امتصاص دماء الشعب ...!!

امتصاص دماء الشعب ...!!
الأربعاء 4 مارس 2015 - 02:07

موظفون مركزيون بمرتبات مالية تفوق رئيس الحكومة

هذا العنوان … يمكن أن يخطر على بال كل مواطن مغربي .. وربما بألفاظ أكثر شذوذا واستثنائية ؛ إذا هو نظر إلى مستويات الفقر المدقع وهشاشة الأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها نسبة كبيرة من الساكنة المغربية ، أوعقد مقارنة بسيطة بين سلالم أجور رجال الدولة عندنا في المغرب مع نظرائهم في دولة ديمقراطية كفرنسا ـ على سبيل المثال ـ ، ولو أن هذه المقارنة ليست دقيقة باعتبار الوظائف الحيوية التي يضطلع بها هذا الطرف في مقابل الطرف الثاني ..فليس من المنطقي ، ولا من الديمقراطية في شيء ، أن نقايس سلطة “مخزنية” ؛ ممثلة في الولاة والعمال والقياد والباشوات … تتمركز معظم مهامها بالكاد في تشديد قبضتها الحديدية على أبناء الشعب ، ومراقبة حركاته وسكناته ، وأحيانا إحصاء أنفاسه ، وفي أفضل الحالات ” تدهين الميزانيات ” ، والتأشير عليها … في طريقها إلى المجالس والجماعات المحلية .. أن نقايس بينها وبين دوائر حكومية فرنسية ؛ يسعى مسؤولوها وموظفوها إلى جلب الرخاء للشعب الفرنسي بتعدد مشاربه السياسية والعرقية ، والتخفيف ؛ جهد ما أمكن ؛ عن معاناته ، وتوفير ظروف العيش الكريم لجميع مواطنيها تحت سقف قوانين عادلة تسري على الجميع من أعلى سلطة في البلاد إلى أدناها .

ولأي مواطن مغربي حق التساؤل عن هذه الزيادة/الكرم الحاتمية وعلاقتها بالظرفية الراهنة ؛ سياسية كانت أو اجتماعية ؛ هل كان لهؤلاء المنعم عليهم .. اليد الطولى في استرداد الأموال المنهوبة والمودعة في حسابات خاصة بالأبناك الأجنبية ؟ أم أن الأمر متعلق بقرب حلول موسم الانتخابات التي تتضاعف فيها جهود ومساعي هؤلاء الموظفين ؛ بالسهر على ترتيب آليات وخريطة الانتخابات ؟!.. أم أن هذه الإكرامية لا علاقة لها لا بهذا ولا بذاك ، بل هي عربون مقدم لتطويق شرور تنظيم داعش ، والذي يلوح بها ؛ بين الفينة والأخرى ؛ تجاه المغرب ؟! وإن كان هذا الأمر يهم ؛ بالدرجة الأولى ؛ الاستخبارات المغربية ومكوناتها والتي يمكن ؛ لأي مواطن مغربي ؛ القبول بها ، بل ومباركتها ، إذا علم فعلا بأن هذا السخاء والكرم يعنيها مباشرة ؛ لتعاظم خطورة عملها في مناخ دولي موصوم بتضارب المصالح ، ومنطقة عربية مشحونة بالنزاعات المسلحة .

كما لاحظ الجميع أن هذه الزيادات والإكراميات ، لم تحرك ساكنا من طرف النقابات التي دوخت المغاربة بصياحها .. وكأن هناك تواطؤ مكشوف بينها وبين الحكومة . وفي البلدان الديمقراطية ؛ وعلى مستوى تدبير ميزانيات الدولة ؛ هناك أولويات كالاستحقاقات المترتبة على الدولة نفسها تجاه موظفيها ، كما الحال في أصحاب استحقاقات التكوينات المستمرة ( 7000 متضرر ) ، إلى جانب قطاعات عديدة ؛ بعض موظفيها طال انتظارهم لتسويات وضعياتهم المادية منذ أكثر من ثلاث سنوات …! كما أن هناك طبقات اجتماعية أشد فقرا وهشاشة ؛ لا يتجاوز دخل فردها اليومي 10دراهم ؛ كان على الحكومة أن تضعها في قائمة الأولويات ، بدلا من امتصاص دمائها وضخه في احتياطي رجال سلطة ؛ تزداد سمنتهم كل وقت وحين ؟!!

‫تعليقات الزوار

10
  • AntiYa
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 05:29

    بأي حق نطلب من المواطن المغربي بقبول الإكراميات رجال السلطة ؛ حيث تزداد سمنتهم، أليس عربونا مقدما على تطويق حريته جراء ما يقع بالتنظيم، والذي يلوح به ؛ بين الفينة والأخرى ؟! وإن كان هذا الأمر يهم ؛ بالدرجة الأولى ؛ الاستخبارات المغربية ومكوناتها. إذا كان هذا السخاء والكرم يعنيها مباشرة. إنه الفشل في تدبير ميزانيات الدولة ؛ فهناك أولويات كالاستحقاقات المترتبة على الدولة نفسها تجاه موظفيها طال انتظارهم لتسويات وضعياتهم المادية منذ أكثر من ثلاث سنوات مع تواطؤ مكشوف بين النقابات و الحكومة. إنه العبث و التيه في زمن المتأسلمين.

  • KITAB
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 08:04

    كيف لحكومة بوجهين وجه تتعلل من خلاله دوما بشح الموارد المالية وإكراهات اقتصادية ، كلما كان هناك نداء بضرورة التفاتها إلى الطبقات المحرومة والفقيرة ، فضلا عن الرواتب الهزيلة في عدة قطاعات حكومية ، ووجه آخر أشد كرما وتبذيرا كلما تعلق الأمر بمرتبات خاصة بالوزراء والبرلمانيين حال مغادرتهم لمناصبهم الحكومية ، وربما توريثها لأهلهم فيما بعد ، وأخيرا تسمين رواتب موظفين مركزيين تابعين لوزارة الداخلية تحت ذريعة عدم وجود سكن لائق بهم ، هذا عدا الإنفاق وهدر المال العام في المهرجانات واللقاءات بمناسبة وغير مناسبة وتهجير أموال الدولة وإيداعها في أبناك أجنبية بأسماء مستعارة . إنه لأمر يدمي قلب كل مواطن له ذرة غيرة على هذا البلد.

  • Salim.m
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 08:12

    إنها خيرات المغرب تصادر من طرف حفنة من اللصوص وقطاع الطرق ومصاصي دماء الشعب ، وهذا يولد مشاعر الكراهية وعدم الثقة في هؤلاء المسؤولين المساندين لسياسة الفساد والإفساد ، فلو كنا جميعا نحن المغاربة في مستوى الأحداث لامتنع كل واحد منا عن الذهاب إلى الانتخابات وتم العزوف عن الاقتراب من صناديق الانتخابات .

  • عبد اللطيف مجدوب
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 08:20

    العنوان الأصلي للمقال : "امتصاص دماء الشعب …وضخه في احتياطي موظفين فوق العادة"
    إذا كان تعديلا منكم فعليه … وإلا صححتموه وشكرا لكم.

  • محمد.م
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 08:43

    كم عدد المغاربة الذين يقطنون المدن القصديرية الكارينات كم عد المغاربة الذين يقطنون بيتا واحدا بأربعة أنفس أو أكثر ، كم عدد المغاربة الذين لا يتعدى دخلهم اليومي 10درهم كم عدد المغاربة العاطلين كم كم وكم كم…. ألسنا نعيش في بلد الكوارث السياسية تجويع شعب وتسمين طغمة من ناهبي المال العام !!!.

  • FASSI.M
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 11:13

    أنجيلا ميركل رئيسة الوزراء بألمانيا تقطن بعمارة سكنية مع الجيران إنه لأكبر درس في التواضع السياسي لحكامنا وموظفينا "السامين" الذين لا يكتفون بالفيلات الفخمة ولا بالشاليهات الفرعونية بل لا يكرهون أن يسكنوا في كواكب وأبراج خاصة بهم ، بينما الشعب المسكين من حولهم لا يجد الفرد منه سوى بيت بحجم 4متر لخمسة أنفس مع الجيران…!

  • bashar ibn keyboard
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 11:35

    موضوع مهم جدا بأعتبار الأجور أول أدوات توزيع الثروة, بموازاة مع الضرائب التي هي أداة إعادة توزيع الثروة, يعني المفترض أن الضريبة تصحح إختلالات الأجور إد تعطى لأصحاب الدخل المنخفض دخلًا تكميليا إما عن طريق الدعم المباشر أو عبر الأعفاء أو تخفيض الرسوم. المشكل هو أن الدعم (المقاصة أساسا ) ناقص الفاعلية, والأعفاء غير فاعل بالمرة. تبقى قضية الأجور وهنا يكمن المشكل.ضخامة الأجور تحديدا هي المشكل. أولًا لأنها أموال تدهب للأدخار بدل الأستهلاك الداخلي, أي أنها تفيد البنوك أكثر مما تفيد الأستثمار. وحدها الطبقة الوسطى وضعاف الدخل ينشطون عجلة الأقتصاد كطاقة إنتاج و وككثلة إستهلاك. هده الطبقات لا يعنيها الأدخار, كل دخلها يدهب لأقتناء الخدمات والسلع التي تنتجها هي نفسها, في مقابل قلة ثرية توفر في بنوك ليست دائما وطنية وتميل نحو إستهلاك المنتوج المستورد.ثانيا رفع أجور الطبقة الوسطى يخدم حركية الأقتصاد ويشجع على تحسين نوعية السلع والخدمات. التوزيع العادل للثروة ليس فقط مطلبا أخلاقيا, هو أيضا خيار دكي, يصب في مصلحة الوطن.

  • Kant Khwanji
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 17:26

    تحية المواطنة للسيد مجدوب،
    أصبحت كلمة "الشعب" مثل يافطة أو شعار، يتاجر بها السياسيون
    فلما نجد مثلا، الحزب الحاكم، يتبجح بمناسبة ومن دون مناسبة أن الشعب هو من اختاره وبالأغلبية، وأن الشعب ورائه بكل أطيافه…رغم أن نسبة الاصوات التي تحصل عليها لم تتعدى نسبة 10% ممن لهم حق التصويت، (مقاطعة ما يفوق 74% للإتخبات وهم في الأغبلية الساحقة من فئة المتعلمين والمثقفين)

    لكن الخطير في كل هذا، هو أن الأحزاب البرلمانية وعلى رأسها الحزب الحاكم، يتغنون بنعمة الإستقرار كما تغنت احزاب الكتلة ونقاباتهم سابقا بما يسمى "السلم الإجتماعي" في اطار "المسلسل الديمقراطي"، هذا الإستقرار يعني على أرض الواقع إستقرار الفساد والإستبداد!
    لذلك فمن يعتقد أن النظام المخزني تغير في جوهره فهو واهم جدا!
    ليس غريبا، أن نجد مثلا الحزب الحاكم يطير إلى غزة عبر نوابه، لمؤازرة الغزاويين (تحت رحمة القبضة الحديدية لإخوانهم)، لكن أطفال انفكو وباقي المناطق التي تعيش أوضاع مأساوية،ليس من اهتماماتهم أو لما تخرج احزاب الكتلة بتصريحات نارية حول تضامنها مع فلسطين عروس العروبة، ولا خبر لهم بما يعانيه أبناء بلدهم!

  • ملاحظ.ظ
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 18:27

    العنوان الأصلي للمقال كما نبه إليه السيد مجدوب " امتصاص دماء الشعب …وضخه في احتياطي موظفين فوق العادة " لهو فعلا توصيف دقيق لما آلت إليه بعض قرارات الحكومة الشاذة أو بالتعبير الإقتصادي القرارات المنهكة للخزينة العامة … ويبدو أن سلطة رئيس الحكومة بالكاد لا تتعدى أنفه ، بل هناك دوائر فوق حكومية تتحكم في خطوات الحكومة نفسها ، وإلا فما معنى أن يتقاضي الوالي التابع لوزارة الداخلية ما قيمته 100،000درهم شهريا ، وهو في شغله أشبه بسيارة مركونة في الچراج … عجيب أمر هذا البلد يد فيه مقترة لا تمنح إلا بالقطرة ويد ثانية تشتت المال ذات اليمين وذات الشمال… الله معاك آمسكين …

  • إلى Kant Khwanji
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 21:13

    علمت ؛ من واجهة أخرى ؛ نبأ انتقال والدتكم المرحومة إلى دار البقاء ، وبهذه المناسبة أتقدم اليكم أخي بكامل عبارات التأثر والعزاء في هذا المصاب الجلل سائله سبحانه أن يتغمدها برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جنان ويلهمكم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
    أخوكم عبد اللطيف مجدوب

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات