هل انتهى حزب الاستقلال؟

هل انتهى حزب الاستقلال؟
الأربعاء 15 أبريل 2015 - 10:27

مؤخرا سمعت أحد قدماء الاستقلاليين، يقول بسخرية سوداء: الدليل على اقتراب حزبنا من نهايته هو الحديث الشريف الذي يقول إن من علامات الساعة “أن تلِدَ الأَمَةُ ربَّتها”. لاحظ المُحدّث اندهاشي فاستطرد شارحا: القياديون الاستقلاليون السابقون الذين انتشلوا شباط من الدرك الأسفل ووجهوه لمحاربة خصومهم داخل الحزب وخارجه، ظنا منهم أنه سيبقى تابعا لهم كعبد “مشرط لحناك”، لم يخطر ببالهم يوما أنه قد يطردهم من الحزب، ويصبح سيدا على أبنائهم وأبناء أصدقائهم في لجنته التنفيذية، يعاملهم كعبيد فيستمعون إلى سخافاته ويباركونها! ابتسمت فتابع: هل أضيف “إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة”؟

حزب الاستقلال يعيش أرذل مراحل عمره تحت قيادة حميد شباط. من يجرؤ على قول العكس؟ الأخبار التي تتسرب من حين إلى آخر، تقول إن أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية، خصوصا الشباب المتحدر من أعرق العائلات الاستقلالية والمتخرج من أكبر المعاهد والجامعات العالمية، متذمرون من خرجات شباط اللاأخلاقية؛ يتهامسون في ما بينهم، يقولون إن ما يتفوه به الأمين العام يسيء إلى الحزب أكثر مما يشنع بمنافسيه.. لكنهم لا يقوون على إيقاف شباط عند حده، وهذا عائد إلى خمسة أسباب: الأول، أن هؤلاء الشباب راكموا مصالح وامتيازات شخصية عندما كانوا على رأس الإدارات والوزارات، وبعضهم لا تذكُر الجرائد وبيانات الجمعيات اسمه إلا مقرونا بملفات الفساد؛ الثاني، أن أغلبهم ليسوا مناضلين من النوع الذي يمكنه أن يقلب الطاولة كلما تبين له وجود اختلال في الأفكار وانزياح عن المبادئ؛ كما أن بعضهم جُرّ إلى الحزب في سياقات معروفة ويمكنه أن يغادره كلما تلقى إشارة بذلك؛ والثالث، أنهم يعرفون أن لسان شباط طويل وبطشه شديد؛ والرابع، قولهم إن شباط مازال مدعوما من “الفوق”؛ والخامس، أنه أوحي إليهم بأن أيام شباط معدودة، وما عليهم إلا أن يُظهروا حسن السيرة والسلوك لأصحاب الحال حتى يحظوا بخلافته.

لكن، أليست وضعية حزب الاستقلال، هذه، وضعية عرَضية ومرتبطة بوجود شخصية استثنائية، هي حميد شباط، على رأس الحزب، وبالتالي فالأزمة ستزول بزواله؟ أم إن شباط ليس إلا جزءا من أزمة بنيوية تسري على حزب الاستقلال، كما تسري على كل أحزاب الحركة الوطنية التي شاخ خطابها واختلت بنيتها التنظيمية، وبالتالي فما يقوم به شباط من خرجات عشوائية يشبه رقصة الديك المذبوح؟

ثم، لماذا لا يجد السؤال الذي طرحه عبد الرحمان اليوسفي ومحمد الأشعري ومحمد الكحص.. عن الجدوى من استمرار حزب الاتحاد الاشتراكي بالشكل الذي هو عليه اليوم، صدى داخل حزب الاستقلال؟ فشباط ومن معه يعتبرون وجود الحزب، بشكله الحالي، ضرورة، لا محيد عنها، لاستقرار المغرب واعتداله وازدهاره واستكمال وحدته الترابية. حتى مجموعة “بلا هوادة”، التي توصف كحركة تصحيحية لما عرفه حزب الاستقلال من “انحراف عن الثوابت”، لم تكلف نفسها، وهي تختار اسم جمعيتها، عناء طرح سؤال فكري وسياسي عما إذا كانت هناك ثوابت في السياسة لا يَسعُ المنتمين إلى الحزب إلا استيعابها والحفاظ عليها، حتى يكونوا مناضلين محترمين، كما لم تنتبه “بلا هوادة” إلى أنها رفعت الشعار الخطأ (الثوابت) في المعركة الخطإ، خصوصا وأن الغاضبين إثر “تدخل الدولة” لدعم شباط في الوصول إلى الأمانة العامة للحزب، يعرفون جيدا أن التدخل في حزب الاستقلال معطى “ثابت” لم يبدأ مع شباط، وأن القاعدة تقول: “من يركب البحر لا يخشى من الغرق”.

إذا نحن أخذنا بعين الاعتبار أن جمعية “بلا هوادة” خرجت إلى النور كرد فعل على وصول حميد شباط، بالطريقة التي وصل بها، إلى قيادة حزب الاستقلال، سنفهم لماذا لا يوجد داخل هذه الحركة التصحيحية من يربط “انحراف” الحزب بمعطيات تتجاوز وجود شباط، الطارئ والعابر، وبالتالي يمتلك الشجاعة التاريخية لطرح سؤال: ما الجدوى من استمرار حزب الاستقلال بالشكل الذي هو عليه اليوم؟ أو سؤال: هل يمكن لحزب الاستقلال أن يظل قويا، في حالة ما إذا شهد المغرب ديمقراطية حقيقية وانتخابات لا تخضع للتوافقات والمحاصصة؟ وهل يتطلب الحزب إحداث هزة تنظيمية وفكرية كبيرة، لضمان استمراره، أم إنه لا مناص له، إن عاجلا أو آجلا، من التحول إلى تراث فكري ونادٍ سياسي، كما هو الشأن بالنسبة إلى حزب الشورى والاستقلال؟

‫تعليقات الزوار

13
  • amahrouch
    الأربعاء 15 أبريل 2015 - 10:54

    L Istiqlal n est pas fini.Il est en train de renaitre.Avec l arrivée de Chabbat,ce grand homme qui est en train de révolutionner son parti.Chabbat veut repenser l Istiqlal,remédier à ses erreurs pour lui donner un nouveau souffle et un sang nouveau.Chabbat aspire à réconcilier les marocains avec eux_meme et réunir leurs efforts dans l intéret du pays.Chabbat est un patriote qui aime le pays et tous ses habitants.Il veut contribuer,derrière le Roi,à mettre le Maroc sur les rails et le mouvoir aisément vers le progrès.Les islamistes ont pour patrie:l islamisme et placent ses intérets à la tete de leurs préoccupations,le pays ne vient qu en second lieu.NB à chaque fois que j écris sur Chabbat on censure mon commentaire

  • khalid
    الأربعاء 15 أبريل 2015 - 11:00

    لايكاد يختلف إثنان في كون حزب الإستقلال ظل دائما حزب أعيان بإمتيازأي صحاب الشكارة الذين لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم .الآن مع مجيئ شباط سيعمل الحزب على البحث على تجار الإنتخابات لأنه هو السبيل الوحيد لربح الإنتخابات ومعه تحقيق حلم شباط لرئاسة الحكومة ،حينئد لا يسعنا سوى قول إنا لله وإنا إليه راجعون على هلاك حزب الإستقلال .

  • منا رشدي
    الأربعاء 15 أبريل 2015 - 11:38

    تعليقي ليس دفاعا عن حزب الإستقلال .
    حزب الإستقلال هو الحزب الذي قام بمراجعة أيديولوجيته ولو لم يعلن عن ذلك صراحة ، حزب الإستقلال قطع ما سياسة الغموض معلنا عن إحتفاله برأس السنة الأمازيغية كيوم وطني مؤدى عنه وقد عكس ذلك في حينه ولنا شواهد موثقة بالصوت والصورة عن موقفه من قلب " مؤسسة البرلمان " !
    حزب الإستقلال له من الجرأة ما دفعه إلى إعلان مواقف لا تشوبها شائبة ليس كحزب المصباح الحربائي المعتوه الضال عن خطاب 9 مارس 2011 وعن دستور 2011 !
    " شباط " لم يتردد للحظة في الإشارة إلى الأعداء بأسماءهم ولا أخفى يوما دفاعه عن مغربية إقليم توات الذي تستعمره الجزائر ! " شباط " وقيادات حزب الإستقلال تتحدث بتمغريبيت لغة وأفعالا !
    حزب الإستقلال هو الحزب الوحيد الذي إستوعب الظرفية الدولية حيث الحقوق ليست منة من أحد ولا صدقة تقدم على سبيل الإحسان !
    الميزان طور خطابه السياسي ويملك من الأطر ما يسهل تقعيد الإصلاحات التي إبتدأت لأكثر من عقد ونصف !
    أتمنى من حزب الإستقلال أن يعلن عن أسبوع مصالحة مع المغاربة عن بعض الأخطاء التي إرتكبها منذ الإستقلال وهي مدخل إكتمال نضجه السياسي !

  • de taounate
    الأربعاء 15 أبريل 2015 - 13:41

    On peut plus écrire sur les morts on ne peut qu'à exprimer son deuils, le PI est vraiment le père de tous les partis nationalistes, il est aujourd'hui le garde feu de la modernité au Maroc, Chabat le comprend très bien il sait parfaitement que le PJD est un caméléon qui peut changer aussi bien la couleur que la forme . quant à notre cher écri-vaine il a commencé son article par une histoire raciste qui n'a plus de sens dans le monde d'aujourd'hui sinon traiter chabat d'esclavedes fassis et à la fin de l'article il accuse l'Etat d'avoir influencer l'élection de Chabat sans pour autant présenter des preuves. j’espère que tu réserves ton prochain article à ce sujet ca sera très intéressant

  • amahrouch
    الأربعاء 15 أبريل 2015 - 16:20

    Je demande à tous les marocains de changer d avis et de choisir Chabbat comme premier ministrable.Je comprends leur méfiance vis-à-vis de l istiqlal.Ce parti a mal fait par le passé,j en conviens mais je sais refaire confiance,m affirmer et renouer le contact.Comme vous je n ai jamais aimé ce parti et tous les autres.Mais quand j ai à choisir dans le lot c est celui_là que je prendrai.C est un parti qui a de l expérience,qui connait les rouages de l appareil étatique et donc qui pourrait très bien faire s il le voulait bien.Pas comme le PJD aveugle politiquement et économiquement,inexpérimenté et conservateur,il n explorera aucun horizon dans ce mondialisme dominant et agressif.Chabbat a fait le mea culpa et est déterminé à rectifier les erreurs du passé,c est un révolutionnaire en douceur.Suivons-le et formons un grand parti,miniature d un grand nouveau Maroc.Suivre le PJD c est suivre par les fenetres du Maroc l islamisme dans le monde.La maison sera négligée

  • OUJDI BEH
    الأربعاء 15 أبريل 2015 - 23:21

    كل الاحزاب الى زوال ما عدا حزب الاستقلال فهو الحزب الوطني الاقرب الى الشعب رغم الهجمة الشرسة التي يتعرض لها خصوصا من حزب وصولي يسمى اللاعدالة و اللاتنمية

  • citoyen
    الخميس 16 أبريل 2015 - 00:11

    la solution sur la scene politique au maroc est le respect de la diversite sur tous les plans je ve dire la diversite des citoyens
    ceci etant il fo un gouvernement qui va vers le citoyen , qui prend des mesures concretes
    assez de la demogogie du pjd assez des cris de chabat
    assez des magouilles electoralistes des autres partis
    la solution un gouvernement d'unite nationale qui rend compte au roi et au peuple

  • متسائل
    الخميس 16 أبريل 2015 - 00:24

    لا يهمني أي حزب سياسي ، فكل الأحزاب تلعب أدوارا رسمت لها ، آخرها حزب المصباح ، حزب الخطيب ، طبيب القصر، فقط أريد أن أتحدث عن قدرة كل سياسي على المناورة في المجال المسموح له به .
    شباط إنسحب من الحكومة لأنه لن يقبل أقل من أن يكون هو الرئيس ، لماذا ؟ :
    هذا المناور المشاكس ، الذي أتى من الطبقة الكادحة من أحياء تازة ، إستطاع أن يصبح عمدة لمدينة فاس ، رغم صلابة أعيان فاس و تاريخهم ، ثم إستحود على الأمانة العامة لنقابة الحزب مزيحا أشرس أسودها من الطريق ، بعد ذالك إستحود على الأمانة العامة للحزب و سلبها من بين يدي من ؟ من يدي عائلة الفاسي و ما أدراك ما عائلة الفاسي و نفودها ، حتى عبدالواحد الفاسي نجل علال الفاسي لم يشفع له نسبه لمؤسس الحزب من الصمود أمام الإعصار الشباطي و فشل في الحفاض على مفاتيح الحزب ، و عليه أرى ، و هذا مجرد رأي ، أن المنصب الموالي الذي سيستولي عليه شباط و بطريقة درامية هي رئاسة الحكومة .

  • hammouda lfezzioui
    الخميس 16 أبريل 2015 - 10:55

    كل الاحزاب مخزنية دون استثناء كما قال وقتها المرحوم ابراهام السرفاتي.
    الا حزبا معينا سماه شخصيا وهي''منظمة العمل الديمقراطي الشعبي''
    التي اصبحت فيما بعد رفقة تيارات اخرى ''اليسار الاشتراكي الموحد''
    التاريخ انصف ابراهام وراينا باعيننا كيف اوت مقراته ''حركة 20فبرابر ''وكيف تم تطويقها من طرف قوات القمع المخزني.
    وشاهدنا ايضا كيف قطف بنكيران تمار نضال لم يشارك فيه ,وكيف تعنتر,

    بعدما كان يحلم واعضاء فريقه بان يكونوا ''شاويشا''للحكومة.

  • النهاية الباجدية
    الخميس 16 أبريل 2015 - 12:16

    والله أنا لا أنتمي إلى حزب الإستقلال ولن أنتمي إليه أبدا في يوم من الأيام ولم أصوت عليه أبدا في يوم من الأيام بل كنت دائما أعتبره حزبا محافضا وحزبا للأسر البرجوازية الفاسية وللأعيان مند انفصال الإتحاد الوطني للقوات الشعبية لكن رأيي فيما جاء في المقال هو كالتالي: كل حزب أو تنظيم ينتقد جماعة الإخوان الحاكمة وينتقد حزبهم وجماعتهم الكهنوتية ينبري لها أتباع هؤلاء ويفتون بنهاية ذلك الحزب أو التنظيم.
    حزب الخوانجية فقد بكارته وفقد أسطورته (المعقول والشفافية والجدية وووو) وذلك بسبب سياسة الحكومة الني يرأسها وبسبب تهافت المنتمين إليه على المناصب والمسؤوليات والسفريات إلى تركيا وتهافت بعضهم على النساء والتعدد ووو
    نهاية الحزب الباجدي نهاية حتمية وستكون نهاية سلمية سلسة طبيعية لكنها ستكون مدلة خصوصا بعد انهيار المشروع الإخواني الكادب "الإسلام هو الحل" وانقلاب كل شعوب المنطقة على مخططات هؤلاء وبداية الردة الإيجابية على ثقافة الرجعية والتخلف التي يؤسس لها هؤلاء.

  • عبدالكبير
    الجمعة 17 أبريل 2015 - 06:40

    ا لسلام عليكم يخربون بيوتهم بايديهم

  • هشام
    الجمعة 17 أبريل 2015 - 09:41

    و حزب العدالة و التنمية مات عند دخوله و قيادته للحكومة و بنكيران يقوم اليوم بقتل و تشتيت حزبه و معه الثقة في التيارات الإسلامية كما قتل و شتت اليوسفي قبله اليسار…بنكيران يؤدي دوره ببارعة و بطبيعة الحال فهدا الدور ليس مجاني فهو مؤدى عنه بالتعيينات في المناصب العليا لأعضاء حزبه و التعويضات و الامتيازات التي ستبقى لهم طيلة حياتهم…فكل يؤدي دوره..اما الأحزاب السياسية فدورها ضعيف…و المخزن يريد قيادات شعبوية ضعيفة كشباط و لشكر و بنكيران…

  • استقلالي أمازيغي
    الجمعة 17 أبريل 2015 - 11:44

    لقد صلينا صلاة الجنازة على حزب الاستقلال منذ وصول شباط للامانة العامة للحزب والدليل على ذلك اضعف لجنة تنفيذية في تاريخ حزب الاستقلال, اين د,عبد الحميد عواد ،ذ,المساري، ذ,الخليفة، ذ,سعد العلمي و,,,,,,,

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس