أبو يعقوب يوسف الموحدي يأمر ابن رشد

أبو يعقوب يوسف الموحدي يأمر ابن رشد
السبت 5 ماي 2018 - 08:24

في كتابه “الحيوان”، اشترط الجاحظ في المترجم أن يكون “بيانه في نفس الترجمة في وزن علمه في نفس المعرفة. وأن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية… وكلما كان الباب من العلم أعسر وأضيق والعلماء به أقل، كان أشد على المترجم وأجدر أن يخطئ فيه، ولن تجد البتة مترجما يفي بواحد من هؤلاء العلماء”.

ويضيف الجاحظ: “ومتى وجدناه (أي الترجمان) أيضا قد تكلم بلسانين علمنا أنه أدخل الضيم عليهما لأن كل واحدة من اللغتين تجذب الأخرى وتأخذ منها وتعترض عليها، وكيف يكون تمكن اللسان منهما مجتمعتين فيه كتمكنه إذا انفرد بالواحدة وإنما له قوة واحدة فإن تكلم بلغة واحدة استفرغت تلك القوة عليهما وكذلك إن تكلم بأكثر من لغتين وعلى حساب ذلك تكون الترجمة لجميع اللغات”.

ويمكن اعتبار شروط الجاحظ هذه (الرصيد المعرفي والتمكن من اللغتين وتجنب تداخل اللغتين المترجم عنها والمترجم إليها) كحد أدنى لما يجب أن يتوفر في المترجم. وتبقى، حسب تصورنا، المدرسة الجاحظية ناقصة إن لم نضف إليها ما سجله صاحب المعجب من قول نسبه ليوسف أبي يعقوب الموحدي، العالم جليس العلماء، بخصوص عبارته ”رفع قلق العبارة”.

ومما جاء في كتاب المراكشي: ”أخبرني تلميذه الفقيه الأستاذ أبو بكر بن داوود بن يحيى القرطبي قال: سمعت الحكيم أبا الوليد يقول: غير مرة لما دخلت على أمير المؤمنين أبي يعقوب وجدته هو وأبو بكر بن طفيل ليس معهما غيرهما فأخذ أبو بكر يثني علي ويذكر بيتي وسلفي ويضم بفضله إلى ذلك أشياء لا يبلغها قدري فكان أول ما فاتحني به أمير المؤمنين بعد أن سألني عن اسمي واسم أبي ونسبي أن قال لي: ما رأيهم في السماء، يعني الفلاسفة، أقديمة هي أم حادثة فأدركني الحياء والخوف فأخذت أتعلل وأنكر اشتغالي بعلم الفلسفة ولم أكن أدري ما قرر معه ابن طفيل ففهم أمير المؤمنين مني الروع والحياء فالتفت إلى ابن طفيل وجعل يتكلم على المسألة التي سألني عنها ويذكر ما قاله أرسطو طاليس وأفلاطون وجميع الفلاسفة ويورد مع ذلك احتجاج أهل الإسلام عليهم فرأيت منه غزارة حفظ لم أظنها في أحد من المشتغلين بهذا الشأن المتفرغين له ولم يزل يبسطني حتى تكلمت فعرف ما عندي من ذلك فلما انصرفت أمر لي بمال وخلعة سنية ومركب”.

ويضيف المراكشي: ”أخبرني تلميذه المتقدم الذكر عنه قال: استدعاني أبو بكر بن طفيل يوماً فقال لي: (سمعت اليوم أمير المؤمنين يتشكى من ”قلق عبارة” أرسطو طاليس أو عبارة المترجمين عنه ويذكر غموض أغراضه ويقول لو وقع لهذه الكتب من يلخصها ويقرب أغراضها بعد أن يفهمها فهماً جيداً لقرب مأخذها على الناس فإن كان فيك فضل قوة لذلك فافعل وإني لأرجو أن تفي به لما أعلمه من جودة ذهنك وصفاء قريحتك وقوة نزوعك إلى الصناعة وما يمنعني من ذلك إلا ما تعلمه من كبرة سني واشتغالي بالخدمة وصرف عنايتي إلى ما هو أهم عندي منه قال أبو الوليد فكان هذا الذي حملني على تلخيص ما لخصته من كتب الحكيم أرسطو طاليس). وقد رأيت أنا لأبي الوليد هذا تلخيص كتب الحكيم في جزء واحد في نحو من مائة وخمسين ورقة ترجمه بكتاب ”الجوامع” لخص فيه كتاب الحكيم المعروف بسمع الكيان وكتاب السما والعالم ورسالة الكون والفساد وكتاب الآثار العلوية وكتاب الحسن والمحسوس ثم لخصها بعد ذلك وشرح أغراضها في كتاب مبسوط في أربعة أجزاء” (عبد الواحد المراكشي، المعجب “ط” مطبعة السعادة بمصر ص 159. معه العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين” ص 98101.).

وحين نحلل ما جاء في كلام المراكشي يتضح لنا أن ما نقله عن أبي يعقوب سبق مدارس الترجمة الحديثة في التنظير لعلم الترجمة؛ إذ يدعو الخليفة المغربي إلى التحرر من البنيات اللغوية الأصل والبحث عن بنيات لغوية جديدة في اللغة الهدف لتفادي التداخل بين اللغتين خلال مرحلة إعادة التعبير، أو لتجنب “قلق العبارة” على حد تعبيره.

وإننا نكتشف هنا تكاملا جميلا بين المدرسة الشرقية (في شخص الجاحظ) التي ركزت على مرحلتي الفهم (compréhension) والبحث المعرفي (documentation) قبل المرور إلى عملية الترجمة، والمدرسة المغربية الموحدية (في شخص الخليفة العالم أبي يعقوب يوسف الموحدي) الذي ركز على مرحلتي الانسلاخ (déverbalisation) من اللغة الأصل وإعادة التعبير (réexpression) في اللغة الهدف.

ويؤكد الخليفة هنا على ضرورة “رفع قلق العبارة” خلال عملية إعادة الصياغة في اللغة الهدف، أي التوصل إلى صياغة طبيعية لا تصدم أذن المتلقي العربي وتحترم قواعد اللغة المنقول إليها؛ إذ خلال مرحلة إعادة الصياغة، يجب على المترجم أن ينتبه إلى مشكل تداخل اللغتين المترجم إليها والمترجم عنها، ويسعى إلى التعبير بحرية متفاديا إدخال تراكيب اللغة الأصل في النص المترجم المكتوب في لغة ثانية.

وإذا جمعنا بين قولتي الجاحظ والخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، فإننا نكون في قلب ما تدعو إليه المداس الحديثة في مجال نظريات الترجمة (مدرسة باريس مثلا)، بل يمكننا أن نقول: إن مرحلة إعادة التعبير ما زالت تسترعي اهتمام الكثيرين، كونها لم تلق من الدراسة ما لقيته مرحلة الفهم. وهذا ليس بغريب ما دام أن مرحلة التعبير في الترجمة (آخر مرحلة في العملية) تلتقي مع الكتابة في عدة نقط وتنفصل عنها في عدة نقط أيضا. فلربما انتبه الخليفة أبو يعقوب الموحدي إلى سلطة النص الأصلي، وتشويش اللغة الأصل على اللغة الهدف، وتأثير اللغة الهدف وانزياح المترجم خطأ نحو التأليف عوض الترجمة حين أوجز ذلك في عبارته الجامعة المانعة: ”رفع قلق العبارة” متحدثا عن ضرورة ترجمة الحكيم أرسطو إلى العربية، وذلك ما أوصى به ابن طفيل العلامة ابن رشد.

‫تعليقات الزوار

14
  • حياك الله يا ...
    السبت 5 ماي 2018 - 13:28

    … استاذي الفاضل.
    احسنت بتذكيرك بهذا التاريخ المجيد.
    واجدت بالمقارنة الذكية بين ملاحظة الجاحظ و ملاحظة الامبراطور يوسف .
    من المؤسف ان الباحثين يجازون الفقهاء و العلماء بالتمجيد ويعاقبون الحكام بالاهمال.
    من لا يقرا التاريخ ليستنتج منه الحكم البليغة فليس بمثقف.
    بسبب هذا العجز في الترجمة يستحسن تلقين العلوم باللغات التي تنتجها كفانا من التغليط باللغة الام.

  • Ait talibi
    السبت 5 ماي 2018 - 15:17

    Merci Abdellatif pour ce bel article sur Ibn rochd et le traduction et l'interprétation de la pensée rationnelle des autres civilisations. Votre article tombe juste dans une actualité ou les marocains sont perdus et perdent la boussole pour retrouver eux memes. Après le wahabisme saoudien, il y a aujourd'hui certains qui se font les portes paroles d'un autre irationalisme intégriste de wilayat alfaquih chiite et sont prêt à renier le rationalisme d'Ibn rochd ainsi que leurs spécificité marocaine pour défendre l'idéologie obscurentiste de Hizbollah et des iraniens. Sommes nous si déracinés au point que n'importe maladie du moyen orient nous envahissent facilement?

  • عين طير
    السبت 5 ماي 2018 - 15:28

    الإنسلاخ من اللغة المترجم عنها يعني بكل بساطة القبض على المعنى واستخراجه من وعائه بغاية وضعه في وعاء اللغة المترجم إليها. وهي عملية صعبة لا تتحقق دون انتقاص؛ لأن المعنى قد ينفلت بين أصابع اليد تحاول الإمساك به. فالتركيب جزء من المعنى – وإلا كنا بصدد هراء في هراء، بل هو المبدأ والمدخل إلى المعنى الذي ما يزال ينبغي الوصول إليه تدريجيا عبر الغوص من السطح إلى العمق. ومهما كان، فالترجمة الواعية لقدراتها المحافظة على الأمانة المعرفية تبقى نزيهة ومطلوبة طالما أنه لا يوجد ما هو أفضل منها.
    غير أن المشكلة تطفو إلى السطح في حالة سوء النية، حيث يكون وراء الترجمة دافع إيديولوجي، فيمسك الترجمان عديم الفهم – لأنه لو كان يفهم لحافظ على الأمانة – بالوعاء فيفرغه من المعنى لعدم إدراكه به، ويطليه بلون يورث عمى الألوان، ويسبغ عليه معنى يخدم أغراضا من شأنها إحداث الضغط الموصل للتوتر.
    لكن حالة ابن رشد لم تكن بدافع ايديولوجي. فلقد أوقعته الحقيقة في دور، فجرت عليه ما نعلم، ولم تجد معها نصيحة "رفع قلق العبارة".

  • امازيغي
    السبت 5 ماي 2018 - 16:51

    شكرا استاذي الدكتور عبداللطيف هسوف ترجمة النص ترجمة أكاديمية ما أحوجنا لدراسة التاريخ العربي لمعرفة المستقبل وتجاوز الأخطاء بفضل مترجمبن واعين بصدق الأمانة واسهاما في تطور الأمة

  • ملمس
    السبت 5 ماي 2018 - 18:22

    أشكر الكاتب على هذا المقال البديع، الملئ بالحكم والمواعظ والاستنتاجات التي في ضوئها يجوز القول: ما أروع اللغة العربية الفصحى، تمكنت من سلب عقل حاكم، عالم، بربري الأصل، مثل أبو يعقوب يوسف الموحدي، وافتتن بها، وحين أمر بترجمة كتب أرسطو، فإنه دعا إلى ترجمتها إلى اللغة العربية الفصحى، وليس إلى البربرية.

    وكان حاكما للشرق وللغرب، ولم يكن تحت وصاية أي أحد، بل اختار، من موقعه في رأس السلطة، اللغة العربية الفصحى أداة للحكم وللمعرفة وللتأريخ وجعل منها وعاء لإنشاء الحضارة ولنشر الثقافة العالمة العميقة..

    آه تذكرت، كان أبو يعقوب واحدا من ضحايا التعريب، هو والجاحظ، والفارابي، وابن سيناء، وابن رشد، وابن خلدون، وسيبويه، أجبرهم الاستعمار على تعلم اللغة العربية وتفضيلها عن اللهجة البربرية…

  • مغربي
    السبت 5 ماي 2018 - 18:57

    ''رفع قلق العبارة'' قالها الملك العالم جليس العلماء ابو يعقوب يوسف الموحدي.. عبارة جامعة مانعة تركز على اعادة التعبير في عملية الترجمة.. ولعمري فقد عبر الملك المغربي عن رأي قد يكون قاعدة لنظرية قايمة الذات في مجال نظريات الترجمة.
    شكرا دكتور هسوف على تذكيرنا بماضينا التليد في وقت كثر ت فيه الضوضاء الثقافية ونسينا اعلاما وضعوا أسس الشخصانية المغربية على مستوى التفكير والثقافة في زمن التنوير.

  • راورا
    السبت 5 ماي 2018 - 20:30

    إلى 2 – Ait talibi

    أتفق معك، لا للظلامية الوهابية أو الظلامية الشيعية المتزمتة، ولكن، لا معهما للظلامية الصهيونية العنصرية الإرهابية، ومن خلفها ذيلُها الظلامية العرقية البربرية المنغلقة التي تعيش في كابوس العودة بالمغرب إلى عصر ما قبل الفتح الإسلامي المبارك.

  • سفرور
    السبت 5 ماي 2018 - 21:05

    تحية للكاتب، لقد بين لنا من داخل التاريخ المغربي أن اللغة العربية الفصحى كانت محبوبة ومفضلة لدى البربر منذ فجر التاريخ، فالحاكم الموحدي ابو يعقوب يوسف أمر بترجمة كتب أرسطو من اليونانية إلى العربية، ولو لم تكن اللغة العربية لغة فلسفة وعلم وثقافة لما تجرأ ابن رشد على ترجمة مؤلفات أرسطو من اليونانية إلى العربية.

    الحكام البربر خدموا العربية عن طواعية لأنهم أدركوا عبقريتها ووظفوها أحسن توظيف فمكنتهم من أن يحكموا أجزاء واسعة من العالم بواسطتها.

    لو اعتمد الحكام البربر على البربرية لما غادروا الزواريب المحلية في قمم الجبال والأماكن النائية عن كل علم وحضارة..

  • Ait talibi
    السبت 5 ماي 2018 - 22:23

    Au N°7 Rawra: je ne suis ni arabe ni amazigh, car ces identités ne constituent pas une nation. Je suis avant tout Marocain et fier de l'etre et je peux vous dire qu'en deuxième lieu mes cultures sont amazighs, arabes et juifs. Mon histoire marocaine est riche de ses différentes composantes. Celui qui veut la réduire à une seule composante veut l'appauvrir . Soyons ouvert à nous memes et laissant de coté les divisions et l'esprit étroit des fachistes qui veulent imposer ou faire dominer une race ou une éthnie sur les autres ethnie. Mon pays ne porte ni le nom d'arabie ni le nom d'amaigh. Son vrai nom n'est pas le maghreb mais le Maroc.

  • حنان
    الأحد 6 ماي 2018 - 06:02

    شكرا للاستاذ عبد اللطيف على هذا المقال الجيد الذي يطرح إشكالية مهمة تتمحور حول صعوبة ضمان شروط ترجمة صادقة و" رفع قلق العبارة"، خاصة في عصرنا الحالي المتعدد اللغات. فغالبا ما يبتعد المترجم عن جوهر و مكنون رسالته.
    فكيف للمترجم ان ينسلخ من اللغة الأصل وإعادة التعبير على حد قولتي الخليفة الموحدي و الجاحظ؟
    فالإنسلاخ من اللغة الأصل، في تقديري المتواضع، معناه ضرورة توفر المترجم(ة) على مجموعة من الشروط و الخصال و في مقدمتها إكتسابه لرصيد معرفي أي ان يكون مثقفا، إلى جانب تمكنه من اللغتين (المترجم عنها وإليها)، أمانته في التبليغ الرسالة، و ضمانه للحياد الفكري و هنا تكمن صعوبة المترجم لأنه غالبا ما يكون متشبعا بثقافة معينة و الانسلاخ يكون صعب المنال.

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 6 ماي 2018 - 11:52

    عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: (يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعوبا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِنْد اللَّهِ أَتْقاكُم)

    أوضح سبحانه بهذه الآية الكريمة أنه جعل الناس شعوبا وقبائل للتعارف لا للتفاخر والتعاظم،

    وجعل أكرمهم عنده هو أتقاهم،وهكذا يدل الحديث المذكور على هذا المعنى ويرشد إلى سنة الجاهلية التكبر والتفاخر بالأسلاف والأحساب،والإسلام بخلاف ذلك، يدعو إلى التواضع والتقوى والتحاب في الله، وأن يكون المسلمون الصادقون من سائر أجناس بني آدم،جسدا واحدا، وبناءً واحداً يشد بعضهم بعضا،ويألم بعضهم لبعض،كما في الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) وشبك بين أصابعه وقال صلى الله عليه وسلم:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 6 ماي 2018 - 12:28

    قال الدكتور محمد أمان الجامي عن ابن رشد:

    " ومن الصعوبة بمكان أن يحدد المرء معالم فلسفته ومذهبه كما قلت آنفا…
    ولا أقول إن ابن رشد لا يملك الجرأة الكافية التي تمكنه من الإعلان عما يتفاعل في نفسه من آراء عرفانية ولكني أقول:عن ابن رشد لم يستخدم أو لم يرد أن يستخدم جرأته في الإعلان عن مذهبه،والثبات عليه بشكل واضح ودائم بل قد اضطر أحيانا إلى مسايرة الناس في خلاف ما يعتقد،وخصوصا بعد أن نكب على يد السلطان المنصور ابن أبي يعقوب،سلطان الموحدين وأحرقت كتبه في الفلسفة،ورُمي بالإلحاد،

    ومما يُروى في سبب تلك النكبة أنه أنكر بحضرة والي قرطبة وجود قوم عاد الذين ورد ذكرهم في الكتاب العزيز،هكذا الرواية -والعهدة على الراوي-

    وعلى الرغم مما قيل فإن الدارس لآراء ابن رشد يشهد له بالعمق وأنه من أوسع الفلاسفة الإسلاميين في العلوم الماورائية،وله محاولة في ربط الفلسفة بالشريعة في حدود تصوره للشريعة.

    وقد قام ابن رشد بشرح عدة كتب من كتب الفلاسفة الإسلاميين وغيرهم،وانتقد بعض أولئك الفلاسفة وفند آراءهم ونظر في علم الكلام فوقف عنده كثيرا ولم يستسغ آراءهم وتأويلهم فأخذ ينقد تأويل الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية"

  • عبد العليم الحليم
    الأحد 6 ماي 2018 - 19:02

    وقال الجامي عن ابن رشد:

    " على أي حال فهو فيلسوف كبير يكتنفه الغموض وتحيط به الاستفهامات من كل جانب،
    أهو فيلسوف متهور؟ كما يقول بعض الكتاب؟
    أهو فيلسوف جامع بين الفلسفة والدين كما يظهر من بعض كتبه؟
    أهو أشعري في عقيدته؟ أو واقفيٌ؟ أو مفوض؟ أو هو.. أو هو ..أهو باطنيٌ الخ.

    والذي جعل ابن رشد يقع تحت هذه الاستفهامات ويعيش هذا الغموض أنه كان كثير المداراة ويحاول أن يعيش مع الجمهور بظاهره،
    وأما في حقيقته فهو في عالم آخر..

    عالم الخواص،الذي يزعم أنه يفهم من نصوص الشريعة فهماً خاصاً
    لا يفهمه الجمهور ويعذر الجمهور في مفهومه السطحي – على زعمه –
    ولا يبيح للعلماء أو الخواص أن يقفوا عند مفهوم الجمهور…

    فابن رشد شخصية غريبة يحتار المرء في تحديده،
    فتراه فقيهاً واسع الإطلاع على أقوال الفقهاء وكثيراً ما يحاول ترجيح قول على قول، أو تقديم رأي على رأي فيقارع الحجج بالحجج،

    وقد تراه يتحدث عن مذهب السلف حديث مطلع ومقتنع ويثني عليه خيراُ لأنه لا يأول النصوص بل يبقيها على ظاهرها على ما يليق بالله

    ……. ويقول بقدم العالم كما يبدو من بعض كتبه"

    ((العقل والنَّقل عند ابن رشد)) لفضيلة د. محمد أمان الجامي

  • فضيلة الوزاني التهامي
    الثلاثاء 22 ماي 2018 - 15:03

    ابن رشد وهو يصيغ المنطق الأرسطي من خلال بنى اللغة العربية كان يحاول قدر الإمكان إزاحة العقبات التي تقف دون الفهم الصحيح ، خاصة وأنه اعتمد لغة وسيطة هي السريانية.
    هناك مسألة مهمة في هذا النقاش في شكله العام، ويتمثل في موقف السلطان الموحدي، عزاه إليه ابن طفيل، والذي كما يبدو من نص المراكشي أنه تقيد بالوساطة في نقل (العبارة السلطانية) بأمانة بقوله: " سمعت أمير المؤمنين يشتكي " قلق عبارة" أرسطو أو عبارة المترجمين عنه…) وهو ما يضعنا أمام نموذج متفرد للسلاطين المغاربة من جهة، وما وصل إليه النقاش العلمي وكذا طبيعته في العصر الموحدي من جهة أخرى؛ السلطان للممارس للسلطة والعالم المتنور الذي يرى من الواجب القيام بدوره كمثقف رصين، أوليس الدفع بمعاصريه إلى الاجتهاد للتحرر ن البنيات اللغوية المعيقة للفهم أمام الترجمة وإنتاج بنى جديدة، هو أرقى أنواع التنوير؟
    هل يمكننا القول أن المدرسة المغربية في مجال الترجمة سبقت المدارس الأوربية الحديثة ؟
    إنه استنتاج منطقي دكتور عبد اللطيف هيسوف، شكرا لك لإثارة هذا الموضوع ولرصانة التحليل

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء