الحكم الإسلامي المعياري: السيادة والتأويل والضمانة

الحكم الإسلامي المعياري: السيادة والتأويل والضمانة
الأربعاء 11 مارس 2015 - 23:10

1.

يدافع هذا مقال عن فكرة مكثفة يمكن تلخيصها واختزالها في الشعار التالي: الحكم الإسلامي المعياري ينبني في جوهره على الركائز الثلاث التالية: “السيادة” المطلقة لله تعالى، ولـ “العلماء” سلطة التأويل، أما الأمة ـ والأمة وحدها ـ فتعد الضمانة الحقيقية لكي لا ينفلت ما هو تشريعي أو سياسي من عقال ما هو ثابت وكلي في الدين. بداية وجب الحسم في جملة من الأمور واردة في هذه الصياغة المختصرة:

أولا، أن الدين الإسلامي وضعه الله تعالى لخلقه وضيَّق من مساحة الثابت فيه، ووسّع في المقابل من مجال المتغير، وهذا ما منحه إمكانية أن يكون صالحا لكل زمان ومكان. وعليه فإن المتغير يحتاج دائما إلى تجديد عميق وشامل، بينما يحتاج الثابت كل مرة إلى تفسير وتأويل جديدين.

ثانيا، سيادة الله المطلقة يُقصد بها هنا شريعته التي تمثل إرادته وقانونه التي تسبق، ومن ثم تُوجِّه ـ كل شكل من أشكال التشريع والحكم.

ثالثا، المقصود بـ”العلماء” هنا ـ حيث نسمح لأنفسنا بتوسيع حمولة اللفظ ودلالته ـ كل من يشتغل من داخل البنية الإسلامية بهدف العمل على تنزيل هذه السيادة؛ من علماء دين وخبراء ومنظرين ومفكرين وحكام وساسة. وهذا الخليط ـ الذي نرجوه منسجما ـ هو الذي يعطي للتأويل المقترح معنى “لا تجتمع أمتي على ضلال”.

رابعا، طبعا عندما نتحدث عن ماهية “المعياري” في الحكم الإسلامي ندرك جيدا أن لحظات الصفاء البشري هي في الأصل قليلة إن لم نقل نادرة، ومحدودة جدا في الزمان والمكان، ولكن الدين باعتباره تطبيقا بشريا وليس ملائكيا فإن واقعيته ـ وهنا نقصد الإسلام ـ تتعامل برحمة كبيرة مع الضعف البشري وتتفهمه وتدمجه في نسقها وتجعله جزءا من معياريتها. وهذا ما يسمح لنا بأن نؤكد ـ وبقلب مطمئن ـ أن هذه “المعيارية” لا يقتصر وجودها على التنظيرات والنصوص المبثوثة في بطون الكتب، لأننا نمتلك شهادة تاريخية لإمكانية تنزيل مبادئ القرآن على أرض الواقع؛ تلك الشهادة هي السنة النبوية، ثم مرحلة “الخلافة الراشدة” خاصة مع الخليفتين أبي بكر وعمر.

2.

من المؤكد أن “الحكم الإسلامي” يقوم ـ حسب لغة وائل حلاق ـ على أسس أخلاقية وقانونية وسياسية واجتماعية وميتافيزيقية مختلفة جذريا عن دعائم الدولة الحديثة.

فهو يقوم أو يسقط ـ من ناحية المبدأ ـ على أساس الشريعة، وهذه الأخيرة هي التي تمنح “الأمة” حّدها وحدودها. وعلى هذا الأساس فإن الأمة لا تمتلك مستقلة الإرادة والسيادة والقانون كما هو الشأن في الدولة الحديثة، لأن صاحب السيادة المطلقة هو الله تعالى. لكن ينبغي ألا يفهم من هذه الديباجة أن الأمة فاقدة لقرارها؛ بل إنها تمتلك سلطة القرار؛ ولكنها “سلطة تأويلية محكومة بقواعد أخلاقية عامة تتعالى على سيطرة الأمة”. وهنا ـ وحسب وائل دائما ـ تأتي الأمة قبل السلطة التنفيذية تماما مثلما تسبق الشريعة تلك السلطة، وبهذا المعنى فإن تدخل الحكومة في المجتمع والقانون على حد سواء يعد استثناء وليس قاعدة، والفرد قبل أن يكون مسؤولا أمام الدولة فإنه أولا وأخيرا مسؤول أمام الله تعالى.

هذا على مستوى المبتدأ، أما الخبر فنتيجة منطقية تؤكد أنه “لا يمكن أن يكون ثمة إسلام من دون نظام أخلاقي ـ قانوني مرتكز على بعد ميتافيزيقي، ولا يمكن أن يكون ثمة مثل هذا النظام الأخلاقي من دون سيادة إلهية”.

3.

سبق وأن قلنا في البداية بأن المقصود بـ”السيادة الإلهية” هي جملة من القوانين والشرائع المحدودة التي تسبق، ومن ثم تُوجِّه ـ كل شكل من أشكال التشريع والحكم. ولكن من سيحدد لنا كون هذا الحكم ينسجم معها أو يتعارض في زمن التأويلات المتعددة؟ يمنح القرآن الكريم كل فرد وكل شعب أن يختار ما شاء من القرارات والتشريعات سواء كانت منسجمة مع “الشريعة” أو متناقضة معها. وفي هذه الحالة هل نتصور أن “السيادة الإلهية” ستبطل لمجرد ذلك؟ كلا، إن إرادته المطلقة ـ في جميع الأحوال ـ نافذة متحكمة، ولا يغرنك أن فردا أو شعبا رغب طائعا أن يعيش تحت ظل قانون غير مستوحى من شريعته، “أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” فـ” لا إكراه في الدين” و”من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.

إذن نحتاج إلى تفسير عصري لمفهوم “السيادة الإلهية” في الحكم، خاصة إذا تمظهرت سيادة الأمة بما يتعارض معها.

4.

السؤال الآن هو: هل صحيح أن “الدولة الإسلامية” ـ وكما يقول شرمان جاكسون ـ لن تكون مبررة “إلا بقدر ما تعزز جهد الفرد في طاعة الخالق وعبادته”.وإن كان هذا صحيحا، كيف يمكن لها أن تُمَأْسِسَ ذلك، وتتابعه؟ هل ستكون رقيبة على سلوكات الناس وأخلاقهم وأعمالهم ومدى التزامهم بالتعاليم الدينية انطلاقا من مؤسسات دستورية؟ إذن سنعود لتبني المقولة القديمة التي تؤكد أن الدولة الإسلامية في جوهرها “خلافة عن صاحب الشَّرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا” كما يقول ابن خلدون وغيره.

في كلمة؛ المطلوب من الدولة ليس التجسس على الناس وتحسس نواياهم ومراقبة أخلاقهم وسلوكهم؛ بل من الواجب عليها ـ فقط ـ أن تعمل على “إخلاء الطريق” من كل ما يمكن أن يشوش على “الإنسان” أثناء بحثه عن الحق، وإزاحة كل ما يمكن أن يشاغب على صفاء ذهنه وروحه ويجعله غير قادر على معرفة ربه وعبادته. أما ماعدا ذلك فيمكن ـ بعد مناقشات طويلة ـ أن يكون من شأن مؤسسة أخرى موازية للدولة ومتعاونة معها، يمكن تسميتها بـ”مؤسسة الدعوة”.

طبعا سيسارع البعض لاستدعاء تجربتين معاصرتين قدمتا النموذج السيئ والمخيف لهذه الثنائية؛ ولاية الفقيه الإيرانية وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، ومن حقهم أن يصيبهم الهلع مادام لم يُقدَّر لحد الآن للإسلاميين أن يقدموا تنزيلا حيا ونموذجيا لما يفكرون فيه.

إذن في انتظار أن تنضج الشروط الذاتية والموضوعية لتحقيق ذلك، وكما هو واضح فإن الأمر يحتاج ـ من بين ما يحتاج ـ إلى احترام عنصر الوقت من أجل تراكم تجارب الفشل والنجاح، والتي ـ لا شك ـ ستدفع الجميع ـ في نهاية المطاف ـ إلى الاقتناع بمبدأ التعاقد والتشرب بفكرة الميثاق وتبني مقاربة العمل المشترك في سبيل بناء أمة محترمة بين الأمم، في انتظار ذلك المطلوب الآن النضال من أجل إيجاد دولة تحترم القانون وتكرم مواطنيها، ولتكن بأية أيديولوجية تريدها الأمة وتختارها.

‫تعليقات الزوار

11
  • saccco
    الخميس 12 مارس 2015 - 03:02

    يجيب المسلمون عن سؤال لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم بان المسلمين إبتعدوا عن شرع الله ولكنهم لا يعطون تفسيرا لماذا تقدم الآخرون
    بل يصمون آذانهم ويغمضون اعينهم ليتجنبوا الجواب المر الذي لامرارة بعده عن سبب تقدم الآخرين وهم لازالوا على هذا الحال يصارعون ويعاندون الحقيقة وجد مصممين على العيش في الوهم بدل معرفة الحقيقة فهم يفضلون في بهاية المطاف ان يظلوا حبيسي تصورات وتمثلات لا توجد الا في أدمغتهم المستلبة ولن توجد لا في الحاضر ولا في المستقبل لان التاريخ يسير في خط تصاعدي وليس تقهقري
    ففي الوقت الذي كان المسلمون يبحثون عن تفويض الاهي والبناء الحكم لحكومة الراشدة لبناء السياسي على ما هو ديني فإن اوروبا بَنَت السياسي على ما هو عقلي وفوضت الانسان لبناء فن تدبير الحكم وإنزال الدور الاساسي لإرادة وسلطة الشعب لبناء السيادة وكذلك الحق والاطار القانوني لممارسة هذه السيادة عن طريق التصويت والدستور والديمقراطية والتناوب وغيرها

  • Mouss
    الخميس 12 مارس 2015 - 07:40

    Frère, entre Allah et les hommes il y avait, au temps de l'ignorance, un Prophète qui guidait son troupeau afin qu'il ne s'égare. La Prophétie s'est arrêté avec Mohammad et les savants ont pris le relais. Lorsque les savants devinrent des instruments du pouvoir sultanien qui les entretenait, la religion donna lieu à des divisions sectaires et à la lutte entre les sectes. Chaque dynastie repousse l'autre sur des accusations d'innovation [bid3a], cependant, la Kaaba restait le nombril de la terre tant que la civilisation islamique demeura prépondérante autour de la Méditerranée. Aujourd'hui, ce n'est plus le Coran qui gouverne le peuple musulman mais l'Occident puissant qui fait pression sur nos gouvernants. Nos lois sont celles de Napoléon, des Droits de l'Homme de la révolution française, il ne reste à nous que la tricherie, le vol, l'injustice et la corruption, en somme, ce que le Coran et les Hadith's réprouvent. Nous devons combattre ces fléaux par tous les moyens, dont la raison

  • ahmed arawendi
    الخميس 12 مارس 2015 - 09:31

    في مغارة افلاطون لا يعتبر العالم الا وهما و ظلا للحقيقة الحقيقية التي توجد في ما وراء الكون.
    اي ان التجربة الاسلامية الفاشلة تاريخيا ليست امرا يعتد به و انما المهم هي التنويعات و الادبيات و كل الدردشة القائمة حولها.
    التابث في الاسلام هو مركزية الله و هامشية الانسان.
    ما عدا هذا يدخل في باب الحرب الاهلية منذ اجتماع السقيفة الى اليوم مرورا بحروب الردة و الجمل و قتل كل الخلفاء …
    و ليس هذا الحاضر الا من ذاك الماضي.
    الكاتب يصر على اننا يجب ان نلذغ ,ابديا,من ذات الجحر.
    لان المهم ليس هو اخفاق الاسلام الحقيقي(انظر سيدي الى مواطنيك الآن ولالف سنة خلت و قل لي هل ترى غير الجوع و الظلم و التسلط و الفوضى!) و انما ما اقوله انا و محترفي السفسطة مثلي:
    لانكم لا تعيشون داخل عالم الخبز و الجاذبية و انما في عالم ادبيات التأويل و التفسير الذي مازلنا منتظرين أكله الى اليوم!
    آه,أن لا تحكموا انفسكم بأنفسكم مقابل ان يحكمكم الله اي الغيب اي ما ليس للادراك البشري به اتصال هو امر ممتاز:
    وهل النتيجة تختلف على ان يحكمك هولاكو!
    (النتيجة هي انه ليس للمجتمع صوة في شؤونه)
    مركزية الانسان لا الله.المعرفة لا الاهوت!

  • safirbleu
    الخميس 12 مارس 2015 - 09:51

    les premières lignes , j'ai la nausée . les lignes suivantes , je me suis senti aller vomir . et après… j ai vomi sur ce charabia …
    limitez vous à vos mosqués , et n 'en sortez pas , vous etes un grave danger pour les autres .

  • ziad
    الخميس 12 مارس 2015 - 11:50

    إنكشفت لعبة الإسلاميين .فهم يسعون للتحكم في الرقاب بإسم الدين.عندماتقول السيادة المطلقة لله وهو بلغة قطب يعني الحاكمية فقد رأينا مآسيها و إنزلاقاتها.من يضمن أنها لن تتكرر.الله تعالى ليس هم من سيسوس الناس .بل بشر مثلهم لهم أهواء و رغبات.فكفى من العبث بعقول الناس.لسنا فئران تجارب حتى تأتي حفنة من المتشددين والهارب عليهم القطار ليحكموننا بإسم الدين.سقط القناع عن القناع فإرحلوا فالزمن ليس زمانكم. تستغلون إيمان الناس لبلوغ متاع الدنيا.أيها المتأسلمون لقد إنفضحتم وسوف ينفض عنكم الذين بعتهم الوهم.الإسلامنريده دين محبة وليس مطية لبلوغ الحكم وسوس الناس بالسيف.

  • Preposterous
    الخميس 12 مارس 2015 - 14:03

    A l’heure ou leurs confrères Djihadistes sèment la terreur partout où ils mettent les pieds, mettant en œuvre leur vision fascisante et sanguinaire commune de la société, nos intellos islamistes osent encore ouvrir leurs sinistres gueules pour vanter les mérites d’un état islamique, où la barbarie et la perversion deviennent légitimes et les libertés personnelles des délits, où on lapide, coupe les mains et égorge sous les cris d’Allah Akbar, où on est gouverné par une bande de faignants qui n’ont jamais travaillé de leur vie et encore moins inventé quelque chose d’utile mais usurpent sans vergogne le titre de « savants ». Fort heureusement, la fin de leur rêve macabre approche au rythme de la diffusion de la connaissance et l’amélioration des conditions de vie, car sans la complicité d’une populace appauvrie, déshumanisée, délaissée et illettrée, l’islam politique n’aurait jamais prospéré sous nos cieux.

  • oussama
    الخميس 12 مارس 2015 - 19:51

    إذن في انتظار أن تنضج الشروط الذاتية والموضوعية لتحقيق ذلك، وكما هو واضح فإن الأمر يحتاج ـ من بين ما يحتاج ـ إلى احترام عنصر الوقت من أجل تراكم تجارب الفشل والنجاح، والتي ـ لا شك ـ ستدفع الجميع ـ في نهاية المطاف ـ إلى الاقتناع بمبدأ التعاقد والتشرب بفكرة الميثاق وتبني مقاربة العمل المشترك في سبيل بناء أمة محترمة بين الأمم، في انتظار ذلك المطلوب الآن النضال من أجل إيجاد دولة تحترم القانون وتكرم مواطنيها، ولتكن بأية أيديولوجية تريدها الأمة وتختارها.

  • samouh
    الجمعة 13 مارس 2015 - 01:01

    سيدي عبد الهادي
    السيادة لله تعالى سيادة لا يلزمها دين و لا تحتاج لمناد ينادي،انها مسطرة في سنن الكون و قوانينه ، في القوة القاهرة و الطاقة الهائلة التي تحيط بنا، و تشير كلتيهما الى وجود الاقوى و الاعظم، فوق القوة و العظمة
    تقول لنا ان العلماء لهم سلطة التاويل، باي حق يا اخي؟ و هل شهدت الله تعالى يمنحهم السلطة؟ فكيف يمنحون السلطة على الوحي ؟ اليس الوحي فوقنا جميعا و نتطلع اليه بالضرورة؟ كيف جعلت القران مرهونا ببشر كسائر البشر و هو في نفس الوقت رسالة لجميع البشر؟ قولك يفرض علينا ان نسلم انفسنا لهم و نجعلهم واسطة بيننا و ربنا وهذا بالتاكيد يناقض احد اهم اسس الاسلام و لا شك انك عرفته، انك تقتل دينك بمقولة الصالح لكل زمان و مكان، الافضل و المنطقي ان تقول انه صالح لكل بشر اراد اعتناقه، الخطاب المبدئي للقران معرفة الله و التقرب اليه اكثر فاكثر، وهو خطاب افرادي يكلم الفرد ، وهذا المبدا و الجوهر هو الرسالة الحقيقية المخفية في ايات القران، فاتركوا عباد الله يسعون اليه بانفسهم، ان الله رب الجميع و لم اسمع يوما انه تعالى اتخذ حاجبا.

  • عبد العليم الحليم
    الجمعة 13 مارس 2015 - 07:44

    بسم الله والحمد لله

    في آواخر القرن العشرين بدأت بعض الدراسات تبرهن على أن القانون

    الإنجليزي قد تأثر في فترة تكوينه في القرن الثاني عشر ببعض قواعد الفقه

    الإسلامي، وخاصة بالنسبة لنظرية العقد ودعوى الاستحقاق الخاصة بحماية

    الحيازة والملكية. بل ذهبت هذه الدراسات إلى أن نظام الترست (Trust) قد

    نقل من نظام الوقف الإسلامي، وأن نظام تدريس القانون الإنجليزي من خلال

    نُزل المحكمة أو مدارس القانون (Inns of Court) بلندن ليس إلا تطبيقا

    لنظام المدارس الملحقة بالمساجد الكبرى التي تخصصت في تدريس المذاهب

    الفقهية الإسلامية، وأن النظام القائم على السوابق وتحليل الوقائع ليس إلا

    تطبيقاً لنظم الفتوى وقواعد الجدل والمناظرات وأساليب أصول الفقه الإسلامي.

    هذه الدراسات تستدعي الاهتمام؛ ذلك أن النصف الأول من القرن العشرين

    كان منشغلاً بما إذا كانت الشريعة الإسلامية قد تأثرت بالقانون الروماني. وفي

    آواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين اصبح هناك البحث فيما

    إذا كان القانون الإنجليزي نفسه ـ المعروف بأنه لم يتأثر بالقانون الروماني ـ قد

    تأثر أثناء فترة تكوينه بالشريعة الإسلامية

  • عبد العليم الحليم
    الجمعة 13 مارس 2015 - 08:08

    بسم الله

    يعتبر القانون الفرنسي من أعرق القوانين المعاصرة وأوسعها انتشاراً وتأثيرا, وتعود بدايته إلى سنة 1805.ويتساءل كثير من المؤرخين عن كيفية بدايات هذا القانون ومدى تأثره بالتشريعات الأخرى؟
    والإجابة عن هذا السؤال الجوهري تعود إلى عام 200 ه عندما دخل مذهب الإمام مالك بن أنس إسبانيا – بلاد الأندلس سابقاً
    وانتشر هذا المذهب في أوروبا ودخل فرنسا وتأثر به علماء القانون.

    ولو طالع أحد القانون الفرنسي لوجد أن أغلبه يتفق مع مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله

    وأحسن من كتب في هذا الموضوع العالم الأزهري سيد عبد الله علي حسين, أحد علماء الأزهر, الذي عاش في فرنسا فترة من الزمن ودرس الحقوق الفرنسية,وحصل بعدها على الليسانس في القانون الفرنسي,

    وبعد هذه التجربة العملية كتب كتابه المشهور: ''المقارنات التشريعية بين القوانين الوضعية المدنية والتشريع الإسلامي''،

    قارن فيها بين فقه القانون الفرنسي ومذهب الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ وقال في مقدمة كتابه:

    ''.. ونحن لا نرد على المنكرين بمثل واحد،بل بتسعة أعشار نصوص القانون الفرنسي المدني..''

    وساق الأحكام التشريعية وفي مقابلها مذهب الإمام مالك بن أنس

  • عبد العليم الحليم
    الجمعة 13 مارس 2015 - 08:41

    الحمد لله

    أثر الفقه المالكي في التشريعات الغربية

    لا شك أن للفقه المالكي خاصة بصمات تقوى وتضعف حسب الأقاليم التي
    تأثرت في أوروبا وأمريكا بالإشعاع القانوني الإسباني والبرتغالي انطلاقا من الأندلس التي استمرت فيها تطبيقات فقهية مالكية إلى القرن الماضي.

    وقد نقل دوزي عن صاحب كتاب (لوس ـ وزار ايبس دوطوليد) أن بعض القرى الأندلسية بناحية بلنسية استعملت العربية إلى أوائل القرن التاسع عشر وقد جمع أحد أساتذة جامعة مدريد 1151 عقدا في موضوع البيوع محررا بالعربية كنموذج للعقود التي كان الإسبان يستعملونها في الأندلس…

    أكد برنارد شو في كتابه "backto" بأن قلب التوجه العالمي سينتقل في القرون المقبلة من الغرب إلى الشرق وأكد أن الشريعة الإسلامية ستصبح المدونة الوحيدة للحياة قادرة على تجديد وجهة وضبط حياة الإنسان على الأرض في أي مسار مستقبلي.

    أثر الفقه المالكي في التشريعات الغربية
    الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس