"قادمون وقادرون" .. تنظيم مدني بطعم نضالي سياسي

"قادمون وقادرون" .. تنظيم مدني بطعم نضالي سياسي
الأحد 30 دجنبر 2018 - 18:06

من شعار المؤتمر الوطني التأسيسي “جميعا من أجل الحق في الثروة الوطنية و السلط” بتاريخ 16 و17 دجنبر 2017 بمدينة افران، إلى شعار المجلس الوطني الثاني ” من أجل إدماج فعلي للشباب” بتاريخ 15 و16 دجنبر 2018 بسيدي خيار -صفرو، تكون حركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل، أطفأت شمعتها الأولى على ايقاع تجديد العهد النضالي بين كل مكوناتها ونشطائها في الداخل والخارج.

سنة كاملة مرت من عمر هذه الحركة الفتية للتعبير الصادق عن إرادة مواطنة، منضوية شرعا وقانونا في إطار جديد للتعبير والخلق والإشعاع الثقافي، ومناصرة النساء والشباب، والدفاع باستماتة على حمايتهم من العنف بكل أشكاله، وتمكينهم من الحماية الاجتماعية ومن التربية والتكوين؛ ومن أجل المساهمة في تخليق الحياة العامة من أجل دولة المؤسسات والحق والقانون، للحفاظ والدفاع عن الوطن وحمايته من التطرف والعنف والإرهاب.

سنة كاملة من النضال الميداني، لارساء دعائم “قادمون وقادرون” كفضاء منظم للتفكير الحر، وإشاعة التربية والقيم الحقوقية والمدنية الكونية، والانفتاح على الطاقات القادرة على حمل كل هذه الأهداف للأجيال الصاعدة وللمستقبل.

وتأتي مبادرة “حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل”، في إطار محاولة تجميع النشطاء المدنيين، والباحثين، والغيورين على أقاليمهم وجهاتهم، من زاوية نظر حقوقية واجتماعية وإنسانية، تقديرا ونصرة لمكانة هذه المناطق الخاصة في تاريخ المغرب وشمال إفريقيا، نظرا لما تعرضت له من تهميش وإقصاء وهشاشة ومن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، واستعدادا للترافع على مطالب وانتظارات سكانها من الدولة و السلطة معا.

كما يندرج هذا التنظيم الاجتماعي في مسار المسائلة المتواترة عن مآل الثروة الوطنية في تساوق مع ما سبق لعاهل المملكة أن شدد عليه بمناسبة الذكرى 15 لعيد العرش سنة 2014، والذي تساءل فيه الملك محمد السادس، عن الثروة الوطنية، وعن طرق توزيعها، استحضارا للمسافة الزمنية الفاصلة عن الخطاب الملكي، والتي انعكست إلى هذا الحد أو ذاك على ما أثمرته ديناميات المجتمع المدني من حراك اجتماعي وآراء وتقييمات، جعلت من موضوع الثروة الوطنية، وما أنتجته من مواقف مختلفة، موضوعا ذا صلة بالتوجه العام للتساؤلات المجتمعية والإنتظارات الشعبية التي لازالت عالقة.

ومن جهة أخرى، تعتبر حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل، نفسها معنية بكل القضايا المرتبطة عضويا بجبر الضرر الجماعي المتعلق بالعدالة المجالية وبالبنيات الاساسية (التعليم، الصحة، الشغل والسكن)، لتحقيق التضامن الاجباري واتخاذ إجراءات فورية لتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص وإطلاق مسلسل تدريجي حول التمييز الإيجابي لفائدة المناطق والجماعات المعنية بالفقر والهشاشة والاستبعاد الاجتماعي.

وفي هذا السياق كذلك، تتبلور هوية حركة قادمون وقادرون -مغرب المستقبل، من الأدنى إلى الأعلى، معتبرة الحوار من القضايا الرئيسية التي تستأثر باهتمام ناشطات ونشطاء الحركة على الصعيد الذاكرة المشتركة، وعلى صعيد ثقافي إنساني ( يستحضر مآل التراث المادي و اللامادي لهذه المناطق)؛ وعلى صعيد العيش المشترك والالتزام بالنهوض بحقوق الانسان الجماعية والفردية ونبذ الكراهية والتنديد بها؛ وعلى صعيد اجتماعي، عبر الحماية الاجتماعية والأمنية الشاملة للمواطنات والمواطنين، وترسيخ قيم الحكامة المحلية عن طريق تعبئة الفاعلين المحليين وإشراكهم في تدبير حياتهم وشؤونهم، في تناغم تام مع المشاركة الفعلية للدولة من خلال برامج رفع الحيف عن مغرب الهامش وجبر الضرر الجماعي في مناطق المغرب العميق، وعبر المساهمة المالية والبرامج التنموية والاستثمارات العمومية وتسهيل الإجراءات الإدارية والدعم اللوجيستيكي؛ وعلى صعيد الوعي بحقوق المستضعفين، و بلورة خطة استراتيجية وطنية 2019، واضحة المعالم ببرنامج عمل و جدولة اللقاءات مع كافة المؤسسات الإقليمية والجهوية والوطنية، لشرح أهداف الحركة والتفاوض على مطالبها وتوقيع شراكات مع منظمات وطنية ودولية تتقاسم نفس المرجعية وتلتقي على تحقيق نفس الأهداف، وهي في مجملها مبنية على وجهين لعملة واحدة: أولهما هو الشعور بالثقة، وثانيهما هو الشعور بالتواضع، من أجل العدالة المجالية والاجتماعية، بما تضمنه من مساواة وحقوق الإنسان و توزيع عادل للثروات، وضمان التنمية الاقتصادية القائمة على سياسات حكومية مستدامة، وعلى النمو المتكافئ بين المناطق والجهات، وضمان الديمقراطية التشاركية، وضمان تنمية اجتماعية وثقافية ورياضية، لكل شباب هذه المناطق، وصيانة الموروث التاريخي الهوياتي والثقافي، ونبذ ثقافة الحكرة والعدوانية والتطرف والعنف.

وعلى الرغم من جسامة هذه المهام المنوطة بحركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل، وباعتبارها انجاز وطني إنساني تقدمي وتراكمي مميز، يؤمن بالتطوع والتجنيد الاجباري المدني، فإنها تؤسس لعمل نضالي مدني بمضمون اجتماعي وطعم سياسي، بعيدا عن عقدة الصدام وعن كل أنواع صيحات التشاؤم ولهزيمة والنفعية، وعن كل أشكال الممارسة الواعية للاستفادة الأنانية من الظروف.

وفي الختام، نؤكد من جديد أن “قادمون وقادرون -مغرب المستقبل”، لا تنتمي لأي حزب أو تنظيم سياسي، ولا تفرض على نشطائها أي توجه سياسي أو ايديولوجي معين، بل هي حركة مغربية، وطنية، اجتماعية ديمقراطية مواطنة ومستقلة، عابرة للأحزاب والمنظمات الاجتماعية والمدنية، أسست من أجل الدفاع عن مصالح الوطن والشعب في إطار المشترك والوحدة الوطنية، والتعددية، حفاظا على السلم الاجتماعي والاستقرار في إطار الدولة الاجتماعية دون إقصاء، بمقاربة حقوقية، تشاركية وشمولية، حوارية وترافعية.

*أستاذ باحث في علم الاجتماع بجامعة مولاي اسماعيل- مكناس الرئيس الناطق الرسمي لحركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل.

‫تعليقات الزوار

3
  • جمالتهافت المريزق
    الإثنين 31 دجنبر 2018 - 09:57

    هو في الحقيقةتنظيم حزبي بطعم منقح ومزيد للاصالة والمعاصرة.نتمنى من الله ان تلقى نفس مصير ربيبتها.تهافت المريزق لن ينطلي على الاخيار الاحرار.

  • متابع تقدمي
    الإثنين 31 دجنبر 2018 - 14:49

    تحية نضالية وبعد: فبعد فشل حزب البام المخزني في ابعاد خصمه حزب العدالة والتنمية من رئاسة الحكومة ومن تصدر المشهد السياسي المزيف وبعد مرور 10 سنوات على تفريخ حزب البام ودعمه من طرف أعلى المؤسسات الرسمية في الدولة العميقة … يظهر مكون مخزني جديد في صيغة منقحة للبام تحت اسم "قادمون وقادرون" وسيعطى فرصة ومدة زمنية محددة لعله يطيح بحزب العدالة والتنمية ثم سيرمى به من جديد في علبة نفايات الأحزاب والجمعيات السياسيةالسياسية … الفضلاء الديمقراطيون والأحرار لن تنطلي عليهم هذه المسرحية السياسية الدرامية-الهزلية الجديدة… الشعب عاق وفاق وكله من حراك إلى حراك … مقاطعون/مقاطعات وفاضحون لكل البيبادق القديمة والجديدة للعبة المفروشة المغشوشة …. سنكون لكم بالمرصاد في كل المنتديات واللقاءات والتجمعات والفاصل بيننا الحوار والنقاش المسؤول والجاد والحجج والبراهين الدامغة على ماضيكم ومشروعكم الاستئصالي التغريبي

  • simo
    الإثنين 31 دجنبر 2018 - 22:09

    ce mouvement que vs pretendez defendre l'interet du citoyen ne se base pas sur des fondements solides . vs avez tant parlé du l'esprit de citoyennté mais vous n 'avez rien apporte. prqoiu tout simplement par ceque ne touchez pas au vrai difficulté auquelle les citoyens marocains en continue de souffrir. donc cessez de dire ce que les autres vs de dire

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب