من 20 إلى 25

من 20 إلى 25
الأربعاء 2 نونبر 2011 - 00:55

في 20 فبراير من هذه السنة ولدت النسخة المغربية من الربيع العربي في الشارع.. بدون غطاء حزبي ولا إيديولوجي ولا نقابي، خرج الشباب إلى الساحات العمومية في أكثر من 45 عمالة وإقليما يطالبون برأس الفساد والظلم والتهميش والحكرة، والطريق هو حل البرلمان والحكومة وإقرار دستور جديد يرسي ملكية برلمانية تعبيرا عن ميلاد تعاقد جديد بين العرش وقوى التغيير في المجتمع. كان الحدث مباغتا وجديدا وحتى صادما بالنسبة إلى السلطة كما الأحزاب، كما الثقافة السياسية الجامدة التي ترسبت في قاع الحياة السياسية لأكثر من نصف قرن. الكل تعوّد على أسلوب التوافق وطريقة القطرة قطرة في إنزال الإصلاحات التي تفقد مفعولها بعد فترة قصيرة من إقرارها، لأن تركيبة السلطة، المعروفة لدى المغاربة بالمخزن، كانت دائماً قادرة على امتصاص جرعات الإصلاح القليلة التي تنزل من فوق. بسبب هذا المناخ الجامد تحفظت أغلبية الأحزاب والنقابات على ركوب موجة الربيع العربي وفي ذهنها أن ذلك يمس شرف توافقها مع القصر، ويهدد بالرجوع إلى مناخ الصراع الذي أبعد هذه الأحزاب لعقود عن الجلوس إلى جانب منابع السلطة والثروة والجاه.

القصر كان أكثر ذكاء من أحزاب الحكومة كما المعارضة، حيث حاول أن يحتوي حركة 20 فبراير، وأن يقدم بعض التنازلات وعينه على دينامية تطور الحركة وقوتها، وهنا جاء دستور جديد يعبر عن استراتيجية الدولة في التعامل مع حركة الربيع المغربي.. نص مفتوح على كل التأويلات، الديمقراطي منها وغير الديمقراطي، وذلك حسب نوع وقوة حركة الشارع، فإذا استمرت حرارة الحراك أخذ الدستور لون النص المفتوح على ممارسات قريبة من أداء النظام البرلماني، وإذا نزلت الحرارة يرجع أوتوماتيكيا النظام القديم، أي الملكية التنفيذية صاحبة كل الاختصاصات.

الآن هناك رقم جديد سيدخل إلى المعادلة وهو 25 نونبر، يوم الاقتراع القادم، وهو منعطف حساس جدا في الحياة السياسية المغربية، فإما أنه سيقود إلى تقارب مع التاريخ الأول، أي 20 فبراير، ومطالب حركته، وإما أن الاثنين سيصطدمان في حادثة سير ستخلف الكثير من الضحايا والخسائر التي لا يمكن لأحد الآن حسابها بدقة، وإن كانت ملامحها تظهر من بعيد.

25 نونبر يجب أن يقود إلى برلمان جديد وحكومة جديدة ونخب جديدة وثقافة جديدة وأسلوب في الحكم والإدارة جديدين. نعم هذه أهداف عالية السقف في المرحلة الحالية، خاصة أن العديد من الإشارات السلبية خرجت من هنا وهناك تعبيرا عن وجود مراكز لمناهضة الإصلاح، ومع ذلك مازالت هناك بعض الفرص لإنقاذ المسار السياسي الحالي إذا جرت الانتخابات في مناخ شفاف وسليم، وفي صناديق اقتراع نظيفة من المال السياسي والتدخل السلطوي وأعمال البلطجة، التي ازدهرت في السنوات الأخيرة تعبيرا عن خوصصة القمع ونقل العنف السياسي من يد الدولة إلى يد الخواص، لخدمة أجندة واحدة هي التحكم في الخارطة السياسية وجغرافية القرار في كل المجالات. قطاعات واسعة من الرأي العام تنتظر ميلاد حكومة قوية بقيادة جديدة قادرة على أن تقنع الناس بأن الدستور الجديد يمكن أن يكون جسرا نحو ممارسة السياسة بأسلوب جديد، وأن المغرب يمكن أن يعرف ربيعه الخاص في مناخ معتدل وبدون اضطرابات سياسية قد تفتح البلاد على المجهول، لكن كل هذا رهين باستعداد الجميع لأداء فاتورة التغيير بلا تملص من الدفع.

‫تعليقات الزوار

11
  • نختلف
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 11:15

    تعرف أيها العزيز أن الجهاز الفاسد لا يتحمل صدمة الاصلاح الا اذا تحول الاصلاح الى تغيير.فللجهاز الفاسد دماء عكرة،بلازما فاسدة،خردة من الاجهزة المتنفدة التي تتحكم في الرقاب والعباد لتكريس سطوتها وهيمنتها.كرويات حمراء متصحرة،كمشة انتهازيين ولصوص،أجهزة استخبراتية،وبيادق تابعة مؤلفة من الاعيان وأصحاب المصالح..فالجهاز المخزني وليد عصور الانحطاط،أ زمنة القبيلة والزاوية،الشيخ والمريد،البيعة والحركة،اقتصاد النذرة والعماء الثقافي..فهل يمكن استخلاص الصالح من هذه الرذاءة،وأن يلعب بنا بين التأويل الديوقراطي لدستور الرعاع أو التأويل المعاكس.فشعب 20 فبراير يريد تغييرا حقيقيا وديموقراطية حقيقية ومحاكمة جميع المفسدين وليس انتظار موازين القوى كما تقولون.فهل لك الجرأة لدعوة الشعب الى مقاطعة الانتخابات.تحياتي الاخوية.

  • عبد الله
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 13:35

    " الربيع العربي" خطأ شائع تررده وسائل الإعلام وتنجر وراءه أقلام أشباه الصحافيين والصواب والمنطقي " الشتاء العربي"

  • said
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 15:02

    كنتم تدافعون عن الاستثناء المغربي مع الابواق الاخرى ولما تبين لكم ان الامور على حالها اصبحتم تحذرون من التزوير..المدخل بني على فرض الدستور رغم المقاطعة الكبيرة..وطبلتم له وقلتم انه ضامن للتغيير لكن تبين لكم ان الشعب قد لفظكم و اصبحتم من الناصحين..لو كان الدسيتور ديموقراطي رضي عنه الشعب لما خاف احد من الالتفاف والنكوص عن الاصلاح..انتم اعرف بان الانتخابات مزورة قبلا ولا يمكن ان تاتي بشيء..الاستثناء المغربي يعني اننا سنظل نقبع في المراتب المتاخرة في التعليم و التنمية…بينما الدول العربية تسير الى الاصلاح..الدول التي نتفوق عليها هي موريطانيا وجيبوتي..والتقارير على ذلك معروفة..فاتكم القطار

  • إدريرس الجراري
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 17:13

    عاف الناس الكلام ولا ينتضرون التغير لأن الواقع يعاش والتغير يشعر به المواطن والحاجيات اليومية والسوق و المدرسة والسكن والإدارة والأمن التقافي و الإعلامي و الإقتصادي وغيره هو المحرار لا أمن في الشارع لا توازن في السوق لا مدارس لا سكن لا صحة لا إدارة لا حق لا قانون
    لا عدل السيبة المحميين والمتسلطين و المسلوبي الحقوق الناس تعرف الجواب والسؤال ومتأهبة للحراك وتنتضر الفرصة والحجة التابتة صحيح لا زال الخوف يصيطر والجهل على البعض ولاكن القهر يخلق التورة وليس هناك في الأفق إلا بوادر التورة لأن الإصلاح بعيد بل ليست هناك نية للإصلاح .

  • JUBA
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 17:39

    LE RENDEZ VOUS DU 25 NOVEMBRE DOIT NOUS CONDUIRE A UN
    NOUVEAU JOURNALISME ET A DE NOUVEAUX JOURNALISTES.

    NOUS EN AVONS MARRE DES HYPOCRITES ET DES MENTEURS.

  • ابن الشعب المحب لوطنه وملكه
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 19:36

    ربي سلم…احييك اخ توفيق على وطنيتك الصادقة انا شاب اريد الامل في الحياة و لا اتمنى ان تغرق بلدي في مستنقعات الدم …ونعود صغرا خائبا اتمنى منك اخي توفيق نشر تقافة الامل …الامل في الحياة و المحافضة على المكتسبات الراهنة التي حققت في عهد صاحب الجلالة حفضه الله انمنى الامل …ولاشيء عير الامل …

  • حسن هاكاش
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 20:41

    إن إنتخابات 25 نونبر,هي مسرحية مخزنية بكل المقاييس, والأكثر أنها مضيعة للوقت, وهي بالتالي عصا في عجلة الحراك الشعبي هدفها الأساسي: فرملة مطالب حركة20فبراير,التي ذهبت منذ البداية إلى طرح الأسئلة الاولى حول الحرية والكرامة والمساواة, في بلد صار لقمة سائغة للوبيات الفساد والاستبداد والحكم الفردي المطلق.
    إن خيار المقاطعة ,هو السلاح النضالي الوحيد المجدي أمام ترسانة الفساد المخزنية ,التي أبت سوى أن تبتلع أصواتنا في لعبة سياسية قذرة ترمي من خلالها إلى إدامة الفساد وتشبيبه من خلال محاولتها جرناإلى معركة غير متكافئة محسومة سلفا لصالحها وتريد أن نوقع لها على بياض.
    إنه من الغباء أو الاستغباء ,أن نسمع من بعض الاحزاب المهرولة لخوض الانتخابات ,أن المقاطعة هو فتح الطريق للمفسدين لاحتلال المواقع ..وهم ربما يتجاهلون أن الفساد هو عملة سياسية رائجة محمية من أعلى سلطة في البلاد. فالحرب على الفساد ليس معركة إنتخابية نخوضها لنزع بعض المقاعد ,بل هو نضال ميداني في الشارع من أجل تعبئة الشعب وتوعيته ليتخلص أولا من ثقافة الفساد التي تطوقه طوقا.
    فالنضال الحقيقي ضد الفساد, ميدانه هو الشارع ودعم حركة 20فبراير.

  • محمد علي
    الخميس 3 نونبر 2011 - 07:59

    المشكل ليس في الاحزاب بل في المواطن نفسه حيث لا يفقه في السياسة شيء فكيف لشباب مفترض انهم رجال غد المغرب الذى نحلم به لا يفرق بين الاحزاب اليسارية ,اليمينية , الاسلامية والسبب هو الجهل فأنا أعرف الكثير منهم عندما تسأله عن الحزب الذى يترأ س الحكومة الحالية او الحزب الذى ينتمي له الوزير الفلاني يجيبك بلا اعرف اذا كيف للديمقراطية أن تتطور والحال ان اغلب الشباب المغربي لا تهمه السياسة هذا في المدن والحواضر الكبيرة اما في القرى والمداشر فالمصيبة أعظم

  • abou yassir
    الخميس 3 نونبر 2011 - 11:52

    إلى كاتب المقال هذه وجهة نظري:
    خرج شباب حركة 20 فبراير قصد التغيير ومحاربة الفساد والمفسدين ونسوا أن من يفعل الفساد هم أنفسهم. بالله عليكم ألم يرى أحدكم أين تردت الأوضاع بالمغرب حين قلتم نعم للحرية: الفوضى عمت كل أرجاء المملكة، الجرائم كترث لأن المخزن عندما يتدخل يرفع الفبرايريون شعاراتهم العجيبة "إسقاط الفساد" ؟؟؟ إذن كيف أصبحت الأوضاع عندما رفع المخزن يده. كفى من النفاق والتعاليق الكاذية هذا الشعب لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب حتى نقول نعم للحرية لأننا لم ندرك بعد معنى الحرية ولم نعي الكثيروهذا مثال بسيط أعرضه:
    ها هي الإنتخابات قادمة سترى بأم عينك يا أخي كم من الأصوات ستشترى ومن باعها؟ المواطن الذي يناضل من أجل الشفافية ومحاربة الفساد أليس هو المفسد الأول. لنكن صريحين مع بعضنا وأكثر واقعية يجب أن نغير عقلياتنا قبل أن نخرج لتغيير المنكر وعندما تتحقق هذه المتساوية سيختفي الفساد وينكف المفسدين عن فسادهم لأنهم حينها يدركون أن المواطن أصبح واعيا بحقوقه وواجباته وأصبح يعرف الحلال من الحرام

  • رضوان
    الخميس 3 نونبر 2011 - 12:52

    مقال لم يأت بجديد. الكل ينتظر نتيجة المراهنة على ظروف ونتائج الانتخابات التشريعية الجديدة.
    اتمنى من توفيق أن يوفق في مقالاته المقبلة.

  • hassan Maroc
    الخميس 3 نونبر 2011 - 14:13

    je croix que c'est trops tard pour le makhzen,25 novembre ne peut pas apporter de nouveau

صوت وصورة
ليالي رمضان في العيون
الجمعة 29 مارس 2024 - 15:57

ليالي رمضان في العيون

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج