الأحزاب السياسية والحاجة إلى الدعم

الأحزاب السياسية والحاجة إلى الدعم
الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 11:18

لم يكن أحد يتوقع أن جلالة الملك سيعلن في خطابه بمناسبة افتتاح دورة البرلمان 12 أكتوبر 2018 عن حاجة الأحزاب السياسية المغربية إلى الدعم المالي، في سابقة من نوعها في المشهد السياسي المغربي؛ ومادامت كذلك لا بد من طرح مجموعة من الأسئلة من وراء الحاجة إلى تحقيق رغبة الأحزاب السياسية في الدعم المالي، والاستعانة بالكفاءات وأهل الخبرة للرفع من قدرة التنظيمات السياسية وجعلها جذابة وذات مصداقية على مستوى الخطاب والممارسة.

أولى هذه الأسئلة تنطلق من طبيعة الظرفية السياسية التي يعيشها المغرب، وما تلاها من انكسارات وتراجعات على مستوى المشهد السياسي لما بعد 2016، وتحديدا مع تشكيل حكومة الدكتور سعد الدين العثماني، إذ يجمع الكل، من خبراء ومتخصصين وقادة للأحزاب السياسية، على حجم التراجعات التي شهدها المغرب.

ثانيا قوة الخطاب السياسي الذي كان يحظى بشعبية خارقة لدى زعيم وقائد حزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد الإله بنكيران، إذ شهد له الخصوم قبل الحلفاء بأنه شكل “ظاهرة سياسية فريدة من نوعها”.

ثالثا الإرباك والفوضى التي سادت المشهد السياسي المغربي، نظرا لغياب قواعد للعمل السياسي يتعرف من خلالها المواطنون على برنامج للأغلبية وآخر للمعارضة، وعن مرشحين للأغلبية وآخرين للمعارضة، على درجة من الوضوح والدقة. ولعل تقديم مرشح واحد ووحيد لأعلى مؤسسة دستورية للدولة خير دليل على ما نقول.

إن طرحنا لهذه الأسئلة يلخص مضمون الأزمة السياسية التي نمر بها، والتي تعود في الأصل إلى تراجع دور الأحزاب السياسية، من إطارات تحمل مشروعا سياسيا تحاول إقناع أكبر شريحة بالمجتمع للتصويت عليه وقبوله، كي يتحول إلى إنجازات تعود في نهاية المطاف على المواطن والمجتمع بالنفع والخير، إلى تنظيمات لم يعد هم أصحابها سوى مراكمة الثروة والتسابق على المناصب وتقلد المسؤوليات، دون اعتبار لأدنى وازع أخلاقي.

ومن هنا تجدر الإشارة إلى ضرورة قراءة أبعاد التوصية التي عرضها جلالة الملك ومحاولة أن تستفيد الأحزاب السياسية من أعطابها الداخلية ومراجعة أخطائها على مستوى الخطاب والممارسة؛ فهي وإن كان هدفها الوصول إلى السلطة والمساهمة في صناعة وإنتاج القرار السياسي من موقع الحكومة أو المعارضة، فإن ذلك لا بد أن يؤطر بقواعد الأخلاق السياسية، حتى نضمن الاستمرارية لها ككائن وفاعل سياسي، وأن يقتنع المواطن بجدواها وقدرتها على العطاء السياسي.

‫تعليقات الزوار

6
  • محمد
    الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 11:56

    من اوصل البلاد والعباد الى هذه الماساة غير انتم واستاذكم .فالبلد في تراجع مطرد منذ 2012 .لقد كان استاذكم فال شؤم على البلاد والعباد

  • بلحسن
    الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 15:57

    السبب في ما وصلنا إليه هو بن كيران وأمثاله
    فقدنا الثقة فيكم جميعا
    أما الدعم فلن يزيد الطين إلا بلة
    الخلاصة: كفرنا بكم لأنكم لا تثقنون إلا الكذب

  • مواطن مغربي
    الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 19:14

    بالأمس القريب عشنا مع ثلاثية حزبية لها برامج ومناهج واستراتيجية عمل وتطمح جميعها بشكل أو بآخر في خدمة الصالح العام دون أن تنسى تحقيق بعض رغباتها ،هي حزب محافظ يمثله الاستقلاليون وحزب تقدمي يمثله الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأجنحته وأخيرا أحزاب تسمى الإدارية أو أحزاب الوسط ؛ لكل حزب مبادئه والكل يؤمن بالاشتغال وفق ما ينص عليه دستور البلاد بما فيه الإنتماء لدين الله الذي هو الإسلام، مع مرور السنوات بدأ المواطن يفقد الثقة في منتخبيه لاخلالهم بالواجب وتخليهم عن الوعود ،هنا سيجتهد الإسلاميون في البدأ كحركة وكجمعيات للتقرب من حاجيات المجتمع ثم سيشكلون حزب بمنهجية جديدة ومرجعية عزيزة على أغلب المغاربة ألا وهي الإسلام ، صوت أغلب المنتخبين على البديل الجديد لكن المواطن سينخدع لتستمر الهوة… وقديما قيل:" من خدعنا بالله انخدعنا له"،نعم لدعم الأحزاب السياسية لكن هذا الدعم وجب صرفه في تكوين شبيبة الأحزاب على كل الأصعدة والمجالات بما فيها التأطير لمواكبة كل التطوات مع الرحلات الاستكشافية والتكوين السياسي وتنظيم اللقاءات الثقافية و خلق الشراكة مع الهيئات الحزبية والمنظمات الحقوقية الدولية…

  • sifao
    الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 19:22

    لا بد من العودة قليلا الى الوراء ، قبل 2016 ، لنفهم سبب تراجع الاداء السياسي للمغاربة احزابا وجماهير شعبية،بنكيران استطاع افراغ العمل السياسي من محتواه الفعلي،وجعله في نظر العامة ابخس مما كالنت تعتقد،بخطاباته الشعبوية التي يمتزج فيها الجد واللعب بشكل مقرف ، وجعله للغة"الحلايقية" لغة المحنكين في السياسة، ونهجه لاسلوب السرد والحكاية والاستتشهاد بالتجارب الشخصية والنصوص الدينية والجدة والوالدة وما الى ذلك من الاساليب التي تجذب العامة للتجمهر والتصفيق دون معرفة لماذا…دق آخر مسمار في نعش الاحزاب السياسية ،ظن ،كما تعتقدين انت الآن،انه صاحب القرار في توجيه الرأي العام والتحكم في القوى السياسية الاخرى. بنكيران لم يتصور يوما ان يحدث له ما حدث،ان يُعفى من تشكيل ورئاسة الحكومة بتلك الطريقة،كان ردا واضحا وصريحا من الملك،في رسالة مفادها"مد رجليك قد لحافك"
    اما العثماني فهو البديل الدستوري لابن كيران وليس بالضرورة ان يكون مناسبا…على سبيل التذكير فقط ، لبنان بقي بدون حكومة لازيد من 4 سنوات، اذا لم تخنني الذاكرة…مما يعني ان الديمقراطية في البلدأن المتخلفة قد تؤدي الى فوضى عارمة

  • المهدي
    الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 19:26

    الأحزاب المغربية إسلامية او اشتراكية او شيوعية محتاجة للدّعس وليس الدّعم أحزاب لم تقدم للبلد شيئا سوى التشويش والأكاذيب المتكررة والوعود الجوفاء .. خارجيا لم تقدم أيضا شيئا ينفع البلد وصورته وقضيته الاولى .. أحزاب الكاميلة تكتل فيها كل انتهازي يبحث عن مصلحته رأس ماله لسانه وسفسطته ..

  • sifao
    الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 21:38

    ديمقراطيةِ الاغلبية هي التي افضت الى ما اصبحت عليه الاحزاب السياسة الآن ، الموقع في هرم الحزب لا تحدده الكفاءة العلمية والسياسية وانما عدد الاصوات ، الصراع القائم بين الاحزاب للظفر بمناصب المسؤولية داخل الحكومة هو نفسه الصراع داخل الاحزاب لتبوؤ موقع يِؤهل للترشح للمنصب الذي عليه يتصارعون،علاقة اعضاء وقادة الاحزاب بعضهم بعضا هي علاقة الاخوة الاعداء،يتحدون في وجه الغير ويتقاتلون فيما بينهم….
    اين الاسماء الكبيرة في الاحزاب ، كتاب مرموقون وصحافيون واساتذة جامعيون ورجال اعمال واقتصاد كبار و…لهم اصدارات في السياسة والاقتصاد والمجتمع والتربية والتعليم..اغلب القادة من ذوي الا راضي والمال ….حين تستمع الى تصريحات بعض الوزراء ونواب الامة ستدرك درجة الرداءة التي وصلت اليه الممارسة السياسية في بلادنا …الاحزاب التي كانت بالامس تنتقد الملكية اصبح استمرارها رهن رغبة القصر،الحكومة لا تتصرف الا بنكزها ، لا تملك اي تصور لحل الازمة التي يعاني منها المواطن المغربي ولا تبادر الى امتلاكها لغياب الكفاءات السياسية وطغيان منطق المال والمصلحة بين اعضاء وقادة الاحزاب ،"اعطيني نعطيك ؟

صوت وصورة
ملفات هسبريس | حظر تيك توك
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 11:22

ملفات هسبريس | حظر تيك توك

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 8

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا