فرنسا بين خريف 1968 وربيع 2018

فرنسا بين خريف 1968 وربيع 2018
الإثنين 3 دجنبر 2018 - 18:08

نصف قرن مضى عن خريف فرنسا سنة 1968، وها هي اليوم مهد ثورة 1789 تعيش ربيعها ونحن على مشارف نهاية سنة 2018.

خريف فرنسا لسنة 1968 اهتزت له في الواقع مجموعة من البلدان في العالم، وانفجرت موجة من الأمل في المستقبل لدى الشباب؛ ففي الفيتنام انتفض الفلاحون في وجه الولايات المتحدة الأمريكية. وفي التاريخ نفسه، ثار السود الأمريكيون اعتراضًا على مصرع مارتن لوثر كينج. وفي السنة نفسها، دخلت الدبابات الروسية براج، بينما كان الطلبة في وارسو يمارسون أعمال عنف واسعة ضد الحكومة البولندية، وقامت الحكومة المكسيكية بقتل أكثر من مائة متظاهر لتوفر ظروفًا مناسبة لتنظيم الدورة الأولمبية. وفي البرازيل، تفجرت أول احتجاجات شعبية ضد الحكومة العسكرية، وشهدت الأرجنتين صعودًا واسعًا في الحركة الجماهيرية في أوساط الطلبة والعمال. وفي العام نفسه، شن فدائيون فلسطينيون من “فتح” أول عملية عسكرية ضد القوات الإسرائيلية في معركة الكرامة. وفيها أيضًا كانت المظاهرات الطلابية في ذلك العام أول احتجاج جماهيري واسع ضد النظام العسكري الحاكم.

والأهم من كل ما سبق هو أن العالم شهد في 1968 أكبر إضراب عمالي عام في التاريخ، حدث هذا في فرنسا وأدى إلى شل حكومتها تمامًا.

واليوم، ونحن على مشارف نهاية سنة 2018، تشهد فرنسا موجة غضب شعبي أسفرت عن احتجاجات واسعة النطاق امتدت من المدن حتى القرى الصغيرة في الأرياف، اعتراضا على غلاء المعيشة وزيادة الضرائب، وانطلقت مسيرات حركة “السترات الصفراء” لتعتبر رمزا لاحتجاج السائقين على ارتفاع أسعار الوقود. والشرارة الأولى للاحتجاجات انطلقت بسبب تراجع القدرة الشرائية، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى الإعلان عن تدابير اقتصادية، قبل ثلاثة أيام من المظاهرات التي قررتها حركة “السترات الصفراء”؛ لكن هذه التدابير انصبت على الزيادة في الضرائب على الوقود، والتي اعتبرت أحد أبرز أسباب الاستياء الشعبي؛ وهو ما دفع حركة “السترات الصفراء” إلى الدعوة إلى إغلاق الطرق السريعة واحتلال الساحات والفضاءات العمومية في باريس العاصمة وغيرها من المدن الفرنسية والدخول في مواجهات عنيفة مع رجال الشرطة احتجاجا على الإجراءات الحكومية اللاشعبية والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار وزيادة صعوبة الأوضاع المعيشية.

فهل، فعلا، سيرفع الشعب الفرنسي شعار “ارحل”/ (DEGAGE) في وجه الرئيس الفرنسي ليسقط النظام الفرنسي أم أن هذا النظام سيعتبر ما يتعرض له اليوم مجرد مؤامرة؟

‫تعليقات الزوار

11
  • مسلم مغربي
    الإثنين 3 دجنبر 2018 - 19:03

    En 1968-69 la France avait connu une grande manifestation qui s'était transformée vite en révolution pour de multiples causes socio-économiques, tout particulièrement ; ce fut appelé : le mouvement 68;la différence entre hier et aujourd'hui c'est que les insurgés de 68 étaient nourris de principes de gauche, alors que ceux d'aujourd'hui ne le sont guerre.
    A méditer…

  • الليل الحالك
    الإثنين 3 دجنبر 2018 - 19:10

    أي ديمقراطية بدون عدالة اجتماعية ففرنسا يجب تنقلب رأسا على عقب لأنها تخسر أموال شعبها في الحروب ضد الشعوب الفقيرة فنراها تخرب إفريقيا و العالم العربي ومحاربة الدين ونشر الفتن فلا بد أن تكتوي بالشيء الذي اقترفت لئن تدخلت الأحزاب سيتحول مسار الثورة الفرنسية إلى تسيب

  • Peace
    الإثنين 3 دجنبر 2018 - 19:18

    انا لا اعتبر ان هذه الاحداث و هي احداث شغب من طرف "اصحاب البدلة الصفراء" بسبب ارتفاع اثمان المحروقات. "اصحاب البدلة الصفراء" حدث غرب جدا و اغلبهم من الاجانب الجزائريين و التونسيين, على ما اظن.

    يجب على مكرون فقط ايجاد حل او بديل لرفع اثمنة البنزين, بسبب ارادته, في تقليل الانبعاتاث الغازية و الحفاظ على البيئة. هذه اشكالية على المدى القريب, و لكن يمكن تشجيع التقليل من استعمال ديزل, كما تفعل المنيا حاليا و استعمال تقنيات متطورة للنقص الحاد من هذه الانبعاثات و تشجيع استعمال الطاقات المتجددة و الغاز الطبيعي. على اي يجب الاتثمار في هذا المجال من طرف الدولة. و لا اظن ان مكرون سيرحل. لانها علا يمكن ن تكون مؤامرة ضده فقط, هذا احتمال وارد جدا.

  • الرياحي
    الإثنين 3 دجنبر 2018 - 21:19

    لا أدري لماذا وصف الأستاذ حركة تحررية بالخريف ? ماي 68 جاء بمكاسب جديدة وحريات حقيقية للشعب الفرنسي إنه إنبعاث وإنطالقة جديدة نحو الحرية الكاملة بدون قيود إلا ما خالف القانون وأنتشل المرأة من وصاية الرجل إذ كانت الفرنسية تشتغل وزوجها هو من يتقاضى أجرها ولم يكن لها الحق في فتح حساب بنكي بإسمها ولا حق في الطلاق… .ماي 68 شقلب كل القيم ودفن فرنسا الإستعمارية المكززة العسكرية الباترياكشية القديمة.
    فرنسا دولة تحكمها المؤسسات حيث القانون يطبق حرفيا بدون زيادة ولا نقصان ولن يُلفق للمتظاهرين تهم جاهزة كالتآمر على أمن الدولة أو ما نحو ذلك مثل ما تفعل الدول المتخلفة الفاشستية كما أن هناك لا وجود للمتاجرين في الدين لسبب بسيط أنهم رموا التخاريف ما وراء يوم يبعثون .ما يقع اليوم يأكد موت الأحزاب وظهور أسالب جديدة للإحتجاج

  • Azro
    الإثنين 3 دجنبر 2018 - 23:42

    ماكرون صوت عليه الشعب وعزله يتم بالشعب في لانتخابات القادمة اما الفوضى والشغب لا مبرر له من طرف المشاغبين

  • سمعا وطاعة سيادة الرئيس
    الثلاثاء 4 دجنبر 2018 - 08:37

    ربما هدا ماكان يقصد به رئيس الحكومة المغربية لما قال المغرب أحسن من فرنسا،وقصد الرئيس هو الشعب العظيم الصبور للقهر والغلاء والسمع والطاعة لسيادته ولايعصي أوامره رغمة الفقر والجهل والإجرام والفساد الإخلاقي والإداري المنتشر في ربوع المملكة.
    ماقاله السيد العتماني يعني للمغاربة أنه لن يرضى أن يكون رئيس أي دولة أخرى بغير المغرب الدي فيه هدا الشعب العضيم الدي لم تتكفل به الدولة ولا يوم واحد متل فرنسا التي عودت شعبها بالرضاعة الطازجة في فمه وبعدى النقص هاهو يتور في وجهها حتى تعود الرضاعة الطازة مملؤة عن أخرها.
    السؤال الدي يحيرني هو متى ستكون فرنسا أحسن من المغرب..؟.

  • راشيدي
    الثلاثاء 4 دجنبر 2018 - 11:15

    شتان بيننا وبينهم هم الواعون ونحن المكلخون….هم يعرفون كيف يرفعون صوتهم اما نحن لاندري كيف

  • مغربي
    الثلاثاء 4 دجنبر 2018 - 12:08

    عاصمة الأنوار تعود إلى العصر الحجري وهولاكو يقتحم الإليزي.

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 4 دجنبر 2018 - 16:51

    ما يجري ثورة على النظام السياسي برمته و سيسقط الجمهورية الخامسة عاجلا ام أجلا اما الحكومات فلا فرق بينها ابدا و لا توجد حكومة تملك حلا على الاطلاق و هدا ما فهمه الناس الان بخلاف ما جرى في القرن الماضي، ما يجري الان رد فعل على الياس الديمقراطي و ليس احتجاجا على الاوضاع، حينما تقول لشعب من الشعوب قدركم الحتمي ان تختارو الى الابد بين يمين و اقصى يمين و يسار و اقصي يسار و وسط و خضر و شيوعيين ، و يجرب دلك الشعب كل تلك الاطياف مرة و مرات و حاله تسوء فان الياس الديمقراطي يطبق عليه و لا يبقى له سوى التحرر من النظام الدي يخنقه، النظام الديمقراطي تظام يائس بطبيعته و دلك لانه السقف الد ي ليس فوقه شيئ و الحد الاقصى الدي ليس بعده حد و متى ما ضاق الناس بداخله لا يرون حلا عكس الدكتاتورية مثلا و التي هي انظمة تنتج الامل ، من يعيش تحت نظام دكتاتوري يامل في ديمقراطية و عدل و حرية الخ الخ و اما المعدبون و هم في واحة الديمقراطية فاي امل يرجون؟فالدين يخرجون الان سواء فهموا دلك ام لا اخرجعن الياس الديمقراطي و ليس هشاشة الوضع الاقتصادي

  • moustaghreb
    الثلاثاء 4 دجنبر 2018 - 20:23

    كاره الظلام تعليقك يبين عن ثقافة كبيرة و معرفة دقيقة بالمجتمع الفرنسي الامر كدالك و الله شاهد على ما اقول قضيت ليلة انتصار فرنسا في كاس العالم مع يمينين هوايتيين متطرفين الايديولوجية الصاعدة اليوم في فرنسا (و هم من وراء حركة السترتات الصفر و ليس عرب فرنسا كما يتوهم بعض الجاهلين بامور هدا البلد ) و عندما عرفو انني مغربي قالو لي بالحرف :" نحن نكره الديموقراطية حلمنا هو نضام كالنضام المغربي ,,,
    صحيح ان فرنسا عرفت ثورة ديموقراطية في نهاية القرن الثامن عشر لكن مند دالك الوقت لم يصنع مجد فرنسا الا ديكتاتوريين ,,,نابوليون الاكبر و حفيده و ديغول اما باقي الوقت عندما كانت تطبق الديموقراطية كانت هناك شبه حروب اهلية ,,,"لا كومين ",ل "فرونت بوبيلير"ماي ثمان و ستين "و الان السترات الصفر,,,,

    تحياتي

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين