مكتبة "فرانسوا ميتران" تشهد على تحريف الأناجيل

مكتبة "فرانسوا ميتران" تشهد على تحريف الأناجيل
الأحد 25 فبراير 2018 - 07:55

لقد دارت حول أصول الأناجيل وما حوته من تناقضات وتحريفات، معارك ضارية بين المسيحيين، أدت هذه الصراعات بالكنيسة، في قرونها الأولى، إلى منع أتباعها من قراءة تلك الأناجيل حتى لا يكتشفوا ما تم إدخاله فيها من تعديل وتغيير. خصوصا بعدما تم سحب النسخة الأصلية من إنجيل السيد المسيح الذي كان موجودا بالفعل، بدليل أن بولس يقول أنه كان يبشر به في رسالته إلى أهل رومية 15 : 19. إلا أن الأيادي العابثة فى المؤسسة الكنسية قد أخفته لتفرض ما نسجته عبر المجامع على مر العصور.

ولتفادي هذه النزاعات وحتى لا يتفاقم الوضع، وتخسر الكنيسة الكثير من المؤيدين والمتعاطفين والمتبرعين، قررت الكنيسة السماح للأتباع بأن يقرؤوا الأناجيل لكن بوساطة أي برفقة قس متمرس قادر على لي أعناق الآيات حتى يجعلها تنسجم مع بعضها.

لقد ظل الأمر على هذا الحال على اعتبار أن جميع المسيحيين يعتقدون أن الله هو الكاتب الوحيد لهذه الأناجيل، وبالتالي من أهم وظائف الكنيسة الحفاظ على هذا المعتقد في قلب المسيحيين نظرا لما يحققه من سلطة لدى الكنيسة وخضوع من طرف الأتباع.

ثم يوشك أن تقوم الكنيسة بنسخ هذا القول وهذا الاعتقاد لكونه مغامرة غير مضمونة النتائج، كما أنه من غير الممكن إقناع الناس بشيء لا يمكن إخفاؤه إلى الأبد وهو التضارب الكبير الموجود في الأناجيل. ومن ثم فالقول بأنها من عند الله سيكون له تبعات خطيرة على المعتقد المسيحي لدى الأتباع وعلى المكانة التي تحتلها الكنيسة في المجتمع المسيحي.

ولذلك كان الحل الأمثل هو أن تقول الكنيسة وتنشر في أذهان الأتباع أن الله قد أوحى للروح القدس الذي قام بدوره بإلهام الحواريين بكتابة الأناجيل، مما يعني التراجع عما قرر سلفا، ثم في مجمع الفاتيكان الثاني اعترفت الكنيسة بأن هذه النصوص تضم القديم الذي يحتاج إلى إدخال تعديلات بما فيها تصحيح الأخطاء وإزالة التناقضات.

ولكن مهما يكن، فإن أهم وثيقة يمكن اعتمادها بالدليل القاطع والبرهان الساطع على التحريف والتعديل والتزوير الذي نال الأناجيل، وأن هناك قديم يحتاج إلى تحيين وتجديد، هي وثيقة ستخرج من مكتبة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميترون بمدينة باريس، والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وهي نسخة من أعمال القديس جيروم الذي قام بترجمة العهد القديم عن العبرية والعهد الجديد عن اليونانية والتي سميت بالفولجاتا، وذلك نزولا عند طلب البابا داماسوس وأسقف روما، المبجل، وأهم ما في هذه الأعمال مقدمة المجلد الأول التي هي عبارة عن رسالة بعث بها القديس جيروم سكرتير البابوية إلى نيافة البابا داماسوس.

في هذه الرسالة يقول مخاطبا البابا داماسوس: “تحثني على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد، وتريد مني أن أكون حكما على نسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم، وأن أختار منها وأقرر ما هي تلك التي حادت أو تلك التي هي أقرب إلى النص اليوناني، إنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعين علي تغيير أسلوب العالم القديم وأعيده إلى الطفولة، وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعني في نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملي. فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه، بالنسبة للنص الذي اعتاد قراءته، لن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزور ومدنس للمقدسات، لأنني تجرأت وأضفت، وغيرت، وصححت في هذه الكتب المقدسة؟

وحيال مثل هذه الفضيحة، هناك شيئان يخففان من روعي، الأمر الأول: أنك أنت الذي أمرتني بذلك، والأمر الثاني: إن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقا. وهو ما تقره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفي بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية، ليقل لنا أعداؤنا أيها أصوب، لأن هناك من الأناجيل بعدد الاختلافات بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن أقوم بالتصويب اعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التي أساء فهمها المترجمون الجهلاء، أو بدلوها بسوء نية، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها هناك. وإذا كان علينا دمج المخطوطات، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء، أو الإضافات التي أدخلها الكتبة النعسانين؟” ثم يقول: “وأتحدث الآن عن العهد الجديد، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متى الذي كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره في منطقة اليهودية، إن هذا الإنجيل يختلف يقينا عن الذي بلغنا نظرا لتعدد المصادر التي استعانوا بها لتدوينه. وقد آثرت أن أرجع إلى نص أساسي، فلا أود الاستعانة بترجمات المدعوين لوشيانوس أو هيزيكيوس التي يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق، والذين لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعين، ولا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التي وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء التي بها. وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأنني لم أستفد منها شيئا.”

ويقول: “وإن كان هناك أي فضولي يود معرفة الأجزاء المتماثلة أو المتفردة أو التي تختلف تماما عن تقسيمة العشرة يمكنه معرفة ذلك، لأن الأخطاء قد تراكمت مع الوقت في كتبنا، وهو ما يجعل إنجيل ما يتفاوت عن الآخر، وأشرت إليه بحرب (ح)، لقد وقعت أخطاء في محاولة التوفيق بينها، لذلك ترى خلطا شديدا في الترجمات اللاتينية، فأحد الكتبة قد قال أكثر وفي الآخر قد أضافوا إذ تصوروا أقل، وأن مرقس في أجزاء كثيرة ينقل عن لوقا ومتى، وأن متى ينقل عن يوحنا ومرقس، بينما كان كل إنجيل يحتفظ بما يخصه فحسب، فكل واحد منهم قد نقل عن الإنجيل الذي وقع في يده. لذلك عند قراءة الكشف الذي أقترحه لن يكون هناك أي خلط وسيتم التعرف على المتشابه بينها وعلى ما يخص كل منها بعد أن استبعدت الخلط والأخطاء. ففي الكشف الأول يوجد توافق بين الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وفي الثاني لا يوجد توافق إلا بين متى ومرقس ولوقا، وفي الثالث بين متى ولوقا ويوحنا، وفي الرابع بين متى ومرقس ويوحنا، وفي الخامس بين متى ولوقا، وفي السادس بين متى ومرقس، وفي السابع بين متى ويوحنا، وفي الثامن بين لوقا ومرقس، وفي التاسع بين لوقا ويوحنا، وفي العاشر ستجد كل ما هو خاص بكل إنجيل ولا يوجد في الأناجيل الأخرى، وفي كل إنجيل على حدة هناك أجزاء متفاوتة الطول كلما ابتعدنا عن التوافق…” وفي آخر الرسالة يختم بقوله مخاطبا البابا داماس: “أرجو ألا تنساني يا قداسة البابا”

ويبدوا بوضوح من خلال هذه الرسالة التي بعث بها القديس جيروم إلى البابا داماس قد أمره بتحديث الكتب القديمة وان يبعد عنها كل محرف عن النسخة اليونانية مع أن النسخة اليونانية ليست هي النسخة الأصلية للأناجيل، كما نلاحظ توجس القديس جيروم أن يقال عنه أنه مدلس ومحرف لعلمه أنه يقوم بجرأة بإدخال تغييرات وتصحيحات في الكتب المقدسة. بل ويعترف بأن ما يقوم به لا يخرج عن كونه فضيحة لو علمه الأتباع. ولكنه رغم ذلك استمر في جرأته لعلمه أن كل الأناجيل التي سيعتمدها محرفة ومنسوخة ومتضاربة ولهذا اعتبر عمله استمرارية لما كانت عليه الكتب المقدسة والتي اعتبرها ” ضلال” بقوله: “أن الضلال لا يمكن أن يكون حقا”، وأن الترجمة اللاتينية المعمول بها تعج بالأخطاء والاختلافات وذك راجع لجهل الكتبة الذين بدلوا أو عدلوها النصوص بسوء نية وهو الأمر الذي تشهد عليه جميع الأناجيل المتداولة من طرف شعوب مختلفة. كما يعترف القس جيروم بأن عمله كان منصبا على تصويب الأجزاء التي تبين له أنها بعيدة عن المعنى المفروض، وترك الأجزاء الأخرى كما هي لاجتهاده وفهمه أنها لا تحتوي على تغييرات كبيرة مضرة.

وبعد كل هذه التصريحات الخطيرة التي ذكرها سكرتير البابا داماسوس القديس جيروم، وفي غياب ما لم يصلنا من عمليات التحريف والتعديل والتدليس الكثيرة، لا يمكن إلا أن نقول لكل عربي مسلم يدعي أنه تنصر لأنه اقتنع عندما قرأ الأناجيل واستوعب ما فيها، لا تكذب على المغاربة واكشف لنا عن حيثيات الصفقة التي أبرمتها مع المنصرين، أو قل لنا بأنك اضطررت إلى ذلك فنخلق لك بعض العذر فنعتبرك كنت كمن قال الله فيه (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)، فارجع إلى رشدك وارجع إلى دينك واستغفر ربك فهو الغفور الرحيم.

‫تعليقات الزوار

12
  • محمد بن عبد السلام
    الأحد 25 فبراير 2018 - 10:46

    الإنجيل أو الأناجيل ليست لا كلام الله عزوجل ولا أقوال كتبها عيسى عليه السلام , وإنما رواية حياة النبي عيسى بعد أكثر من 60 سنة بعد أن رفعه الله إلى السماء ,كتبت من طرف بعض الحواريين (أكثر من 6 ).ولأسباب توحيد الرؤيى والأفكار اضطر المسيحيون الكاتوليكيون إلى اعتبار 4 فقط صحيحة…هذه مشاكل المسيحيين لا تهمنا و لا تعنينا في شيئ , كما مشاكل المسلمين " السنة …الشيعة..الأباضية…الأحمدية…"

  • الطير العربي
    الأحد 25 فبراير 2018 - 13:04

    1 – محمد بن عبد السلام

    ليس كذلك .. لا هي "إنجيل" ولا هي روايات عن حياة المسيح.

    كلمة "الإنجيل" لا معنى لها إلا في اللغة العربية، وهي مصطلح قرآني بالأساس يشير إلى الولادة، ومن ثمة إلى الخلق المقترن بلحظة مرجعية معلومة في الزمان والمكان، بمعنى أن المسيح عيسى بن مريم هو صورة مصغرة لآدم : "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم …".

    كذلك كلمة "التوراة"، وهي مصطلح قرآني يشير إلى المعاودة باعتبار التوراة تكرارا لكتاب النبي إبراهيم ، واسمه "الفرقان" … ولكن المسلمين لا يعرفون هذا كله .. الزمن كشاف …

  • عبد الرحيم فتح الخير
    الأحد 25 فبراير 2018 - 16:16

    لا ينكر كبار المرجعيات من الراسخين في تأويله قول عمر . وان كانوا يبررون أنها من الايات التي نسخت تلاوة وبقيت حكما فهلا تفضل استاذنا الفاضل بتوضيح .

  • امازيغي علماني
    الأحد 25 فبراير 2018 - 16:19

    انجيل باللغة اليونانية تعني الخبر السار او البشارة وهي مجرد تجميع لمؤلفات تلاميذ المسيح بعد موته او رفعه او …. المهم ان المسيح لم يكتب هذه الكتب وهي ليست وحيا مباشرا من السماء له مثل القران او الواح التوراة . لذلك التحدث عن التحريف من عدمه مجرد مضيعة للوقت وفهم سطحي للدين المسيحي عبر نقد (موضوعي ) يعتمد اسقاط اسلامي على ثقافة ودين مختلف ورؤية للحقيقة مختلفة .

  • الطير العربي
    الأحد 25 فبراير 2018 - 19:49

    5 – أمازيغي علماني

    إذا كانت كلمة "إنجيل" تعني في اليونانية "الخبر السار أو البشارة" كما أفدت، فما موقعها في السياق والمعنى .. من كون المسيح عيسى بن مريم ولد بلا أب كدلالة على الاستمرار في الخلق باعتبار هذه الدلالة مقترنة بخلق آدم وترسل إليه ؟ المنطق يقتضي أن يكون الاسم على مسمى، ومرتبطا بالأحداث السابقة وامتدادا لها ومكملا جزئيا لها، وإلا كان كل شيء هراء في هراء لا يستقيم والمنطق فأحرى البرهان . أو ليس كذلك ؟
    من جهة أخرى معك حق أن الحديث عن التحريف من عدمه لا معنى له هنا، لأن التحريف يقتضي تزييف جزء من كل بحيث يكون الجزء المزيف ثابت في الكل باعتباره أصلا، وهذا لا ينطبق على ما يسمى بــ "الأناجيل"، وبصفة عامة ما يسمى بــ "الكتاب المقدس". إنها مجرد مجموعة من الأساطير تشبه إلى حد ما ما يسمى عند المسلمين بــ "صحيح البخاري" و ما شابه. فكلمة "صحيح" تعني هنا أنه صحيح أن الأحاديث كانت متداولة كما دونت، وهذا لا يجعل منها صحيحة قطعا.

  • خديجة وسام
    الأحد 25 فبراير 2018 - 20:44

    أيها الكاتب الكريم،

    يتبين من كل ما قدمت لنا أن جيروم صريح مع نفسه ومصارح للبابا ويخبرنا بشيء بديهي وعقلاني وهو أن الكتابة من الأعمال اليدوية لبني البشر وأن اللغات البشرية متنوعة وأن الترجمة ما هي إلا من أفعال البشر وأن هناك من يتقن اللغتين ومنهم من لا يتقنها وبالتالي لا يحسن الترجمة.

    لكننا نحن المسلمون نغالط أنفسنا ونود لو يكون المصحف قد تنزل من السموات كما هو متداول اليوم عندنا رغم علمنا أن هنالك مخطوطات متنوعة وكتابتها ناقصة لا نقط عليها ولا حركات ولا وقفات.

    المصحف كتبه بشر مثلي ومثلك غير معصمين. ونحن نعلم أن القرآن صحح ونقح ونسى جزء منه على عهد النبي : مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا. أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ؟ نعم إنه قادر على تصحيح ما صدر منه سابقا وعلى التصريح بذلك لأنه غير متعنت في الخطإ كبعض البشر. أفلا تفهمون تاعرابت ؟

  • Lamya
    الأحد 25 فبراير 2018 - 22:14

    الانجيل كتب من طرف صحابة السيد المسيح يحكون فيه احداث ما وقع و ما قاله السيد المسيح و ما قالته و فعلته السيدة مريم العذراء و سيدنا زكرياء و زوجته و سيدنا يحيى و غيرها من الاحداث التجليات الوحانية التي راوها في علاقتهم الروحانية مع السيد المسيح و الروح القدس و ايضا كيف مكروا به و كفره اليهود و قرروا اعدامه على عمود (وليس صليب) لانه يدعي انه سيصبح ملكا عليهم و يحلل اشياء حرمت عليهم…
    و اصبحت هذه الروايات كتابا سماويا مقدسا بالفعل, و لكن بعد ذلك ترجمت الى عدة لغات, و كما نعلم ان في الترجمة يمكن ان تقع اخطاء عن غير قصد و مقصودة و و هناك محطة هامة في تاريخ ترجمة الانجيل و هي في القرن الثالث الميلادي, كما يقال في اوروبا, لللاتنية و هنا كان تواطئ مقصود لتغيير العقيدة و تحويلها من التوحيد الى الثثليث بين الكنيسة الكاثوليكية والرومان التي اصبحت تطلق على نفسها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية و اختراع الصليب كرمز لها وبذلك تم الزواج بين نصارى المسيح و الرومان عقديا و سياسيا. و اول من ترجم الانجيل من اللاتينية الى الالمانية و جدد المسيحية من بعض الامور و ثار على البابا هو "مارتين لوتر".

  • عبد العليم الحليم
    الإثنين 26 فبراير 2018 - 08:13

    بسم الله

    في كتاب ”التجسد في الهندوسية والمسيحية:أسطورة الإله ـ الإنسان ”ل دانييل إي.باسوك
    يعرض المؤلف عرضا موثقا الاعتقاد بتجسد الآلهة في عالم الشرق الأدنى القديم في عهد ما قبل ظهور المسيحية،والعهد المعاصر لها،فيذكر أمثلة عديدة لتصور و نظرة شعوب الشرق الأدنى لبعض عظمائهم من فلاسفة عظام كفيثاغورث و أمفيدوكلس أو ملوك أباطرة فاتحين كالإسكندر الأكبر،على أنهم في الحقيقة آلهة أو أبناء آلهة تجسدوا و ظهروا بذلك المظهر البشري!

    و من جملة ذلك بيّن كيف أنه في العهد الروماني المعاصر للمسيح

    كان من الشائع إطلاق لفظ ”الرب” أو لفظ ”ابن الله” أو لفظ ”المخلص” على بعض الأباطرة الرومان كأغسطس و يوليوس قيصر و نيرون!

    ويذكر في هذا المجال مثلا أن مخطوطة يرجع تاريخها لسنة 48 ق.م.تتحدث عن الإمبراطور الروماني الشهير جوليوس قيصر ك:"مظهر الله،وابن الإله آريز والإلـهة أفروديت والمخلِّص العام للحياة البشرية"

    وبيّن المؤلف بأسلوب علمي موثق أن الاعتقاد بإمكانية،بل بالوقوع الفعلي، لتجسد آلهة أو على الأقل كائنات ملائكية علوية مجردة،و ظهورها في شكل عظماء أو منقذين من البشر كان اعتقادا شائعا في شعوب الشرق الأدنى القديم

  • sifao
    الإثنين 26 فبراير 2018 - 09:24

    لا اعرف ما اذا كان القصد من هذا الاطناب اللفظي هو وضع القارئ امام حقائق تتعلق بالانجيل لاهداف معرفية صرفة ام القصد منه هو تقديم دروس في الوعظ والارشاد للقراء باعتبارهم قصرا لا يدركون ما يفعلون
    الخطاب الديني برمته اضحى من الماضي ، تم تجاوز مضمونه المعرفي ولم تعد البشرية في حاجة اليه ، هل الانجيل او التوراة او القرآن حرفت ام لا ، موضوع للسياحة الفكرية ليس الا
    لا فرق بين من يعتنق المسيحية لاسباب منفعية محضة لا علاقة لها بموضوع الاعتقاد الصحيح ومن يسدل اللحية كتعبير عن امتلاك الاسلام الدقيق فكلاهما حول نفس الدائرة يحومان ، تنزيه الاسلام وتقديمه على انه الدين المحفوظ بامر من الله وتبخيس الادين الاخرى بحجة تعرضها للتحريف والتزوير فعل غير اخلاقي وتشكيك في القدرة الالهية على حفظ جزء من كلامه….
    ليس المسيحية كديانة هي التي تغري الشباب وانما الفضاء العام الذي يحتضنها ، قوارب الموت وطوابير اللاجئين لا تقصد مكة وانما برلين وباريس ولندن و…و…والسبب واضح ولا يحتاج الى نبش في كتب التاريخ وارشيف الكنائس و…و…الانجيل مزيف لكن الحياة في "الدول المسيحية" ليست كذلك ولا تستطيع اقناع الشباب بغير ذلك

  • Mhamed
    الإثنين 26 فبراير 2018 - 15:33

    حفظ القرآن تم عبر حفظ "الذكر": أي الصيغة اللفظية له. و تم ذلك الحفظ عن طريق الحفظة الأوائل.
    و تدوين القرآن كانت وسيلة للتعليم و تسهيل التحفيظ عن ضهر قلب.
    و كل المؤرخين المعتمدين مجمعون أن القرآن الذي بين أيدينا لم يتغير منذ السنين الأولى له.
    لكن كأي أمر آخر سيبقى دائما أصحاب نظريات غريبة لا علمية تحاول القول بغير ذلك. للأسف بعض الكارهين للإسلام كدين يعطونها أكبر من حجمها… أمر عادي و منتظر..
    لكن ليس هناك بحث تاريخي استشراقي معتمد عند الجامعات الغربية يشكك في ثبوث القرآن لعهد النبي محمد.

    مثال صحائف برمنغهام التي أرخت كربونيا لعهد النبي تقريبيا.
    أما ما يسمى صحائف مسجد صنعاء التي في بعضها بعض أخطاء ممسوحة و مستعملة من جديد…، فذلك عادي لأنها صحائف التعليم، كانت تمسح و يعاد استعمالها ببساطة!!

    من يريد الطعن في القرآن من حيث ثبوته لعصر النبي فهو يضيع وقته. أو يأتينا بمصحف آخر موجود!!
    أما الأحاديث المرسلة من كتب المرويات عن الماعز أو بعض شطحات الرواة فلا قيمة تاريخية لها، لأنها آحاد و لا تواثر فيها

    لو كان هناك مصاحف مختلفة لاحتفظ بها بعض أهل الكتاب نكاية في المسلمين

  • Agraw
    الإثنين 26 فبراير 2018 - 17:57

    العقلية الإسلامية لا ترى العالم إلا من محيطها الأسود ،تتسلح بكل الإمكانات واللوازم للإطاحة بالخصوم في العقيدة والرأي ، لا ترى العيوب إلا في المعتقدات الأخرى وناسيتا أن عنوان الساعة هو الإسلام السياسي الذي أفسد الحياة الاجتماعية و اكبر عدوا للديمقراطية وحقوق الإنسان، المسيحية تعرضت لإصلاح على فترات متعاقبة من التاريخ فبقي الإسلام بنفس عقليته البدوية( السنة الأولى والثانية منذ فترة الظهور )إلا وقتنا هذا.
    ثم كيف نحكم على أن معظم هؤلاء المسيحيين المغاربة هناك منفعة مادية وراء إيمانهم! أليس هذا تسويق لاطروحة خالية من أي دليل علمي اودراسة محددة .
    الإسلام كباقي الأديان والأفكار قابل لنقد والمقارنة وليس شيء كيوت خالي من العيوب.

  • mourad
    الإثنين 26 فبراير 2018 - 18:17

    ما يقبله المسلمون في الكتب الدينية الاخرى لا يقبلونه في القرآن والسنةّ فهم يجدون متعة في الحديث عن أن الّإنجيل مجرد كتاب وضعه أتباع المسيح بعد وفاته بعقود لكي يقللوا من قيمته، ولكنهم لا يقبلون أن يقال بأن أحاديث محمد كتبت بعده بـ 200 سنة، كما لا يقبلون أن يقال إن نسخ القرآن مختلفة فيما بينها ومنها النسخة الموجودة الآن في اليمن وهي أقدم نسخة موجودة للقرآن تم اكتشافها حتى الآن، ولكنها مختلفة عن القرآن الذي يروج اليوم بين المسلمين. يحب هؤلاء أن يتحدثوا عن الكتب الدينية المحرفة ولكنهم لا يتحملون الحديث عن التحريف في ديانتهم، يقولون إن المسيحية انقسمت إلى كاثوليك وبروتيستانت بينما بقي الإسلام واحدا بينما يعلمون بأن الإسلام أيضا انقسم إلى سنة وشيعة وأن السنة انقسموا إلى مذاهب وفرق قتل بعضها بعضا. إنه التخلف بعينه وضياع الوقت في الكلام الفارغ.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس