التغيير..كما نريده

التغيير..كما نريده
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 17:13

خلافا لمسيرات حركة 20 فبراير السابقة التي كنت أتواجد خلالها بالرباط،شاركت هذه المرة في مسيرات البيضاء،اختياري لهذه المدينة كان عن دافع لمس رغبة التغيير في نفوس المغاربة ككل وليس فقط عند أهل العاصمة،لذلك لم أتفاجأ عندما اكتشفت إبداع سكان البيضاء لمسيرة متميزة بكل المقاييس،سطروا من خلالها على إبداع جديد ينضاف الى إبداعات الحركة،فالنضج الكبير الذي أبان عنه مختلف المتظاهرون،والشعارات التي رفعوها،والأعداد الغفيرة التي جمعت كل تلاوين الساكنة البيضاوية،كلها أمور تبين على أن الوعي بالتغيير صار يتجذر أكثر وأكثر في نفوس المغاربة…

لست هنا بصدد وصف المسيرة،فمقاطع الفيديو المنتشرة في اليوتيب تغني عن أي كلام،لكنني سأتوقف كثيرا عند تلك الشعارات التي رفعت والتي من الممكن ان تجدونها من خلال الصور التالية التي التقطتها عدسة كاميرتي المتواضعة..

https://picasaweb.google.com/115561731871203959190/24?authkey=Gv1sRgCLTT0s-X-uDs-gE&feat=directlink

أقل نظرة لهذه الشعارات،تبين أنها تتنوع بين ما هو سياسي،اجتماعي،حقوقي،واقتصادي،فكل مواطن يرى التغيير من زاويته الخاصة،فهذا لا يرى عن التغيير السياسي بديلا،بحيث يقر بكون الديمقراطية لا يمكن ان تتحقق إلا بضمان الانتقال نحو الملكية البرلمانية،وهذا يرى في حق السكن جوهر التغيير بالمغرب،بينما يرى الآخر أن توفير فرص الشغل للعاطلين أهم من كل تغيير آخر،بل حتى ان هناك من يحتج معنا فقط من اجل حث الدولة على سن قوانين تجرم اقتناء الكلاب الخطيرة..

لذلك،فتنوع هذه الشعارات يمكن أن يتحول الى سيف ذو حدين،ولنبدأ بالفرضية الايجابية التي تقول بأن هذا التنوع يخدم الحركة،فتلك الآلاف التي تخرج للاحتجاج يظهر أنها تحمل بصدق هم التغيير،فلا يهم أكانت رغبتها هاته تصب في الميدان السياسي أو الاجتماعي أو غيره،بقدر ما يهم الإنزال الكثيف للمواطنين داخل رقعة هذه المسيرات،والضغط على الدولة بأكبر عدد ممكن من الناس قصد تحقيق التغيير المنشود..

كما أن ايجابية هذا التنوع في الشعارات يظهر أيضا في عملية التعبئة خاصة للمواطنين الذين لا يفقهون كثيرا في الجانب السياسي،فأي مواطن محروم من السكن مثلا،لن يدخر جهدا للمشاركة في المسيرات عندما يعلم ان الناس يتظاهرون ضد أباطرة السكن الاقتصادي أمثال الصفريوي و ميلود الشعبي (الذي تبين أن لعبته بمساندة الاحتجاجات لم تنجح)،وكل مواطن متضرر من غلاء المواد الغذائية سيتضامن مع هذه المسيرات عندما يرى إخوانه يرفعون شعارات مطالبة بتخفيض أسعار هذه المواد بدل تلك الزيادات المتتالية…

غير أن المشكل الذي قد ينتج عن هذه الشعارات،يظهر في حال ما استجابت الدولة لبعضها المتعلق بما هو اجتماعي واقتصادي،كتشغيل المعطلين و دعم المواد الغذائية بشكل أقوى من السابق،فقد يقتنع الكثير من المتظاهرين بعدم جدوى الاستمرار في الاحتجاجات،وبكون الدولة قد حققت لهم ما يريدون وبالتالي عدم وجود أي عذر للخروج مجددا في الشارع،وبهذا يتحول المواطن الذي يحتج على أوضاعه المعيشية فقط من عنصر فاعل في الاحتجاجات الى الكلمة السر في تناقص عدد المحتجين مستقبلا بعدما تتمكن الدولة من إسكات صوته بالاستجابة لمطلبه الاجتماعي أو الاقتصادي…

وأكبر دليل عل هذا،يتجسد في حركات المعطلين من ذوي الشهادات العليا،فقد قرروا في وقت ما المشاركة في احتجاجات أول أيام الحركة أي 20 فبراير،لكن بمجرد ان استجابت حكومة الفاسي لمطلبهم وخصصت لهم حوالي 10 في المائة من ميزانية السنة،حتى انفضوا وأعلنوا عدم مشاركتهم في المسيرات..

لذلك على من يخرج الى المظاهرات مستقبلا،ان يعي بأن التغيير لا يمكنه ان يتم على جانب معين ويغفل جانبا آخر،لأن ما نريده من مغربنا ليس فقط ان ينتعش اقتصاديا أو ان يتحسن اجتماعيا،وإنما نريد منه ان يقطع نهائيا مع عهود السرقة والتخلف والاستبداد والملكية المطلقة،فالتغيير في أعراف المجتمعات يشبه كثيرا دواء الزكام الذي لا يمكنه ان يثبت فعاليته إلا عندما يستوفي جميع المراحل ولا يتوقف عند مرحلة معينة..

في الأيام الماضية،أعلن الملك عن إصلاحات في خطاب أسماه الكثيرون بالتاريخي،وتم توظيف مجموعة من المعطلين من ذوي الشهادات العليا،وتعهدت الحكومة بالرفع من الأجور،إلا أن كل هذا ليس سوى بداية لما نريده من إصلاح،فالدولة تستجيب للمطالب البسيطة التي لا تكلفها الجهد الكبير،أما المطالب الكبرى الضرورية من قبيل محاسبة ناهبي المال العام ومحاكمة المجرمين والانتقال إلى الملكية البرلمانية،فهي تحاول تنويمنا وجعلنا ننساها بنفس الكلام الخشبي وبنفس التحليلات السطحية،بل وفي كثير من الأحيان،بكثير من الضحك على الناس كما حدث مع ما أسموه بالعفو الملكي عن المعتقلين السياسيين..

لكن هذه اللعبة لن تنجح،لأننا بكل اختصار:

[email protected]

http://www.facebook.com/ismailoazzam

‫تعليقات الزوار

3
  • mona
    الأربعاء 27 أبريل 2011 - 17:19

    من خلال كلامك يتضح ان ليس الهدف في المسيرات الاصلاح والتغيير
    انما اهداف اخرى
    يااخي انت تريد ان يتم كل شي بين عشية وضحاها وهدا طبعا مستحيل الا ادا كان الهدف في المضاهرات دوافع مخفيه لايعلمها الا المتخفيين وراء ستارة هم الشعب ومصلحه الشعب
    والمستغليين ايضا اقلاما للتحريض
    بعلم وامن غير علم
    الكل يريد النغيير والاصلاح ومحاربه الفساد لكن بطريقه عقلانيه وممنهجه الا ادا اردتم ان تحولوا المغرب الى عراق او ليبيا او حتى مصر
    لكن وقتها لن يكون لديكم الوقت للكتابه ولا المضاهرات لانكم سوف تنشغلون بحمايه انفسكم واهليكم واملاككم من السيبه التي سوف تعم
    الله يحفض المغرب

  • عبدالرحمان
    الأربعاء 27 أبريل 2011 - 17:15

    بسم الله الرحمان الرحيم

    يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ” ..
    فهذه الآية ، سنة كونية يسطرها لنا الباري عز وجل في كتابه حتى نكون على بينة، وحتى لا نبتعد عن الجادة ونتوه عن الصواب، وحتى لا نضيِّع العروة الوثقى. هذه آية تمثل معادلة ثابتة مفادها أن الله لن يغير حال قوم من وضع مرضي مريح إلى وضع ضنك مذموم أو العكس إلا إذا غير هؤلاء القوم ما في قلوبهم، فإذا وجهوا قلوبهم إلى مولاهم وامتثلوا أوامره وابتعدوا عن نواهيه غيّر الله حالهم إلى أحسن حال، وإذا توجهت قلوبهم إلى الشهوات وارتكست أنفسهم في حمأة الرذيلة غيّر الله حالهم إلى أسوأ حال، يقول سبحانه: ” فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى”
    فهذا القانون الإلهي يعلمنا أننا لكي ننعم بحياة آمنة مرضية يأتينا رزقنا رغدًا فإننا لا بد أن نتفقد قلوبنا ونتفقد علاقتنا بمولانا، لا بد أن نرضي مولانا عز وجل، وعبثًا نحاول أن نصلح أحوالنا إذا نسينا هذا القانون الإلهي أو تجاهلناه، فسنن الله سبحانه لا تتغير ولا تتبدل، ” سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ”
    يقول عليه الصلاة والسلام : ((من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)) أخرجه الترمذي عن أنس.
    هذه حقيقة ثابتة لاتتغير ..

  • Mohamed
    الأربعاء 27 أبريل 2011 - 17:17

    عجيب امر وسائل إعلامنا العريقة سواء العمومية منها او الخصوصية،فأينما وليت وجهك تمت خطابات سياسية لاتخلو رغم إفتقارها لأبسط اساليب الخطابة من نبرة رنانة حالمة تبدو معها كل اللأشياء وردية اللون،تخال نفسك معها شابا،امرأة،رجلا،طفلا،… بما للكلمة من معنى في دولة ديموقراطية،جمل مطنبة وأوصاف بديعة وكلمات مرقونة أريد لها ان تعبر عن مغرب جديد، مغرب قد تتطاحن المنظمات والهيئات السياسية المغربية في محاولة منها لنسبه،كل ال نضالاتها وتضحياتها، في حين ان المشروع الإصلاحي الضخم والهام ليس في نظري انا كملاحظ بسيط سوى برنامجا صيغ بحكمة وتبصر ليمتص هذا الحراك اللامسبوق،وإني لأكاد أؤكد جازما بأن نتائجه معروفة مسبقا لدى مبدعيه.وإلا فماذا تنتظرون من هيأة أريد لها ان تستمع لكل الفرقاء السياسيين و المنظمات وأن تجمع الآراء من هنا وهناك, غير ان ترفع إلى نظر جلالته السامي تقريرا ملؤه التناقضات، فهذا يدفع بالقاطرة نحو اليمين وذاك نحو الشمال، ليبث فيها اخيرا جلالته بالوسطية لفض النزاع لتبقى القاطرة في سكون، خلنا مع إرتجاجها المدوي أنها قطعت مسافات تستحيل معها العودة إلى الوراء, في حين أن القاطرة تحت تأثير قوى مجموعها منعدم لم تتحرك قيد أنملة

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس