عدد الطلبات دون إرضاء 99

عدد الطلبات دون إرضاء 99
الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 15:07

– لديك خانة فارغة هنا.

لاحظ مدير المدرسة وهو يتفحص مطبوع الحركة المحلية. قلت:

– لم أعرف الرقم الذي سأضعه.

– كم عدد الطلبات دون إرضاء؟

– 99.

ضحك الرجل الذي كان غاضبا ومتعبا حتى دمعت عيناه. فقد رجع للتو من جولة بين المدارس الفرعية، حيث كان يجمع طلبات الانتقال التي قدمتها معلمات المدرسة التي يديرها.

حين أردت كتابة رقم 99 غلبني الضحك وتوقفت.

طلب مني المدير أن أكتب 100.

لكن في الخانة مكان لرقمين، للوحدات والعشرات فقط.

من فرط الضحك تلاشى التعب الذي شعرت به وأنا أجري لإحضار شهادة العمل والمصادقة على عقد الزواج وعقد الازدياد والتعيين… وأنا واثق أن زوجتي لن تنتقل حتى لو حضر شمهاروش الحركة الانتقالية.

يعرف السيد المدير قصتي منذ 2003، حين أجرى النائب محمد أكرد حركة محلية قبل الحركة الجهوية. كان ذلك خرقا للقانون.

من يهتم بالقانون في هذا البلد؟؟؟؟

وقد صبرت أربع سنوات قبل أن أنشر حكاية جحا ومدير الأكاديمية. ثم نشرت رسالة إلى الوسيط ضد المظالم لعله ينصفني. ثم كتبت رسالة إلى الوزير لعل أحدا يتصل بي لأشتري منه حقي.

حين نشرت جريدة المساء أن أكاديمية أكادير وزعت 900 هاتف بالمجان وتدفع فاتورة الانخراط التي تصل لدى بعض الشابات 13000 درهم، فهم الكثيرون معنى القصة التي تورط فيها جحا. لو قبلت أخذ هاتف مجاني لكان مشكل زوجتي حلّ.

أما حين استمعت لنداء وزير المالية صلاح الدين مزوار يتحدث عن مطامح المغاربة – بينما أحد اعضاء حزبه فتح فرعا لتازمامارت في إقليم تارودانت واعتقل فيه أستاذا… – فقد بدا لي المستقبل ضبابيا…

هذه الكوميديا السوداء مازالت مستمرة، وهي مسلية ومساعدة لتخفيف الضغط. لكن لها أثر كبير على عملي. صرت أنجز دروسي في الثانوية، لم أعد مؤطرا للأنشطة الموازية. في السنوات الأولى لعملي كنت أنظم أنشطة كل أسبوع. تلاميذ الثانوية الجديدة في طاطا كانوا هناك.

الآن لا أذهب للثانوية إلا ساعة الدروس.

صدق الموقف يسبب الحرمان من الحقوق.

شراء الحقوق يسمى فساد.

الفساد يسبب الإحباط.

هناك حكايات كثيرة عن ذلك، بعضهم يظنها أساطير، إحداها كان يمكن أن تفيدني، ففي ربيع 1999، وحين كنت في مدينة طاطا، نظمت عدة أنشطة موازية في الثانوية ونشرت عدة قصص في جريدة العلم منها قصة “عبيد الرقعة”، حينها جاء إلي كاتب فرع الجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين التابع لحزب الاستقلال وعرض علي:

– الانخراط في الحزب.

مقابل:

– النشر بشكل مستمر في جريدة العلم.

– تلقي تعويض شهري من الجريدة.

– ضمان الانتقال إلى الرباط أو بوزنيقة على الأقل.

تحدثنا من التاسعة ليلا حتى الواحدة بعد منتصف الليل، لم أستطع قبول العرض.

ماذا سيفعل ديمقراطي أما زيغي في حزب الاستقلال؟

قلت لصاحب العرض أن أي تورط في الفساد سيعطل قدرتي على الاستمرار في الكتابة والإبداع.

قال أنه سيتصل برئيس تحرير جريدة حزبه ليطلب منه ألا ينشر لي أي سطر.

رفضت هذا الابتزاز ولم تعد تلك الجريدة تنشر لي. بينما صاحب العرض انتقل في صيف 1999 إلى بوزنيقة.

أنا بقيت هناك.

يبدو أنه يجب ان تكون فاسدا لتحصل على حقك في المغرب.

‫تعليقات الزوار

16
  • Tariq
    الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 17:23

    لن يستمع إليك أحد. ولن يتعاطف معك أحد، لانك في نهاية القصة لديك عمل وظيفي، وزوجتك لديها عمل وظيفي. هناك عدد كبير من المغاربة عاطلون عن العمل، و سيدفعون كل ما لديهم لكي يحصلوا على وظيفتك أو وظيفة زوجتك، ولو كان ذلك يتطلب العيش في عمق المغرب المنسي الغير النافع. يجب حل مشاكل البطالة قبل حل مشاكل الانتقال.
    احمد ربك واشكره لست بعاطل.

  • عزيز
    الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 17:35

    ارى في كلامك نسخة حقيقية لواقع اغلب الاساتدة على تراب اقليم خنيفرة،فلا حق الا بالتدخلات والمصالح والصداقةو ….وعلى الارجح الحالة عامة في وطننا العزيز.

  • azzeddin
    الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 20:09

    لا تحزن, فعسى الله ان يعوضك بخير من ذالك ,المهم ان تكون رجلا صالحا
    بالتوفيق

  • awtil
    الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 20:45

    ..لقد صدق هدا الاستاد , عندما قال يجب ان تكون فاسدا حتى تحصل على حقك في المغرب.
    ان الفساد يضرب اطنابه في جميع هياكل الدولة .والرشوة والقرابة والمحسوبية في مقدمة هدا البحر من الفساد…..

  • azenzar
    الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 20:58

    très fort Monsieur, j'ai toujours aimé lire tes articles. merci pour ce plaisir

  • عاطلة عن العمل
    الجمعة 14 أكتوبر 2011 - 23:22

    بسم الله الرحمان الرحيم
    لا أظنك على صواب يا أستاذ حين أنهيت مقالك بجملة *يجب ان تكون فاسدا حتى تحصل على حقك في المغرب *لأنه لو كان كل من حرم من حقه في هذا الوطن العزيز يقول مثل ماقلت او يفكر بهذه الطريقة فكن على يقين بأن الاوضاع ستبقى على ماهي عليها ولن يتغير شيء وسنكون نحن كشباب اليوم الذي يريد التغيير والاصلاح في تناقض تام بين مانرفعه في اللافتات ونردده في الشعارات " لا للفساد " وبين مانفكر فيه – بهذه الطريقة طبعا -( كن فاسدا لتحصل على حقك ).
    عموما يجب على المرء أن يتحلى بالصبر والايمان بقضاء الله وقدره وأن يكون حامدا شاكرا لربه على نعمه وفضله لأنك محظوظ حين حصلت على عمل تؤمن به مستقبل أبنائك وتعيل به عائلتك في حين هناك الملايين من العاطلين عن العمل تمنوا لو منحت لهم هذه الفرصة ولو في أرض فلات لا إنس فيها ولا جن ولا حيوان الا الله رب العالمين وأنا واحدة من بين هؤلاء .

  • رشيد بن عباد
    الأحد 16 أكتوبر 2011 - 02:05

    إلى رقم (6)
    يا سيدتي الاستاد محمد بن عزيز لم يقصد ما فهمته ، بل العكس من ذلك ، فهو أسبق العبارة التي اقتبستها بفعل "يبدو" في إشارة إلى اللامعقول الذي يسري في عروق القطاع العمومي في بلدنا .

    بداية أتمنى أن تحمل إليك الايام القادمة ما يفرحك و يحقق أمانيك .

    كما يجب التنويه بموقف الاستاد بن عزيز والتأكيد على أنه عين الصواب، ذلك أنه رفض الانخراط في عملية توثيق الفساد رضوخا للواقع حسب ما لمح له بعض المعلقين ،
    السيد بن عزيز صادق فيما يقول وكنت قد قرأت له بعض المقالات بجريدة القدس العربي التي تؤكد ما يقول ، أشير كذلك إلى أن الانصياع للواقع كما يريد بعضهم هو ما يعطي استمرارية للانتهازيين و الوصوليين الذين يجيؤون إلى ميدان السياسة من اجل جيوبهم وليس مصلحة البلاد والعباد ، وليس خافيا على أحد وجود كثيرين بمراكز القرار بطرق مشبوهة ويشهد على ذلك لسانهم وهم يستعينون بالفرنسية والدارجة للتعبير بالعربية .
    أتفهم موقفك وأعتقد أنها هفوة منك في حق الاستاد محمد بن عزيز.
    أخيرا تلك الفئة الفاسدة ، لم تكن فاسدة قبل ولوجها دائرة السلطة ، بل أُفسدت كشرط لبقائها ، هل نحن أقل ذكاء من اليابانيين ؟

  • youba amazigh
    الأحد 16 أكتوبر 2011 - 02:58

    tt a fait mon pote..mais pour arracher tes droits tu dois etre
    un berrada ou fassi fihri..pas besoin d'etre mauvais

  • عبدو الملالي
    الأحد 16 أكتوبر 2011 - 14:31

    الإبداع ثمنه الحرية، والحرية ثمنها المعاناة، فلك الخيار مادمت تعرف قواعد اللعبة…
    أما عن هذا الوطن الجميل، فلا يفسد جماله الا غياب الحس الوطني عند احزابه وحكامه ومثقفيه…
    فكيف تريد الخلاص في بلاد المفسدين؟؟؟
    اكتب وانشر…فالإبداع طريق الخلاص.

  • بنعزيز
    الأحد 16 أكتوبر 2011 - 16:19

    هل للعاطل وحده الحق في الاحتجاج؟
    بدل التنديد بالمعطيات المذكورة في المقال يقال:
    بما أنك تعمل لا يحق لك أن تحتج.
    متى تحتج إذن؟
    حين لا يبقى هناك معطلون.
    متى يتحقق هذا؟
    لن يتحقق.
    إذن لا تحتج.
    الخلاصة هي اعتراض على الاحتجاج. هكذا نصب الماء في طاحونة الفساد التي تسحقنا.
    أنت عاطلة وهذا ليس خطئي.
    الآن يجب أن يحتج المعطلون فقط. وهم دكاترة ومجازون ومناطقيون… وهذا ما جعل الاحتجاج في المغرب فئويا مشتتا بلا وزن.
    ولتدعيم عقلية "التقواس" لدى الإنسان المقهور بقول له احمد الله. أي لا تحتج.
    الحمد لله وسأحتج.

  • عبد المولى
    الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 00:31

    برافو لصاحب تعليق (10)
    أحمد الله و سأحتج
    و سأحتج و سأحتج و سأحتج و سأحتج و سأحتج و سأحتج و سأحتج و سأحتج….
    حتى تحقيق حرية التعبير و العدالة الاجتماعية و الديموقراطية و القضاء عن الفساد و المفسدين

  • bachir
    الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 12:03

    الأخ صاحب التعليق1 لا يعلم شيئا عن واقع رجال ونساء التعليم والمحسوبية والزبونية والرشوة التي تتفشى في المنظومة المسؤولة عن الحركات ويمكن أن ينطبق على أخينا المثل القائل(كٌلّْها أو هَمٌّو) الله يحسن لعوان ربما عاطل ومقهور. أما دَادَّا الفاهم صاحب التعليق6 ،فبكل بساطة هو جاهل للبلاغة في التعبير، واعتماد التفسير بالضد .وينطبق عليه المثل القائل(الله إجيب اللي يفهمنا أو ما يعطينا حتى وزة).و لصاحب المقال أقول الله يصبرك أخويا ،فأنا أشتغل بالوسط القروي منذ 23 سنة، وأرى الفزاغل يتسربون عبر النوافذ كل لحظة الى مدينتي إما تحت مبرر الإلتحاق بالزوج ،أو سد الخصاص وتصريف الفائض، أو التكليف المنتهي بالإقرار، أو ملف اجتماعي، أو تحت مسميات لا يفقهها إلا دوي الألباب المتعفنة.

  • محمد ف/م
    الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 18:10

    حديث بالفعل ذو شجون لكن ماعسانا أن نفعل فالآذان صامة لاتسمع ولا ترضى أن تسمع وتصنع إلا الفضائح التي أصبحت موضة يتنافس فيها المفسدون والقيمون على التربية والتكوين وهم لعمري أول من يحتاج إليهما لأن الضمير المهني مات وأصبح في عطلة طويلة الأمد:أنظروا إلى العبيدة صاحبة الابتسامة المصطنعة كيف غيرت من جلدها استعدادا لتولي حقيبة وزارية أخرى تعيث فيها فسادا واستبدادا…وستبدي لنا الأيام ماهي فاعلة بخشيشن الذي لابد -هو وغيره- من دفع الحساب آجلا أم آجلا،في الدنيا أو لإي الآخرة…يا أخي لاتنادي عليهم بأسماءهم ولكن نادي عليهم بصفاتهم التي ستبقى تلازمهم أينما حلوا وارتحلوا والتاريخ شاهد على ذلك. فلا حياة لمن تنادي

  • ana
    الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 23:30

    vas voir un psy pour te permettre de vivre comme tous les gens .
    tu te prends pour supérieur des autres ; alors ……

  • حميد بوغالم
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2011 - 01:00

    تحياتي لك استاذ محمد بن عزيز كنت دائما تمتعنا بمدينة طاطا باسلوبك الجميل كان لقرب لنص مسرحي دائما شوقنا اليك اكبر اتمنى ان تتذكر مسرحية الاحدية كانت الفكرة جميلة للاسف لم تكتمل
    حميد بوغالم طاطا

  • عبد النبي التروكي
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2011 - 13:40

    لطالما تتبعت كتابتك أستاذي في ركن هاته الجريدة , و كنت دائما أتذكر فيها ذلك الزمن الجميل الذي عايشناه في طاطا . زمن الصمود و التكوين و النضال , زمن المسرح و القصة و الإبداع , زمن السؤال الثقافي و الملحون و الأنشطة الثقافية , زمن الإرتجال المسرحي و المهرجانات و الرحلات , لأقول و بكل اختصار زمن المواطنة الحقة, فدائما أساءل نفسي : ماذا قدمت لوطني لأطالبه برد الجميل ؟ و هل يستحق الأمر الجحود ان جار علي وطني ؟ ان لم تستفد زوجتك في الحركة المحلية و جار عليك بعض المسؤولين , ما ذنب الشباب المتعطش الى المعرفة ؟ ماذنب محيطك الذي يؤمن بك ؟ تصور معي ان قاطعنا جميعا الأنشطة الموازية و العمل التطوعي فكيف ستنهض هذه الأمة ؟ و أنذاك سنترك الساحة للمرتزقة , للمخدرات , للدعارة , للفساد الأخلاقي ,للجريمة , لكل ما يمكنك تصوره من الموبقات , مسؤوليتنا أكبر بكثير من مجرد فعل ورد فعل مسؤوليتنا : بناء وطن و عشق للوطنية

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات