في الصورة / مسجد الحسن الثاني عن طريق ” كوكل إيرث”
عندما تقوم بتحميل برنامج كوكل الأرضي الجديد والمجاني، وترى الدار البيضاء مثلا عبر الأقمار الصناعية، ثم تقترب من البنايات و تشاهد الشوارع، يخيل إليك أنك داخل قاعدة عسكرية أمريكية، و أنك بصدد تحديد أهداف استراتيجية بغية قصفها. أما إذا استطعت الاشتراك بقيمة سنوية تتراوح بين 2000 و 4000 درهم، فإنه بإمكانك الحصول على صور أقرب تمكنك من تمييز وجه شخص يجلس في شرفة منزله.
البرنامج يمكن من التحليق في شوارع المدن من مسافة قصيرة و رؤية الشوارع والسيارات. بل، و المذهل، أن البرنامج يمكن من القيام بتغيير آني لزوايا التقاط الصورة حيث أنك تستطيع رؤية بناية من فوق و من الجهات الأربع ( شرط أن تكون بناية شاهقة).
بهذا المشروع نجحت كوكل ـ من جديد ـ من تسليط الأضواء على نفسها، حين تمكنت من جعل الكل يتحدث عنها بخصوص الخدمة الجديدة “كوكل إيرث”، وربما يعد هذا من بين الأهداف المتوخاة من هذا المشروع، إذ أن المشروع فتح شهية وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية، التي بدأت تستضيف خبراء عسكريين و مهندسي إعلاميات قصد تحليل آفاق المشروع ومدى جدية خطورته.
و الأكيد أن المشروع مثير فعلا للجدل خاصة للمبحر العادي. فلم يكن أحد يتصور أن باستطاعته أن يجول في شوارع باريس أو أن يحلق من فوق سماء البنتاغون و البيت الأبيض من على ارتفاع 20 مترا فقطـ. هذا البرنامج الأرضي الجديد ـ القديم الذي أطلقته شركة كوكل.
أثار ردود فعل جدية في الأشهر الأخيرة، فالعديد من الدول كالهند و إيران وكوريا الجنوبية وأستراليا طالبت الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل لدى كوكل لحذف بعض الأماكن الحساسة كالمنشات العسكرية و البنايات الرسمية من البرنامج، ذلك أن البرنامج يوفر بالموازاة ما سبق خرائط كارتوغرافية تمكن من تحديد إحداتياث أي مكان على وجه البسيطة، كخطوط الطول و العرض والتموقع بالنسبة لخط الإستواء.
من جهة أخرى شكك مسئولون أمنيون من خطورة البرنامج باعتبار أن الصور لا تفيد في شيء و أن الإحداثيات يمكن تحديدها بالخرائط الإلكترونية المتوفرة اليوم في السوق. آخرون ذهبوا أبعد من ذلك واعتبروا لبرنامج خاليا من أية فائدة، واعتبروا الضجة التي يثيرها مادية صرفة ، من الشركة حتى يلقى البرنامج إقبالا كبيرا.
إذا كانت شركة أمريكية واحدة تمتلك هذا الكم من المعلومات السريعة التي تجعل دول العالم الثالث شبه عارية، فماذا يمكن القول عن ما تخفيه الدهاليز العسكرية لدول كبرى في حجم الولايات المتحدة الأمريكية؟؟ أكيد أنها تخفي الكثير. فهل كانت مادلين أولبرايت تتحدث بجدية ياترى حينما قالت: ” إننا طوال القامة و قادرون على رؤية لحية بن لادن أينما وجد”؟؟ !!
