اليسار بين الواقع والحتمية

اليسار بين الواقع والحتمية
الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:16

أظن بأن الحديث عن اليسار السياسي كتجربة مجتمعية، يعتبر من الأطروحات النظرية التي يصعب فيها الفصل بين البعد المفهومي المجرد، والمنحى الشعري المجازي بكل إحالاته الوجدانية الإشراقية، التي لا تخلو من دلالات صوفية عميقة. مما يؤدي في كثير من الأحيان، إلى التباس في التحديدات والرؤى, مع صعوبة فصل نوعية الكتابة التي يريدها كل من هم بدخول هذه المغارة الحبلى بالأسرار والآثار الخالدة، تتطلب من المستغور عقلا شجاعا، وقلبا حيا.


يكفي كل واحد منا حتما، تحديد بعض المعطيات التاريخية والنتائج السوسيوـ سياسية، من أجل رسم نوعية المسارات التي يقودنا إليها تفكير من هذا النوع. حديث ذو شجون، كما يقال، فهو يشبه ذلك البناء الرهيب للتراجيديات اليونانية، وصراع الإنسان السرمدي مع عناصر خارقة تتجاوز قدراته الطبيعية على التحمل. وبالتالي، انتهت كل السيناريوهات إلى فشل الذات الإنسانية في تحقيق حريتها وانعتاقها حيال سطوة وجبروت القوى المجابهة.


إشارات إذن، تظهر أن جسد الموضوع قد يلبس زمانيا كل الأبعاد والموجهات. إضافة إلى صعوبة فصل الذات عن الموضوع، فإن الأوراق والخرائط النفسية تختلط هنا أيضا. يتحول التاريخ إلى إغراء وطموح :


* اليسار السياسي، قيمة فلسفية وفكرية إنسانية سامية. قبل، اختزاله إلى نظريات مجتمعية واختيارات اقتصادية. تقوم، على الديموقراطيات السياسية والعدالة الاجتماعية. فقد سعى، إلى صياغة سليمة للعلاقة الوجودية بين الذات، العالم والآخر. من خلال نزعته الإنسانية النقية التي وضعت الإنسان في صميم برامجه.


* اليسار السياسي، أكثر التحققات التاريخية التي انتهت إلى مقصلة الإعدام. لقد، تكالبت عليه كل منظومات الشر التي تؤثث هذه الأرض. مما يدعو إلى الهوس قصد تفسير وتأويل ما حصل ويحصل.


* اليسار السياسي، خاصة يشكل الخلاص النهائي للمصير الإنساني. فهو الضمير الأخلاقي، الذي يقنن التسلط الاقتصادي والمجتمعي. ويكبح، من نزوات الفرد في علاقته بذاته وكذا الآخر، الذي يقتسم معه مساحة المجتمع.


استراتيجية النجاح، في خطاب أية داعية يساري اليوم. لاشك، أن رنينها سيتطاير أشلاء، تحت جليد عقدة التاريخ. بالضبط، سيتعكر صفاء سريرته، أمام كل تفكير مباشر في أطروحاته، نظرا لصعوبة التخلص من الثقل النفسي للعوائق والهواجس السلبية التي تحول دون تعامل حميمي مع سعيه. بل يحجب في مجمل الأحيان، تلك المقاربة الواضحة والجريئة، القادرة فعلا على الدفع بالخلاصات والنتائج الممكنة إلى أقصى الأبعاد.


أقصد بالتاريخ هنا، تلك الواقعة البارزة، المتمثلة في الذوبان الحزين “التيتانيكي”، لشيء إسمه الاتحاد السوفياتي. على اعتبار، أن حضوره كقوة أساسية في العالم، شكل كذلك من جهة تجسيدا عمليا ـ كيفما كانت التأويلات ـ لآفاق المشروع اليساري في حمولاته الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية. ارتباطا بالأوليات التصميمية، اللبنات : الديموقراطية، الاشتراكية والعدالة الاجتماعية. كما مثل دعامة رمزية ودافعة سيكولوجية لشتات التنظيمات اليسارية المتواجدة في كل بقاع العالم، حتى مع اختلاف الصيغ التنظيمية ومستويات الروافد الإيديولوجية، التي قد تتوزع بين يسار راديكالي إلى النخاع يتبنى عمليا القتال الميداني والكفاح المسلح التحريري من بداية الطريق إلى نهايته. ثم يسار جذري أيضا، لكنه وقف عند مستوى النضال المدني بالدفاع عن المضامين الثورية لمجتمع إنساني متكامل، وذلك بالإنتاج الإيديولوجي والتعبئة القاعدية للجماهير، ورفض كل تواطؤ مباشر أو غيره مع مؤسسات النظام السياسي الذي قد يشكل عائقا عمليا للبديل الحضاري التاريخي الذي يمثله اليسار.


في حين هناك نوع ثالث،يشكل استنتاجا مغلوطا للنوعين الأولين، أقصد بذلك اليسار الانتهازي، حينما يلتف زمرة من المدعين الدجالين بديماغوجية انهزامية على أصول النظرية، وقداسة الفعل النضالي. وصولا، إلى أهداف خاصة وذاتية لأشخاص بعينهم. يستغلون بشكل حقير، أسمى المفاهيم المجتمعية من أجل مآرب معاشية، يومياتية لا غير. يتحايلون ويمكرون، بدهاء لتسويق فعل سياسي متعفن ينتهي بالمصير الإنساني إلى قفص للقردة.


أضحى التاريخ إذن عقدة كابحة لليسار، للأنصار قبل المناهضين. تراجع المد وانطفأت حماسته، مما انعكس على الأداء اليساري خطابا وسياقا. ثم تبين بالفعل، كما لو أن الولايات المتحدة الأمريكية والمنظومة الرأسمالية تشكل حقيقة تعبيرا أصيلا عن جدلية التاريخ، وبالتالي فالمنظومة القيمية للعولمة هي بحق مدلول طبيعي لصيرورة الإنسانية. فالكل يفكر عموديا وجهة النموذج الاقتصادي الأوروـ أمريكي باعتباره أقصى الحلول الممكنة لأحزمة الفقر والفاقة.


لقد صاغت الكبوة، عوامل شتى ابتداء من البيروقراطية السوفياتية القاتلة، التي شوهت بل قضت كليا على دينامية وإنسانية البناء الاشتراكي، مرورا باحتياطات الاستغلال الممتدة في كل مناطق الذهب العالمية، حيث أعطت دعامة بنيوية وتكوينية لصيرورة النظام الرأسمالي، على الرغم من الأزمات الدورية والانهيارات المالية. أوشكت في أحيان كثيرة على إدخاله قسم الإنعاش الطبي.


تمكنت الرأسمالية آنيا، من الوصول إلى علاقات كونية بمظاهر سوسيو-اقتصادية ومعرفية، يصطلح عليها بالعولمة. أعادت صياغة القيم الاستعمارية وفق أبنية وأرضيات أخرى. تحاول استيعاب المعطيات الجديدة، بمزيد من الشد لتلك التراتبية الفوقية بين الشمال الغني والجنوب الفقير. بينما، اكتفى الجسد اليساري بترقب المباريات الانتخابية لكي يسمع عنه الناس من جديد. اللهم إلا ذاك الصعود في بعض دول أمريكا اللاتينية خاصة : نيكاراغوا، فينزويلا، بوليفيا، مع التذكير دائما بقلعة كوبا. ولاشك، بأن العامل الأساسي في الارتقاء المدوي لتلك الأنظمة الشعبية الثورية، يرجع إلى اللاوعي الجمعي للإرث الغيفاري الأبدي بخصوص تطلعات فقراء أمريكا اللاتينية. إضافة، إلى العداوة المتأصلة في نفوس هؤلاء ضد فظاعات سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، بدعمها لأكثر الأنظمة العسكرية دموية وسفكا، من أجل اجتثاث كل الأفكار التقدمية في المنطقة، ومن وراء ذلك تصفية كل الرافضين لاستغلال الولايات المتحدة الأمريكية البشع. أو حينما تنوب عنها في هذا الدور شركاتها الاحتكارية الكبرى. بالتأكيد، القولة الشهيرة التي أشاعت مضمر منطق تعامل رؤساء البيت الأبيض، مع القارة اللاتينية ـ بل والعالم الفقير بأكمله ـ كباحة خلفية، تختزل كل حديث بخصوص الوضع.


إن الدعايات الرجعية اللاتاريخية، التي يدافع عنها أعداء المصير الإنساني، تنتصر كل يوم لحقيقة العالم الآنية من خلال الوضع الذي هو عليه، باستتباب ركائز الليبرالية الجديدة، ذات الهواجس التوسعية على حساب حقوق الشعوب الضعيفة. مع تكريس كل الهياكل المعرفية التي تعيد باستمرار إعادة إنتاج البنية التيولوجية القدرية، التي أرادها دائما أعداء اليسار والمستقبل، لحظة مطلقة ونهائية للإنسانية، لأن في ذلك خدمة إيديولوجية لمصالحهم المادية والطبقية.


بالطبع، سينجح هذا الخطاب التنويمي الزائف، في تبخيس قيم اليسار وتفتيت جدواها، داخل قلوب وأفئدة كل من يشرئب إلى الانعتاق السياسي والتحرر الاقتصادي.


كما أشرت في مناسبة سابقة، أعيد القول بأن وضع العالم لم يتغير في جوهره عن موضوع النضالات المريرة التي خاضتها القوى التحررية فيما مضى. فقط الأشياء، أخذت مناحي وسمات مختلفة نوعيا عن ما كان سائدا، إبان تبلور أنساق الاستعمار التقليدي الذي كان من محفزاته الكبرى البحث عن المنافذ والأسواق ومصادر المواد الأولية، خدمة للاقتصاديات الرأسمالية التي كانت تبحث لها عن منقذ بعد الضربات الكارثية للحربين العالميتين الأولى والثانية.


ليس في الأمر من مبالغة، إذا قلت بأن دفاع اليسار في الزمن الحالي عن غاياته. أصبح أكثر ملحاحية لانتشال الإنسانية من مستنقع فقدان الذاكرة الذي أصابها. هكذا، حينما نستحضر ما يلي :


1 ـ برهنت الولايات المتحدة الأمريكية دائـما وبامتياز، على كونها الجرثومة الخبيثة التي تنخر النقاء الإنساني. تزيف القوانين، المفاهيم، التاريخ، الناس، المؤسسات…، سعيا وراء تكديس الشحم في أطراف عجلها الذهبي، على حساب أفواه ملايين المعذبين، الذين يئنون تحت وطأة الجوع، المرض، الحاجة، والألم…، بسبب هذا الجشع. من هنا، الحاجة الأنطولوجية أكثر منها سياسية إلى تكتلات مضادة، ومقاومة في مجموع دروب العالم. لكي يختل ويتزعزع هذا التمركز القطبي الأحادي الذي تأتى للولايات المتحدة الأمريكية بعد اندحار البيروقراطية السوفياتية ورفيقاتها في أوروبا الشرقية. المفارقة، ومقارنة مع السنوات السابقة، تكشف على أن النظام الدولي في جانبه الرسمي والمؤسساتي، أي من خلال أجهزة الدول والهيئات التسييرية، قد تحول لكتلة نمطية هامدة، خاضعة لقوالب التفكير والإرادة الأمريكيتين. على العكس، مما كان عليه الأمر، إبان فترة المد اليساري والثوري، حينما كان موقف إرادة الرفض يعبر عن نفسه، داخل جل المنظمات الحكومية قبل المستقلة. وتم دائما، تقليص مدى الهيمنة الأمريكية بواسطة الثقل المادي والرمزي، لهيئات سياسية دولية تشكلت بدعوات ومبادرات رموز سياسية تحررية وتقدمية سعت بكل نضالية ضبط صيرورة العلاقات بين الشعوب، بالعمل الدؤوب على إيجاد نظام أممي محكوم سياسيا واقتصاديا بتعددية قطبية وإقليمية تتوزع موجهاته بين القارات، في أفق القضاء على الأسباب التي تركز السلطة بيد الأطراف الاستعمارية الدولية.


2 ـ انطوت متون مجموعة من المثقفين الأحرار، على فضح صارخ للمنظومة المعرفية والإيديولوجية، التي صاغت الوعي التاريخي عند الإنسان القابع والمستكين لتهكم الدوامة الإنتاجية الرأسمالية. لقد صاغوا، في هذا السياق استدلالات مفهومية تبين العلاقة العكسية بين تراكم الماكينة الإنتاجية لقوانين السوق يقابله في الجانب الآخر، ذلك التلاشي المرعب للحس الأنطولوجي المميز للكائن الإنساني عن باقي معطيات الوجود. فالإنسان هو كذلك، لأنه حر ومختلف باستمرار عن نفسه ومحدداته. لكن حينما يروم إلى غير حقيقته فهو كتلة : صنمية، متشيئة، مستلبة، ذات بعد واحد، بوعي معلب، منتوج أداتي يخضع لنفس ثوابت الاستثمارات الوظيفية التي تحكم منظومة دورة السلعة في النظام الرأسمالي.


بطبيعة الحال هؤلاء الأشخاص الذين انتقدوا بفطنة كبيرة، الوعي الزائف لمجتمعاتهم، اعتمادا على حقول معرفية وثقافية معبرة جدا مثل : الفلسفة، الأدب، الشعر، المسرح، السينما، والموسيقى. اتهموا في الغالب من قبل المؤسسة الثقافية المسيطرة على دواليب بلد كل واحد منهم ب : الحمق، الزندقة العدوانية للمجتمع…، وفي أسوء الحالات يلصق بهم عار العمالة لمخابرات الدول الأعداء، أي الاشتراكية. إلا أن المثير، في أغلب كتابات هؤلاء تميزها بقيمة فكرية وفنية لافتة، إضافة إلى حداثة المضمون الوارد في نصوصهم انطلاقا من حدوس رؤيوية كثيرة كانت حاضرة عندهم، تأتى للإنسانية شيئا فشيئا الوقوف حقا على مقاصدهم، حينما اكتوت بسياقها الجحيمي في تطبيقاته المباشرة والحسية.


بالمعنى ذاته، فإن البناء الفكري والسلوكي، لما يعرف حاليا بالعولمة ـ تعبر اقتصاديا عن مرحلة أخرى من تطور النظام الرأسمالي ـ يقوم على أقصى تجليات الكليانية والاختزال، بلا هوادة، أو وضع في الحسبان لأدنى تقدير لانسيابية ولا نهائية الحس الإنساني. العولمة، تراكم كيفي ونوعي يواصل توطيد كل ممكنات الخواء التي تمس عمق الذات الإنسانية.


كان التصور اليساري بمستوياته النظرية والعملية أمميا وكونيا. ينطوي، على نزوع لإقامة مجتمع إنساني عادل، مشترك يتساوى أفراده في الحقوق والواجبات والمكتسبات. النقيض الجوهري، لهذه الكونية الموضوعية أو المفترضة يكمن في خلل صغر حجمه أو كبر، لحدود هذه المدارج، التي تضع الإنسان بشكل من الأشكال في منحدر الانهيار والمسخ الكافكاوي. لقد تحدثت كل بيانات اليساريين عن الشر الأخلاقي، المتمثل بدءا وانتهاء في الاستغلال، يفقد معه الفرد أي معنى لوجوده حيث يبدأ ذلك تجسيميا بأوليات بسيطة ، ثم ينتهي بقلب كلي لدلالة التاريخ ذاته.


بينما المسار التوتاليتاري المجحف للعولمة، الذي قد يلتبس عند الكثيرين بلا جغرافية الأفق اليساري، يتميز بكونه عقائديا، وواحديا. وفق منطلق ميكانيكي للهوية بين ثنايا الانصهار “المختلف” كما تدعيه تصنيفاتها. فالخلفية، اقتصادية أساسا تواصل نفس صيرورة البحث عن مصادر الثروة كما كان الوضع، مع البدايات الأولى لنمو الرأسمالية.


قتالية اليسار المبدئية، ضد كل أشكال العلاقات السوسيو-اقتصادية المشوهة القائمة على روح استعبادية تسحق الكون برمته، في سبيل الإبقاء على كنوز الثراء موصدة، إلا على زمرة عصابات اللصوص والقتلة المسيطرة في كل مكان على أرواح الناس وأجندة بقائهم. قلت، بأن نافدة التاريخ هاته، ستظل مفتقدة للتأسيس مع غياب مشروع فكري وجودي، يستشهد أولا وأخيرا بالنموذج الإنساني في ارتقائـه.

‫تعليقات الزوار

14
  • زائر مجهول
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:30

    رائع جدا

  • ADIL
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:18

    Nous les Marocains il n’est dans notre interet ni le communisme ni la democratie nous voulons un etat fort qui defends tous les Marocains partout dans le monde

  • Abou Anass
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:24

    Mr vous êtes encore dans le passé le communisme est mort depuis longtemps

  • شاهد
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:26

    مفهوم الدولة تلاشى! التاريخ يصنع بالحق و يدون بالباطل!المستقبل لن يكون إلا تاريخيا!

  • محمد أيوب
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:44

    “…أضحى التاريخ إذن عقدة كابحة لليسار، للأنصار قبل المناهضين. تراجع المد وانطفأت حماسته، مما انعكس على الأداء اليساري خطابا وسياقا…” ليس التاريخ وحده الذي اضحى عقدة اليسار واليساريين، بل التجارب والواقع ايضا…فتش عن “يساريينا” الواهمين والحالمين الذين اصبحوا انتهازيين ووصوليين ومتحالفين مع من كانوا يعتبرونم اعداءهم الايديولوجيين…ثم ترى هل تعتبر عبد الواحد الراضي الاقطاعي الكبير يساريا؟هل تعتبر رموز الاتحاد الاشتراكي كاليازغي والحبيب المالكي والأشعري وولعلو ولشكر وغيرهم من العجزة يساريين؟ وهل تعتبر “رفاقهم في باقي “دكاكين” اليسار يساريين فهلا؟ لقد سقط اليسار وانتهى مع أول ضربة معول هوت على سور برلين وانتهى اليسار وفكره الى مزبلة التاريخ ولم تعد له الا ذكريات حزينة لما رافق تطبيقاته من مآسي ضد الانسانية في الاتحاد السوفياتي غير المأسوف عليه وفي صين ماو وغيرهما من الدول التي ابتليت بحكام يساريين…انها النهاية الحتمية لفكر سبح ضد فطرة الانسان وطبيعته…ولقد اعطى رموز اليسار عندنا افضل تجسيد للانتهازية والوصولية والانبطاحية بهرولتهم نحو الدرهم والدينار والاورو والدولار عبر الجري نحو تحقيق المصالح الشخصية لهم ولاقربائهم ولزبانيتهم وتحالفوا مع اعدائهم من اجل الاستمرار في المناصب التي تمنحهم شتى الامتيازات…حتى من يدعي منهم الانتماء الى اليسار الجذري والمتطرف لا مستقبل له لانه يحمل فكرا عدميا لا يمكنه مسايرة تطور الانسان الفطري نحو نظام عرفي يوازي بين متطلبات الروح والواقع المادي للفرد…انهار اليسار وايديولوجيته لانه ضد الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها…صحيح ان الفكر الاشتراكي ذو النزعة الديموقراطية لا زال قاوم السقوط، ولكنها مقاومة فاشلة عندنا على الأقل، لأن حاملي هذا الفكر انتهازيون، فالاشتراكي الديموقراطي في اوروبا صادق مع نفسه: قولا وسلوكا، فهو يحمل فكرا علمانيا ملحدا، ولذلك فهو على عداء مع الكنيسة والدين بصفة عامة، وعليه لا تجد اشتراكيا ديموقراطيا في بلدان اوروبا يقصد الكنيسة للتعبد، لان قناعاته الاشتراكية ضد ذلك…فهل “اشتراكيونا” الديموقراطيون مثلهم؟ ابدا… انهم يصلون ويصومون ويحجون…واذا كانوا كذلك فعن اية اشتراكية يتحدثون اذن؟ اليس من ابجديات الفكر الاشتراكي-ديموقراطي او شيوعي- ان الدين افيون الشعوب؟

  • abdel
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:28

    السلام على الجميع…
    بداية هنيءا لنا للمغاربة بالاستثناء الذي تكرس بعد 20 فبراير…
    استثناء حاولت مرتزقة تكسيره ولاكن ضاع حلمهم, لماذا?
    جواب الاخفاق يكمن في تركيبة المنظرين:
    فهم اما قاعدين رادكالين مثلهم الاعلى فديل كاسترو, وإما عدلاويون مثلهم عبد السلام ياسين. هرمين في الديمقراطية والتناوب والمساءلة!!
    النتيجة اما مغرب ككوبا او مغرب كإيران, ولكي يصلو لهذه النتيجة يجب عليهم سحق 30 مليون مغربي, ثم يسحق احدهم الاخر, وهذا كمن يريد اسقاط القمر بمسدسه….
    فوالله اغبياء….. الى مزبلة التاريخ, اغبياء….

  • الحسيمى
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:36

    انتهازية اليساريين لايعنى ان الدنب على المنهج اليسارى مثلما يقول الاسلاميين فشل الاسلام ليس مرتبط بالاسلام
    المنهج اليسارى غايته وهدفه تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والحد من الفروق الطبقية الشاسعة ,وكل منهج يروم الى تحقيق هده الاهداف اسميه يساريا,فما العيب فى تحقيق هده الاهداف السامية؟اما من دكرتهم فهم بعيدون عن المنهج اليسارى ,انظر حتى القدافى يقول انا ثورى ,فها هو حقا ثورى؟
    ساظل يساريا ولو بقيت لوحدى احمل هدا الفكر فى هده الارض

  • خالد يزوغ
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:32

    أكيد أنك تحلم

  • oulad daoud
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:40

    أنا ضد كل من يقول بأن اليسار قد ولى بدون رجعة هذه فقط سحابة صيف عابرة للأن الخلفيات الإديولوجية لليسار هي المخلص الوحيدللشعوب من الإستبداد والقمع…أما فيما يخص المغرب فليس لديه يسار سياسي بقدر ما له يسار نضري وفقط يتبنى سياسة الكراسي ويراعي مصالحه الخاصة متخفيا وراء ستار خدمة مصالح ابناء الشعب.وعلى ضوء هذا فنحن ليس لنا يسار سياسي ومن كان يدعي أنه يساري فعليه أن ينزل الى أرض الميدان ويبرهن لنا عن صدق نواياه لأن العنف الثوري والممارسة هما طريق النصر والخلاص.لدى أنا أقول أن في المغرب هناك غياب لليسار السياسي اللهم في بعض الجامعات التي مازالت تزخر ببعض الطلبة الذين يؤمنون بفكرة اليسار والعمل على مقاطعة كل البوتيكات السياسية الإصلاحية. وخلاصة القول وبناءا على نضرية ابن خلدون في التعاقب الدوري للحضارات فأنا أقول بأنه سيأتي يوم سيتزعم فيه اليسارالإشتراكي قيادة العالم وفيه ستصبح الكلمة والسلطة للجماهيرالشعبية

  • زائر
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:38

    رأيي لايهم المقال بحد ذاته بقدر ما يهم طريقة الكتابة، فهي طريقة تركز كثيرا على الشكل اكثر من تركيزها على المضمون عن طريق الاساليب المجازية والاستعارات والبحث عن كلمات مثيرة لغرابتها أو قلة استعمالها، هذا الأسلوب جميل في الاستعمال الادبي الرواية القصة الخواطر الشعر لكن صدقني في الاستعمال العلمي والفلسفي من الافضل اللجوء الى لغة عادية واضحة وصريحة لايحتمل اللفظ اوجه عدة، ويكفي الرجوع الى المراجع العلمية الكبرى سواء في عالمنا العربي الاسلامي او على المستوى العلمي لتلحظ الى اي حد هناك بساطة في الكتابة والتعبير مع العمق الشديد في التحليل، وأحيلك مثلا على مفكرين لهما وزن ثقيل في المغرب والعالم العربي الاسلامي وهما محمد عابد الجابري وعبد الله العروي، طريقة الكتابة بسيطة لا تكلف فيها مع عمق في التحليل.
    حاول يا صديقي ان تهتم بالأفكار ولا تنسى ان الاشياء الرائعة هي الاشياء البسيطة، فالتعقيد تعبير عن وجود عقد نفسية، في كل شيء البساطة شيء رابع ومطلوب.
    هذا فقط رأي والرأي رأيك.

  • s.o.s
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:22

    … أنت تشبه إلى حد بعيد شعراء العرب القدامى الذين يستهلون قصائدهم بدمعة حنين على طلل دارس…أنت تحاول كفكفة دموع الشوق والحنين إلى فكرلم يعد له موقع من الإعراب اليوم ..وهذه “ليلاك”التي تبكي عليها كمايبكي عليها فلول اليسار..استيقظ من حلمك الوردي الجميل،فقد أصبح رهينا بجيوش “النت” وجحافل”الفايسبوك”وطوافان”التويتر”…ولات حين مناص (وانشروا تؤجروا )

  • driss karimi
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:42

    merci pour votre rafraichissement
    que votre éclairage
    aide à actualiser
    la pensée de la gauche marocaine
    qui a toujours mérité et mérite toujours LE RESPECT
    D’aucuns sont invités à comprendre que des femmes et des hommes justement issus de cette
    formidable nébuleuse de gauche a contribué
    et contribuera certainement à
    faire aboutir le processus démocratique du Royaume du Maroc.
    c’était un plaisir de vous lire camarade

  • خديجة
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:20

    انت تكتب ليقرأ الشعب واغلب الفئات لا يتجاوز مستواها التعليمي الابتدائي لدى عليكم تبسيط ما تكتبوه، لماذا العودة الى الوراء للحديث عن حركةاليسار نحن نعيش الان مع حكومة الفاسي هذه الحكومة يجب الكتابة عنها وماذا فعلت للشعب المغربي هذه هي الحقائق ليس التاريح وماذا فعل اليساريون او اليمنيون الماضي لن يعود نحن نعيش الان مع حكومة الفاسي لا مع اليسار انتقدوا اذا كنتم شجعان حكومة الفاسي المتعجرفة، ما اجمل واروع مقالات اسماعيل عزام اظن انك تعرفه حق المعرفة يمتاز باسلوبه المبسط وروعة في نقل الاحداث كما هي ،وجل مقالاته تعبر عن الواقع المعاش سواء عن الشعب او عن الحكومة لان الشعب في واد وحكومة في واد اخر.لا الفلسفة والتفلسف في الكتابة لم يفهم منها شيئا ولا هي تعبر عن شئ. بسطوا وعبروا عن الوقع كما هو.ودعوا التفلسف جانبا فالخير ان تفهموا الواقع كما هو لا كما تملي عليكم الكتب الفسفية او الجرائد الوطنية. المرجو نشر التعليق.

  • فيلسوفة
    الأربعاء 23 فبراير 2011 - 11:34

    loposition entre la droite et la gauche n est pas d abord 1oposition morale c est la politique elle meme la defence legitime et conflictuelle des imnterets 1 philosophe engage!JE NY CROIS PAS TROP.S IL FAUT SOUMETTRE LA PENSEE A 1CAUSE DEJA CONSTITUE PAR AILLEUR QUE RESTE T IL DE LA LIBERTE DE L ESPRIT!1PHILOSOPHE CITOYEN N EST PAS LE CONSEILLER DU PRINCE C CELUI QUI AIDE LES CITOYENS A DEVENIR PHILOSOPHE c

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 94

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 86

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة