حكايتنا مع السلطوية

حكايتنا مع السلطوية
الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 11:41

السلطوية وبنية العقل العربي

يزخر التراث السياسي العربي الإسلامي بألوان شتى من صور ولع الإنسان العربي بالسلطوية والكلف بها إلى درجة الهيام ، واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس في سبيلها، وفي آن تدمير كل شيء تنقيبا عنها واحتضانها . وقد ضرب الحاكم والوالي والأمير أروع القصص التراجيدية ؛ في تعاملهم مع شعوبهم ؛ بقسوة وفظاعات بقيت مضرب الأمثال في العض بالنواجد على السلطة ، مهما كان الثمن حتى ولو بإبادة شعب بأكمله !

على أن السلطة كانت وما زالت تتداول بمفهوم خسيس وسلطوي قاهر؛ أشبه بالعلاقة السائدة بين السادة والعبيد. ولعل السلطة؛ بهذه الحمولة الضاربة في جذور القهر والاستعباد؛ كرستها عديد من أنظمة الحكم التي توالت على دول وأسر حكمت البلاد ؛ بدءا بالأمويين والعباسيين، مرورا بالعثمانيين إلى أسر ما زالت لها اليد الطولى في بسط نفوذها، وإن كانت تبدو؛ في الأبجديات الظاهرية ؛ مقنعة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير … لكن أداتها الفعلية ؛ في مزاولة الحكم ؛ تظل في كثير من الأحيان ملوثة بدماء الأبرياء.

وقد لا نغالي إذا قلنا بأن مفهوم السلطة والسلطوية قديم في بنية العقل العربي، تضافر في نقل “جرثوتها” إلى الأجيال كل من بنية الأسرة الصغيرة والكبيرة والمتمثلة في الحاكم وما والاه، وهي ناشئة؛ في عمقها؛ عن التراتبية الفجة والسُّلم العسكري المتدرج، وفي آن الفوارق الطبقية ، وطبقتي النبلاء والعبيد.

نماذج من السلطوية شبه مطلقة

احتفظ لنا التاريخ الحديث بنماذج سلطوية ؛ أصر أصحابها على التمسك بكراسيهم، بغض النظر عن أعمارهم، حتى ولو بلغوا من الكبر عتيا، أو تحولهم إلى مجرد دمى ورموز، لتظل الدوائر القريبة منها ماسكة بجميع خيوط اللعبة، وبالتالي الاستفراد بالحكم المطلق؛ ينهبون الثروات بلا حسيب ولا رقيب. وهناك في المقابل نماذج أخرى اغتنوا وراكموا الثروات بحجم الجبال والتلال، لكن سرعان ما ركبهم الخَبل وسقطوا في “جنون العظمة” وصاروا يفكرون عنوة في توسيع إمبراطورياتهم المالية ، ومنهم من لم يتردد في فرض “المكوس” على الدول المجاورة، بينما هناك حالات لسلطوية مفرطة في تمسكها بالكراسي حتى ولو كلفها ذلك تدمير كل شيء، وأحداث الربيع العربي ليست ببعيدة عنا في تأمل الحكم السلطوي المطلق وتداعياته على أفراد الشعب.

حالات انتزعت منها السلطة !

يمور مجتمعنا المغربي؛ وهو الذي تربى في أحضان السلطوية؛ بحالات لأشخاص رافقتهم السلطة في تدرجهم الإداري الوظيفي، وبقوا كذلك منتشين بالزهو والخيلاء، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم منعزلين وعلى الهامش بعد أن أدركهم سن التقاعد وأحيلوا على المعاش. ويكفي في هذا الإطار أن نسوق حالات ثلاث:

* “شاوش متقاعد” لاحظ أبناؤه عقب تقاعده أن الرجل دخل في عزلة وحالة اكتئاب ، لم يعد قادرا معها على الظهور في الشارع أو مجرد القعود معهم . عرضوه على طبيب أجنبي مختص فوصف لهم الدواء التالي : ” … جيبو خابْيا دلْما .. حطّوها على الشارع …أمام المارّة … وضعوا كرسيا لأبيكم ” نفذوا الوصفة ولا حظوا في أعقابها أن العطشى بدأ يكثر عددهم ، وتزاحم الناس على “الخابية” ، وفي تلك الأثناء قام الرجل (أبوهم) وجعل ينظمهم في شكل طابور ، مثلما كان بالأمس يفعل داخل الإدارة ؛ بدأ الناس يشربون بهدوء وانتظام تحت إشراف وأوامر الأب . لم تمر أكثر من ثلاثة أيام حتى كان الأب المريض عاد إليه نشاطه ، وملأ أوقاته بالماء والعطشى والماعون والصيف !

* “رجل عسكري متقاعد” برتبة عالية؛ داخله شعور بالإحباط وهو يرى الوجوه الصديقة تتحاشاه، بعد أن كانت بالأمس “تقرقب له السّباط” وتؤدي له التحية العسكرية. سألوه يوما ماذا أصابك ؟ أجاب بتأفف: ” … انتزعوا مني هيْبتي “، لكن قائلا أفحمه: كيف وقد أبقوا لك على معاش مريح وأسرتك ولله … قاطعهم : ” … ماكْرهتشْ إزوْلو لي 50% من هدا المعاش .. غيرْ اخلّيو لي الكسوا نمشي بها .. ويبقى لي الاحترام من عند العسكر ..”.

* “شرطي متقاعد” ، لكنه كان في تنقلاته بالسيارة يحتفظ دائما بمجلة متقادمة للشرطة مع قبعة/برنيطا ، يضعها أمام الزجاجة الخلفية ، ليتجرأ على ركن سيارته في كل مكان حتى ولو كان ممنوعا !

السلطوية ومآثرها

حتى ولو ذهبنا؛ في البلاد طولا وعرضا؛ سنجد أن أبرز الآثار التي بصمت الأنظمة السلطوية الشمولية لا تخلو من هذه المؤشرات:

– ارتفاع في وحدات السجون والمعتقلات السرية ، وحالات الاختفاء والاغتيالات.

– ارتفاع في نسب الأمية والجهل والجوع والمرض ، لتكدس الثروات في أيادي فئة قليلة.

– بروز الطبقية كنظام اجتماعي مهيمن ؛ تزداد فيه الهوة اتساعا بين الأغنياء والفقراء والمحرومين.

– انتشار الفكر الظلامي المتطرف.

أقوال عن حب السلطة

* ” إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع في يده سلطة ثم انظر كيف يتصرف ” ؛ ألبرتو مورافيا

* ” أتعس أنواع السلطة هي التي تفرض عليك أن تتذكرها صباح مساء ” ؛ همنغواي

* ” أغلب الناس عند السلطة يصيرون أشرارا ” ؛ أفلاطون

‫تعليقات الزوار

25
  • KITAB
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 11:59

    نعم بنية العقل العربي فطرت على حب السلطة والتسلط ابتداءً من الأسرة الصغيرة إلى الحاكم الذي كان ومازال بمثابة اليد التي تضم الحل والعقد وتقدم له القرابين والهدايا تقربا وتزلفا، وهو مرض كشف الكاتب عن بعض خلفياته حينما تنتزع السلطة من صاحبها فيقعد ملوما ومهمشا وربما ركبته الكآبة فيسقط في ظلام مهجور، إنها ثمن السلطوية عندنا، وتحياتي

  • الرياحي
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:09

    ربما الماء يروب، ربما الزيت يذوب، ربما يحمل ماء في ثقوب، ربما الزاني يتوب، ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب، ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب ..إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب. –
    أحمد مطر

  • البوركينابي
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:09

    كل من درج أو تربى في أحضان السلطوية انتقلت إليه وأصبحت ديدنه ليغنم ويحصل على الامتيازات مثلما كان لأبيه وهو يأمر وينهى ولا أحد يجرؤ على معارضته وإلا لقي الويل والثبور وتعرض للسخط الأبوي وشكراً للكاتب المبدع وهسبريس

  • AUTHORITARIANISM
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:18

    The authoritarianism in the Arab societies is old one and as the result of authoritarian education based on subjugation and humiliation and not allowing opinion. The ruler has taken a pretext to stifle the souls and liberties, and not to accept dissenting opinion or follow up the owner and arrest him in prison.

  • الرياحي
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:35

    حكت لي أختي أن متقاعد بدرجة كولونيل يقضي لياليه المظلمة مع حارس التجزئة يقارع الخمرة وحده ويكحي له عن أيام عزه حيث كان يرسل "جنوده " لإقتناء "بارزياناparisienne " ولو واحدة ل"مدام" .يعيش الرجل وحيدا لا يصحى من الخمرة ويعادي كل العالمين.هربت "مدام" من "تكنته" فلذا تستحق الإعدام شنقا كمتمردة على النظام العسكري
    من مظاهر السلطوية فليس لنا درك بل رجال السليماني كما أن الأمن الوطني إسمه "رجال فلان" أما الوقاية فرجال علان وليس لنا فريق وطني لكرة القدم بل رجال "ميشال" أو رجال "جاك".

  • السلطوية والتسلط
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:37

    السلطوية / التسلط authoritarianism في المجتمعات العربية قديمة وهي نتيجة للتربية السلطوية القائمة على الخنوع والمذلة وعدم السماح بإبداء الرأي ، وقد اتخذها الحاكم ذريعة لخنق النفوس والحريات وعدم القبول بالرأي المعارض و متابعة صاحبه باعتراض سبيل المخزن والقبض عليه في السجن ،هذا هو حالنا وما زالت مستشرية حتى الآن شكراً

  • السلطوية والتربية
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 12:46

    شكراً للأستاذ على هذا المقال الذي يسلط الضوء على مظاهر السلطوية في الجانب الإداري المحض، وأرى أن للتربية السلطوية ما يميزها بغلبة طابع التسلط عليها وكثيرا ما يأخذ ذلك شكل المركزية الشديدة التي تعني الاتجاه نحو تركيز السلطة والرجوع إلى الوزارة في كل القرارات المنظمة للعمل في الإشراف التربوي . والمشرف يؤدي إلى تغيير إيجابي في سلوك الأستاذ/المعلم, نجد العكس من ذلك في مدارسنا العربية لأن المشرفين غالبا ما يشعرون المعلمين بأنهم مجرد تلاميذ صغار يتعلمون على أيدي أساتذتهم المشرفين، حتى يكاد ينطبق على العلاقة بين الطرفين وصف أحد المربين لها بأنها تكريس لأنماط نفسية ذليلة.

  • زينون الرواقي
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 13:11

    هذه النماذج من المرضى لا يتشبثون بالسلطة بحكم الأدمان والتعود أو ما شابه بل لضعف شخصياتهم فهم عراة بدونها تجدهم يستأسدون منتشين في سادية برؤية الأخرين يقصدونهم وينشدون قربهم لقضاء مآربهم وأشياء أخرى .. حتى إذا أدركهم عزرائيل التقاعد وجدوا أنفسهم عراة مقلّمي الأظافر فاقدون للأنياب انتابتهم الكآبة وقد نزل عليهم قرار التقاعد كما ينزل حكم الإعدام .. هذا الصنف لا يجد أحدا بجانبه فالمعارف اثناء السلطة مجرد متزلفون سرعان ما يتبخرون ليستبدلوه بمن خلفه أما القدامى فكما تجاهلهم إبان نفوذه يعرضون عنه ويردون له الصاع .. أما من كان واثقا من نفسه رجلاه في الأرض ثابتا على مبادئه وكان من معدن لا يعلوه الصدأ برذاذ السلطة والوهم فهذا الصنف على نذرته لا يتأثر بالطلاق من المنصب ولا يجد متربصين للتشفي بعد التقاعد كما لم يكن مغرورا متعاليا متنكرا لمحيطه يوم كانت تؤدى له التحية بل قد تؤدى له حتى بعد النزول من المركب … فاليد التي تؤدي التحية لمن يستحق هي نفسها التي تعطي ( الكازي ) لمن يستحق أيضا .. تحياتي .

  • سلطوية متقاعدة
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 13:20

    مثلما تفضل الأخ الرياحي في تعليقه الثاني، هناك واقعة مماثلة بمكناس رجل يلاحظه الناس كل صباح قبل تناول فطوره يتوجه أمام مؤسسة عسكرية حاملة لشعار الجيش، يقف أمامها على مرأى الجميع ليؤدي التحية العسكرية وهو جامد في مكانه لمدة تفوق الدقيقة، إنه عسكري برتبة ملازم تقاعد فتقاعدت معه السلطوية وإن كان يؤدي لها التحية كل صباح، شكرًا للأخ مجدوب على حضوره المتميز وتحية لهسبريس

  • HUMILIATION
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 13:26

    The authoritarianism is synonymous with humiliation, subjugation and oppression, and these characteristics are characteristic of our education and institutions until they have moved to the relationship between the ruler and the ruled. Therefore, backwardness is the main result that typifies the peoples governed by the authoritarian regimes in which there is no room for dissent or opinion.

  • رأي القراء في هذه الظاهرة
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 14:53

    فقط هناك ظاهرة منتشرة منذ سنوات في المغرب، وهي وجود ملصقات أو بطاقات على الزجاجات الأمامية للسيارات تحمل عناوين لمهن سلطوية مثل محامي، طبيب، شرطي، شعار القضاء … الخ ألا تعد بمثابة وسائل يمر من خلالها صاحبها ويلج مناطق أو أماكن خاصة، أو كورقة ليسي باسي أو الضوء الأخضر، وغالبا ما يحتمي بها أصحابها من المراقبة الطرقية أو تحاشي ذعائر المخالفات، أليس كذلك، إنها سلطوية في ثوب آخر.

  • العربي مڭادة
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 15:03

    Autoritaire est synonyme d'humiliation, et d'assujettissement ,d'oppression, et ces qualités caractérisent notre éducation et nos institutions jusqu'à ce qu'elles s'installent dans la relation entre le souverain et le gouverné, car ce sous-développement est la conséquence principale des personnes qui sont gouvernées par des régimes autoritaires et où il n'y a aucun moyen d'exprimer la dissidence ou la liberté d'opinion. Et Merci.

  • نورالدين برحيلة
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 16:50

    السلام عليكم أستاذي المبدع الشامخ عبداللطيف مجدوب، قلمك مشرط يُشرح الظاهرة في أبسط وأدق تفاصيلها، ويكشف مرض التسلط الذي اختلط بدم الحاكمين ومعظم المحكومين.
    عشق التحكم والتسلط في مجتمعاتنا يجعل عاشق السلطة ساديا يتلذذ بتعذيب ضحاياه.. وإذا كانت السلطة تاريخيا ارتبطت بالعنف واضطهاد الشعوب، إلا أن بعض الشعوب استطاعت بفضل التربية المدنية والسياسية أن تحول السلطة إلى ممارسة ديمقراطية محكومة بالقانون وفصل السلط واحترام كرامة الإنسان، وهي تجارب نراها في الغرب وفي بعض الدول الآسيوية كاليابان..
    نعم الديمقراطية في الغرب نسبية لكنها مسيجة بالقانون والمحاسبة، أما في مجتمعاتنا فالسلطة حربائية مهما ارتدت من ملابس القانون ودولة المؤسسات واحترام الكرامة الإنسانية.. فهذه المفاهيم تبقى محرد مساحيق لتسلُّط أبشع وخداع للجماهير..
    الحل في تربية الجماهير على الكرامة والاحترام المتبادل هي الوصفة التي اكتشفها المربي الحكيم كونفشيوس (القرن السادس قبل الميلاد) حين غادر الفاسدة في الصين وكرس حياته في استنبات قيم الاحترام والحب بين المواطنين.
    القضاء على السلطوية يبدأ بإبادتها داخل الذات.
    مع مودتي واحترامي للجميع.

  • إلى واضع السؤال 11
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 17:25

    تحية، نعم هي ظاهرة ما زال العمل جاريا بها، ويستغلها أناس تذوقوا طعم السلطة والتسلط ووجدوا أن المغاربة يضعون أسلحتهم بمجرد وقوفهم وتواجدهم أمام أحد يحمل رائحة المخزن، سيما من ذوي وزارة الداخلية وكثير من الهيئات والمؤسسات التابعة لها فهي ملصقات تعد من قبيل تصريح بالمرور وعدم الخضوع لأي تفتيش وشكراً.

  • salman
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 19:11

    هي قضية تربية والتي تراكمت لعهود خلت، كان فيها الأب يتمتع بصلاحيات وسلطات مطلقة ولا أحد يجرؤ على إبداء رأي أو معارضته، كما لاحظنا أن عديدا من الناس يدفعون الغالي والنفيس في الحصول على سلطة يتحكمون في رقاب الآخرين، ومنهم من اشتراها بالمال، فإذا كنت تملك المال فأنت تملك السلطة والتسلط

  • زواج المتعة المال+السلطة
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 19:19

    إذا اجتمع المال حضرت السلطة والتسلط وإذا اقترنا فهي المعضلة الكبرى، وكم من بشر يبحث عن السلطة بكل الوسائل فإذا تذوقها وسيطر بها على الرقاب دان له كل شيء، هاهو ترامب رئيس أمريكا، فقد مكنه ماله من أن يتغاضى الجميع على حماقاته السياسية وشكراً.

  • ليس الجميع
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 19:32

    السلطة في العالم العربي هي التسلط والتجبر لي صديق كانت له صديقة كان معدما وكان يتحاشى اصتحابها للمقاهي كان يكتفي بالخروج معها للمنتزهات والحداءق العامة بعد مدة انخرط في سلك الشرطة وفي احدى المرات اراد ان يتفاخر فقال لي نخرج في دوريات وكلما شاهدت فتاة برفقة شاب اسألهما عن نوع العلاقة التي تجمع بينهما فيقولان نحن مجرد اصدقاء فارهبهما واهددهما باصتحابهما للمقر الشرطة وانصرف بعد ان اكون قد اصبتهما برعب شديد لم اعلق على قصته ولكنني بيني وبين نفسي قلت قتل الانسان ما اكفره .

  • الشرطي والسلطة
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 20:00

    تمر يومياً أمامنا صور تجسد السلطوية سيما إذا لبست الفخفخة، فالشرطي عينه دوماً على الضعيف بسيارته وسحنته، ولكنه يتحاشى النظر إلى الأكابر أصحاب السيارات فوق 70 مليون وحتى إذا خرقوا القانون يتتبعهم بنظرات كلها ذل ومهانة، لأن السلطوية علمته أن يكون حذرا من صاحبها حتى لا يلحقه أذى، سلمات وشكراً للأستاذ المرموق عبد اللطيف مجدوب… هسبريس تحياتي

  • و انا لي معاها حكايات
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 21:22

    كنت كلما اُلتقيت بأحد أقران الوالد من عشيرة الحي القديم يغدق

    علي بكل ما ملك من عبارات التبجيل و الإحترام ، مما حير امري معه

    و لطالما ارجعت مرد تصرفه المبالغ نحوي لمحاولة منه للتكفير عن ماضيه

    الأسود المعادي لكل ما هو طفولي ، فكم عانينا ونحن صغار من نفوره

    الفطري المبالغ و من تنذره من رؤيتنا جماعة او فرادى ، او لحاجة مؤجلة

    له مني الى حين ، مرة كنت في طريقي حذر طيش اصحاب الدرجات ، فإذا

    به يعبر من الجانب الآخر نحوي محييا ببشاشة لم نعدها منه فيما مضى

    – " أ كيداير اسي بن عبد الله " – بخير الله يطول عمرك أسي "الحاج" ،عادة

    اخاطبه هكذا ولا علم لي أ امكن له قضاء الرك الخامس من دينه أم ليس بعد ؟

    – الله يخرج سربيسك على خير أولدي ، و تابع يسألني – فين اولدي السربيس

    واش غير فمراكش ولا ف شي مدينة بعيدة ؟ – سربيس ديال أش أسي الحاج؟

    – نتاع خدمتكم تلبوليس ، ياك انت بوليسي ؟ كدت ان انفجر من الضحك على

    ما اختاره لي توهمه من مهنة ، و أوضحت له – لا أسي الحاج انا ما عمرني ما

    كنت بوليسي و لا حلمت بها

    – ياااااك ! و لكن قالو ليا عليك !

    يتبع

  • sandiro
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 21:29

    تصب معظم التعليقات في خانة السلطوية والتي تمارسها الدولة؛ لكن في المقابل هناك شبيه لهذه السلطة بيد الأسر وخصوصاً الآباء والإخوان الكبار على الصغار؛ فهي تراتبية والمجتمع حالياً يمجد المال ويجعل منه مرادفا للسلطة والتسلط فكثير من الشخصيات تم ضبط أبنائهم في أحداث جنحية كاغتصاب أو حوادث سير يعاقب عليها القانون بحد أقصى سنوات سجن وغرامات؛ لكنهم يتم الإفراج عنهم لبعض دقائق لكونهم من ذوي أصحاب النفوذ أو بتعبير الكاتب المقتدر السلطوية المتسلطة وتحياتي.

  • و انا لي معاها حكايات
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 21:54

    تابع

    – ياااااك ! و لكن قالو ليا عليك ! و توقف و قد غشته نفس النظرة الحاقدة التي

    عرفته بها في الطفولة و لعلها الشمة من إحساسه

    بهدر مشاعر في غير محلها قد أخرسته ، ولم تترك له سوى فرصة للتواري

    عني أو لعله كان يجاهد في ردع رد على قولي له بأني لم أحلم يوما بأن اكون

    بوليسيا و قد قرأت من شرار نظراته مضمون الرد المدفوع :

    – أو بزاااف عليك تكون بوليسي علاه هي غير لمن والا بحالك .

    توارى الرجل عني دون حتى ان يتصنع بلباقة او ضحكة صفراء و من حينها لم

    يعد في احسن تقدير يكترث لحضوري ان تصادفنا في مكان ما ، إن لم يتبعني

    بنظرات الاستخفاف و الحسرة .

    تحياتي للسيد عبد اللطيف مجدوب و لكل القراء الكرام – دليل العنفوان –

  • د.العنفوان
    الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 22:42

    تحية أخي العنفوان؛ وشكرا لحضورك الدائم والدؤوب على إغناء المواضيع. وأنت الآخر لك حكاية مع عبدة السلطة؛ فلو أجبت حدسه أنك بوليسي لكان قد رفع من فروض الطاعة والولاء لك ؛ لكن الرجل المسكين انكسف فعاد إليه لونه الأصلي؛ قدمتَها في قالب قصصي ممتع وأخاذ….. وحتى أنا لدي حكاية طريفة مع أحدهم قديم يصلح الراديو؛ كنت أتردد إليه كلما حل عطب بمذياع تحفة كنت أحتفظ به؛ سألني يوماً وفي علمه أني مفتش (حافية) واش ديال التعليم ولا ديال المالية… لكنه ذات يوم أقبلت عليه بمذياع ومحفظة عمل فباغتني بملاحظة ياما أضحكتني:( فاين الفردي واش دايرو فالشانطا…!! ) ؛ تحياتي لكل القراء والمعلقين الأعزاء وجنود هسبريس.

  • F.H
    الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 - 00:51

    قصتي وتجربتي مع السلطة علمتني ان اغلب معارفي طماعين ومنافقين ٠كان والدي رحمه الله بعفوه ذو مرتب محترم وكنت منذ صغري محبوب في عاءلتي الكبيرة ومن طرف اصدقاءه ومعارفه لما كبرت توفى الوالد وشعرت ان تلك المحبة والمعزة تنقص شيءا فشيءا فتذكرت تلك المقولة – ماتت خادمة الحاكم فجاءت كل القباءل لتعزية الحاكم ولما مات الحاكم لم ياتي احد ٠ لكن قصتي لم تنتهي هنا حيث عادت لي تلك المحبة والمعزة من اغلب اصدقاء الوالد ومعارفه ومعارفي بسبب مناصب محترمة لابناء احد اقاربي المقربين فيا لمحبة ومعزة هذا الزمان اكره سؤال اسمعه هو ما هي مهنتك

  • نورالدين برحيلة
    الأربعاء 25 أكتوبر 2017 - 10:11

    أعود لأُقَبِّل جبينك هذه المرة، أستاذي بعداللطيف لقد أعفى الملك عدة متورطين في من وزراء ومسؤولين كبار، تذكر أستاذي كم كنت أنتقد سياسة وزير الصحة وأنا أرى المرضى يئنون وأنا أحمل أمي المشلولة رحمها الله من مستشفى لمصحة وأعاني الآلام الرهيبة، وكم أخبرته بأن القطاع يحتاج حضور مفهوم التربية، وكم صدمني تواجد حصاد على رأس التربية وهو الذي فشل في تدبير الداخلية التي يعرف جيد كواليسها، ولا داعي للحديث عن باقي المتورطين الذين مازالوا يتواجدون في الحكومة سنلاحقهم بكتباتنا أنا وأنت وكل الشرفاء.
    لن نيأس ونحن لا نحرث الماء كما يتوهم البعض.
    المنابر الاعلامية النزيهة اليوم منتصبة القامة، أما الذين خونوا حراك الريف والذين رموا الورود لحصاد والوردي وغيرهما سيتصببون عرقا في يوم باردٍ.
    المغاربة طردوا الاستعمار لأنهم أحرار والشعب المغربي له قابلية الحياة على الحرية والكرامة لا الذل والمهانة.
    لهذه الأسباب مازلت أكرر يجب تكريم أستاذي عبد اللطيف مجدوب.

    وشكرا لأسرة هسبريس مع مودتي واحترامي للمغاربة الشرفاء.

  • همام
    الإثنين 30 دجنبر 2019 - 08:35

    جذور السلطوية العربية ومنابعها وأصولها تكمن في التربية . هل قرأنا كتاب (السلطوية في التربية العرببة) الصادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية سنة ٢٠٠٩ للدكتور يزيد عيسى الشورطي؟

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين