لا تهمّنا حياتها ولن تكون مَلَكا ولو حرصت

لا تهمّنا حياتها ولن تكون مَلَكا ولو حرصت
الإثنين 7 يناير 2019 - 14:34

منذ عودة ملف الشهيد محمد بنعيسى آيت الجيد إلى ردهات المحكمة، شهدت المواقع الاجتماعية في الأيام الأخيرة معركة افتراضية حامية الوطيس بين الإسلاميين، في شخص بعض صقور حزب العدالة والتنمية وأنصارهم من جهة، وبين بعض الوجوه الحقوقية التي تنتمي مرجعيا إلى التيار اليساري، وهي المعركة التي استوقفتنا لنأسف لما وصل إليه السياسي والحقوقي، اللذين يفترض أن يكونا مثالا للمثقف المغربي.

كان مثول المتهم عبد العالي حامي الدين أمام محكمة فاس فرصة لبعض اليساريين والحقوقيين لتصفية حسابات مفهومة، وأخرى يشوبها الغموض مع “المصباحيين”، فقاموا بإنزال مهّم لـ”مناضليهم” مناصرة لرفيقهم المغدور، ولم يدخر “العداليون” بدورهم جهدا في الظهور بصورة “الجماعة” القوية المتماسكة، التي لن “تستسلم” للمناورات السياسية التي تحاك ضدها، مبدية استعدادها لكل شيء سوى “تسليم” أخيها.

تجاذب انتقل من أمام محكمة فاس إلى المنابر الإعلامية، وحاول من خلاله “الإخوان” تفسير موقفهم بغير قليل من الإلحاح الماكر، وحتى الابتزاز السياسي، والتقليل من أهمية ما يذهب إليه خصومهم، وخصوصا المحاميين محمد الهيني ولحبيب حجي. تجاذب اشتد مع ظهور صور -غير مألوفة- قيل إنها تعود لإحدى القنديلات في باريس، و”القصف” المتبادل الذي اتخذ أشكالا وأبعادا أخرى.

ما نأسف له هو أن صقور وأنصار العدالة والتنمية لا يزالون يتشبثون ببيع وهم “الطهرانية” و”الملائكية”، ويصورون أنفسهم رسل الأخلاق والفضيلة، والحقيقة أن الواقع ليس كذلك، فالإنسان مهما كانت تقواه ليس منزّها، وتبقى الغواية واردة مهما تقوّى إيمانه، ولـ”الإخوان” في هذا الإطار تجارب مريرة. بالمقابل، نأسف لما انتهى إليه الصوت اليساري العلماني، الذي يؤمن عبر التاريخ بالحريات الفردية والاختيارات الشخصية، حيث سقط “الرفاق” في نقاش تسطيحي عقيم يهم اختيارات مفترضة لفرد في الظهور بهذا الزي أو ذاك، والنبش في حياته الخاصة، وتتبع حركاته وسكناته للإيقاع به سياسيا. لقد كان الأجدى استغلال الحدث من أجل التأكيد على ضرورة احترام الحريات الفردية والاختيارات الشخصية لأفراد المجتمع المتعدّد، ترسيخا لثقافة الاختلاف ووفاء لقيم التسامح والتعايش.

لا يسعنا، بعد أن نؤكد أننا لسنا مع هذا أو ضد ذاك، إلا أن نقول إن مآلات التدافع السياسي والأيديولوجي في مجتمعنا أصبحت لا تبعث على الاطمئنان، ففكر “القبيلة” السياسية والأيديولوجية أضحى أكبر من المبادئ والقيم. لقد أصبحنا أمام صراع مقيت لن نجني منه غير العبث والويلات. لقد آن الأوان أن ندرك بأننا نزيغ عن السكة. لِيعلم الإسلاميون أنهم لن يكونوا ملائكة على الأرض مهما حاولوا الظهور بتلكم الصورة، وأن غيرتهم على الدين والوطن لا تعلو على غيرة غيرهم. ولِيعلم خصوم الإسلاميين أن هؤلاء من حقهم أن يدافعوا عن أفكارهم وطروحاتهم، فهم يهتمون بدنياهم ويطمحون إلى السلطة والارتقاء الاجتماعي مهما أبدوا من ورع وتقوى في خطاباتهم لأنهم باختصار لا يختلفون عن غيرهم في شيء. ولِنعلم جميعنا أن الوجود من حقنا بدون استثناء، وأن التعايش خيارنا الوحيد والأوحد، وما “صراعنا” إلا صراع دنيوي مهما بدا لنا عكس ذلك.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

9
  • FOUAD
    الإثنين 7 يناير 2019 - 17:47

    اول شيء الوم عليه الحداثيين التقدميين اليساريين "الماديين" العصريين انهم حتى الان لم يستطيعوا اقناعي بشيئين :
    – هجومهم على ماء العينين منبعه البحث عن الحقيقة و محاربة الفساد!
    – هل يعقل ان صورة نجهل "من" التقطها و "لمن" التقطها كافية للتسليم بحجيتها !
    و الله الذي لا الاه غيره رايت برنامجا منذ حوالي 25 سنة .. صوروا شخصا بدون لحية و اذاعوا البرنامج لنفس الشخص "بلحية طويلة" لتشويه الملسلمين في فرنسا ! فاحتج الشخص بشدة مما دفع france 3 الى الاعتذار له و للمشاهدين !
    ناس يعيشون في 2019 ما زالوا يصدقون كل ما يرون و كانهم لا يعلمون ما تستطيع فعله ب برامج مجانية / فابور logiciels gratuits

  • محمد أيوب
    الإثنين 7 يناير 2019 - 18:29

    عين الصوابك
    يقول الكاتب:"ما نأسف له هو أن صقور وأنصار العدالة والتنمية لا يزالون يتشبثون ببيع وهم"الطهرانية"و"الملائكية"،ويصورون أنفسهم رسل الأخلاق والفضيلة،والحقيقة أن الواقع ليس كذلك، فالإنسان مهما كانت تقواه ليس منزّها، وتبقى الغواية واردة مهما تقوّى إيمانه،ولـ"الإخوان"في هذا الإطار تجارب مريرة"..هذه الفقرة من المقال تختزل كل شيء تقريبا..وفي حوار لي مع صديق محسوب على حزب المصباح أرغد وأزبد وانتفض وغضب علي لكوني تبنيت محتوى الفقرة تماما قبل أن أطلع عليها..قلت لصديقي:كيف تكون المعنية"ملتزمة"بالمغرب وعندما تغادره تغير جلدها وتصبح متبرجة وسافرة؟ أجابني من غير أن يقنعني:"أنتم لا ترون الا هذه..ما با فلانة وفلان ووو..".. قلت له:"حزبكم يسوق لنا خطابا معينا يؤطر توجهاته وبرنامجه في مواجهة المواطنين/الناخبين..ومن المفروض أن"مناضليه"أول من يلتزم بذلك سواء بالمغرب أو بالخارج،فمن غير المعقول أن تكون لرموزكم وجهين مختلفين حد التناقض..ولو كان معروفا عن السيدة سفورها لما لا مها أحد،اذ يوجد ببلدنا شخصيات نسائية تنتمي الى مختلف التيارات لا تلتزم بالحجاب ومع ذلك فالكل يحترمهن ويقدرهن ويثمن عملهن..

  • الرياحي
    الإثنين 7 يناير 2019 - 19:17

    2014 Avril
    كنادى علي الوزير الشوباني (العدالة والتنمية) الذي كان يوجد في أسفل الدرج، فيما كنت وصلت إلى الأعلى، قائلا «الأخت الأخت، فاستدرت نحوه، وسألني إن كنت أشتغل بالبرلمان، أجبته «لا، أنا صحافية»، فقال لي، بطريقة مستفزة، إن اللباس الذي ترتدينه يمس بحرمة البرلمان، وعليك مغادرة المكان فورا».
    هذا في الداخل أما في الخارج فغدا أمرا.
    خرجت صورة ثانية أكثر جرأة .
    ما يهمنا هي "تبع الكذاب " لباب الدار لا غير
    —-> Fouad
    Les deux photos sont authentiques j'ai fait l'expertise moi-

  • sifao
    الإثنين 7 يناير 2019 - 20:32

    اذا كان الكذب حرية شخصية ، فإن المنطق يرفض تقبله كواقع ، نحن لسنا ضد الحريات وانما هي غايتنا الاخيرة ، لكن ، ان تقود حملة وتوجه اتهامات ثقيلة للتبرج باعتباره سبب الفساد الاخلاقي وانتشار جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي وتداعياته المختلفة، ثم تظهر على المظهر الذي كنت ترفضه سابقا ، فهذا طعن في الظهر ، كانوا يستحمروننا ، فلو انها استمرت في الدفاع عن حقها واعتبرت ذلك"مراجعة فكرية" لصفقنا لها بحرارة كما صفقنا للمدونة "مايسة سلامة الناجي" هذه الاخيرة عاشت التجربتين معا وحسمت امرها ودافعت عن رأيها على طريقتها ، امينة ماء العينين ، في الوهلة الاولى نفت ان تكون هي صاحبة الصورة وهددت بالقضاء و,,,لكن بعد ظهور صور اخرى لها "قلبت الصباط وخرجت العينين"، كان من الطبيعي ان يتصاعد النقاش والجدال الكلامي ، بعبارة واحدة "ما يكذبوش علينا"ومن حقنا ان نحتج عليهم ونبين اكاذيبهم ، اما التطبيع مع الكذب فلا يعبر عن الاختلاف وانما عن الافلاس الشامل,,,,اما
    قضية تصفية الحسابات الشخصية فهي جزء من اللعبة فالمسألة مسألة امتلاك القرار، بنكيران رأى فيها مناسبة لاستعادة الريادة ويظهر كزعيم يمكن الاتكال عليه

  • مسلم مغربي
    الإثنين 7 يناير 2019 - 21:49

    شخص أعرفه منذ الصغر متشبث بالدفاع عن الفكر اليساري وكل قضايا الاشتراكيين،يتردد على المقهى المفضل لدي،دعاني بهدوء للحوار معه ،بالطبع أعرف الرجل مناضلا في صفوف طلبة ثمانينيات القرن الماضي وهو بالمناسبة أستاذ لمادة الفلسفة،لم أرفض الدعوة لأنني أحترم مناضلي ذلك الزمن الجميل وثباتهم على المبادئ،قدمت له بعض أعمالي المتواضعة وهي عبارة عن شذرات ليس إلا أتمتع بكتابتها،وطمأنته بوضعيتي من حيث المبدأ التي لا تختلف كثيرا عنه في الثبات والوفاء للخط النضالي السليم،تجاذبنا معا أطراف الحديث حول ما آل إليه الوضع السياسي والفني والثقافي من رداءة…،لكن المفاجأة هي أنه قال لي بالحرف:" المضي بعيدا يعني العودة"،سألته ماذا يقصد بعبارته تلك إنها توحي إلى القول الفلسفي،أجاب : " لدي الآن بما لا يدع أي شك بأن للإله عدل مطلق وله شأن في خلقه لكنني لازلت أبحث في الأمر"،أجبته :" كلنا نبحث ومن قال لك انه وصل قد ضل الطريق"،واسترسلت في الحديث:" كن له عبدا كما يريد يكون لك كما تريد،فمقام العبودية يسمو بك إلى أعلى عليين،ففي هدية السماء الربانية فاق رسول الأرض رسول السماء فدنا من الله بقرب،وجبريل الملك اكتفى بالانتظار".

  • Ryahi
    الإثنين 7 يناير 2019 - 22:47

    Bonsoir Fouad
    Alors toujours en retard d'une guerre ?
    Depuis que d'autres photos ont malicieusement apparues ,l'intéressé elle-même fait profil bas et vous vous défendez la citadelle
    Reconnaissez que sont des gens pas très propres qui font commerce de la bêtise des gens et fricotent avec Satan
    Par ailleurs détrempée vous il y a des gens de haut vol. chez les lecteurs de hespress

    Je vous le répète les photos sont authentiques et je peux le prouver

  • FOUAD
    الإثنين 7 يناير 2019 - 23:08

    تبع الكذاب حتى لباب الدار

    اصحاب الخبرة و قعوا في تناقض كبير بحيث اتوا بصور/ اثواب يستحيل ان يلبسها انسان عاد في باريس في شهر دسمبر حسب زعمهم و الحرارة تتراوح بين 2 و 6 الى 8 درجات كحد اعلى و اما ليلا فانها تقترب من الصفر !
    انا كذلك تاملت الصورتين و توقفت عند ا"لاسنان" و "الارداف" فاقنعت بان صاحبة الصورة لا نصفها الاعلى و لا نصفها الاسفل يشبه المراة
    اختم .. و الله لن ادافع عنها بالباطل اذا ثبت ان من في الصورة هي ماء العينين
    ولكن لن يستطيع ان يقنعني من يغضون الطرف عن "القطط السمان" و يمارسون البطولة على حزب شعبي حسب تقديري
    تركتم سوك النخاسة و لم تظهر لكم الا ماء العينين و الشوباني و ا بااااز
    il est minuit bonne nuit
    Mon salam

  • Arsad
    الثلاثاء 8 يناير 2019 - 02:50

    ان كانت هنالك من حجج دامغة تثبت إذانة حامي الدين فعلى القضاء ان يطلع الرأي العام عليها ويفرض القانون وعدالته على الجميع وان لم يكن هنالك من حجج فعليه أن يقفل الملف وينهي الجدال الذي يشوش على العدالة والا صار القضاء مهزلة وميذان للاستغلال والانتهاء السياسي.

  • sifao
    الثلاثاء 8 يناير 2019 - 06:53

    من سوء حظهم انهم لا يقدرون تدعيات نكرانهم لافعالهم،فاطمة النجار نفت ان تكون خلوتها الرومانسية مع حماد كانت للمتعة ونفت نفيا قاطعا ان تكون قد فعلتها وان كل ما في الامر هو مؤامرة محبوكة للايقاع بالطهرانيين في المفسدة ،ولما حاصرتها الادلة العلمية ، نفت نفيا قاطعا ان يكون الامر قد وصل الى حد "الزنا"وان القصة تنحصر في تقديم المساعدة لأخ في الملة يعاني من عسر في القذف،لكن سؤال "الكيف"عن طبيعة هذه المساعدة اوجدها في وضعية "بورنوغرافية"اعقد من الوضع الطبيعي للجنس،ابتلعت لسانها واوقفت مسرحية المساعدة في فصلها الاول قبل ان تتعقد فصولها الى ما هو افظع ، نفس الشيء يالنسبة لماء العينين،ظهرت في الصورة الاولى بلباس عصري ّلكن محتشم – حسب تقييمهم – انكرت وسلكت نفس مسلك فاطمة النجار،ثم ظهرت في صورة اكثر تبرجا من الصورة الاولى،شعر مطلوق وعارية الذرعين، واصلت عنادها فظهرت في صورة ثالثة عارية الساقين،عاودت نفس الخطوة ا ودخل اخوتها في المعمعة فظهرت ب"البنيكي" تقريبا كما ولدتها امها ، واذا واصلت العناد ربما ستظهر في وضع ، الى قدر الله ، اكثر فداحة ، بلداء بطبعهم لا يستوعبون الدروس بالسرعة المطلوبة

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج