البادية المغربية

البادية المغربية
الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 07:36

ماذا تعني كلمة “بادية” حين ننطق بها؟ وماذا يجب أن تعني حقا في الزمن المعاصر؟ وهل نستطيع أن نحدد بالضبط معالم البادية أو القرية بالنسبة إلينا؟ يعتبر مصطلح “البادية” أو القرية من المصطلحات التي يكتنفها الكثير من الغموض والالتباس عندنا، كل ما نستطيع قوله أن المقصود بالبادية هو البعد عن المدينة، والهواء النقي، وبعض الهدوء، والمناظر الطبيعية، إن وجدت، هذا كل ما نحصل عليه في نهاية التحليل، يستوي في ذلك الخطاب الرسمي وخطاب العامة، فهل هذه هي البادية بالمعنى المعاصر للكلمة؟ تعني البادية في زمننا الحديث الصورة التي تصبح عليها الضواحي والمداشر، بعد تدخل الدولة بخدماتها ومنجزاتها، وأوراشها المبنية على مخططات مضبوطة، تهم كل ما يخص البادية وما يجب أن يميزها، بما هي فضاء مواز للمدينة، ومفارق له في آن، فليست البادية مجرد خلاء جغرافي أعزل، متروك لعوادي الزمن، ونوائب الدهر، وليست القرية مشتلا لصناعة الجهالات، وإبداع ألوان من التسلط والهيمنة، والإكراه المادي والمعنوي في حق صغارالفلاحين والمزارعين والمياومين والمستضعفين عموما، أولئك الذين يجدون أنفسهم محكومين غصبا بمنطق الجماعة، ضدا على كل معاني الحرية والحق في امتلاك رأي شخصي.

ماذا نقدم للبادية وأهلها عدا الحديث عن المعطيات الجغرافية، والهواء النقي، والبعد عن ضوضاء المدينة. ماذا نفعل من أجل تجويد هذه المعطيات، وتطويرها، والإفادة منها الإفادة المرجوة، وتحويلها إلى فضاء للاستقرار والإبداع ومراكمة النجاحات؟ أين نعثر حقيقة على يد الدولة والمنتخبين في قرانا، وهوامش مدننا، أو ما يسمى كذلك؟ في الإجابة عن هذا السؤال يكمن معنى البادية عندنا. إن الإهتمام بالعالم القروي ليس ادعاء انتخابويا، ولا مزاعم بلاغية تفيد في تطريز البيانات الحزبية والحكومية، وإنما هو واقع يرى وحياة تعاش. إن المعطيات الجغرافية الطبيعية تبقى مجرد خلاء قفر، ينتظر من ينهض به وبساكنته، وإلا تحول إلى أرض موات. تحتاج البادية لتكون كذلك إلى الطرقات المعبدة، العابرة من وإلى المداشر والضواحي. تحتاج البادية إلى مدارس لائقة بتقديم المعرفة والتربية. وتحتاج إلى مستشفيات وخدمات صحية حقيقية. وتحتاج إلى دور للشباب وفضاءات للتثقيف والحوار والتأطير الجدي، بما يفيد في تكوين نخب محلية قادرة على إنتاج الأفكار واتخاذ المبادرة. وتحتاج البادية إلى مصانع ومعامل تستوعب شباب المداشر وتنتشلهم من غول البطالة القاتل. وتحتاج البادية إلى مرافق للترفيه الهادف، والتخفيف من أوصاب الحياة وأتعابها، كالملاعب والمسارح وفضاءات للعب الأطفال.

وبالجملة، تحتاج البادية إلى نموذج تنموي جديد، يحكمه منطق مغاير، ويفكر في أفق آخر، يقطع بالكلية مع النموذج الحالي، نموذج ما بعد الاستقلال، حيث مثلت القرية هامشا حيويا لممارسات وأدوار سياسية، يغلب عليها الهاجس الأمني المبني على الإكراه والضبط. إن البادية هي ما يكون عليه حال الجغرافيا وأهلها، بعد التدخل الإيجابي والناجع من قبل من يفترض فيهم أن يتدخلوا، وليست البادية مجرد خلاء قفر. تأسيسا على هذه المعاني، هل يمكن الحديث عن شيء يسمى البادية المغربية الآن؟.

‫تعليقات الزوار

6
  • مراد
    الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 08:27

    مساومات كيسنجر

    لا يهدف هذا الحديث، لمناقشة وتحليل الدور الذي لعبه كيسنجر، في انتقال مفهوم الصراع مع «إسرائيل»، في عموم المنطقة، من حال المواجهة إلى حال القبول والاعتراف، بل كيف استخدم كيسنجر مدرسة التحليل النفسي، للتأثير على المفاوضين العرب، للقبول بالانخراط في المشروع الأمريكي، لتغيير خارطة التوجهات السياسية بالمنطقة. 

    يوسف مكي

  • متابعات
    الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 08:31

    زيت الزيتون ….بيروكسيد وحموضة مرتفعة

    ولمعرفة الإجراءات المتخذة اتصلنا بمدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك رامي اليوسف الذي أكد أنه وردت إلى مخبر المديرية منذ بداية شهر تشرين الأول حتى تاريخ إعداد هذه المادة ( 25) عينة زيت زيتون من قبل القطاع الخاص لتحليلها وبيان مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية وكانت نتائج التحليل على الشكل التالي :
    16 عينة مخالفة بسبب ارتفاع نسبة البيروكسيد ونسبة الحموضة ، و7 عينات مخالفة بسبب ارتفاع نسبة البيروكسيد وعينتان مخالفتان بسبب ارتفاع نسبة الحموضة .

    مها رجب/العروبة

  • à résoudre
    الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 10:51

    deux gros problèmes émergent :
    les retraités avec diverses compétentes négligées presque rejetées représentant une énorme richesse,les enseignants,les ingénieurs,les infirmiers,les techniciens,
    la campagne ,laissée de côté,les pauvres campagnards doivent le rester pour les amener à vendre leurs terres aux gros ventres,ces gros ventres se sont accaparés des richesses lors de la marocanisation des biens coloniaux et aujourd'hui ils cherchent à déraciner les pauvres paysans,mais alors les enfants campagnards vont remplir les bidonvilles et voilà les crimes qui s'installent,
    il faut trouver une coopération entre les retraités et les campagnards pour éviter le pire,
    alors barbus,réglez votre big horloge sur la campagne pour soulager les retraités et les campagnards,car les villes surchargées ne peuvent supporter encore d'autres problèmes,il faut arrêter l'urbanisation que le maroc ne peut supporter

  • البدوي المتحضر
    الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 12:21

    موضوع له راهنيته المستمرة في الزمان لكن تناوله يبدو متهربا من ملامسة فضائح واكراهات البوادي(اي الاصول او البدايات).البادية اصل والمدينة فرع..ابن خلدون).البدويون ومشكل الارض عندنا ..البدويون وسوسيولوجيا الانتقال الى السوق..البادية والعطالة..البادية وضعف او انعدام المرافق..البادية و التجهيزات …..انه عالم منسي بالمرة اللهم بعضه حيث املاك الكبار او ثروات تنهب لمراكمة الاموال(خروب وحبوب وقطاني وخشب وفحم وماء وسياحةوووو) انها البادية التي توفر للجشعين امكانيات تبرد عطشهم ووو.

  • نفس المعاناة
    الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 13:04

    البادية تعانى أكثر مما تعانيه المدينة فالكل فى الهم سواء لا صحة لا تعليم لا مرافق عمومية وثقافية لا لا لا ينقصنا كل شئ … فماذا تنتظر من جاهل ومن متخلف ومن أمى ومن فقير ومن مريض … حكومات متعاقبة الواحدة تشبه الأخرى أو أسوأ منها حكومات محكومة بليدة فاشلة مستبدة متعسفة … حالنا يدمى القلوب الحية حالنا مخجل …

  • رشيد
    الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 20:34

    هكذا فكر اصحاب التلمود …!

    ان صناعة الفكر لاتقتضي في البدء ترسيخ السلوكيات الجمعية ..لان ذلك قد يصيب تلك العقول بالانتحار او الابادة على ايدي الغوغاء ممن لايدركون طبيعة السلوك الا بعد مضي اوقات متوسطة نسبيا لكون الانسان الجمعي يخضع للغريزته اولا ولعاطفته ولامتثاله لماضيه وقيمه السائدة ..
    لذا فان صناعة الفكر تتطلب سلوكا نخبويا تنبؤيا استقرائيا ..
    وهذا مالم يعره العقل العربي والاسلامي ايما اهمية ..وظل يعتمد اسلوبا قديما تقليديا مما جعله يتكيف فقط لاسلوب التلقي والتلقين والقولبة بقوالب جامدة لاتقبل الحداثة ..ناهيك عن بناء الشخصية العربية القائمة على اسلوب قيم البداوة ..

    ماجد أمين

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير