الرؤية الملكية التجديدية للمشروع التنموي

الرؤية الملكية التجديدية للمشروع التنموي
الخميس 19 أكتوبر 2017 - 23:35

امتلأت الخطب الملكية هذا الموسم بالتشريح الدقيق للوضع الاجتماعي للبلاد، والنقد الحاد للإدارة العمومية، والجلد للمؤسسات السياسية، أحزابا ومنتخبين. وتزاحمت الأفكار، وتعددت الآراء، فسالت الأقلام، وتبللت الصحف، واشتعلت المواقع الإلكترونية، وارتجفت القلوب لدى البعض، وشُدت الأعناق إلى السماء تنتظر الزلزال السياسي المنتظر.

فإذا زلزلت الساحة السياسية زلزالها إن اقتضى الأمر كما قال جلالة الملك، فهل ستحل الحكومة؟ أم يحل البرلمان وتعاد الانتخابات من جديد؟ أم تحل الأحزاب ونذهب إلى حكومة تكنوقراطية خالصة لا يشوبها شائب من السياسي الذي لم يعد مقنعا خطابه أو النقابي الذي نكس في الخلق رمزيته؟.

تلك الواقعة إذا ما وقعت، وإذا ما زلزلت الساحة السياسية، فهل فعلا يختفي برنامج التنمية القديم ويندرس إلى الأبد، وينفتح أمامنا برنامج تنمية جديد كما يناشد جلالته جميع الفاعلين من حكومة ومنتخبين ومسؤولين إداريين إعداده وتنزيله؟ وهنا نتساءل أي برنامج تنموي يريده جلالة الملك للبلاد؟.

من خلال الخطب التي اطردت بين الناس، وتواترت بين المواطنين، يمكن رسم خمسة مرتكزات للبرنامج التنموي الجديد الذي ابتغاه الملك لشعبه.

المرتكز الأول: برنامج يجعل الشباب في صلب اهتماماته، ومن أولوياته خلق فرص الشغل وتمكين الشاب من استكمال دراسته أو الدفع به إلى مراكز التكوين التطبيقي والتأهيل المهني ليسهل عليه ولوج سوق الشغل .. خلق الفضاءات السوسيورياضية ودور الشباب والثقافة ضرورة مجتمعية لا بد من العمل على توفيرها؛ مع تمكين الشباب أيضا من الولوج إلى المرافق الصحية مجانا.

المرتكز الثاني: برنامج يركز على تغيير العقليات وتأهيل المجتمع؛ وذلك بخلخلة الفضاء العمومي قليلا أو زلزلته كثيرا ليفتح الباب أمام الشباب في الإعلام الرسمي بدل الوجوه القديمة التي لم تعد تتجاوب وحاجيات الشباب في النقاش العمومي.

المرتكز الثالث: برنامج يؤهل الإدارة العمومية ويبسط المساطر ويسهل عملية الولوج للمرتفقين؛ إذ كثرت الوثائق والملفات التي تواجه المواطن عند ولوج أي مرفق، والتي يجب القطع معها وتسريع وتيرة الإجراءات الإدارية لدى جميع القطاعات الحكومية.

المرتكز الرابع: برنامج يربط المسؤولية بالمحاسبة. وهنا يقول جلالته إن زمن التساهل ولى ولا بد من ربط المسؤولية بالمحاسبة. وهنا يبرز دور المجلس الأعلى للحسابات والمفتشيات المركزية والقضاء في تحقيق وتنزيل البرنامج التنموي الجديد.

المرتكز الخامس: برنامج يمتاز بالسرعة في التنفيذ والنجاعة في التطبيق والحزم في التتبع والمراقبة. ولتحقيق ذلك لا بد من تحديث الإدارة وتأهيلها ومراجعة المساطر التقليدية والانفتاح على عالم الرقمنة داخل جميع المرافق العمومية.

تبقى هذه المرتكزات الخمسة، حسب رأيي، ضرورية لوضع معالم البرنامج التنموي الجديد.. برنامج ينطلق من رؤية ملكية ذات نظر ثاقب ومقاصد جليلة وغايات مجتمعية سامقة وجب على الفاعلين، حكومة ومنتخبين، وشبابا ومثقفين، التقاطها من أجل طَي مرحلة التواكل والبدء في مرحلة التفعيل والتسريع والضبط والنجاعة.

‫تعليقات الزوار

7
  • طنسيون
    الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 03:12

    تتغير البرامج وتتشكل مآربها وتخرج بشكل جديد، لكن الواقع يظل نفسه يحمل معه إكراهات ومعيقات هيكلية وجوهرية، ألا وهي تغيير العقليات وتغيير الفكر المجتمعي وتغيير السلوك المتخلف والانخراط في أسلوب الحياة الحظارية والحداثة المتطورة. فلا يعقل أن يظل مجتمعنا المسامح والمتفح والمنفتح يعيش بمظاهر مخلة في الفساد والفقر والجهل والتسيب والاستبداد لعقود من دون تحقيق آماله وطموحاته في العيش الكريم. والحل هو في إعداد وتأهيل أجيال المستقبل بمنظور عصري متطور بدء بتغيير منظور التعليم و رؤيته.

  • محمد أيوب
    الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 09:04

    زدنا تطبيلا:
    يقول الكاتب:"امتلأت الخطب الملكية هذا الموسم بالتشريح الدقيق للوضع الاجتماعي للبلاد،والنقد الحاد للإدارة العمومية،والجلد للمؤسسات السياسية، أحزابا ومنتخبين.."..ويضيف:"برنامج يربط المسؤولية بالمحاسبة:وهنا يقول جلالته إن زمن التساهل ولى ولا بد من ربط المسؤولية بالمحاسبة.وهنا يبرز دور المجلس الأعلى للحسابات والمفتشيات المركزية والقضاء في تحقيق وتنزيل البرنامج التنموي الجديد".ان المتتبع للتعليقات و"التحليلات"التي انصبت ولا تزال تهطل على الخطب الملكية الأخيرة يلاحظ زيادة عدد المطبيلن لما جاء في هذه الخطب وكأنها فتح جديد..بينما الواقع الصريح والواضح هو أن من يمسك زمام الأمور بالوطن هو المؤسسة الملكية ومحيطها..فلا الحكومة ولا باقي المؤسسات تملك من القرار شيئا الا بالقدر الذي يملكه موظف بسيط في ادارة ما..وفشل النموذج التنموي الحالي وبقاء سؤال مصير الثروة من غير جواب هو مسؤولية هذه المؤسسة ومن يدور في فلكها لأنهم هم من يصنعون النخب ويوزعون الريع السياسي والاقتصادي على خدامها..وهم من لا يطبق شعار: المحاسبة/المسؤولية..فالملك له من السلطات ما به يستطيع فعل كل شيء في صالح الوطن..

  • said
    الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 09:56

    النموذج التنموي الذي فشل لم يكن من اختيار الحكومات المتعاقبة ولا الحكومة الحالية فلماذا حلها’
    الحكومات سابقا وحاليا هي مجرد اداة منفذة لارادة واختيارات القصر منذ عهد الحسن الثاني في الستينات ..
    لنكن صرحاء من بلور هذا النموذج التنموي ومن اختار الليبرلية الاقتصادية المتوحشة التابعة للسوق الراسمالية ومن اهمل التنمية البشرية مند الستينات ? من اهمل التعليم والصحة وعدالة التوزيع ووزع الضيعات الفلاحية التي تمتد الى مرمى البصر على كبار الفلاحين وضباط الجيش السامون?
    وهل طبق اليوسفي الاشتراكي نموذجه التنموي الذي كان يبشر به ام انه ظل وفيا لنفس الاختيارات الحسنية وهي شروط امليت عليه قبل تسلم الوزارة الاولى?
    وهل طبق بنكيران نموذجا تنمويا معارضا لاختيارات الدولة العميقة ام انه كاليوسفي طبق ما كان يملى عليه من اختيارات وشروط ?
    تم من يراس المجلس الوزاري الحكومي فيكون رئيس الحكومة تحت وصايته واشرافه المباشر?
    اذن ففشل النموذج التنموي هو فشل اختيارات صنعتها الدولة العميقة والقصر بالذات مند عهد الحسن الثاني, واول الاصلاح ان نملك شجاعة الاعتراف بالحقائق وتسمية الامور بمسمياتها..

  • مهاجر
    الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 10:50

    جميل ان نسمع خطابات الملك رءيس الدولة التي تشخص الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمغاربة. ولكن ماهي الحلول العلمية والعملية التي ستساعد لحل مشاكل المواطنين والمواطنات في التعليم والصحة والسكن والشغل والعيش الكريم وبناء دولة الحرية والكرامة والعدالة? الملك رءيس الدولة ينتقد جميع المؤسسات الدستورية التي لم تقم بواجباتها. ولكن من ينتقد ويساءل المؤسسة الملكية التي هي جزء من المشاكل التي يعاني منها المواطنون والمواطنات منذ الاستقلال المشروط الى يومنا هذا. الملك يتساءل في خطابه مثلا عن اين تذهب الثروات ولكن المواطن العاقل ليس بسخيف ويعلم ان الثروات تتمركز في يد المؤسسة الملكية نفسها ومن يدور في فلكها. الثروات تصرف في ميزانية القصور في الداخل وفي الخارج. الثروات تهرب الى بنما والبنوك الاجنبية وتستثمر في مشاريع افريقية. في يد المؤسسة الملكية تتمركز كل السلط ويتم مزج الدين بالمال والاقتصاد والسلطة والنفوذ والسياسية. اذن فمن المستحليل الحكم بالعدل وبناء دولة الحق والقانون والعدالة والحرية والكرامة. لان المؤسسة الملكية تتبنى عقلية وفكر وثقافة تنتجج العبودية والاستبداد والفساد.

  • hossam moslih
    الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 20:35

    الحقيقة الكبرى التي لايعرفها جل المغاربة أن الإصلاح مسألة تتعلق بحجم إرادة المواطن ووزن صبره على تحدي الإكراهات المنتظرة في طريق يبدو مضرج بأشواك الفساد وإذا سمحت لنفسي بقول هذا فإنني لاأعتذر للأحد إذ قلت كذالك أن المؤسسة الملكية في شخص الملك لا يمكن أن تقوم بأي خطوة إيجابية منفردة إذ لم يكون الشعب بشكل عملي يصر على ذالك وهذا لأن أخطبوط الفساد المتغلغل في جميع المؤسسات أقوى على أن يتم دحره بإشارة ملكية وهنا جائت كلمة زلزال سياسي في خطاب جلالته مرفوقة مسبقا بكلمة وسائل غير معتادة كدليل على الحاجة لثورة الملك والشعب جديدة،

  • said
    الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 20:44

    وي القديم كان من صنع الحسن الثاني في الستينات وكان قد اقصى الاحزاب الوطنية عن المشاركة في بلورته بسبب خلافاته العميقة معها, فكان اختيار الليبرالية الاقتصادية والاندماج في السوق الراسمالية العالمية مع اعطاء اولوية قصوى للزراعة التصديرية( الحوامض والبواكر) وللصناعة التحويلية الخفيفة التي تتطلب يد عاملة كثيفة وبخسة كالنسيج مثلا, وقد ظل المغرب مخلصا لهذا البرنامج الذي اهمل الاستثمار في التنية البشرية الى اليوم..
    الان بعد ان ظهرت محدوديته,وتم نقده من طرف الملك نفسه, فقد اصبح لزاما على المغرب وعلى الملك بالذات باعتباره رئيس الدولة ان يبلور برنامجا تنمويا في اطار رؤية وطنية استراتيجية وشاملة تشارك فيها جميع الاطراف وليس فقط الاحزاب الحكومية, ولن يتم ذلك الا من خلال مجالس خبراء وكفاءات يراسها الملك وتضم الكفاءات الوطنية التقنوقراطية والحزبية والنقابية,ويمكن ان تنفتح حتى على الكفاءات والخبرات الدولية ان لزم الامر, اما ان نرمي بالكرة في مرمى الحكومة فانها لن تهيء لنا سوى برنامجا مرتجلا سرعان ما سينتهي مع ولايتها لتبدا حكومة اخرى برنامجا اخر وهذا هو العبث..

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب