجل معروف بالكذب في أحاديث الناس و إن كان لايكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم
    ـ و رجل له فضل و صلاح لا يعرف ما يحدث به"

    و قال الخطيب:" كتب مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فذكره بطولة…خذه يعني العلم من أهله الذين و رثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك و لاتأخذ كلما تسمع قائلا بقوله فإنه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث و لا من كل من قال و قد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم "

    وقال النووي رحمه الله:

    " و لايتعلم إلا ممن تكملت أهليته و ظهرت ديانته و تحققت معرفته و اشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف (هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )"

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة