سعد الدين التفتازاني وقضية علم الكلام

سعد الدين التفتازاني وقضية علم الكلام
الأربعاء 29 نونبر 2017 - 02:00

هو مسعود بن عمر بن عبد الله الشهير بسعد الدين التفتازاني من مواليد 722هجرية وتوفي سنة 792 هجرية- من قرى خرسان، شيخه عضد الدين الإيجي، فقيه ومتكلم أشعري، له عدة مؤلفات نذكر منها “شرح المقاصد” الرد على ابن عربي”، ويعد من العلماء الذين أحيوا قضايا علم الكلام.

سنحاول شرح بعض مواقف هذا العالم من قضايا علم الكلام من خلال المقصد الأول من كتابه “شرح المقاصد” والذي قسمه إلى ثلاثة فصول. الأول في المقدمات والثاني في العلم، والثالث في النظر.

وبدأ الفصل الأول بقوله إن الله تعالى ورسوله لا يدخل في الكلام، فكلام الصحابة في العقليات يسمى فقها وفي الاعتقادات يسمى كلاما.

فشرح قول شيخه عضد الدين الإيجي -علم يقتدر معه- فقال: بأن علم الكلام عند عضد الدين الإيجي، هو علم العقائد تبعا وليس أصلا، فهو علم يقتدر معه عن معرفة الله أصالة وتسليما وتصديقا، وهو الذي عبر عنه التفتازاني اتصاف وتصور، وقال بأن المتكلم قد يكون متكلما وإن لم يكن مصدقا بالعقائد ،وأقر بأن سكوت الصحابة حيث وجب السكوت اعتبر كلاما.

ثم انتقل إلى مسائل علم الكلام، فقال بأن علم الكلام قضية نظرية يخرج منها البديهي. إذا علم الكلام علم كسبي ينظر في الدليل للبرهنة على القضايا الشرعية الاعتقادية، وغايته زيادة اليقين وصلاح المعاش وانتظامه والنجاة في المعاد، فهو وسيلة من وسائل الاستقامة وزيادة الإيمان.

ثم تحدثت عن اختلاف الباحثين في حقيقة علم الكلام: ليحدد مفهوم النظر أنه فكر يؤدي إلى علم أو اعتقاد أو ظن، وحدد القضايا التي يتناولها الدرس الكلامي مع أحكام النظر والوجود العيني والذهني، فالمعدود يوجد في الذهن ولا يوجد في الأعيان، فالنظر فكر يؤدي إلى علم موضوعه متردد بين الموجود والمعدوم( فاليقين هو العلم الجازم أو الاعتقاد الجازم، والشك هو الطرف المرجوح في القضية ،والظن هو تردد في الشيء بين أمرين مع رجحان إحداهما عم الآخر).

أما الاعتقاد فهو العلم الجازم مع احتمال التغيير، فالعلم يكون على غير سبق جهل ،والمعرفة هي العلم بعد جهل.

هكذا وضح التفتازاني (الاعتقاد، اليقين، الشك، الظن، العلم، المعرفة).ليقول بأن الاعتقاد الصحيح هو المطابق للواقع المبني على قانون الإسلام المبني على الوحي.

ثم حدد مسائل علم الكلام ،وهي العقائد ،أما مبادئه فهي القواعد وأدلة، وقال بأن المبادئ بينة بنفسها (مسلمة) وبها يدخل الباحث إلى مسائل علم الكلام.

ثم انتقل إلى الحديث عن العلم، وذلك في الفصل الثاني ، وقيل أن العلم فيه صورتان الأولى بديهية والثانية كسبية، لا يمكن أن نعلم إلا بمعرفة الدليل. فالعلم بالدليل يسوقك إلى معرفة المدلول، فالدليل مقدمة والمدلول نتيجة.

التفتازاني ساق الدليل في مادة العلم بطريقيه البديهي والكسبي، وقال كونه كسبي أو بديهي يتوقف إما على الخفاء أو على الوضوح مرة أخرى، وساق كلاما للرازي والإيجي والغزالي، وخلص أن العلم يعسر تحديد مفهومه، لأنه يتعلق بالمدركات الذهنية وما به يعرف العلم لخفائه تارة (نموذج الغزالي)، ولظهوره ووضوحه تارة أخرى ( الرازي نموذجا).

فالعلم حصول الصورة في العقل ثم مطابقتها للواقع، تصور وتصديق ويدخل في التصديق المطابقة للواقع. فالشطر الأول من العلم دائما يقع فيه الشك، وهو التصور، والشطر الثاني هو التصديق ،لأنه يطابق الواقع، ونخلص القول: إن العلم في الاصطلاح هو حصول صور المدركات عند العالم، شرط أن تكون حائزة لصفات الجزم، والمطابقة ،والثبات ،وتستهل عنده بالإشعار، والانطباع، والتصور، والحفظ، والتذكر، عند الطلب إذا وقع كان ذكر قوله (الجزم الثابت والمطابقة) لإخراج كل ما ينافي مسمى العلم في الاصطلاح، أي طرد الاعتقاد الفاسد، ثم الظن لترجح أحد الطرفين في المسألة ،والشك لتساوي طرفيه ،ثم الوهم لمرجوحية أحد طرفيه، ثم الجهل المركب الذي يجهل المسألة وجهله يجهلها، ثم التقليد.

وفي الأخير يقسم العلم إلى تصور وتصديق، فالتصور ضروري في العلم، وفيه يقول التفتازاني “إذ لا علم قبل التصور” ، فالتصديق يحتاج إلى تصور، والتصور لا يحتاج إلى تصديق، كما أن الشيء لا يمكن تصوره إلا وفق تصور مخصوص،أي لابد من الهيئة الاجتماعية (الصورة المجتمعة للشيء عندما تجتمع أجزائه، وهي كجمع بين الجزئيات المتصورة للشيء المعلوم).

هكذا تناول سعد الدين التفتازاني قضايا العلم والنظر في كتابه-شرح المقاصد- الذي ألفه لشرح كتاب-المقاصد- لشيخه العلامة الكبير عضد الدين الإيجي.

‫تعليقات الزوار

2
  • علم الكلام
    الأربعاء 29 نونبر 2017 - 11:07

    الفن حرام والذبح حلال الفن حرام والتكفير حلال الفن حرام ونكاح البهيمه حلال الفن حرام وارضاع الكبير حلال

  • العلم
    الأربعاء 29 نونبر 2017 - 18:01

    االعلم هوان تخترع دواء او تلقيح مثلا تستفيد منه الانسانية جمعاء مع الاسف من ابرز اسباب تخلف مجتمعات التدين الظاهري والكهنوتية هو اعتبار كل معنعن ومعنعن عنه علماء وصلت درجة انحدارهم الى القاع الى عدم القدرةحتى على ضبط المفاهيم .

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين