لوموند الفرنسية و'لافارج" السويسرية للإسمنت والإرهاب؟

لوموند الفرنسية و'لافارج" السويسرية للإسمنت والإرهاب؟
الأحد 22 أكتوبر 2017 - 21:30

فضيحة أخرى بدأ الكشف عنها والتحقيق القضائي فيها الشهر الماضي. قد تفكرون في “هارفي وينشتاين” المنتج الهوليودي المتهم حاليا بالاغتصاب والاعتداء والتحرش الجنسيين في حق عدد يتضخم كل يوم من النساء منهن نجمات سينما وغناء مشهورات وفنانات أو مهنيات أقل شهرة أو غير معروفات. فالرجل حسب ما قيل عنه كان يرى في كل امرأة فريسة ولا يفرق في سبيل شهواته بين المغمورات والمشهورات، ما دام نفوذه وجيبه يحميانه من المتابعة، إلى حين.

هذه الفضيحة، وإن قامت لها الدنيا ولم تقعد، لم تفاجئ من يعرف تاريخ وخبايا “العفن السابع” في هوليود، على عكس الفضيحة المقصودة هنا التي تفاجأ لها الكثيرون ولم يكن لها نفس الصدى الإعلامي الدولي رغم خطورتها. إنها قضية “لافارج – هولشيم”.

لمن لا يعرف هذا الاسم، رغم وجوده على التراب الوطني منذ عقود، فالأمر يتعلق بشركة الاسمنت السويسرية “العملاقة”. وقد تفجرت فضيحتها حين “ضبطت متلبسة” بتمويل الإرهاب وتزوير وثائق جمركية.

في أواخر شهر شتنبر الماضي كتبت صحيفة لوموند الفرنسية أنه وفقا لعناصر البحث القضائي، كانت “لافارج ” تؤدي 20 ألف يورو شهرياً لداعش حتى تستمر في استغلال معملها بمنطقة “جباليه” في سوريا، كما أنها زورت وثائق رسمية خاصة بالجمارك قصد التغطية على هذا التمويل وعلى مصدر اسمنتها المنتج في سوريا وبالضبط في مناطق كانت خاضعة لداعش. وقد أسفر التحقيق عن معطيات أخرى لم تكن في الحسبان.

رغم أن فضيحة “إينشتاين الاعتداء الجنسي” غطت على فضيحة “العملاق الاسمنتي”، فقد تناولت وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية هذا الخبر، وعبر أغلبية المتتبعين لهذا الملف عن استغرابهم لما قامت به “لافارج “. لكن بالنسبة لمن يعرف الوجه الحقيقي للشركات المتعددة الجنسيات والليبرالية المتوحشة، فالمتوقع من مثل “لافارج ” أن تفعل ذلك والأكثر من ذلك لأن هاجس الربح يطغى على أي اعتبار آخر لديها.

قد يقول قائل ما دَخلنا بهذا؟ والإجابة سهلة ما دمنا نحن كذلك معنيين بممارسات مثل هذه الشركات، لأن “لافارج -هولشيم” موجودة في بلادنا، وقد احتكرت قطاع الاسمنت لسنوات. وقد يجد ذوي الألباب في هذا الحضور المهيمن إجابة شافية عن سؤال: لماذا اتجه المغرب إلى البناء “الخرساني” بدل اختيار مواد أقل تكلفة ومتوفرة لدينا استعملت في البناء منذ القدم ومازال بنيانها شامخا إلى اليوم؟

لمن يشكك في نوايا وممارسات “لافارج ” القديمة/الجديدة أورد معلومة للتاريخ: في سنة 2000 تقدمت “لافارج” بطلب للحكومة المغربية قصد حرق العجلات أو الإطارات المطاطية في معاملها، باعتبار هذه العملية “صديقة للبيئة” لأنها تعيد تدوير النفايات (العجلات في هذه الحالة) وتستعملها في إنتاج الطاقة وبالتالي في ما يسمى بالنجاعة الطاقية، أي بمفهوم “لافارج ” هذه عملية “اربح اربح”!

ربما كانت الحكومة سترخص لها بذلك لولا يقظة قطاع البيئة الذي اعتبر العملية قضية نصب واحتيال محبكة، لأن السماح للشركة المذكورة بحرق العجلات في معامل اسمنتها بالمغرب سيحول البلاد إلى مزبلة كبيرة، فهي ستعمد إلى استيراد إطارات أوروبا التي لا تسمح القوانين الصارمة فيها برميها كيفما تأتى، كما تمنع حرقها دون مراعاة معايير المقذوفات الغازية الجاري بها العمل هناك. وبالتالي، أليس تصدير التلوث إلى بلد لا تطبق فيه نفس القوانين والمعايير البيئية الأوروبية أقل تكلفة وأكثر ربحاً بالنسبة للافارج؟ أضف إلى ذلك ضمان “الشاري” في عين المكان دون حاجة إلى النقل…

هذه هي “لافارج ” كما عرفتها، ولكم واسع النظر، أما الفَرَج فمن عنده سبحانه!

‫تعليقات الزوار

5
  • KITAB
    الأحد 22 أكتوبر 2017 - 22:05

    فيما يخص النجومية المرتبطة بالمرور من بوابة التحرش الجنسي أو بالأحرى السرير، فقط أباطرة الصحافة فجروا هذه القضية وإن كانت قديمة ومعتادة بين النساء نجوم هوليود خاصة وباقي المخرجين حتى ولو كانوا عاد اقطر بهم السقف كحالة ممثلاتنا السينمائية في المغرب، فقد جاء على ألسنة العديدات منهن أنهن يمررن من بوابة السرير الحميمي قبل أن يقر المخرجون السينمائيون في شأن منهن أدواراً سينمائية معينة، وقد ينسحب الأمر على النجومية بصفة عامة تعلق الأمر بالغناء أو الرقص أو التمثيل في السينما والمسرح معا فالمخرج قبل تقريره في شأن نجمة على هذه الأخيرة أن تنقاد لنزواته وتتسرب إلى فؤاده ، وتحياتي

  • زينون الرواقي
    الأحد 22 أكتوبر 2017 - 22:09

    تفجر فضيحة تعامل لافارج مع داعش لا تعود الى أواخر شتنبر الماضي وجريدة لوموند ليس لها سبق في هذا بل سبقها جون لوك ميلونشون خلال الحملة الانتخابية حين أشهر ضمن ما أشهره من أوراق الفساد هذه القضية حيث وعد في حال فوزه بإحالة عملاق الإسمنت لافارج على القضاء ، الشركة سيئة السمعة سبق لها ايضا ان ابدت استعدادها لتوفير الإسمنت والمشاركة في بناء الجدار العازل بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي وعد ترامب ببنائه ما حدا ببلدية باريس الى إلغاء صفقة تزويد الشواطيء الاصطناعية بباريس paris plages التي تزودها الشركة بإطنان من الرمال لنثرها على ضفاف نهر السين ، انها نموذج للرأسمال المتوحش الذي لا يلتفت الى الأخلاق لكن ماذا عن أخطبوط صناعة وتجارة الأسلحة التي تسقط في يد التنظيمات الإرهابية أليس الكل يغذي آلة القتل بطريقة أو بأخرى ؟

  • الرياحي
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 00:07

    وضحت الأستاذة معنى "رجل مع الشفار ورجل مع مول الخيمة" والحقيقة أن القضيتين مرتبطتين فحكومتنا أيضا "تَخُشُّ" في نفس السرير (elle couche ) مع عدة شركات دولية سيئة الذكر كما أنها (حكوماتنا) "ينشطها "ممثلين وممثلات أضحو شناقة سياسيين يؤدون أدوارهم بردائة منتهية.وكل من°°°°°° "يخش"

    ملاحظة : دأبت الأستاذة على زخرفة كتاباتها بعلى الأقل مثل شعبي فربما ترائ لها اليوم أن شرح الواضحات من ..

  • كاره الضلام
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:59

    لوران فابيوس هو المتورط في القضية و هو الدي مد داعش بتلاث دفعات بالملايير يعني ان الدولة الفرنسية هي المتورطة و ليس لافارج،و المعروف ان الدولة الفرنسية كانت تتستر على المصنفين s و تتركهم بكامل الحرية حتى يقوموا باعمالهم الارهابية باخراج مسرحي مفضوح كالعثور على جوازات سفر في مكان الحادث مرارا
    اما ربط ما جرى هناك بالمغرب فهو من العته المعروف لدى المستلبين الدين ينتمون لاي شيئ و اي مكان الا للمغرب و يفكرون في مصالح اي قوم الا مصالح المغرب، تريدون منا ان نطرد الشركة او نحاسبها نحن بينما وزير فرنسي متورط و لم يلاحقه احد؟ ما شاننا نحن في فساد شخص هناك؟
    حينما يتعلق الامر بجهة غربية فالمستلبون يملؤون الدنيا صراخا و لكن حينما يتعلق الامر باسيادهم في الشرق يبلعون السنتهم، لمادا لا تتحدثون عن فضيحة حزب الله الدي خرج مدافعا عن قافلة داعش المتوجهة الى جير الزور و هاجم التحالف لانه قصفها؟ لمادا لا تتحدثون عن تحالف بشار و داعش؟اين يختفي دكائكم الوقاد الدي يفضح الغرب حينما يتعلق الامر بالعصابات التي تدعي المقاومة؟ الكل يمول و يستعمل داعش و اولهم بشار و ايران

  • كاره الضلام
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 16:26

    نحن لا تهمنا داعش الا هنا و لا يهمنا الارهاب الا بقدر ارتباطه ببلدنا ،و مادام دويعش مقموها هنا و مادمنا نقمع خفافيشه قبل ان يفكروا في الحاق الضرر بالمغرب العظيم فلا يهمنا ما يفعلونه في الخارج، نحن نحارب الارهاب من اجل المغرب وحده و لا يهمنا ما يفعله في بلاد اخرى، و نفس الشيئ بالنسبة للشركة، نحن لا يهمنا ما تفعله في الخارج و انما ما تقدمه للبلد و ان تبني جدار اسرائيل او مستوطنات لا يهمنا مادامت لا تؤدي بلدنا
    الغرب حينما يحارب داعش فمن اجل مصالحه الوطنية و ليس من اجل شعارات التحضر و الحرية و حينما يمول داعش فمن اجل مصلحته ايضا ،هم يتقلبون مع المصلحة و الاقزام هنا يدمنون الاشعار و يريدون تغيير العالم ،لا وجود لما يسمى القيم الانسانية في الغرب و قيمة القيم هي المال و حينما تقتضي المصلحة المادية خلق داعش فنهم يخلقونه و يمولونه و يجاهدون دون زواله،هم يقدسون المصالح و الاقزام يصدقون الشعارات، نحن يجب ان نقدس مصلحة المغرب وحدها و ان اقتضت تلك المصلحة تمويل داعش فسيكون من الخيانة عدم تمويله،لا عتب على الشركة بل العتب على من يصدق الشعارات و يدافع عنها

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب