هل نسير نحو مؤتمر جزيرة خضراء ثانية؟

هل نسير نحو مؤتمر جزيرة خضراء ثانية؟
الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 03:11

المغرب والتنافس الاقتصادي عليه… هل نسير نحو مؤتمر جزيرة خضراء ثانية؟

ثمة معركة خفية بالنسبة للبعض تجرى حول المغرب في دوائر النفوذ العالمي تتعلق أساسا بفرص الاستثمارات الكبرى فيها، وتحمل مخاطر تحويل بلادنا إلى مجرد موضوع ومجال للتنافس دون أن تكون له القدرة على الحسم أو صيانة استقلالية قراره، وهي معركة كانت كامنة وظهرت إرهاصاتها منذ دخول المغرب لمنظمة التجارة العالمية أواسط التسعينيات وانكشفت أولى تجلياتها في نهاية ذلك العقد في الصراع حول صفقة طائرات الخطوط الملكية بين كل من الإيرباص الفرنسية والبوينغ الأميركية.

اليوم نحن في حاجة لامتلاك رؤية استراتيجية كلية بعد أن تعددت مصادر التدخل لتشمل عددا من الدول، ولاسيما بعد أن أصبحت قضية الصحراء الغربية حصان طروادة عموم هذه الدول للدفاع عن مطالبها ومصالحها في الفرص المطروحة، نذكر هنا فرنسا التي “فازت” مقاولاتها بحصة الأسد في صفقات القطار الفائق السرعة ذي الغلاف المالي المقدر بحوالي 4 مليار دولار وذلك بعد أمنت فرنسا قسطا معتبرا منه عبر ضمان قروض المغرب المتعلقة به، كما نذكر ألمانيا التي رفضت دعم المؤسسسات المالية الأوربية لمشروع القطار لكنها في المقابل تعمل على الفوز بموقع مهم في صفقات مشروع الطاقة الشمسية والذي يتجاوز غلافه المالي 9 مليار دولار دون إغفال التطلعات الفرنسية والإسبانية والأمريكية عبر لوكهيد ، وهناك أيضا الولايات المتحدة سواء بصفقة طائرات إف 16 التي تجاوزت 2.4 مليار دولار قبل سنوات أو حاليا في الصراع الذي تجدد نهاية الشهر الماضي وما يزال مستمرا بين كل البوينغ والإيرباص واحتجاجات الأخيرة على وجود محاولات لإخراجها من السوق المغربية بعد توجه الخطوط الملكية المغربية إلى توقيع اتفاق حصري مع البوينغ الأمريكية لمدة 15 سنة المقبلة واحتمال إنهاء العمل بطائرات الإيرباص الأربعة في أسطولها وفق ما نشرته ” لاتريبون” الفرنسية مؤخرا، وتضاف لهذه الدول الثلاث إسبانيا التي تعمل على صياغة اتفاق للصيد البحري على مقاسها مصالح قطاع الصيد الإسباني مع رفض ومناهضة الاتفاق الفلاحي الأوربي المغربي، كما أن كندا دخلت على خط توظيف ورقة القضية الوطنية لمصلحة الفوز باتفاق للتبادل الحر مع المغرب يجري التفاوض بشأنه حاليا.

ما يجري بين هذه الدول الخمس يذكر بما حصل في بداية القرن وتحديدا في مؤتمر الجزيرة الخضراء ل 16 يناير 1906 والذي أقر مبدأ الأفضلية في الحقوق الخاصة على المغرب لكل من فرنسا وإسبانيا وشاركت فيه آنذاك بالإضافة لتلك الدولتين كل من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وبلجيكا والنمسا والدنمارك وإيطاليا وهولندا والبرتغال والسويد، وكانت النتيجة أن ذلك مهد لعقد الحماية الاستعمارية في 1912، والمشترك بين الأمس اليوم هو أن الغرب المأزوم اقتصاديا يرى في الفوز بصفقات المغرب الكبرى أداة لحل جزء من أزماته الاقتصادية.

من الصعوبة تصور أن الحل يكمن في التجاهل الدفاعي أو في التعامل معه باستسلام مع العمل على التكيف مع استحقاقاته، فكلا الخيارين مآلهما المصادرة التدريجية للسيادة الوطنية وللقرار المستقل، بما يجعل من هامش الحركة جد محدود في السنوات المقبلة، ويضعنا كبلد أمام حماية مقنعة من جديد، بل المطلوب رؤية استراتيجية ومبادرة تنطلق من تقوية الجبهة الوطنية الداخلية عبر ديموقراطية حقيقية، وتدشين سلسل تقييم عميق لحصيلة سياسات الانفتاح الاقتصادي ودراسة آثارها على النمو ووضع آليات فعالة لاستغلال ما تتيحه من فرص واحتواء ما تطرحه من تهديدات.

افتتاحية التجديد يوم 14 -10-2011

‫تعليقات الزوار

1
  • سفيان
    الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 10:51

    يجب على المغرب انهاء المهزلة مع الجزائر عبر تطوير شخصيته وتقويتها.لم نرى من قضية الصحراء سوى المذلة والتنازلات ولن نرضى كشعب بهذا بعد الان.

    "الصحراء الغربية" اسم مقزز كان يمكن أن تتجاوز توضيفه

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج