الدارجة بين الجهل المقدّس ودعاوى الأكاديميين

الدارجة بين الجهل المقدّس ودعاوى الأكاديميين
الأربعاء 21 نونبر 2018 - 18:57

(3/4)

دعوى أن التعريب لا دخل له في فشل نظامنا التعليمي:

في ردّه على من يقول بأن التعريب خرّب تعليمنا، يقول الدكتور شحلان: «الذي خرب تعليمنا هو الجهل بوجود المخزون المصطلحي (يقصد للغة العربية)، هو التكوين الأجنبي لمن يضع المخططات الدراسية أو من يأمر بفعلها، هو صعوبة تلقين العلوم بالعربية على من قل زادهم فيها. افتحوا أقساماً جامعية تجريبية في تعليم العلوم المذكورة، يشرف عليها أساتذة أكفاء في اللغة العربية، وبهذه المعاجم التي ذكرنا، وسترون أي الأقسام أكثر استيعاباً، التي تعلم بالعربية أم تلك التي تعلم بلغة غيرها».

رغم أن مسؤولية التعريب على فشل المنظومة التربوية في المغرب شيء مؤكد، تكفي لإثباته المقارنة البسيطة ـ والدكتور شحلان مؤهل لإجراء هذه المقارنة لأنه عايش كل مراحل تطور النظام التعليمي المغربي ـ بين مستوى تلميذ لسنوات السبعينيات بالسنة الأولى من التعليم الثانوي (يقابله الجذع المشترك)، وتلميذ في القرن الواحد والعشرين بالسنة النهائية من التعليم الثانوي التأهيلي (السنة الثانية باكالوريا). وستكون النتيجة صاعقة وصادمة، قد لا يصدّقها من لم يعايش تدهور النظام التعليمي منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم، كما خبره وعايشه الدكتور شحلان وكاتب هذه السطور، وهو ما يسمح لنا، نحن الاثنين، بإجراء المقارنة التي أشرت إليها، لأننا نتوفر على كل عناصرها الخاصة بالمجموعتين من التلاميذ: المجموعة لما قبل تعريب التعليم، والمجموعة لما بعد هذا التعريب. تُبرز هذه المقارنة أن الكفاءات اللغوية للتلميذ الأول، في الكلام والقراءة والكتابة، بالفرنسية والعربية واللغات الأجنبية المدرّسة، وفهم نصوصها المكتوبة وتحليلها ومناقشتها، تفوق كفاءات التلميذ الثاني المتقدم في مستواه التعليمي عن الأول بسنتين. نكتفي بالاستشهاد بالكفاءات اللغوية دون غيرها، لأننا، أولا، بصدد مناقشة موضوع لغوي وهو لغة التدريس، وثانيا لأن من يملك كفاءات في اللغة فهو، باعتبار اللغة الوجه الآخر للفكر، يملك بالتأكيد ـ أو يسهل عليه أن يملك ـ كفاءات أخرى في مجالات معرفية أخرى.

وعندما نبحث عن سبب هذا التدهور للتعليم، والذي تكشف عنه هذه المقارنة، سنجده يكمن في متغيّر بارز يشكّل الفارق بين ما كان عليه التعليم من مستوى جيد ومتقدّم، وبين ما هو عليه اليوم من رداءة وتخلّف. هذا المتغيّر هو فرض العربية كلغة للتدريس في الابتدائي والثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي. فكان ذلك بداية للسقوط ـ بل للسقطة ـ الحر للتعليم في المغرب. نعم نعترف أن هناك عوامل أخرى لهذا السقوط، لكن دورها كان ثانويا وغير مباشر، عكس التعريب الذي كان بمثابة الضربة القاضية والقاصمة، والسببَ الفوري المباشر. أما التعريبيون، ومنهم الدكتور شحلان والدكتور الكنبوري، فيرجعون، كما هو معلوم، تدهور التعليم، ليس إلى لغة التدريس، بل إلى قرارات تخص سياسة التعليم يتخذها مسؤولون فرنكوفونيون ومعادون للعربية، حسب رأيهم.

ويُستنتج من كلام الدكتور شحلان عندما يقول: «افتحوا أقساماً جامعية تجريبية في تعليم العلوم المذكورة، يشرف عليها أساتذة أكفاء في اللغة العربية، وبهذه المعاجم التي ذكرنا، وسترون أي الأقسام أكثر استيعاباً، التي تعلم بالعربية أم تلك التي تعلم بلغة غيرها»، أنه لا يفرّق بين الدور الحاسم للغة التدريس في مرحلة التعليم الابتدائي والثانوي ودورها العادي في مرحلة التعليم الجامعي. ولهذا فهو يطرح تدريس العلوم بالعربية على مستوى التعليم الجامعي. مع أن العربية ليست مشكلا أن تُدرّس بها العلوم في الجامعة ولا أن يكوّن بها الأطباء والمهندسون في هذا المستوى من التعليم العالي. هي مشكل فقط في مرحلة التكوين الأساسية، التي تشمل التعليم الابتدائي والثانوي. لماذا؟ «لأن في هذه المرحلة، الممتدة من التعليم الأولى حتى نهاية مستوى التأهيلي (الباكالوريا)، يتشكّل تفكير التلميذ ويكتسب المهارات المعرفية الأساسية، وتتبلور رؤيته للعالم وفهمه للأشياء والمجتمع والتاريخ… وعندما تتدخّل لغة نصف حية في إنتاج هذا التفكيرَ، وصنع هذه المهارات وصوغ هذه الروية والفهم، فإن كل هذه المقوّمات، من تفكير ومهارات ورؤية وفهم، تكون هي نفسها نصف حية، أي قاصرة وناقصة ومتخلفة ومتجاوزة وغير صالحة، نظرا لتأثير اللغة على تشكّل الفكر ونموّ التفكير. وهذا ما يجعل العربية غير ملائمة أصلا لاكتساب العلوم الحقة، من فيزياء وكيمياء وفلك وطب وبيولوجيا وهندسة… نعم يمكن لعالِم تلقى تكوينه العلمي بلغة حية ومتداولة، أن يستعمل العربية في مرحلة لاحقة، كأن يدرّس بها في المستوى الجامعي، لأنها لن تعيقه عن اكتساب العلم الذي سبق أن حصّله باستعمال غير اللغة العربية» (من مقال: “لِمَ التدريس بالعربية…؟) ولهذا فإن ما يدعو إليه الدكتور شحلان من مقارنة بين نتائج تدريس العلوم بالعربية بأقسام جامعية، وبين نتائج أقسام من نفس المستوى تُدرّس تلك العلوم بلغات أخرى، غير مجدٍ وخارج الموضوع الذي يخص لغة التدريس الأنسب والأفضل، حتى لو أثبتت مقارنة النتائج أن الأقسام العربية متقدّمة عن الأقسام التي تستعمل غير اللغة العربية. ستكون المقارنة مجدية بين أقسام جامعية لتدريس العلوم بالعربية أو بغيرها، وبطلبة درسوا في المرحلة الابتدائية والثانوية بغير العربية، وبين أقسام أخرى من نفس الشعبة ونفس المستوى الجامعي ونفس لغة التدريس، لكن بطلبة درسوا في المرحلة الابتدائية والثانوية باللغة العربية. فالأكيد أن نتائج الطلبة الذين كانت لغة دراستهم الابتدائية والثانوية هي العربية، ستكون أضعف من نتائج الذين كانت لغة دراستهم الابتدائية والثانوية هي غير العربية. فالعربية قاصرة، لكونها ليست لغة أم ولا تُستعمل في التخاطب، فقط كلغة أساسية للتكوين الأساسي، الذي يشمل المرحة الابتدائية والثانوية. أما بعد هذه المرحلة، فهي تصلح، مثل اللغات الأخرى، لتدريس العلوم في الجامعة وتكوين الأطباء والمهندسين.

وفي دفاعه عن التعريب والعربية الفصحى يقول الدكتور الكنبوري في إحدى تدويناته على “الفايسبوك”: «من عناصر هذا الخطاب (يقصد الخطاب الداعي إلى الاستعمال المدرسي للدارجة) أن فشل سياسة التعريب في المغرب دليل على فشل الفصحى. […] نحن نقول إن سياسة التعريب ليست وحدها من فشلت. فشلت سياسات كثيرة منها سياسة التصنيع وسياسة التقويم الاقتصادي وغيرها من السياسات. فشل سياسة التعريب سببه “السياسة” لا التعريب». نعم، صحيح أن سياسة التصنيع وسياسة التقويم الاقتصادي وغيرها من السياسات فشلت. لكن لماذا فشلت؟ لأن التعليم، الذي هو الصانع للإنسان الكفء والمؤهل لإنتاج أسباب الثروة والتنمية الاقتصادية، والذي (الإنسان) هو شرط لكل سياسة تصنيع ناجحة، ولكل تخطيط اقتصادي ناجح، فشل فجرّ معه، كتداعيات لفشله، فشلَ كل السياسات ذات الارتباط بما هو اقتصادي وتنموي. ولماذا فشل التعليم في صنع هذا الإنسان الكفء المؤهل؟ لأن لغة التدريس التي هي العربية، غير كفأة ولا مؤهلة لتكوين إنسان بكفاءات ومهارات ومعارف يتوقف عليها نجاح سياسات التنمية والتقدم لبلد ما.

ويضيف الدكتور الكنبوري في نفس التدوينة، وبشأن نفس الموضوع، ليٌقنعنا أن الدعوة إلى الدارجة مشروع فاشل: «سياسة التعريب فشلت، رغم أن العربية الفصحى موجودة من قديم، ولنقل فقط منذ 1956 […]. كيف فشلت سياسة تعليمية لغتها قائمة من زمان وتنجح سياسة لغتها مجرد مشروع؟». إذا كانت سياسة التعريب قد فشلت رغم أن العربية قائمة منذ زمان، أفليس ذلك بكافٍ لوحده لإعطاء المشروعية لتجريب الدارجة كبديل عن العربية الفاشلة؟ الدكتور الكنبوري يستغرب من الدعوة إلى الدارجة لإنقاذ التعليم الذي أفشلته العربية الفاشلة، مع أن ما كان سيثير الاستغراب حقا هو الإصرار على الاستمرار في ممارسة ما ثبت فشله، ورفض اللجوء إلى حلول ممكنة للخروج من هذا الفشل. فحسب هذا الموقف للدكتور الكنبوري، لا ينبغي إذن على الإنسان أن يتعلّم من الأخطاء ويعمل على تصحيحها وتجاوزها، بل عليه الحفاظ على نفس الأخطاء ومواصلة تكرارها وإعمالها. وهذا ما حدث بالفعل مع تعريب التعليم بفرض العربية لغة للتدريس: فجميع المسؤولين والسياسيين يعرفون ويعترفون أن ذلك كان خطأ قاتلا للتعليم. ولكن لا أحد يمتلك الشجاعة لتصحيح هذا الخطأ.

ولتبرئة العربية كلغة للتدريس من مسؤوليتها في تدنّي مستوى أداء النظام التعليمي في المغرب، يقول الدكتور الكنبوري في تدوينة أخرى: «لنكن صرحاء. اللغة لم تكن مشكلة أبدا ولن تكون. الطفل لديه قدرات للتعلم بأي لغة كانت. في المرحلة الاستعمارية كانت فرنسا تذهب إلى الأطفال في البوادي النائية وتدخلهم إلى المدرسة وهم لا يعرفون كلمة واحدة بالفرنسية. لذلك كان الجيل الأول والثاني أكثر تعليما وأكثر كفاءة. في مرحلة الاستقلال كان التعليم بالعربية الفصحى. وكان الطفل لا يعرف كلمة واحدة بالفصحى، لكن التعليم كان قويا وأعطى نتائج. أنا درست على يد أحمد بوكماخ في مقرراته العبقرية الفذة وبدأت كتابة الشعر في السنة الأولى إعدادي، وكان معي تلاميذ جهابذة في الشعر والأدب والمسرح. لم نسمع أبدا أن هناك مشكلة في اللغة».

كل هذا صحيح، لكن بعد تصحيحه:

ـ نعم الطفل لديه قدرات للتعلم بأية لغة. لكن بشرط أن يكون متمكّنا من لغته الفطرية الأولى (لغة الأم) كلغة أساسية للتعلم ـ أو عند غيابها من لغة ليست لغته الفطرية ولكن لها أصلا وضع لغة أم ـ، والتي عبرها وانطلاقا منها يسهل عليه تعلم أية لغة أخرى والتعلم بها. وغياب لغة مثل هذه، أي كلغة أم للتلميذ أو كلغة لها وجود كلغة أم لغير التلميذ، تكون لغة التدريس والتعلم بالنسبة للتلميذ المغربي، هو الذي يفسّر ضعف تعلّمه بالعربية وباللغات الأجنبية الأخرى، لأن لغته الأساسية، التي هي العربية، لا تتمتع بوضع لغة أم لأحد في كل الدنيا، ولا لغة التخاطب في الحياة، بل هي لغة الكتابة فقط، مما يجعل منها لغة نصف حية أو نصف ميتة، كما قلت وكررت، وهو ما يفسّر إعاقتها وقصورها اللذيْن تنقلهما إلى من يتلقّى تكوينه الأساسي بها.

ـ نعم، في فترة الاستعمار الفرنسي كانت فرنسا تذهب إلى الأطفال في البوادي النائية وتدخلهم إلى المدرسة وهم لا يعرفون كلمة واحدة بالفرنسية. لذلك كان الجيل الأول والثاني أكثر تعليما وأكثر كفاءة. وهذا صحيح لأن لغة التدريس، التي هي الفرنسية التي ليست لغة أم للتلميذ إلا أنها، كما سبق أن شرحت، موجودة أصلا كلغة أم بالنسبة للفرنسيين، وموجودة كلغة تخاطب في الحياة، وهو ما يجعل التعلّم بها لا يختلف إلا قليلا، من حيث دور اللغة وفاعليتها، عن لغة الأم حتى بالنسبة للتلميذ غير الفرنسي. والشاهد على ذلك، كما سبق شرح هذه المسألة، أن التلميذ المغربي الذي يتقن الفرنسية يستطيع استعمالها في التخاطب مع مغاربة آخرين يتقنونها. في حين أن المغاربة الذين يتقنون العربية الفصحى لن يستعملوها في التخاطب في ما بينهم، لأنها لم تعد تقوم بوظيفة التخاطب، بعد أن أصبح استعمالها محصورا ومقصورا على ما هو كتابي فقط.

ـ أما أن «في مرحلة الاستقلال كان التعليم بالعربية الفصحى. […] لكن التعليم كان قويا وأعطى نتائج»، فهذا غير صحيح إطلاقا. فالمشكل لا يتعلق بالعربية كلغة تدرّس، وهو ما كان متاحا وممارسا منذ الاستقلال. وإنما المشكل هو لغة التدريس، والتي كانت، كما يعرف الدكتور الكنبوري، هي الفرنسية منذ السنة الثالثة ابتدائي في كل نظام التعليم العمومي العصري، والتي كانت تدرّس بها ليس المواد العلمية فقط كالرياضيات (الحساب كما كان يُسمّى في ذلك الوقت) والعلوم الطبيعية، وإنما حتى المواد الأدبية مثل الاجتماعيات والفلسفة في التعليم الثانوي. ولهذا لا بد من التدقيق والتوضيح والتصحيح أن التعليم إذا كان «قويا وأعطى نتائج»، في تلك الفترة التي تلت الاستقلال، كما يقول الدكتور الكنبوري، فذلك لأن لغة التدريس كانت هي الفرنسية وليس العربية التي لم تكن سوى لغة تُدرّس.

ـ ونفس الشيء يقال عن فترة مقررات أحمد بوكماخ. فطيلة هذه الفترة التي كانت تُستعمل فيها كتب بوكماخ، كانت لغة التدريس هي الفرنسية وليس العربية. وإذا كان هناك «تلاميذ جهابذة في الشعر والأدب والمسرح»، فذلك لأن العربية كانت تُدرس كلغة بجانب الفرنسية كلغة للتدريس. وهو ما جعل التلاميذ يستوعبونها كلغة، عكس تلاميذ اليوم الذين هم أقل تمكّنا في العربية من نظرائهم لتلك الفترة، رغم أن العربية هي اليوم لغة التدريس. لماذا؟ لأن العربية تُدرّس اليوم، ليس كلغة كما كانت في تلك الفترة، بل كإيديولوجيا وهوية مفروضة كلغة للتدريس، ترمي ليس إلى جعل التلميذ يتقن هذه اللغة ويعبّر بها كتابة، بل إلى جعله عربيا، انتماء وهوية، قلبا وعقلا، شعورا ووجدانا. فضاعت اللغة العربية، رغم كونها لغة التدريس، ونجحت العروبة ونجح التحويل الجنسي للمغاربة من جنسهم الأمازيغي الإفريقي إلى جنس عربي أسيوي من خلال فرض العربية كلغة للتدريس، أي كهوية عربية وإيديولوجيا تعريبية تمارس عملية التحويل الجنسي على المغاربة.

وقمة الجهل الأكاديمي عند العديد من هؤلاء الأكاديميين التعريبيين، والذي تغذّيه نظرية المؤامرة، هي أنهم يقولون إن الدعوة إلى تبنّي الأمازيغية والدارجة كلغتين مدرسيتين هي دعوة فرنكوفونية، ترمي إلى التمكين للغة الفرنسية عندما لا تجد لها ندّا ولا منافسا في مستوى اللغة العربية. مع أن الحقيقة هي أن التدريس بالعربية هو الذي يمكّن للفرنسية ويرفع من قيمتها في السوق اللغوية بالمغرب. لماذا؟ لأن العربية، بعد أن فقدت وظيفة التخاطب في الحياة، فقدت ما كان سيجعل منها ندّا حقيقيا ومنافسا يهدّد بجدية الفرنسية. ولهذا نجد أن التلميذ المغربي، ورغم أنه يدرس الفرنسية كلغة والعربية كلغة للتدريس، إلا أنه يستطيع استعمال هذه الفرنسية في التخاطب في السوق والمقهى مع من تعلّموها من المغاربة، والتحدّث بها كذلك في الشارع بفرنسا إذا سافر إليها. لكنه لا يستطيع، كما سبقت الإشارة، التخاطبَ في الشارع بالعربية مع من يتقنونها قراءة وكتابة، لا في المغرب ولا في بلد عربي. وهنا يظهر تفوّق الفرنسية، كلغة حية تُستعمل في التخاطب، على العربية كلغة تستعمل في الكتابة فقط ولا تستعمل في التخاطب، مما يجعل منها لغة معاقة، نصف حية أو نصف ميتة، وعاجزة بالتالي على أن تكون ندّا ومنافسا للفرنسية. وهذا ما يوفّر كل الفرص والشروط لهيمنة الفرنسية. ولهذا فإن اللغتين الوحيدتين القادرتين على منافسة الفرنسية وطردها وإزاحتها من عرشها اللغوي في المغرب، هما الأمازيغية والدارجة. لماذا؟ لأنهما، مثل الفرنسية وعكس العربية، تؤدّيان وظيفة التخاطب الشفوي في الحياة. فإذا توفرت الإرادة السياسة لاستعمالهما كلغتين مدرسيتين وكتابيتين، فإن الفرنسية ستختفي تلقائيا من المغرب كلغة مهيمنة في أجل قد لا يتعدّى ثلث قرن من الزمن. لماذا؟ لأن وظيفة التخاطب التي تقوم بها الفرنسية كلغة حية، والتي لا تستطيع أن تقوم بها العربية، مما يجعل الأولى مهيمنة ومتفوّقة، ستقوم بها الأمازيغية والدارجة اللتان ستكتسبان، بولوجهما المدرسة والتعليم، وظيفة الاستعمال الكتابي، مما سيؤهّلهما لأن تقوما بكل وظائف الفرنسية، من تخاطب وكتابة.

كل هذا يبيّن ويؤكّد أن التعريب سياسة فرنكوفونية تخدم اللغة الفرنسية، وأن المناوئين للأمازيغية والدارجة باسم الدفاع عن العربية، هم مدافعون عن الفرنسية. والخطير في هذا الدفاع عن الفرنسية هو أن أصحابه، التعريبيين المتحوّلين، يمارسونه دون وعي بذلك في الغالب، لأن الإيديولوجية التعريبية أعمت أبصارهم وبصائرهم.

دعوى أن الدارجة لا تملك مصطلحات علمية:

كذلك يقول هؤلاء الرافضون لولوج الدارجة إلى المدرسة إن هذه الدارجة لا تملك مصطلحات علمية، ولا تراكما ثقافيا، ولا غنى معجميا ليسمح ذلك باعتمادها لغة مدرسية. يقول الدكتور شحلان: «وهذا لا يصدق على “الدوارج” المصطبغة بصبغة المحلية، الخالية تماماً من مدونات المصطلح العلمي بطبيعتها الوظيفية المياومة. وإنما يصدق على اللغة الموَحَّدَة المقعَّدة ذات التراكم المعرفي الشامل». ويقول الدكتور الكنبوري: «إن الدارجة في المغرب لا يمكن أن تكون “لغة” للتدريس للأسباب المعروفة، أنها تفتقر إلى معجم مستقر ولا تتوفر على قواعد منضبطة يمكن الجريان عليها وليست لديها قابلية للارتفاع إلى مستوى الأداء المعرفي». وقد سبق للأستاذ العروي أن قال بأن الدارجة لا تتوفر على نصوص لتدريسها للتلميذ.

التذرع، لرفض تدريس الدارجة والتدريس بها، بفقرها المعجمي والمصطلحي وعدم توفّرها على تراكم ثقافي، يعبّر عن نظرة سكونية ولا زمانية إلى اللغة الدارجة، تساوي بين زماني ما قبل وما بعد تدريسها واستعمالها الكتابي، أي تنظر إليها حتى بعد تدريسها واستعمالها الكتابي، ليس كما ستكون بعد هذا التدريس والاستعمال الكتابي وبسببهما، بل كما هي الآن، أي كلغة شفوية، محرومة من المدرسة ومن الاستعمال الكتابي. ومن الطبيعي أن لغة بهذا الوضع لا يمكن إلا أن يكون معجمها فقيرا وتراكمها الثقافي منعدما وغائبا. وهذا ما كانت عليه العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية (الفشتالية) والكورية واليابانية ووو، قبل أن تدخل عالم الكتابة والتعليم. فما يجعل اللغة تكتسب مصطلحات جديدة وتُراكِم إنتاجا ثقافيا هو تعليمها المدرسي قصد استعمالها الكتابي، الذي يفتح لها الباب الواسع للإنتاج الثقافي والفكري، مع ما يصاحبه ويؤدي إليه من تهذيب معجمها وإغناء مصطلحاتها، والارتقاء بها إلى لغة لنقل وإنتاج الفكر والمعرفة والعلم والثقافة. فلا معنى إذن للقول، لرفض تدريس الدارجة، إنها لا تملك مصطلحات علمية ولا تراكما ثقافيا، ذلك أن وضعها هذا، كلغة بلا مصطلحات علمية ولا تراكم ثقافي، هو الذي يعطي الشرعية والمشروعية لإدماجها في التعليم وجعلها لغة كتابية ليمكّنها ذلك من إنتاج واستعمال المصطلحات العليمة، والإبداع في المجال الثقافي والفكري بفضل ارتقائها إلى وضع لغة كتابية. ولهذا لا يمكن الحكم على الدارجة كما هي اليوم، بدون مصطلحات ولا تراكم ثقافي. فلا معنى لهذا الحكم إلا بعد أن تستفيد من المدرسة والكتابة لمدة كافية لأن تجعلها تعيد إنتاج نفسها كلغة مدرسية وكتابية. وباستعمالها المدرسي والكتابي المتواصل، ستخضع تلقائيا لعملية تهذيب وتطوير يؤديان، تلقائيا كذلك، إلى الاحتفاظ على ما هو أنسب وأصلح، معجما ومصطلحا وتعبيرا، وهو ما سيسمح لها بإنتاج واستعمال مزيد من المصطلحات والمفاهيم حسب مجالات المعرفة التي ستُستعمل فيها الدارجة كلغة مدرسية وكتابية. فإذا كانت المدرسة لن تصنع لغة دارجة جديدة، لأن هذه موجودة خارج المدرسة، إلا أنها، كما يجري العمل مع كل اللغات الحية (المستعملة في الكتابة وفي التخاطب في الحياة)، ستصنع مستواها الكتابي، بإكراهاته الإملائية والتعبيرية والمصطلحية، دون أن يعني ذلك أن هذا المستوى الكتابي هو لغة جديدة تختلف عن الدارجة الشفوية، كما في حالة اللغة العربية التي لا تملك إلا مستوى واحدا هو المستوى المدرسي الكتابي، بسبب فقدانها النهائي والأبدي لوظيفة التخاطب الشفوي في الحياة.

ولهذا فإن تساؤل الدكتور مصطفى بنحمزة (انظر مقاله بـ”هسبريس”) «عن ألفاظ عامية بإمكانها أن تنوب مناب كلمات من مثل الذمة والأهلية والسبر والتقسيم وتنقيح المناط وغيرها من كلمات المعجم الأصولي»، لا معنى له إلا بالنسبة للوضعية الحالية التي توجد عليها الدارجة كلغة محرومة من المدرسة ومن الكتابة. أما عندما تلج المدرسة والكتابة، فإن الممارسة المدرسية والكتابية ستجعلها، كما أشرت، تنتج الألفاظ التي تحتاج إليها للتعبير عن المفاهيم الجديدة الخاصة بمجال معرفي معيّن. وفي هذه الحالة، المتعلقة بالمفاهيم الأصولية التي مثّل بها الدكتور بنحمزة، يمكن للدارجة أن تنحت ألفاظا جديدة تنتمي إلى معجمها الأصلي، للتعبير عن هذه المفاهيم الأصولية، أو تكتفي بالاحتفاظ على تللك الألفاظ العربية نفسها وتتبنّاها كألفاظ جديدة تغني معجمها ومصطلحاتها، كما فعلت العديد من اللغات، كالعربية نفسها التي تبنّت، حديثا، ألفاظا أجنبية مثل: ديموقراطية، برلمان، ديكتاتورية، تكنولوجيا…، وكما فعلت قديما بالنسبة لألفاظ مثل: شيطان، جهنم، زمهرير، برنامج، سلسبيل… فمشكلة المفاهيم والمصطلحات لا تُطرح إذن إلا بالنسبة لأصحابنا الذين يتصوّرون أن الدارجة ستدخل إلى المدرسة بوضعها الحالي، الذي هو وضع غير مدرسي وغير كتابي، لتستمر على نفس الوضع، أي كلغة غير مدرسية وغير كتابية. التناقض هنا ناتج عن النظرة السكونية واللازمانية إلى الدارجة، والتي تجعل أصحابها ينظرون إلى هذه الدارجة، وهي تدرّس وتُكتب، على أنها نفس الدارجة المحرومة من المدرسة ومن الكتابة. مع أنهم لو استطاعوا النظر إلى الموضوع أبعد من الأرنبة التعريبية لأنوفهم، لأدركوا أن جميع اللغات، التي تستعمل اليوم في إنتاج العلم والثقافة والفكر والتكنولوجيا، بدأت كالدارجة، أي كلغات شفوية وفقيرة في مفاهيمها ومصطلحاتها. لكن بفضل التعليم والكتابة، وصلت إلى ما هي عليه اليوم. ويكفي أن نذكّرهم، مرة أخرى، أن اللغة المالطية، وهي في الأصل لهجة مغاربية تونسية لا تختلف كثيرا عن الدارجة المغربية، كانت إلى حدود 1934 أضعف وأفقر، من حيث المصطلحات والمفاهيم المجردة، من الدارجة المغربية الحالية بسبب انقطاع علاقتها بالعربية وبالعالم العربي والإسلامي منذ أن استولى المسيحيون على “مالطا” في أواخر القرن الحادي عشر (انظر مقالنا حول اللغة المالطية على رابط “تاويزا”). لكن منذ أن قررت الدولة المالطية استعمالها ابتداء من 1934 كلغة رسمية للدولة وفرضتها كلغة مدرسية وكتابية، أصبحت اليوم لغة العلم والاقتصاد والتكنولوجيا والطب والهندسة، بل أصبحت إحدى اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي. فهل تساءل دكاترتنا عن الطريقة التي تعاملت بها الدارجة المالطية مع المصطلحات العلمية والمفاهيم الفكرية المجردة، وهي التي لم تكن قبل ولوجها إلى المدرسة والكتابة، سوى مجرد لهجة شفوية بدائية لا تصلح لنقل المعرفة ولا لإنتاجها؟

دعوى أن اعتماد الدارجة سيُحدث قطيعة مع التراث:

(يُتبع)

‫تعليقات الزوار

24
  • بلال
    الأربعاء 21 نونبر 2018 - 19:22

    كلام سطحي جدا عن مسؤولية التعريب وكان المغاربة الذين درسوا بالفرنسية قد حازوا على جواءز نوبل، ان اغلبهم لا يجيد ترجمة حتى ماتعلمه الى العربية ولمعلوماتك التعريب لم يكتمل بدليل ان الجامعات ماتزال تدرس بالفرنسية الى اليوم وان كثير من المثقفين من طينتك لم يبدلوا اي مجهود في تطوير عملية التعريب وكانهم ينتظرون ان ترتقي اللغة العربية اوتوماتيكيا وبدون جهد يذكر .
    نقطة اخرى ، التعريب كان حاجة ضرورية لدولتنا القومية حتى توحد المغاربة لغويا بما ان اللغة العربية كانت الوحيدة المؤهلة لتصبح اللغة القومية بينما الامازيغية مازالت الى اليوم شفوية و طبعا لن تكون الفرنسية لانها ليست لغتنا القومية.
    عوض اضاعة الوقت في فواءد الدارجة ، انظر بماذا يمكنك ان تساهم في الارتقاء باللغة العربية او حتى الامازيغية

  • lambda
    الأربعاء 21 نونبر 2018 - 19:37

    je suis d'accord avec avec sur presque tout ce que tu dis, mais absolument pas sur le fait que l'arabe peut être une langue des sciences au niveau universitaire.
    Mr. les sciences sont des acquis qu'on fait progresser et mis a jour en continu. En arabe on n a pas cette possibilité, on n a pas de création, de publication en continu

  • حفيظة من إيطاليا
    الأربعاء 21 نونبر 2018 - 20:57

    أطلب من السي بودهان الذي أتحفنا بسلسلة مقالات عن فوائد الدارجة وسلبيات العربية الفصحى أن يتفضل ويقدم لنا ثلاث أو أربع جمل/ نماذج/ مكتوبة بالدارجة لنتبين من هذه اللغة الفتاكة والعظيمة التي ينبئنا بفوائدها التي لا تعد ولا تحصى من وجهة نظره..

    أنا شبه متأكد بأنه لن يستطيع القيام بذلك، لأنه سيكتب لغة عربية فصحى حتى إن زعم أنها دارجة.. وإن كان كلامي غير صحيح، فليكذبني بجمل مكتوبة بالدارجة وسأكون له من الشاكرين وسأصبح فورا من دعاة التدريس بها..

    أنا في انتظار ردك يا سي بودهان، ولك جزيل الشكر مسبقا، إن أنت فعلت ما أطلبه منك، وإن لم تفعل سأعتبر الدعوة للكتابة بالدارجة خرافة وأسطورة، ونزعة نابعة من حقد مجاني على اللغة العربية رغم أفضالها العديدة على الذين يتواصلون بها..

  • زينون الرواقي
    الأربعاء 21 نونبر 2018 - 21:55

    اذا أزيحت الفرنسية والعربية واعتمدت الدارجة لغة للتدريس فسندخل موسوعة غينيس بتوفرنا على أربعين مليون مثقف وأستاذ يجيدون الدارجة ويجتهدون كل يوم لإغنائها بإضافات ومصطلحات لا تتوقف .. ثم هل يعلم الاستاذ أن إتقان الفرنسية في فرنسا نفسها حكر على المثقفين وأن الفرنسي المتوسط المستوى يتكلم عامّية فرنسية لا علاقة بفرنسية دوفيلبان أو فرنسية الحسن الثاني ؟ السبّاك أو النجار أو البستاني الفرنسي ان خاطبته بمصطلحات من قعر اللغة الرفيعة عِوَض مرادفاتها السهلة المتداولة لن يفهم شيئاً ولن يجد أي عقدة في الاعتراف بذلك وليس كاهلنا الذين لا يقشعون ومع ذلك يجلدونك بتعنتهم وهم يرددون " والله الى ها هي على طرف لساني "

  • مواطن2
    الخميس 22 نونبر 2018 - 08:31

    على العرب ان يعترفوا بانهم لم يطوروا العربية لتصبح لغة العلوم الحديثة….وبالتالي فانها ليست لغة للعلوم ولاي تقدم في ميدان التكنولوجيا الحديثة….ولا عيب في ذلك…ما دام الامر الواقع يفرض نفسه….وفي كل الدول العربية الاغنياء والميسورون يعلمون اولادهم في الدول المتقدمة غير بلدانهم الاصلية…والغريب انهم يدافعون عن اللغة العربية …انهم يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم…انا اعيش في المغرب واناهز ال75 سنة وانصح بتعليم اللغات الحية لما فيها من تاثير على الحياة في الوقت الحاضر وبدون عصبية او تعصب…فالواقع يبقى واقعا مهما حاول المرء الهروب منه.

  • راي1
    الخميس 22 نونبر 2018 - 08:33

    ان من يريد نقل الدارجة كما هي الى المدرسة كمن يريد ان يحول الشارع الى مدرسة.هنالك فرق شاسع بين الشارع والمدرسة.ولذلك فان لغته كما هي في صورتها التلقائية العامية المباشرة العشوائية المختلطة لا تصلح للمدرسة.السبب بسيط هو ان المدرسة بما هي مؤسسة نظام وليست فوضى.وبدلا من التفكير في تحويل المدرسة الى شارع فان المطلوب هو تحويل الشارع الى مدرسة من خلال اضفاء نظامها عليه.وبدلا نقل لغته اليها يتوجب نقل لغتها اليه كما فعلت الكثير من الامم.فلكي تتقوى الدارجة باعتبارها امتدادا للفصحى لا بد ان يتم تقريبها منها .فالدارجة حقيقتها انها اما كانت لغة العامة اي لغة البساطة في التفاهم لا تقوى على ولوج المدرسة كما هي وانما عن طريق تعديلها واغنائها.وهذا الاغناء هو في حقيقته اللغة العربية الفصحى.

  • لا لثقافة القبيلة
    الخميس 22 نونبر 2018 - 10:46

    الذي أضعف مستوى التعليم هو
    أولا، عدم التشخيص الموضوعي للخلل.
    ثانيا، عدم الانخراط الفعال والوطني في الحداثة الفكرية.
    ثالثا، غياب الاصلاح الثقافي
    رابعا، عدم الابتعاد عن الرجعية القبلية والثقافية والاثنية
    خامسا، عدم نشر ثقافة المواطنة والاجتهاد في نشر ثقافة التمزيق والتخلف
    سادسا، عدم النظر الى معادلة التربية والتعليم كمعادلة للتنمية والنمو

  • عابر سبيل
    الخميس 22 نونبر 2018 - 13:00

    إلى 5 – مواطن2

    اللغة العربية لغة العلوم الحديثة، ففي المشرق يدرسون الكيمياء والفيزياء والهندسة والطب والصيدلة في جامعاتهم باللغة العربية، وإذا ذهبت هناك عند الطبيب فإن الروتشة التي يكتب لك فيها الأدوية المطلوبة تكون باللغة العربية الفصحى، كما أن هذه اللغة تحتل المرتبة الرابعة عالميا ومعترف بها كلغة رسمية في هيئة الأمم المتحدة، وإذا كان بعض الأثرياء العرب يُدرّسون أبناءهم لغات أجنبية فهذا حقهم، وهو أمر لا يقلل في أي شيء من قيمة اللغة العربية، بخلاف الأمازيغية التي لا تزال إلى اليوم مجرد لهجات محلية ولم ترق بعد لأن تصبح لغة كتابية.. فهذه اللهجات لا تخلتف كثيرا عن الدارجة المغربية، فالذي يدعو إلى التدريس بالدارجة المغربية يتعين عليه أن يكون منسجما مع نفسه ويطالب أيضا بالتدريس باللهجات الأمازيغية الثلاث: السوسية والريفية والأطلسية، وإلا فإنه يعيش في تناقض مضحك يا رفيق وعزي…

  • Marocains
    الخميس 22 نونبر 2018 - 15:36

    إلى 5 – مواطن2

    ماتعرفه أنت عن اللغة العربية هو مايكتبه أعدآ ؤها من الحركة البربرية

    اللغة العربية سبقت الفرنسية و الإنجليزية في العلوم

    إقرأ كتب علماء الأندلس في الطب و الهندسة والعلوم..

  • Casaoui
    الخميس 22 نونبر 2018 - 17:04

    ردا على الاخ الدي عنون تعليقة: عابر سبيل رقم 8

    اعطينا دولة عربية واحدة متقدمة من تلك الدول التي دكرت تعتمد في مناهجها وتعليمها على التعريب؟
    لا توجد ولا واحدة منهم بالطبع..؟ …
    كل الدول التي تعتمد على التعريب فهي دول متخلفة للأسف الشديد.. مع العلم أنها تستورد كل حاجيتها من الدول المتقدمة بما فيها حتى غذائها؟!!
    المجرب مخرب إذن كما يقال بالعربية…
    اللغة العربية إذن ليست لغة العلوم والواقع يؤكد ذلك بالفعل، بعض اكثر من ستين سنة وسبعين سنة من التجريب في الدول العربية..
    ابعدوا عنا هده اللغة إذن.. وخلونا نجرب اللغات الحية لغات العلوم لننقد بلدنا من التخلف الدي يعيش فيه على جميع الأصعدة..

  • ahmed
    الخميس 22 نونبر 2018 - 17:26

    الى من يعارض استعمال الدارجة في المدرسة نقول-
    انكم لا تعرفون الواقع او انكم لا تريدون معرفة الواقع- و الواقع هو ان الاساتدة في الابتدائي و الثانوي يدرسون يوميا بالدارجة و التلاميد يتعلمون بالدارجة تقريبا في جميع المواد الدراسية- و اسالوا ابنائكم و ستكتشفون الحقيقة-
    فلمادا هدا النفاق و لمادا تريدون من المغاربة ان يحتقروا لغتهم-
    و في الاخير نقول- لا يوجد انسان واحد على وجه الارض يتحدث بالعربية الفصحى في منزله-
    شكرا

  • مواطن2
    الخميس 22 نونبر 2018 - 17:45

    اعود لاقول = للاسف الشديد البعض لا يؤمن بالواقع….الواقع الملموس المعاش يوميا وفي كل لحظة….ان تكتب بالعربية وصفة دواء شيء وصناعة الدواء شيء آخر….انا لا انتقد اللغة العربية كلغة…فانها لغة القرآن …ولا انتقدها بصفة عامة….العيب في التخلف الذي تعيشه المجتمعات العربية التي جعلت من العربية لغة رسمية …ولا تستطيع صناعة مصباح تستنير به…ولما تتوصل الى صناعة مصباح تكون المجتمعات الراقية صنعت صواريخ واقمار تفيد البشرية…وعلماء الغرب صنعوا ادوية تعالج الامراض الفتاكة….ولا يمكن باي حال من الاحوال انتقاد الراي الآخر…فكل منا يعلق على ما ورد في المقال ولا يليق به ان ينتقد غيره من المعلقين…و احترام الراي الآخر امر لابد منه…ومعذرة على الاضافة….وتحية لجميع المعلقين.

  • عابر سبيل
    الخميس 22 نونبر 2018 - 19:31

    العالم منقسم إلى فئتين، واحدة صناعية متقدمة حققت تنميتها منذ قرون، وعدد الدول المنتمية لهذه الفئة قليل جدا، وفئة ثانية وهي أغلبية دول العالم لا تزال في طور التنمية، أي أنها تعيش على التبعية وعدم الإنتاج، واستهلاك ما ينتجه غيرها، ولغات أهل هذه الدول غير النامية متعددة وكثيرة، ومنها دول تتكلم الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، ولكنها تعيش نامية، وليست في مستوى الدول المتقدمة..

    والخلاصة، هي أن اللغة ليست هي التي تتحكم في عملية تحقيق التنمية والانتقال من مستوى اقتصادي وصناعي ومعيشي متخلف إلى مستوى أفضل منه، عناصر عديدة تتحكم في هذه العملية..

    إلا أن العرقيين الحاقدين على العربية والإسلام يغتنمون أي فرصة للتصويب على لغة العرب وعلى دين أغلبيتهم، وفي ذهنهم أن العربية والإسلام هما سبب تعرضهم للغزو والاحتلال، ويتوهمون أنهم إذا تمكنوا من استئصالهما من المغرب، فإن لغتهم وعرقيتهم ستسودان بدلا عنهما…

    وهذا مجرد وهم، فالأمازيغ الأحرار هم الذين يتمسكون بالعربية والإسلام أكثر من العرب أنفسهم، ولذلك ستظل هذه اللغة المجيدة ومعها هذا الدين العظيم راسخين في المغرب إلى يوم يبعثون، رغم أنف وعزي المسعور..

  • jamal
    الخميس 22 نونبر 2018 - 19:33

    رائع أستاد بودهان .
    أنا رجل تعليم … وأعرف أن المشكل الحقيقي لأزمة التعليم هو مشكل الكفاية اللغوية لدى التلاميد.

  • KANT KHWANJI
    الخميس 22 نونبر 2018 - 19:35

    لم يؤلف العرب ولو كتاب يتيم على مر تاريخهم المرير في المنفى الطبيعي هناك،حتى ولو في العهد الأموي الدموي،إلى أن جاء العصر العباسي، الذين اعتمدوا على السريان لترجمة ونقل معارف الشعوب المتحضرة إلى العربية! فيما الأمازيغ كانوا منذ أكثر من 8 قرون،قد ألفوا وأبدعوا في مختلف الفنون والعلوم والمعارف(يوبا الثاني ق الأول قبل الميلاد،و أفولاي في أقرن الأول، وسنت أوكوستين في لاهوت التوحيد.. إلخ)!
    فمن يخرج الآخر من الجهل والجاهلية؟
    بل أن الذي وضع قواعد العربية،فارسي، سيبيويه الذي مات متحسرا من عذابات قواعد العربية لما قال "أموت و في نفسي شيء من حتى". لأن حتى تجر وتنصب..
    مع ذلك، يفتري مؤرخو البلاط العربي الإسلامي أن طارق المترزق، في عهد الأمويين، تعلم العربية إلى درجة إفحام فطاحلة العربية في خطبته المشهورة، المفترية بكل جلاء!
    وهذا عراب العروبيين ابن مدينة الزيتون (أزمور بالامازيغية)،عبد الله العروي، يعترف ب"عطب العربية" الذي شخصه في الحرف الأرامي المنتحل،وفي الشكل حيث يستحيل حتى على فطاحلة العربية، قراءة انسيابية لجملة معينة دون قراءتها في صمت حتى النهاية ليعربوها،ثم يشكلونها وينطقونها وفق الاعراب!

  • محمد التواتي
    الخميس 22 نونبر 2018 - 20:16

    أتفق مع السيدة حفيظة من إيطاليا تعليق رقم 3، ليقدم لنا أنصار التدريس بالدارجة، بعض الجمل المكتوبة بها، لنتعرف على نوعية اللغة التي يعرضونها علينا، لندرس بها أطفالنا، إن لم يفعلوا، فهم يتصرفون كمن يريد منك أن تشتري منه الحوت في البحر.

  • راي1
    الخميس 22 نونبر 2018 - 22:04

    النقاش يكاد يخلو من الموضوعية ويتخذ في عمومه صبغة ايديولوجية وذاتية.هذا امر مبرر لانه مرتبط بالثقافة وبموضوع الهوية.واذا اردنا ان نكون موضوعيين فاننا في هذه المرحلة فنحن مجبرون مؤقتا على المرور او بالاحرى الاستمرار في التبعية اللغوية.ذلك انه سواء وقع اختيارنا على العربية او الامازيغية او الدارجة فان تأهيل اي منها تحتاج الى وقت طويل وجهد عسير .نعم اللغة العربية قد جربت في بعض اابلدان وبحيث حققت نجاحا كبيرا في تدريس العلوم وخاصة الطب في سوريا مثلا وتخرج بفضلها عدد كبير من الاطباء الذين يعملون في جميع انحاء العالم .ومع ذلك فانها بحاجة الى المواكبة العلمية والتقنية.وقدرنا في الوقت الراهن ان لا هروب من اختيار لغات العصر من انجليزية وفرنسية.على ان نعمل قدر ااامكان على تطوير لغاتنا الوطنية وخاصة العربية والامازيغية.

  • راي1
    الخميس 22 نونبر 2018 - 23:04

    المواكبة اللغوية للتقدمات العلمية والتقنية ليست بالامر اليسير.اذ لا بد من التمييز بين مستويين من الترجمة من لغة الى اخرى. ونحن واقعيا لا ننتج اي شيء لا تقنيا ولا علميا.فالمؤلفات والكتابات العلمية والتقنية معبر عنها بلغة عادية .. وبامكان اللغات الطبيعية شبه المكتملة ان تواكب هذا المستوى .لكن هذه المؤلفات تحمل مصطلحات وعبارات دقيقة واسماء جديدة. وفي هذا المستوى وان كان لا يمثل الا نسبة ضئيلة لا تتعدى ثلاثة من المائة تكمن الصعوبة.وهي صعوبة تختلف ظن علم الى اخر.ففي الرياضيات مثلا تكون الصعوبة اقل من بقية العلوم لان مصطلحاتها ثابتة نسبيا.اما في بقية ةلعلوم بما فيها الطب فان التطور لا يتوقف وكل تأخر في الترجمة يطرح مزيدا من المشاكل خاصة اذا كانت اللغة ضعيفة وقاصرة مثل الدارجة.

  • جواد الداودي
    الخميس 22 نونبر 2018 - 23:14

    انا موافق على ازالة العربية الفصحى من التعليم ووضع العربية الدارجة مكانها

    ولكن بشروط :

    1. ازالة الفرنسية ازالة تامة – من التعليم والادارة والشركات والشارع الخ

    2. تعليم العربية الدارجة للعرب ولمن تعرب من الامازيغ وتعليم كل امازيغي لم يتعرب لهجته الشي تعلم قبل ان يبلغ ست سنوات

    هكذا نكون منسجمين مع انفسنا

    ازلنا الفرنسية لانها ليست لغة ام لاحد من المغاربة

    ازلنا العربية الفصحى لانها ليست لغة ام لاحد من المغاربة (حسب نشطاء الامازيغية)

    ازلنا الامازيغية الموحدة لانها ليست لغة ام لاحد من المغاربة (من باب القياس على الفصحى)

  • راي1
    الجمعة 23 نونبر 2018 - 06:17

    اللغة الطبيعية المكتملة والتي لا تزال بعد قاصرة عن مواكبة العلم والتقنية وهي هنا العربية والامازيغية وحتى لا تنفرض امام هذا التيار العولمي الجارف ويقع لها ما حدث لالوف اللغات يتوجب الاهتمام بها ونقلها من المدرسة الى الشارع واستعمالها مؤقتا في المجالات غير العلمية المحضة مثل الادارة والاداب والتخاطب اليومي والسياسة وحتى الاقتصاد.بينما تستخدم اللغات الاجنبية التي اصبحت الى حد ما كونية في المجالات العلمية والتقنية على ان يتم العمل بجدية وقوة لانضاج اللغات المحلية.فالمسالة اللغوية مسألة مصيرية لانها تتعلق بمستقبل الاجيال وكل تأخر في معالجته مضيعة للوقت وللاجيال.

  • هواجس
    الجمعة 23 نونبر 2018 - 08:58

    جواد الداودي
    تقدم ملموس على درب الاعتراف التام ، لاول مرة يعترف بوجود عملية تعريب….واصل اجتهادك

  • خواطر
    الجمعة 23 نونبر 2018 - 10:57

    إلى 21 – هواجس

    المغرب بلد عربي إسلامي الهوية وفقا لدستوره. هذه الحقيقة الدستورية لا ينكرها إلا الصنميون العرقيون حين يتحدثون عن التعريب في بلدنا. اكتب بأمازيغيتك إن كنت ضد التعريب والعربية، حين لا تتمكن من ذلك وتلجأ لسيدتك اللغة العربية المجيدة للتواصل مع أهلك البربر فهذا يفيد بأنك أنت أول من تزكي التعريب وتمارسه على نفسك. لتكن لديك شجاعة الإقرار بهذه الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها مهما كانت درجة البلادة كبيرة وضخمة يا رفيق وعزي المسعور..

  • جواد الداودي
    الجمعة 23 نونبر 2018 - 13:11

    21 – هواجس

    عن اي اعتراف او انكار تتحدث؟؟؟ – هل تعيش في المغرب؟؟؟ – ان كنت لا تعيش في المغرب : هل تصلك الاخبار؟؟؟ – ان انتقل من تعليم الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والارض بالفرنسية الى تعليمهم بالعربية في الابتدائي والثانوي فقط – هل يسمى هذا تعريبا؟؟؟ – لا – لانه يتعين على التلميذ ان يكمل في التعليم العالي بالفرنسية – يعني في التعليم الاهم – التعليم الذي يؤدي الى سوق الشغل

    عندما يكون طبيبنا فاشلا هل هو فاشل لانه درس العلوم حتى الباكالوريا بالعربية؟؟؟ – لا – ان كنا سنتهم اللغة التي درس بها – وجب ان نتهم الفرنسية – لانه بالفرنسية درس الطب (يعني تخصصه) لمدة 14 عاما

    التعليم فاشل في المغرب لان المدارس لا توجد في كل مكان – وفي بعض الاماكن لا يحضر اليها المعلمون دائما – ولان عدد المعلمين قليل – مما يؤدي للاكتضاض – ولان المقررات رديئة – ولانها اطول من اللازم – ولان هناك مواد تدرس ولا جدوى منها – هذا يدفع التلاميذ للغش – والمعلمون تغضون الطرف – والتلاميذ لا يتلقون تربية جيدة في بيوتهم

    هات لهذا الشعب اي لغة ترينها قوية : الانجليزية – الالمانية – الصينية – لن ييتغير شيء

    يتبع

  • مغربي
    الجمعة 23 نونبر 2018 - 13:20

    حينما ولجت المدرسة كنت أعاني من مأزق لغوي حقيقي؛ فمن جهة لم أكن أفهم أوامر المعلم ونواهيه، كما أنني كنت أستقبل باستغراب كبير أسماء الأشياء في التلاوة. فقد أصبحت تحمل أسماء لا عهد لي بها وتحولت الحيوانات الأليفة التي كنت ألعب معها في قريتي إلى كائنات غريبة بسبب الأسماء الجديدة التي الصقت بها. ياه! قط، كلب، حمل، جحش… لابد أن للمدرسة لغة خاصة بها وإلا فما جدواها؟ أعتقد أنني هكذا أقنعت نفسي في الأخير أن لكل الأشياء اسمين اسم في القرية واسم في المدرسة.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب