النخبة القروية الهجينة

النخبة القروية الهجينة
الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 07:44

رسائل كثيرة مرّرها الخطاب الأخير للعاهل المغربي بمناسبة تدشينه الدخول السياسي لسنة 2018؛ منها صناعة “نخبة قروية”، وهنا نتساءل: هل النظام السياسي ما زال يعتبر الفلاح المغربي المدافع عن العرش؟ يجيب الملك: “علاوة على دور التكوين في التأهيل لسوق الشغل، فإن القطاع الفلاحي يمكن أن يشكل خزانا أكثر دينامية للتشغيل، ولتحسين ظروف العيش والاستقرار بالعالم القروي. لذا ندعو إلى تعزيز المكاسب المحققة في الميدان الفلاحي، وخلق المزيد من فرص الشغل والدخل، وخاصة لفائدة الشباب القروي.. غايتنا انبثاق وتقوية طبقة وسطى فلاحية، وجعلها عامل توازن ورافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على غرار الدور المهم للطبقة الوسطى في المدن”.

ولهذا، فالنظام لا يخفي نواياه في خلق طبقة وسطى أو نخبة هجينة. وفي نفس السياق، قال ريمي لوفو سنة 1985 في كتابه “الفلاح المغربي المدافع عن العرش”: “غداة الاستقلال، كانت النخبة القروية توجد في وضعية مزدوجة، وكانت مشاركتها طويلة الأمد إلى جانب إدارة الحماية قد أفقدتها سمعتها. ولكن، إذا كانت السلطة السياسية لهذه النخبة قد تعرضت للتدمير على يد الوطنيين، فإن سلطتها الاقتصادية قد ظلت سليمة معافاة، وسريعا ما أدرك النظام الملكي، في وقت مبكر جدا، بأنه ومن خلال سعيه إلى الاستناد على هذه النخبة سيتمكن من أن يتحرر من قبضة

الحركة الوطنية . وهكذا، فمن خلال تثبيت هذه النخبة، فإن النظام قد جعل نفسه في مأمن من مخاطر البلبلة التي يمكن أن تتأتى من خلال مبادرة ما من جهة الطبقة الوسطى الحضرية. إن هذا التحالف من قبل النظام الملكي مع قوى العهد الماضي قد جعلت من تحقيق العصرنة أمرا مستحيلا، ومن هنا، قد زاد من اتساع التوترات بداخل المجتمع المغربي”.

ولكن ما ثمن هذه الصفقة السياسية الجديدة التي يسعى النظام إلى إبرامها مع النخبة القروية اليوم؟

ثمن هذه الصفقة السياسية هو توزيع الأراضي الفلاحية مقابل لعب النخبة القروية دور الكابح لتصاعد دور النخبة الحضرية.

وهنا يقول الملك: “نوجه الحكومة إلى بلورة آليات مبتكرة لمواصلة تحفيز الفلاحين على المزيد من الانخراط في تجمعات وتعاونيات فلاحية منتجة ومتابعة تكوين في المجال الفلاحي. وبموازاة ذلك، ندعو إلى تعزيز وتسهيل الولوج إلى العقار، وجعله أكثر انفتاحا على المستثمرين، سواء الأشخاص أو المقاولات، بما يرفع من الإنتاج والمردودية، ويحفز على التشغيل مع الحفاظ على الطابع الفلاحي للأراضي المعنية. كما يتعين التفكير في أفضل السبل لإنصاف الفلاحين الصغار، خاصة في ما يتعلق بتسويق منتوجاتهم والتصدي الصارم للمضاربات وتعدد الوسطاء. ومن جهة أخرى، فإن تعبئة الأراضي الفلاحية المملوكة للجماعات السلالية قصد إنجاز المشاريع الاستثمارية في المجال الفلاحي لا يمكن إلا أن تشكل رافعة قوية لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي وخاصة لذوي الحقوق؛ وهو ما قد يمكن من تعبئة، على الأقل، مليون هكتار إضافية من هذه الأراضي. وعلى غرار ما يتم بخصوص تمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري فإنه أصبح من الضروري إيجاد الآليات القانونية والإدارية الملائمة لتوسيع عملية التمليك لتشمل بعض الأراضي الفلاحية البورية لفائدة ذوي الحقوق”.

‫تعليقات الزوار

1
  • كيف و لماذا
    الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 10:14

    لم تعد هناك محاولات للبحث عن الحقيقة !!

    اليوم و نحن غائصون في هذا الوحل و الواقع المتازم و المتخلف الغير المسبوق الذي نعيش فيه، كيف يمكن اعادة الكرة في ترسيخ الارضية لازاحة المعوقات امام المهتمين على الاقل للعودة الى المسار الذي كنا فيه قبل عقود او قرن من الان.

    عماد علي

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة