حقيقة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق

حقيقة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق
الجمعة 16 فبراير 2018 - 20:10

انعقد بقيادة أمريكا، يوم 13 نونبر 2018 في الكويت، وبمشاركة الشركات الكبرى العابرة للقارات والبنك الدولي وعدد من مؤسساته، مؤتمر التحالف الدولي (37 دولة) المعروف بالتحالف لمحاربة ما يسمى التنظيم الارهابي (داعش)؛ موضوعه إعادة إعمار العراق في شتى القطاعات: النفط والتعليم والصحة والاسكان والبنية التحتية وغيرها في مختلف المجالات.

إنه في الحقيقة مؤتمر عملية غسيل الدماغ العربي الاسلامي والانساني بصفة عامة. لقد دمروا العراق في حروب إرهابية غير متكافئة، ورموا في نهر الفرات كامل أرشيفه الحضاري التاريخي العلمي الأدبي، وقتلوا ملايينَ أطفالِه ونسائِه ورجالِه، بدعوى محاربة تنظيم إرهابي هم صانعوه ورعاته، وبدعوى القضاء على الشر داخل دولة معزولةٍ ضعيفة في طريق النمو، وفي دولة ومنطقة بينهم وبينها جغرافيا ألاف من الكيلومترات، وتكنولوجيا آلاف من السنين. إنه الارهاب الدولي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ودلالة.

بالتأكيد لا تستطيع الدول الكبرى برأسماليتها المتوحشة أن تعيش وتستمر في وجودها، وتضمن استقرار مجتمعاتها، بدون حروب في أرض الآخرين، وبدون زعزعة استقرار المجتمعات الأخرى؛ يغزون الشعوب باسم الحداثة ليفقروها حتى يغتنوا هم، ويقتلونها لتحيى شعوبهم، ويدمرونها تدميرا شاملا لتنتعش شركاتهم عبر القارات باسم إعادة الاعمار.

انطلق مسار إرهاب الرأسمالية المتوحشة من الاستعمار المباشر لأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بالحداثة التقليدية إلى فلسطين، ثم أفغانستان، ثم انتقلت بالأسلحة التكنولوجية ما بعد الحداثة إلى الصومال، ثم إلى العراق، ثم إلى مالي ، ثم إلى مصر، ثم إلى ليبيا، ثم إلى سوريا، ثم إلى اليمن وهلم جرا؛ إنه التدمير والقتل الشامل بالتناوب، ولا ندرى الدور القادم على من، وفي أي قطعة أرض.

إن تحركات الكيان الصهيوني وأمريكا ووكلائها، لإغلاق قوس الشرق الأوسط وإنهاء دوره الحضاري الممانع ولجعل القدس عاصمة لإسرائيل، وما رافق ذلك من إقصاء الحركات الاسلامية السياسية المعتدلة، وتركيز الصهيونية على استقطاب النشطاء والاعلاميين المحسوبين على الأمازيغ والموالين للكيان الصهيوني والمتبجحين بزياراتهم وعلاقاتهم بمجرمي الكيان الصهيوني، وعلى تشجيع هجرة الأفارقة إلى الدول المغاربية، بالضغط على حكوماتها لرعايتها وتوسيع نطاقها باسم الانفتاح المزعوم، ليؤشر كل ذلك على تمام التهيُّؤ وإعداد العدة لإثارة الفتن العرقية في كافة دول شمال أفريقيا وسحل المحيط الأطلسي، ولتقسيم شعوبها وتشجيع ظهور منظات ارهابية تحت يافطة أمازيغية مزعومة، وراية حقوق اﻻنسان وحقوق اﻷقليات.

يتفنن الارهاب الدولي الاستعماري الرأسمالي المتوحش في ابتكار أسماء ومسميات المنظمات والجماعات الارهابية، من المنظمات الارهابية الاشتراكية الشيوعية في القرن الماضي إلى المنظمات الارهابية الاسلامية في القرن الحالي، وإلى الارهاب الأمازيغي قريبا في الدول المغاربية والساحل؛ يغير فيها وينوع بتغير الزمان والمكان، وبالحاجة إلى الحرب الشاملة والدائمة.

بعبارة مجملة: شعار الدول الأوروبية واستعمار ما بعد الحداثة هو الحرب تلو الحرب؛ لأنها مربحة ولأنها ضامنة لتقدمها وقوتها الاقتصادية والعسكرية، وضامنة لنمو استثماراتها في شتى المجالات، وضامنة لاستمرار نظامها الرأسمالي المتوحش..

فهل من معتبر؟! الرسالة للغافلين وللمقتاتين فكريا وماديا من فتات الحروب، وللقائمين بالدور الاستعماري والارهاب الدولي بالوكالة.

* دكتوراه في العلاقات العامة

‫تعليقات الزوار

7
  • الرياحي
    الجمعة 16 فبراير 2018 - 21:05

    "إنه في الحقيقة مؤتمر عملية غسيل الدماغ العربي الاسلامي" , قال الكاتب.
    ——————–
    لا يحتاج الدماغ العربي الإسلامي لغسال "علج" فالإخوان المسلمين ومنهم "إخوان المغرب" قاموا بهذا الدور من تخدير وتنويم وتجارة في دين الله بمعزة بريطانيا بل الإخوان هم صنع بريطاني من الصنع الجيد كما يعرف عن الإنتاج البريطاني.
    ——————–
    ما ذخل الأمازيع وهم المكون الأساسي لحزبكم إن كانت شرمذة منهم متصهينة ، متصهينين أقل بكثير من المتصهينين العرب بل حكومتكم طبعت في وضح النهار وفي غبش الليل مع الصهاينة وفي كل المجالات.لا داعي للتذكير أن الإخوان صنفتهم عدة دول ومنهما إسلامية بحركات إرهابية .
    ——————–
    الأمازيغ هم من أوصلوكم إلى سدة الحكم ، أليس جزاء الإحسان الإحسان ؟ ما هذا النكران يا أصحاب بن كيران ؟

  • brahim1
    الجمعة 16 فبراير 2018 - 22:12

    سلام.. مقال رائع يبين ان هناك تحولا في الوعي والفكر بدا في المجتمع العربي وعند الطبقة المثقفة والصحافة, وهذا التحول لا يمكن الا ان يستمر ويعم كافة الطبقات الاجتماعية نظرا للهجمة الامبريالية الواضحة على العالم العربي الاسلامي..فعلا لقد دمروا العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر, مستغلين الشعوب العربية الغير متعلمة للاسف بسبب سياسة حكامها واجندة البنك الدولي..ففي مصر تم استغلال العملاء من الشعب المصري الرافض لكل ماهو اسلامي وتم تنصيب الحكم العسكري الموال لاسرائيل ومشروعها في المنطقة.. اما في العراق فلم يكتفوا بازاحة صدام الديكتاتور بل صنعوا داعش ونصبوا البغدادي العميل اليهودي المتنكر ليطبق سياسة الارض المحروقة.. اما في سوريا فان عملاء المعارضة السورية المنخدعة باكاذيب الغرب جعلتهم يحملون السلاح ضد بشار الاسد فتدخلت روسيا وعميل الموساد بوتين لانقاد النظام من الانهيار.. نفس السيناريو في السعودية بعد تنصيب بنسلمان مقابل ملايير الدولارات ودخولها في حرب مع الحوثيين وايران مستقبلا ودخول قوات تركيا الموالية لاسرائيل في قطر.. كلما اشعلوا نارا للحرب اطفاها الله..اما مسالة الامازيغ ..(يتبع)

  • saccco
    الجمعة 16 فبراير 2018 - 22:56

    الكل يعرف ما حدث لليابان أثتاء الحرب العالمية الثانية
    لقد الحق الامريكيون باليابان خسائر مروعة على جميع المستويات :
    تحطيم تلثي الاقتصاد الياباني –القضاء على 80/100من القوة العسكرية اليابانية – تقريبا 3 ملايين من الضحايا اليابانيين – عدة مدن تم دكها – صدمة نفسية وأخلاقية دامت طويلا بعد القاء القنبلتين النوويتين – فقدت اليابان إجزاء من اراضيها
    وتم لأمريكا السيطرة وإحتلال اليابان وإبتداءا من سنة 1949 بدأت امريكا في إعمار وتقوية الاقتصاد والبنية التحتية والمدارس والمستشفيات وايضا إصلاح النظام السياسي الياباني والاقتصادي مخافة سقوطه في معسكر الشيوعية وإستطاع اليابان ان يلج بسرعة كبيرة عالم الكبار
    اكيد ان الظروف مختلفة بين وضعية العراق واليابان لكن يبقى الحكم السلبي على هذه المبادرة سابقا لأوانه ونتمنى ان لهذه المبادرة كل النجاح في مساعدة هذا البلد العريق حتى يأخد مكانته المستحقة
    وإن غدا لناظره لقريب

  • brahim2
    الجمعة 16 فبراير 2018 - 22:59

    اما مسالة الامازيغ والامازيغية فهي كقضية الريف الذي يعاني من التهميش ككل مناطق المغرب…فنحن كلنا مغاربة امازيغ وعرب وكل تفرقة عنصرية بين افراد الشعب يخدم مباشرة الاجندة الصهيونية التي اشرنا اليها والتي يتم العمل بها في كافة الدول العربية حيث تستغل الطائفية فاذا لم تجد الامازيغ والعرب او الشيعة والسنة في بلد ما يتم خلق داعش والنصرة وحتى المهاجرين الافارقة!.. الخ, لخلق صراع طائفي او ايديولوجي.. وجوابا على الاخ الرياحي فاقول له انا كامازيغي ارفض ان تخرج منظمات امازيغية تدعو للتفرقة بين الامازيغ والعرب لان ذلك يعني خدمة مجانية للمشروع الامبريالي في البلاد.. لهذا اقول علينا ان نرفع شعار "مساواة اخوة تضامن" اذا اردنا ان نحافظ على بلادنا من الفتنة.. فهناك اجندة تخريبية في كل الدول ولا نجاة بدون بوعي بهذا المخطط الخبيث .. فالعالم لن يحترمك اذا لم تكن واعيا وحتى القانون لا يعذر احد بجهله.. اتمنى ان تفهموا كلامي وخذوا العبر مما يجري على الساحة العربية من اقتتال طائفي تدعمه اسرائيل وامريكا بالسلاح… كلما اشعلوا نارا للحرب اطفاها الله..ادعوكم لتامل هذه الاية من كلام الله

  • أمين صادق
    السبت 17 فبراير 2018 - 06:39

    كل هذا الالتفاف والطواف حول الدول، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، لأجل تمرير خطاب قديم مشبوه (صهينة الأمازيغ) ومصطلح جديد معتوه: "الإرهاب الأمازيغي"!

    ما كل هذا الحقد الدفين باسم الدين؟ ما كل هذا الاستبداد والاستبلاد بحجة الخوف على البلاد والعباد؟ ما كل هذا النفاق والارتزاق بقناع اتقاء الفتن والمحن؟

    هل هناك فتنة أكبر وأكثر من التلويح والتخويف بقرب ظهور منظمات الإرهاب الدولي الأمازيغي (هكذا) في المنطقة؟؟

    ما كل هذا البغض الجامح الذي أفرز كل هذا الخيال الجانح..!!

  • WARZAZAT
    السبت 17 فبراير 2018 - 08:21

    ما علاقة الأمازيغ بالعراق؟!…سوى انه بينما كانت العرب تزغرد للأمريكان كان الأمازيغ و الباكستان…واليمن…من خرج بالملايين في بلدانها و بلدان المهجر في احتجاجات تاريخية دامت شهور دون إنقطاع. العرب لم تخرج في مصر أو دبي أو حتى سورية و إن خرجت فلترقص لجورج بوش!!…و كم من قصور و فيلات ألان في الأردن مولت بتبرعات الأمازيغ لاطفال العراق؟!

    العراق دمره صدام الذي كان يعاني من جنون العظمة و سعور عنصري-طائفي دفعوه بتشجيع من شيوخ البترودولار الذين غدروا به فيما بعد إلى إعلان الحرب على كل البشر و الحجر . كان يملك كل المفاتيح للدفع بالعراق و كل الشرق في قافلة الأمم…كان العراق أغنى من تركيا و كوريا و لكن مكان صناعة الدراجات و السيارات كان يبيد شعبه و جيرانه بالغازات .

    العرب أخلص خدام الامبريالية…أكثر من ذلك…الفاشيات العربية صنيعة و ظاهرة إمبريالية بامتياز. سخروهم أولا للقضاء على امبراطورية الأتراك و سلطوهم على كل ملل و نحل المشرق و المغرب و ها هم ألان نعاج في حروب على روسيا و إيران.

    أما الارهابيون الأمازيغ الوحيدون فهم الزبانيات الوهابية التي اصابتها العدوى الداعشية.

  • Axel hyper good
    السبت 17 فبراير 2018 - 08:37

    ا سرائيل تصف المقومين الفلسطينيين بالارهابيين….

    وقبلها انجلترا وصفت المقاومين في شبه لقارة الهندية بالارهابيين….

    ومعها فرنسا حيث وصفت القاومين في شمال افريقيا بالارهابيين….

    الامازيغ يطالبون بحقوقهم المشروعة وبطرق مشروعة وفي ارضهم وارض اجدادهم,

    فاصبحوا عند " المستعمر" ارهابيين.

    ارهاب هوان تاتي من بعيد لتفرض دينك ولغتك وعاداتك المتخلفة على الاخرين

    وفوق هذا وذاك تسرق خيراتهم وخير بلادهم وتسمهيم بالارهابيين.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة