أرقامٌ تحتسبُ أم لا تُعتبر؟

أرقامٌ تحتسبُ أم لا تُعتبر؟
الأحد 10 دجنبر 2017 - 23:52

“جِد(ي) 10 أسباب لتحب دونالد ترامب”. إذا طرح هذا السؤال في امتحانات البكالوريا عندنا هذه السنة، أكيد أن معدل الرسوب سيكون قياسياًّ سواء طرحتِ المسألةُ في مادة التاريخ أو في الرياضيات!

تاريخياً، يبدو أن الأمورَ تتسارعُ كأن هذا الرئيس الفريد من نوعه يبحثُ له عن مكانٍ ما في التاريخ، ويريدُ بجميعِ الأشكالِ أن تَتحدثَ عنه الأجيالُ الحاليةُ والقادمةُ ولو بوصفه بأسوأَ رئيسٍ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية! فمنذ إعلانِ ترشيحه للرئاسةِ وهو لا يَكِل ولا يَمَل مِنَ الشتائمِ العنصرية والجنسية والتمييزية ومِنْ اتخاذِ جميعِ التدابير التي في متناوله ضد من يعتبرهم أعداءه حتى في عقر داره، أو بالأحرى داخل وكره.

أما في مادةِ الحساب، فالمسألة معقدة جدا لأنه حتى وإن تغاضينا عن مظهر “دونالد” الخارجي المصطنع، وأقواله البذيئة وأفعاله الرعناء، لا نَجِدُ في سياسته الداخلية والخارجية أي سببٍ لكي نَترحم عليه بعد مماته، فكيف نَجِدُ سبباً لحبه وهو حي يرزقُ، ويعيثُ في الأرضِ فساداً؟

فقد بدأ بتقويضِ التغطيةِ الصحيةِ لكل الفقراءِ في بلاده (حوالي سكان المغرب)، وبتشييدِ سورٍ عدائي ضد جيرانه الجنوبيين وبِسَن ترسانةٍ من الإجراءات ضد باقي دول الجنوب، وبالكذبِ وتوزيعِ الوعدِ والوعيدِ دون الإيفاءِ بهما، سواء عبر إنكارِ ما قام به مِنْ خروقاتٍ بَينةٍ خلال الحملةِ الانتخابيةِ مثلاً أو بتهديدِ كوريا الشمالية بغزوٍ أمريكي وشيكٍ إنْ لم تكفْ عن مناوراتها النووية ثم “قلب الموضوع”، أو تغيير الوجهة إلى منطقة يسهل إشعال الفتنة فيها، أي إلى برميل البارود الذي يسمى الشرق الأوسط. فهل هذه سياسة دولية يستحق عليها “ترامب” التنويه؟ ربما… إذا كان تنويهاً خاصاًّ من نادي تجارِ الموتِ والمآسي، أو مِنْ جمعيةِ قدماءِ مُشْعِلِي فتيل الحربين العالميتين!

بعد انحسارِ “تنظيم دولته” في سوريا والعراق، اِعتقدَ عَمٌ الحكامِ العربِ “المرضيين” الجالسين على براميلِ النفطِ والغاز، أنه آنَ الأوانُ لِلَعبِ أوراقٍ أخرى. هكذا جاءنا نبأ مقتلِ الرئيسِ اليمني السابق علي عبد الله صالح ومعه تَوَقعُ إغراقِ اليمن (السعيدِ أبداً !) في مستنقعِ دماءٍ آخر. ثم قرار نقلِ السفارةِ الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. بجرةِ قلمٍ تحملُ كل الاحتقارِ الذي يكنه لمرضييه العرب وللمنظومة الدولية التابعة، أطلق ترامب رصاصةَ الرحمة على أكذوبةٍ كبرى اسمها “السلام في الشرق الأوسط”. ووضع حكام “الزيت والبوطاغاز والفول” في حرجٍ ما بعده حرج، ومصير المنطقة بأسرها على كف عفريت. ها قد ظهرتِ الحقيقةُ عاريةً أمامهم وأمامنا، فما العمل؟

قد نجد في هذه الحركة الرعناء وحدها عشرة أسباب لنكره “دونالد ترامب”، وننهض للتنديد والاستنكار وحرق صوره في الساحات العامة، لكن هذا سيشفي غليلنا آنيا فقط، ولن يغير من سياسة الأمر الواقع شيئاً. ثم بعد ذلك نجد أنفسنا أمام خريطة جديدة وقواعد لعب جديدة لا تعترف بنا ولا بزعمائنا الأمجاد ولا بتاريخنا العتيد! وفي نهاية المطاف قد نجد أنفسنا جميعاً، باعتبارنا سكان العالم السفلي، خارج التاريخ والجغرافيا، لأننا فاقدون للإيمان، فما زلنا نلدغ من نفس الحجر، وفاقدون للتمييز حين نتعامل في السياسة بالعاطفة ونبحث عن أسبابٍ لمحبة الآخر أو كراهيته فيما يتعامل هو معنا كأرقام فقط…. أرقام تحتسبُ في معادلةِ ميزانِ القوى أم لا تعتبر ؟.

‫تعليقات الزوار

6
  • ابن طنجة
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 01:56

    "جد(ي) 10 صفات تميز شخصية ترامب "
    يقول الطبيب النفساني الامريكي john gartner في مقال له بمجلة psychology today" إن ترامب يعاني من عقدة نفسية خطيرة وهي عقدة الدونية او النقص" لهذا فهو يشعر انه احسن وافضل واقوى من الجميع ويحتقر دائما الضعفاء ومن هم أصغر وأقل شأنا وقيمة فوجد في العرب وخاصة رعاة الابل في شبه الجزيرة العربية هذا النقص الذي يحس به لتلبية حاجاته النفسية

  • فقدان بوصلة
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 06:02

    سؤال في الاتجاه المعاكس للأستاذة أعطيني سببين لحب بشار وصالح والقذافي والمالكي أما دونولد ترامب فمهما كان فظيعا فلن يجثم على صدور الأمريكان وسيغادر بعد ولاية او ولايتين ولن يريق قطرة دم أمريكي واحد بل انه لايتجرأ حتى أن ينهر خادمة منزلية في كل الولايات المتحدة والا وجد نفسه خلف القضبان حكامنا أظلم وأكثر تعسفا من ترامب وأكثر قسوة وبملايين المرات .

  • سعيد المغربي
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 14:04

    1- يعبر دونالد ترامب عن سيادة صناديق الاقتراع على أي شيء آخر
    2- يكشف دونالد ترامب أن الإعلام وحده غير قادر على صنع القائد
    3- يكشف دونالد ترامب عن مدى إطباق الجهل على شريحة واسعة من بني جلدته
    4- يكشف دونالد ترامب عن سيادة المال على جميع المجالات الأخرى (لمن لا يزال يعتقد أن هناك قيمة تسمو عليه)
    5- يكشف دونالد ترامب بالملموس عن مدى ضعفنا وتشرذمنا
    6- يكشف دونالد ترامب عن صفقته مع أمير يريد أن يصبح ملكاً ولا يهمه في ذلك أن يبيع فلسطين أو اليمن أو أن يخوضاً حرباً بالوكالة ضد إيران
    7- دونالد ترامب آخر فرصة لتتوحد أخيراً حماس وفتح ويصبح هدفهما الأوحد تحرير البلد وتوحيده
    8- يعطينا دونالد ترامب فرصة تاريخية لنقلب الوجهة ولا نصدق أن أمريكا تسعى إلى خير أحد
    9- يبين دونالد ترامب أن الضعيف لا يمكنه أن يسوس أو يقود أو يعبر عن رأيه، فلنبحث عن أدوات القوة (العلم والعمل)
    10- دونالد ترامب صورة شخص أناني مثله مثل سائر الحكام العرب (سوى أنه ماض إلى أعماله بعد خمس سنين، أما الحكام العرب فسيظلون جاثمين على صدور محكوميهم إلى أبد الآبدين)
    وتحية هسبريسية للجميع

  • كاره الضلام
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 17:18

    كان في امة المسلمين بعض المتفردين فهموا مند عقود ان المشكل ليس هو الاحتلال و انما القضية ،الاحتلال لا يسطو سوى على قطعة ارض محدودة بينما القضية تعيق نهضة شعوب كثيرة،و لدلك قال نجيب محفوظ ان للعرب قضية و هدف و القضية تقتل الهدف و يعني ان قضية فلسطين تقتل الهدف الدي هو التنمية و التقدم ،و كان قله توفيق الحكيم يدعو الى التحالف مع اسرائيل صراحة، و لكن تلك الاصوات جائت ي الزمن الخطا و هو الزمن القومجي البليد و الدي يعتبر هو النكبة الحقيقية في تاريخ العرب و ليس احتلال فلسطين، امة اصابتها نكبتان هما القومجية و الاسلام السياسي و الان هبت نسائم زوال هدا الفكر المجرم و بدات جهات كانت تتعامل سرا مع اسرائيل تتخلص من الجدار السيكولوجي الدي يمنعها من الجهر عىنية بهدا التعامل ،الوليد ابن طلال كان اولهم ثم ضاحي خلفان و الان نقرا اقلاما كثيرة بين العرب تدعو الى التعامل مع اسرائيل و تصفية القضية، فادا تبث ان زعماء العرب يعملون فعلا على صفقة القرن فانهم سيدونون المنقدين لهده الشعوب من ماضيها و عقدها و من الورم الخبيث المسمى قضية فلسطينية

  • راي
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 19:16

    هنالك استمرارية في عمل المتعاقبين على الحكم في امريكا وما ترامب سوى تتويح لهذه السياسة.السياسة الامريكية سياسة براغماتية نفعية تؤمن بمقولة ميكيافيل الغاية تبرر الوسيلة وتضع المنفعة غاية الغايات.فالسياسة القائمة على المنفعة تتغير باستمرار بتغير المنفعة وتختلق الاسباب التي تحققها.خطأ العرب وخاصة الفلسطينيين بما انهم في المواجهة انهم وضعوا ثقتهم في تاجر اخلاقيته هي المنفعة وايست الفضيلة كما يدعي.كانوا كمن يعتقد بحقيقة السراب ويجرون وراءه.فلو انهم جعلوا اااقوياء من العالم وسطاء لربما قد تنجح سياستهم بدلا من ان يتخذوا من امريكا عكازا من خشب مسوس ومغشوش.وستتعقد الامور اكثر ان تم التطبيع المباشر مع اسرائيل.

  • كاره الضلام
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 20:44

    قطعان الشعوب العربية تم اختطاف وعيها من طرف القومجيين و الاسلامويين و حولوه نحو قضية مركزية واحدة رغم هامشيتها في حياتهم الفعلية اليومية و جعلوا منها اصلا تجاريا في السياسة و الفن و الاقتصاد و كل المجالات و ارهبوا بها الخصوم و اعاقو التقدم فحصل استلاب مدهل للقطيع حتى اصبح يدافع عن قضية دون ان يعرف لمادا و كيف، تسال احدهم فيقول لك القدس لنا رغم انه في افريقيا و هي في اسيا و يردد شعارات و ينتصر افتراضيا في حروب لا تعنيه في معيشه اليومي و يجد لدلك مبررا في الدين و يقول لك ان القدس قضية اسلامية،و الواقع هو وعيه مختطف و تم تحويله الى شخص اخر لا علاقة له بشخصه الفعلي و البسوه قضايا اناس اخرين و شحنوه باحقاد لا تعنيه و اغروه باماني لن ينالها عدا عن كونها مستحيلة و عطلوا حاضره من اجل مستقبل لن يكون و ماضي لا علاقة له به و اوقفوا اهدافه الممكنة من اجل احلام الاخرين المستحيلة ، الان اصبح التغيير ضرويرا و موت الفكر القومجو-اسلاموي مستعجلا و الجميل ان ياتي التطبيع من القادة و ان يكون السيسي متمما لما بداه السادات و بالتالي القضاء على القضية منبع الشرور

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات