عطاء الرفق وعطاء العنف .. الدلالة والممارسة

عطاء الرفق وعطاء العنف .. الدلالة والممارسة
الجمعة 27 فبراير 2015 - 09:47

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ،وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ”.(رواه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم في صحيحه رقم: 2593)

يطرح الحديث الشريف ببلاغته النبوية إشكالية الرفق والعنف وعطاءاتهما في المجتمعات، وما يترتب عن الممارسة الرفقية، والممارسة العنفية من نتائج متباينة بينهما. فالرفيق من يرفق بك و يرافقك في حياتك ومسيرتك، بحيث يقدم لك خطابا رفيقا بشخصيتك غير مؤنب لك، ومستهزئ بك. يحملك على جناح الرحمة، والمحبة، ويطير بك في سماء التسامح. والعنيف من يرى فيك جميع المثالب، ويقدم لك خطابا فظا وشديدا، أو يمارس عليك سلوكا غليظا ومريضا، يسكب فيه من الحقد، والكراهية ألوانا تجعلك تكره اليوم الذي جمعك به. والعنف حامل للقسوة، ومانع للمودة، والإنسان لم يولد عنيفا، بل نما فيه نتيجة التربية، وسلوك الآباء والمجتمع، فتعددت بذلك أنواعه، واتسعت إلى العنف المدرسي، والعائلي، والإعلامي، ومن خلال هذه الأنواع يتم تصنيفه إلى عنف جسدي، ولفظي، ورمزي، وتعتبر شريحة الشباب أكثر الشرائح الاجتماعية انخراطا في العنف، وممارسة له، وأكثرها حساسية للمشكلات الاجتماعية، والاقتصادية، واستعدادا للاستجابة العنيفة.

والعنف انحراف في السلوك ، وأخطر ما فيه تهديده للحياة الإنسانية . والسلوك المنحرف عادة لا يعالج إلا بالسلوك السوي الماتع الجميل للحد من غلوائه، وهذا ما جاء به الحديث في ربط تربوي سلوكي بين الرفق، والرفيق ،والعنف. ولأهمية الرفيق والرفقة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أسند في الحديث اسم ” رفيق” إلى الله للدلالة على أن مفهوم ” رفيق” من أسمائه تعالى الحسنى، و هو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بالشدة والاستعجال. فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بحكمته شيئا فشيئا ، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة، وهو تعالى رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا نحوهما. فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق و سكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب. فالرفيق هو اللطيف، والرفيق هو الذي يرافقك، والرفيق هو الذي يتصرف برفق، فهو لطيف، وهو مرافق. و إن وصف اللّه سبحانه تعالى نفسه بالرفق هو من باب الإرشاد والتوجيه والحث على تحري الرفق في كل أمر، إلا إن كنتَ تظن أن الشدة مطلوبة ومستحبة في دين الله تعالى والدعوة إليه مثلًا، وأن مثل هذا الشخص لا يصلح إلا بها، فإنه إذا لم يكن موضعها ذلك الموضع فهذه ليست من الدين في شيء لأنها ليست رفقًا، بل هي عنفٌ. لذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «ويُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ» وهو عطاء متنوع فيه الحسي،وفيه المعنوي. وقد يتبادر إلى عقل الإنسان أنه ليس بعُنْفٍ ، فيقول: أنا أحاوره أو أتواصل معه فقط، و لا يكون كلامي على هذا هو العنف المقصود. و الخطاب النبوي يريدك أن تترك العنف، وأن تكون لَيِّنًا لأنك ترجو بذلك ثواب الله تعالى. لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَ يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ» فالعطاء في النص بمعنى الجزاء، على الفكر الراشد المتنور، السليم من مفردات الكراهية والحقد.

وإذا ما تأملنا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ » ليس المقصود ترك العنف فحسب، بل ترك كل ما سوى اللين لأنه سبحانه وتعالى يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. فأنت إذا كنتَ تريد ، أيها المتنكب لطريق الرفق، بعُنْفِك أو بفَظَاظَتِك أو بشدَّتك أو بتَصْعِيدك للأمور أو بإِغْلاظِك وزَجْرِك أوبكل ما لديك في قاموسك من مفردات العنف الفظي أو الرمزي، أن تُحصِّل ثوابَ الله تعالى فاعْلَمْ أنك لا تُحصِّل أي شيء بذلك، بل على العكس، لأن الله تعالى يُثيب على الرفق – أي يعطي الخير الجزيل على الرفق – ولا يُثيب على العنف. كأنه يريد منك ما هو أكثر من مجرد ترك العنف. ولها معنى آخر ذكره القاضي عياض رحمه الله فيما نقله عنه الإمام النووي ، في شرحه لمسلم في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ»: «معناه: يتأتى به من الأغراض ويَسْهُل من المطالب ما لا يتأتى بغيره» وهذا المعنى الثاني اختاره الحافظ ابن حجر على المعنى الأول وهو الثواب. فالحديث إذًا فيه معنيانِ في قوله: «ويُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ». الأول: يعني الثواب الجزيل على الرفق. والثاني: أنه يأتي من وراء الرفق من الأغراض والمطالب أي ما تحققه من نتائج بالممارسة الرفقية التي تُرِيدها ما لا يأتي بغير الرفق وما لا يأتي بالعنف. فإن قلتَ: إذن أتركُ العنفَ؟ نقول لك: ليس العنف فحسب، بل وتترك ما سوى الرفق. ففي رواية مسلم «وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ» كأنه يقول: دع كل ما لا يُسمَّى رفقًا – يدخل فيه العنف وغير العنف – لأنه لا يُثيب عليه سبحانه وتعالى، في الوقت نفسه لا يأتي به من الأغراض ويَسْهُل به من المطالب كما يسهل بالرفق. قال الإمام الغزالي: “الرفق محمود وضده العنف والحدة , والعنف ينتجه الغضب والفظاظة , والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة , والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق, ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب , وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال , ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق بالغ فيه قال:” من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير , و من حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير”( رواه الترمذي في الجامع الصحيح رقم الحديث : 2013 . وقال : حسن صحيح ) وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله . نبه به على وطأة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة.

وإن عطاءات الرفق بالناس في المجتمع كثيرة جدا تبين الجانب التربوي في المفهوم، و ما يجب أن يكون عليه الإنسان في علاقاته الاجتماعية والتواصلية . وإذا كانت سمة الرفق البارزة هي ” الخير ” فإن سمة العنف البارزة كذلك هي ” الشر “. وكم نحن بحاجة إلى التربية على الخير والرفق ، بدل العنف التي تعددت تمظهراته، وتنوعت، وجرت على المجتمعات المعاصرة ويلات كثيرة، معتبرة “العنف” الصفة التي تميز المجتمع الإسلامي، وبنت على ذلك أحكاما وتصورات غير سيلمة، جعلتنا نبرر في كثير من المواقف أخطاء الذين يحملون الثقافة الإسلامية، ويمارسون التدين، وهم في حقيقة الأمر لا يدرون من الدين شيئا. فانظروا عطاء هذا المفهوم في ممارسات المتطرفين بفكرهم الديني، وأين نحن من التربية على القيم في مؤسساتنا التعليمية ؟ وكم نحتاج من الوقت لنتمم مكارم الأخلاق فينا؟ وفي تلامذتنا ؟

ويبقى الحديث الشريف، القبس من نور النبوة، والموجه للإنسان لتنمية مفهوم ” الرفق” في شخصيته، وعلاقاته، ونبذ مفهوم “العنف” والتشدد، و التطرف، وشرهما في المجتمع، فما كشفه ” العنف ” من عوراتنا كثير.

‫تعليقات الزوار

15
  • Kant Khwanji
    الجمعة 27 فبراير 2015 - 14:01

    مجبر عن مصارحتك بالحقيقة
    تأمل ما يلي بهدوء:
    1-هب أن انسانا عارضك في أقوالك، فتقوم بحرقه بالنار،إلى الأبد،متلذذا بحرقه!
    فتخيل الآن أن امرأة مؤمنة، ورعة،كانت تقوم الليل صلاة وعبادة وتصوم النهار،وبسبب أنها أهملت قطة لم تطعمها، قام الرحيم، الحليم، الرؤوف، المتسامح، يحرقها بالنار
    رغم هالة القداسة اللاهوتية، فان الإمبراطورية القريشية كانت تريد إكتساح العالم عبر شعارها الخالد"زويت لي الأرض، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها"
    وداعش تريد احياءها،عبر أبو بكر"القريشي"
    مؤسسها والإمبراطورات الأربع بعده كلهم من قريش و تربطهم كلهم علاقة نكاح/مصاهرة مع الزعيم، بعدهم أتت الإمبراطورية الاموية "القريشية" في الشام أو الأندلس وبعدها الإمبراطورية العباسية "القريشية"
    دستورها:
    ترجمة حرفية،لصحف ابراهيم وموسى وعيسى وغيرها،مع تحيين و إضافة ما يلائم واقع قريش.
    مداخيلها:
    نهب أموال الشعوب التي يتغلبون عليها، عائدات بيع ما يسبونه من سبايا و عبيد،و ضرائب: خراج، جزية،زكاة
    سياستها,التقديس:
    ترسيخ صورة شبه إله لزعيمها فاقت درجة تقديس الإله نفسه، عبر إستثنائه من دون الله وملائكته وكتبه ورسله من خلال شعار"إلا رسول الله"

  • Sifao
    الجمعة 27 فبراير 2015 - 17:02

    اتيت على ذكر العنف الاسري والمدرسي والاعلامي وغضيت الطرف عن اكثر انواع العنف وحشية وحيوانية وهمجية ، الاهو العنف الديني ، ربما يكون سببا مباشرا لانواع العنف التي اتيت على ذكرها ، لكنك لا تستطيع الخوض في هكذا موضوع خوفا من "العنف" نفسه ، وآخر انواعه عنف تأنيب الضمير ، عقيدتك لا تسمح لك الا ذكرها بالخير ، بالاضافة الى ذلك ، الدين خص نفسه بحق ممارسة العنف في اشد صوره همجية ووحشية ، عن اي رفق تتحدث عندما توضع امام خيارين "اسلم تسلم والا حل الخيل بساحتك"؟
    الرفيق الاعلى ، جلا وعلا ، يبتلي عباده بكوارث طبيعية ، زلازل وبراكين وجفاف وسيول و…تترك وراءها الاما غاية في البؤس والشدة ، قتلى وجرحى ومعطوبين ومشردين …قد يقول قائل ان ذلك مجرد اختبار لقوة ايمان العباد وصبرهم على تحمل المحن ، لكن ماذا يقول في الامراض المزمنة والفتاكة بالانسان ، هل هي اختبار ايضا ؟ ماذا يختبر فيه ، هل يختبر فيه تحمله للالم والموت البطيء والردئء ؟
    الدين من الفه الى يائه ، والاسلام على وجه التحديد ، هو خطاب يؤصل لكل انواع العنف ، العنف الجسدي ، الرجم والجلد وبتر الاطراف وقطع الرقاب ، اما العنف الرمزي فهو وجبة رئيسية

  • عبد العليم الحليم
    الجمعة 27 فبراير 2015 - 18:36

    بسم الله

    إن الله تعالى قد ثبت له صفات الكمال عقلا،وحِسّا وفطرة،وشرعا:

    فأما دلالة العقل على ثبوت صفات الكمال لله فوجهه أن يقال:

    إن كل موجود في الخارج فلا بد أن يكون له صفة:
    إما صفة كمال،
    وإما صفة نقص،
    والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة.

    وبذلك استدل الله ـــ تعالى -على بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بصفات النقص والعجز بكونها لا تسمع،ولا تبصر،ولا تنفع،ولا تضر،ولا تخلق،ولا تنصر فإذا بطل الثاني تعين الأول،وهو ثبوت صفات الكمال لله.

    ثم إنه قد ثبت بالحسّ والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال،
    والله سبحانه هو الذي أعطاه إياها فمعطي الكمال أولى به.

    وأما دلالة الفطرة على ثبوت صفات الكمال لله؛فلأن النفوس السليمة مجبولة ومفطورة على محبة الله،وتعظيمه،وعبادته،وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟!

    وأما دلالة الشرع على ثبوت صفات الكمال لله؛
    فأكثر من أن تحصر مثل قوله تعالى:{هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يُسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم }.
    وقوله:{ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }…

  • متسائل
    الجمعة 27 فبراير 2015 - 22:17

    لو كان يكفي أن نقول للطفل أن النظافة من الإيمان ، لكي يكون نظيفا ، لكنا خير أمة نظيفة أخرجت للناس.
    النظافة كما الوداعة و التسامح و نبذ العنف ، سلوك يلقن و يزرع في الطفل منذ الصغر. عندما يعنف طفل أحد جيرانه من الأطفال ، لا تلجا الأم العاقلة إلى عقابه بدنيا ، بل تستغل أرتباط العاطفي بها و تتظاهر أنها حزينة لمصير الطفل المعتدى عليه و أن الضمير يؤنبها نيابة عن إبنها ، حتى إذا سألها لماذا لا تلعب و تضحك معه كالعادة ، ترد ، أنها تفكر في الطفل المسكين المعتدى عليه و في أمه و أنها تتسائل لو إعتدى أحد الهمجيين على إبنها هي ، ظلما و عدوانا ، كيف سيكون رد فعلها ، حينداك سيشعر الطفل المعتدي بالدنب و بإرتكابه لسلوك غير عادي ، يتفاداه مستقبلا.
    الطريقة التربيوية هاته ، أنجع في نظري ، من أن نقول للطفل أن الدين يحثنا على نبذ العنف و في نفس الوقت نقول له في المدرسة أن فلان منذ 14 قرنا كان يسقط بسيفه مائة رأس بضربة واحدة ذهابا و مائة أخرى بضربة تانية أيابا.

  • عبد العليم الحليم
    السبت 28 فبراير 2015 - 10:53

    بسم الله الرحمان الرحيم

    الرّفق واللّين: وصف الله نبيه محمداﷺ بأنه على خلق عظيم،
    فقال:(وإنك لعلى خلق عظيم )،
    ووصفه بالرفق واللين،فقال:( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)،
    ووصفه بالرحمة والرأفة بالمؤمنين،فقال:(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّمْ حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم).

    وأمر الرسول ﷺ بالرفق ورغب فيه،
    فقال: " يسروا ولا تعسروا،وبشروا ولا تنفروا " أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس
    وأخرجه مسلم عن أبي موسى،ولفظه: " بشروا ولا تنفروا،ويسروا ولا تعسروا "،

    وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه:أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد: " دعوه،وهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء؛

    فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ".

    وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله "،

    وقد أمر الله النبيين الكريمين موسى وهارون – عليهما الصلاة والسلام – أن يدعوا فرعون بالرفق واللين،
    فقال:(اذهبا إلى فرعون إنه طغى.فقولا له:قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)

  • عبد العليم الحليم
    السبت 28 فبراير 2015 - 12:33

    الحمد لله

    مما جاء في الحث على الإحسان الشامل للحيوان وسواه قوله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}،وقوله تعالى:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}،وقول النبي ﷺ فيم:(إن الله كتب الإحسان على كل شيء…وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)،
    وفي إغاثة الملهوف منه صح الخبر بعظيم الأجر لمغيثه وغفران ذنبه وشكر صنيعه،فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺقال:(بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش،فقال الرجل:لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني،فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له)،فقالوا:يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا فقال:(في كل كبد رطبة أجر)،وعنه قال:قال رسول اللهﷺ:(بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فسقته فغفر لها به) رواه مسلم،

    وكما حث الإسلام على الإحسان وأوجبه لمن يستحقه نهى عن خلافه من الظلم والتعدي فقال تعالى:{ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}،وقال تعالى:{ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}

  • عبد العليم الحليم
    السبت 28 فبراير 2015 - 13:48

    الحمد لله

    في صحيح مسلم أن ابن عمر رضي الله عنهما مر بنفر قد نصبوا دجاجة يترامونها،فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها،فقال ابن عمر:(من فعل هذا؟ إن رسول الله ﷺ لعن من فعل هذا)
    وفيه عن أنس رضي الله عنه نهى رسول الله أن تصبر البهائم -أي تحبس حتى تموت-،وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبيﷺ(نهى عن قتل أربع من الدواب:النحلة والنملة والهدهد والصرد).

    وفي صحيح مسلم أن رسول اللهﷺقال:(عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)

    [وذلك لايعني خلودها في النار إن لم تكن مشركة
    ولن تدخل النار من دون أن تكون قد قامت عليها الحجة،
    فالله سبحانه لايظلم أحدا
    هذا عقاب الله سبحانه على قتل الحيوان جوعا
    فكيف سيكون حال من يقتل إنسانا ظلما
    ومن يتسبب للناس في الشقاء الأبدي ]

    وعن أبي مسعود قال:كنا مع رسول اللهﷺفي سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة تعرش فجاء النبيﷺ فقال:(من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها)،ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال:(من حرق هذه)؟ قلنا:نحن

    قال:(إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار)

  • فاضل
    السبت 28 فبراير 2015 - 19:10

    الى Kant Khwanji و Sifao:

    قال الله سبحانه:﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾

    (فكل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلهـا فـإن ذلك موافقـة للاسـم فقط، أما في الحقيقة فليس كمثله شيء، مثال ذلك: أثبت الله لنفسه علماً، وأثبت للمخلوق علماً، فقال الله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} فأثبت الله لنا علماً، وأثبت لنفسه علماً {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} وليس العلم الذي أثبته لنفسه كعلم المخلوق والدليل قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فالله – عز وجل – لا يمكن أن يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته، ولا في صفاته، ولهذا لا يمكننا أن ندرك الله – عز وجل – نعلمه بآياته وصفاته وأفعاله، لكنا لا ندرك حقيقته – عز وجل – لأنه مهما قدرت من شيء فالله تعالى مخالف له غير مماثل)

    يبدو لي في بعض الأحيان أنكما ملحدان تريدان الإيمان بإله حسب تصوركما وصنع خيالكما!

  • sifao
    السبت 28 فبراير 2015 - 23:07

    "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، الانسان ايضا سميع وبصير والقط اكثر منه سماعا وبصرا ويقال ان الثعبان يرى بالاشعة ما فوق البنفسجية …بالاضافة الى ان الانسان يتمتع بحواس اخرى مثل الشم والذوق واللمس وهي حواس غائبة عن الذات الالهية مما يعني انه ناقص الوجود بالمقارنة مع الانسان ، كما ان "ليس كمثله شيء" تعني العدم … عندما تناقش من يخالفك الرأي لا تستشهد بما تدافع عنه ، لانه موضوع خلاف ، من تعتبر اقواله دلائل قاطعة عند الآخر مجرد اضغاث احلام …واش فهمتي ولا لا

  • الحياني
    الأحد 1 مارس 2015 - 10:04

    جهل باللغة وجهل بالعلم :سامع ليست سميع ومبصر ليست بصير ويرى الأشعة ليست يرى بالأشعة تنح جانبا من فضلك أريد الأنصراف من مقهى يخنق دخانه وضجيج لاعبي الورق المتحذرين من الحي الخلفي يصم.

  • فاضل
    الأحد 1 مارس 2015 - 10:13

    1- قال تعالى : "…فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم"

    قوله تعالى : فأعرض عن من تولى عن ذكرنا يعني القرآن والإيمان . ولم يرد إلا الحياة الدنيا.

    ذلك مبلغهم من العلم أي إنما يبصرون أمر دنياهم ويجهلون أمر دينهم . قال الفراء : صغرهم وازدرى بهم؛ أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة.

    جاء في تعليقي:(فكل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلهـا…)
    ولم أقل:(فكل صفة يثبتها الله للمخلوق ولنفسه مثلهـا)
    وبالتالي فقولك: (ان الانسان يتمتع بحواس اخرى مثل الشم والذوق واللمس وهي حواس غائبة عن الذات الالهية مما يعني انه ناقص الوجود بالمقارنة مع الانسان) رد في غير محله!

    2- (عندما تناقش من يخالفك الرأي لا تستشهد بما تدافع عنه ، لانه موضوع خلاف)؛ لو عملت أنت بكلامك هذا لأرحت القراء من أخلاطك!

    …واش فهمتي ولا لا

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 1 مارس 2015 - 10:30

    بسم الله

    قال ابن تيمية:

    (حكى غير واحد إجماع السلف:أن صفات الباري-جل وعلا -تجري على ظاهرها،مع نفي الكيفية والتشبيه عنه،

    وذلك أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات،
    يحتذى حذوه ويتبع فيه مثاله؛

    فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية،
    فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية،
    فنقول:إن لله سبحانه يدا وسمعا،ولا نقول:إن معنى اليد القدرة،ومعنى السمع العلم)

    الحاسوب:الشيء اللذي تلمسه بيدك:هو مُسمى
    واسمه:هو ما تسمعه

    و الاتفاق في الأسماء لا يقتضي التساوي في المسميات:

    من مكونات الطائرة :الجناح
    وكذلك البعوضة والطائر يطيران باستعمال الجناح

    هنا عندنا إتفاق في الإسم :الجناح

    ولكن هناك عدم تساوي في مُسميات الجناح

    فأحدها مصنوع من معدن

    وآخر من لحم وعظم وريش

    وآخر مُغاير تماما

    وكذلك نقول للناس أعين وللبعوض أعين

    فهل يلزم من هذا أن عين الإنسان مثل عين البعوضة

    وكذلك بالنسبة للسمع والبصر والعلم وسائر الصفات

    فإن حصول الإتفاق في أسمائها لا يقتضي التساوي في مسمياتها

    و إذا جاز التفاوت بين المسميات في المخلوقات مع اتفاق الأسماء

    فجوازه بين الخالق والمخلوق ليس جائزا فقط بل هو واجب

  • sifao
    الأحد 1 مارس 2015 - 12:53

    لذلك قلنا في تعليق سابق ان لغة القرآن تحتاج الى فهم فوق بشري لا علاقة له بالفهم العادي للغة ، السمع عند الله ليس هو السمع عند الانسان والبصر ايضا واليد كذلك وهلم جرا ، لذلك لا ادري الهدف من اعجاز الانسان عن فهم الخطاب ثم محاسبته على عجزه ولا اعرف ايضا لماذا هذا التلبيس في رسالة تصبو الى الهداية وتوضيح الغامض ، حينما نقول انها لغة جنون وليست لغة بشر نُنعت بابشع الصفات وحين نحاول ان نتعامل معها كلغة بشر يُقال لنا انكم لا تفهمون شيئا ،"كما درنا معكم وحلة" …
    قد لا تسمى عين البعوضة عينا ولكن تبقى وظيفتها هي الابصار حتى وان كانت الطريقة والكيفية التي تظهر يها الصورة مختلفة …
    وفرة العلم عندكم ونذرته عند غيركم يظهر جليا في حياتكم وتحمدون الله على نعمته كل مرة وانتم خير امة اخرجت للناس تعرض عن الجهال عندما يضايقونهم باسئلة غبية تجاوز العقل محاولات الاجابة عنها منذ قرون ، فاما ان تجيب بما هو مدفون بين دفات كتب مهترئة واما انت جاهل لا تستحق الاجابة …هذا الافراط في حب الخرافة هو المأساة التي تقودكم الى الهاوية وانتم لها غافلون ….

  • Kant Khwanji
    الأحد 1 مارس 2015 - 17:01

    إلى (فاضل/ عبد العليم..) مريدي ابن تيمية والشافعي..:
    فرق واضح و شاسع بين هدية(من فعل أهدى) وهداية(من فعل هدى) حتى لطفل في الإبتدائي
    نهدي إلى شيء من "هداية"، الطريق، السبيل، الصراط…لكن نهدي شيء ما، "هدية"
    مع ذلك، العليم المحيط بكل شيء (و في الواقع المخلوق القريشي)، يخلط بينهما:
    الآية "اهدنا الصراط المستقيم" ناقصة وتكميلها: اهدنا [الى] الصراط المستقيم!
    دليل إضافي على ما نقوله بكل منطق ووضوح من داخل نفس الكتاب:
    الآية"فاهدوهم إلى صراط الجحيم" والآية "يهدي من يشاء الى صراط مستقيم"

    هذا فقط واحد من أكثر من 2000 خطأ قاتل

    //
    ابن تيمية:"والكيمياء أشد تحريماً من الربا"
    – الشافعي:"العلم ما كان فيه قال و حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين"
    -قال أيضا :"كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين"

    Bon rétablissement et bonne cure de désintoxication contre l’accoutumance (addiction) au plus grand et dangereux opium de toute l'histoire des peuples

  • sifao
    الأحد 1 مارس 2015 - 19:51

    الابصار في امور الدنيا اسبق زمنيا على الابصار في امور الدين ، لان الدنيا اسبق على الاديان في الوجود ، اخصها آخر الاديان ، اذن فالمسألة مسألىة اسبقية زمنية فقط ، عندما ننتهي من النظر في امور الدنيا سنشرع للنظر في امور الدين …
    الاسلام لا يستطيع ان يعود بالانسان الى ايامه الاولى ، عند مجيئه وجد الانسان قد بدأ العيش منذ ملايين السنين وقطع اشواطا كبيرة في حياته ، فمن المنطقي والمعقول ان ينظر الانسان في امور دنياه اولا …وانا اعترف لك بعلمك في امور دينك ، لذلك لا يليق بك الخوض في امور الدنيا ومواضيع صغار العقول ؟
    لو ان المسلمين عملوا بما أومروا به من ربهم و"اعرضوا عن الجاهلين " لوفروا علينا الكثير من صداع الرأس ، لا اعرف هل يدركون انهم شطنوا العالم ام لا ؟

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين