الانتهازيون وكعكة البرلمان

الانتهازيون وكعكة البرلمان
الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 04:25

ما كاد الملك محمد السادس ينهي خطابه، مساء يوم الجمعة، أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة؛ ومازالت أصداء كلمات خطابه تردد صداها جدران القبة البرلمانية، وبالخصوص التأكيد على أن المرحلة الراهنة شعارها: “روح المسؤولية والعمل الجاد”، للمساهمة في ديناميات الإصلاح وأوراشه، مرحلة لا تقبل الانتظارية والحسابات الضيقة، بل تتطلب رجال دولة وطنيين حقيقيين، مرحلة لا مكان فيها للانتهازيين؛ حتى قَدَّمَ بعض البرلمانيين الدليل القاطع على أنهم انتهازيون بحق أبا عن جد، ولمَا هم هنا في قبَّة “ضريح الولي الصالح مولاي البرلمان”، فلا بد من أخذ البركة إلى الأهل زوجة وأبناء حتى يتبركوا بها، فتهافتَ النواب والنائبات المحترمون والمحترمات على موائد الحلوى، لكي يحظى كل فرد بنصيبه من الكعكة.

ولكن هذه اللَّهْفة و”اللَّهْطة” حسبها إن بقيت سرا من أسرار الدولة، ولكن في زمن الثورة التقنية وفي زحمة مواقع التواصل الاجتماعي وكاميرات البرلمان في الباب الخلفي، سجل التاريخ هذه الواقعة. وليست العبرة هنا بتقاسم فتات الموائد، ولكن برمزية الحدث الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.

ويحضرني هنا نص أدبي درسناه في الإعدادي تحت عنوان: “أمناء يرقصون”، يروي كيف أن الملك كان يبحث عن أمين لأموال الدولة فنصحه أحد مستشاريه بأن يعلن عن ذلك ويقيم مأدبة عشاء للمرشحين، وأن يضع في الممر المفضي إلى القاعة أكياسا من الجواهر؛ فلما فرغوا من وجبة العشاء دعاهم إلى حفل راقص، فكان الجميع يرقص ويضع يديه في جيوبه على ما سرق من مجوهرات، إلا شخصا واحدا كان يرقص بطلاقة وحرية.

ولكن في هذه الحالة المغربية فنواب الأمة لا يرقصون، ولكن يأكلون ويشربون وينهبون حتى “الماعون” – (“براد” الشاي) – الذي سرقه أحدهم ودسه وسط الحلوى.

الصورة معبرة والسرقة موصوفة، وكعكة المغرب لا تنتهي، والكل يريد حصته منها، ولكن بطريقته الخاصة، فهناك من يكد ويجد ويشقى حتى يتذوق بمرارة طعمها ولو جزئيا، وهناك الانتهازيون الذين يصلون إليها من الباب الخلفي.

‫تعليقات الزوار

12
  • زينون الرواقي
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 06:05

    انها تربية التعوّد على الفابور الذي يعشقه الكثيرون حتى وان كانوا ميسورين .. يذهبون للحج والعمرة فابور .. السفريات والتنقل والفنادق فابور الحلوى فابور ومن تعود على ذلك يستحيل ان يعطي شيئاً أو يقدم خدمة حتى وان كانت واجباً ..
    يحكى ان رجل سلطة أو ربما برلماني كان يسبح في النهر ثم بدأ في الغرق .. تحلق الناس حوله لانقاذه وكل يطالبه بأن يمد يده لينتشلوه دون ان يستجيب الى ان قدم شخص يعرف أهل الفابور ودعا المتجمهرين الى الابتعاد الى الوراء ثم تقدم نحو الغريق وأعطاه يده قائلاً : ، خذ يدي " لينقض عليها ويتمٌ انقاده واخراجه من النهر .. تساءل المتجمهرون عن السرٌ في استجابته السريعة بينما فشلوا في انتشاله فأجاب المنقذ : أنتم تقولون له " أعطني يدك " فلم يستجب وأنا خاطبته " خذ يدي " فانقضٌ عليها .. هذا الصنف يأخذ فقط ولا يعطي لقد تعود على الأخذ وليس العطاء وكذلك يفعلون ….

  • gâteaux fabores
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 08:24

    ces gâteaux ,tous modèles,doivent être consommés,les restes ,mis dans les sacs plastiques,pour les familles,et oué,dans les sacs plastiques pour montrer au grand barbu renvoyé que son temps est révolu,
    le coût, et oué le coût,de cette sadakka à nos élus,quelques millions de sous,et le traiteur,c'est qui,peut être un des leurs,tout est dans marmite des paroles, des paroles que personne n'écoute,
    et pour les gâteaux,il y aura des millions de candidats pour les prochaines élections qui seront dans la marmite boycott

  • Peace
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 10:09

    هذه المسائل,اي اللهطة, توجد حتى في الدول لمتقدمة, و لكن الكثيرون يترفعون عن الهبوط الى المستوى, فتم تقسيم بقايا الحلوات و الكعكة بشكل حضاري. مثلا الحلويات المعروضة في حفل البرلمان هي اصبحت ملك لهم, في الحقيقة, ما البراد فلا, فهو ملك لمنظم الحفل. اذا كان عليهم التواصل مع المنظمين و النظر فيمن يمكناهخذ بقايا الحلويات معه و يطلبوا منه وضعها لهم في كرطونات مخصصة لذلك و اذا كان واحد من الحظور احق بها من الاخر فعليه ان يستحي من نفسه و يتركها له, بدل التلاهف. في البرلمانيين ايضا من هم افقر من الاخرين و العمال في البرلمان يريدون ايضا شيئا منها. فيتم تفرقتها بشكل حظاري دون اثارة الاتباه.

  • بقلم الرصاص
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 11:29

    الشىء السي و الغير عقلاني في الديموقراطية.. هو ان ترى سلوكات صادرة عن البرلمانيين .. لا ترقى الى مستوى القعل السليم و السلوك الحضاري الذي يعكس مبدا المسووؤولية السياسية و الاخلاقية لهؤلاء النواب امام منتخبيهم. فالتهافت على قطع الحلوى من طرف نواب الشعب سلوك يعكس تقافة الانتهازية و اللا مسؤولية المطبوعة في السلوك الغريزي لنواب الحلوى….. فاي مستقيل للديموقراطية……

  • fouad
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 12:34

    je ne comprend pas pourquoi tous ces commentaires il a été déjà dit que les parlementaires sont pauvres

  • KITAB
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 13:17

    نادرة الزميل الرواقي لذات دلالة عميقة في المجتمع المغربي، لدي إضافة طفيفة، هو أن الظرف الذي شرع الناس فيه يتهالكون على الحلوى تم ذلك بشكل اندفاعي وجماعي، حتى أن من كان مترددا انساق هو الآخر مع التيار "اعتقاداً " منه أن الحلوى "ملكية ومخزنية" ولا يريد مطلقاً أن يخرج من مبنى البرلمان خاوي الوفاض بعد أن نال كل منهم من "بركة الملك" وأي شيء أعظم من هذا الفضل، والحادثة يمكن أن تقرأ في آن واحد بأن العمل الحكومي وكل مسؤول في المغرب يشتغل في مجال "الهموز" كل يريد أن يظفر بنصيبه، وتحياتي

  • محمد
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 13:27

    الغريب أن الخطاب الملكي رفض الانتهازيين ومدح الطينيين من رجال الدولة فصفقت الجميع الحكومة والمعارضة فاختلط الحابل بالنابل فلم يدري الشعب اين الطيب واين الانتهازي كقصة السارق الذي سرق فتبعه الناس وهم يقولون السارق فأخذ يقول معهم السارق … بهذا نجا من فعلته أما سكان البرلمان فقد تهافتوا على الحلوى كتهافت الذباب على الحليب تصوروا معي ماذا يفعل هؤلاء مع ميزانية الدولة ؟ وما خفي أعظم. هكذا تكون روح المسؤولية والعمل الجاد

  • زينون الرواقي
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 14:07

    تحية أخي KITAB … العبرة ليست في إنقاذ هذا الصرصور بل في انه إن لم يأخذ سيغرق وسيموت حتى ولو كان بمقدوره العيش وانقاذ حياته متى أعطى ( ولو يده فقط ) .. بقرة الدولة لا تطلب منه ان يعطيها فمه ليرضع بل تقول له خذ ضرعي أيها العجل ومتى اقتلعت " قنانفو " من الضرع سيكتئب ثم يضمر ويتلاشى فيختفي .. سلامي ومودتي أخ كتاب …

  • تهافت التهافت .
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 15:57

    حشومة وعيب هادشي لي دارو هاد البرلمانيين والله إن الأخلاق لتذبح بمثل هذه التصرفات الرجعية المتخلفة وتجعلنا كمن يتنظر اللبن من ضرع ثور .

  • مهتم
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 16:28

    صراحة أستاذ عبدالرحمان ما رأيناه يضرنا ويشوه بصورة المغرب، فقد أصبحت القنوات العالمية تتحدث عن هذه الكارثة.
    نحن في القرن 21 الناس تخدم بلادها ووصلت الى حد التقدم، وهناك اناس يحملون الحلوى في الاكياس.

  • الرياحي
    الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 18:45

    مقال الأستاذ ذكرني بكلام جدتي رحمه الله كم مرة رددت
    "لي ما شبع من الكنة ما يشبع من الكرن "(ك =g)
    أقول لن يشبع هؤلاء لا من الكُنَّة ولا من القرن.
    وآخرها ضحك

  • Marocain d'Ici
    الخميس 18 أكتوبر 2018 - 23:54

    Il faut tout simplement leu inculquer des NOTIONS du SAVOIR VIVRE

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز