لا مكان للمقامرة بمستقبل المغرب؟

لا مكان للمقامرة بمستقبل المغرب؟
الخميس 24 نونبر 2011 - 04:06

جزمت قيادة التحالف الثماني في تصريح لوكالة رويترز من أن المغرب لن يسلم السلطة للإسلاميين مثل ما حصل في تونس باعتبار أن ديموقراطية المغرب أكثر نضجا، وذلك ثلاثة أيام قبل انتهاء الحملة الانتخابية لاقتراع 25 نونبر المصيري، مما عكس موقفا إقصائيا جديدا يفضح نزعة الوصاية على الشعب المغربي ويكشف عن التوجه السلطوي الكامن والذي يمثل الخطر الأكبر على مصداقية التحول السياسي، والأكثر من ذلك يقدم دليلا يطعن في مصداقية نزاهة الانتخابات القادمة، ويزيد من الشكوك في التدخل للتحكم في نتائجها، وذلك ضدا على الموقف الرسمي المتشبث بنزاهة وشفافية الاقتراع.

ليست هناك حاجة للنقاش حول المقارنة بتونس ومدى نضج ديموقراطيتها، خاصة عند النظر لنسبة المشاركة المرتفعة التي شهدتها الانتخابات التونسية بما يفوق 90%، والتي نتطلع في المغرب إلى تتجاوز نصفها على الأقل، أو عند النظر للنظام القانوني الذي منح الحق في التصويت لكل تونسي حامل للبطاقة الوطنية وجهل التسجيل في اللوائح الانتخابية اختيارا، كما منح حق التصويت لتونسي الخارج في بلدانهم ومنح حق التوفر على ممثلين مباشرين دون لجوء للإقصاء عبر آلية التصويت بالوكالة، وجرى اعتماد عدد قليل من مكاتب التصويت في حدود 7 ألاف مكتب مما أنتج قدرة أكبر على مراقبة شفافية الاقتراع وليس مثل بلادنا التي اعتمدت 45 ألف مكتب تصويت ليس في مقدور أي حزب تغطيتها بأكملها، والأهم هو وجود هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات وغياب حركة مقاطعة وانخراط جماعي في بناء تونس مما انعكس على تشكل تحالف حكومي قوي هناك حقق انتقالا ديموقراطيا رائدا.

أهمية التصريح السلطوي تتجلى، إذن، في تجديدها للمخاوف من استمرار منطق الديموقراطية المتحكم فيها والمحسومة نتائجها، ويفسر بالتالي الحملة الشرسة التي استهدفت التيار الإسلامي المشارك في الانتخابات في الاشهر الاخير والرهانات التي أطرت السعي لبناء تحالفات مصطنعة لإيقاف المد الديموقراطي، كما يقدم مؤشرا عن مغرب ما بعد 25 نونبر والمخاطر التي ستعترض تحوله الديموقراطي، والتهديدات المبطنة بضرب نتائج هذا التحول وإفشالها، وإبقاء المغرب رهينة للتوتر المفتعل مع الحركة الإسلامية المعتدلة، وضحية لفزاعة الإسلاميين في الوقت الذي يتقدم غيره في التحرر منها وإدماج كل طاقته ومكوناته في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

في الواقع، إن هذا المنطق لا يمثل سوى موقفا مضادا لحركة التاريخ وإرادة الشعوب في إعادة الاعتبار للحركة الإسلامية باعتبارها قوة إصلاحية فاعلة في صيانة الاستقرار ومؤهلة لكسب تحديات التنمية، وكل إعاقة أو عرقلة لهذا المسار لا تنتج سوى تأجيلا له، ولعل القراءة الصحيحة لما تشهده مصر هذه الأيام من حراك ديموقراطي جديد، تفرض إيقاف المناورات التي جرى اللجوء إليها لإيقاف مسلسل التحول الديموقراطي الجدي، وعدم هدر وقت الشعوب في متاهات الإقصاء والوصاية عليها.

لقد اختار المغرب طريقا ثالثا في الربيع الديموقراطي قائم على الإصلاح والتجاوب مع المبادرة الملكية لتحقيقه في إطار الاستقرار، والمسؤولية تقتضي المضي في هذا الخيار والنجاح في كسب استحقاقاته وقطع الطريق على المتربصين الساعين للتآمر على تجربة الانتقال الديموقراطي وإجهاضها، باعتبار ذلك الخيار الوحيد المتبقي للمغرب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه.

افتتاحية التجديد 23-11-2011

‫تعليقات الزوار

3
  • abed
    الخميس 24 نونبر 2011 - 13:51

    لي عجباتو تونس و مصر يمشي يعيش فيها و يهنينا من صداعو
    خليونا هانيين فبلادنا رااه عاجبناه هاكا بحلوها و مرها
    و من اراد التغيير فليبدأ بنفسه اولا

  • المختار:متى نستوعب الدرس؟
    الخميس 24 نونبر 2011 - 15:20

    يحق لمجموعة ج8 أن تتحدث عن طموحاتها وان تجزم باليقين أنها الفائزة مادام البعض يشق صفوف القوى الحية التي بإمكانها طي صفحة الماضي البئيس بدعوتها تارة الى المقاطعة والركض تارة في حملة انتخابية مع جهة ما صادقت المغاربة ولا قدمت لهم شيئ سوى الشعارات
    وضرب الطاولة بقبضة اليد يوم كانت في المعارضة وتوارت كليا على الأنظار وهي تتحمل مسؤولية تسييرالبلاد،كيف لا تتبجح هذه الاحزاب وجوقة المقاطعين يعطونها الأمل للعودة !لأكيد أن المغاربة لديهم فرصة لا تعوض اليوم لكنس شرفهم من الناموس اللاسع الذي أحال جسد المغاربة الى جدع نخل فارغة من الماء، لكن مع كامل الأسف هناك عينات من البشر لا تريد الخير لهذا البلد وهي تسعى لتازيمه أكثر وجعله ساحة فوضى عارمة ظنا منها أن هذا يجعلها
    تتحكم في زمام الأمر ويعود لها الحكم دون أي انتخابات وما لا يقدرعواقبه هؤلاء ا، النار قد تلتهمهم قبل غيرهم،فيخسرون الجمل بما حمل، جماعة ج8 هي تلعب الكل للكل فإما ان تعيش أو تدخل قاعة الانعاش حتى يرى الله في أمرها وما حجة التخوف من فوز الاسلاميين ماهي إلا نكتة تبكي ولا تضحك لأن العدالة والتنمية اليوم هي أقربهم للمغاربة وسطية ووضوح.

  • rachid
    الخميس 24 نونبر 2011 - 15:36

    La démocratie pas une chose facile au Maroc et elle n'est pas difficile. Mais certains personne ou certaines partie font les jeux à leur désir et comme ils veux comme la RNI et Monsieur Mezouar qui va faire tomber le Maroc vers le bas, vers les années 80 ou les débuts des années 90

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية