متاحف مغربية لا نعرفها!

متاحف مغربية لا نعرفها!
الأحد 15 يوليوز 2018 - 17:52

لاحظتْ صحيفة “تايمز اوف إسرائيل” أن الاهتمامَ بتاريخِ اليهودِ قبل نظامِ محاكمِ التفتيش في تزايد. وكما “شهد شاهد من أهلها” بذلك، شهد كذلك بالصعوبةِ البالغة التي يجدها المؤرخون والمهتمون والمتاحف في إيجاد وثائق ومآثر وعلامات على الحضور العبري في الأندلس قبل أن يطردهم المسيحيون منها، مع المسلمين، شر طَردة.

بعد محاكمِ التفتيش المكلفةِ بتعذيبِ غير المسيحيين ممن ظلواْ هناك والتنكيلِ بهم قصد “تنصيرهم” بالقوة أو الاستيلاء على متاعِ دنياهم، أو لمجرد تطبيق قانون الغالب على المغلوب، تعرضَ تاريخُ المسلمين، ومعهم اليهود، بالأندلس إلى المحو. وشهد القرن السادس عشر كتابةَ تاريخ جديد للأندلس الإسبانية المسيحية فقط. فتحولتْ أماكنُ عبادةِ المسلمين واليهود إلى كنائس كاثوليكية واستبدلتْ رموز ديانتهم بالصليب.

لذلك، لن تجدَ في أندلسِ القرن الواحد والعشرين سوى متاحف “عبرية” هي في الحقيقة متاحف “مغربية” لأنها تتضمن في الغالب وثائق وأدوات وتحف عثر عليها بالمغرب، لدى العائلات اليهودية الذين استقرتْ به بعد تهجيرها من الأندلس، إلى حين موجة التهجير في منتصف القرن الماضي نحو “الأرض الموعودة” من طرف الوكالة اليهودية.

كما ذكرتِ الصحيفة، ورغم الخطاب “السياحي” الذي يحاولُ إقناعَ الزوار بأن كل الموجودات في المتحف يهودية أندلسية خالصة، فأقدمُ تحفةٍ في متحف “كاسا دي سيفاراد” بقرطبة عبارة عن شمعدان “خانوكا” من المغرب، يعود إلى القرن الثامن عشر.

بتعبيرِ دليل المتحف نفسه “رامون فرنانديث”، فمَنْ يبحث عن دليل مادي على الوجود العبري بالأندلس في متاحفها، يبحثُ عن شيء غير موجود.

باستثناء كنيسين اثنين بقرطبة وطليطلة كانا فعلاً كنيسين يهوديين في الأصل، فأغلبية الأماكن التي يقال اليوم بأنها كذلك، لا تحتوي في الحقيقة على أي مؤشرٍ معماري أو نقشٍ يؤكد أنها كانتْ كنيساً يهودياً فيما مضى. والأغرب أن بعضها موجهٌ نحو الشرق، أي صوب قبلةِ المسلمين.

مع ذلك، فهذه الأماكن تعرف حالياً إقبالاً كبيراً، خصوصاً من طرفِ يهودِ العالم، تُدر دخلاً محترماً عليها. ربما لأن وضعيةَ “الشتات” التي طبعتْ الهوية اليهودية، جعلتْ من معتنقي هذه الديانة باحثين أزليين عن تاريخ “ذهبي” يوحدهم، وعن مرجعية مشتركة تجمع بينهم حتى وإن كانت متخيَّلة، إما من صنع رجال دينهم أو منظري الصهيونية من قبل أو وكالات الأسفار وشركات الدعاية اليوم…

الأكيد أنه كلما كانت محاولات محو أي هوية قوية، كلما كانت ردة الفعل هي التشبث بها أكثر، وكلما طُمس التاريخ بالعنف كلما عاد للظهور وإنْ جزئياً، وإنْ بعد قرون.

وهذا ينطبقُ على البشرية جمعاء، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب.

‫تعليقات الزوار

9
  • أستـــ الإجتماعيات ـــــــاذ
    الأحد 15 يوليوز 2018 - 20:25

    أمة بلا تاريخ، كرجل أو إمراة فاقد(ة) للذاكرة، لا يـ(تـ)عرف ماضيه(ـا ) و يبدو له(ـا) المستقبل غامضا مخيفا، كأنه(ــا) يـ(تـ)ـــتجه نحو المجهول.
    التاريخ ملتقى العلوم و قاطرتها الأولى على سكة التقدم، كلما إزداد الإهتمام بالتاريخ في مجتمع ما و طرحت الأسئلة التاريخية بكل حرية و بدون رقابة، كلما إزداد الإهتمام باللغة و الفكر و الفلسفة و العلوم الطبيعية و غيرها.
    غير أن هناك فخا طالما وقع فيه المؤرخون، بإيعاز من السياسيين دائما، ربط التاريخ بالإيديولوجيا و الدين، التاريخ كعلم و فلسفة لا يجب أن توجهه الإيديولوجيات و الأديان، بل هي من مواضيعه التي يدرسها و يحللها و يناقسها، في سعي للحقيقة التاريخية و من أجل دراسة موضوعية شاملة محايدة..
    أعلم أن الأمر صعب، فالإنسان هو الدارِس و هو موضوع الدراسة، و الذاتية صعبة لكنها ممكنة، إذا قام بدراسة نفس الموضوع باحثون مختلفون من مشارف و مدارس و خلفيات مختلفة.
    و هنا يجب أن أشير، إلى القضية الأمازيغية، فهي كموضوع تاريخي تتجه نحو منحدر خطير، من طرف أمازيغ متطرفين، خرجوا عن الموضوعية و عن النهج التاريخي الصحيح، و ينشرون سمومهم العنصرية تجاه العرب و تاريخهم.

  • أستـــ الإجتماعيات ـــــــاذ
    الأحد 15 يوليوز 2018 - 20:49

    تتمة :
    و هنا يبدوا واضحا أن الهدف لم يعد هو الحقيقة التاريخية حول تاريخ الإمازيغ، و إنها الهدف هو تبرير الحقد و الكراهية تجاه العرب، و تحميلهم مسؤولية الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية، القديمة و الراهنة، للأمازيغ.
    متناسين، عمدا متعمدا، أن ما يعانيه فقراء المغاربة الأمازيغ من حرمان
    و تهميش، يعانيه الفقراء المغاربة العرب، و أن فاحشي الثراء من أمازيغ المغرب، ينهبون خيراته و يمتصون دماء فقراءه، كما يفعل أمثالهم من أثرياء المغاربة العرب.
    ما يهمني هنا، هو ذلك الإبتعاد الجبان و الغبي للباحثين العرب المغاربة، في التاريخ و مختلف العلوم الإنسانية الأخرى، عن الإهتمام بمواضيع القضية الأمازيغية، و ترك المجال لحفنة من أشباه المثقفين الأمازيغ المتطرفين، يستحوذون على البحث في الأمازيغية و يخرجون بنتائج لا علاقة لها بالبحث التاريخي و منهاجه، و إنما أبحاث تلائم أهوائهم و مزاجهم المتعصب
    و العنصري.
    إذا أردنا كمغاربة حقيقة تاريخية موضوعية، حول القضية الأمازيغية، فيجب فتح ورشة كبرى للبحث و التمحيص من طرف الباحثين و العلماء الأمازيغ
    و العرب و حتى الأجانب.
    و إلا سوف نضيع فرصة تاريخية كبرى.

  • Ait talibi
    الأحد 15 يوليوز 2018 - 21:32

    D'abord Madame s'agit il de Tohaf ou de Matahif. Car votre titre laisse entendre que c'est le musé lui meme que les espagnols ont volé et non une un objet d'antiquité. Comme nous avons l'habitude de nous approprier ce qui nous appartient, je vous rappelle Madame que le musé comme institution de conservation de tout les produits culturelle à travers l'histoire est une invention occidentale et non arabe. l'absence des musés dans notre histoire doit nous questionner et je pense qu'une des causes fondamentales de cette absence est lié à l'interprétation religieuse islamique qui interdit la peinture , la sculpture et la production des statues.

  • الرياحي
    الإثنين 16 يوليوز 2018 - 00:34

    مسلسل النهب والتزوير أنطلق منذ مدة إبتداء من رقصة الدبكة مرورا بأكلة الفلافل إلى "الحمص" وقريبا الكوفية زدها المقامات الموسيقية العربية ,ومنهم المقام العراقي الحزين , بكل أسفارها من ناي إلى الربابة الخليلة , اليرغول والمزوج أصبح إرث عبراني أعيد لمالكيه الشرعيون.كل هذا يقع والشعب الفلسطيني ينظر من شق الباب دون حيلة.
    التاريخ يكتب برصاص البندقية وويل لمن سقطت من يديه البندقية وإن قُتل فرأفة به أو عن غلط في برامج الرمي. هذا كل ما في القضية.
    سي عمروش رقم 3
    " المتاحف بدأت منذ غابر الأزمان فالكعبة كانت متحف للآلهات العربية والمعلقات متحف للشعرالرفيع… ! .مالي أراك أخي ترمي الحصى في خفنا ?

  • زينون الرواقي
    الإثنين 16 يوليوز 2018 - 07:12

    يوم قام شيخ هرم بضواحي الراشدية ان لم تخنني الذاكرة بإنشاء متحف متواضع بمجهوده الشخصي وبأمكانياته الجد جد متواضعة لتخليد أمجاد المقاومة حيث تم عرض خردة من أسلحة صدئة بنادق وغيرها مما استعمله رجال ذلك الزمن للتصدي للمستعمر داهمته قوات الدرك واعتقل البئيس ورمي في السجن ليدخلوه في متاهات من التحقيقات التي لا تنتهي .. لو كان في بلد يحترم تاريخه ويحترم أكثر المبادرة الفردية لتخليد هذا التاريخ للقي من التكريم أضعاف ما لقيته دنيا باطما وسعد لمجرد وغيرهما من العظماء الذين حرروا البلد واسترخصوا ارواحهم في المراقص والمهرجانات دفاعا عنه .. لعن الله هذا التاريخ الذي سيدخلني السجن .. يا أمة …..

  • Ait talibi
    الإثنين 16 يوليوز 2018 - 08:22

    A Ryahi. D'abord salam. je ne comprends pas pourqoui vous m'appelliez amrouch. Est ce que dans votre culture ,il est difficile de respecter les noms des personnes. Deuxième chose, lors de la prise de la mecque par les musulmans, il y a eu destuction de toutes les ststues se trouvant à la mecque. Si vous avez le souci d'ètre un bon musulman, il faut d'abord réformer le dogme de cet islam haineux qui détruit toutes les traces des civilisations et des religieux qui le précèdent. Auriez vous oubliés la destruction des statues gigantesques de boudha par les talibans. Pour être conséquent avec nous meme il faut d'abord diagnostiquer d'ou vient le mal

  • أستـــ الإجتماعيات ـــــــاذ
    الإثنين 16 يوليوز 2018 - 12:31

    ردا على 5 – زينون الرواقي : أحسنت أتفق معك.
    هذا يدل على أن الإيديولوجية و إستحمار الشعب و تزييف التاريخ من طرف المخزن، هما أكبر وباء يواجه التاريخ كعلم و المغرب كمجتمع.
    الدولة لا تريد متاحف و لا حماية القيم و الهوية، الدولة لا تريد للمغاربة أن يعرفوا تاريخهم الحقيقي، الدولة توظف التاريخ للترويج لشرعية المخزن الدينية و التاريخية.
    بالنسبة للمهرجانات و نجوم الغناء و كرة القدم، فهي أدوات و وسائل، من بين أدوات و وسائل أخرى توظفها الدولة لإلهاء الشعب و إستحماره، خاصة فئة الشباب.

  • Ait talibi
    الإثنين 16 يوليوز 2018 - 13:34

    Le makhzen est devenu ces derniers temps le bouc émissaire , chacun cherche à lui attribuer ses propres défauts. C'es les panarabistes et les islamistes à l'indépendence qui ont mis des programmes ou ils rejettent la partie de notre histoire avant l'arrivée de l'islam. Le makhzen à l'époque était presque analphabète. C'est hizb alistiklal qui découpait en morceau notre histoire et rejette celle qui ne lui plait pas. Cessons cette hypocrisie et que toutes les parties responsables reconnaissent ce crime contre notre propre histoire et qu'il soit nommé. Le makhzen n'avait pas les moyens ni intellectuels ni les connaissances historiques pour former les programmes de l'enseignement qui déformaient notre histoire. C'est ceux qui nous parlent du panarabisme et leurs maitres à penser comme Allal alfassi qui sont responsables

  • إلى المعلق أستاذ الإجتماعيات
    الثلاثاء 17 يوليوز 2018 - 17:41

    ما أستغرب له هو خوفك من هذه اللغة الذي يعود ربما لعدم إتقانك لها والإحساس بنقص كلما تذكرت أنك أستاذ لا يتقن إحدى لغتي بلده .
    نعم هذا كل ما في الأمر وعوض أن تحاول تعلمها كباقي اللغات اخترت طريقة أخرى أكثر جبنا وهي محاربة هذه اللغة ولو بتلفيق التهم الباطلة لأصحابها . وذلك للحد من انتشارها . وبفعلك يبدو أنك لست سوي العقل .
    والدليل اقحامك موضوع الأمازيغية في مقال لم تذكر فيه هذه الكلمة .
    مع العلم أن فاتحي الأندلس أمازيغ وأن الأثر الإسلامي في الأندلس كله أمازيغي مغربي.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين