هذا الصنم الذهبي يوقع بأقدامه

هذا الصنم الذهبي يوقع بأقدامه
السبت 9 دجنبر 2017 - 10:37

الأنامل تكتب، ترسم، تعزف، تحب، تكره، وتغضب؛ أما الأقدام فليس لها إلا أن تدوس. وقد داس الرجل على قلوب كل الأنبياء، سواء اعتبرناهم من داخل التاريخ أم من خارجه..

وسلح على كل مُهج الأجيال، وهي تعلي الصرح الروحي لزهرة المدائن..

وانضم إلى كل الجبابرة الذين تعقبوا حتى الأنبياء وقتلوهم..

حتى النبي موسى قتلوه، بعد أن نجاهم من الفرعون؛ وسيظل نهر الأردن يروي جريمتهم.

ولم يشفع للمسيح عليه السلام حتى كونه ثالث ثلاثة، في عقيدة أتباعه، ولا كونه يجمع بين اللاهوت والناسوت.

وإن شُبه لهم فقد اكتملت كل أركان الجريمة. ولو كان للفرِّيسيين أن يتعقبوه حيث هو في السماء لفعلوا..

وانضم إلى كل الأقدام الهمجية التي مرت في حارات القدس، وذبحت كل الكنائس بها، وخنقت كل الصوامع.

بماذا نُفسر التوقيع الضخم الجثة لرجل مهووس بتوقيعاته؟..

بماذا نفسر عرض توقيعاته بكل رعونة واستفزاز على كاميرات الدنيا كلها – وهي سابقة في العالم بأسره، وليس في البيت الأبيض فقط – إن لم يكن بضعف “رجل الدولة” الكامن في رجل المال الصلف؛ وبعدم ثقته في نفسه وهو يجلس حيث جلست قامات “لينكولن”، “جورج واشنطن” و”رزوفلت”؟.

يتخذ الرجل قرارات خطيرة، ويوقعها كما يوقع الشيكات في امبراطوريته المالية.

توقيع بالبنط العريض لا ينبغي إلا للأقدام الهمجية؛ حقيقة ومجازا.

وهل يستقيم لغير من يوقع بأقدامه أن يصرح بكون:

1.جميع الرؤساء الأمريكيين، الذين “توسطوا” بين إسرائيل والفلسطينيين زلت عقولُهم حينما اعتبروا القدس “فلسطين ثانية” لا يجري عليها ما يجري على الأولى؟..

أخروها لاشتغال تفاصيل الحل النهائي، لتَميُّزها عن سائر التراب الفلسطيني، وسائر مدن العالم.

وهل تُحشر في الجغرافية – فقط – مدينة تقطنها أرواح الملايير من البشر؟..

مدينة لا يمكن أن تُقرر في مصيرها غير السماء؛ تنصيصا في كتب الديانات التوحيدية كلها..

مدينة قيامة المسيح، وإسراء الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ومثوى خليل الله ابراهيم عليه السلام.

2. ويصرح بكون مشكل القدس مشكل صلاة فقط؛ ومن هنا انبهاره باكتشافه الجغرافي الخارق؛ وهو يحدد لكل نبي أين يصلي بأتباعه؛ شريطة أن كون سدنة المعابد كلها والمؤذنون من اليهود الصهاينة.

3. ولم يَرِف له جفن وهو يعتبر تهويد القدس، وأمركتها، عاصمة للتطرف اليهودي المسيحي؛ مرحلة فاصلة في محاربة الإرهاب الإسلامي.

حتى “داعش” لم تتحدث عن “ولاية القدس” رغم تهافتها على تفريخ الولايات؛ لتركيب الخلافة المستحيلة، قطعة قطعة.

وهل تُقطع أشجار التطرف بغرس جذورها في جغرافيات أخرى؟.

فكيف بالقدس التي يُقسم الجميع بالصلاة فيها؛ حتى غير المصلين. لكل صلاته في جنة الأديان كلها.

4. ولم يخجل “صنم الذهب”، هذا، من أن يواصل التأكيد على استمرار الوساطة الأمريكية – بكل حياد – في القضية الفلسطينية، وفي كل مشاكل الشرق الأوسط.

اللهم إن هذا المسخ الأمريكي، الرسمي، يكفي لحلول أم الكوارث؛ ما دامت أقوى عسكريات العالم، واقتصادياته، بيد رجل يتواصل مع البشرية بأقدامه فقط؛ يدوس على كل ما هو جميل وواعد في هذا الكوكب.

رجل عاجز حتى عن حفظ أسرار حوارييه، من خونة القضية؛ ومن بني جلدتنا.

خسئتم فما أنتم سوى فواصل تافهة في كتاب القدس الكبير.

https://web.facebook.com/groups/mestferkiculture51

‫تعليقات الزوار

2
  • Arsad
    السبت 9 دجنبر 2017 - 18:13

    في الحقيقة يا استاذ هو ان كل العواصم العربية هي عواصم لاسراءيل مافاءدة ان يتمسك العرب بوهم على شكل شماعة او مخذر للشعوب فالقدس ضاعت مند 6 عقود فاي امل في استرجاعها هو فقط حلم وتمني واسراءيل هي تطمح للتوسع فقط هي تنتظر الوقت المناسب لضم المزيد من الاراضي وسيحدث هذا عاجلا او اجلا والواقع العربي ينبء بهذا

  • houd
    السبت 9 دجنبر 2017 - 19:38

    ضاقت بامريكا السبل و لم تجد غير هذا العجوز النتن !!!
    المعهود ان الانسان كلما تقدم في السن الا و ازداد خبرته و حنكته لكن هذا العجوز الوقح كلما ازداد في السن الا وازداد وقاحة فنسأل الله ان يأخده الى الجحيم حيت اقرانه من كبار الطغاة و المجرمين و يخلص امريكا والعالم السلامي و المسيحي و….الخ من جنونه قبل ان يتسبب في ابادة الجنس البشري على وجه الكرة الارضية .بحرب مدمرة نووية أو نترونية او كيماوية …الخ

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل