زيارة الأمير

زيارة الأمير
السبت 29 غشت 2015 - 14:35

ترك أكادير… وهو يعيش الآن في مونتريال

هو طالب جاد ويهيئ دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية

وهو فنان محب لأشعار محمود درويش وله أصدقاء يحبون سماع دندنته

وهو رسام , يرسم لوحات أغلبها تحمل معانى الحرية بألوان ورموز أمازيغية

رن الهاتف…انها زميلته الكيبيكية بالكلية تخبره عن رغبتها في اصطحابه للتظاهر ضد زيارة الأمير تشارلز لكيبيك.

سألها لماذا اخترتني أنا بالذات؟؟

أجابت :أولا أنت كيبيكي الآن ولا شك أنك تؤمن برفضنا لاستمرار الولاء لبريطانيا وثانيا أريدك أن ترسم لوحة عن هذه اللحظة!

تردد قليلا ثم قال: تعلمين أنه ليست لدي سيارة!

أجابت : سنذهب جميعا فى سيارتي!

وفى اليوم الموالي ركبا السيارة وانطلقا في اتجاه المبنى العسكري الذي كان الأمير ينوي زيارته

لاحظت صديقته الكبيكية اضطرابه , فقالت: لست على عادتك؟

قال: ماذا تقصدين ؟؟

قالت : أنت متوتر فأنت لا تدندن؟

اصطنع ابتسامة صغيرة وظل شاردا.

وصلا وكان هناك ما يقارب مئتي شخص يحتجون على زيارة الامير تشارلز وزوجته كاميلا وكانوا يهتفون : “سمو الامير عد من حيث أتيت” و”لتحيا كيبيك الحرة”

وقف مع المتظاهرين الذين كانوا يرفعون أعلام كيبيك الزرقاء المزينة بأزهار الزنبق

ووجد نفسه في حيرة, لقد كان يشعر طوال الوقت برغبتين!

رغبتان كانتا تجتاحانه في نفس الوقت : رغبة في رؤية أمير ورغبة في الوقوف مع المتظاهرين

إلا أن رغبة رؤية الأمير ظلت مسيطرة عليه وهي رغبة كانت تبعث في قلبه شعورا بالمتعة : متعة النظر الى أمير…..

هذا هو الشعور الذي خالجه ,وبدلاً من أن يردد شعارات تدعو الى رفض السيطرة البريطانية, أصبح يستعد لرؤية الأمير وأخذ ينظر الى الشارع الطويل ويتطلع لرؤيته …

فهو كأيها الناس عندما يسمعون بموكب الملوك والأمراء فإنهم ينسون عدلهم و ظلمهم وإنجازاتهم وخطاباتهم

كل ما يفعلون هو التلويح والابتسام…

وهذه أول مرة يرى فيها أميرا.. وهوالأمير الذى يحمل لقب ولي عهد بريطانيا

والفارق بينهما كبير

فدم الأمير أزرق

ودم ابن الشعب أحمر

ودمه هو لا لون له …لم يسبق لأحد أن أعطى لونا لدم المهاجر!

وما زال شعوره لم يتغير…وبدأ يستعد… و بدأ وجهه يتهيأ للابتسام..

قطعت عنه صديقته الكيبيكية متعة التفكير برؤية الأمير وقالت : خذ بيضة !

قال : لماذا البيض ؟؟ أجابت : سنرشقه بالبيض !

قال: هل هو أسلوب حضاري جديد ؟؟

أخذ البيضة في يده وهو يسائل نفسه : هل سافرت الى أقصى العالم لأرشق أمير الانجليز بالبيض؟

واذا لم أفعل هل هي خيانة من اخترت أن أكون منهم… فأوراقي الرسمية تقول أنني كيبيكي!

زادت حيرته …وحاول اخفاء مشاعره المتباينة يبن يد ترغب في التلويح وبين يد تحمل بيضة لرشق الأمير!

وصل الأمير في موكب لم تسبقه دراجات نارية… واضطر ولي العهد البريطاني وزوجته لاستخدام باب ثانوي لدخول المبنى العسكري …

ريشته لم تستطع رسم لوحة تعبر عن التظاهرة …ربما لأنه لا زال حائرا في اختيار الألوان!

‫تعليقات الزوار

6
  • berbere
    السبت 29 غشت 2015 - 15:48

    في بلاصتو غانرسم المgانة مي بلا عقارب.
    لندن فيها بك بين وعندنا بحالها خلاوها البرتغال واحنا وياهم كانتمشاو على نفس التوقيت حسب توقيت كرينتش.
    الا ان المgانة خدامة عندهم حنا لانعرف اتجاه عقاربها شادين بيها غير الgانة.

  • Simo
    السبت 29 غشت 2015 - 17:28

    قصة معبرة على ازدواجية الشخصية عند المهاجرين
    تعبر عن العيش في بلاد الغرب والتعايش معها
    يترك حياته وأفكاره وعقده ويسقط في عالم مختلف تماما عن تطلعاته

  • الرياحي
    الأحد 30 غشت 2015 - 00:13

    قصة جميلة محيرة جائت من اعماق التاريخ تذكر ما حدث لاحد الملوك : خسر الحرب وبايعه الغالبون في نفس اليوم واكرموه ! فيما يخصنا فالامير من طينة خاصة جدير بالتحية والاحترام ونتفهم جيدا تردد صاحبنا وحيرته وقلقه . الجملة الاخيرة تركت الحبل على الغارب وزادت النص جمالية .اي لون اختار فهو لون الحرية وريش اي طائر مثل ريشة صاحبنا يحمل الحرية.
    بكل الالوان وفوق كل حائط اكتب اسمك ايتها الحرية عبر احد شعراء الحرية (Paul Eluard).
    اخترت لنفسي نهاية : الامير ينظم للمتظاهرين ، يتقاسمون الماء ، يتقاسمون الملح وارقام الهواتف الذكية مثل اصحابها .مرت المظاهرة تحت سماء اخر يبعد بسنوات ضوئية
    الكاتبة اخفقت لم تكتب تشاريز يحفظه الله ابن ايليزابيت الام ابنة ادوار طويل العمر ابن اليزابيت الكبرى ابنة تشارليز العظيم اخمده الله في رحمته من ال غيشار كور دي ليون قاهر الانس واحيانا الجن….
     

  • immigrant
    الأحد 30 غشت 2015 - 14:50

    le titre a piqué ma curiosité pour lire l’article, j’avoue que c’est une belle histoire bien ficelée, avec beaucoup d’idées qui font réfléchir sur comment l’autre voit les choses

  • منا رشدي
    الأحد 30 غشت 2015 - 14:51

    إبن أغادير إحترم ؛ من حيث لا يدري ؛ لم يخرج عن إرادة الكنديين الذين إستشيروا في مناسبتين للإختيار بين البقاء تحت التاج البريطاني وبين الإنفصال عنه . فكان رد الكنديين في إستفتاءي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي أن الحرية تحت تاج الملكية أرحب من حرية الجمهورية الموهومة التي يسعى إليها الكيبيكيون ليس للتخلص من إستعمار رمزي !!! إنما للإرتماء تحت وصاية الإيليزي !!!!!! ولو غرر بالمغربي لغاية لا يدركها ؛ إلا أن حدسه كان أصدق من اللوبي الفرنكوفوني !!!

  • Zi Canada
    الأحد 30 غشت 2015 - 16:56

    الإستعمار واحد، ذو لون ودم واحد، سواء أدى روائع شكسبير أو تغنى بلغة موليير، أو أنشد لتأبط شرا وجرير!
    KK

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة