اليوم السابع للوطني الإماراتي السابع والأربعون

اليوم السابع للوطني الإماراتي السابع والأربعون
السبت 15 دجنبر 2018 - 18:56

اليوم في (الرياض) وقبل اليوم بسبعة أيام في (أبوظبي) ترنّمت الصحراء ترنيمة (عزّنا عزّكم) من الطرفين للرُّحى وبشمس الظهيرة والضُّحى، أن الإمارات لم تكن قبل أسبوع باليوم الوطني السابع والأربعين لكل الإماراتيين من عاصمتها أبوظبي وحسب، وإنما هى أيضاً كانت من يومها للقمة الخليجية التاسع والثلاثون من الرياض ولكل الخليجيين.

وانها برجالها من الإمارات السبع، وبكل حبّةِ رملٍ فيها من الحدود الى الحدود للوطن الواحد..!

فالذين وُلدوا يوم وُلد الإتحاد عام 1971، لم يكبروا 47 سنة بسنين عمر الإتحاد دون عمر العقل والفكر والعطاء والتوازن معاً .. ذلك التوازن الذي أرادته الإمارات للجار قبل الدار

يبدو لي المولود بفكرة الإتحاد قبل 47 عاماً في هذه البقعة الآمنة، كان قد وُلد أمام مرآةٍ عكست له ما سيحصل لهذه الأمّة من الغُمّة بالإنشقاق دون الوفاق، ومن التمزّق دون الإتحاد.! ..

فلو أتيح لي ان اكون بجوار مبتكر الإتحاد وبانيه عام 1971 فقيدنا الشيخ زايد رحمه الله بقلمي المتواضع هذا .. لقلت يومذاك في وجوه العرب: (لاتتعبوا أنفسكم للتنقيب عن الأعداء، كفاكم النظر في المرآة، لتروا وجوهكم، فإنّ ألدّ أعداء العرب، هم العرب أنفسهم.!)

وبعد 47 سنة من عمر الإتحاد الذي وُلدنا يوم وُلد الإتّحاد وكبرنا يوم كبُر، ولم يَذبُل فلم نَذبُل .. تأكدنا إليوم أنّ إتّحاد الإمارات لم يكبُر على قدر سرعة عدّادات الليل والنهار بإمتداد رمال الصحراء، بعد ان وضع الإماراتيون في حسابات كبريائهم، تلك العجّة الصحراوية يوما وهم على ظهر النوق والجمال فوق الرمال، ما لن يهزّهم الطوفان في البحر ولا المطبّات في الهواء، وأنهمُ كان بالحسبان للمركب والقبطان.!

تُحسدُ (الإمارات) على ما حوّلتها وحدات الخيم السبعة الى خيمة سُباعية واحدةً ، وصنعت تلكم الواحةً الخضراء بلا أعداء .. إنها لعبرةُ لكم يا اخوتنا العرب، وبيدكم ان تجعلوا العروبةَ كلّها خيمةً بلا اعداء، بعد أن سقط القناع عن (التمزق والشقاق) فبان وجهاً كنّا نراه كثيرا في المرآة، ولم يخطر ببالنا ان هذا الوجه هو صانع أعداء العرب من العرب، وهو الذي صنع من العراق اعداءً للعراق وهم عراقيون .. ومن السوريين أعداء لسوريّة وهم سوريون .. ومن ليبيا أعداء ليبيا وهم ليبيون .. ومن اليمن أعداء لليمن وهم يمنيون .. ومن الخليج أعداء للخليج وهم خليجيون..!

هذه المرآة العاكسة، لا نعرف أين تُصنع، لكننا نراها تُركّب كلّ يوم في كل العواصم التي تُرينا وجوهنا، فإذا حصل تفجير في باريس او نيويورك او شنغهاي او داكار .. فهى التي تعكس لنا صورة ذلك العربي وهندامه بلحيته وعمامته، وحتى قبل أن تأتي وكالات الأنباء بالخبر العاجل الموثّق من أرض الحدث، يأتيك الخبر انه إسلامي وانه عربي وانه وأنه…!

التاريخ الذي كان يسجل ويوثق ليُعيد نفسه، لم يعد اليوم بحاجة للتوثيق، فإن الرصاص الأعمى سهّل على الموثقين اللجوء إلى تلك المرآة العاكسة لتعكس لهم (عكس العكس.!) .. والكل يعرف ان العُنف ولد قبل أن يلد التآلف والتآزر بين الإنسان والإنسان، بل وقبل أن يلد بين الحيوان والحيوان بتأكيد من القرآن الكريم “ان الله بعث غرابا يقتل غراباً بعد ان سبقه الإنسان بقتل الإنسان ولم يعرف كيف يواري سوئته .. فالإنسان لايحتاج لتعليم الجريمة قدرما يحتاجه لإخفائها.!

إن الحرائق المتكرّرة القريبة والبعيدة، كلّها تُشغل علينا إسطوانات تاريخية لم تكن تُعرف يوما بالإرهاب، لكونه الإرهاب بالإسم المستعار: “دكتاتوريات القمع” لدول وشعوب جائهم العنف فتولّد العنف من عنف، كالجيش الأحمر الياباني، وعصابات اليميني واليساري الألماني، والشيوعية الّلينية (الماركسية والّلاماركسية) الروسي وغيرها..!

والعبرة كل العبرة لبني عمومتي إليوم في الوطن الكبير قبل فوات الأوان هى (دولة الإمارات العربية المتحدة) الحبيية الكبيرة بالمعنى عنواناً وحجماً ومضمونا فيما تحقق منذ47 عام بالمعايشة بؤسا وسعادة، وفقراً وغناءَ .. فلنسأل من عايش هذه الأعوام بشموعها ودموعها، هل بمقدورنا أن نعيد اللُحمة الخليجية الى ذلك الباب الممتلئ بالحب والعاطفة من جديد.؟

نعم قادرون على ذلك اذا إمتلأت القلوب مرة أخرى بالملايين من المشاعر الصادقة، كما كانت قد إمتلأت يوماً، فماذا يمنع نفس الإناء نفس الإمتلاء من جديد..!

ترى ما اسمه ذلك الإناء..؟

إنه الحب، والحب والله عظيمٌ ولذيذ، أقوى وأعظم من المال والسلاح

*كاتب إماراتي

‫تعليقات الزوار

3
  • Me again
    السبت 15 دجنبر 2018 - 19:55

    العمارات المتحدة بناها المهندسون الأمريكان و السويديون و الفرنسيون بمساعدة الهنود و البنغاليون و الأتراك و بحراسة المغاربة العساسة. الشعب الإماراتي لا يعرف كيف ييطبخ طعامه و لا غسيل ملابسه و لا تنظيف منزله و ينتج مواد غذائية و لا يعرف زرع و فلاحة الارض و لا صيد الاسماء و لا تربية ابناءه بدون تدخل عمالة الخارج و استيراد كل شيء و تصدير البترول و الغاز فقط! ماذا تنتج العمارات لتصديرها من غير أموال البترول!؟! هل يصدرون المحركات او المواد الغذاءية او الكنب او الدراجات الهوائية او الملابس او الأفكار او السلاح او القمح او الماشية او الدجاج او الخزف او الأواني او الخشب او السمك او الشمع او البولة او السلك او الخيط او الزرابي او الخيام للاجءين و المسافرين و المغامرين و الجنود و السياح….؟ لا شيء سوى ان العمارات تريد انتاج الأقمار الصناعية ههههه!

  • Peace
    السبت 15 دجنبر 2018 - 23:43

    الى التعليق رقم 1

    لماذا هذا الهجوم على دولة الامارات الشقيقة و شعبها? اولا هذا من قلة الادب, ثانيا ماذا اخترعت انت او صنعت او درست لنتعرف على شخصكم. و نحن شعوب عليها اولا و قبل كل شيء ان تصنع السلام, لانه في علم الاقتصاد بدون سلام و استقرار لا يمكن ان يكون هناك تقدم و لا ازدهار,بالاضافة الى انه ليس بالضرورة ان تصنع شيئا لتنعم بالرخاء, و لكن يجب ان يكون لديك فقط شيء تبيعه في السوق لتشتري شيئا اخر. هذا درس بسيط في الاقتصاد.

    و كاتب المقال يدعو الى الحب و الاخوة بين الشعوب العربية و الخليجية. و انت تتهجم على بلده. شيء مخجل فعلا!

  • جليل نور
    الأحد 16 دجنبر 2018 - 15:38

    لغة راقية و تعبير شاعري جميل عن الهيام بالحبيبة "الإمارات" الفاتنة سيد أحمد إبراهيم!

    أجل سيدي العريز الحب ألذ و أعظم..و لكن قد قال شاعر قبلك أن من الحب ما قتل.. الحب الذي في بالي – و لابد أنه في بالك أيضا يجعل مشاعرك تضطرب من حين لآخر ضيقا و حرجا – "حب"ملتهب حارق يترك خرابا و أمواتا و أطفالا جوعى و مرضى و ذوي عاهات مستديمة.

    سيدي أرجوك لعل حبك الجارف يساهم في كبح انتشار هذه النار لتصلى بلهيبها أشقاء عدا اليمن السعيد..دمت محبا شاعرا.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات