بؤس التأويل الأيديولوجي المتطرّف للدين

بؤس التأويل الأيديولوجي المتطرّف للدين
السبت 29 دجنبر 2018 - 19:13

تُظهر سلوكات العنف البارزة في ثقافتنا الاجتماعية غلبة مزاج التطرّف واستحواذ التعصّب والانغلاق على العقليات السائدة. والملاحظ أنّ الأحداث المرتبطة بهذه الظواهر قد غدت مطردة بوتيرة مرتفعة منذ مطلع القرن الحالي، ممّا استوجب على الباحث الناقد طرح السؤال حول مسوّغات انتشار كلّ هذه الظواهر السلبية المتّصلة بسلوك العنف والتطرّف؟ بالتالي المساءلة حول ما إذا كانت عرضية فقط؟ أم أنّها متجذّر في ثقافتنا الدينية؟

قد تكون تحولات الثقافة، في ظلّ عولمة هوجاء، باعثا غير مباشر على مثل هذه الردود الفعلية النكوصية المتسمة برفض الآخر والانغلاق على الذات؛ ومن ثمّ بروز ثقافة الكراهية وانتشار ظاهرة العنف والرفض القبلي للاختلاف. غير أنّ الفرضية التي تهمّنا هنا هي تلك المتعلقة بالباعث الأيديولوجي ذي الصبغة الدينية، حيث يظهر أنّ التأويل المتزمت للدين قد نال من الدين والثقافة معا. فهل تسعّر الأيديولوجية الدينية ظاهرة العنف والتعصب والكراهية؟ ما هي حدود هذه الفرضية؟

شكلّ ظهور تيارات التشدّد القومية والدينية المتطرّفة علامة بارزة على الأزمة التي خلّفتها مسارات التحديث التقنية السريعة؛ حيث لم يتسنى للمجتمعات التقليدية أن تستوعب كلّ التحوّلات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ممّا استلزم من بعض شرائحها ردود أفعال نكوصية سلبية تجلّت بالخصوص في ظاهرة “التطرّف” و”الإرهاب”.

تجاوز هذا النمط من العنف بعده الطبيعي المنبعث من غريزة متأصّلة في الدافع الفطري لممارسة العدوان، والمتمثّل في حبّ الذات والأنانية والإحساس بالمنافسة والخوف والكبرياء كما قال بذلك توماس هوبز. إنّ عنف التطرّف والتعصّب آت من حوافز أخرى غير طبيعية، تتمثّل في الأساس في وجود تأويلات أيديولوجية للديني المقدّس، جعل الدين في أفق الموت جراء تفسيرات مغلوطة للحروب الدينية المقدّسة.

نعم، قد يكون استمتاع الكائن العدواني بممارسة العدوان تجاه غيره نوعا من السادية المرضية التي نمقتا جميعا، خاصّة في سعيه إلى تكريس نهجه السلوكي لفرض سيطرته؛ إلاّ أنّ الأخطر من ذلك هو عندما يتحوّل سبيل العنف هذا من مجرّد حالة مرضية معزولة (كما عند عتاة المجرمين) إلى ثقافة أيديولوجية يتم الترويج لها في العلاقات الاجتماعية والسياسية والدينية.

وفي مثل هذه الحالات لا يكفّ العنف عن أن يصبح ظاهرة اجتماعية فقط، وإنّما يتجاوز ذلك ليتحوّل أيديولوجيا خطيرة تعمل على تبرير إرادة السيطرة والهيمنة على الفضاءات العامّة والخاصّة من خلال التأويلات التي تعتمد معتقدات تبريرية، نصّية أو سلوكية، تفسّر أو تفهم وجود الإنسان باعتباره يجب أن يخضع لتأويل واحد ووحيد.

يتحوّل العنف في هذه الحالة من ظاهرة ثقافية واجتماعية إلى أيديولوجيا معقّدة، تتقنّع بتأويل محدّد ومغلق للرموز الدينية أو السياسية أو العرقية أو اللغوية. في هذه الحالة تصبح الدوافع الطبيعية القابعة بداخلنا والمتمثّلة في غرائزنا الحيوية، غير قادرة على أن تفسّر هذه المسألة الشائكة؛ بالتالي يصبح السؤال هو: كيف تبرّر بعض التأويلات الأيديولوجية الخاصّة نهج سبيل العنف لفرض منظورها الخاص للواقع والحياة البشرية؟

تعتبر الأحكام الاجتماعية السائدة (Les jugements sociaux)، كما الصور النمطية (Les stéréotypes) الموجودة لدى الناس في حياتهم، معتقدات تبريرية وتمثّلات سياقية تعمل على صياغة تصوّراتهم وأفكارهم لذواتهم وللعالم من حولهم. وسيكون مفيدا تحليل كيف تشتغل هذه المعتقدات التبريرية لجعل بعض تلك المعتقدات والرموز مقدّسة لدى من يحملها، وبصفة خاصّة تلك التي يغذّيها الخيال الديني والمكبوت السياسي.

تفضي المعتقدات السياسية المطعّمة بتأويلات متطرّفة للديني وللرموز الثقافية والاجتماعية لجماعة سياسية معيّنة إلى إنتاج مبرّرات أيديولوجية خطيرة لتشجيع العنف المنظّم. تَعْدِم ممارسة العنف باسم الديني، هنا، كلّ إمكانية للحوار والتعايش، حيث يعمل التأويل المتعصّب للرموز الدينية على إنتاج معتقدات أيديولوجية بوظيفة تبريرية، يؤوّلها المتطرّفون المتعصّبون ناحية توجهاتهم المتزمّتة.

يلبس العنف في هذه الحالة ثوب الديني المقدّس باسم المذهب والطائفة، وعندها تنتفي كلّ القيود أمامه (القانونية، والأخلاقية، والإنسانية)؛ بل ويتحوّل قتل الآخر إلى فعل مباح، يُتقرّب به إلى المقدّس الذي تم تأويله وفهم على أساس الغلبة والهيمنة والعنف والكراهية. يصبح الآخر، هنا، غير مشابه للمعتقد الرمزي الخاصّ، وتعمل أيديولوجية التطرّف والتعصّب باعثا قوّيا على إدانة المخالف ورميه بشتى النعوت القادحة (كافر، مهرطق، مرتّد، جاحد، مشرك، زنديق…) ومن ثمّ يتوجّب تعنيفه بأقسى العقاب (الحرق حيّا، قطع الرأس، التعذيب حتى الموت..).

هكذا؛ يطلق الحماس الناجم عن التشبّع بأيديولوجيا التطرّف الديني العنان للخيال ليشتغل ويؤثّر في وجدان المتعصّبين، متغافلين عن الجانب المتسامح للدين وضاربين بعرض الحائط كلّ القيم الإنسانية الجميلة التي يحثّ عليها الدين نفسه. ينقل الوهم الأيديولوجي ذي الخلفيات الدينية إلى ذهن المتعصّب ليرّسخ له في فكره أتفه التمثلات والأحكام الجاهزة، غير المفكّر فيها، حول واقع خاب فيه أمله وانهزمت فيه إرادته الذاتية، ولم يستطع فهم تناقضاته وفرز ايجابياته من سلبياته.

لا يفهم المتطرّف والمتعصّب للأيديولوجية الدينية أنّ الصراع في الواقع هو بالأساس نزاع حول المصالح وصراع الإرادات النسبية التي تتقاطع فيها المتغيّرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لكنّه، بالمقابل، يعمّم الحكم المسبق لديه حول هذا الواقع، نافيا بذلك أيّة محاولة عقلانية للعمل على فهم تناقضاته وفقا لقوانين التطوّر التاريخي.

تغلبه نوازعه وهواجسه الأيديولوجية التي كرّس في ذهنه معتقدات وافتراضات خيالية نتيجة عملية غسل الدماغ الأيديولوجية التي تعرّض لها بإرادته أو بدونها حول مشكلات تصادم القيم وصراع قوى الخير والشّر، واستحكام نظرية المؤامرة في أفكاره.

يحوّل ذهن الشخص المتعصّب فكرة الصراع من مجرّد نزاع اجتماعي سياسي، يمكن أن يدار بكيفية ديمقراطية، إلى صراع أيديولوجي مغلّف بأفكار دينية قامت المعتقدات التبريرية السابقة بتدعيمه لديه، ومن ثمّ يفهمه من خلال ثنائيات ميتافيزيقية: الخير والشّر، الإيمان والكفر، الصلاح والفساد..الخ بهذا المنطق الفاسد في التفكير، تحوّل الصراع الطبقي مثلا إلى فكرة صراع الكفر والإيمان، بالتالي أصبح الطلب على التبرير الرمزي / الديني لقطع الرؤوس (حرق المهرطقين والملحدين) هاجسا لدى المتعصبين للأيديولوجية الجهادية.

يغذّي التأويل الأيديولوجي للديني تعطّش الكائن المتعصّب إلى ممارسة العنف والترويع والتهديد بالقتل باسم المقدّس والرمزيات الدينية. وكنتيجة لذلك، يكشف العنف باسم المقدّس الديني عن خطورته وبشاعته في حجم الرُّهاب والترهيب الذي يتسبّب فيه للآمنين. ثمّ، أيضا، في لا أخلاقية جرمه في حقّ المخالفين لمنطق تفكيره، خاصّة عندما يرمي بهؤلاء المخالفين لأيديولوجيته بالكفر والتشنيع والهرطقة والزندقة والإلحاد بدون موجب حقّ.

الظاهر أنّ التأويل الأيديولوجي هو ما يجعل الدين وقودا لتأجيج الصراع ومن ثمّ السقوط في براثن التطرف. لذا؛ يعتبر إقحام المعتقدات الدينية في هكذا صراعات ظرفية أمرا خطيرا يهدّد كلّ وئام إنساني وكلّ تعاقد اجتماعي سياسي.

أمّا بالنسبة للموقف النقدي، فالبيّن أنّ تحرير الديني من التأويلات المتزمّتة المنغلقة قد غدا أمرا لا مناص منه، وذلك لقطع الطريق على التأويل المتزمّت الذي يضع الدين في أفق الموت بدلا من جعله منفتحا على أفق الحياة. فبدون القيام بهذه المهمّة النقدية، سيكون مصير الديني هو الانحطاط الكبير، ولنظرياته في استقامة حياة الإنسان السقوط المريع.

‫تعليقات الزوار

9
  • Peace
    السبت 29 دجنبر 2018 - 20:15

    هناك طرق معينة لمحاربة التطرف و الارهاب. و هي اولا تفادي النقاش عن الدين اصلا, الا اذا كانت مسالة تتعلق بفعل الخير بدافع ديني, هذا الاسلوب هو المستعمل في الغرب مع بعضهم البعض, مثلا البروستنتانتي, اذا ذهب عند الكاثولكي و انتقد مذهبه لا يرد عليه و يقلب الموضوع و يتجاهله و يقول له انا ليس عندي تكوين في هذا المجال, اذا ذهب متدين عند ملحد و اراد النقاش معه, يقول له "لا اهتم بهذه المواضيع". التدين و الالحاد يتكلم فيه فقط اكادميون و رجال الدين و الفلاسفة او من هم مرخص لهم بذلك و يعتقدون انهم لهم القدرة على التاثير الايجابي. ثانيا نقذ تدين معين و ليس الهجوم على نبي او الكتاب المقدس. بالاضافة الى توعية الناس بان ليس كل من يتكلم عن الدين هو مؤهل لذلك. الشيطان ياتي من عدة جوانب و انه يمكن للشيطان ان ياتيك على هيئة داعية للدين و ليس فقط ككافر يريد تشكيكك في الدين . . فيجادل مثلا الشطان نفسه لتقوم حرب. مثلا تجد ملحد يتهجم على الاسلام, فياتي ارهابي و يقتله, و هذا ما يريد الشيطان تحقيقه. في الحقيقة المؤمن لا يقتل الكافر في تاريخ الرسل, الكافر هو الذي يريد قتل المؤمن و المؤمن مسالم اجتماعيا

  • الحسين
    السبت 29 دجنبر 2018 - 21:56

    ولماذا لا تكتب ياستاذ في مقالك القادم عن التطرف الا ديني العلماني الاستئصالي الذي ينادي بتخفيف المنابع الإسلامية في جميع مراحل التعليم من الحضانة إلى مستوى الدكتوراة.وتكتيم افواه العلماء في المساجد وإغلاق المدارس العتيقة
    وعدم قبول أي عالم لدخول المغرب .للالقاء المحاضرات.وغير ذتلك من المطالب.
    الا اتفق معي أخي الكريم ان التطرف الا ديني هو الذي يغذي التطرف الديني كلاهما وجه لعملات واحدة. فقط وجهت نظر.

  • سعيدة
    السبت 29 دجنبر 2018 - 22:31

    التطرف ليس في الدين الاسلامي المعتدل والمنفتح على القيم الانسانية الكونية، ولكن اولاءك المتطرفون الذين يتنطعون في الدين هم من يجعلونه أيديولوجية خاصة بهم وبفهمهم الضيق له. نحن ندين العنف باسم الاديان كيفما كانت.

  • fadil
    السبت 29 دجنبر 2018 - 23:27

    إلى الأخ المعلق الثاني (الحسين):
    المسألة واضحة هناك صراع أيديولوجي فيه استقطاب كبير بين أيديولوجيا الاسلام السياسي (حركات ما يسمى بالاسلام السياسي) والتيارات الليبرالية والعلمانية؛ وليست المشكلة هنا. لكن، عندما يتحول الصراع من نزاع أيديولوجي إلى الدعوة للقتل، بل وممارسته لدى التيارات المتطرفة، والكراهية والتكفير، فهنا تكمن الخطورة. ما ينطبق على المتعصبين الدينيين ينطبق على المعتصبين العلمانيين، لكن في حدود علمي ليس هناك من يمنع رجال الدين من ممارسة هوايتهم المفضلة (الدعوة والارشاد)، اكثر من ذلك هناك من يكفّر منهم المثقفين المغاربة، حتى ولو كان هؤلاء المثقفين معتدلين وديمقراطيين. خلاصة الكلام: يجب تحييد الدين عن الصراعات السياسية والأيديولوجية، وهذه المسألة هي الكفيلة بقطع الطريق على المتطرفين من كلا الجهتين. والله أعلم.

  • Plastique et violence
    الأحد 30 دجنبر 2018 - 06:52

    une enquête diffusée sur Fr 2,elle consiste à savoir les effets nuisibles des bouteilles plastiques jetées par milliers de tonnes chaque jour,qui est responsable ou les responsables,les consommateurs ou les producteurs et vendeurs des boissons en bouteilles plastiques,
    et la société Coca Cola qui emploie des experts de psychologie ,a orienté la condamnation des effets sur les consommateurs,et non pas sur CocaCola qui utilise des milliards de bouteilles en plastique,pour pouvoir démasquer la société Coca ,les enquêteurs ont été même rejetés par cette société,
    ceci semble hors sujet concernant les violences qui se propagent à grande vitesses au maroc,non c'est semblable,les violences sont à la hauteur!

  • عبد الوهاب
    الأحد 30 دجنبر 2018 - 08:18

    لا أحد سوف يجادل في تفاهة العنف بأية ذريعة كانت. فالعنف ظاهرة سلبة مكلّفة للمجتمع برمّته. نرجو أن يكفّ المحرضون على بت الأفكار المؤجّجة للعنف تحت مسمّى الجهاد، لأنّهم بفعله ذلك يتركون المجال للذين لا يفهمون من الدين سوى القشور لارتكاب الجرائم والفضاعات.

  • الجاحظ
    الأحد 30 دجنبر 2018 - 18:43

    هل المثقف محايد؟ لماذا ننتقد عموم الناس دونما الانتباه إلى دور المثقف الخطير ما يجري؟ كيف أصبح المثقف مشاركا في اللعبة السياسية وحتى الدينية؟ لماذا يهادن قوى السلطة والدين والتقليد؟ هل لأنّه لا يريد خسران مكاسبه الطبقية، خاصة الجامعيين منهم؟ الم يسلم المثقف الأمر كلّه للتقنوي (التكنوقراط)؟ أسئلة كثيرة تطرح هنا لا ندري كيف نجيب عنها!

  • abdellah
    الأحد 30 دجنبر 2018 - 20:45

    حين نقلم الداخل من الخبث كما نقلم أظافرنا،وحين نهجر المعاصي والآثام،نكونوا بفعلنا هذا منجرة.نكونوا نجرنا وخرطنا-كخراط-البقع السوداء التي شوهت أزهار قلبنا.نكونوا نظفنا خشب الصندل العذب الذي يزين بيوتنا بعطره.حين نهجر الظلم والحرام،يحلو التعبير والكلام.حين نبتسم ونساعد غيرنا،نكونوا قد قومنا إعوجاج أنفسنا.هذا يزيدنا طاقة،لتصبح عيون قلبنا رقراقة.

  • راي1
    الثلاثاء 1 يناير 2019 - 18:44

    يمكن ارجاع بعض اسباب الارهاب الى مغالطة التعميم انطلاقا من وقائع جزئية من تاريخ الاسلام.فبدلا من قراءة الاسلام في كليته والربط بين مضامين اصوله وشروط وملابسات حصولها فان البعض يعتمد على مقتطفات جزئية متعلقة بظروف وملابسات خاصة ويعممها في فهمه وموقفه من العلاقة بين هذا الدين والاغيار.فالاسلام في صميمه دين تراحم وتءاخ ومودة وحب وصداقةوانفتاح على كل الشعوب والامم.ومن الصعب ان نغير افكار الغير ومعتقداته رالقوة والعنف لان اصعب شيء هو فرض فكرة على اي شخص خاصة في ظل مجتمع المعرفة والعلم بطرق الترهيب.ومن يستعمل العنف في نشر الدين في زماننا يسيء اايه اكثر مما يخدمه.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 6

احتجاج أساتذة موقوفين