رصاصة خلصت الليبيين

رصاصة خلصت الليبيين
الأحد 23 أكتوبر 2011 - 18:29

يا للمفارقة.. الزعيم الذي كان ينعت شعبه بالجرذان وُجد مقتولا في أنبوب لمجرى المياه لا يختبئ فيه غير الجرذان.. حياة القذافي، كما موته، كلهما مفارقات لا حصر لها، لكن ثوار ليبيا وضعوا أمس نهاية على طريقتهم لقصة القذافي ونظام حكمه الذي استمر لأكثر من أربعة عقود. رصاصة في الرأس وحدها أقنعت القذافي بأن اللعبة انتهت، وأن ليبيا طوت صفحة زعيم أرهقها بأحلامه وأساطيره وشطحاته وعنفه الذي فاض على حدود بلاده وامتد خارجها فكلف ليبيا فاتورة ثقيلة من الأرواح ومن المال ومن الاحترام بين الأمم، صار المعارضون كلاب ضالة والمطالبون بالديمقراطية جرذان والمنادون بالحقوق خوارج يقتلون على ناصية الشوارع التي تهتف بحياة الزعيم كل مساء.

شاب عسكري من البادية عمره 27 سنة لم يكمل تعليمه وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب سهل على ملك طيب طاعن في السن، سلم له قيادة بلاد شاسعة في بطنها كنز من النفط، فتصور نفسه نبيا صاحب رسالة عظيمة وهكذا ضل القذافي وأتباعه الطريق ولم يعرفوا كيف يصنعون من ثروة البلاد مصدرا لسعادة ورفاهة شعب صغير، فراحوا يبددون المال شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.. مرة على البؤر الثورية في أوربا وآسيا، ومرة على أحلام القومية العربية، ومرة على أماني الجامعة الإسلامية، وأخرى على الوحدة الإفريقية التي يسوسها ملك ملوك القارة السمراء بلا خجل ولا وجل من التاريخ ومن العقل…

بعد أن تنتهي ليبيا من أعراس الفرح ومظاهر البهجة إثر انهيار حكم الدكتاتور، ستجد نفسها أمام سؤال صعب ومحير وربما جارح: كيف استطاع شعب كامل أن يصبر على دكتاتور يقتل كما يلعب، ويبدد المال كما لو كان مراهقا ربح ثروة من القمار، ويهذي كما لو أن مستمعيه بلا عقل… كيف يصبر شعب على حاكم مثل هذا لمدة 42 سنة، وهو يرى العصر من حوله يتطور، والحكام يتغيرون، والشعوب تتقدم؟ إنه الخوف والطمع. الخوف من بطش كتائب القذافي، والطمع في التقاط الفتات الذي يسقط من يد الزعيم وهو يصرف الأموال على نزواته وبذخ عائلته ومخططات أوهامه.

الفرح العارم الذي عم الشارع العربي والليبي، والعالمي حتى، هو ثاني أهم حدث بعد مقتل القذافي. إلى هذه الدرجة كان القذافي ثقيلا على قلب وعقل شعبه وباقي شعوب العالم، وهذا أكبر درس للحكام العرب اليوم، الذين يتابعون ما يجري لعميدهم في جامعة الدول العربية… لم يعد أحد يستطيع أن يحب أو يخاف أو يحترم زعيما يحتكر السلطة ويحتقر الشعب والديمقراطية. الدكتاتورية عملة لم تعد صالحة للتداول لا في الأسواق العربية ولا العالمية، والعقيد، الذي قُتل على يد الربيع العربي أمس، ليس الوحيد من بين الحكام العرب من كان يحكم بلاده بقبضة من حديد.. صحيح قبضته وقبضة صالح والأسد وبنعلي كانت خشنة، فيما الآخرون مازالوا يحكمون بقبضة ناعمة، لكن المنطق نفسه أصبح مرفوضا.

‫تعليقات الزوار

11
  • مغربي ضيف و عابر سبيل
    الأحد 23 أكتوبر 2011 - 20:12

    وددت لو أنك أوضحت و شرحت جيداً مَقصدك من الجملة الأخيرة التي وردت في مقالك هذا…لقد فهمت بوضوح ماذا عنيت حينما قلت 🙁 لم يعد أحد يستطيع أن يحب أو يخاف أو يحترم زعيماً يحتكر السلطة و يحتقر الشعب و الديموقراطية) قولك هذا واضح جدا و الكل يدركه و يفهمه سيما و أنك سقت أمثلة عل قدق كلامك و استشهدت بالقذافي و صالح و بنعلي و الأسد كطواغيث و مفسدين في الأرض…لكن ما لم أفهمه هو قصدك من الحكام الأخرين الذين لازالوا يحكمون بقبضة ناعمة، من تقصد بهذا النوع من الحكام، و من هم ؟ و لماذا سُقت لنا أمثلة عن الفئة الأولى بينما تركت الثانية ؟ آمل أن تكون واضحاً و صريحاً و تسمي الأشياء و الأشخاص بمسمياتها كي تعطي مصداقية لأقوالك و تبعدها عن كل لبس أو غموض.
    أخيراً أذكرك بقول الله تعالى 🙁 قل لا يستوي الخبيث و الطيب)، و عليه فالحاكم الذي يقف احتراماً لتحية العلم في جو قارص تحت المطر كي يدشن مشاريع في مختلف مناطق بلده و يدوس الوحل كي يصافح جموع المواطنين التي تستقبله ليس كالحاكم الذي يهب ثروة بلده لدعم و إذكاء نار التفرقة و الحركات الإنفصالية في مختلف بقاع العالم ..أظن أنك فهمت قصدي يا صاحب هذا ( المقال )…

  • بن سي محمد
    الأحد 23 أكتوبر 2011 - 20:37

    ليس بهذه الطريقة يا ا ستاذ .لم يكن في القبو والا سنصدق رواية صدام المفبركة.؟
    بدعوى انه قال الجردان فتم الصاق مكان تواجه بالمصرف الذي لا يوجد فيه الا الجردان.
    كيف ما كان الحال .عليهم استنطاقه اولا على كلمة جردان. وكا طرح عليه اثناء القبض .حول تصوره عن مستقبل ليبيا .وبالتالي السياسة العالمية.وما هي احساساته خلال هذه الفترة التى بدأت فيها الثورة؟ وما هي تصوراته اثناء البدء وبعد سقوط طرابلس ؟ اسئلة كثيرة نريد ان نسمع منه مؤمرا صحفغيا .لعله يدلي بأسرار اخرى لحكام العرب؟
    وما هي اتصالته بالبوليزاريو والمرتزقة المشاركين معه؟
    وهل كانت له اتصالات ببن علي وصالح ومبارك والاسد؟
    لمناقشة التطورات في بلدانهم ؟

  • alicaza
    الأحد 23 أكتوبر 2011 - 22:05

    نكيل بالعقيد معمرالقدافي بهده الطريقة البشعة ـ وهوا الذي طالما إفتخرنا بجرئته كقائد عربي في وجه اكبر دول العالم رغم أخطائه ـ قد يعطي نبدتا للحكام الطغات بمصيرهم الحتمي كلما زاد سفكهم لدماء المطالببن بالتغير بل قد لا يجدون تلك الرصاصة الرحيمة التي اراحت العقيدalicaza

  • ياسر حمدي
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 16:36

    شلقم وزير خارجية ليبيا بكى بكيتين اثنتين في مجلس الامن فانقلبت ليبيا على قاذفها ههههه
    واش فهمتي اسيك بوعشرين
    لعبة ليبيا هي علبة تم الاحتفاظ بها 42 سنة و قد حانت لحظة معاينة محتوياتها التي كانت فقط مدخرة عند قذافي ليبيا المستبد
    ليبيا كانت امانة عند بو منيار فقط و الان تسلمها اصحابها واش ما زال ما فهمتي يا بوعشرين

    للاسف هاد شي مفهوم

    يا للمفارقة..

  • marocaine
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 16:43

    كنت دائما أشك في مؤهلاتك كصحافي لكني اليوم تأكدت من ضعفك "وُجد مقتولا في أنبوب لمجرى المياه"القذافي وجد حيا آ سي توفيق و الفرق بين الكلمتين كبير خصوصا بالنسبة لصحافي المفروض أنه ينقل الخبر كما هو دون زيادة أو نقصان

  • جمال
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 19:58

    يبدو أن بوعشرين يتابع كثيرا تقارير الجزيرة فهذا التقرير نسخة تقريبا طبق الاصل لتقرير اعده الصحفي فوزي بشرى في الجزيرة يوم اعدام القذافي

    الا تحاولون الابداع وعدم سلخ تقارير الجزيرة عيب كبير هذا
    ان يكون المرء مهووسا بالجزيرة لا مانع لكن ان يتحول الهوس الى نقل حرفي فهذا أمر ما اتت به العرب ..
    وتحية للجميع

  • الباهت
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 20:20

    المقدمة التي انطلقت منها خاطئة وبالتالى فالنتيجة خاطئة ايضا
    قلت ان القدافي وجد مقتولا في انبوب لمجرى المياه وهذا غير صحيح
    فكيف سمحت لك نفسك بالانطلاق من مقدمة خاطئة مع انك صحفي مرموق يقتدى به
    في البرهنة العلمية ادا كانت المقدمات خاطئة فان النتائج تكون بالضرورة خاطئة
    كان عليك ان تشير الى ان القدافي قتل بدون محاكمة وهذا مخالف لحقوق الانسان
    طريقتك في الكتابة عشوائية غير ذات مصدا قية

  • حميد العكباني
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 20:49

    الى المغربي عابر السبيل ، أقول ان مقال بوعشرين واضح ، فهو يعبر عن رأي ، ولن نتربع كرسي الأستاذية لنؤكد على أن هذا النوع من المقالة الصحفية يعتمد أسلوب الجدل ، وتدعيم الرأي بالحجج والبراهين والاستشهادات ..ويبقى أهم عنصر هو اختيار زاوية النظرالتي ينطلق منها الكاتب ليقنع الآخرين بما يذهب اليه ، أما سؤالك أيها العابر ثم التعقيب الذي اختتمت به التعليق فهو يندرج في خانة الايحاءات المغرضة والمفضوحة ، التي تصطاد في الماء العكر
    يقول عز من قائل " ويل لكل همزة لمزة…"

  • issam
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 21:06

    من الحيف إنكار ؛ أن بين الثوار إنسانيون متعلمون حاولوا باستماتة إبقاء القذافي وذويه أحياء لتقديمهم للعدالة والقصاص منهم عن طريق القانون…لكن الغالبية كانت الأكثر صخباً وأعصاباً متعبة ، لأنها وببساطة ضحية فشل القذافي في بناء مجتمع متعلم ؛ مدني ؛ عقلاني طيلة أربعين سنة من المهازل .. يقال أن بورقيبة في أحد سجالاته مع القذافي حاول إقناع الأخير بأن يخفف من التسلح وتعليم شعبه ، فسأل القدافي بورقيبة : لماذا؟ ألا تخاف أن يثوروا عليك لو علمتهم؟ أجابه بورقيبة: أفضل أن يثور علي متعلمون من أن يثور علي متخلفون ! عن الناقد العربي

  • مغربية تغار على ارضها
    الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 22:33

    اعجبني اسلوبك اخي الكريم لكنني اوفق الاخ مغربي ضيف و عابر سبيل في الرأي ف انت فعلا عرفت كيف توضح بطريقتك طبعا مسيرة القدافي وتسلطه وجبروته كل هذا امر طبيعي على طاغية اغرته الاموال والجاه والسلطة لكن في مقالك دكرت شيئ مهم جدا هو ان (سؤال صعب ومحير وربما جارح: كيف استطاع شعب كامل أن يصبر على دكتاتور يقتل كما يلعب، ويبدد المال كما لو كان مراهقا ربح ثروة من القمار، ويهذي كما لو أن مستمعيه بلا عقل… كيف يصبر شعب على حاكم مثل هذا لمدة 42 سنة، وهو يرى العصر من حوله يتطور، والحكام يتغيرون، والشعوب تتقدم؟ إنه الخوف والطمع. الخوف من بطش كتائب القذافي، والطمع في التقاط الفتات الذي يسقط من يد الزعيم وهو يصرف الأموال على نزواته وبذخ عائلته ومخططات أوهامه.
    اعتقد انك تبحث عن جوا منجل كيف كانقولو بالدارجة الاحسن الا نشبه شعب يسوده الاستقرار بشغب لطالما قيل في حقه نكت عديدة وهو ليبا نحن اكبر من هده المقارنة الرخيصة

    المرجو ان تأخد بعين الاعتبار ما قاله الاخ مغربي ضيف و عابر سبيل وشكرا

  • mohammed
    الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 - 00:32

    ^primo kadafi est assassiné par des pseudo rebelles qui n ont aucune pitié , peu importe ce qu a fait , il meritait un jugement pas une execution mafieuse , et c le neto qui les ont talloné pour lassaut final; secondo, mohammed 6 qui gouverne le maroc n a aucun lien avec kadafi ni de pres ni de loin , il est legitime et digne d un grand roi, donc toufik stp arete de jouer ta note ancienne ,, mohammed oujdi qui dit la verité mascara

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة