الذكرى 7 لحركة 20 فبراير وسؤال الحصيلة

الذكرى 7 لحركة 20 فبراير وسؤال الحصيلة
الإثنين 19 فبراير 2018 - 23:55

قبل سبع سنوات انطلقت حركة 20 فبراير، وفي سياق محلي وإقليمي تطالب بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة، تحت شعار “الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد”؛ حركة استوعبت كل الحساسيات الإيديولوجية والثقافية والسياسية والمدنية، أطرَها العمل الميداني وانبرت لتسييرها فعاليات شبابية محلية تعالت في أغلب الأحايين عن التعصب لولاءاتها الإيديولوجية والثقافية والسياسية؛ حركة سرعان ــــ رغم حملات التشويش والتضييق ــــ ما امتدت بعيدا عن المدن الكبيرة إلى القرى والمداشر في إشارة لواقعية مطالبها وحجم الحرمان والفقر من جراء سوء تدبير للشأن العام للعباد.

ووعيا منه بجدية الحركة من جهة، وتفاديا لمسارات الثورات في بلدان عربية من جهة ثانية، تقدم النظام بحزمة “إصلاحات” ووعود ــــ كالعادة ــــ بالإصلاح، فعُدّل الدستور ونُظمت انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، وقبل ذلك استفاد قطاع الوظيفة العمومية من زيادة غير مسبوقة في الأجور (600 درهم) في خطوة لاحتواء الطبقة الوسطى وصدها عن الانخراط في الفعل الاحتجاجي للحركة؛ طبقة سرعان ما دفعت ثمن موقفها وبأثر رجعي: مراجعة نظام التقاعد نموذجا.

ولأن الطبع يغلب التطبُّع، ما فتئ النظام أن انقلب على حزمة “إصلاحاته”، فلا دستور فاتح يوليوز 2011 على علاته وجد سبيلا للتنزيل، ولا الفساد والتحكم والريع ومشتقاته استُؤصل، ولا الهشاشة والفقر حوصر، ولا المشهد السياسي لُقح من العبث، ولا إرادة الناخبين ونتائج صناديق الاقتراع احترمت؛ عناوين كبرى لا تخطئها اليوم بعد سبع سنوات عينُ المتتبع في واقع المغرب، بل إن بؤر الاحتجاج تعددت وتناسلت، ولا مؤشرات لاحتوائها بسبب الإصرار على نفس التدبير والاختيارات.

في ذكراها السابعة، تُرى، هل من حصيلة بعد نكوص النظام على حزمة “إصلاحه”، وإلا فواقع الحال اليوم أشبه، إن لم يكن أسوأ مما كانت عليه الأمور قبل سبع سنوات، إذا تجاوزنا بعض الشكليات التي لا تمس جوهر المعاناة؟ وهل كانت محطة 20 فبراير 2011 فارقة في مسار التغيير أم كانت مجرد سحابة صيف أفادت النظام أكثر من الملف المطلبي؟

بعيدا عن المزايدات السياسية يمكن رصد حصيلة الحركة الفبرايرية فـي مجموعة من المكاسب، ومنها:

ــــ النجاح في كسر وهْم الخوف من الخروج للاحتجاج.

ــــ نضج الشعب المغربي ومطالبته بإصلاح مراع للتدرج والمرونة: “الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد”.

ــــ ارتفاع منسوب الوعي الشعبي، فالمغاربة اليوم، وفي مناطق الإقصاء ورغم تسخير الإعلام العمومي واحتكاره لتلميع صورة النظام مبادراتِه واختياراتِه، يعلمون يقينا أن الفعل السياسي المؤسساتي(أحزاب، انتخابات، برلمان، حكومة، مجالس منتخبة) لا جدوى منه، بل أضحى عبئا على خزينة الدولة وأن المؤسسة الملكية هي الفاعل الحصري، فمواقع التواصل الاجتماعي حُبلى بنداءات تدخل الملك لفك عزلة أو تغيير فساد، كما هي عبارة “عاش الملك” بصرف النظر عن عفويتها أو افتعالها بُعيْد كل التفاتة ولو بتوزيع “بطانية” لا تغني من زمهرير أعالي الجبال وحفنة مواد غذائية لا تسد رمق صغار حاصرهم الفساد قبل ثلوج عابرة، كما أن الملك غدا المخاطب الأوحد وليس الوسطاء التقليديين (الأحزاب) بالتدخل لحل المعضلات الاجتماعية والاقتصادية: ملف جرادة نموذجا، تؤكد وعي المغاربة بمن يحكم ومن يقرر.

ــــ تأكيد نجاعة وفعالية الفعل الاحتجاج السلمي، فوحده الاحتجاج السلميّ أصبح سبيلا لرفع المطالب الاجتماعية، وعلى قدر طول نفَسِه تُستنفر الأجهزة لتحقيق المطالب، قبل اتساع دائرة الاحتجاج.

ــــ التغيير المأمول والإصلاح المنشود مطلب الجميع، دونه ترسيخ التوافق والتعاون الميداني بين فضلاء وذوي مروءات المجتمع أفرادا وهيئاتٍ، وإلا فالنظام اكتسب من قدرات الالتفاف والمناورة بتغيير الوجوه وخلط الأوراق ما يمكنه من ربح “نزالات” المطالبة بالإصلاح.

ـــــ المصداقية الشعبية تُنال بدرجة الانحياز لمطالب الشعب ونبض الشارع، والشعب يملك من الوعي ما يميز به بين صادق الشعارات وزيفها، مهما أبدت فئات واسعة من الشعب عدم الاكتراث والاهتمام بالأحداث والوقائع.

في ذكراها السابعة تثبت حركة 20 فبراير أنها لم تكن حركة عابرة أملتها سياقات خارجية، بل دينامية مجتمعية هي بعد يقظة الشعب وإدراكه بزيف الشعارات وسراب المبادرات التنموية حصيلةُ جهود هيئات مجتمعية مدنية لم تتوانَ في فضح الفساد وحكامة غير راشدة وغياب نية الإصلاح لدى النظام، وإلا لماذا الإصرار على ضبط عقارب ساعة البلاد على ما قبل انطلاق الحركة الفبرايرية حقوقيا وسياسيا؟

حركة 20 فبراير كانت محطة فارقة أسست لفعل مجتمعي تجاوز القوالب النمطية وصار سلوكا وثقافة مجتمعية تُهاب، ولم تعد الاحتجاجات حناجر تُبَحُّ وجهود تُـهدر، بل مؤشرا على وعي شعبي متنامٍ بارت جهود النظام مؤسساتِـه لتبليده، ويكفي دليلا حملات شجب ورفض سياسة الريع التي ينتهجها النظام لبناء جبهة صدِّ الفعل المجتمعي وضبط مساره: معاشات البرلمانيين والوزراء نموذجا.

‫تعليقات الزوار

3
  • non au 20 F
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 08:26

    le mouvement 20 février s'est opposé à tout le monde:contre le pouvoir,contre les partis,
    alors ce mouvement a crée un vide,vite rempli par le parti de feu Basri,ex ministre de l'intérieur,le PJD,oui c'est feu Basri qui a aidé à créer le PJD, pour contrer les partis progressistes de gauche de l'époque, ces partis devenus vides se sont rangés sous la couverture du makhzen pour ne pas mourir,
    le maroc est aujourd'hui avec un gouvernement de tous les partis marocains,des obscurantistes islamistes ,des opportunistes,des partis crées par les hauts fonctionnaires,
    et voilà le PJD, à la tête du gouvernement qui cherche à appauvrir les classes moyennes dans le but de permettre aux extrémistes islamistes de s'imposer comme l'unique formation politique ,c'est la perte de sens projeté par les obscurantistes PJD

  • MOHAMMED MEKNOUNI
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 11:19

    من أنشأ حركة20 فبراير ومن هم مدعموها ؟
    بالنسبة لي حركة 20 فبراير هي سبب هذه التسلطية السلطوية التي أصبحت تمارس علينا من طرف حزب العدالة والتنمية والذي لايتقن وزراءه إلا البحث عن نفخ أرصدتهم المالية و…و….
    ويا أسفاه رئيس حكومة هذا الحزب قام بتوظيف إبنته بدون حياء وأبلع الساسة المتشدقون ألسنتهم .
    يا أخي إن المواطن المغربي التواق إلى المساهمة والإسهام في بناء هذا الوطن ماض في العمل بصمته وطرق الأبواب بهدوء للحصول على حقوقه وكفى من الديماغوجية من أجل الإسترزاق عبر جماعات تتخذ الإسلام شعارا لها لزرع الفتنة ، لذا يستوجب حد لهذا التسيب لأن الإسلام السياسي تربة فاسدة والذين يمارسوه ما هم إلا ثعالب ذوي الوجه الثعلبية .
    المغرب يتقدم حسب إمكانيته والمواطن حقوقه مضمونة دستوريا .

  • الحسين السلاوي
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 21:36

    الحقيقة التي لا مراء فيها.. هي ان 20 فبراير كانت ضربة موجعة وقوية للجماعة ، فمن جهة أبانت على ان امتداداتها محدودة في المريدين، مع اعراض الناس عن نداءاتها التي امتدت على مدى 10 اشهر،.. هي التي طالما راهنت على الطوفان …كما أن انسحابها بالطريقة التي تمت .. خاذلة حلفاءها في الحراك ..افقدها الكثير وزاد من عزلتها اتجاه الفضلاء الذين تبعث اليهم برسائلها المتكررة…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة