هذا مقال جديد أسعد باهدائه لك، عزيزي القارئ، و نحن تفصلنا عن نهاية شهر الصيام أيام قليلة. تناولنا في مقالنا السابق (الصيام و إدارة الوقت) المنشور في هسبريس بتاريخ 5 يوليوز 2015 بعمود “كتاب و آراء” تيمة الوقت و حصل لنا شرف تقاسم مجموعة من النصائح و الاستراتيجيات الثمينة معك. و نظرة لأهمية هذا الموضوع، نعود إليه في هذه السطور، بنفس جديد، هدفنا في ذلك أن نضع بين يديك أفكارا فريدة و خططا جديدة لتنظيم الوقت بشكل فعال و مفيد في حياتك الخاصة و المهنية، فهل أنت مستعد لتنطلق معي في رحلة أخرى ؟
لماذا هناك عدد كبير من المغاربة يصرون على التحلي بالمزاج السيء في رمضان بحجة أن العمل خلاله لا طائل من ورائه و أن زمن الإنتاج فيه يجب أن يتعطل ليترك المجال لأنشطة ذات أولوية قصوى كالنوم و الراحة و الصلوات و التفكر ؟ لماذا يفشل كثيرون منا في إدارة الوقت الرمضاني و يهبط لديهم إيقاع العمل المنتج إلى ما يقارب الصفر ؟ هل شهر الصيام معناه الكسل و قلة العمل و التذرع بحجج واهية لاستبدال النشاط بالخمول و الحيوية بالفتور ؟ ما موقف ديننا من ثقافة الكسل و التراخي على مدار شهر الصيام ؟
لا نرمي في مقالنا هذا إلى أن نجيب بشكل فوري و قاطع على كل هذه التساؤلات، فالمجال مفتوح أمامك أولا، لتفكر معي في حلول عملية لآفة الكسل المصاحبة للشهر الفضيل لدى عدد هائل من مواطنينا في المغرب، بل في العالم العربي بأسره. إنك، يا صديقي العزيز، مدعو، لأن تدلي بدلوك في هذا النقاش بما شئت من أفكار تنور لنا سبل التفكير في الموضوع الذي نقترحه عليك. أتمنى أن تقرأ لي بما يكفي من اليقظة و الانتباه هذه السطور، مع التركيز على أن كلامي ليس نهائيا، و لكنه دعوة لأن تستأنس بمجموعة من الاستراتيجيات الثمينة حول أغلى نعمة نمتلكها في الحياة : الوقت. أريد أن أقدم هنا أفكارا جديدة تحتاج نقاشا و سجالا و تفكيرا و تفاعلا بيني و بينك. إذا كنت مستعدا، إذا كان الأمر كذلك، فلنبدأ في الحال !
يعلمنا شهر الصيام كما يعلم الجميع أن نتجرد من الشهوات لساعات طوال، أن نسمو بالروح، أن نخضع امتثالا لأوامر الخالق ذواتنا للتطهير، و أيضا، و هذه مسألة حيوية، ربما لا ننتبه لها، أن نحسن إدارة وقتنا بتنظيم ساعات الإمساك و الإفطار و الصلوات و غيرها من الأنشطة. إن رمضان هو الطريق السريع للتدرب مدة شهر كامل على حسن إدارة الوقت و تنظيمه في كل دقيقة و ساعة و يوم من حياتنا ككل، فهل نحن مدركون لقيمة النعمة التي بين أيدينا : الصيام ! و بصفة عامة فإن إدارة الوقت من أهم القضايا المعاصرة نظرا لمجموعة من الاعتبارات. ففي زمن التكنولوجيا و الفضائيات و تقلص المسافات بين الأفراد في كل أطراف الأرض بفضل ثورة الاتصال، أصبح الوقت أكثر من أي “وقت” مضى ذلك المورد النادر الذي لا يمكن إهماله، وغير القابل للتجديد والاختزان والتجميع والاستخراج والاستبدال. والوقت من موارد الإدارة المهمة وتكمن أهميته في أنه يؤثر على الطريقة التي تستخدم فيها الموارد الأخرى. وهو رأس المال الحقيقي للإنسان كما أنه مقياس لنجاح المؤسسات.
كل هذا جيد، لكن دعني أسألك : و ماذا عن وقتك أنت ؟ هل يثير فضولك و يهمك أن تعرف أن مفهوم إدارة الوقت الحديث يعتمد على قاعدة ترتيب الأولويات واستغلال الوقت بذكاء، ما يعني العمل لأوقات أقل وتحقيق إنتاجية أكبر ؟ هل تعلم أن مشكلة الكثيرين أنهم لا يعرفون ماذا يريدون ؟ و إذا عرفوا لا يستطيعون تحديد الطريق الذي من خلاله ينجحون في تحديد أهداف متوالية و متسلسلة في الزمن ؟ إن تحديد الأهداف هي الخطوة الأساسية لنجاح أي عمل “مستمر في الزمن”، و ذلك مهما كان نوعه. أما عن الطريقة المثلى لتحديد الأهداف “المستمرة في الزمن” فيمكن تلخيصها في ثماني نقاط بموجبها يتعين أن تكون الأهداف المشار إليها :
1. محددة
2. قابلة للقياس
3. ممكن تحقيقها
4. واقعية
5. محددة زمنيا
6. مكتوبة
7. مفعلة
8. مترجمة لما تريده أنت
موازاة مع ذلك، هناك أربعة أخطاء قاتلة في إدارة الوقت. ما هي ؟ ها هي ذي بين يديك حتى تتجنب الوقوع فيها:
1- افتتاح يومك دون خطة فعلية. إذا لم يكن لديك خطة فعلية قد وضعتها من بداية اليوم، فانتظر الأسوأ، فسوف تكون أفعالك كلها استجابات انفعالية لأحداث تقع في يومك، وسوف تستجيب دائماً للصوت الأعلى من حولك دون أن تتمكن من فعل الأشياء الصحيحة في الوقت المناسب.
2ـ عدم التوازن في حياتك. إن حياتنا تتكون من سبع مناطق حيوية هي الحالة الصحية والحالة العائلية والأمور المالية والحالة الفكرية والحالة الاجتماعية والحالة المهنية وأخيراً الحالة الروحية. سوف يكون من الصعب علينا أن نخصص وقتاً لكل منطقة يومياً، ولكن على المدى البعيد علينا أن نخصص كميةً كافيةً ونوعية من الوقت لكل منها وذلك للحفاظ على التوازن و التناغم داخل كياننا الإنساني، وإذا صادف وتجاهلنا بعض هذه المناطق أو كلها، فسوف نحكم على نجاحاتنا بالدمار.
3ـ العمل في مكتب أو مكان فوضوي. لقد أثبتت الدراسات العلمية أن الشخص الذي يعمل على طاولة غير مرتبة، يصرف في المعدل حوالي ساعة ونصف من وقته في محاولة العثور على الأشياء، وبالتالي يتشتت نشاطه وتركيزه في العمل، وهذا ليس كل شيء فالمسألة تتعدى ذلك إلى انسياب الوقت من بين يديك كما ينساب الماء، دقيقة وراء دقيقة وساعة خلف ساعة حتى ينتهي الدوام أو ينتهي العمر.
4- قلة النوم. أثبتت الدراسات العلمية أن 75% من الناس يشتكون بشكل منتظم من التعب والإرهاق والعمل المنهك، لأن معظمهم ينامون بشكل غير منتظم و غير كافي، إذ أن يومهم مليء بالتوتر حتى أنهم يفقدون السيطرة في العمل جراء قلة النوم لذلك فإن أخذ استراحة غذاء حتى ولو كانت قصيرة ولمدة 15 دقيقة، يمنحنا الفرصة لشحن بطاريتنا وتجديد الطاقة لدينا، فنعيد التعامل بكفاءة أكبر مع تحديات العمل.
-أستاذ جامعي و كاتب
مبروك لمسيحيي الشرق ومصر ؛ والصابئة والدروز والأزيديين والٱشوريين والكلدان ووو ! قلت مبروك لهم صومهم !
المغرب بلد إسلامي وهذه حقيقة ، لأن معظم المغاربة مسلمون . لكن لماذا تحشرون المغرب مع ( العالم العربي ) لكون الأخير يضم الطوائف على إختلاف عقائدها ! ليس عندنا تعدد طائفي ولا ديني ! ليس عندنا دروز ولا صابئة ولا أريديين ومعظم المغاربة مالكية بمعنى لا وجود إعتباري لا للشيعة بكل فرقها ولا السنة بكل طوائفها ! فرجاء ا إحترموا عقولنا وإعلموا أن اللغة ليست دليل هوية شعب وإلا أصبح البرازيليون برتغال والأرجنتينيون إسبان وميسي إسباني وكاكا وبيليه برتغاليين وحسي بولت إنجليزي وكذلك نيلسون مانديلا !