عن أية مواثيق دولية نتحدث؟

عن أية مواثيق دولية نتحدث؟
الإثنين 11 دجنبر 2017 - 11:27

قرار الرئيس الأمريكي ترامب أنموذجا

بذلنا مجهودات جبارة، سابرين أغوار القوانين من أجل البحث والتكوين واستيعاب ما ينشده المنتظم الدولي من احترام الاتفاقيات التي تتعامل مع الأوضاع التي تمس حقوق الإنسان المستمدة من قيم سامية منبثقة عن شرائع سماوية نزلت رحمة للبشرية بهدف تكريم الإنسان وتهذيب النفوس وإحقاق السلام العادل لكافة البشر.

وقد جاء القانون للتعبير عن هذه القيم بلغة قانونية تفرض الالتزام على الدول الأطراف في الاتفاقيات المكونة له، وبمقتضاها تلتزم باتخاذ التدابير للالتزام بها من خلال التشريعات أو الإجراءات أو السياسات أو البنية الأساسية؛ لكن بقدر ما أسيل الكثير من الحبر لتعظيم هذه الاتفاقيات وحرص المجتمع الدولي على محاسبة من ينتهكها من الضعاف، بقدر ما نشهد انتهاكات جسيمة من طرف من لا رقيب ولا حسيب عليهم.

من منا لا يستشهد بما يقع في فلسطين كلما تعلق الأمر بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولما جاءت به اتفاقيات القانون الدولي الإنساني؟

بعد مرور قرن من الزمن على وعد بلفور القاضي بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين، وبعد معاينة المنتظم الدولي لجرائم مستمرة ولآثار احتلال الاراضي، وممارسات تجسد قمة الانتهاك لكل المواثيق والمعاهدات الدولية والقوانين الانسانية، يأتي اعتزام الرئيس الأمريكي ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل مع اعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في خرق سافر للقانون الدولي والتمادي في احتلال الأراضي الفلسطينية في مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الذي يمنع احتلال أراضي الغير بالقوة أو التهديد باستعمال القوة، بالإضافة الى القرار 2253 المؤرخ سنة 1967 القاضي بإلغاء التدابير التي اتخذتها إسرائيل لتغيير وضع مدينة القدس، والقرار المؤرخ في 1971/9/25 الذي اعتبر جميع ما قد تقوم به سلطات إسرائيل من أجل تغيير ملامح المدينة باطل وعديم الأثر..

من ثمّ، إذا كان هذا القرار الأمريكي يعد تجاوزا صارخا وخرقا سافرا لكل المواثيق الدولية، ويعتبر ضربة في الصميم للقضية الفلسطينية وتأجيجا بينا للصراع العربي الإسرائيلي، فلماذا يطالبوننا بالتمسك بالقانون وبالشرعية في مواجهة الانتهاكات حتى لا يتم التخلي عن قانون صاغته إرادة المجتمع الدولي وأنيط بها تطبيق احكامه؟

يحاسبوننا على استرجاع حقوقنا ويعتبرون الأمر انتهاكا، ويعتبروننا جحيما للإنسانية تكريسا لقاعدة الضعيف حجته ضعيفة، فهل سنسلم بعودة شريعة الغاب وسيادة منطق القوة الأمر الذي يهدد كل قيمة لهذه الرحلة الطويلة التي قطعتها البشرية من أجل الارتقاء بمنظومتي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والدعوة إلى تشجيع المنتهكين للتمادي في تجاوزاتهم وإنكار حقوق المعتدى عليهم؟ متى يرجح الأقوياء كفة القانون ويغلبون الخير في صراعه الأبدي مع الشر؟ أم أن هذه المواثيق والأجهزة الأممية هي عصا غليظة في يد الأقوياء لجلد الضعفاء؟ ما جدوى صياغة القوانين والمواثيق إذا كان واقع الحال يصدح بعدم احترام مقتضياتها؟ ما الفائدة إن كنا مطالبين بملاءمة تشريعاتنا الوطنية مع الاتفاقيات الدولية إذا كانت هذه المواثيق نفسها لم توضع إلا لتخرق وعاجزة عن ردع المتجاوزين بل لا تثار إلا لتخويف وابتزاز الضعاف من الشعوب، بما ينذر بتقهقر النزعة الإنسانية وخيانة لتاريخ البشرية، وكما قال جورج سانتيانا: إذا لم نستطع أن نتعلم من دروس الماضي ونتوقف عن التمادي في إعفاء الجرائم الدولية من العقاب فإننا نكرر الأخطاء نفسها وسنعاني من نتائجها.

* محامية – نائبة برلمانية سابقة

‫تعليقات الزوار

7
  • notre Qods,notre sahara
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 12:16

    pour nous marocains,l'amérique peut facilement douter de l'appartenance de notre Qods,le sahara marocain, terre de nos ancêtres glorieux,
    il a attribué Alqods Acharif aux sionistes ses amis financiers qui lui ont tout donné pour accéder à la présidence,
    les marocains ont le devoir en tant que musulmans de dénoncer l'arbitraire du fou Trump qui peut nous créer un gros problème pour soutirer des dollars ,en brandissant ses menaces contre notre intégrité territoriale,
    soutenir les palestiniens, c'est défendre notre Qods, le sahara de nos ancêtres amazighs,alors soyons vigilants face au monstre us

  • ابناء العم
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 14:05

    نحن شعب يأبى الا تضييع الفرصة اسراءيل منحة من السماء حطت بمنطقتنا العربية هؤلاء اليهود اذكياء بشكل خارج التصنيف وبدل الاستفادة منهم قمنا بمحاربتهم رغم انهم الديموقراطية الوحيدة بالمنطقة لماذا لانغير طريقة التعامل مع هذا الملف ونعترف بهم لهم القدس ولنا مكة ونفصل الدين عن الدولة كما يفعلون وننخرط في بناء منطقة اقتصادية حيث تعم العدالة والمساواة فحروب الله لاتنتهي وازليتها من أزليته ولن ننعتق ما لم نترك هذا الفكر الهدام فالحياة جميلة ولكننا قصيرة ولانعيشها الا مرة واحدة .

  • hafssa
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 16:17

    القوانين الدولية المختصة بالقدس لا اثر لها في الواقع فلا بدلنا من صلاح الدين الايوبي لتحرير القدس

  • amahrouch
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 20:46

    Ces valeurs,Madame,dont vous nous avez parlées,vous en faites usage pour détruire les pays d accueil et instaurer votre califat et faire subir aux non musulmans ce qu ils avaient enduré en Andalousie et ailleurs !Le calife Omar,lorsqu il avait envahi la Palestine et chassé les romains n a pas laissé les juifs en paix et partir,non,il s y installé et a,même construit un lieu de culte à la place du leur !Regardez l Andalousie,elle a conservé tous les monuments islamiques ! Vous voyez,nous sommes des gens qui veulent s emparer et effacer les traces des autres !!Mais une lueur d espoir vient de poindre,il s agit de MBS(med ben Salman)qui veut s atteler à nettoyer l islam et à corriger l Histoire.Cet homme veut se réconcilier avec ses cousins et ouvrir une ère de transparence et d impartialité.Au lieu de l encourager des critiques fusent de tous les cotés sur lui !Attendons-nous au pire tant que nous refusons de changer.Une bombe atomique rôde dans le ciel comme l épervier(bou3mira) elle t

  • sifao
    الإثنين 11 دجنبر 2017 - 21:32

    القاسم المشترك بين المحامي والبرلماني هو دفاعهما عن "حق"، في المحكمة امام القاضي وفي البرلمان امام الحكومة،العلاقة بين الاثنين هي الدفاع عن حق، لكن لا يبدو ان صاحبة الكلام قد انصفت الحق في معرض كلامها هذا،حق الانسان في العيش الكريم والتعبير والحرية والعدل والمساواة والاختلاف والاعتقاد والسكن والتطبيب والتعليم و..و..لم تكرسه الشرائع السماوية وانما كان نتيجة نضال الانسان ضد هذه الشرائع تحديدا التي سلبته كل حقوقه وجعلت منه عبدا مطيعا لخدام السماء…والقانون ليس ترجمة لهذه الشرائع وانما ابداع انساني محض ، قد يلتقي في بعض القضايا مع شرائع السماء لكن لا يوافقه في اغلبها تماما
    قرار التقسيم الذي اصدرته الامم المتحدة ورفضه العرب رفضا باتا مطالبين بها كاملة ، كان سببا وراء اندلاع حورب 48 و56و67و73 ، والتي على اثرها احتلت اسرائيل كل فلسطين واجزاء من الاردن ومصر وسوريا،وبعد حالة اللاحرب واللاسلم بين العرب واسرائيل وجمود القضية جاءت فرصة اتفاقية اسلو لبدء مفاوضات حول الوضع النهائي فنسفتها حماس وقدمت لاسرائيل مجانا ما كانت تبحث عليه لعقود ، وهاهم اليوم يِدون الثمن ، فأين حماس واين ورثة عفلق…؟

  • Freethinker
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 10:07

    ليس هناك لا مواثيق ولا يحزنون. المواثيق لغة الضعفاء والفاشلين، أما الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة فتتصرف بمنطق القوة وقانون الغاب. دعك من الكلام المنمق الذي يلقى على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة. كله لاستهلاك الشعوب الضعيفة. الولايات المتحدة بلد قائم على قانون الغاب والعنف مع تصدير شعارات الديمقراطية والسلام وغيرها من الشعارات الفارغة للسذج.

  • الهريم ليلى
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 06:11

    فعلا استاذتي ، بقدر ما احتلت الاتفاقيات الدولية الصدارة في التدرج التشريعي بقدر ما أصبحت الآن في مهب الريح بصدور قرارات تعصف بكل المواثيق الدولية تنطلق أساسا من زعماء لهم قوة المال و سلطة فاعلة ونافذة تكتم الأفواه وتشتري الدمم وتقتل الأبرياء وتخلق بؤر للتوثر .

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب