الكتاب المغاربة وجائزة نوبل للآداب

الكتاب المغاربة وجائزة نوبل للآداب
الأحد 22 أكتوبر 2017 - 20:03

يعتقد الكثير من المثقفين المغاربة أننا لا نملك تاريخا مع نوبل، وخاصة مع نوبل للآداب.

إن الكتاب المغاربة لا يجرؤون على الحلم بنوبل للآداب، ويظنون أن الكتاب المشارقة أولى بالفوز بهذه الجائزة المرموقة. فمنذ فوز نجيب محفوظ بالجائزة لم يتقدم كاتب مغربي للترشح لها، أو على أقل تقدير أن يكون في لائحتها، سواء الطويلة أو القصيرة.

فهل لازالت عقدة المشرق حاضرة في أذهان الكتاب المغاربة؟ شخصيا، أعتقد ذلك.

لكن قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أبين، باختصار شديد، طريقة اختيار الكتاب المرشحين، وسأعطف على التجربة المغربية، الوحيدة واليتيمة-حسب علمي-مع هذه الجائزة.

1//كيفية اختيار المرشحين

في كل عام ترسل الأكاديمية السويدية طلبات ترشيح للمنتخبين لجائزة نوبل للآداب: أعضاء في الأكاديمية، أعضاء في أكاديميات الأدب والمجتمعات، أساتذة في الأدب والألسن، أحد الحاصلين على الجائزة سابقا، ورؤساء منظمات الكُتاب يسمح لهم باختيار المرشحين.

الترشيح الذاتي غير مسموح به. فقط خمسون مؤلفا يتم قبولهم من آلاف الطلبات المقدمة كل عام. هذه الاقتراحات يجب أن تتسلمها الأكاديمية بحلول الأول من فبراير، إذ يتم اختبارها، وخمسة فقط يتم قبولها بحلول الصيف بعد فحص واختبار لها من لجنة نوبل. الأشهر اللاحقة تقضى في مراجعة الأعمال المؤهلة للانتخاب. في أكتوبر من العام نفسه يقوم أعضاء اللجنة بالتصويت، والعضو الحاصل على أكثر من النصف يصنف بالحائز على جائزة نوبل.. والإجراء نفسه يتم مع كافة الترشيحات لباقي فروع نوبل. يحصل الفائز أيضا على ميدالية ذهبية ودبلوم نوبل، ويستدعى لإلقاء محاضرة أثناء مراسم تقديم الجائزة في العاشر من ديسمبر من العام نفسه، في ستوكهولم.

لا يتم منح جائزة نوبل لأي شخص متوفى مهما كانت إنجازاته؛ فمن شروط الترشح لها أن يكون الشخص على قيد الحياة. كما يمكن أن يتم ترشيح الشخص نفسه أكثر من مرة. ويتم تلقي الاقتراحات والترشيحات من أساتذة لهم باع طويل في المجال نفسه، سواء كانوا أساتذة في مجالات الأدب أو العلوم أو أعضاء حكومات وهيئات دولية.

2//التجربة المغربية

مغربيا، قامت لجنة دعم مغربية فرنسية سنة 1987 بترشيح صاحب “الشخصانية الواقعية”، الفيلسوف محمد عزيز لحبابي، للفوز بالجائزة. هذه اللجنة ترأسها عضو اتحاد كتاب المغرب الكاتب قاسم الزهيري. وقد وصل الفيلسوف لحبابي إلى اللائحة القصيرة للكتاب المرشحين للفوز بنوبل للآداب في تلك السنة. وفي الأخير فاز بها الشاعر الروسي جوزيف بروكسي.

وبالعودة إلى السؤال أعلاه: هل يعيش الكتاب المغاربة على وقع عقدة المشرق؟ فإن انتظار فوز أدونيس بالجائزة ومن ثم التفكير -ربما- في نهج سياسة أكثر اندفاعا من طرف الأجهزة الثقافية الوطنية للدفع باسم أو أسماء مغربية للترشح للفوز بالجائزة، ما سيرفع من قيمة المنتوج الثقافي الوطني ويضعه في مصاف العالمية. هذه الانتظارية صارت غير ذات معنى ولا تخدم الإنتاج الإبداعي العربي عموما والمغربي خصوصا.

إن كتابا من طينة الشعراء محمد بنيس، محمد بن طلحة، عبد الكريم الطبال، واللائحة طويلة وروائيين من وزن مبارك ربيع، محمد برادة، بنسالم حميش… أو فلاسفة من قبيل عبد الله العروي وبنعبد العالي… هؤلاء يستحقون تكريما على المستوى العالمي ويكون ترشيحهم من طرف الأكاديميين المغاربة أو من طرف الهيئات الثقافية أكبر اعتراف لهم بعطاءاتهم الإبداعية.

كما نمتلك أسماء كبيرة في مجال الكتابة بالفرنسية، أمثال عبد اللطيف اللعبي…كل هؤلاء العلامات والمنارات تستحق ترشيحا لنوبل، وذلك بالأساليب المنصوص عليها في لوائح الجائزة. ولا يفوتني هنا ذكر بعض الأسماء النسائية الرائدة والمجددة، كخناثة بنونة ومليكة العاصمي.. وأعتذر للذين لم أذكرهم، ليس انتقاصا، فهم أساتذتي وأكن للجميع الاحترام والتقدير.

هناك اليوم حاجة ماسة إلى بناء وإعادة بناء الشخصية الوطنية والوطنية المغربيةLe nationalisme marocain ، والاهتمام بالأدب والوصول به إلى العالميةـ أكيد من خلال الإبداع أولا، ولكن أيضا من خلال العمل على ترشيح الكتاب المغاربة ودون أي عقدة نقص، سواء تجاه المشرق أو تجاه الغرب. هذا الاهتمام يعد بابا رئيسا لهذا المشروع.

أما الهيئات التي يمكن أن تلعب دورا مهما في ترشيح الأسماء المغربية فهي اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة، باعتبارهما أعلى الهيئات الثقافية الوطنية.

أن يفوز كاتب مغربي بنوبل للآداب: لازال يراودني الحلم.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

7
  • KITAB
    الأحد 22 أكتوبر 2017 - 21:09

    شكراً للأستاذ الذي دفعه حماسه وطموحه لأن يرى يوما إسما مغربيا يتسنم هذه الجائزة جائزة نوبل التي يمر الترشح لها بمراحل جد معقدة أتى الأستاذ على ذكر بعضها، وإن لم يشر إلى الجانب السياسي في تقلدها، سيما نوبل للآداب، فالعالم العربي وتشظيه وبروز الفكر الراديكالي والإرهابي خاصة، كلها بيئة لا يمكن لها مطلقاً أن تحتضن نوبل سيما إذا أضفنا عامل الأنانية التي تتحكم في مجتمعاتنا واتحاداتنا الأدبية، فلو صادف أن عاش قلم عربي في المهجر لكان أقرب إلى نيلها فهناك أسماء أخذوا الكونكورد وجوائز دولية أخرى قيمة لم يكن بوسعهم الحصول عليها من داخل أبناء جلدتهم ، وتحياتي.

  • قصص من الواقع
    الأحد 22 أكتوبر 2017 - 21:33

    اغلب كتابات نجيب محفوظ بالعامية ، وكل قصصه من حواري مصر العميقة . في قصصه يحكي عن مغامراة الزوجة اللعوب ، والامام الطفيلي ، والطالب المحروم ، والسكير الحكيم ، والعجوز المتصابي . شخصيات نقابلها كل يوم في المقاهي والدروب الضيقة للمدن العثيقة .

  • Nobel en arabe
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 01:26

    Vous n'êtes que des arabisé s. .En langue arabe les vrais Arabes sont les mieux placés pour ce prix mais très loin des Européens..

  • hassan
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 07:55

    من شروط جاىزة نوبل ان يكون ااعمل اصيلا وملتصقا بمجتمع الكاتب. وهدا يقصي كتاب لغة المستعمر السابق من الجا ىزة.لكي يفوز كاتب مغربي بالجاىزة عليه ان يكتب بالامازيغية او العربية.اما كتاب الفرنسية فحدهم جاىزة الغونكور التي تمنحها فرنسا لكتاب مستعمراتها.

  • سعاد ملوكي
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 10:02

    شكرا للتطرق للموضوع أيها الكاتب الراقي.
    لا نريده حلما. نريده حقيقة.
    لنا من الكفاءات الكثير، يجب فقط الاهتمام بالمجال الثقافي في بلادنا من طرف حكومتنا الموقرة. و نوبل من أشهر الجوائز و أرقاها. لم لا ؟

  • محمد شكرى
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 13:07

    عيب ان يذهب ادباء المغاربه الى البحث عن تفوق ونيل جائزة نوبل
    اولا من الذى يتحكم ويعرف الادب المغربى غير المغاربه انفسهم
    والجائزه بضعة الاف يلهث ورائها المئات من العالم
    مفروض المغرب يؤسس جائزه خاصه بالمغرب ويتسابق عليها
    كل ابناء المغرب وفى كل الفنون
    ورصد مبلغ مالى يجبى من دخل الدوله او المتبرعين من التجار

  • سكينة عبدربه
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 23:05

    احسنتم المرجو إضافة أسماء الكتير من الكتاب المغاربة

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب