الجامعــــة الربيعيــــة الاتحادية: لماذا هي ليست حدثا عابرا ؟

الجامعــــة الربيعيــــة الاتحادية: لماذا هي ليست حدثا عابرا ؟
السبت 21 مارس 2015 - 23:23

هل كانت ـ بالفعل ـ الاصطدام الذي سمَّم التقارب بين الإسلاميين وأحزاب المعارضة ؟

تقديم

“الوثيقة” التالية ترجع بنا إلى حدث وقع منذ 19 سنة في جامعة الدار البيضاء [ مارس 1996 ] والحسن الثاني في آخر أيامه يرتب أوراق الانتقال السلس للسلطة إلى ولي عهده، حيث كان يُجري مفاوضات ماراطونية مع المعارضة، وعلى رأسها الحزب القوي آنذاك، حزب الاتحاد الاشتراكي، وهي التي سيتمخض عنها ما سمي بـ “التناوب”.

البداية كانت يوم الأربعاء 13 مارس 1996 عندما قرر الطلبة الاتحاديون أن يبدؤوا “جامعتهم الربيعية” لمناقشة ما سموه “أزمة الجامعة المغربية وسبل تجاوزها للارتقاء بالجامعة للاضطلاع بالمهام المنوط بها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية “. وكان من أهم رموز الاتحاد الاشتراكي التي حضرت للجامعة يومها: محمد اليازغي ـ نوبير الأموي ـ عبد المجيد بوزوبع ـ الحبيب الشرقاوي ـ عبد الواحد الراضي ـ محمد الساسي وغيرهم.

لكن مكتبي الفرع بجامعة البيضاء التابعان للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والتي يسيطر عليها فصيل طلبة العدل والإحسان، كانا قد أصدرا يوم السبت 9 مارس 1996 بيانا توضيحيا إلى الرأي العام، يعلنان فيه “رفضهما المطلق للمس بحرمة الجامعة واستقلالها ولتوريطها في المزايدات السياسية”. وكانت النتيجة / المقدمة أن “مُنع” النشاط ، فاشتعلت حرب إعلامية طاحنة ضد جماعة العدل والإحسان قادتها كل من جريدة “الاتحاد الاشتراكي” وجريدة “النشرة” الناطقة بلسان الشبيبة الاتحادية تحت شعار عريض هو “جماعة العدل والإحسان ضد المجتمع”. أضع بين يدي السياسي والمؤرخ هذه “الوثيقة”، وقد جمعت فيها بيانات وتصريحات وحوارات ونتفا من مقالات وعناوين عريضة لجرائد، رغبة في فهم حدث، ندعي أنه كان له تأثير كبير على جل الأطراف السياسية المغربية، ومازالت ظلاله تخيم على العلاقة بين الجماعة وبعض المكونات السياسية.

الأسئلة التي تثيرها هذه “الوثيقة” هي:

ـ إلى أي حدٍّ يصدق القول بأن “الجامعة الربيعية” حدثٌ مفصليٌّ في التاريخ السياسي للمغرب المعاصر؟

ـ هل السلطة ـ بالفعل ـ هي من أسقطت حزب الاتحاد الاشتراكي في فخ الجامعة التي كان يسيطر عليها طلبة العدل والإحسان؟ وكيف استغلت الحدث في ظروف لم تكن في صالحها ؟

ـ هل كانت ـ بالفعل ـ حدّا فاصلا بين جماعة العدل والإحسان خاصة والإسلاميين عامة وبين أحزاب المعارضة؟

ـ إلى أي حد دعَّم الحدث التوجه الاستئصالي داخل الأحزاب والنظام الذي يدعو للقطيعة مع الإسلاميين [ العدل والإحسان بالخصوص ] ومواجهتهم ؟

ـ ألم يكن الحدث بمثابة دفعة قوية من جماعة العدل والإحسان لحزب الاتحاد الاشتراكي كي يرتمي في حضن السلطة أكثر، مما نتج عنه تحالف موضوعي بين الحزب، ومعه باقي أحزاب المعارضة، وبين السلطة ضد الجماعة ؟

ـ وبالمقابل، ألم يكن تفكير حزب الاتحاد الاشتراكي تنظيم “الجامعة الربيعية”، وفي جامعة كانت تعتبر حينها معقلا لطلبة العدل والإحسان، لتقديم نفسه كقوة سياسية أولى في البلاد في إطار مفاوضاته مع السلطة حول “التناوب”، ألا يعتبر هذا إحراجا للجماعة دفعها كي تتشدد مع الحزب، وتعمل على وضعه في حجمه الطبيعي؟

الوقائع والأحداث: سرد وتركيب نص بيان مكتبي الفرع بجامعة البيضاء :

” فوجئت جماهير الطلبة والطالبات وهياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من مكاتب تعاضديات ومجلس قاطنين ومكاتب فروع، بسابقة خطيرة تمس بمجموعة من المسلمات السياسية والثقافية والنقابية، ويتعلق الأمر بإعداد حزب الإتحاد الاشتراكي لتنظيم أنشطة حزبية داخل كلية الحقوق جامعة عين الشق، ونظرا لكون ذلك فيه مس مباشر بمبدأ استقلالية الجامعة وحيادها اتجاه الحملات الانتخابية الحزبية والمزايدات السياسية، كما أنه يعتبر إلغاء وتغييبا وطعنا من الخلف للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمؤسساته وجماهيره. وانطلاقا من مسؤولية مكتبي الفرع أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام طلاب الجامعة وأمام التاريخ، فقد قاما بتحري الحقيقة فتبين أن هذا الحزب يخطط لتنظيم مجزرة في حق طلبة الكلية وخصوصا أبناء التوجه الإسلامي، وذلك بتواطؤ مكشوف مع السلطة وتسخير مجموعة من العناصر اليسارية التي أبانت عن نيتها العدوانية عبر التحافها وارتدائها المشبوه للحجاب، كما تأكد أنه قد جند لذلك معسكرا وطنيا تدريبيا يضم تلاميذ وطلبة وعمال من الحزب بأحد المراكز الحزبية بالإقليم، كل ذلك يتم “بترخيص” ومباركة السلطة.

إن مؤسسات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وطلبة الجامعة وهم يعبرون من جديد عن رفضهم المبدئي للعنف والإرهاب يحذرون كل الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية والإعلامية من هذه التحرشات الحزبية الهادفة إلى تشويه الجامعة والحركة الطلابية والحركة الإسلامية، ويعلنون عن رفضهم المطلق للمس بحرمة الجامعة واستقلاليتها ولتوريطها في المزايدات السياسية أو في العنف “.

عناوين في الصفحة الأولى من عدد يوم 15 مارس 1996 من جريدة الاتحاد الاشتراكي:

ـ منظمة سياسية تتستر وراء غطاء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تحشد أتباعها من مختلف الأقاليم لمصادرة الحرية بالجامعة.

ـ حشود هذه الجماعة تمنع بالقوة ندوة الطلاب الاتحاديين حول الجامعة والتنمية.

ـ نبير الأموي: إن ما وقع اليوم حد فاصل بيننا وبينكم.

ـ محمد الساسي: دفاعنا عن الديمقراطية لن يتوقف.

وداخل العدد نقرأ :

” قرر الطلبة الاتحاديون تنظيم جامعة ربيعية ابتداء من أول أمس الأربعاء 13 مارس تتمحور حلقات النقاش فيها حول أزمة الجامعة المغربية وسبل تجاوزها للارتقاء بجامعتنا للاضطلاع بالمهام المنوط بها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وكان المفروض أن تشكل حلقات هذه الجامعة الربيعية مجالا للحوار والنقاش الحر بين الطلاب بكل فعاليتهم و الأساتذة وغيرهم من الفعاليات الشبابية والفكرية وهو أمر منسجم مع دور الجامعة ويدخل في إطار مهامها الفكرية”.

” نشاط الطلاب الاتحاديين إنما كان يستهدف تحسيس الرأي العام الطلابي والرأي العام الوطني بصفة عامة بمشاكل الجامعة وقضايا الطلاب في إطار الحوار الوطني المفتوح حول مشاكل التعليم، خاصة بعد نشر تقرير البنك، إلا أنه تبين أن هناك جهات ترفض الحوار داخل الجامعة وتريد الاستمرار في الهيمنة في الساحة الجامعية بأساليب لا علاقة لها بالجامعة فقامت منظمة سياسية تتستر وراء غطاء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب باستعمال أساليب الإرهاب والضغط وتزييف الحقائق للحيلولة دون هذا النشاط الثقافي الهام للطلبة الاتحاديين، وبدأت المحاولات حتى قبل يوم الأربعاء بتوزيع منشور مليء بالأكاذيب”. ويقصدون بـ “المنشور” بيان مكتبي الفرع المنشور أعلاه.

المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية يصدر بيانا مطولا حول هذه الأحداث تحت عنوان ” بيان من أجل العقل والديمقراطية” نشرته جريدة “النشرة” الناطقة بلسان الشبيبة الاتحادية في عددها 57 / 18 ـ 24 مارس 1996. بين من خلاله سياق الأحداث، من وجهة نظر الشبيبة، وفي ثناياه وصف جماعة العدل والإحسان بـ”الجماعة الظلامية”. في نفس العدد من الجريدة نقرأ أن ” الأخ الساسي الكاتب العام [ للشبيبة الاتحادية ] الذي حاول مرارا فتح حلقات نقاش للإقناع قال في إحداها ” إذا لم ندافع عن الديمقراطية اليوم فإنهم سيحولون الجامعة إلى رحاب للعنف” وأضاف “إن الأموي واليازغي والجابري أبناء الشعب، فكيف يمنعون من طرف أناس يقولون إنهم مظلومون ويدافعون عن الشعب المغربي”. إن المرارة التي يعبر عنها هذا السؤال الاستنكاري هي نفسها التي تدفعنا القول مع الساسي ” يجب أن تستمر معركة الديمقراطية في الجامعة”. في نفس العدد من نفس الجريدة نقرأ عنوانا عريضا يقول :” الميكيافيلية الأصولية: الكذب يلتحي أحيانا ! “. وهو عبارة عن تعليق على البيان الذي أصدره مكتبا الفرع بجامعة البيضاء التابع للاتحاد الوطني لطلبة المغرب .

جريدة “النهج الديمقراطي” في عددها 9 ليوم 20 مارس 1996 تكتب: “عصابات الإسلام السياسي تخوض حربا بالوكالة ضد القوى الديمقراطية داخل جامعة الدار البيضاء”.

جريدة “الطريق” الناطقة بلسان حزب الطليعة في عددها 275 ليوم 23 مارس 1996 تعنون مقالا بـ ” حينما تتحدث الفاشية باسم الديمقراطية”. ومما جاء فيه:

” تبين من جديد أن ما يوحد الظلاميين بكل انتمائهم هو محاربة كل ما هو ديمقراطي وتقدمي في هذه البلاد، وأن ممارستهم الإرهابية تحظى بتغطية أو على الأقل بـ “حياد” مريب لأجهزة الدولة.

يبدو أن القيادات الاتحادية التي انتقلت إلى الكلية وشاهدت بأم عينيها تلك الممارسات، اقتنعت أخيرا أن الحوار الديمقراطي لا يمكن أن يتم إلا مع الديمقراطيين، وأن الفاشيستية لا تنهج سوى طريق العنف والقوة والاستبداد بالرأي”

جريدة الاتحاد الاشتراكي في عددها ليوم 24 مارس 1996 تعنون إحدى مقالاتها بـ ” أعداء المجتمع المفتوح”.

جريدة النشرة تصدر عددا خاصا بأحداث “الجامعة الربيعية”. عدد 58 / 25 ـ 31 مارس 1996 وتعنونه بـالخط الأحمر العريض: ” جماعة العدل والإحسان ضد المجتمع”.

وهذه بعض محتوياته:

ـ رأي النشرة: معركة التنوير. ” لقد تجمعت القرائن الكافية لإثارة انتباهنا إلى ما ينتظر مجتمعنا هو سيادة الظلام والتشنج ومعادات العقل والفكر والديمقراطية إذا نحن لم نستوعب دروس الحاضر، ولم نوفر شروط حماية الحرية […] إن ما يجري في الجامعة اليوم هو محاولة تجريب ما يراد تعميمه على المجتمع كله. وقد شرع فعلا في تنشيط آلية الإرهاب والمكارثية ومحاكم التفتيش”.

ـ محمد بوبكري رئيس الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ـ المؤتمر 16 يكتب مقالا تحت عنوان “شرطة الجامعة”.

ـ شمعون ليفي : “الدفاع عن الديمقراطية دفاع عن المغرب” .

ـ الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي الأستاذ البشير بنجلالي: ” الديمقراطية إقرار بحق الاختلاف”.

ـ عبد الإله بنعبد السلام، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان: ” لا يمكن أن يجعلوا من أنفسهم سلطة فوق الحق والقانون”.

ـ المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية يصدر يوم 16 مارس 1996 بيانا يشجب فيه بشدة ما وقع.

ـ محمد بنعمو الكاتب العام لحركة الشبيبة الديمقراطية يصرح بأن “التطاول على الحرية داخل الجامعة شذوذ”

ـ محمد نبيل بن عبد الله رئيس الشبيبة الاشتراكية وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية يصرح بأن ” ما عرفته كلية الحقوق بالبيضاء هو بدون مبالغة مس بحرمة الجامعة كفضاء للحوار وثقافة الاختلاف والتنوع”.

ـ حوار مع الأستاذ عبد العزيز النويضي مسؤول المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. ومما جاء فيه:

“أولى الخلاصات أن هذا السلوك يكشف عن مؤشر ضعف بالنسبة لأصحابه، لأن الإنسان الواثق من نفسه ومن صحة وجهة نظره يفتح صدره للآخرين وحينئذ يرد عليهم بكامل الهدوء والثقة في النفس. ثاني هذه الخلاصات أن هذا السلوك يكشف لدى أصحابه إرادة طاغية في الهيمنة والاحتكار واعتبار الفضاء الجامعي فضاء خاصا. الخلاصة الثالثة تؤكد وجود عداء مبدئي كشفه هذا السلوك إزاء القوى الديمقراطية بصفة خاصة […] خلاصة أخرى يمكن الخروج بها وهي تأكد من يتابع سلوك وأنشطة وشعارات هذا التيار بأنهم يعتبرون الجامعة منطلقهم لغزو المجتمع أيديولوجيا وسياسيا”.

ـ تصريح للجمعية المغربية لحقوق الإنسان: من أجل نبذ العنف.

ـ بيان للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان تحت عنوان :” بيان من أجل احترام حرية الفكر والتعبير في الجامعة”.

ومما جاء فيه:

” هذه الممارسات منافية لمبادئ حقوق الإنسان ولمتطلبات النهوض بالجامعة المغربية وانفتاحها على الفضاء المحيط بها وتطوير مجال الحرية والحق في الاختلاف باعتباره من المقومات الضرورية لضمان الحريات الأكاديمية كما هو متعارف عليه دوليا”.

ـ شهادات مختارة لطلاب حضروا الحدث، كلها تصب في اتجاه واحد، التنديد بالعنف والإرهاب الذي مارسه الطلبة الأصوليون.

وقائع الأحداث في الصحافة كما وردت في جريدة النشرة:

ـ ليبراسيون 15 مارس 1996 : ـ “الملتحون ينكشفون في الدار البيضاء” ـ “الفاشيستية لن تمر” ـ “ساعة الحقيقة قد دقت وأبانت عن الوجه الحقيقي للمتطرفين، وهذا الوجه لا يفقه أي شيء في المبادئ الساسية للحوار والحرية والاختلاف.

ـ جريدة أنوال 15 مارس 1996 : ” بسبب طلاب غير عادلين يريدون الانفراد بالجامعة المغربية: اعتداء على حقوق الطلبة الاتحاديين”

ـ جريدة البيان بالفرنسية 16 مارس 1996 : ” حتى لا تتحول الجامعة المغربية إلى بؤرة للعنف” ـ “إن مثل هذا السلوك الغريب عن تقاليد الجامعة المغربية يجب أخذه بعين الاعتبار كمؤشر على ما ينظم في الخفاء من طرف جهات لا تؤمن بالحوار و لا بالديمقراطية … فإن المجتمع المغربي بكل مكوناته مطالب باستخلاص الخلاصات من مثل هذه الأحداث التي تستحق كل الإدانة والشجب”.

ـ جريدة “الاتحاد الاشتراكي” 16 مارس 1996 : ـ ” التستر وراء الدين ومعاداة التعددية إيديولوجية سياسية ” .

ـ جريدة العلم: ـ ” مُصادرة الحرية بالجامعة”

ـ ليبراسيون 16 مارس 1996: دعت في مقال إلى ” تطهير الجامعة من الإرهاب”

ـ استنكار من الجمعية المغربية لحقوق النساء .

ـ سعيد حسني عضو اللجنة الإدارية لحركة الطفولة الشعبية يقول أن “ما حدث سلوك غير تربوي”.

تصريح لاتحاد كتاب المغرب تحت عنوان “حفاظا على فضاء الحرية”.

جاء فيه :” إن اتحاد كتاب المغرب وهو يرفض هذا التصرف المخل بأهداف الجامعة وأعرافها وأدوارها، في مواجهة أساليب الوصاية والاعتداء على حرية الرأي والتعبير، يؤكد ضرورة الحفاظ على الجامعة فضاء للتسامح ولتساكن الآراء والأفكار على اختلاف منابعها ومصادرها ولنبذ العنف وأسباب سيطرة الرأي الواحد”.

تصريح لعبد المقصود راشدي رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة تحت عنوان ” من أجل الحداثة والعقلانية” يستنكر فيه ما وقع في ” فضاء مفروض فيه أن يكون مجلا للحوار والجدال بالتي هي أحسن”، ويدعو من خلاله المغاربة ـ كل المغاربة ـ ” إلى التحلي باليقظة والحذر”، ويدعو جميع المثقفين ” إلى جعل هذه اللحظة لحظة أساسية لإعادة مساءلة المجتمع المغربي بما يؤهله لأن يكون فضاء للحوار والاختلاف والديمقراطية ومجتمعا يستشرف آفاق الحداثة والعقلانية” .

جريدة “التواصل الطلابي”، الناطقة بلسان الطلبة التجديديون، في عددها الرابع لشهر مارس 1996 تجري حوارين؛ الأول مع جمال أغماتي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، والثاني مع عز الدين احميمصة أحد رموز فصيل طلبة العدل والإحسان.

مما جاء في الحوار مع عز الدين احميمصة:

” هناك معطيات تذهب إلى تحليل مفاده أن الاتحاد الاشتراكي له قناعة حاليا بتأسيس إطار آخر بديل للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وأن هذا الأسبوع كان هو الفرصة لتأسيسه، وهناك كذلك تفسيرات أخرى تذهب إلى كون هذا الحدث يدخل في إطار المزايدات السياسية حول حكومة التناوب المرتقبة وموقع الحركة الإسلامية والجامعة داخل المعادلة السياسية، بحيث أن النظام يحاول أن يجعل من الاتحاد الاشتراكي أداة ضد الإسلاميين مقابل إعطائهم الحق في التناوب”.

جريدة النشرة في عددها 59 / 01 ـ 07 أبريل 1996 : ـ ” الفاشيون الجدد مبدعون في مقاومة الديمقراطية “.

جريدة النشرة في عددها 60 / 01 ـ 07 أبريل 1996 : ـ ” دعوة لترسيخ قيم جمالية عالية” ـ ” رب ضارة نافعة”. ـ ” أي “حوار مع الفضلاء الديمقراطيين ” ؟! ـ ” أهي رواسب الماضي القريب تهز رأسها من جديد ؟ “

جريدة النشرة في عددها 61 / 01 ـ 07 أبريل 1996 : ـ ” من هولاكو … إلى تتار الجامعة : بيننا وبينكم عشق هذا الوطن ـ ” جمعية العمال والمهاجرين المغاربة بإسبانيا تستنكر ” ـ”جماعة العدل والإحسان ومنطق الفتنة ” .

جريدة “المنتدى” في عددها الأسبوع 22 ـ 28 مارس 1996 : ـ ” بعد أحداث كلية الحقوق بالبيضاء الاتحاد الاشتراكي يواجه الإسلاميين في صراع سياسي بأبعاده الخطيرة” ـ ” قصف التقارب بين الإسلاميين وأحزاب المعارضة في إطار “الكتلة التاريخية” .

جريدة أصداء في عددها 109 ليوم 27 مارس 1996 تكتب : الأسئلة تتفاعل داخل الاتحاد الاشتراكي : من أسقط الحزب في فخ الجامعة؟

تقول الجريدة: ” مازال “مشكل” طرد قادة الاتحاد الاشتراكي من رحاب الجامعة منذ أيام يتفاعل في أروقة الحزب ويشكل نقط استفهام حول السباب ( وما رواء السباب ) التي جرت الاتحاديين لخطأ قاتل من هذا الحجم. وتذهب بعض المصادر إلى التأكيد على أن العملية لم تكن بريئة من الأساس، وأنه إذا كان الأموي ضحية لها فإن الأمر يختلف بالنسبة للذين نصبوا الفخ، وأظهروا الاتحاد الاشتراكي قوة هامشية يفوق خطابها حجمها الحقيقي. وحسب مصادر عليمة، فإن السيدين عبد الرحمن اليوسفي والفقيه البصري عدلا عن الحضور في آخر لحضة بطلب من الفقيه الذي توصل إلى معلومات حول الأوضاع المتوترة بالحرم الجامعي”.

المجلة المغربية في عددها 48 لشهر أبريل 1996 تعد ملفا حول الأحداث تحت عنوان: جامعة الربيع الاتحادية: ـ الطلاق بين الإسلاميين والاتحاديين ـ هل يفجر الإسلاميون الكتلة ؟

ومما جاء فيه:

“المؤكد أن الاتحاد الاشتراكي استهل الإعداد لهذه الجامعة حتى قبل 6 مارس، وأن الهدف لم يكن ثقافيا ـ جامعيا صرفا، وإنما كان ـ وبالأساس ـ محاولة لإثبات ثقل سياسي، يزكي خطابه المتكرر بكونها القوة السياسية الحية الأولى في البلاد, ولهذا الغرض قام بنوع من “الإنزال”، حيث أحصى ملاحظون محايدون عن قرب، مئات القادمين من كل أنحاء البلاد، إضافة إلى قرابة 400 طالب من الدار البيضاء، هذا المبرر، يتخذه بعض الإسلاميين في أحاديثهم عن “الحدث” حجة على أن الاتحاديين لم يكونوا قادمين للجامعة بنوايا بريئة تستبعد المواجهة، بل هو محاولة للظهور بمظهر القوي في الساحة السياسية، من جهة ولي ذراع الجاحدين في “قوة” هذا الحزب، من خلال انتصار وهمي على الإسلاميين في عقر دارهم ( الجامعة ).

” الأحداث الأخيرة لها بعدان: الأول له تأثير داخل الاتحاد الاشتراكين يستهدف عزل التيار القريب من الإسلاميين، خاصة البصري والجابري، والبعد الآخر يستهدف نسف الكتلة وعزل حزب الاستقلال عن الأحزاب الثلاثة [ الاتحاد الاشتراكي ـ منظمة العمل الديمقراطي ـ التقدم والاشتراكية ] ويظهر أن السيد عبد الرحمن اليوسفي فهم جيدا هذه الأبعاد لهذا يقول بتحجيم الحدث وعدم إعطائه أهمية تفوق بعده الحقيقي، وهذا ما انعكس على جريدة الاتحاد الاشتراكي التي لم تضخم الحدث كما فعلت جريدة ليبراسيون، ربما لأن الأخيرة التي يديرها السيد اليازغي تتوجه أصلا لتيار الفرنكفونيين، وهو تيار لا يمكن إلا أن يكون معاديا للإسلاميين”.

جريدة الراية لسان حال حركة الإصلاح والتجديد تقول في عددها 189 / 26 مارس 1996 :

” بعيدا عن أجواء التشنج والانسياق وراء ردود الفعل التي ترتبت مؤخرا عن أحداث كلية الحقوق بعين الشق، فإننا فضلنا عدم الخوض في الموضوع إلى أن تهدأ النفوس. وقريبا إن شاء الله سنتناول ما نتج عن ذلك التوتر من إفرازات سلبية لا تخدم المصلحة العليا لهذا البلد، بل تصب في تأجيج الفرقة والتباعد بين مكونات الصف الوطني، متوخين فتح حوار موضوعي يستهدف استخلاص الدروس والعبر للمستقبل”.

ـ الجريدة عادت إلى الموضوع ـ كما وعدت ـ في عددها 191 / 9 أبريل 1996 بمقال لمصطفى الخلفي تحت عنوان ” المنع وتداعياته السياسية والإعلامية”:

ومما جاء فيه:

” لا يمكن بحال من الأحوال عزل ما وقع عن السياق السياسي والاجتماعي له و لا عن السياق النقابي الطلابي. فاستيعاب الحجم الذي أخذه والتأثير الذي ترتب عنه مرتبط أيما ارتباط بذلك. وعلى المستوى السياسي نلحظ توترا اجتماعيا متصاعدا ومتناميا تعكسه التحركات المطلبية لمختلف القطاعات: التعليم، الصحة، الجامعة، المعطلون …

في المقابل خفوت الحديث عن مسألة التناوب السياسي لصالح العمل على توفير شروطه سواء من جانب السلطة (إصلاح دستوري، تطهير اجتماعي، ندوات حول الموضوع، مشاورات مع الأحزاب ..) أو من جانب القوى المؤهلة للتناوب السياسي وذلك بتقوية نفوذها وبسط هيمنتها على مختلف القطاعات الحيوية للمجتمع ( وهنا يأتي استثمار التحركات المطلبية المشار إليها أعلاه ) أو في حسم علاقاتها مع القوى الإسلامية المقصاة من المشهد السياسي المغربي. بخصوص هذه القوى الأخيرة برزت عدة اتجاهات وطروحات متباينة حول أسلوب التعامل معها باعتبارها تتوفر على قاعدة شعبية لا يمكن الاستهانة بها وقد يكون لها أبلغ التأثير على تجربة التناوب إن تمت، وتبلور عموما توجهان: توجه إيجابي يدعو لفتح حوار وتوافق قد يصل إلى تأسيس كتلة تاريخية، توجه سلبي يدعو للقطيعة والمواجهة، إلا أن هذا التوجه الأخير بقي خافتا ومستترا وهامشيا.

إن ما وقع في كلية الحقوق بالبيضاء تم استثماره جيدا من طرف أصحاب هذا التوجه الثاني […] إن وضع هذه الأحداث في هذا السياق يرفع التعجب والاستغراب من الديناميكية الإعلامية ذات البعاد السياسية التي حاولت حشد أكبر قدر من المواقف والتكتلات في وجه طرف بارز في الصف الإسلامي، وقد ذهب البعض إلى أن سيناريو الأحداث كان مدبرا له أن يسير وفق ذلك المسار ليخدم مصالح القوى العلمانية بهذا الوطن وذلك قبل أن تقع”.

20 / 03 / 1996 : مكتبا فرعي جامعتي الدار البيضاء يعقدان ندوة صحفية حول الأحداث. وقد حضر ممثلو بعض الصحف الوطنية [ الاتحاد الاشتراكي ـ ليبراسيون ـ الأسبوع الصحفي ـ رسالة الأمة ـ الميثاق الوطني ـ مجلة الفرقان ـ النشرة ] ووكالة المغرب العربي للأنباء. وقد أجاب على أسئلة الصحفيين الطلبة:

ـ عبد الصمد فتحي : كاتب عام فرع جامعة عين الشق.

ـ عز الدين احميمصة: كاتب عام فرع جامعة عين الشق سابقا.

ـ نور الدين شفيق: كاتب عام فرع جامعة المحمدية.

ـ عبد الرزاق الزنيدي: كاتب عام تعاضدية كلية الحقوق / طريق الجديدة.

وقد سبق عقد الندوة، وبحضور ممثلي وسائل الإعلام، تنظيم تظاهرة طلابية احتجاجا على الطريقة التي تناولت بها الصحف التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي الحدث والتي كانت مليئة بالقذف والسب والافتراء في حق ممثلي الطلبة.

جريدة الصحوة في عددها 50 / مارس ـ أبريل 1996: تتساءل ” هل نجحت خطة الجناح الاستئصالي؟

ومما جاء فيه:

” إن الحديث المحتشم عن الكتلة التاريخية والخوف من أن يأخذ التفاهم والتعاون مدى يهدد مصالح الاتجاه الاستئصالي الذي تشرئب أعناق أصحابه للحكم بأي ثمن، أو مصالح جهات أخرى حريصة على تفكك الجبهة الداخلية للشعب المغربي، كل ذلك دفع المتربصين إلى تأزيم علاقة الاتحاد الاشتراكي بالإسلاميين لتتماهى مواقف قيادته في موقف واحد وهو التحامل على التيار الإسلامي، بدل الاعتراف به والتفاهم معه.

وكان لا بد من البحث عن صيغة دقيقة تؤدي بإحكام إلى الاصطدام أو على الأقل قطع كل خيوط التفاهم ولو مرحليا. ولم يجد الاتجاه الاستئصالي أفضل من أن يولي وجهته نحو الجامعة التي فقدوا سيطرتهم عليها لصالح التيار الإسلامي بعد أن كانت قلعة الحركة الاتحادية لسنين طويلة”.

وقد أجرت الجريدة في نفس العدد حوارا مع الكاتب العام لمكتب تعاضدية كلية الحقوق طريق الجديدة الطالب عبد الرزاق الزنيدي.

ومما جاء فيه:

” فيما يخص مبررات رفض النشاط فإن الطلبة قد بنوا موقفهم من ركيزتين أساسيتين: أولاهما تتجلى في كون النشاط بطابعه الحزبي شكل خرقا واضحا ومباشرا لمبدإ استقلالية الجامعة وحيادها اتجاه المزايدات السياسية […] والركيزة الثانية تكمن في تغييب المركزية الطلابية أ.و.ط.م. بهيآتها التمثيلية من تعاضديات ومكاتب فرع ولجان أقسام”.

جريدة الجسر في عددها 33 لشهر ابريل 1996 تقول: ” أهي إرهاصات لشن حرب يخوضها الاتحاديون بجناحيه المعتدل والمتشدد ضد الإسلاميين ؟ وهل المهادنة السابقة لم تكن سوى محاولة تكتيكية للاتفاق على الدينامية السياسية التي جسدتها الأصوات الكتلوية ؟ أهي محاولة لجس نبض الحركة الإسلامية على الساحة الطلابية ؟ أم محاولة استرجاع المواقع المفقودة ؟ أم استعداد للتفاوض حول الحكومة القادمة وإعطاء صورة القدرة على الحيلولة دون استمرارية التيار الإسلامي ؟ أم هو افتعال وضرب للأصوات التي تنادي بالكتلة التاريخية وإلغاء للمسألة الإسلامية ؟ “

خاتمة:

في كتابه “الحقل السياسي المغربي”، والصادر سنة 1998، حاول محمد ضريف استخلاص بعض النتائج المترتبة عن الحدث، فقال في صفحات 96 ـ 99: ” منذ مطلع التسعينات عاشت الجامعة المغربية عدة مواجهات بين الفصائل اليسارية والفصائل الإسلامية، غير أن “المواجهة” بين المرجعيتين المتناقضتين ستكتسي كامل دلالتها بتاريخ 13 مارس 1996، وهو التاريخ الذي كانت تعتزم فيه “قيادات” “الإتحاد الاشتراكي” تنظيم جامعة ربيعية في رحاب كلية الحقوق بالدار البيضاء منعها الطلبة الإسلاميون باسم الحفاظ على استقلالية الجامعة. إن أهمية هذه المواجهة [..] تكمن في كونها فتحت الباب بمصراعيه أمام “حرب المرجعيات”.

[…] تمكنت السلطة الحاكمة من “إيصال” مجموعة من “الرسائل” إلى الأحزاب السياسية وفي مقدمتها “الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” منها أن خطر”الظلامية” لا يهدد السلطة القائمة بمفردها، بل يهدد الأحزاب السياسية كذلك، كما أدركت الأحزاب السياسية أنها فقدت “قواعدها”.

[…] رسخت أحداث الجامعة الربيعية لدى الأحزاب السياسية وامتداداتها داخل الفضاء الجامعي القناعة بكون حليفها الطبيعي مرحليا تجسده السلطة الحاكمة، في هذا السياق، أصبح طريق “التوافق” سالكا، وهو ما سيؤشر له التصويت على مشروع دستور 13 شتنبر من نفس السنة. […] كان تصويت أحزاب الكتلة على مشروع الدستور الجديد إذن تصويتا ضد الأصولية “.

ملاحظة:

على طول الأيام التي تلت “منع الجامعة الربيعية الاتحادية”، والتي عرفت هجوما عنيفا على جماعة العدل والإحسان من قبل العديد من الأحزاب والجمعيات والصحف والمجلات والفاعلين الحقوقيين والسياسيين والجمعويين [ لقد كان هجوما شاملا ]، لم يصدر عن الجماعة أي تصريح رسمي يبدي موقفه مما جرى. لقد أوكلت الأمر ـ في ذكاء شديد ـ إلى قطاعها الطلابي، الذي قلل ـ بدوره ـ من خرجاته الإعلامية.

‫تعليقات الزوار

11
  • طالب في 1996
    الأحد 22 مارس 2015 - 06:50

    13 مارس يوم مشهود في تاريخ الحركة الطلابية، أبان فيه المقاطعون للجامعة الربيعية الاتحادية عن حنكة أسطورية، وأسفر عن:

    1) تحصين الجامعة من التوظيف الانتخابي لأحزاب المعبد المخزني..

    2) تحصينها من وجود ضرّة موازية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الجامع للحركة الطلابية المغربية، إلى حدود 2003-2004 حيث كان ميلاد منظّمة عرجاء عوراء في الحرم الجامعي، وهذا الميلاد ناتج عن سِفاح سياسي بين المخزن و ((جزء)) من الإسلاميين المدجّنين، سرعان ما نُبِذَت في الجامعة.

    3) تقزيم الإتحاد الإشتراكي الذي كان متبجّحا بالتربّع على عرش الشعبية في المغرب، واستصغاره في عيون المتابعين، مما جعله يرتمي في حجر المخزن راضيا بخطّة التناوب على المقاس الحسني.

    4) كشف زيف الشعارات الخدّاعة لحاملي المشروع اليساري، إذ سرعان ما انتقل إدبار بوصلتهم للمخزن إلى قِبلة يحجّها في موسم الإنتخاب المسرحي.

    5) هو يوم الإعلان الحقيقي عن موت الفكر اليساري في الجامعة، وتمكين العدل والإحسان فيها بتأييد طلابي جماهيري.

    أخيرا: هو يوم التمييز بين الإسلاميين أنفسهم؛ قوة طلاب الجماعة وهزال غيرهم الذين اجتمعوا فيما بعد في إطار "العدالة والتنمية".

  • علي بنعلي
    الأحد 22 مارس 2015 - 12:33

    كنت حينها في الجامعة، وتابعت عبر الصحف هذا الحدث، وقد فهمت حينها أن الحزب أراد أن يؤسس نقابة طلابية جديدة، وأن يعطي أشارات للسلطة بأنه حزب قوي، وأنه لا يمكن تجاوزه في أي اجندات تهدف للاعداد لما بعد الحسن الثاني، لكن الجماعة أوقفت هذه الاستراتيجية.
    لكن سؤالي: هل كان من اللازم أن يتم مواجهة الحزب بتلك الطريقة؟
    اذكر أن الرجل القوي في الحزب حينها، نوبير الأموي، قال: هذا فراق بيننا وبينكم.
    أظن أن محمد الساسي لحد الآن لم ينس هذه الواقعة، وكثير من تصريحاته السياسية تجاه الجماعة تحكمها هذه الخلفية.
    السؤال أيضا: كيف تقرأ الجماعة الآن هذا الحدث، خاصة مع دعواتها المتكرر للميثاق؟

  • صياد ذئاب الوادي
    الأحد 22 مارس 2015 - 13:47

    الحوار بين مكونات الشعب المغربي يبقى رهين المصالح السياسية الضيقة ، لا تقارب جدي يبدو في الأفق بين الإسلاميين وغيرهم من باقي المكونات السياسية .
    الحدث قصم ظهر التقارب المنشود آنذاك .
    اليساريون باختلاف مرجعياتهم في ذلك الوقت تعرضوا للفرماتاج من قبل المخزن والدليل ثقتهم بأضحوكة التناوب ، ذهب رأسمالهم الرمزي وانبطحت قياداتهم أمام أول موجة جرفت معها اليابس والأخضر ، وإلا فليدعوا السكتة القلبية تحل ، إلا أنهم أنعشوا مابقي من قلب ضعيف وهش باعترافهم هم .
    الإسلاميون راهنوا على قطاعاتهم الطلابية لتمريير قناعاتهم واتجاهاتهم داخل الحرم الجامعي ، وكانت تلك فرصة لا تتكرر للركوب على ظهر اليسار وإبراز قوتهم الناهضة الجديدة التي لم يكن اليسار في ذلك الوقت أن يكون له ذلك الشأن من الجرأة …
    شكرا للكاتب على هذه الوثيقة الناذرة ، وشكرا هيسبريس .

  • منا رشدي
    الأحد 22 مارس 2015 - 15:39

    إستعرضت ما حدث على ضفاف إنعقاد الجامعة الربيعية من قبل قيادة الإتحاد الإشتراكي ؛ وأنهيت تدخلك بما إستخلصه " ضريف " ! وتناسيت ذكر أن ما عابه " ضريف " بالتلميح على حزب الإتحاد الإشتراكي البارحة أصبح اليوم مسموحا حين أعلن عن تأسيس حزب الديمقراطيين الجدد ! وكأن السياقان مختلفان ( ما بعد دستور 1996 وما بعد دستور 2011 ) ؛ مع العلم ؛ أن هرم السلطة لم يشمله أي تغيير !!!!!
    لا وجود لإستقلالية الجامعة وشعار الفصيل الطلابي للعدل والإحسان هو نفسه شعار الفصيل الطلابي للإتحاد الإشتراكي حين كان يقود الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ! ولنا في الأحداث التي شهدتها فاس وتوفي على إثرها طالب من فصيل المصباح مثال حي يذكر الغافلين أن تدخل كل من " حسن طارق " و " حامي الدين " وغيرهما لا يلحق ضررا بإستقلالية الجامعة !
    ما يظهر جليا ؛ أن كل الفصائل الطلابية وأذرعتها السياسية تتلاقى من حيث الأهداف مع ما ينص عليه البنك الدولي في تقاريره غير المعلنة للعموم ! وخلاصتها إضعاف التعليم الذي له إرتباط بميزانية الدولة في أفق خوصصته كليا في المرحلة الجامعية وجزءيا في بقية أطوار التعليم !

  • منا رشدي
    الأحد 22 مارس 2015 - 16:08

    ما يعجبني في العدل والإحسان قوتها التنظيمية ! لكن قراءتها للتحولات التي شهدها ويشهدها العالم يشوبها سوء فهم كبير ! فإن إستقرأنا ما تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من باب الفوضى الخلاقة التي تحاول دول ( الممانعة ) هدمها ؛ وهو ما ترغب به التيارات القومية والإسلامية ؛ نجد نفس التيارات تتمفصل مع الفوضى الخلاقة لبلوغ أهداف المؤسسات المالية العالمية عبر إضعاف كل ما له إرتباط بالقطاعات التي لم تشملها الخوصصة ! سوء الفهم الكبير هذا يدفع المواطن ثمنه غاليا ! فلا نحن نجحنا في الإستفادة من العولمة ( الشيلي ؛ كوريا الجنوبية ؛ جنوب أفريقيا ؛ البرازيل … ) ! ولا نحن بلغنا مجتمعا منعزلا عن بقية دول العالم ( كوبا ؛ كوريا الشمالية ؛ إيران ؛ زيمبابوي ) !
    أتمنى أن تفهم الأحزاب أن الرهان على معانقة الدول الصاعدة لا يمر بالضرورة عبر إحداث أذرع طلابية أو حقوقية أو مهنية ! وإلا دخلنا جيلا جديدا من الطائفية السياسية لكل طائفة مشروعها المجتمعي ! مشاريع متناقضة فكيف ينجح مشروع ونقيضه يشتغل على هدمه ! الأجدر بالأحزاب أن تعي أن للمغرب مشروعا إجتماعيا الطبيعي أن تتناوب على الحكم لوضع لبنتها لإنجاحه !

  • منا رشدي
    الأحد 22 مارس 2015 - 16:35

    إن لم يعجبها المشروع المجتمعي ؛ الذي يبدو من خطوطه العريضة أنه يعمل من داخل ما تنص عليه منظمة التجارة العالمية والإتفاقيات التي أبرمها المغرب مع شركاءه في توافق مع المواثيق الدولية ذات العلاقة بدمقرطة وتحديث المجتمع ؛ قلت إن لم يعجبها تعلن العصيان وتطرح البديل بكل وضوح ! حتى يعي المغاربة مع من يتموقعون بمحض إختيارهم دون تأثير مالي أو أيديولوجي أو ديني ! فلا يعقل أن تستميل فردا عبر إخضاعه بالمال ليصبح مدمن الإحتياج أو التخندق الأيديولوجي كونه ضحية مؤامرة دولية أو وعد بالجنة عبر الإختيار بين الإيمان والكفر ترهيبا لسوقه لا إراديا !
    كل الخيارات مطروحة أمام الأحزاب ! العمل من قلب الشرعية لإنجاح المشروع المجتمعي ؛ فإن وجد في القوانين ما يعرقل تمفصلنا مع الدول المتطورة الحداثية الديمقراطية نغيرها ! إن لزم الأمر تعديلا دستوريا فعلت !
    لا شيء أقسى على شعب أن يتخذ رهينة مشاريع مجتمعية متضاربة ! هذه رغبة في تحنيطه داخل المراهقة ! الفشل لا يجد له مسؤولا بدعوى عدم بلوغ النضج السياسي !

  • يونس
    الأحد 22 مارس 2015 - 21:07

    كانت الشبيبة الاتحادية في مجملها ضد التناوب التوافقي ورفضته جملة وتفصيلا وأدى قياديوها الذين رفضوه الثمن غاليا، ولذلك فإن القول بأن تنظيم الجامعة الربيعية كان الهدف منه دعم مبدأ التناوب والترويج له، قول لا أساس له من الصحة خصوصا من وجهة نظر الشبيبة الاتحادية، إنما السؤال الذي طرحه الكاتب ولم يجب عليه لحد الساعة قادة العدل والإحسان هو ماذا كانت نتيجة منعهم لتنظيم نشاط ثقافي في قلب الجامعة المغربية من طرف فصيل طلابي لا ينتمي إلى جماعتهم؟ هل كان تصرفا ديمقراطيا وينم عن أن أصحابه يؤمنون بالتعددية والرأي الآخر، أم أنه كان تصرفا يعكس عقلية أحادية التفكير لا مكان في الساحة التي تسيطر عليها لأي رأي عدا رأيها؟؟؟ ثم ما هو الثمن الذين أدته الجماعة نتيجة لذلك التصرف الأخرق؟ ألم تحكم على نفسها منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم بالانعزال والخضوع للحصار من كل الفاعلين السياسيين والنقابيين في المغرب؟؟ حتى لحظة الانفتاح عليها في 20 فبراير 2011 لم تستغلها الجماعة إياها بالشكل المطلوب، وعادت من جديد إلى قوقعتها وفرض العزلة على ذاتها بتصرفاتها الهوجاء التي لا تؤمن بوجود كيانات أخرى غيرها في الساحة السياسية..

  • amine
    الإثنين 23 مارس 2015 - 08:53

    سبحان الله حلال عليكم وحرام عليهم.وفي بداية التسعينات عندما كان اليساريون مهيمنين على مواقع جامعية كثيرة كجامعة فاس.ويمنعون اي نشاط خارج عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.اذاك لازال الاسلاميون يسمون انفسهم طلبة مستقلين.لتكسير هذا المد الاوطمي نظمتم غزوة لجامعة وجدة و فاس و القنيطرة هذفكم الاستلاء على الجامعة وتنظيم مهرجنات لبيع الكتب الصفراء وعود الارك.وقتلتم الطلبة:المعطي بوملي و ايت الجيد بن عيسى.سيطرتم على جامعة الحسن الثاني ونشرتم بها الميوعة.سبق لي ان زرت جامعة الحسن الثاني سنة 1996.بعد تخرجي بسنة واحدة من جامعة القاضي عياض ولاحظت الفرق الكبير بين الجامعتين كنمودج خزانة الكلية بالقاضي عياض ان ولجتها تجدها ممتلئة بالطلاب و يسودها الهدوء التام هذا يحفز الطلبة على الدراسة و البحت.اما في الحسن الثاني بمجرد دخولي الى قاعة الخزانة فوجئت بالضجيج.هذا يلهو هنا و هذا يتحدث مع هذا و هؤلاء يضحكون بصوث مرتفع.صراحة اندهشت لما رايته لانني لم اكن معتادا على مثل هذه الاجواء اللاتربوية

  • Said Elbidaoui
    الإثنين 23 مارس 2015 - 09:09

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
    في البداية، أود أن أشكر صاحب المقال على إثارته لهذا الموضوع ولسرده لنذر غير يسير من التفاعلات في إبانه.
    سأحاول المشاركة في النقاش من خلال أربع محاور.
    أولا ملاحظات على هذا الحدث من متابع واكب الأحداث مستقلا عن أي انتماء:
    1. إن تنظيم الجامعة الربيعية من طرف حزب الإتحاد الإشتراكي ودعوته لكبار رموزه للساحة الجامعية عجل من إسقاط الرصيد الرمزي والتاريخي لهذه القيادات (بعد طردهم) عند شباب الحزب قبل غيرهم مما كان له بالغ الأثر على مستقبل الحزب.
    2. فشل الحزب في الرهان على الحشد و"الإنزال" رغم ما رصد من إمكانيات.
    3. فشل الحزب في جر طلبة العدل والإحسان للعنف.
    4. دفع عدم تواصل الإتحاد الإشتراكي مع طلبة العدل والإحسان المسيطرين فعليا على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى توجسهم المبالغ فيه من خلق كيان طلابي جديد.
    1/4 يتبع

  • Said Elbidaoui
    الإثنين 23 مارس 2015 - 09:32

    ثالثا، كما جاء في المقال فقد ساهم هذا الحدث في إحداث شرخ كبير بين العدل والإحسان ومكونات اليسار عموما، وكان من نتائجه المباشرة:
    1. ارتماء الإتحاد الإشتراكي في حضن المخزن.
    2. انتقال قطاعات واسعة من شباب الإتحاد الإشتراكي إلى تنظيمات يسارية أخرى
    3. صمت أغلب أحزاب اليسار وهيآته الحقوقية على القمع المخزني الغير مسبوق الذي طال فصيل طلبة العدل والإحسان ابتداءً من الدورية الثلاثية سنة 1997.
    4. استثمر المخزن الخصام بين الفصائل الطلابية وعمل على فتح الباب لفصيل إسلامي آخر للعمل من خلال إطار خاص به لضرب وحدة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب والتهييء متحسبا لما بعد مرحلة التناوب ومتجنبا لٱستفراد العدل والإحسان بقيادة العمل الطلابي.
    5. عمل حزب الإتحاد الإشتراكي على تجميد أغلب النقابات المهنية والعمالية التي يسيطر عليها بعدم تجديد هياكلها في الآجال القانونية مخافة فقدان مواقعه ما كان له بالغ الأثر على العمل النقابي عموما وانخراط الجماهير في الفعل النقابي والسياسي.

    يتبع…

  • Said Elbidaoui
    الإثنين 23 مارس 2015 - 10:17

    رابعا، أظن أن قيادة العدل والإحسان وإن لم تجشم نفسها الإعتذار، إلا أنها أرسلت خلال العقد الأخير من الرسائل الخطية والعملية ما يفيد بأنها معنية بالتواصل والحوار والعمل المشترك مع كافة أحزاب اليسار عامة والإتحاد الإشتراكي خصوصا:
    1. كتاب حوار مع الفضلاء الديموقراطيين.
    2. رسالة : "جميعا من أجل الخلاص"
    3. تجربة رئاسة الإتحاد الوطني للمهندسين المغاربة توافقيا رغم هيمنة مهندسي العدل والإحسان في مؤتمر 2008 (إقرأ مقال محمد الساسي في جريدة المساء "مهندسو المرحلة")
    4. تجربة العمل المشترك في الحراك الشعبي 2011.
    5. تجربة العمل المشترك بين شبيبة العدل والإحسان والإتحاد الإشتراكي في نصرة قضايا الأمة بالدار البيضاء.
    6. تجربة رئاسة الإتحاد الوطني للمهندسين المغاربة توافقيا من طرف مهندسة من النهج الديموقراطي رغم هيمنة مهندسي العدل والإحسان في مؤتمر 2012.
    أخيرا أظن أنه قد آن الأوان للقيادات الشابة من الطرفين، العدل والإحسان واليسار عموما أن تبدأ نقاشا جديا يستحظر مصالح الشعب ومستقبله بعيدا عن الإرتهان ل "الشرعية النضالية التاريخية" أو قوة "الحشد والتعبئة". فهل من مجيب من الطرفين?
    وتحية للجميع…

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين