من أجل تفكيك بنية "الفهم القتلي للجهاد"

من أجل تفكيك بنية "الفهم القتلي للجهاد"
الخميس 4 يونيو 2015 - 00:36

” لقد ابتلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد غيرهم ” منسوب لابن سينا

تقديم

تطمح هذه الورقة أن تدشّن نقاشا بين المهتمين يهدف إلى تفكيك بنية تفكير الداعين لقتل المخالفين في العقيدة، بل والمذهبية، تحت ذريعة الجهاد، مستندين إلى آية من الكتاب سمّوها ـ مسيئين الأدب مع الله تعالى ـ بـ “آية السيف”، دون أن يلتفتوا إلى المنطق الداخلي العميق الذي يحكم الإسلام باعتباره “دعوة”، ودون أن ينتبهوا إلى أن سورة “الفتح” نزلت لتبشر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه بـ”الفتح المبين”، والذي لم يكن فيه قتل ولا قتال، بل صُلح ومعاهدة واتفاق. فما ظنُّك بدينٍ يصف كتابُه معاهدةً مع أعدائه العقديين بالفتح المبين؟!

الجهاد بين الدفع والطلب

لن نبالغ مطلقا إذا قلنا بأن دال “الجهاد” يعدُّ اليوم من أكثر المفاهيم التباسا في الفكر العربي ـ الإسلامي، وذلك جرّاء فوضى القراءات والتأويلات المتشاكسة التي تُـقدم له، والتي تصل حدّ التناقض في الكثير من الأحيان. ويصل الاضطراب منتهاه حين تتخذ تطبيقاته حالة من الهرْج والمرْج المفضي إلى الفتنة العارمة كما هو الحال في سوريا اليوم. والنتيجة هي انحراف “فقه الجهاد” في اتجاه توظيف أيديولوجي أو سياسي سيئين من قبل المُغالين في العقيدة والسياسة على حدّ سواء.

لا يختلف الناس في معنى الجهاد اللغوي الدّالّ عن فحوى “بذل الجهد واستفراغ الوسع والطاقة في القول أو العمل”، ولا في دلالته الاصطلاحية الشرعية التي تفيد معنيين اثنين: معنى عامّ يشمل أبواب الجهاد المختلفة بالمال والنَّفس واللسان وغير ذلك، ومعنى خاصّ ـ وهو الذي نريده في مقالنا هذا ـ ويعني “قتال العدو”. ولكن الاختلاف يبرز واضحا في نفس اللحظة التي يُبدأ فيها البحث في سياقاته وأحكامه الأصولية والمقاصدية والفقهية المتعلقة به.

لكن يبقى أبرز ما يثير الخلاف اليوم بين المهتمين بـ”الجهاد القتالي”، هو تلك الثنائية التي يُعبّر عنها بـ”جهاد الدفع” و”جهاد الطلب”؛ فهناك من يعتبره وسيلة أساسية للقضاء على الكفر والكافرين المتربصين بالأمة: قاتَـلوا أو سالموا، وبواسطته يفكرون في نشر الإسلام في كل بقاع الأرض، وهؤلاء هم من يقسّم العالم إلى فسطاطين: “أرض الإسلام” و”أرض الكفر”، وسندهم الكبير يجدونه في ما يسمونه بـ”آية السيف” التي يقول فيها الله تعالى:” (…فاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (التوبة5)، والتي يعتبرونها ناسخة لكل الآيات الأخرى الكثيرة جدًّا، والتي تصل عند البعض إلى مائة ونيف من آيات القرآن، والتي توصي في مجملها بعدم إكراه الناس على أي دين، ومن ثمَّ فـ”من شاء فليمومن ومن شاء فليكفر”، لقد نسخوا بها كل ما يدل ويرمز إلى رحمة الإسلام وتسامحه مع المخالفين العقديين. وعلى هذا الأساس فإن ما يسمى بالمجاهدين اليوم يعتقدون جازمين بأنهم “يفعِّلون” الآيات الحاضَّة على الجهاد.

بينما يصرُّ المقتنعون بـ”جهاد الدفع” فقط على أن الأصل فيه هو قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)؛ أي أنهم يدافعون عن فكرة مقاتلة البادئ بالقتال، أما المسالم فله من المسلمين كامل السلم والسلام. وفي هذه الحالة يكون الجهاد قد شُرع لحماية أمر موجود وليس لجلب شيء معدوم.

ولنأخذ الشيخ محمد رشيد رضا شاهدا على هذا الوعي العميق بمقاصد الجهاد القتالي في الإسلام، حيث عقد في كتابه القيم الموسوم بـ”الوحي المحمدي” فصلا حول قواعد الحرب والسلام في الإسلام، وساق هناك سبع قواعد؛ خلاصتها أن قتال المعتدين إنما شُرع لكف عدوانهم، وقد ورد مقترنا بالنهي عن قتال الاعتداء والبغي والظلم، وتعليل ذلك ـ في نظره ـ أن الله تعالى لا يحب المعتدين مطلقا، “وهذا النهي محكم غير قابل للنسخ”، والحجة التي يسوقها هي أن كل الحروب التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت دفاعا ليس فيها شيء من العدوان. وبهذا المعنى فإن السلم هي الأصل التي يجب أن يكون عليها الناس، ولهذا أمرنا الله تعالى بإيثارها على الحرب في قوله: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (الأنفال ـ 61).

مسألتان: مركزية التربية، وشرط السلطة الشرعية

مسألتان اثنتان نريد التركيز عليهما ونحن نناقش أمر “الجهاد القتالي”: الأولى تهم تلك القاعدة التي ينبني عليها هذا الركن الركين من الدين؛ وهي التربية. والسؤال الملح هنا هو: بأية نية، وطلبا لأي هدف يجاهد المسلم؟

المؤسف أن أغلب من يرفع راية الجهاد حاليا هم مجموعة من الشباب الذين ينقصهم الفهم أولا، وتختلط نيتهم في رفع راية الإسلام بإرادة الانتقام، في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واضحا في هذا الباب عندما قال:” ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )، وهنا يُطلب بشكل كبير عُنصرَيْ: الإخلاص والصواب، وبهذا المعنى تكون العلاقة بين مفهومي “التربية” و”الجهاد” علاقة جدلية لزومية.

إن ما يميّز الحركية الجهادية الإسلامية عامة هو التبرُّؤ من النوازع النفسية المشوشة على إخلاص النية، وكذا القطع مع الأساليب الجاهلية التي يمكن أن تجعل “الجهاد” فتنة من الفتن.

إن العمل بدون علم متين وفهم رزين، والحركة بدون تربية عميقة تُشرف على تنزيل التصورات والرؤى لهي المنزلقات الخطيرة التي قادت “جند الله” على مرّ العصور إلى “المعركة الغلط” على حدّ تعبير الأستاذ فهمي هويدي.

أما المسألة الثانية فتؤكد على أن “الجهاد القتالي” يلزمه سلطة شرعية تحدّد وجوبه وتوضح مقصده وتعلن بدايته، وإلا فإن الأمر سيصبح متاحا أمام كل “مغامر” كي يفتح باب الفتنة في البلاد الإسلامية وغيرها تحت ذريعة “الغيرة” على الدين، وحماية لأرض الإسلام من مؤامرات الأعداء وهجوماتهم.

إن “الجهاد القتالي” تدبير سلطة وليس تدبير أفراد أو جماعات.

يبدو لي هذا الشرط أساسيا لإيقاف هذه “الفوضى الجهادية” التي ثبت تاريخيا قدرة دول الاستكبار العالمي على استغلالها لتقويض أي إمكانية لاستتباب الأمن والاستقرار والتنمية الدائمة في البلاد الإسلامية، وكذا استغلال هذه “الحمية الدينية” في بعض المتحمسين لضرب بعض الدول المناهضة والتي تشكل تهديدا لمصالحها الاقتصادية والسياسية، وليعد ـ من شاء ـ لمقال محمد حسين هيكل المعنون بـ “أمريكا تؤذن للجهاد في كابل” ليعرف حجم الكارثة وهولها.

ولكن إذا كان حضور السلطة الشرعية من لوازم إعلان “الجهاد القتالي” فماذا نسمي حركة الفلسطينيين ضد الصهاينة في أرض فلسطين منذ الاحتلال؟

إذا كان العدوُّ كتلة واحدة منسجمة، متميزا، واضحا، فالغضب في هذه الحالة من خصال المؤمنين، والقتال منجاة من الذل الذي يأباه الدين، بشرط إخلاص النية.

بَدهـيَّـــة وتنبيه

طبعا نحن في غنى عن التأكيد على أن دفاعنا على مقولة إيثار الإسلام للسلم على الحرب لا يعني دفاعنا على القعود وحب الدنيا المفضي إلى الضعف والذل، بل لابد من إعداد الأمة لكل ما تستطيعه من أنواع القوة الحربية في كل زمان بحسبه، إخافة للأعداء من عاقبة التعدي على بلادها أو مصالحها.

ونحن لا نحتاج أيضا لِـلَيِّ الألفاظ وتحوير المعاني والتأويل البعيد للنصوص حتى نقدم صورة إسلام جميل للمراقب الأجنبي، لأن الأمر ـ بكل وضوح ـ فيه تخويف وترهيب نعم، ولكن قد يفضي في نهاية المطاف إلى قتال طاحن.

فلا معنى إذن لقول بعض الفضلاء حين يدفعهم الحماس الزائد لإبعاد أية شبهة عن الإسلام المتهم بـ”القتل والإرهاب” إلى البحث عن مُخرجات بعيدة، مثل قول بعضهم بأن لغة القرآن تفرق بشكل واع بين لفظتي “القتال” و”القتل”، ومن ثم فإن القرآن في مسألة الجهاد يتحدث عن “القتال” وليس عن “القتل” وذلك حينما يقول على سبيل المثال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لكُمْ)، ونسي هذا الفاضل أن لفظة “قتال”هي مصدر لفعل “قاتل” الذي يعني “المدافعة” نعم، ولكنه يعني قبل ذلك وأثناءه: المعاداة والمحاربة والتطاحن والقتل.

خلاصات:

ـ إن السلم هو الأصل الذي جاء به الإسلام، وإنما شرع “الجهاد القتالي” دفاعا عن الحقوق أو استعادة لها.

ـ إن ديننا لم يشرع ما يجبر الناس على الإيمان؛ فلو كان الجهاد مقصده هو حمل الناس على الإسلام لكان أوجب ما يكون في الفترة المكية التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مضطهدين.

ـ إن الإسلام يأمر أن تكون علاقتنا مع غيرنا قائمة على البر والرفق والعدل.

ـ إن الجهاد السياسي التربوي البنائي أصعب منالا وأشق طريقا وأحوج إلى خصال الصبر الطويل والمرابطة المستمرة والرفق من القتال الذي تُهوّن ريح الشهادة وكرامات التأييد الإلهي فيه صبر ساعة وصبر الإصابة.

ـ إن المعركة مع بعض الأصوات المحسوبة على “العلم الشرعي”، والتي تُعدّ مدرسة ومرجع وحجة لشريحة واسعة من الشباب، ينبغي أن تدور “طاحنة” في ساحات المعرفة لنشر “نوع من الفهم” ضد “الفهم القتلي للجهاد”، وتبدأ أولا بالعمل حثيثا على تفكيك بنية التفكير الوهابي الصلبة، والتي تستند ـ بالدرجة الأولى ـ على اجتهادات شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي أثبت التحقيق أنه أُسيئ فهمه في الكثير من القضايا، بل قُوِّل ما لم يقله. ومن ثم الدعوة إلى نزعه من بين أياد عنيفة تحتكر فهمه وتأويله، وهي التي أنتجت لنا في نهاية المطاف “مجاهدين”… ضد الأمة!

[email protected]

‫تعليقات الزوار

7
  • طه الصديق
    الخميس 4 يونيو 2015 - 02:18

    إن هذه الورقة تؤسس لنظرة منفتحة متجاوزة للفهم الحروفي للدين. إننا في حاجة لجيل جديد من المقاربات الشمولية والاجتهادية.

  • Hassan Soufia Salma
    الخميس 4 يونيو 2015 - 08:13

    إذا كان المشكل في المسلمين و ليس في الإسلام ذاته، فهل المقصود هم فقط مسلمو اليوم أو المسلمين منذ بداية الإسلام، لأن اللحظات التي تصور على أنها "عصر ذهبي" للإسلام و التي هي مرحلة النبوة و الخلفاء الراشدين كانت أيضا مرحلة حروب فظيعة و اقتتال شنيع و أحداث مهولة و لم تكن مرحلة سلم و حضارة و ازدهار. بل إن الحضارة لن تبدأ إلا خلال القرن الثاني الهجري بعد أن تمّ نقل التراث الإغريقي و اللاتيني و السرياني إلى العربية و هضمه بالتدريج، و التفاعل مع الحضارات الفارسية و الهندية و اليونانية و اللاتينية. إذا كان المشكل في المسلمين و ليس في الإسلام فلماذا نقدس أشخاصا أخطأوا منذ أربعة عشر قرنا و ما زلنا نجني اليوم نتائج أخطائهم ؟

  • مجاهد بأزرار
    الخميس 4 يونيو 2015 - 09:15

    قضية الجهاد حسمت (حسم يحسم بالحسام) بفضل الرواة في حديثهم عن الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر أو ما يعرف بالسيفان الأصغر والأكبر. فالسيف الأصغر مكننا من لم شتات قبائل وأمم حكمها خلفاء راشدون ثم أمويون ثم عباسيون وأخيرا عثمانيون. أما السيف الأكبر فهو ما نحاول إخفاءه بغمد قلوبنا منذ لم نعد نربح أي معركة بواسطة سيفنا الأصغر. ولكن أكثر الناس لا يفقهون.

  • Mohamed
    الخميس 4 يونيو 2015 - 09:24

    السلام عليكم ورحمة الله
    طيب أخي الكريم، دعنا نقضي على المجاهدين الذين تتكلم عنهم في سوريا والعراق.. دعنا ندمرهم تدميرا..
    من سينقذ السنيين من قبضة الرافضة ؟ أنت ؟!!
    هل تعلم ما يفعله الرافضة بإخواننا من السنة منذ أن سقط صدام ؟ لو علمت ورأيت ما يفعلون لذرفت الدموع حتى انقضت دموعك..
    هذا طبعا إن كنت سنيا..

  • amahrouch
    الخميس 4 يونيو 2015 - 11:10

    MOHAMED 4 ,et savez-vous ce qu a fait Saddam le sunnite des chiites des décennies durant?La minorité sunnite a gouverné l Irak et dominé les chiites majoritaires pendant longtemps.Lorsque ces derniers ont pris le pouvoir tous les sunnites crient à l injustice!!Les sunnites sont avides de pouvoir et lorsqu ils le perdent,ils tentent de renverser la table!Je suis censé etre sunnite mais je penche plutot du coté chiite.Ah ces divisions que je déteste!Les arabes aiment les arabes mais quand ils sont chiites,ils ne sont plus arabes et on les range du coté iranien:la confession l emporte sur l arabisme!Vous vous empetrez dans vos complications.Lachez tout et servez-vous de la laicité ou de la franc-maçonnerie qui dissolvent les différences et instaurent la fraternité humaine.Les religions sont comme des chiens sauvages,si elles ne sont pas dressées elles ravagent!Seuls les chrétiens et les juifs sont parvenus à le comprendre,les musulmans pas encore,ça va venir bientot

  • منا رشدي
    الخميس 4 يونيو 2015 - 16:26

    الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكفولان حصريا للدولة عبر سلطاتها الساهرة على نفاذ القوانين ! ولا يحق لأحد من تلقاء نفسه التطوع لفعل أمر من الإثنين اللذان سلف ذكرهما ! وإلا سقطنا في اللادولة ومع سقوطها تفتح باب الفوضى كي يجد اللص نصا يبرر به مسروقاته سواء ا بواسطة القتل أو التعنيف !
    الناس ميالون بطبعهم إلى الغريزة ! يشتبهون مع بقية الحيوانات ! فالأسد لص قد يستولي على طرائد غيره ! كما الضباع تحرس جماعيا على مهاجمة من يتلذذ بأكل طريدته لسرقتها منه ! وهكذا !
    من ( حسنات ) تطور الإنسان أن هذب سلوكه وصقله حين فكر في العيش في المدينة ! لكن بعض البدو يرفضون قيمها ويسعون لتعميم غرائزهم على بقية شعوب العالم !

  • عبد الكريم حلات
    الخميس 4 يونيو 2015 - 18:45

    استغرب من هذه الرقابة التي تمارسونها على التعليقات وكأنهم أساتذة مقابل "تلاميذ" تماما كما استغرب لجريدة لا يمثل القارء في فلسفتها سوى رقم ؟؟
    ما أبعدكم عن الديموقراطية والحياد ؟

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة